logo
هل تخلى أغنياء العرب عن مساندة القضية الفلسطينية؟

هل تخلى أغنياء العرب عن مساندة القضية الفلسطينية؟

الميادينمنذ 2 أيام

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام قليلة، شريطاً مصوّراً قصيراً مستقطعاً من حوار مطوّل كان ترامب قد أجراه منذ سنوات طويلة، عبّر فيه عن معارضته الشديدة لقيام الولايات المتحدة بتقديم "خدمات حماية مجانية" لدول فاحشة الثراء يتمتّع مواطنوها بمستويات معيشة تفوق أحياناً مثيلاتها في الولايات المتحدة نفسها.
وبعد أن أشار بالاسم إلى دولة عربية من هذا النوع، على سبيل المثال وليس الحصر، أكد أنه لو كان رئيسياً للولايات المتحدة لكان بمقدوره أن يحصل لها على أموال طائلة مقابل ما تقدّمه من خدمات أمنية لهذه الدول، ما يقطع بأنّ الأموال الخليجية كانت تسيل لعابه منذ نعومة أظفاره.
ربما يرى قائل أنّ ترامب يتعامل بالمنطق نفسه مع جميع الحلفاء، بما في ذلك الشركاء الأوربيون في حلف الناتو. غير أنّ هذه المقولة تفتقر إلى الدقة لأنّ نظرة ترامب للعرب والمسلمين تتسم بالدونية وتفوح منها رائحة عنصرية فجّة، وهو ما تجلّى بوضوح إبّان حملاته الانتخابية. فهو يعتقد أنّ الدول النفطية لديها وفرة في المال لكنها تعاني من شحّ في الموارد البشرية وفي القدرات العلمية والتكنولوجية، ما يجعلها عاجزة عن توفير الحماية الذاتية لنفسها.
ولأنّ قادتها ليسوا منتخبين، وتدور بينهم صراعات لها طابع قبلي، ولا يهمّهم سوى الحفاظ على مصالحهم الشخصية، فمن الطبيعي أن يتولّد لديهم ميل غريزي للاعتماد على الخارج في حماية عروشهم وثرواتهم، ومن هنا قناعته بأنّ الفرصة باتت سانحة لاستنزاف ثروات ومقدّرات هذه الدول مقابل ثمن بخس، ما يفسّر قراره أن تكون السعودية هي مقصده في أول زيارة خارجية يقوم بها في مستهلّ فترة ولايته الأولى، وأن تكون السعودية وقطر والإمارات هي مقصده في أول زيارة خارجية يقوم بها في مستهلّ فترة ولايته الثانية. فماذا كانت المحصّلة؟
ففي زيارته الخليجية الأولى (أيار/مايو 2017) تمكّن ترامب من عقد صفقات تجارية مع السعودية بلغت قيمتها أكثر من 400 مليار دولار. صحيح أنّ السعودية سعت للاستفادة من هذه الزيارة في دعم نفوذها ومكانتها على الصعيدين العربي والإسلامي، ما يفسّر قيامها بتنظيم مؤتمر عربي إسلامي أميركي شارك فيه أكثر من 50 دولة، غير أنّ هذه الزيارة لم تسهم في تحسين الموقف الأميركي من القضايا العربية والإسلامية المشتركة، بل على العكس تماماً.
فبعد أسابيع قليلة من إتمامها، اندلعت أزمة حصار قطر التي استغلّها ترامب لابتزاز الجميع. وخلال فترة ولايته الأولى، قدّم ترامب لـ "إسرائيل" أكثر بكثير مما كانت تحلم به. فقد اعترف بالقدس عاصمة أبدية موحّدة لـ "إسرائيل"، ونقل إليها مقر السفارة الأميركية، وضغط على كلّ من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" (اتفاقيات أبراهام التي انتهكت المبادرة العربية التي أقرّتها قمة بيروت)، وطرح مبادرة رسمية استهدفت تصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن)، وقطع المساهمات المالية الأميركية لكلّ من السلطة الفلسطينية والوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وفي زيارته الخليجية الثانية (أيار/مايو 2025)، تسابقت كلّ من السعودية وقطر والإمارات للاستحواذ على قلب ترامب والفوز برضاه. ففي زيارته للسعودية حصل ترامب على عقود للشركات الأميركية وعلى وعود بضخ استثمارات مباشرة في الولايات المتحدة بلغت قيمتها الإجمالية تريليون دولار. وفي زيارته لقطر بلغت القيمة الإجمالية لما حصل عليه من عقود لصالح الشركات الأميركية ومن وعود لضخّ استثمارات قطرية مباشرة داخل الولايات المتحدة تريليوناً و200 مليار دولار. وفي زيارته للإمارات بلغت القيمة الإجمالية لما حصل عليه من عقود إماراتية لصالح الشركات الأميركية ومن وعود بضخ استثمارات إماراتية مباشرة داخل الولايات المتحدة تريليوناً و400 مليار دولار.
