
مصر للطيران تختتم جسرها الجوي لنقل الحجاج غداً
القاهرة - مباشر: أعلنت شركة مصر للطيران الناقل الوطني المصري عن اختتام جسرها الجوى لنقل ضيوف الرحمن إلى الأراضي المقدسة والذي بدأ في 14 مايو وينتهي غدًا السبت 31 مايو 2025.
وألمحت الشركة، اليوم الجمعة، إلى أن مرحلة عودة حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوطن تبدأ يوم 9 يونيو 2025، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وتسير مصر للطيران غدًا،21 رحلة جوية تتضمن 9 رحلات "القاهرة - جدة" و11 رحلة "القاهرة- المدينة المنورة" و رحلة "القاهرة - الطائف" وذلك لنقل حجاج بعثة وزارة الداخلية والسياحة ومصر للطيران وقرعة أسر أفراد العاملين وأسر شهداء الضباط والترانزيت وحج أفراد وعمل وإقامة.
حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا
لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا
لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 35 دقائق
- الشرق الأوسط
إيران ليست كوريا الشمالية
صفيح المنطقة الساخن بات رهناً باللاعبين الكبار فيه، فهو يزداد سخونةً في منطقة أو قضية أو ملف، ولكنه يبرد في غيرها، وهنا تفترق السياسات والاستراتيجيات والرؤى، ويزداد تدافع الخصوم والمتنافسين، انكساراً وطموحاً، ما يجعل العاقل حذراً في مثل هذه اللحظات من تاريخ البشرية في منطقتنا. قبل سنواتٍ ست، وفي 2019، كتب كاتب هذه السطور في هذه الصحيفة وهذه المساحة مقالة أشرت فيها إلى أنَّ إيران بحاجة للاهتمام بالدولة الوطنية والشعب ومصالحه، بعيداً عن أي مغامراتٍ غير محسوبة العواقب في رغبات التوسع وبسط النفوذ. قبل هذا بكثير، كتب كاتب هذه السطور في أبريل (نيسان) 2007 مقالة بعنوان مشابهٍ لمقالة اليوم، وهو «إيران ليست كوريا يا سادة»، ولئن كان التاريخ لا يُعيد نفسه فإن البعض ما زال يطرح هذه المقارنة الخاطئة بين كوريا الشمالية وإيران، والعقلانية والواقعية السياسية تفرضان على الكاتب والباحث المختص أن يضيء الفروقات الواضحة بين النموذجين، حتى يكون المشهد الحالي جلياً للمتابع. كوريا الشمالية لا تمتلك إرثاً حضارياً وإمبراطورياً كما هو الشأن في الحضارة الفارسية وإمبراطوريتها التي لطالما أغرت صانع القرار هناك باستعادة شيء من المجد التليد، ولئن كانت كوريا الشمالية بلداً فقيراً، باقتصادٍ استنزفته الرغبة في حماية السلاح النووي، وجعلت شعبه فقيراً يعاني كثيراً مقارنةً بتوأمه في كوريا الجنوبية، الذي يعيش في دولةٍ متقدمةٍ عالمياً وغنيةٍ اقتصادياً، أما إيران فهي بلدٌ غنيٌّ باحتياطيات كبيرة من النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى. ثم إن كوريا لديها كوريا أخرى مجاورة لها تستطيع الاعتماد عليها في بناء تنمية مشتركةٍ فيما لو اختارت طريقاً سياسياً مختلفاً، بينما إيران لم تترك دولةً مجاورة لها إلا ناصبتها الخصومة لأسبابٍ متعددة، ومن الاختلافات المهمة أيضاً أن «الجيل الثالث» في كوريا هو الذي استطاع التوصل لحلولٍ عمليةٍ خففت عنه بعض الأعباء، بعدما تعلمت الأجيال المتتالية من دروس التاريخ، والأمر ليس كذلك في إيران؛ حيث ما زال الجيل الأول للثورة الإسلامية هو الذي يقود البلاد، ويمسك بزمام الحكم فيها، وهو الجيل الذي أسقط «الشاه» و«اقتحم السفارة الأميركية»؛ جيل الثورة والأحلام الوردية والآيديولوجيا الثورية، وانتصاره الذي أصبح قديماً في ثورته قد يعشي البصر والبصيرة عن التفكير المنطقي، وحسابات الأرباح والخسائر. مَن يقرأ تاريخ «الثورات» في