logo
تدهور العلاقات الأميركية – الروسية وأثره على تسوية إسطنبول؟

تدهور العلاقات الأميركية – الروسية وأثره على تسوية إسطنبول؟

تتجه الأنظار مجدداً نحو إسطنبول، حيث يُفترض أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وسط ظروف ميدانية مشحونة وتطورات سياسية معقدة. إلا أن موعد انعقاد هذه المباحثات لا يزال غير محسوم رسمياً، في ظل صمت كييف عن تأكيد حضورها، وتكاثر المؤشرات التي تدفع نحو التشاؤم بإمكانية تحقيق أي انفراجة حقيقية في مسار الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022.
على مدى الأيام الماضية، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من تأكيده المستمر على وجود علاقة جيدة تجمعه بسيد الكرملين. وقد جاءت هذه الانتقادات في أعقاب بعض من أكبر الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء الحرب أوائل عام 2022. حيث وصف ترامب بوتين بأنه 'مجنون للغاية' بعد أن قتلت روسيا 13 شخصاً في أوكرانيا بـ367 طائرة مسيرة وصاروخاً. وقال عن بوتين: 'إنه يقتل الكثير من الناس، لا أعلم ما خطبه، ما الذي حصل له بحق الجحيم؟'. كما كتب ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال': 'ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولاي، لكانت روسيا قد شهدت بالفعل الكثير من الأمور السيئة، بل السيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!'. وفي المقابل، رد الكرملين على تصريحات ترامب بالقول إنها 'ترتبط بانفعالات عاطفية زائدة لدى الجميع'. كما صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأن ترامب 'يفتقر للقدر الكافي من المعلومات حول المواجهة بين روسيا وأوكرانيا'، وأضاف أن ترامب لا يتلقى معلومات كافية عن هجمات أوكرانيا على روسيا. أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، فقد رد على تصريحات ترامب قائلاً: 'بخصوص كلمات ترامب التي قال فيها إن بوتين يلعب بالنار، وأن أموراً سيئة حقاً تحدث لروسيا. أنا أعرف أمراً سيئاً واحداً حقاً، وهو الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب ذلك!'.
وعموماً أثارت تصريحات ترامب المتناقضة تساؤلات حول مصداقية الوساطة الأميركية، خاصة مع انتقاده لكل من بوتين وزيلينسكي. فقد وجه ترامب كلمات قوية لزيلينسكي، قائلاً إنه 'لا يقدم أي خدمة لبلاده من خلال الطريقة التي يتحدث بها'. وكتب عن زيلينسكي: 'كل شيء يخرج من فمه يسبب مشاكل، أنا لا أحب ذلك، ومن الأفضل أن يتوقف'. كذلك، فقد عاد ترامب وقال صراحة إنه لا يعرف ما إذا كان سيدعم مشروع قانون العقوبات الجديد المقترح من قبل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ضد روسيا. وأوضح ترامب للصحفيين لدى وصوله إلى قاعدة أندروز: 'ينبغي أن أراه، سألقي نظرة عليه'، في إشارة إلى تحفظه المبدئي على الخطوة.
في المقابل، زار وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي العاصمة الأوكرانية، حيث التقوا الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وخلال الزيارة، شدد غراهام على ضرورة 'تغيير قواعد اللعبة' مع موسكو، محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 'يطيل أمد المحادثات عمداً' ويستخدمها كوسيلة لكسب الوقت على الأرض. وأضاف غراهام: 'اللعبة التي يلعبها بوتين على وشك أن تتغير. سيتعرض لضربة قوية من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات'.
حسابات عسكرية قبل المفاوضات
على الأرض، يبدو أن التصعيد المتبادل بين الطرفين لا يزال سيد الموقف. فقد شهدت الأيام الماضية موجة من الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ، استهدفت عدداً من المدن الأوكرانية، في محاولة من موسكو لقلب المعادلة الميدانية وتعزيز موقعها التفاوضي قبل المباحثات. ويعزو محللون هذا التصعيد إلى سعي الكرملين لاستغلال قدراته التصنيعية المتزايدة في إنتاج المسيّرات، بما في ذلك استخدام تصاميم إيرانية، لخلق حالة من الإرباك الشعبي داخل أوكرانيا.
في المقابل، نفّذت القوات الأوكرانية هجمات ضد مواقع عسكرية داخل روسيا، وهو ما يعد مؤشراً على رغبة كييف في إظهار قدراتها العسكرية للولايات المتحدة، فأوكرانيا تسعى لإقناع واشنطن بأنها قادرة على تنفيذ ضربات مؤلمة، رغم محدودية الدعم الغربي، وأنها لن ترضخ للمطالب الروسية التعجيزية.
