logo
ماذا تخسر دول الشرق الأوسط من التقلبات العنيفة للدولار؟

ماذا تخسر دول الشرق الأوسط من التقلبات العنيفة للدولار؟

Independent عربية٢٨-٠٤-٢٠٢٥

من المتوقع أن يشهد الدولار الأميركي تراجعاً أمام حركة العملات الأجنبية الرئيسة في المستقبل، إلى جانب اعتماد تجمعات اقتصادية دولية على عملات أخرى في التبادل التجاري وتسوية المدفوعات الدولية.
وعززت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتجاه أنظار العالم إلى تجاوز الدولار الأميركي في التعاملات الثنائية، وهو ما يهدد أقوى عملة تسيطر على نسب كبيرة من احتياطات البنوك المركزية وحركة التجارة العالمية.
ويعد الدولار الأميركي أكثر عملات العالم تداولاً في حركة التجارة الدولية، وكعملة احتياطات لدى البنوك المركزية على مستوى العالم، إذ تتم 88 في المئة من تعاملات النقد الأجنبي حول العالم بالدولار، ويمثل نحو 55 في المئة من احتياط العملات العالمية، ويعد الدولار الأميركي أهم عملة مكونة لسلة العملات في احتياط النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية.
وخلال تعاملات نهاية الأسبوع، تراجع الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسة الأخرى مثل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني بنسب متفاوتة، تراوحت ما بين واحد وثلاثة في المئة، وسط حال من عدم اليقين تجاه مستقبل الاقتصاد العالمي، واتجاه عدد من دول العالم إلى تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الثنائية بين مختلف الدول وبعضها بعضاً.
تأثير محدود لتقلبات الدولار في الأسواق
وفي إطار طمأنة الأسواق الناشئة في ظل تصاعد حرب الرسوم والتجارة بين واشنطن وجميع دول العالم، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن "تأثير تقلبات الدولار في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبقى محدوداً نسبياً، نظراً إلى عدم الانكشاف الكبير لتلك الدول على السوق الأميركية وتنوع اقتصاداتها".
وشهد الدولار هذا الأسبوع تراجعاً إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، بفعل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والمخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في حال ركود، إضافة إلى بدء حرب رسوم جمركية أثرت في الثقة في الأصول الأميركية.
وأوضحت غورغييفا في تصريحات أدلت بها خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، أن "دول المنطقة تتعامل تجارياً مع الولايات المتحدة لكن معظمها لا يمتلك انكشافاً كبيراً على السوق الأميركية"، مضيفة أن التأثير الأوسع سيظهر عبر تباطؤ الاقتصاد العالمي، لا سيما مع معاناة عدد من الدول المصدرة للنفط من تراجع الأسعار.
وكان الصندوق خفض توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8 في المئة خلال العام الحالي وثلاثة في المئة خلال العام المقبل، مقابل 3.3 في المئة ضمن توقعات سابقة صدرت خلال يناير (كانون الثاني) الماضي.
وعدَّ الصندوق أن ارتفاع التعريفات الجمركية العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ قرن يشكل عاملاً ضاغطاً على النمو.
وعلى رغم خفض التصنيفات الائتمانية بصورة طفيفة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أشار صندوق النقد إلى أن أداء المنطقة العام الحالي أفضل مقارنة بـالعام الماضي، وأن التأثيرات متفاوتة بين الدول المصدرة للنفط والمستوردة له. وفي تقريره الأخير عن آفاق الاقتصاد العالمي، خفض الصندوق توقعاته لنمو اقتصاد المنطقة إلى 2.6 في المئة العام الحالي و3.4 في المئة خلال عام 2026.