التاريخ البشري المعاصر بعدما تبلور مفهومها الحديث، يكتشف بسهولة أنها كانت على الدوام تورث المجتمعات عقبات كَأْداء، وأدواءً متطاولة وعنفاً دموياً شرساً، ويمكن استحضار أهم ثلاث ثورات في العصور الحديثة في «فرنسا» و«روسيا» و«أميركا»، ومن يريد التعمق أكثر فليقرأ كتاب «تشريح الثورة» للمؤرخ الأميركي كرين برينتن ليجد التفاصيل المذهلة من التشابهات التي لا يمكن أن تكون صدفاً. والسؤال المهم في هذا السياق، هو: هل استطاعت الدولة الإيرانية تجاوز «الثورة» إلى «الدولة»؟ والجواب هو نعم في كثير من المجالات، ولا في بعض المجالات، وبالتالي فسياساتها بدأت التغير، خاصةً بعد ضرب محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن وغزة، إسرائيلياً وأميركياً، وبعدما قرعت «أميركا ترمب» طبول الحرب بشكل قويٍّ أجبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشكل لم يكن في مفاوضات «أوباما» الفاشلة قبل عقدٍ من الزمان. المنطقة بالفعل ما زالت على صفيحٍ ساخن، في غزة ولبنان وسوريا واليمن، وفي العراق أيضاً، أما إيران فهي أمام لحظة حاسمة من تاريخها المعاصر، وهي بحاجة لاعتصار كل حكمة التاريخ وإرث العقل، حتى تستطيع إنقاذ نفسها وإنقاذ المنطقة من تحدٍّ تاريخي غير مسبوق، ولا يتمنى أحدٌ في المنطقة أن يصل هذا التحدي الخطير إلى أمدٍ لا يمكن بعده معرفة المصير. أخيراً، فعقلانياً، ليس ثمة الكثير مما يمكن عمله، وواقعياً يمكن التغطية على بعض التنازلات السياسية الضرورية بشيء من الشعارات الآيديولوجية التي ترضي الأتباع وتدفع الخطر.


الشرق الأوسط
منذ 35 دقائق
- الشرق الأوسط
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً. منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل... إطلاقاً! اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد. كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن. بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة. هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً. تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا. ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة! في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات. هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام. ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين. في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة. الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»! ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة. أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو». ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات. في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ. ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى. وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها. في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟


الشرق الأوسط
منذ 35 دقائق
- الشرق الأوسط
حق الأمير في حكومة المودودي «الإلهية»