معنى ذلك أنه كان بمقدور ترامب استغلال البيئة التنافسية التي تتسم بها العلاقات بين الدول الخليجية ليحصل على مكافأة إضافية قدرها 200 مليار دولار في كلّ مرة ينتقل فيها من عاصمة إلى أخرى، وأن تبلغ الحصيلة الإجمالية لرحلته التي لم تستغرق سوى ثلاثة أيام ما يقرب من 4 تريليونات دولار، وذلك بخلاف الهدايا الشخصية باهظة التكلفة، وفي مقدّمتها طائرة رئاسية يبلغ ثمنها نحو نصف مليار دولار.
ما يثير التأمّل هنا، والحزن الشديد في الوقت نفسه، أنّ الحفاوة التي استقبل بها ترامب في العواصم العربية الخليجية الثلاث، والتي لا شكّ فاقت أكثر أحلامه جموحاً، بدت في تناقض تامّ مع كلّ ما قدّمه الرجل لـ "إسرائيل" إبّان فترة ولايته الأولى، ومع الأوضاع الفلسطينية والعربية المأساوية التي راحت تتفاقم خلال تلك الزيارة. اليوم 09:33
29 أيار 08:32
فعلى الصعيد الفلسطيني كانت "إسرائيل" تواصل حرب إبادة جماعية تشنّها على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة منذ ما يقرب من 20 شهراً، وكانت آلتها العسكرية تواصل اقتحاماتها اليومية لمعظم مدن ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وكان المستوطنون اليهود يواصلون استفزازاتهم شبه اليومية في باحات المسجد الأقصى ويصرّون على إقامة شعائرهم وأداء طقوسهم التلمودية هناك تحت حراسة قوات الأمن.
وكذلك كان العالم العربي يمرّ بواحدة من أسوأ الفترات في تاريخه المعاصر. ففي سوريا كانت "إسرائيل" قد أعلنت عن تحلّلها من اتفاقية فضّ الاشتباك المبرمة عام 1974 واحتلت المنطقة منزوعة السلاح، ثم راحت تتوسّع وتحتل أراضي جديدة وصلت مساحتها إلى ما يزيد عن 400 كلم2، وتصرّ على مواصلة الهجمات العسكرية لتدمير ما تبقّى من مقدّرات الجيش السوري، بل وتعلن بكلّ صلف عن استعدادها لحماية الدروز، في محاولة مكشوفة من جانبها لتأجيج الصراع الطائفي في هذا البلد العربي المنكوب.
وفي لبنان، لم تكتفِ "إسرائيل" بمواصلة احتلالها لعدد من النقاط الحدودية وبرفض الالتزام بنصّ وروح القرار 1701، وإنما راحت تواصل اعتداءاتها المسلّحة على أهداف منتقاة في جنوب لبنان أو حتى في الضاحية.
ولأنّ الشعوب العربية في معظم الدول التي لم تطلها آلة الحرب الإسرائيلية خلال جولة القتال الحالية كانت تعاني بدورها من أوضاع شديدة القسوة، كالحروب الأهلية والصراعات الجهوية والقبلية والفقر والديون والتضخّم والغلاء وتدهور مستويات المعيشة، فقد بدت مظاهر الحفاوة بترامب ليست مستفزّة إلى أقصى حدّ فحسب، وإنما غير مفهومة أيضاً، بل وغير مبرّرة في الوقت نفسه. خصوصاً وأنّ هذه الدول لم تحصل من ترامب، رغم كلّ ما قدّمته له ولبلاده، على شيء جوهري في المقابل.
