هل أخطأ الوزير؟ قراءة موضوعية في تصريحات النزاهة الأكاديمية
أولًا: ما قاله الوزير يعكس واقعاً لا يمكن إنكاره، وهو واقع يتحدث عنه كثير من الأكاديميين في جلساتهم الخاصة، لكن نادراً ما يُطرح بشكل علني. الإشكالية لم تكن في المضمون بقدر ما كانت في الأسلوب؛ إذ كان من الأفضل، وربما الأجدى، طرح الموضوع في اجتماع مغلق مع رؤساء الجامعات الأردنية، وفتح حوار وطني حول جودة البحث العلمي ومخاطر تراجع النزاهة.
ثانيًا: من المؤسف أن البعض انبرى لمهاجمة الوزير شخصياً والتشكيك في صدقية ما قاله، بدل التوقف عند جوهر القضية. كثير من هذه الانتقادات جاءت من خارج الوسط الأكاديمي، أو من أكاديميين لا يتابعون بعمق النقاشات العالمية الجارية بشأن النزاهة البحثية، ولا يدركون كيف تتعامل الجامعات الغربية بصرامة مع أي إخلال بمعايير البحث العلمي.
ثالثًا: مؤشر مخاطر نزاهة البحث الذي أشار إليه الوزير ليس مؤشراً عشوائياً، بل يقوم على معيارين رئيسيين:
1. مخاطر السحب (Retraction Risk): ويقيس مدى احتواء الإنتاج البحثي للمؤسسة على مقالات تم سحبها لأسباب أخلاقية أو علمية جسيمة، ويُحسب بعدد المقالات المسحوبة لكل 1000 مقالة منشورة خلال العامين الأخيرين.
2. مخاطر النشر في مجلات محذوفة (Delisted Journal Risk): ويقيس نسبة الأبحاث المنشورة في مجلات تم حذفها من قواعد بيانات Scopus أو Web of Science بسبب خروقات في آليات النشر أو المراجعة.
هذه المعايير تعتمدها جهات دولية مرموقة، وحذف المجلات من قواعد البيانات لا يتم اعتباطاً، بل بناءً على رصد خوارزمي وشكاوى رسمية، وأداء ضعيف في مؤشرات مثل معدلات الاقتباس أو الزيادة المفاجئة في عدد المقالات. وبالتالي، من الظلم وصف هذا المؤشر بعدم المصداقية دون الاطلاع الدقيق على آلياته.
رابعًا: من أبرز مسببات تراجع النزاهة في البحث العلمي في بعض المؤسسات الأكاديمية الأردنية هو الانشغال المحموم بتحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، وخصوصًا QS وتصنيف Times، واللذَين يركزان بدرجة كبيرة على الكمّ لا النوع. هذا ما دفع جامعات أوروبية عريقة مثل أوتريخت (هولندا) وزيورخ (سويسرا) إلى الانسحاب من تلك التصنيفات. ونتيجة لذلك التسابق الكبير لتسجيل مراكز متقدمة في التصنيفات، تطلب الجامعات من عضو هيئة التدريس أن ينشر أكبر عدد ممكن من الأبحاث في ظل عبء تدريسي وإداري كبير، مما قد يفتح الباب أمام ممارسات غير أخلاقية.
خامسًا: النزاهة البحثية ليست أزمة أردنية فحسب، بل قضية عالمية. وهناك حالات شهيرة لأكاديميين في جامعات مرموقة في الولايات المتحدة وأوروبا فقدوا وظائفهم بعد انكشاف تلاعبهم أو إخلالهم بالمعايير الأخلاقية في البحث العلمي.
خلاصة القول: التصريحات الأخيرة يجب أن تكون دافعاً نحو مراجعة السياسات البحثية، وتعزيز ثقافة النزاهة، وربط البحث العلمي بقيم الجودة والأصالة، لا بالكمّ والمنافسة الشكلية. النقاش الصادق هو السبيل الوحيد لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
مبيضين: التصنيفات أحدثت تغييرًا في العمليات الإدارية للجامعات
عمون - قال مدير عام مركز التوثيق الملكي الدكتور مهند مبيضين، إنّ اخبار تصنيف QS النهائية لا تتصل بجودة التدريس وأمانة الباحثين، فمؤخرًا منح التصنيف عمّان مرتبة متقدمة كوجهة مفضلة للحياة الطلابية متقدمة على اسطنبول والقاهرة وبيرون. وأوضح مبيضين في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يتوقع من وزيرة السياحة ووزير التعليم العالي وأمين عمان عقد اجتماع عاجل للاستثمار بهذا المؤشر المهم، خاصة ان رؤية التحديث الاقتصادي كانت أعلنت عن ضرورة تعزيز السياحة التعليمية للأردن. وبين أن الصتنيف ربما يخبر مستقبلا باشياء أخرى مستقبلا وقد تكون إيجابية او سلبية، علمًا أن رأيه الشخصي بما يخص التصنيفات ما زال كما قال سابقا، أن اي جامعة تتميز بذاتها ولا يمنحها احد التميز، كما انها تتراجع بذاتها بدون مؤمراة دولية كونية. والسعي للتصنيف ربما حسّن عمليات الإدارة والفاعلية المؤسسية وهذا مهم بحد ذاته. وتابع أن قبل كل هذا الجدل مؤخراً تحدث الجامعة الأردنية أنها تقدمت، لكنه يرى ان مهمة رئيسها الدكتور نذير عبيدات الاستثنائية بالابتعاث وهندسة الإجراءات وتحديث القاعات والبحث بالتفاصيل مطولا في اجتماعات لمنتصف الليل، كل ذلك وفرّ التميز الراهن والعلو السامق، واوجد مناخا تعليمياً افضل بمراحل عن زمن الرئاسات السابقة، التي اجتهدت كل واحدة منها بشيء وهدف نبيل لصالح المؤسسة، واختتم أنّ السعي في التحديث مهمة ذاتية لكل جامعة ومن فضائل الذهاب للتصنيفات أنها احدثت تغيراً في العمليات الإدارية التي كانت غير متقدمة وتشهد تراجعا كبيرا.


