
توقعات نفطية جديدة تثير أمل حذر لـ«دونالد ترامب»
ولازالت مكاسب النفط محدودة، بعد توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن المعروض العالمي من النفط لعامي 2025 و2026 سيرتفع بسرعة أكبر من المتوقع، مع زيادة إنتاج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، وكذلك زيادة الإنتاج من خارج التحالف.
أفادت وكالة الطاقة الدولية (IEA) في أحدث تقرير لها عن السوق يوم الأربعاء، أن الطلب على النفط سيكون أبطأ من المتوقع مع نمو العرض خلال العام المقبل، مما يتيح للرئيس دونالد ترامب مجالاً للتفاؤل بشأن التضخم - مع بعض المحاذير.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها لشهر أغسطس/آب "لقد تأثرت أسعار النفط سلباً بديناميكيات السوق سريعة التغير".
وأضافت، "في حين أن العقوبات الجديدة على روسيا وإيران تهدد بالتأثير على تدفقات التجارة، فإن ضعف النمو الاقتصادي من شأنه أن يُضعف الطلب".
ما أهمية ذلك؟
وفق ما أفادت مجلة "نيوز ويك"، من شأن انخفاض أسعار النفط، التي شهدت بالفعل انخفاضاً خلال الأشهر القليلة الماضية، أن يُخفف من وطأة التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، وقد يُعوض بعض الزيادات في أسعار المستهلك المرتبطة برسوم ترامب الجمركية.
وقد يُمهد انخفاض الضغط التضخمي الطريق لخفض أسعار الفائدة الذي يطالب به ترامب.
كما سيُضيف ذلك ضغطا اقتصاديا إضافيا على الدول المنتجة للنفط المعارضة للولايات المتحدة، بما في ذلك إيران وروسيا وفنزويلا، وهو أمر إيجابي آخر لإدارة ترامب.
لكن منتجي النفط الأمريكيين سيعانون أيضًا من ضربة مالية جراء انخفاض الأسعار، كما أن انخفاض الطلب يُشير إلى ضعف اقتصادي عالمي قد ينعكس سلبًا على الولايات المتحدة أيضًا.
ما يجب معرفته؟
وأفادت وكالة الطاقة الدولية بأن "أحدث البيانات تُظهر ضعف الطلب في الاقتصادات الكبرى، ومع استمرار تراجع ثقة المستهلكين، يبدو أن حدوث انتعاش كبير أمر بعيد المنال".
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 680 ألف برميل يوميًا في عام 2025، وبمقدار 700 ألف برميل يوميًا في عام 2026، ليصل إلى 104.4 مليون برميل يوميًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، على الرغم من الاستهلاك الأضعف من المتوقع في الصين والهند ومصر والبرازيل في الأشهر الأخيرة.
وأضافت الوكالة أن نمو المعروض العالمي من النفط قد تم تعديله بالزيادة بمقدار 370 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا هذا العام، وبمقدار 620 ألف برميل يوميًا في عام 2026 ليصل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، وذلك بعد أن اتفقت مجموعة أوبك+ على زيادة الإنتاج في الوقت الذي يشهد فيه الطلب انخفاضًا.
وأضافت الوكالة، "في حين تبدو أرصدة سوق النفط أكثر تضخمًا مع تجاوز العرض المتوقع للطلب بكثير مع اقتراب نهاية العام وفي عام 2026، فإن العقوبات الإضافية المفروضة على روسيا وإيران قد تقلل من إمدادات ثالث وخامس أكبر منتجين في العالم".
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة تضغط أيضًا على كبار مشتري النفط الخام الروسي، وأبرزهم الهند، لتقليص مشترياتهم.
أوبك أكثر تفاؤلا
رفعت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميا، بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة، نظرا لقوة النشاط الاقتصادي، حسبما ورد في تقريرها الشهري الصادر في وقت سابق من هذا الأسبوع.
من المرجح أن يستفيد تحالف أوبك بلس من قراره بإعطاء الأولوية لاستعادة حصته في سوق النفط على حساب استقرار الأسعار، رغم الضغوط الاقتصادية في البداية. إذ يأمل أعضاء التحالف في استعادة الحصة السوقية التي تنازلوا عنها لصالح منتجي النفط الصخري الأمريكي والمنافسين الآخرين، ويبدو أنهم بدأوا ينجحون في ذلك بالفعل، فمن المتوقع أن يتراجع نمو إمدادات النفط من الدول المنتجة من خارج الأوبك بأكثر من 80% حتى عام 2027.