ربما تكون هذه الدول قد حصلت بالفعل، أو ستحصل في مستقبل قريب أو بعيد، على كميات ضخمة من الأسلحة وعلى عدد كبير من الطائرات المدنية، وربما تكون قد تمكّنت من التعاقد مع شركات أميركية لبناء مصانع ومدارس وجامعات ومستشفيات ومعامل ومراكز أبحاث أو لإقامة بنى تحتية في مختلف المجالات، لكن هل يحقّ لها أن تشعر بأنها أصبحت أكثر قوة واطمئناناً، وهل بمقدورها أن تركن إلى الوعود أو التعهّدات الأميركية وحدها لحماية أمنها وثرواتها؟
أشكّ كثيراً لأنها لا تملك ترف التفكير الجماعي، لا على مستوى النظام الإقليمي العربي ككلّ، ولا على المستوى الخليجي الأضيق نطاقاً، بل ويلاحظ أنها لم تتمكّن حتى من التنسيق فيما بينها لإقامة مشروعات تكاملية مشتركة، وإنما راحت بدلاً من ذلك تتنافس فيما بينها كي تثبت كلّ منها للرئيس ترامب أنها الدولة الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة والأكثر التصاقاً بها والأكثر حرصاً على مصالحها، وبالتالي الأكثر استعداداً لتلبية رغباته ومطالبه.
صحيح أنّ ترامب أعلن في السعودية عن قراره رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، لكنّ هذا القرار لم يصدر في سياق رؤية عربية موحّدة، أو حتى في سياق رؤية خليجية موحّدة لكيفيّة مساعدة الشعب السوري على التعافي من محنته أو للطريقة التي يمكن من خلالها تمكين الدولة السورية من استعادة عافيتها والعودة التدريجية لتأدية دور "قلب العروبة النابض" من جديد.
فإذا أضفنا إلى ما تقدّم أنّ ترامب تمكّن في رحلته الخليجية الأخيرة من الحصول من الدول العربية المضيفة على ما يقرب من أربعة تريليونات دولار، من دون أن تتمكّن الأخيرة من الحصول منه على مجرّد وعد بالالتزام بوقف الحرب، أو بإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى قطاع غزة، أو بعدم التهجير القسري لسكانه أو لسكان الضفة، أو بوقف الاستيطان...إلخ، ناهيك عن الالتزام بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل المنظور، لتبيّن لنا بوضوح تامّ أنّ الدول العربية الغنية تمارس سياسة قوامها الفصل التامّ بين علاقاتها الثنائية بالولايات المتحدة وبين موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية، وهي معادلة تصبّ لمصلحة "إسرائيل" بالمطلق.
حين كان ترامب يستعرض حرس الشرف في ساحات القصور الخليجية الفسيحة، ويعبّر عن ذهوله مما تعجّ به تلك القصور من مظاهر الترف الأسطوري، كانت "إسرائيل" قد فتحت بالفعل أبواب الجحيم التي توعّد بها ترامب الشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه منذ 77 عاماً بالضبط.
وحدها جماعة "أنصار الله" كانت تقوم بإطلاق الصواريخ المجنّحة لمساندة هذا الشعب المظلوم في إشارة قوية على أنّ مشاعر العزة والكرامة والحرص على نصرة المظلوم لم تختفِ تماماً من قلوب العرب، حتى لو اقتصرت على الأكثر فقراً في الموارد والعامرة قلوبهم بالإيمان والتقوى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً
"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

"نيويورك تايمز": واشنطن اقترحت تخصيباً مخفضاً لليورانيوم في إيران تمهيداً لإيقافه كلياً

اقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترتيباً" يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة خلال المرحلة الأولى، بينما يتم العمل على التوصل إلى ترتيب أوسع من شأنه أن يمنع البلاد من تخصيب اليورانيوم نهائياً، بحسب ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وأوضحت الصحيفة الأميركية أنّه بموجب المقترح، سيُعمل على فكرة انضمام إيران إلى تحالف إقليمي سيشكل مع دولٍ قد تشمل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودولًا أخرى، ما يسمح بإنتاج وقود نووي منخفض الدرجة لمحطات الطاقة، مع السعي لضمان عدم قيام إيران بتخصيب الوقود بمفردها". وبمجرد أن تبدأ إيران بالحصول على أي فوائد من هذه الوعود، "سيتعين