
الاحتجاجات العمالية.. فجوة واسعة بين التطلعات واستجابة أصحاب القرار
هبة العيساوي
اضافة اعلان
عمان- في الوقت الذي أظهر فيه تقرير صادر عن المرصد العمالي أن أكثر من 80 % من الاحتجاجات العمالية التي شهدها الأردن خلال عام 2024 لم تُحقق مطالبها، عكست الأرقام فجوة واضحة بين تطلعات العاملين واستجابة أصحاب القرار، وسط تراجع ملحوظ في عدد الاحتجاجات مقارنة بالعام السابق.وأشار التقرير إلى أن التهديدات التي يتعرض لها العمال، وضعف التمثيل النقابي، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية، ساهمت في عزوف كثير من العاملين عن الاحتجاج.في المقابل، ردت وزارة العمل بأنها تعاملت مع عشرات النزاعات العمالية خلال العام، وتمكنت من حل معظمها عبر اتفاقيات جماعية شملت آلاف العاملين، وبتكلفة تجاوزت 30 مليون دينار على الشركات.وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل، محمد الزيود، إن الوزارة تعاملت من خلال مديرية علاقات العمل مع 35 نزاعا عماليا خلال عام 2024.وأضاف الزيود إن معظم هذه النزاعات تم حلها من خلال توقيع اتفاقيات عمل جماعية، استفاد منها أكثر من 5 آلاف عامل وعاملة، مشيرًا إلى أن تكلفة هذه الاتفاقيات على الشركات تجاوزت 30 مليون دينار.ضوابط محددةبدوره قال نائب رئيس الاتحاد العام للعمال، خالد أبو مرجوب، إن توفير بيئة تضمن حرية التعبير والتنظيم الرقابي، والتي نستطيع من خلالها تحقيق توازن بين حماية الحقوق والحريات الأساسية وضمان استقرار المجتمع والنظام العام، يتطلب وضع أسس تشريعية وتنظيمية تضمن حرية التنظيم والتعبير، مع وضع ضوابط واضحة ومحددة تمنع إساءة استخدام هذه الحرية واستغلالها بتنظيم الإضرابات والاحتجاجات.وأضاف أبو مرجوب إنه يمكن من خلال هذا التوازن خلق بيئة آمنة تسمح للعاملين بالمطالبة بحقوقهم دون الخوف من العقوبة أو الفصل التعسفي، والذي تمارسه بعض الشركات والمؤسسات، مؤكدا ضرورة خلق بيئة عمل نظيفة وآمنة تتيح مخاطبة العمال والتفاعل معهم وبحث الأسباب التي تدفعهم للاحتجاج أو الإضراب، ومن ثم معالجتها، والتي غالبا ما تتعلق بالأجور المتدنية وغياب الحماية الاجتماعية.وشدد على أن سوق العمل بحاجة إلى حملة إصلاحية كاملة تبدأ من أصحاب العمل والعمال، وتهدف إلى خلق التوازن المطلوب بين ما يريده العامل لتوفير حياة كريمة، وبين ما يريده أصحاب العمل لتحقيق الأرباح، على ألا يكون ذلك على حساب حقوق العمال، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هذا التوازن مدعوما بتشريعات وقوانين تتيح التنظيم النقابي وتشجع العمال على الانضمام للنقابات العمالية التي يجب أن توفر لهم بعض المكاسب التي يطمحون إليها.أرقام ودلالاتوكشف التقرير السنوي الصادر عن المرصد العمالي الأردني التابع لمركز الفينيق للدراسات، أن 80.4 % من الاحتجاجات العمالية التي نُفذت في الأردن خلال عام 2024 لم تحقق مطالبها، ما يعكس ضعف الاستجابة الرسمية وفجوة متزايدة بين العمال وأصحاب القرار.وسُجل خلال العام 51 احتجاجا، بانخفاض بنسبة 42.6 % مقارنة بعام 2023، علما أن استمرار الاتجاه تنازلي بدأ منذ أكثر من عشر سنوات.وأرجع التقرير هذا التراجع إلى تهديدات يتعرض لها العمال عند المطالبة بحقوقهم، إضافة إلى ضعف الأطر النقابية، وضغوط مباشرة أو وعود غير محققة، كما ساهمت الأوضاع السياسية المرتبطة بالعدوان الصهيوني على غزة في تعليق كثير من التحركات تضامنا مع الفلسطينيين.وتصدرت الأجور المتدنية وتأخير صرفها أسباب الاحتجاجات بنسبة %35.3، تلتها الاعتراضات على أنظمة وإجراءات العمل، ثم الفصل التعسفي، ووقعت غالبية الاحتجاجات في القطاع الخاص بنسبة 39.2 %، يليه العام والمتقاعدون.ودعا التقرير إلى تحسين أدوات الرقابة، وضمان حرية التعبير والتنظيم النقابي، مؤكدا أن تراجع عدد الاحتجاجات لا يعكس بالضرورة تحسن بيئة العمل، بل قد يشير إلى مناخ من الردع والتقييد تجب معالجته ضمن إصلاح شامل لسوق العمل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 29 دقائق
- رؤيا نيوز
الملكية الأردنية : استئناف الرحلات إلى حلب اليوم.. وبغداد ودمشق قريبا