وتأتي هذه الزيادة وسط ضغوط دبلوماسية متزايدة؛ إذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية تستهدف عملاء النفط الروسي ما لم يحدث وقف سريع لإطلاق النار في الحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت بلومبرغ. وقد يؤدي أي اضطراب كبير في الإمدادات الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية.
من جانبه، فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على واردات المنتجات النفطية المكررة من النفط الخام الروسي اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2026.
كما سيحدد سقفا أدنى لسعر النفط الروسي اعتبارا من 3 سبتمبر/أيلول كجزء من حزمة العقوبات الثامنة عشرة المفروضة على موسكو.
وأضافت وكالة الطاقة الدولية، "في المقابل، خُففت القيود المفروضة على فنزويلا مع حصول شركة شيفرون مؤخرا على ترخيص جديد لتشغيل وتصدير النفط."
وتابعت الوكالة، "في حين أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد نتائج هذه التغييرات الأخيرة في السياسات، فمن الواضح أن السوق بحاجة إلى بعض التنازلات لتحقيق التوازن."
وتُظهر أحدث البيانات الفيدرالية أن التضخم الأمريكي ظل مستقرا نسبيا في يوليو/تموز، متحديا المخاوف من ارتفاع حاد في أسعار المستهلك بسبب الرسوم الجمركية، وهو ما يعد خبرا سار لترامب، الذي يضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.
وانخفضت أسعار الغاز في الولايات المتحدة بنسبة 2.2% من يونيو/حزيران إلى يوليو/تموز، وانخفضت بنسبة 9.5 % مقارنة بالعام السابق، بحسب تقرير حكومي.
أسعار النفط اليوم
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس وسط تقييم المستثمرين لتأثير القمة الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا والمقرر عقدها غدا الجمعة على تدفقات الخام الروسي مع احتمالية فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط من موسكو، لكن توقعات وفرة المعروض حدت من المكاسب.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا أو 0.7% إلى 66.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:31 بتوقيت أبوظبي، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتا أو 0.7% إلى 63.09 دولار.
وسجل كل من العقدين أدنى مستوى له في شهرين أمس الأربعاء بعد توقعات تتعلق بالإمدادات صدرت عن الحكومة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية.
وهدد ترامب أمس الأربعاء "بعواقب وخيمة" إذا لم يوافق بوتين على التوصل لسلام في أوكرانيا. ولم يحدد ترامب ما هي هذه العواقب لكنه يحذر من عقوبات اقتصادية إذا لم يسفر اجتماع ألاسكا غدا الجمعة عن نتائج.
وقالت شركة ريستاد إنرجي في مذكرة للعملاء "لا تزال حالة عدم اليقين التي تكتنف محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا تضيف علاوة مخاطر صعودية نظرا لأن مشتري النفط الروسي قد يواجهون المزيد من الضغوط الاقتصادية".
وتتلقى أسعار النفط دعما آخر من توقعات شبه مؤكدة بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول بعد ارتفاع التضخم الأمريكي بشكل طفيف في يوليو/تموز.
وقد يؤدي انخفاض معدلات الاقتراض إلى زيادة الطلب على النفط.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء إن مخزونات النفط الخام زادت بشكل مفاجئ بثلاثة ملايين برميل إلى 426.7 مليون في الأسبوع المنتهي في الثامن من أغسطس/آب، مما حد من مكاسب النفط.