عليها وقف جميع عمليات التخصيب في البلاد". وأضافت أنّ الاتفاق المقترح، سيسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، على الأقل في السنوات الأولى، عندما يتم بناء منشآت تخصيب جديدة لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة بالتعاون مع الدول العربية، وذلك على الرغم من منشور ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، الذي قال فيه إنّ الولايات المتحدة "لن تسمح بأي تخصيب لليورانيوم". ورجّحت الصحيفة أنّ "ترامب كان يشير إلى ما سيُسمح به في المرحلة الختامية من الاتفاق المحتمل وليس خلال اتفاق مؤقت". في الإطار، قالت "نيويورك تايمز" إنّ استراتيجية ويتكوف بدأت تتبلور في هذا الخصوص، حيث "سيوفر الكونسورتيوم (التحالف الإقليمي) الذي اقترحه الوقود النووي لإيران ولأي من جيرانها المهتمين بتطوير الطاقة النووية المدنية أو برامج البحث"، فيما "ستراقب الأطراف الفاعلة المتعددة بعضها بعضاً - وستراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تراقب الوقود النووي حول العالم، والتي يُفترض أن تُرسل إنذارات إذا اعتقدت أن الوقود يُحوّل إلى برنامج أسلحة". لكن الاقتراح لا يوضح بالضبط مكان منشأة التخصيب، على الرغم من أنّ الولايات المتحدة قالت إنّها "لا يمكن أن تكون في إيران". 3 حزيران 3 حزيران وعلى الرغم من عدم الإشارة إلى ذلك في المقترح الأميركي، فقد ناقش مسؤولون عُمانيون وسعوديون فكرة بناء منشأة تخصيب على جزيرة في الخليج، الأمر الذي من شأنه أن يُعطي كلا الجانبين نقطة نقاش، بحيث "سيتمكن الإيرانيون من القول إنّهم ما زالوا يُخصبون اليورانيوم، ويمكن للأميركيين التصريح بأنّ التخصيب لا يحدث على الأراضي الإيرانية"، وفق "نيويورك تايمز". وصرّح مسؤولان إيرانيان بأنّ البلاد منفتحة على قبول فكرة "الكونسورتيوم"، لأنّ الحكومة "لا تريد فشل المحادثات". لكن المسؤولين الإيرانيين قالوا إنّ المفاوضين "يعتزمون التفاوض في الجولة المقبلة من المحادثات على أن تكون الجزيرة تابعة لهم، بحيث قد يقترحون كيش أو قشم في الخليج، على الرغم من مناقشة احتمالات أخرى". لكن يبقى سؤالٌ رئيسيٌّ عالقٌ، وفق "نيويورك تايمز"، وهو ما إذا كانت القيادة الإيرانية ستوافق على اتفاقٍ نهائيٍّ يمنع إنتاج الوقود النووي على الأراضي الإيرانية، في وقتٍ صرح فيه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، قائلاً: "لسنا بحاجةٍ إلى إذنٍ من أحدٍ لتخصيب اليورانيوم". وكانت إيران قد رحّبت بتشكيل التحالف النووي، مؤكّدةً في الوقت عينه أنّ إنشائه لا يعني إيقاف تخصيب اليورانيوم على أراضيها. "قضايا مبهمة" وتعقيباً على ذلك، تحدثت الصحيفة عن صياغة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى "الشرق الأوسط"، المقترح الجديد بعبارات مبهمة حول العديد من القضايا الأكثر أهمية، ما يوحي بأنّ مفاوضات جادة تنتظرهم، وفقاً لمسؤولين إيرانيين وأوروبيين. على سبيل المثال، "من غير الواضح إذا ما كان الاتفاق يفي بالمعايير التي قال ترامب الأسبوع الماضي إنّه سيطالب بها، وهي اتفاقية "يمكننا فيها أن نأخذ ما نريد، ويمكننا أن نفجر ما نريد"، فقد وصف كبار المسؤولين الإيرانيين المشاركين في المفاوضات هذا التصريح المبالغ فيه بأنّه "خيال". كما أنّ المقترح "لم يحدد أياً من مئات العقوبات المفروضة على إيران ستُرفع في أي اتفاق نهائي"، في حين أبلغت إيران الولايات المتحدة بـ"ضرورة رفع جميع العقوبات لتوقيع اتفاق، وليس فقط تلك المتعلقة ببرنامجها النووي". وقالت إنّ "التفاصيل لا تزال غامضة، والجانبان متباعدان جداً حول العديد من عناصر الاتفاق، فيما الوضع السياسي الداخلي لكليهما معقد". يُشار إلى أنّ الجانب الأميركي سلّم إيران الخطوط العريضة للاتفاق. وأشار مسؤولون في طهران يوم الاثنين إلى أنّ الرد سيصل خلال عدة أيام. وأكدت طهران أنّ تسلّم المقترح الأميركي لا يعني قبوله أو رفضه.