في تعريف «لجنة الشباب المسلم» بنفسها الذي قرأناه في المقال السابق، أشارت إلى أنَّ المراسلات البريدية توجه إليها باسم محمد رشاد رفيق سالم، عضو اللجنة والمسؤول عن النشر فيها، ذاكرةً عنوانه البريدي. فمن هو هذا العضو المسؤول عن النشر في هذه اللجنة؟ هو محمد رشاد بن محمد رفيق سالم. اختصر اسمه في البداية إلى محمد رشاد رفيق سالم، ثم اختصره إلى محمد رشاد سالم. والاسم الأخير هو الاسم الذي عُرف به واشتهر لدى القراء. أبوه سوري من حمص استوطن مصر. وُلد محمد رشاد سالم في القاهرة عام 1927. تخصصه في الدراسة الجامعية كان في الفلسفة، وفي الدراسات العليا كان في الفلسفة الإسلامية. درّس في جامعة عين شمس بالقاهرة وفي جامعتَي الملك سعود ومحمد بن سعود الإسلامية بالرياض. أغلب أعماله في تحقيق ودراسة ونشر تراث ابن تيمية. حصل على الجنسية السعودية عام 1976. عنايته بتراث ابن تيمية وتخصصه فيه أتيا من اتصاله الشخصي منذ شبابه المبكر بمحب الدين الخطيب ومحمود محمد شاكر، أو بتشجيع منهما. أشير إلى هذه المعلومة للتنبيه على أن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر لم تكن معنية لا بابن تيمية ولا بتراثه في منتصف القرن الماضي. توقف عمل «لجنة الشباب المسلم» مع اعتقال أعضائها مع بقية رفاقهم في جماعة «الإخوان المسلمين» عام 1954 في حادثة المنشية الشهيرة. وبتوقف عملها برز دور «دار الفكر» بدمشق أكثر في نشر كتب المودودي المترجمة إلى العربية؛ إذ أصبحت هي دار النشر الوحيدة في العالم العربي المعتمدة من قبل «دار العروبة للدعوة الإسلامية» بلاهور في نشر كتب المودودي التي تقوم هي بترجمتها إلى العربية. كتب المودودي الثمانية، وكتب مسعود الندوي الثلاثة («نظرة إجمالية في تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند وباكستان»، و«الجماعة الإسلامية: دعوتها وأهدافها ومنهاج عملها»، و«الإسلام ودعوته») التي نشرتها «لجنة الشباب المسلم» بالقاهرة، بتأملها من ناحية الشكل خرجت بانطباع أن اللجنة اقتصر دورها في هذه الكتب على الدور التنفيذي فقط؛ فما تحويه هذه الكتب من بيانات وإعلانات ودعاية ومقدمات مناط تصميمه وكتابته بـ«دار العروبة للدعوة الإسلامية» بلاهور، وأستثني من ذلك مسألتين: المسألة الأولى، كتابة محب الدين الخطيب مقدمة لكتاب «نظرة إجمالية في تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند وباكستان». تضمنت المقدمة تعريفاً بمسعود الندوي وإشادة به وبـ«دار العروبة» وبالمودودي. وتضمنت تعريفاً بالكتاب. وقد قال في تعريفه بالكتاب: «وقد جمع الأستاذ مسعود بين وفائه لدينه ووفائه لوطنه بتأليفه كتابين أحدهما أطول من هذا، كان آثرني به وبعث بفصوله إلى (الفتح) فنشرت أجزاءه تباعاً، وستصدر إن شاء الله في كتاب على حدة، وهي تزيد على هذه الرسالة بما تعرضت له من تاريخ ملوك الهند المسلمين. أما هذه الرسالة فتقتصر على العناية بتاريخ الإسلام – لا المسلمين – وما طرأ على الدعوة الإسلامية من تطور من فجر الإسلام إلى العصر الحاضر». وفي ختام المقدمة عرّف محب الدين الخطيب بـ«لجنة الشباب المسلم» تعريفاً طغت فيه الإشادة الدينية على التعريف النافع والمفيد بهم. فلقد قال في هذا التعريف: «وقد تولى نشر هذه الرسالة (لجنة الشباب المسلم) التي تألفت في مصر من متخرجي الجامعات المصرية الذين بايعوا الله على أن يتقربوا إليه بإحياء شريعته وآدابها في أنفسهم وكل من يتصلون به من لِداتهم وإخوانهم، وأن ينشروا ما يعتقدون النفع للمسلمين بنشره من الكتب عن حقائق الإسلام وأحوال المسلمين». قال محب الدين الخطيب في خاتمة مقدمته: «ويسعدني أن أنوب عنهم في كتابة هذه المقدمة للتعريف بأخي الأستاذ مسعود الندوي ورسالته، وإن كان الطيب بما يفوح من عبيره لا يحتاج الناس معه إلى تعريف». أشك في أن أعضاء «لجنة الشباب المسلم» طلبوا منه أن ينوب عنهم في كتابة مقدمة لهذا الكتاب الذي نشروه