جو 24
منذ يوم واحد
- جو 24
جامعة العلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخريج الفوج السابع والثلاثين من طلبتها وكلية الطب تفتتح احتفالات التخرج لهذا العام
جو 24 : انطلقت في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، فعاليات احتفالات تخريج الفوج السابع والثلاثين من طلبتها للعام الجامعي 2024–2025، والتي تستمر على مدار أسبوع كامل، وبدأت بحفل مميز لخريجي كلية الطب، أحد أبرز الصروح الأكاديمية في الجامعة. وأقيم الحفل، برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد السالم، وبحضور نواب الرئيس، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وجمع كبير من ذوي الطلبة الذين شاركوا أبناءهم فرحة هذا الإنجاز الكبير. وفي كلمته خلال الحفل، عبّر السالم عن اعتزازه بهذه الكوكبة من الخريجين، مؤكدًا أن الجامعة ماضية في تحقيق رؤيتها نحو التميز والريادة. وأشار إلى أن جامعة العلوم والتكنولوجيا دخلت مؤخرًا قائمة أفضل 500 جامعة في العالم وفق تصنيف QS العالمي لعام 2026، ما يعكس مكانتها المرموقة إقليميًا ودوليًا. ورفع السالم، أسمى آيات الاعتزاز والتقدير إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تقديرًا لدعمهما الموصول للمسيرة التعليمية والبحثية في الأردن، وحرصهما الدائم على رعاية قطاع التعليم العالي، مؤكّدًا أن ما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد ما كان ليكون لولا رؤيتهما الثاقبة وإيمانهما العميق بأهمية الاستثمار في الإنسان الأردني، بوصفه ركيزة التنمية ومحور نهضة الوطن. وقال السالم إن خريجينا اليوم يقفون على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرتهم المهنية، داعيًا إياهم إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم بأمانة، ويجسّدوا ما تعلموه من علم وأخلاق في خدمة المرضى والمجتمع والإنسانية، وأن يكونوا قدوة في عطائهم وتميزهم. وأعرب عن شكره وامتنانه لذوي الطلبة وأسرهم، تقديرًا لما بذلوه من دعم وجهد طوال سنوات الدراسة، مؤكدًا أن هذا النجاح هو ثمرة تعاون مشترك بين الأسرة والجامعة، ويستحق كل الاحترام والعرفان. وبدوره، أكد عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور ماجد مساعدة على أن يوم التخرج يمثل لحظة فخر واعتزاز لجميع مكونات الجامعة، فهو تتويج لجهود سنوات من العمل والجد والاجتهاد، وبداية لمرحلة جديدة من العطاء والتأثير في المجتمع. كما ألقى الطالب محمد أبو الهيجاء كلمة باسم زملائه، عبّر فيها عن شكره العميق لأعضاء هيئة التدريس على عطائهم، ولذويهم على دعمهم المتواصل، موضحًا أن هذه اللحظة تمثل محطة انطلاق نحو مستقبل يحمل الكثير من الأمل والطموح. وخلال الحفل ردّد الخريجون القسم الطبي خلف عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور فراس قرقز، مؤكدين التزامهم بالقيم الإنسانية والمهنية لمهنة الطب، وتعهدهم بتقديم الرعاية الصحية بكل نزاهة وإخلاص، لتكون هذه اللحظة عنوانًا لمسيرتهم المستقبلية في خدمة الإنسان، وقال الدكتور قرقز بهذه المناسبة: "نثق بخريجي كلية الطب وبقدرتهم على إحداث فارق في ميادين العمل، محليًا ودوليًا، بما اكتسبوه من مهارات علمية وإنسانية خلال دراستهم في الجامعة". وفي ختام الحفل، قام الأستاذ السالم بتسليم الشهادات للخريجين، وسط أجواء مفعمة بالفرح والاعتزاز، وتصفيق حار من الحضور. يُشار إلى أن برنامج احتفالات التخرج في الجامعة يستمر حتى 28 تموز، ويشمل تخريج طلبة الكليات على النحو التالي: •اليوم الأول: دكتور في الطب •اليوم الثاني: كلية العلوم الطبية التطبيقية •اليوم الثالث: كليتا الهندسة، والعمارة والتصميم •اليوم الرابع: كليتا طب الأسنان، والتمريض •اليوم الخامس: كليات الدراسات العليا، العلوم والآداب، الإدارة والسياسات الصحية •اليوم السادس: كليتا الصيدلة، والطب البيطري •اليوم السابع: كليتا تكنولوجيا الحاسوب والمعلومات، والزراعة. تابعو الأردن 24 على