إيران 'تكوّع' نحو الواقعيّة؟
إيران 'تكوّع' نحو الواقعيّة؟

الشرق الجزائرية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الجزائرية

إيران 'تكوّع' نحو الواقعيّة؟

«أساس ميديا» تمارس واشنطن الواقعيّة في سياستها الخارجية، بعيداً عن التعلّق بأهداب الشعارات النظريّة الكبرى التي ما زالت أوروبا 'العجوز' تتمسّك بجلبابها. فالواقعيّة أمر معتاد في السياسة الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقيادتها للعالم الحرّ. لا مفرّ من الاعتياد عليها أكثر مع وجود دونالد ترامب في سدة الرئاسة. يتمادى ترامب بممارسة الواقعيّة المفرطة الليبراليّة لدرجة وصفه برجل الصفقات الكبرى الهاوي بشدة لإنجازها، ولتحقيقها ولو على حساب بعض المواقف التقليدية المعتادة. على الضفّة الروسيّة، وبعد انهيار الاتّحاد السوفياتي وحلول فلاديمير بوتين مكان بوريس يلتسين، تميّز الرئيس الروسي بالواقعية حينما اعتمد النظام الحرّ وفتح أسواق روسيا الاتحادية للراسمالية الجشعة مع تكون الاحتكارات الكبرى، لا سيما في قطاعات المعادن والنفط والغاز والزراعة والبتروكيميائيات. لكنّ بوتين نفسه وفي حربه في أوكرانيا انعطف وارتدّ عن هذه الواقعية عائداً لموروثات وأحلام الاتحاد السوفياتي القديمة. رفض مخطّط ترامب واستراتيجيّته لإنهاء الحرب الدامية، وتمنّع عن لقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان للحوار. امتنع أيضاً عن المجيء إلى تركيا، واستعاض عن الحوار بهجمات عسكرية إضافية تنذر بصيف ساخن على هذه الجبهة. ارتأى بوتين بلحظة مفصليّة أن يحذو حذو ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ اون كأحد عشاق الدوغماتيّة المناقضة للبراغماتيّة والواقعيّة. هل تستلم إيران للواقعيّة أم تحذو حذو بوتين؟ بعد 46 عاماً من التصلّب واللاواقعيّة، ومن ممارسة أشدّ انواع الشعارات المتطرّفة المغايرة لمظاهر الحياة الطبيعية التي كان أقلّها شعار تصدير الثورة، وسياسة ممارسة التوسّع لجعل العالم بكامله على صورة ومثال ملالي إيران، بدأت طهران تنحو منحى أكثر واقعيّة، وإن كانت تريد مع ذلك الحفاظ على نظامها القائم على التوتاليتاريّة بزعامة المرشد و'الزعيم الأوحد'. باتت على دراية بأنّ متطلّبات العصر تفرض الانفتاح، فيما يتطلّع الشعب الإيراني بكامل فئاته لا سيما الشباب، إلى ركب قطار التقدم الذي تعيقه سياسة النظام الحالي. إيران مأزومة بدوره يعيش نظام الملالي أزمات عميقة، فيراوح مكانه ولا يستطيع أن يقدّم لشعبه سوى شعارات ثورية 'فارغة' لا تغني ولا تسمن، ولا تشبع متطلّبات العصر. لا يستطيع أن يُقدّم لشعبه ما يحتاج إليه. تتجلّى تراجعات النظام الإيراني، ومحاولته التحلّي بالواقعيّة، والابتعاد عن أيديولوجية العداء لكلّ ما هو عصريّ وحضاريّ، من خلال انتهاجه للخطوات التالية: – وقف اعتبار 'أميركا الشيطان الأكبر' والتوقّف عن دوس