ومن بين هذه المطالب، إصرار موسكو على انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا في عام 2022 (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، فضلاً عن مطالبها بشأن شبه جزيرة القرم. وتعتبر أوكرانيا هذه الشروط غير قابلة للتفاوض، مما يضع المباحثات المرتقبة في خانة العقم السياسي قبل أن تبدأ.
إشارات متضاربة
رغم هذا المشهد المتوتر، ظهرت بعض مؤشرات حسن النية من الجانبين، أبرزها إتمام أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بداية الحرب، شملت إطلاق سراح ألف أسير من كل طرف. كما أبدت موسكو، في خطوة نادرة، استعداداً لمناقشة هدنة محتملة، بعد أن كانت قد رفضت مراراً مقترحات أوكرانية وغربية لوقف إطلاق النار. وسبق أن أعلن بوتين هدنتين قصيرتين في مناسبتين دينيتين في أبريل ومايو الماضيين.
لكن التصعيد الحالي لا يتعارض بالضرورة مع السعي نحو السلام، بل قد يكون محاولة كلا الطرفين لتعزيز مواقعهما التفاوضية، ففي المراحل الختامية من الحروب، يُعد التصعيد أداة لتحسين شروط التفاوض. وما نراه اليوم لا يُعبّر بالضرورة عن نية مواصلة الحرب إلى ما لا نهاية، لكنه يعكس حسابات ما قبل التهدئة.
ضغوط داخلية وخارجية
من جهة أخرى، يثير موقف إدارة ترامب المستقبلية، بشأن انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، قلقاً متزايداً في كييف. ذلك أن 'الرهان على دعم أميركي قوي غير واقعي في ظل فوز الجمهوريين، لا سيما أن ترامب لا يزال يعتقد أن بوتين يريد السلام، في حين أن روسيا برأي الأوكرانيين لا تفهم سوى لغة القوة.
وفي موسكو، تشكك إدارة بوتين في وجود نية جدية لدى أوكرانيا لوقف القتال. وتقول: 'لو كانت كييف راغبة في السلام، لما استمرت في قصف الأراضي الروسية، حتى أثناء الاحتفالات في 9 مايو/ أيار'. وتعتبر أن أوكرانيا تسعى لتجميد النزاع مؤقتاً عبر المفاوضات، لكسب الوقت، كما فعلت سابقاً في محادثات مينسك التي لم تُثمر حلاً حقيقياً للنزاع في دونباس بين 2014 و2022.
وفي تصريح جديد، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، غريغوري كاراسين، أن موضوع 'نزع سلاح أوكرانيا' سيكون مطروحاً على طاولة إسطنبول، بوصفه أحد الشروط الروسية الأساسية للتسوية. وفي السياق نفسه، شدٍد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن موسكو لن تتراجع عن مطالبها بشأن حياد أوكرانيا وإلغاء ما وصفه بالقوانين التمييزية بحق السكان الناطقين بالروسية.
بين الرماد واللهب
في المحصلة، يترنح أفق التسوية بين تفاؤل حذر مصدره إشارات حسن النية، وتشاؤم واقعي نابع من المعطيات السياسية والعسكرية الراهنة. وما لم تُبذل جهود دولية ضاغطة على الطرفين، وما لم تُقدَّم ضمانات جدية لتوفير شروط متوازنة للتفاوض، فإن مفاوضات إسطنبول، حتى لو انعقدت، قد تكون أقرب إلى جولة من جولات العلاقات العامة منها إلى خطوة نحو وقف إطلاق النار.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، يبقى الشعب الأوكراني والروسي يدفعان ثمن الحرب الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تستمر القوى الكبرى في تدوير الزوايا، بعيداً عن إعلان صريح لإرادة السلام.
وختاماً، تبدو مفاوضات إسطنبول وكأنها تحاول شق طريقها وسط ركام المعارك ورماد الثقة المحترقة بين موسكو وكييف. فبين الرغبة الدولية في وقف إطلاق النار، وواقع الميدان الذي لا يزال مشتعلاً، يجد العالم نفسه أمام معادلة معقّدة: لا الحرب تُحسم، ولا السلام يُمنح. وقد تكون الجولة المرتقبة في تركيا أشبه بمحطة اختبار للإرادات الحقيقية، لا للأوراق المعلنة فحسب، بل للنيات الدفينة التي ستحدّد، عاجلاً أم آجلاً، ما إذا كانت هذه الحرب تتجه فعلاً نحو نهايتها… أم إلى جولة أكثر دموية.
وكما قال المفكر كارل فون كلاوزفيتز: 'الحرب ليست سوى امتداد للسياسة بوسائل أخرى'. فهل تحين ساعة السياسة قبل أن تستنفد الحرب كل شيء؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل بريطانيا معرضة لضربة نووية؟
هل بريطانيا معرضة لضربة نووية؟