وقالت غورغييفا إن "النمو في القطاعات غير النفطية لا يزال قوياً"، مشيرة إلى أن دولاً مثل مصر والأردن تواجه تحديات نتيجة للصراعات الإقليمية، في حين يعاني السودان وسوريا تأثيرات شديدة بسبب النزاعات، وأثنت على الإصلاحات في المغرب التي مكنته من الحصول على خط ائتمان مرن من الصندوق.
وفي ما يتعلق بتراجع أسعار النفط، عدت غورغييفا أن هذا الانخفاض يشكل تحدياً للدول المصدرة التي تعتمد على إيرادات النفط بالدولار، لكنه قد يكون أقل ضرراً للدول التي قطعت شوطاً في تنويع اقتصادها.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقدر صندوق النقد الدولي تراجع متوسط أسعار النفط بنسبة 15.5 في المئة العام الحالي و6.8 في المئة خلال العام المقبل، وهو ما يتوقع أن يصب في صالح الدول المستوردة ويضغط على موازنات الدول المصدرة.
وتنتج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 35 في المئة من صادرات النفط العالمية، و14 في المئة من صادرات الغاز، مما يجعلها أحد أبرز الأقاليم المتأثرة بتقلبات أسعار الطاقة والسياسات النقدية العالمية.
تقلبات عنيفة للدولار
خلال التعاملات الأخيرة، ارتفع سعر صرف الدولار بعدما سجل خسائر طفيفة في جلسة الخميس الماضي، وذلك خلال وقت يجد فيه المستثمرون صعوبة في قراءة آفاق الاقتصاد الأميركي بعد تصريحات متذبذبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الاتفاقات التجارية، والتدخل في قرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وشهدت العملة الأميركية تقلبات عنيفة خلال تعاملات هذا الأسبوع، إذ بدأ بانخفاض نسبته واحد في المئة مقابل العملات الرئيسة في تعاملات الإثنين الماضي، وذلك بعدما هدد دونالد ترمب بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية، وهو ما أعقبه ارتفاع بنسبة 1.5 في المئة خلال تعاملات منتصف الأسبوع، وذلك بعدما صرح ترمب بأنه لم يكن يعتزم تغيير باول، وطرح فكرة تهدئة حربه التجارية مع الصين. لكن في غياب أي تقدم فعلي نحو بدء المحادثات مع بكين، تراجع الدولار مجدداً خلال وقت لاحق من الأسبوع.
وبصورة عامة، يتجه مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة لارتفاع بنسبة 0.27 في المئة خلال الأسبوع، وهو ارتفاع من شأنه وقف سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع.
ولا يجد المستثمرون أية معلومات في شأن الوضع الحالي مع الصين، فقد قالت بكين في بيانات حديثة، إنها لم تجر أية محادثات تجارية مع واشنطن، غير أن ترمب كرر لاحقاً أن المفاوضات المباشرة جارية.
وخلال وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.3 في المئة إلى مستوى 143.08 ين. وارتفع بنسبة 0.4 في المئة مقابل العملة السويسرية إلى نحو 0.8303 فرنك، فيما تراجعت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" بنسبة 0.3 في المئة إلى مستوى 1.1355 دولار، وانخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 1.3314 دولار.
وفي سوق العملات المشفرة، ارتفعت العملة الأقوى في السوق "بتكوين" قليلاً لتكون في حدود 94220 دولاراً، وتقترب من المستوى الذي بلغته في تعاملات الأربعاء الماضي عند مستوى 94489.92 دولار، والذي كان أعلى مستوياتها منذ الثالث من مارس (آذار) الماضي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع جماعي للسندات الأوروبية بعد تهديدات الرئيس ترامب
ارتفاع جماعي للسندات الأوروبية بعد تهديدات الرئيس ترامب