علمها عند كلّ منعطف رسمي تنظمه طهران، وصولاً إلى محاربة كلّ من يتهجّم على أميركا في إيران، وتحديداً على الرئيس ترامب، حتّى لو كانت صحيفة 'كيهان' ذاتها الناطقة باسم المرشد والمحسوبة عليه. – الدخول بمفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع أميركا، وإصرار إيران على حضور كلّ المباحثات المنعقدة من دون مقاطعة أيّ منها. – التراجع عن المواقف المتصلّبة وما كان تسمّيه طهران الخطوط الحمر، بينها نسبة التخصيب المرتفعة، والتخلّي عن إبقاء كميّات اليورانيوم المخصّب بنسب مرتفعة على أراضيها وموافقتها على تصدير هذه الكميات إلى الخارج. – اعلان مستشار المرشد علي شمخاني لقناة 'أن بي سي نيوز' أنّ بلاده تتعهّد بعدم تصنيع أسلحة نووية، واستعدادها للتخلّص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، والإبقاء على مستويات منخفضة للاستخدام المدنيّ لا العسكري. – موافقة إيران على تشديد رقابة الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة على مواقعها النووية المعلنة وتلك السريّة، ودخولها واجراء تدقيق بداتا الكاميرات والموادّ، من دون اعلام السلطات الإيرانية مسبقاً بذلك، إضافة للترحيب بحضور مفتّشين ومراقبين أميركيين. – امدادها الوفد الاميركي المفاوض بلائحة تتضمّن مواقع التخصيب السريّة وعدد أجهزة التخصيب وأنواعها، بحجّة بناء الثقة بين الطرفين. – عدم استقواء ايران بكلّ من الصين وروسيا وبما يسمّى الاتّجاه شرقا بالرغم من الاتّفاقات المعقودة معهما، لأنّ من يعتمد على اميركا لا حاجه له لبديل. – لكن الاكثر جذبا للانتباه وما يثير الاهتمام، هو الضغط الإيراني الواضح على الحوثيّين لوقف تعدّياتهم على الملاحة البحرية في البحر الأحمر. واقعيّة مستجدّة طبعا، هذه 'الواقعيّة' المستجدّة لم تأتِ من عدم، وإنّما هي نتيجة الخسائر الاقتصادية غير المسبوقة، وخسارة نظام الاسد في سوريا، واعلان 'الحزب' استعداده لتنفيذ اتّفاق وقف النار المكمّل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 بكامل بنوده. من الطبيعي أن تتكرّر تجربة الاتّحاد السوفياتي على إيران. فعندما انهار جدار برلين وسقطت الأيديولوجية المتحجّرة التي مارستها موسكو لاكثر من سبعين عاماً، انهار دومينو المعسكر الاشتراكي بكامله، وتغيّرت احوال روسيا وانتقلت من وراء ستار النظام الحديدي. إنّ هجر ايران للأديـولـوجـيـة الخمينيّة ولو رويداً وبخطوات قصيرة ومتباعدة، سيقود حتماً إلى تحقيق أماني الشعب الإيراني الصامد، وعسى أن تفهم طهران ألّا تكرر تجربة بوتين، الذي انتقل للواقعية قبل أن يعود لموقعه الحالم بأمجاد 'الاتّحاد السوفياتي'. 'واقعيّة' إيران المستجدّة يجب التعامل معها بحذر حتّى يتأكّد طيّ صفحة الأيديولوجية وأنها لن تعود مجدداً إلى مشاريعها التوسّعية المزعزعة للاستقرار بعد رفع العقوبات عنها ودخولها ركب التقدّم لحين من الزمن.

