
أمين البحوث الإسلامية: الأزهر درع الأمة ضد الغلو والتطرف منذ أكثر من ألف عام
وقال الدكتور الجندي خلال الجلسة العِلميَّة المعنونة بـ(تجاوز صدام الحضارات بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك من خلال التفاعل الحضاري): إنَّ المشهد الفِكري العالمي اليوم يشهد موجاتٍ مِنَ الغلو والتطرُّف، جعلتِ الإسلام ضحيَّةً لفريقين: مَن يربطون الإرهاب بالدِّين، أو بطوائفَ وتنظيماتٍ تزعم الانتماء إليه، ومَن يبرِّرون العنف والكراهية باسم الدِّين، موضِّحًا أنَّ التطرُّف أصبح ظاهرةً عالميَّةً تتجسَّد في حركات اليمين المتطرِّف، وجماعات مثل: (داعش)، و(القاعدة)، وتتقاطع معها خطابات رَفْض الاندماج الدِّيني والثقافي، مدفوعة بعواملَ نفسيَّةٍ واجتماعيَّةٍ؛ كالشعور بالظُّلم والتهميش، فضلًا عن الاستغلال المكثَّف لوسائل التواصل الاجتماعي في نَشْر الفكر المتشدِّد واستقطاب الشباب.
وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ الأزهر الشريف -بوصفه أعرق مؤسَّسة دِينيَّة في العالَم الإسلامي- يمدُّ يدَه للعالَم داعيًا إلى السلام، وينطلق في مواجهة التطرُّف مِنْ منهج وسطي قائم على التيسير والحوار، واحترام الاختلاف، ورَفْض التكفير، مستعرضًا جهود هيئاته في هذا المجال؛ من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلاميَّة، إلى مرصد الأزهر لمكافحة التطرُّف، الذي يرصد الخطاب المتطرِّف بثلاث عشرة لغة، بالإضافة إلى مبادرات الحوار بين الأديان، ومنها: وثيقة (الأخوَّة الإنسانيَّة)، وإنشاء (بيت العائلة المصريَّة)، وتنظيم مؤتمرات دوليَّة، وإيفاد بعوث إسلاميَّة إلى أكثر من مِئَة دولة لنشر الفِكر المعتدل.
وسرد فضيلته عدَّة رسائل تبنَّاها الأزهر الشريف لمواجهة الغُلو؛ أبرزها: أنَّ الإسلام دِينُ رحمةٍ لا غُلوَّ فيه، وأنَّ السِّلم أصلٌ في الشريعة والحرب طارئة عليها، وأنَّ القرآن يرفض العدوان، وأنَّ التطرُّف ليس مذهبًا إسلاميًّا بل انحراف عنه، وأنَّ الأزهر كان -ولا يزال- درع الأمَّة ضد الغُلو والتكفير، داعيًا إلى تحصين الشباب بالعِلم الصحيح وفَضْح زيف دعاة العنف.
وتوقَّف عند خطورة التفسيرات المنحرفة للنُّصوص الشرعيَّة التي اعتمدها مفكِّرو التنظيمات المتطرِّفة لتبرير الإرهاب؛ ما أساء لصورة الإسلام وفتح الباب أمام التدخُّلات الغربيَّة، مؤكِّدًا الحاجة الملحَّة إلى إحياء فقه الوسطيَّة وتجريد تطبيقاته مِنَ الانتماءات الحزبيَّة والمذهبيَّة، وأنَّ الوسطيَّة تمثِّل جوهر المنهج الإسلامي القائم على الاعتدال والاستقامة.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بعدَّة توصيات، شملت: دعم الانتشار الرَّقْمي العالمي لخطاب الأزهر باللُّغات المختلفة، وتعميق التعاون مع المؤسَّسات الدوليَّة، وتعزيز دَور خريجي الأزهر حول العالَم، وتكوين رابطات فِكريَّة دوليَّة تنتمي إلى المنهج الأزهري، ورَفْع كفاءة التدريب لمواجهة الشُّبهات الحديثة التي يستغلُّها المتطرِّفون.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
خالد الجندي: الإسلام دين ينظم شئون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإسلام دين كامل وشامل لم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وتناول أحكامه وضوابطه، موضحًا أن الدين الحنيف لا يقتصر على قضايا العبادات فقط، بل يشمل شئون الدنيا والآخرة معًا. وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن هناك من يحاولون التقليل من شمولية الإسلام بالقول: "ما للإسلام وما للقوانين أو العقود أو القضايا العامة"، معتبرًا أن هذا طرح خاطئ يتجاهل حقيقة أن الدين يتناول مختلف مجالات الحياة بما فيها القوانين والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن التدين المنضبط هو السبيل لتحقيق حياة منضبطة في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أن الانفلات من الدين هو انفلات من الدنيا نفسها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، دلالة على أن الإسلام يغطي كافة تفاصيل الحياة. وأوضح الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الأمة كل ما يتعلق بتنظيم الحياة، حتى الأمور الدقيقة واليومية، مما يعكس شمولية التشريع الإسلامي، لافتًا إلى أن الفقه الإسلامي له رأي في كل القضايا التي تمس حياة الإنسان. وشدد على أن الإسلام لم يترك الإنسان عرضة للفوضى أو العبث، بل نظم العلاقات الإنسانية كافة؛ بدءًا من علاقة الحاكم بالمحكوم، والمعلم بالطالب، مرورًا بحقوق الوالدين والأبناء، وصولًا إلى الشأن العام الذي يحقق الاستقرار المجتمعي. وأكد الجندي أن الإسلام دين حياة، وأن كل ما يتعلق بالشأن العام يدخل ضمن اهتماماته، وأن إغفال هذا الجانب أو فصله عن الدين يمثل خطرًا على استقرار المجتمع وفهم الناس لحقيقة الرسالة الإسلامية.


المنار
منذ 5 ساعات
- المنار
تجمع العلماء المسلمين نعى العلامة السيد عباس علي الموسوي
نعى تجمع العلماء المسلمين 'إلى الأمة الإسلامية علماً من أعلامها في التفسير وسائر العلوم الإسلامية، ورمزاً من رموز الوحدة وداعماً ومسانداً قوياً للمقاومة الإسلامية، ومناصراً وعاملاً في سبيل تحرير فلسطين، العلامة السيد عباس علي الموسوي، الذي توفاه الله صباح اليوم'. وقال في بيان: 'ولد العلامة السيد عباس علي الموسوي في بلدة النبي شيت البقاعية سنة ١٩٤٥م، وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة البلدة الرسمية ثم الثانوية في بيروت. انتقل الى النجف الأشرف للدراسة في حوزتها العلمية سنة 1964 م استهلها بقضاء ثلاث سنوات متتابعة لم يغادر جامعة النجف الدينية، التي تُعرف أيضاً باسم 'جامعة الكلانتر'. انتقل بعدها الى الدراسة الحرّة حتى مغادرته العراق العام 1979 حيث لم تعد الأجواء تساعد على البقاء بسبب المضايقات والاعتقالات والإعدامات التي طالت كبار العلماء ومنهم الشهيد السيد محمد باقر الصدر. بعد محاولة استكمال الرحلة العلمية في قم مدة أربعة أشهر عاد الى لبنان وكان الشهيد السيد عباس الموسوي (أبو ياسر) قد سبقه الى بعلبك، فاستقر رأيهما على تأسيس حوزة الإمام المنتظر، حيث استقرت أولاً في الميتم الذي أنشأه الشيخ سليمان اليحفوفي عند مدخل بعلبك الشمالي الغربي. وكان أكثر طلابها ممن درسوا في النجف الأشرف وطردوا منها وبعضهم أخرج بعد اعتقال. ثم انتقل الى التدريس الحر في بيته في بيروت، حيث حضر عليه العديد من الطلبة الذين بلغوا مراتب متقدمة وقد ذكروا تتلمذهم عليه في جملة التراجم التي أوردها لهم في كتابه 'علماء ثغور الإسلام'. توقف عن التدريس بعد اصابته بحساسية قوية في الحلق استدعت أن يخفف من الكلام. وإذا كان سماحته قد ترك التدريس فقد دخل دخل حقلاً آخر من حقول التبليغ واختار الكتابة. وقد جاءت مؤلفاته في مورد الحاجة الماسة حتى طُبع بعضها أكثر من خمس مرات وبعضها الآخر ازدادت طبعاته على الثلاث وهكذا التزم مع أهل بلدة شمسطار بإقامة صلاة الظهر من كل يوم جمعة ومشاركتهم المناسبات وخصوصاً في شهر رمضان وأيام عاشوراء . وقد أسس مع شبابها 'لجنة تكريم اليتيم وإعانة الفقير' التي أدت دورها في تخفيف الضائقة المالية للناس المحتاجين والفقراء. وكما كان يتردد عل بلدته النبي شيت في كل يوم خميس لاقامة صلاة الظهرين والعشائين وإحياء دعاء كميل ليلاً كما قضاء فصل الصيف كله فيها . أبرز المؤلفات ۱ – الإمام على منتهى الكمال البشري (طبع مرتان). ٢ – الموجز من حياة أئمة أهل البيت. ٣ – شبهات حول الشيعة (طبع ثلاث طبعات). 4- دروس من ثورة الحسين . ه – ملامح المسلم الرسالي (طبع مرتان). ٦ – علي بين الكتاب والسنة (طبع مرتان). 7- في رحاب الصحيفة السجادية . 8- شرح رسالة الحقوق (طبع خمس مرات). ۹ – العلاقات الاجتماعية في الإسلام. ۱۰ – الصوم في مصداقه الرسالي . ۱۱ – الوصية الخالدة . ۱۲ – مالك الأشتر وعهد الإمام له . ۱۳ – نفحات رمضانية (طبع ثلاث مرات) . ١٤ – آية وقصة (طبع مرتان). ١٥ – الإمام علي في عقيدة المعتزلي . ١٦ – شرح نهج البلاغة (خمسة أجزاء) . ۱۷ – الأربعون حديثاً المختارة من السنة . ۱۸ – مصرع سيد الشهداء الإمام الحسين . ۱۹ – علماء ثغور الإسلام (مجلدين). 20 أوضح البيان في تفسير القرآن (15 جزء). النشاطات العامّة: كان رحمه الله مبادرا ومشاركا في كل النشاطات العامّة التي تصبّ في خدمة الأمّة الإسلامية خصوصا في ما يتعلق بمسألة الوحدة الإسلامية وبالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة ومتابعة مصالح الناس. المصدر: الوكالة الوطنية


المنار
منذ 7 ساعات
- المنار
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ينعى العلامة السيد عباس الموسوي
نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى عموم المسلمين واللبنانيين عضو هيئته الشرعية، سماحة العلامة السيد عباس علي الموسوي، عن عمر ناهز 81 عامًا، قضى معظمه في التدريس والتأليف وتفسير القرآن الكريم وشرح نهج البلاغة وتبليغ الأحكام الشرعية. وأشار المجلس إلى أن تقبّل التعازي بالفقيد الراحل يتم اليوم في مجمع الإمام المجتبى (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، من الساعة الخامسة حتى السابعة عصرًا. وتُقام مراسم الصلاة على جثمان العلامة الموسوي في بلدته النبي شيت صباح غدٍ الأحد، فيما ستُقام مراسم التشييع في بيروت يوم الاثنين في موعد يحدد لاحقًا، على أن يُوارى الثرى في النجف الأشرف. وفي بيان نعيه، ذكّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بتفاني العلامة الراحل في القضايا الفكرية والشرعية، ودفاعه عن مصالح شعبه ومؤسساته، إضافة إلى وصاياه الثمينة لعائلته ووطنه. المصدر: موقع المنار