في عام 1952، وأرجح أن كتابته لها كانت بمبادرة منه. وهذه المبادرة منه كانت لسببين هما: السبب الأول، ألمح له هو في مقدمته، وهو أن الكتاب هو مختصر فصول كان هو نشرها لمسعود الندوي في مجلته؛ مجلة «الفتح». فهو أراد من خلال المقدمة تثبيت حقه وحق مجلته الأدبيين في أنهما صاحبا الفضل في نشر المادة الأصلية والمفصّلة لكتاب «نظرة إجمالية في تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند وباكستان». السبب الثاني، أنه وجد في كتابة مقدمة لهذا الكتاب فرصة للتعبير عن إعجابه بمسعود الندوي – الذي هو أحد كتّاب مجلة «الفتح» الهنود من يفاعته – وتثمين توجهه الإسلامي والإشادة بدوره في الدعوة الإسلامية في الهند وباكستان. أقول: فرصة ثمينة؛ لأنه لم يقدر لهما أن يلتقيا؛ فاللقاء بينهما اقتصر على اللقاء العقدي الروحي الحميمي عن بُعد. إن قول محب الدين الخطيب: «ويسعدني أن أنوب عنهم في كتابة هذه المقدمة» يوهم أن من تقاليد النشر عند «لجنة الشباب المسلم» كتابة أحدهم أو بعضهم مقدمات لمنشوراتهم المودودية أو لمنشوراتهم عامة. وهذا أمر لم يسبق لهم أن فعلوه. ومما يجدر ذكره أن محب الدين الخطيب الذي ساعدهم في طباعة معظم منشوراتهم في مطبعته «المطبعة السلفية»، كتب مقدمة لكتاب آخر من منشوراتهم صدر عام 1953، وهو كتاب سيد قطب «دراسات إسلامية» الذي لا أشك أن كتابته مقدمة له كانت تلبية لرغبة سيد بأن يكتب مقدمة لكتابه. وفي ظني أن الذي دفع سيد قطب للنشر عندهم، رغم أنهم جهة جديدة ليس لها ذلك الصيت في عالم النشر، غرامه بكتب المودودي التي كان يعب من تنظيراتها الإسلامية الأصولية في طور غرامه السري بكتبه، والذي لم يفصح عن جانب منه إلا ابتداء من أواخر الخمسينات الميلادية. المسألة الثانية، في آخر صفحات المودودي (نظرية الإسلام السياسية) قدموا تلخيصاً لأهم ما ورد في الكتاب مصوغاً بأسلوب النقاط. وثمة نقطة في التلخيص أثارت اعتراض أولي أمرهم في «دار العروبة للدعوة الإسلامية» في باكستان، وهي قولهم في التلخيص: «ويلزم الأمير برأي أهل الشورى المنتخبين من عامة المسلمين». الاعتراض قائم على أن المودودي في كتابه لم يقل بهذا الرأي، بل قال بنقيضه، وهو قوله: «فالأمير له الحق أن يوافق الأقلية أو الأغلبية في رأيها، وكذلك له أن يخالف أعضاء المجلس كلهم ويقضي برأيه». تقويل المودودي في تلخيصهم ما لم يقله ألجأهم في الكتاب التالي لهذا الكتاب، وهو كتاب «منهاج الانقلاب الإسلامي»، في ختام تلخيصه إلى كتابة رسالة «استدراك واعتذار»، أقر فيها فتية «لجنة الشباب المسلم» الذين آمنوا بدعوة «الإخوان المسلمين» بأنهم «حرّفوا» في عرض وجهة نظر المودودي، مع إبداء أسفهم الشديد على ما اقترفوه. لكن هذا لم يمنعهم من إعلان عدم موافقتهم لرأي المودودي، وصرحوا بأنهم في الجدل القديم حول هل الشورى ملزمة للإمام أو معلمة، يأخذون بالرأي الأول. أود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن الحق الذي منحه المودودي للأمير لا يكون إلا فيما سكّه من تعبير، ألا وهو «الحكومة الإلهية أو الثيوقراطية» التي سيكون هو أميرها. فهذا الحق هو له ولخلفائه، ويستمر من بعده. حال «لجنة الشباب المسلم» بالقاهرة مع كتب المودودي المعرّبة أفضل من حال «دار الفكر» بدمشق مع كتبه، سواء إن كانت نشرتها باسمها، أو باسم «دار الفكر الإسلامي»، أو باسم «مكتبة الشباب المسلم». العمل الوحيد الذي قاموا به هو تكليف المحدّث ناصر الدين الألباني بتخريج الأحاديث الواردة في بعض كتب المودودي. وللحديث بقية.