تدهور العلاقات الأميركية – الروسية وأثره على تسوية إسطنبول؟
تدهور العلاقات الأميركية – الروسية وأثره على تسوية إسطنبول؟

الشرق الجزائرية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الجزائرية

تدهور العلاقات الأميركية – الروسية وأثره على تسوية إسطنبول؟

تتجه الأنظار مجدداً نحو إسطنبول، حيث يُفترض أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وسط ظروف ميدانية مشحونة وتطورات سياسية معقدة. إلا أن موعد انعقاد هذه المباحثات لا يزال غير محسوم رسمياً، في ظل صمت كييف عن تأكيد حضورها، وتكاثر المؤشرات التي تدفع نحو التشاؤم بإمكانية تحقيق أي انفراجة حقيقية في مسار الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022. على مدى الأيام الماضية، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من تأكيده المستمر على وجود علاقة جيدة تجمعه بسيد الكرملين. وقد جاءت هذه الانتقادات في أعقاب بعض من أكبر الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء الحرب أوائل عام 2022. حيث وصف ترامب بوتين بأنه 'مجنون للغاية' بعد أن قتلت روسيا 13 شخصاً في أوكرانيا بـ367 طائرة مسيرة وصاروخاً. وقال عن بوتين: 'إنه يقتل الكثير من الناس، لا أعلم ما خطبه، ما الذي حصل له بحق الجحيم؟'. كما كتب ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال': 'ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولاي، لكانت روسيا قد شهدت بالفعل الكثير من الأمور السيئة، بل السيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!'. وفي المقابل، رد الكرملين على تصريحات ترامب بالقول إنها 'ترتبط بانفعالات عاطفية زائدة لدى الجميع'. كما صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأن ترامب 'يفتقر للقدر الكافي من المعلومات حول المواجهة بين روسيا وأوكرانيا'، وأضاف أن ترامب لا يتلقى معلومات كافية عن هجمات أوكرانيا على روسيا. أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، فقد رد على تصريحات ترامب قائلاً: 'بخصوص كلمات ترامب التي قال فيها إن بوتين يلعب بالنار، وأن أموراً سيئة حقاً تحدث لروسيا. أنا أعرف أمراً سيئاً واحداً حقاً، وهو الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب ذلك!'. وعموماً أثارت تصريحات ترامب المتناقضة تساؤلات حول مصداقية الوساطة الأميركية، خاصة مع انتقاده لكل من بوتين وزيلينسكي. فقد وجه ترامب كلمات قوية لزيلينسكي، قائلاً إنه 'لا يقدم أي خدمة لبلاده من خلال الطريقة التي يتحدث بها'. وكتب عن زيلينسكي: 'كل شيء يخرج من فمه يسبب مشاكل، أنا لا أحب ذلك، ومن الأفضل أن يتوقف'. كذلك، فقد عاد ترامب وقال صراحة إنه لا يعرف ما إذا كان سيدعم مشروع قانون العقوبات الجديد المقترح من قبل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ضد روسيا. وأوضح ترامب للصحفيين لدى وصوله إلى قاعدة أندروز: 'ينبغي أن أراه، سألقي نظرة عليه'، في إشارة إلى تحفظه المبدئي على الخطوة. في المقابل، زار وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي العاصمة الأوكرانية، حيث التقوا الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وخلال الزيارة، شدد غراهام على ضرورة 'تغيير قواعد اللعبة' مع موسكو، محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 'يطيل أمد المحادثات عمداً' ويستخدمها كوسيلة لكسب الوقت على الأرض. وأضاف غراهام: 'اللعبة التي يلعبها بوتين على وشك أن تتغير. سيتعرض لضربة قوية من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات'. حسابات عسكرية قبل المفاوضات على الأرض، يبدو أن التصعيد المتبادل بين الطرفين لا يزال سيد الموقف. فقد شهدت الأيام الماضية موجة من الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ، استهدفت عدداً من المدن الأوكرانية، في محاولة من موسكو لقلب المعادلة الميدانية وتعزيز موقعها التفاوضي قبل المباحثات. ويعزو محللون هذا التصعيد إلى سعي الكرملين لاستغلال قدراته التصنيعية المتزايدة في إنتاج المسيّرات، بما في ذلك استخدام تصاميم إيرانية، لخلق حالة من الإرباك الشعبي داخل أوكرانيا. في المقابل، نفّذت القوات الأوكرانية هجمات ضد مواقع عسكرية