سيدر نيوز

timeمنذ 26 دقائق

  • سيدر نيوز

هل بريطانيا معرضة لضربة نووية؟

حذرت صحف من احتمالية تعرض بريطانيا لضربة نووية تكتيكية من روسيا، بسبب تدخلها في الصراع الدائر بأوكرانيا، بينما اهتمت أخرى بالصراع الدائر بين دونالد ترامب وإيلون ماسك واعتبرتهما 'أسوأ شخصين في العالم'، وأخيراً ظهور اكتشاف جديد في 'مومياوات فضائية' في بيرو. والبداية من صحيفة التلغراف، التي نشرت مقالاً حظى بتفاعل كبير على الموقع، حول احتمالية تعرض بريطانيا لضربة نووية من روسيا، وهو السيناريو الذي يجب أن تستعد له البلاد حالياً. وحذّر الكاتب هاميش دي بريتون- غوردون، من إعلان مراجعة الدفاع الاستراتيجي، وكشف هذا الأسبوع عن ضرورة استعداد وزارة الدفاع وهيئة الخدمات الصحية الوطنية لهجوم نووي، وضرورة تعزيز قدرة الجيش البريطاني على القتال والبقاء في بيئة ملوثة بالإشعاع، وهو ما أثار بعض القلق والانزعاج. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخبر نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أنه سينتقم بشدة من أوكرانيا لتدميرها قاذفاته النووية: وهناك من يخشى أن يُنفذ تهديداته النووية السابقة، وطالب بأخذ تهديدات الكرملين النووية المتكررة تجاه لندن وكييف، واستخدام روسيا الموسع للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، على محمل الجد بشدة. وأشار إلى أن التهديد المُلِحّ حالياً يتمثل في ضربة نووية تكتيكية ضد أوكرانيا، أو ضد بريطانيا، ويعتقد بوتين أننا 'لن نشن هجوماً مضاداً استراتيجياً واسعاً، قد يؤدي إلى كارثة نهاية العالم ردّاً على هجومه'. دونالد ترامب وإيلون ماسك من التحالف إلى العداء، فما القصة؟ ويرى الكاتب أن حصول لندن على طائرات F-35A الأمريكية مزودة بأسلحة نووية تكتيكية، ربما يكون 'ردعاً موثوقاً ضد أي هجوم تكتيكي'، لكن يجب أيضاً على بريطانيا الاستعداد مرة أخرى مثلما فعلت في الحرب الباردة، للبقاء على قيد الحياة، والعمل بعد أي هجوم نووي أو كيميائي. وكشف المقال أنه قد صدرت توجيهات بالفعل لوزارة الدفاع وهيئة الخدمات الصحية الوطنية بتخزين معدات الحماية، حيث تضع المراجعة الاستراتيجية الإنتاج المحلي للمعدات العسكرية في أولوية الاستراتيجية العامة. وأوضح أن شركة أفون للحماية تمتلك الشركة الرائدة عالمياً في تصنيع أقنعة الغاز، وتزود الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول حلف الناتو، والآن أيضاً الجيش الأوكراني، بأجهزة التنفس الصناعي. ولديها أيضاً شركة كرومك بي إل سي، الرائدة عالمياً في مجال الكشف عن الإشعاع ورصده. ستساهم هاتان الشركتان الأساسيتان بشكل كبير في توفير مستوى المرونة اللازم لردع الروس، و'نأمل أن يوفرا مستويات من الطمأنينة لتهدئة الهلع في الداخل'. 