السوسنة
منذ يوم واحد
- السوسنة
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية تحتفل بتخريج الفوج 37
السوسنة - انطلقت في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، فعاليات احتفالات تخريج الفوج السابع والثلاثين من طلبتها للعام الجامعي 2024–2025، والتي تستمر على مدار أسبوع كامل، وبدأت بحفل مميز لخريجي كلية الطب، أحد أبرز الصروح الأكاديمية في الجامعة.وأقيم الحفل، برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد السالم، وبحضور نواب الرئيس، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وجمع كبير من ذوي الطلبة الذين شاركوا أبناءهم فرحة هذا الإنجاز الكبير.وفي كلمته خلال الحفل، عبّر السالم عن اعتزازه بهذه الكوكبة من الخريجين، مؤكدًا أن الجامعة ماضية في تحقيق رؤيتها نحو التميز والريادة. وأشار إلى أن جامعة العلوم والتكنولوجيا دخلت مؤخرًا قائمة أفضل 500 جامعة في العالم وفق تصنيف QS العالمي لعام 2026، ما يعكس مكانتها المرموقة إقليميًا ودوليًا.ورفع السالم، أسمى آيات الاعتزاز والتقدير إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تقديرًا لدعمهما الموصول للمسيرة التعليمية والبحثية في الأردن، وحرصهما الدائم على رعاية قطاع التعليم العالي، مؤكّدًا أن ما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد ما كان ليكون لولا رؤيتهما الثاقبة وإيمانهما العميق بأهمية الاستثمار في الإنسان الأردني، بوصفه ركيزة التنمية ومحور نهضة الوطن.وقال السالم إن خريجينا اليوم يقفون على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرتهم المهنية، داعيًا إياهم إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم بأمانة، ويجسّدوا ما تعلموه من علم وأخلاق في خدمة المرضى والمجتمع والإنسانية، وأن يكونوا قدوة في عطائهم وتميزهم.وأعرب عن شكره وامتنانه لذوي الطلبة وأسرهم، تقديرًا لما بذلوه من دعم وجهد طوال سنوات الدراسة، مؤكدًا أن هذا النجاح هو ثمرة تعاون مشترك بين الأسرة والجامعة، ويستحق كل الاحترام والعرفان.وبدوره، أكد عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور ماجد مساعدة على أن يوم التخرج يمثل لحظة فخر واعتزاز لجميع مكونات الجامعة، فهو تتويج لجهود سنوات من العمل والجد والاجتهاد، وبداية لمرحلة جديدة من العطاء والتأثير في المجتمع.كما ألقى الطالب محمد أبو الهيجاء كلمة باسم زملائه، عبّر فيها عن شكره العميق لأعضاء هيئة التدريس على عطائهم، ولذويهم على دعمهم المتواصل، موضحًا أن هذه اللحظة تمثل محطة انطلاق نحو مستقبل يحمل الكثير من الأمل والطموح.وخلال الحفل ردّد الخريجون القسم الطبي خلف عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور فراس قرقز، مؤكدين التزامهم بالقيم الإنسانية والمهنية لمهنة الطب، وتعهدهم بتقديم الرعاية الصحية بكل نزاهة وإخلاص، لتكون هذه اللحظة عنوانًا لمسيرتهم المستقبلية في خدمة الإنسان، وقال الدكتور قرقز بهذه المناسبة: "نثق بخريجي كلية الطب وبقدرتهم على إحداث فارق في ميادين العمل، محليًا ودوليًا، بما اكتسبوه من مهارات علمية وإنسانية خلال دراستهم في الجامعة". وفي ختام الحفل، قام الأستاذ السالم بتسليم الشهادات للخريجين، وسط أجواء مفعمة بالفرح والاعتزاز، وتصفيق حار من الحضور.يُشار إلى أن برنامج احتفالات التخرج في الجامعة يستمر حتى 28 تموز، ويشمل تخريج طلبة الكليات على النحو التالي:• اليوم الأول: دكتور في الطب• اليوم الثاني: كلية العلوم الطبية التطبيقية• اليوم الثالث: كليتا الهندسة، والعمارة والتصميم • اليوم الرابع: كليتا طب الأسنان، والتمريض • اليوم الخامس: كليات الدراسات العليا، العلوم والآداب، الإدارة والسياسات الصحية• اليوم السادس: كليتا الصيدلة، والطب البيطري • اليوم السابع: كليتا تكنولوجيا الحاسوب والمعلومات، والزراعة. اقرأ أيضاً: