logo
الطيفُ الذي لا يموت: بين الثورة والجيش

الطيفُ الذي لا يموت: بين الثورة والجيش

خبرني٢٢-٠٦-٢٠٢٥
خبرني - حين تهمس الأرض ببطولات أبنائها، ويخطّ الزمان سطوره بمدادٍ من دماء الشهداء، تصحو الذاكرة الوطنية على نبض الحكاية الخالدة، ففي رحاب العاشر من حزيران، تستفيق الذاكرة من سباتها، وتنهض الصفحات من سكونها، فتكتب بحروف الفخر والوفاء سيرة مجدٍ لا تبهت ألوانه، ولا تخبو أنواره.
إنه يوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى… يومان اتحدا في المعنى، وامتزجا في الهدف، فكان الوطن هو الغاية، والكرامة هي البداية.
فمن بين رمال الحجاز، وفي فجرٍ من فجر العزة العربية، دوّى في الثاني من حزيران عام 1916 صوت البنادق، لا كهدير سلاح، بل كصرخة وعيٍ عربيٍ أيقظت أمة بأكملها، فانطلقت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، لا تمردًا عابرًا، بل نهضةً قوميةً أصيلة، نادت بالحرية، وجسّدت طموح العرب في الإنعتاق من الظلم والاستقلال.
فلقد وحّد الشريف الحسين بن علي الصوت والموقف، وجمع بين شرف النسب وصفاء الرؤية، فكان قائدًا بحجم الرسالة، ورجلًا اختارته اللحظة التاريخية ليكتب بها مجدًا متجددًا.
حينها أحيا الحرف العربي بعد صمت، وحرر الهوية من سطوة التذويب، وأعاد للكرامة معناها، فتوالت بعدها التضحيات، وارتقى الشهداء، فسُطّرت في الصحراء أولى صفحات الاستقلال، لتكون الثورة حجر الأساس في بناء دول عربية حرة.
وإذا كانت الثورة العربية الكبرى قد أرست دعائم الكرامة، فإن يوم الجيش جاء ليحمل شعلة تلك الثورة ويواصل رسالتها بسواعد أبنائها المخلصين، فلقد نشأ الجيش العربي في عهد الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، ذاك القائد الذي حمل على عاتقه إكمال مسيرة والده الشريف الحسين، فأسّس نواة جيش وطني يحمل في جنوده معاني الوفاء والانتماء، ويجمع بين الأصالة والاحتراف، ليكون درع الوطن الحصين، وسياجه الذي لا ينكسر.
ومنذ أن وُلد الجيش العربي من رحم الثورة العربية الكبرى، ما كان مجرد مؤسسة عسكرية تؤدي واجبها فحسب، بل كان ولا يزال حاضنًا للقيم، ومنبعًا للبطولة، ومدرسةً في الانتماء والتضحية.
وفي أحلك الظروف وأشدّ التحديات، وقف الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – إلى جانب جنده، قائدًا وأبًا ورفيقًا، يخوض معهم معارك الإرادة، ويصنع معهم ملحمة الكرامة الخالدة، التي أعادت للكرامة العربية نبضها، وللأرض هيبتها، وللحق صوته الذي لا يُخرس، فأثبت الجيش الأردني آنذاك أنه لا يُهزم ما دام يستظل براية الحق ويستنير بحكمة القيادة الهاشمية.
واليوم، يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسيرة البناء والتحديث، حارسًا لإرث الثورة، وصائنًا لمبادئ الدولة، ومُلهِمًا لرجال الجيش الذين باتوا رمزًا للكفاءة والانضباط والإخلاص، فكما كانت البداية بنداء الحرية، فإن الحاضر يستمر بروحها، بقيادة تعرف تمامًا كيف تُصان الأوطان، وتُبنى الجيوش، وتُحفظ الكرامة.
وختاما نقول......
أيها الأردنيون…
إن ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش العربي ليستا احتفالًا عابرًا، بل تجديدًا للعهد، وشهادة وفاء للأرض والقيادة والناس، فهما مناسبتان تتقاطعان في جوهرهما: الإيمان العميق بالكرامة الإنسانية، ورفض الذل، والقدرة على صنع التاريخ لا انتظاره، وبالرغم من مرور الزمن، وإننا حين نُحيي هذه الذكرى، لا نفعل ذلك من باب الحنين، بل من باب الإيمان الراسخ أن من نبت من صحراء الكبرياء لا يركع، ومن تربّى على حليب البطولة لا يساوم، ومن عاش في حضن الوطن لا يخونه.
فلنُبقِ رؤوسنا مرفوعةً كما كانت دومًا، ولنجعل من كل يوم صفحةً ناصعة في سجل الوطن، ولنتذكر أن كل حجرٍ في هذه الأرض سُقيَ بعرق جنودنا، وكل شبرٍ منها شهد على قسمهم أن يبقى الأردن حرًّا أبيًا، لا تهزه ريح، ولا تُطفئ نوره عاصفة.
وانت أيها الأردني، كن كما يريدك تاريخك: وفيًا ثابتًا، واثقًا بجيشك الشجاع، وبوطن لا يقبل إلا المجد،
تحت راية "الله، الوطن، الملك".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا تدين مقتل فلسطينيين على يد مستوطنين وتدعو للمساءلة
بريطانيا تدين مقتل فلسطينيين على يد مستوطنين وتدعو للمساءلة