aXA6IDE5MC4xMDYuMTc2LjIyNSA=
جزيرة ام اند امز
AU

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
سعر النفط اليوم.. «الخام» يتراجع مترقباً قمة ترامب وبوتين في ألاسكا
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة في وقت ينتظر فيه المستثمرون القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. يتوقع البعض أنها قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. وبحلول الساعة 1105 بتوقيت غرينتش (15.05 بتوقيت أبوظبي)، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتاً، أو 0.7%، إلى 66.35 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتاً، أو 0.9%، إلى 63.38 دولار. وتتعلق الأنظار بالاجتماع المرتقب في وقت لاحق من اليوم الجمعة بين ترامب وبوتين في ألاسكا حيث يتصدر وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية جدول الأعمال. وقال ترامب إنه يعتقد أن روسيا مستعدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا لكنه هدد أيضاً بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي إذا لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات السلام. وقال جيوفاني ستاونوفو محلل السلع الأولية لدى يو.بي.إس "السوق تترقب ما إذا كان الأمر سيفضي إلى وقف لإطلاق النار. تعني التوقعات بوقف إطلاق النار أن الإنتاج الروسي سيزيد... السؤال هو هل سيكون هناك تصعيد أم خفض للتصعيد؟". ويتجه خام غرب تكساس الوسيط للانخفاض 0.7%، فيما يتجه خام برنت للارتفاع 0.4% خلال الأسبوع. وزادت المخاوف المتعلقة بالطلب على الوقود بسبب ورود بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين. وأظهرت بيانات أصدرتها الحكومة الصينية اليوم الجمعة تراجع نمو إنتاج المصانع إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر، وزيادة نمو مبيعات التجزئة بأبطأ وتيرة منذ ديسمبر/كانون الأول، مما أثّر سلباً على المعنويات رغم ارتفاع استهلاك المصافي في ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم. وكشفت البيانات عن زيادة استهلاك المصافي الصينية 8.9% على أساس سنوي في يوليو/تموز، لكنه أقل من مستويات يونيو/حزيران التي بلغت أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2023. ورغم زيادة استهلاك المصافي، زادت صادرات الصين من المنتجات النفطية الشهر الماضي مقارنة بالعام الماضي مما يشير إلى انخفاض الطلب المحلي على الوقود. كما تأثرت المعنويات بتوقعات بزيادة الفائض في سوق النفط واحتمال بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول. وقال محللون من بنك أوف أمريكا أمس الخميس إنهم يوسعون نطاق توقعاتهم بشأن الفائض في سوق النفط استناداً إلى زيادة الإمدادات من تحالف أوبك+. ويتوقع المحللون الآن أن يبلغ الفائض 890 ألف برميل يومياً في المتوسط اعتباراً من يوليو/تموز 2025 وحتى يونيو/حزيران 2026. وجاء هذا التوقع بعدما قدرت وكالة الطاقة الدولية أن أسواق النفط "متخمة" على ما يبدو بعد أحدث زيادات للإنتاج من أوبك+. RO


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الدولار يتراجع بعد بيانات أمريكية والأنظار صوب "قمة ترامب وبوتين"
تراجع الدولار، اليوم الجمعة، في نهاية أسبوع حافل بالبيانات التي أبقت على احتمال خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة في سبتمبر قائماً، بينما يترقب المستثمرون محادثات ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا. وقفز الدولار، أمس الخميس، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاعاً فاق التوقعات لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة في يوليو الماضي، لكنه تخلى اليوم عن معظم مكاسبه، ومن المتوقع أن ينهي الأسبوع بانخفاض قدره 0.5 بالمئة مقابل مجموعة من العملات. وقال كايل تشابمان محلل أسواق العملات الأجنبية في "بالينجر اند كو" في لندن: "كان رقم مؤشر أسعار المنتجين أمس صادماً، ولكن لا يزال هناك القليل من الأدلة الملموسة على ارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية". وأضاف: "مع إبقاء الأسواق على توقعاتها بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وتحول التركيز الآن إلى ألاسكا، يعيد الدولار مكاسبه هذا الصباح". ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لسي.إم.إي تتوقع أسواق المال بنسبة 93 بالمئة أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر. ويترقب المستثمرون اليوم الجمعة ما ستسفر عنه قمة ترامب وبوتين نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا. ويتوقع معظم المحللين أن تستفيد العملة الأوروبية الموحدة من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وارتفع اليورو مقابل الدولار 0.5 بالمئة إلى 1.1708 دولار. ولم يتلق الدولار دعماً يذكر، اليوم الجمعة، من بيانات أظهرت انتعاش أسعار الواردات الأمريكية في يوليو، مدعومة بارتفاع تكاليف السلع الاستهلاكية. ومقابل الين الياباني، تراجع الدولار 0.5 بالمئة إلى 146.975 يناً، عقب صدور بيانات نمو يابانية قوية على نحو مفاجئ، أظهرت صمود أحجام الصادرات بشكل جيد في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة. وصعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار المتراجع اليوم الجمعة، ومن المتوقع أن ينهي الأسبوع مرتفعاً بعد بيانات اقتصادية قوية وخفض لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا. وارتفع الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 0.3 بالمئة إلى 1.35705 دولار، لتصل مكاسبه خلال الأسبوع إلى 0.9 بالمئة. وبالنسبة للعملات المشفرة، ارتفعت بتكوين وإيثريوم بعد تكبدهما خسارة أربعة بالمئة تقريباً لكل منهما أمس الخميس. ووصلت بتكوين في وقت ما إلى مستوى قياسي مرتفع أمس مع تزايد التوقعات بتخفيف مجلس الاحتياطي الاتحادي للسياسة النقدية، ما عزز التفاؤل الناجم عن بيئة تنظيمية داعمة للعملات المشفرة في واشنطن.