شبكة عيون

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة عيون

ارتفاع جماعي للسندات الأوروبية بعد تهديدات الرئيس ترامب

ارتفاع جماعي للسندات الأوروبية بعد تهديدات الرئيس ترامب ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: ارتفعت أسعار السندات الأوروبية بعد تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنطقة اعتبارًا من 1 يونيو، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر لدعم الاقتصاد تتوقع الأسواق مزيد من التيسير النقدي الإضافي من البنك المركزي الأوروبي في عام 2025، بواقع 3 تخفيضات بنحو ربع نقطة مئوية انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 10 نقاط أساس ليصل إلى 2.54%، وواصلت الأسهم الأوروبية تراجعها، وعكس اليورو مكاسبه مقابل الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني قفز مؤشر تكلفة تأمين الشركات الأوروبية المصنفة على أنها غير مرغوب فيها ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوى له منذ 9 أبريل الماضي بحسب بلومبرج. مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب أسعار اقتصاد

أفغانستان تبحث اعتماد العملات الوطنية في التبادلات التجارية مع روسيا والصين
أفغانستان تبحث اعتماد العملات الوطنية في التبادلات التجارية مع روسيا والصين

شبكة عيون

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة عيون

أفغانستان تبحث اعتماد العملات الوطنية في التبادلات التجارية مع روسيا والصين

أفغانستان تبحث اعتماد العملات الوطنية في التبادلات التجارية مع روسيا والصين ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: أعلن السلطات الأفغانية إجراء محادثات مع الجانب الروسي بشأن احتمال الانتقال إلى تسوية المعاملات التجارية باستخدام العملات الوطنية، بدلًا من الاعتماد على الدولار أو العملات الأجنبية الأخرى. وقال وزير التجارة والصناعة في أفغانستان الحاج نور الدين عزيزي: "نحن منخرطون حاليًا في مناقشات متخصصة حول هذا الموضوع، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والعالمية والعقوبات والتحديات التي تواجهها أفغانستان وروسيا على حد سواء. المناقشات التقنية جارية"، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأشار، إلى أن كابول تتوقع ارتفاعًا ملحوظًا في حجم التبادل التجاري مع موسكو، في ظل رغبة الطرفين في تعزيز تدفق الاستثمارات، مضيفا أن الحكومة الأفغانية تبحث أيضًا إمكانية استخدام العملات الوطنية في معاملاتها المالية مع الصين. وكان نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك قد أعلن - في 16 مايو - أن روسيا ملتزمة بتطوير التعاون الاقتصادي مع أفغانستان، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 323 مليون دولار العام الماضي، مؤكدا أهمية توفير "ظروف مستقرة ومتوقعة للتعاون التجاري" لضمان تطوير العلاقات الاقتصادية بشكل كامل. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات أسعار الذهب في مصر ترتفع خلال منتصف تعاملات الجمعة مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه روسيا الحكومة السعودية مصر أسعار اقتصاد

انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات أميركا وإيران
انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات أميركا وإيران

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات أميركا وإيران

انتهت في العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات الأميركية الإيرانية لحل نزاع مستمر منذ عقود بشأن طموحات طهران النووية، وسط تضارب الخطوط الحمراء التي يضعها كل منهما. وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي على منصة "إكس"، إن الجولة الخامسة من المحادثات "حققت بعض التقدم، وإن لم يكن حاسماً"، معرباً عن أمله "في توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة بما يسمح لنا بالمضي قدماً نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام". والرهان كبير لكلا الجانبين، إذ يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحد من قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي، ومنعها من تخصيب اليورانيوم. ومن ناحية أخرى، تريد إيران التخلص من العقوبات المدمرة المفروضة على اقتصادها المعتمد على النفط. وعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف جولة خامسة من المحادثات، عبر وسطاء عُمانيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للتلفزيون الرسمي في روما: "الجولة الحالية من المحادثات حساسة بشكل خاص... علينا أن ننتظر الموضوعات التي سيطرحها الطرف الآخر... وسنحدد مواقفنا بناء على ذلك". واتخذت كل من واشنطن وطهران موقفاً متشدداً في التصريحات بشأن برنامج إيران المكثف لتخصيب اليورانيوم، والذي قد يساعدها على تطوير سلاح نووي، وهو أمر تنفيه طهران وتقول إن برنامجها مخصص للأغراض المدنية فقط. وعلى الرغم من إصرار إيران على أن المحادثات غير مباشرة، فإن مسؤولين أميركيين ذكروا أن المناقشات، بما في ذلك الجولة الأحدث في 11 مايو الجاري في عُمان، كانت "مباشرة وغير مباشرة". وكتب عراقجي على منصة إكس قبل المحادثات: "صفر أسلحة نووية = إبرام اتفاق. صفر تخصيب (لليورانيوم) = لا اتفاق. حان وقت اتخاذ القرار". وقالت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين، الخميس، إن ترمب يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح". وذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران ببرنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم، مع اعترافه بأن تحقيق مثل هذا الاتفاق "لن يكون سهلاً". ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب القول الفصل في شؤون الدولة، مطالب واشنطن بوقف طهران تخصيب اليورانيوم، ووصفها بأنها "مبالغ فيها وفظيعة"، منوهاً إلى أنه يستبعد أن تسفر المحادثات عن نتائج. ومن العقبات التي لا تزال قائمة رفض طهران شحن جميع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية. وتقول إيران إنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات لا لبس فيها لعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق نووي مستقبلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store