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

بريطانيا تدين مقتل فلسطينيين على يد مستوطنين وتدعو للمساءلة

أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن إدانتها الشديدة لمقتل شابين فلسطينيين، على يد مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية. وقالت الوزارة، في تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي، إن هذه المأساة تأتي بعد الهجوم الذي تعرّضت له بلدة كفر مالك، مشددة على أن المستوطنين المتطرفين لا يواجهون أي تبعات لأفعالهم، مؤكدة ضرورة المساءلة وتحقيق العدالة.

عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده
عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

عدنان خليل بكتب : عن ناصر جوده

أخبارنا : كتب عدنان خليل المسؤولية نهوض بالواجب على وجه الالتزام، والمسؤولية قوة تحمل و تحكم تجمع بين التضحية والسيطرة، والمسؤولية حالة قيادية قائمة على حسن تقدير المواقف وصناعة القرارات وانتقاء الخيارات. هكذا فهم معالي الأستاذ ناصر جودة وزير الخارجية السابق المسؤولية، فأدار دفة الأمور باقتدار ونجاح في أثناء توليه الوزارة ،وانتهج نهجًا واضحًا شفافًا في الدبلوماسية الأردنية . لمعالي أخي وأستاذي ناصر جودة أبي طارق أقول:وأنا أكتب من وجداني ستبقى في عيوننا ما حيينا وزيراً متميزاً،وأخاً وفيا جمعنا لك من طيب كل الوطن أقحوانة ومن كل زهرةٍ فيه عبقا وشذى لنقدمها إليك قوافي محبةواحترام صنعناها لك على بحر المديد، لأنك تستحق كل فواصل المحبة والتقدير وإيقاعات الحروف، فأنت أنت كما كنت وما زلت في قلوب الناس إيقاع موقف ووردة مبدأ وقافية مثل وجه السيف صفاءً ووهجا،نوقد قناديلنا في حضرتك علنا ندرك بعضا من عظيم خصالك ورفعة شمائلك ذات المسك والعنبر والشروق الجميل.... هذا هو معالي أبو طارق صاحب الصباحات الندية في الدبلوماسية الأردنية علمنا أبجدية الإصرار والطموح والعطاء حتى خلنا نحاكيه تقليدًا ،لكن هيهات أن نبلغ أجواز أفقه مهما حاولنا ان نصدح في إذن الجوزاء بزمام حناجرنا المثقلة ويبقى القول:هذا هو ناصر جودة كما كان ولا يزال حاضراً بيننا...اكتمال اللون في جنان العطاء رشح من لغة الوفاء ذرى الأصوات على قمم الجبال وأشجار الحواس صادق الانتماء موغل في نون الوطن عازفًا على رويد الكلم أجمل ألوان السخاء..أمد الله في عمرك أبا طارق وأدام عليك ومعك العطاء ...

'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني
'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

'الخارجية النيابية' تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني

بحثت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النيابية، النائب دينا البشير، اليوم الأحد، في مجلس النواب، مع السفير الياباني المعتمد لدى المملكة، أساري هيديكي، أوجه التعاون الثنائي، لا سيما في المجال البرلماني. وأكدت البشير، خلال اللقاء، عمق ومتانة العلاقات الأردنية اليابانية، والشراكة الاقتصادية والاستثمارية المتنامية بين البلدين، مثمنة الدعم الذي تقدمه اليابان للأردن في مختلف القطاعات. كما استعرضت موقف الأردن الثابت، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وجهود جلالته المستمرة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. من جهته، أعرب هيديكي عن تقدير بلاده للدور الأردني المحوري في استقرار المنطقة، مؤكدا حرص اليابان على تعزيز علاقاتها مع الأردن، وتوسيع مجالات التعاون والشراكة، إضافة إلى استمرار دعم طوكيو لوكالة الأونروا والقضية الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store