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
«قمة ألاسكا».. طوق النجاة للاتحاد الأوروبي والاقتصاد الروسي
تم تحديثه الجمعة 2025/8/15 05:51 م بتوقيت أبوظبي تحمل «قمة ألاسكا» المرتقبة اليوم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أهمية اقتصادية بالغة لأسواق ومستثمري العالم. الهدف الرئيسي من القمة يتمثل في إرساء مفاوضات سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية الممتدة منذ 2022، لكن في حال تحقق ذلك، ستكون التداعيات متشعبة. في التقرير التالي، سنستعرض التداعيات الاقتصادية المحتملة لقمة ألاسكا. الاتحاد الأوروبي وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية، يُعتبر الاتحاد الأوروبي من أكبر الداعمين لأوكرانيا في الحرب، إذ قدم نحو 180 مليار دولار كمساعدات مالية وعسكرية وإنسانية للاجئين منذ بداية الحرب، 35% منها مُقدمة كمنح أو دعم عيني، و35% منها كقروض ميسرة للغاية، وهو الأمر الذي ساهم في استمرار العجز في الموازنة العامة للاتحاد الأوروبي. وتراوحت نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من 2021 إلى 2024، بين -6.7% و3.2-%. ومن ناحية أخرى ارتفعت نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو من 87.3% في عام 2023 إلى 87.4% في عام 2024، أما في الاتحاد الأوروبي ارتفعت من 80.8% إلى 81%، ومن هنا يتضح أنه في حالة فشل مفاوضات السلام في قمة ألاسكا، سيتحمل الاقتصاد الأوروبي التبعات الاقتصادية لاستمرار الحرب. الاقتصاد الروسي على الرغم من أن بوتين يبدو وكأنه يدخل المحادثات من موقع قوة لا ضعف، فإنه قد يبحث عن مخرج من الحرب التي أضرت بالاقتصاد الروسي، الذي يشهد تباطؤاً في النمو ونقصاً في العمالة وتضخماً متفشياً وصفه بوتين بأنه "مقلق". وقال رئيس كلية الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، ريتشارد بورتس، لشبكة CNBC: "يبدأ (بوتين) من موقع قوي نسبياً في ساحة المعركة. إنهم يتقدمون". وأضاف بورتس: "على الجانب الآخر، يبدأ بوتين من الناحية الاقتصادية من موقع ضعيف. الاقتصاد الروسي ليس في وضع جيد. إنهم يُعانون من عجز مالي كبير، ويعود ذلك جزئياً إلى الانخفاض الكبير في عائدات النفط، وانخفاض أسعار النفط. و... هذا اقتصاد ضعيف". الاقتصاد الروسي تأثر نسبياً قبل الحرب وبعدها، أي مع العقوبات، فقد انخفض إجمالي الصادرات من 58.1 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى 39.2 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول 2024، كما أن الاقتصاد كان مُحقق فائض في الموازنة بقيمة 524.28 مليون روبل (6.5 مليون دولار) في ديسمبر/كانون الأول 2021، ولكن تحول إلى عجز في ديسمبر/كانون الأول 2024 بقيمة 4.9 تريليون روبل (61.1 مليار دولار)، وارتفع معدل التضخم بشكل نسبي من 8.39% إلى 9.5%. وتشير بيانات إلى أن إيرادات الطاقة الروسية انخفضت بنسبة 20% على أساس سنوي خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، بفعل تراجع أسعار النفط وتنامي صعوبة الالتفاف على القيود الغربية. ومع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الهند بسبب شرائها النفط الروسي، يزداد الضغط على أحد أبرز منافذ موسكو لتسويق خامها. ويرى يانيس كلوجه، الخبير في الشأن الروسي لدى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، الذي تحدث إلى صحيفة "أستراليان فايننشال ريفيو"، أن الاقتصاد الروسي أضعف اليوم مما كان عليه في أي وقت خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن هذا الضعف لم يُترجَم حتى الآن إلى تغييرات في موقف بوتين من الحرب. العقوبات لم تقتصر آثارها على قطاع الطاقة، بل طاولت قطاعات أخرى حساسة. شركة الألماس الروسية العملاقة "ألروسا"، مثلاً، سجلت تراجعاً في الإيرادات بنسبة 25% في النصف الأول من العام، وسط ضغوط التضخم وارتفاع تكاليف التشغيل. أما قطاع الطيران المدني فيعاني تراجعاً حاداً، إذ لم تُسلَّم سوى طائرة تجارية واحدة من أصل 15 كان مخططاً لها في هذا العام بسبب نقص التكنولوجيا وقطع الغيار الغربية، ما يعكس هشاشة القاعدة الصناعية في ظل العزلة التكنولوجية. aXA6IDE0MC45OS4xODguMTEg جزيرة ام اند امز EE