استأنفت الخطوط الجوية الملكية الأردنية، الثلاثاء، رحلاتها الجوية إلى مطار حلب في سوريا، وفق الرئيس التنفيذي للملكية الأردنية، سامر المجالي. وقال المجالي الثلاثاء، إن استئناف الرحلات من مطار الملكة علياء إلى مطار حلب جاء عقب رحلة تجريبية أجرتها الملكية الأردنية في آذار الماضي؛ لتقييم جاهزية المطار من الناحية الفنية والأمنية. وكشف المجالي عن توجه لاستئناف الرحلات الجوية إلى بغداد ودمشق قريبا. وصرّح في وقت سابق بأن الشركة تخطط لتسيير 3 رحلات أسبوعيًا إلى حلب، بعد استكمال التقييمات اللازمة. وبذلك، تكون الملكية من أوائل شركات الطيران التي تستأنف رحلاتها المباشرة إلى حلب، بما يربط حلب بشبكة الملكية الأردنية التي تصل إلى أكثر من 45 وجهة في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط والخليج العربي. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران في 18 آذار الماضي.


رؤيا نيوز
منذ 29 دقائق
- رؤيا نيوز
الأردن يرحّب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
رحّب الأردن بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، وأكّد أهمية هذا الاتفاق في خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير د. سفيان القضاة إن المملكة تؤكّد ضرورة التزام الاتفاق حماية للمنطقة من تبعات المزيد من التدهور، واعتماد الحوار والدبلوماسية سبيلًا للتعامل مع كل الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وشدّد القضاة على أن التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية عبر تنفيذ حل الدولتين هو مفتاح الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وعلى ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ينهي العدوان الإسرائيلي والكارثة الإنسانية التي يسبّب وإطلاق حراك سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.


البوابة
منذ 36 دقائق
- البوابة
عشرات الشهداء في قطاع غزة والقسام تعلن مقتل 3 جنود إسرائيليين
غزة – استُشهد 51 فلسطينيا على الأقل وأُصيب العشرات، اليوم الثلاثاء، جراء غارات جديدة شنّها الاحتلال الإسرائيلي على مراكز توزيع المساعدات في وسط قطاع غزة، وسط تصعيد مستمر منذ بدء الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووفق مصادر طبية في مستشفيات غزة، فإن من بين الشهداء 29 فلسطينيا كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، فيما أُصيب آخرون بجراح متفاوتة نتيجة القصف الذي استهدف تجمعات للمدنيين، بينهم نازحون يعيشون في خيام. وتأتي هذه الهجمات في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القطاع، الذين يواجهون منذ أكثر من ثمانية أشهر حربا مستمرة خلّفت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، أكثر من 187 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين. في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين، تنفيذ عملية ميدانية أسفرت عن قتل 3 جنود إسرائيليين شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان على تطبيق تلغرام إن عناصرها اشتبكوا بشكل مباشر مع قوة إسرائيلية خاصة وأجهزوا على ثلاثة جنود من مسافة صفر، مؤكدين عودتهم سالمين إلى قواعدهم بعد تنفيذ المهمة. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هجمات جوية ومدفعية مكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وسط اتهامات دولية متكررة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، خاصة في ظل تعمد استهداف البنية التحتية المدنية، ومراكز الإيواء، والمرافق الصحية، فضلا عن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتتهم منظمات حقوقية وأممية الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم بشكل مطلق من الولايات المتحدة، بتنفيذ حرب إبادة بحق سكان غزة تشمل القتل والتجويع والتهجير والتدمير الممنهج، في تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية والدعوات الأممية المتكررة لوقف إطلاق النار.