داخل روسيا، وهو ما يعد مؤشراً على رغبة كييف في إظهار قدراتها العسكرية للولايات المتحدة، فأوكرانيا تسعى لإقناع واشنطن بأنها قادرة على تنفيذ ضربات مؤلمة، رغم محدودية الدعم الغربي، وأنها لن ترضخ للمطالب الروسية التعجيزية. ومن بين هذه المطالب، إصرار موسكو على انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا في عام 2022 (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، فضلاً عن مطالبها بشأن شبه جزيرة القرم. وتعتبر أوكرانيا هذه الشروط غير قابلة للتفاوض، مما يضع المباحثات المرتقبة في خانة العقم السياسي قبل أن تبدأ. إشارات متضاربة رغم هذا المشهد المتوتر، ظهرت بعض مؤشرات حسن النية من الجانبين، أبرزها إتمام أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بداية الحرب، شملت إطلاق سراح ألف أسير من كل طرف. كما أبدت موسكو، في خطوة نادرة، استعداداً لمناقشة هدنة محتملة، بعد أن كانت قد رفضت مراراً مقترحات أوكرانية وغربية لوقف إطلاق النار. وسبق أن أعلن بوتين هدنتين قصيرتين في مناسبتين دينيتين في أبريل ومايو الماضيين. لكن التصعيد الحالي لا يتعارض بالضرورة مع السعي نحو السلام، بل قد يكون محاولة كلا الطرفين لتعزيز مواقعهما التفاوضية، ففي المراحل الختامية من الحروب، يُعد التصعيد أداة لتحسين شروط التفاوض. وما نراه اليوم لا يُعبّر بالضرورة عن نية مواصلة الحرب إلى ما لا نهاية، لكنه يعكس حسابات ما قبل التهدئة. ضغوط داخلية وخارجية من جهة أخرى، يثير موقف إدارة ترامب المستقبلية، بشأن انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، قلقاً متزايداً في كييف. ذلك أن 'الرهان على دعم أميركي قوي غير واقعي في ظل فوز الجمهوريين، لا سيما أن ترامب لا يزال يعتقد أن بوتين يريد السلام، في حين أن روسيا برأي الأوكرانيين لا تفهم سوى لغة القوة. وفي موسكو، تشكك إدارة بوتين في وجود نية جدية لدى أوكرانيا لوقف القتال. وتقول: 'لو كانت كييف راغبة في السلام، لما استمرت في قصف الأراضي الروسية، حتى أثناء الاحتفالات في 9 مايو/ أيار'. وتعتبر أن أوكرانيا تسعى لتجميد النزاع مؤقتاً عبر المفاوضات، لكسب الوقت، كما فعلت سابقاً في محادثات مينسك التي لم تُثمر حلاً حقيقياً للنزاع في دونباس بين 2014 و2022. وفي تصريح جديد، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، غريغوري كاراسين، أن موضوع 'نزع سلاح أوكرانيا' سيكون مطروحاً على طاولة إسطنبول، بوصفه أحد الشروط الروسية الأساسية للتسوية. وفي السياق نفسه، شدٍد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن موسكو لن تتراجع عن مطالبها بشأن حياد أوكرانيا وإلغاء ما وصفه بالقوانين التمييزية بحق السكان الناطقين بالروسية. بين الرماد واللهب في المحصلة، يترنح أفق التسوية بين تفاؤل حذر مصدره إشارات حسن النية، وتشاؤم واقعي نابع من المعطيات السياسية والعسكرية الراهنة. وما لم تُبذل جهود دولية ضاغطة على الطرفين، وما لم تُقدَّم ضمانات جدية لتوفير شروط متوازنة للتفاوض، فإن مفاوضات إسطنبول، حتى لو انعقدت، قد تكون أقرب إلى جولة من جولات العلاقات العامة منها إلى خطوة نحو وقف إطلاق النار. وفي انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، يبقى الشعب الأوكراني والروسي يدفعان ثمن الحرب الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تستمر القوى الكبرى في تدوير الزوايا، بعيداً عن إعلان صريح لإرادة السلام. وختاماً، تبدو مفاوضات إسطنبول وكأنها تحاول شق طريقها وسط ركام المعارك ورماد الثقة المحترقة بين موسكو وكييف. فبين الرغبة الدولية في وقف إطلاق النار، وواقع الميدان الذي لا يزال مشتعلاً، يجد العالم نفسه أمام معادلة معقّدة: لا الحرب تُحسم، ولا السلام يُمنح. وقد تكون الجولة المرتقبة في تركيا أشبه بمحطة اختبار للإرادات الحقيقية، لا للأوراق المعلنة فحسب، بل للنيات الدفينة التي ستحدّد، عاجلاً أم آجلاً، ما إذا كانت هذه الحرب تتجه فعلاً نحو نهايتها… أم إلى جولة أكثر دموية. وكما قال المفكر كارل فون كلاوزفيتز: 'الحرب ليست سوى امتداد للسياسة بوسائل أخرى'. فهل تحين ساعة السياسة قبل أن تستنفد الحرب كل شيء؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store