'أسوأ شخصين في العالم' Reuters في صحيفة الغارديان اعتبرت الكاتبة أروى مهداوي، أن المواجهة الحالية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورجل الأعمال إيلون ماسك، هي بين 'أسوأ شخصين في العالم'. وقالت في مقال بعنوان ترامب ضد ماسك: أسوأ شخصين في العالم يعيشان أخيراً انفصالاً كبيراً وجميلاً'، إن هناك 'انهياراً دراماتيكياً' لعلاقة ترامب وماسك، وكانت أخبارهما بمثابة 'عرض رعب' متواصل، كما أن مشاهدة اثنين من 'أسوأ الناس' في العالم يوجهان سهامهما نحو بعضهما البعض أمرٌ 'مُريحٌ جداً'. وأعربت الكاتبة عن 'الفرح' برؤية ما يجري بينهما، وقالت إن للقصة خلفية بدأت مع إنفاق ماسك 277 مليون دولار لمساعدة ترامب في الفوز بالانتخابات، 'لو حدث هذا في مكان آخر، لوصفناه بالفساد، وقد تغزو الولايات المتحدة البلاد لإرساء الديمقراطية'، 'لكن هذه هي الولايات المتحدة التي نتحدث عنها'. بعد إنفاق كل تلك الأموال، وفوز ترامب، حصل ماسك على 'منصب دوج'، الذي أضعف من خلاله جميع الوكالات الأمريكية باسم توفير الكثير من المال للولايات المتحدة. هنا بدأت الأمور تسوء، وبدأت سمعة ماسك تتدهور، بعد أن حاول لسنوات إقناع عدد كبير من الناس بأنه 'رجل صواريخ عبقري ذو آراء مناهضة للمؤسسة' – لكن بمجرد أن أصبح جزءاً من المؤسسة، وشرع في تقليص الوظائف الفيدرالية، بدأ الكثيرون ينزعجون من مدى تأثيره على حياتهم. وأوضحت الكاتبة أنه أدرك تأثير هذا على علامته التجارية، وبدأ انخفاض أسهم شركته تيسلا، فقرر قبل أسبوع اتخاذ 'القرار الصائب' وأعلن أنه سيترك منصبه في إدارة ترامب، وانتقد علناً مشروع قانون الضرائب الضخم الذي طرحه ترامب. وبدأت شائعات عن خلاف بين ماسك وترامب تنتشر. وتقر الكاتبة أنها اعتقدت أن انفصال ماسك 'مجرد خدعة' يستفيد منها الطرفان، لكن الموقف تغير وبدأ التصعيد بينهما، وظهر شبح 'جيفري إبستين' الذي كان متهماً باعتداءات جنسية وانتحر في السجن بعد القبض عليه، وأعلن ماسك على منصته إكس، 'حان وقت إلقاء القنبلة الكبرى: ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها'. ولمزيد من التشويش، أضاف: 'احتفظوا بهذه التدوينة للمستقبل. الحقيقة ستظهر'. بالإضافة إلى التغريدة عن إبستين، قال ماسك أيضاً إن ترامب كان 'سيخسر الانتخابات' لو لم يتدخل بمئات الملايين التي يملكها. كما ألمح ماسك إلى أنه قد يُنشئ حزباً سياسياً جديداً. لكن ترامب لم يسكت، ووصف ماسك بأنه 'مجنون' وهدد بقطع العقود الحكومية مع شركات الملياردير. وتتساءل الكاتبة هل هذه نهاية صداقة عميقة وجميلة؟ هل هي، كما وصفتها لورا لومر، حليفة ترامب ومناصرة نظريات المؤامرة، 'انفصال عميق وجميل'؟ وتُجيب قائلة، يجب أن نتذكر أن ترامب قد تصالح مع كارهيه من قبل. لكن حتى لو كان هناك نوع من المصالحة في النهاية، فأنا 'شخصياً أستمتع بالدراما'. مومياوات 'فضائية' Reuters نشرت صحيفة الديلي ميل، تقريراً حصرياً عن اكتشاف علمي في إحدى المومياوات 'الفضائية'، التي يقوم العلماء بدراستها بعد العثور عليها في بيرو بأمريكا الجنوبية. وجاء في التقرير، الذي أعدته ستيسي لابراتور، أن العلماء اكتشفوا وجود جنين في رحم إحدى المومياوات، التي كان يُعتقد أنها تخص 'كائنات فضائية'. ويعود الاكتشاف إلى عام 2017، عندما عثر أحد السكان المحليين على عشرات الجثث المحنطة في صحراء نازكا، وانطلقت أبحاث لمعرفة أصولها خلال هذه السنوات. ونظراً لشكلها الغريب، فالرؤوس طويلة وليست مستديرة مثل بقية البشر، فضلاً عن العثور على أجهزة معدنية مغروسة في أيديها ذات الأصابع الثلاثة، فقد ساد اعتقاد بأنها لفضائيين، وكان هناك فرضية أخرى أن هذه 'المومياوات' كانت دُمَى مصنوعة من عظام حيوانات مجمعة باستخدام الغراء. لكن هناك كشف آخر قلب الموازين، حين تمكن الدكتور ديفيد رويز فيلا، الخبير الرئيسي الذي يفحصها، ومعه الصحفي جويس مانتيلا، من العثور على جنين داخل مومياء تُدعى 'مونتسيرات' أثناء تحليل البقايا في مركز للأشعة في ليما. ويعتقد الفريق أن مونتسيرات كانت سيدة ماتت قبل 1200 عام، وكان حملها أقل من 30 أسبوعاً. وبعد سنوات من الفحص التقطت الأشعة المقطعية 'الجنين' مستلقياً على ظهره، ورأسه منخفض بالقرب من منطقة البطن وصدره وذراعاه أقرب إلى منطقة الحوض. وقال جويس مانتيلا، الذي خصص أبحاثه لكشف حقيقة المومياوات، أنه لاحظ أن يدي مونتسيرات متقاربتان حول بطنها، 'كما لو كانت تريد حماية بطنها أثناء الحمل'. واعتقد العلماء أن وجود ثلاثة أصابع فقط في يد المومياوات، يشير إلى احتمالية وجود أصول من خارج كوكب الأرض أو حتى من الزواحف. وأضاف مانتيلا أن الفحوصات أشارت إلى أن الجنين قد جف داخل الرحم مع مرور الوقت. وأشار الدكتور خوسيه زالسي، المدير السابق للإدارة الطبية في البحرية المكسيكية والمشارك في التحقيق حول أصول المومياوات، إن هناك حاجة لاختبار الحمض النووي، لتحديد إذا كان 'الجنين هجيناً، نصف إنسان ونصف ثلاثي الأصابع'. وأشار إلى أنه 'في الوقت الحالي، التشابه التشريحي الوحيد الواضح بين الجنين والأم هو كائن ثلاثي الأصابع في اليدين والقدمين'. كما وجد الباحثون أشياء مزروعة في جسد المومياء، 'تُشبه كثافة المعدن'، وهناك شيء ما قد زُرع وهي لا تزال على قيد الحياة، لأن الجلد قد نما حوله. كما اكتشف الفريق صفائح معدنية في جميع أنحاء أجساد مومياوات أخرى، بعضها موجود في الداخل، يغطي العظام، والبعض الآخر متصل بالجلد من الخارج. يبدو أن هذه الغرسات 'وظيفية بيولوجياً'، لأن الجسم لم يرفضها. وقال الدكتور زالس: 'هذه الصفائح متعددة المعادن.. والتحليل كشف أنها تحتوي على سبيكة من النحاس والكادميوم والأوزميوم والألمنيوم والذهب والفضة'. وأشار التقرير إلى أن الغموض ما زال يحيط بالمومياوات 'ثلاثية الأصابع'، منذ أن قدمها للعالم عالم الأجسام الطائرة المجهولة، خايمي موسان، ومجموعة من الباحثين، كاشفين عن شكلها الغريب بثلاثة أصابع وجماجم مستطيلة بالقرب من خطوط نازكا في بيرو.

06 Jun 2025 17:43 PM بوتين: القطب الشمالي منطقة استراتيجية حيوية لروسيا
06 Jun 2025 17:43 PM بوتين: القطب الشمالي منطقة استراتيجية حيوية لروسيا

MTV

timeمنذ 33 دقائق

  • MTV

06 Jun 2025 17:43 PM بوتين: القطب الشمالي منطقة استراتيجية حيوية لروسيا

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي، منطقة القطب الشمالي بأنها "منطقة ذات أهمية استراتيجية لروسيا". وجاء تصريح الرئيس الروسي خلال ترؤسه اجتماع مجلس التطوير الاستراتيجي والمشاريع الوطنية. وأيّد بوتين اقتراح وزارة المال الروسي بتخصيص حد مالي خاص لتنفيذ المخططات الرئيسية في مدن الشرق الأقصى والمنطقة القطبية. وأوضح أن هذا التمويل سيصل تدريجا إلى 5 في المئة على الأقل من نفقات البرامج الحكومية ذات الصلة خلال السنوات الست المقبلة. وأكد أن هذا التوجه "لن يتطلب تمويلا إضافياً بشكل عام، بل إعادة توجيه للبرامج القائمة نحو تطوير هذه المنطقة الاستراتيجية". وتولي موسكو أهمية كبيرة لتطوير منطقة القطب الشمالي الروسية، ولا سيما ممر الملاحة الشمالي، الذي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ. وتحتوي منطقة القطب الشمالي على جزء كبير من احتياطات روسيا من الذهب والكروم والمنغنيز ومعادن أخرى، كما يتم استخراج حوالى 80 في المئة من الغاز و60 في المئة من النفط الروسي من هذه المنطقة.

الخزانة الأميركية: فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران
الخزانة الأميركية: فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

الخزانة الأميركية: فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران

أفاد منشور على موقع وزارة الخزانة الأميركية، بأن الولايات المتحدة فرضت مجموعة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران تستهدف 10 أفراد و27 كيانا. وتأتي العقوبات الجديدة، التي تستهدف أيضا بعض الكيانات في الإمارات وهونج كونج، في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store