logo
أيّ سيناريو لتصادم "الحزب" مع "غالبية" الدّولة؟

أيّ سيناريو لتصادم "الحزب" مع "غالبية" الدّولة؟

النهارمنذ 18 ساعات
قدّم الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في إطلالته التهديدية الأخيرة، السيناريو الأشد قتامة بين سيناريوات محتملة لمعالجة ملف نزع أو تسليم سلاح الحزب، وهو التهديد بحرب أهلية داخلية يدرك جيداً بالمعلومات أن الجيش اللبناني ليس في وارد الانزلاق إليها ولا أي من الأفرقاء اللبنانيين الآخرين. السيناريوات الأخرى في ظل إعلانه عدم استعداده لتسليم سلاحه طوعاً وإذا استطاع عزل العوامل الخارجية، وأهمها استمرار استهدافات إسرائيل لمواقعه وعناصره، هو تعطيل مسار استعادة الدولة اللبنانية سيادتها بما يقوّض السلطة وقدراتها، إن في الرئاسة الأولى أو الحكومة، وبما يرّسخ واقع أن تعطيلها يسمح باستمرار ازدواجية السلطة أو وضع العصيّ في دواليب الشرعية، لكن من دون أي قدرة على ضمان تأمين أي أموال ومساعدات للبنان، ما يرجّح أن يبقي اللبنانيين والجنوبيين خصوصاً في حال بؤس مستدام.
هل تغيّر واقع الحزب عما كان ما قبل 27 تشرين الثاني 2024 حين كان يفاوض وحده بواسطة "الأخ الأكبر" نبيه بري على وقف لإطلاق النار، والذي وافق بموجبه على حصرية السلاح في أيدي الأجهزة الأمنية الرسمية وحدها، فيما هو يرمي التّبعة على الحكومة اللبنانية لموافقتها على الورقة الأميركية التي أعادت تثبيت ذلك الواقع؟ هل تغير واقع إيران إيجاباً عما كان قبل اتفاق وقف النار اللبناني وما بعد حرب 12 يوماً الإسرائيلية الأميركية عليها لكي يستطيع علي لاريجاني ترجمة دعمه للحزب في استعادة لما كان قبل "طوفان الأقصى" أو يمنع استنساخ تجربة نزع سلاح الحزب في لبنان وفي العراق كذلك؟ فالمسؤولون الإيرانيون جالوا قبل 14 آب الجاري على حلفائهم في العراق ولبنان والتقوا أيضاً القيادة الحوثية، مؤكدين دعم هؤلاء جميعهم وعدم التخلي عنهم في موازاة وقبيل اجتماع الممثلين الدائمين لإيران والصين وروسيا لدى الأمم المتحدة في فيينا في 14 آب كذلك تنسيقاً من حيث المبدأ للجهود الديبلوماسية رداً على تحذير مجموعة E3 (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا)، من أنها قد تُفعّل آلية الإعادة القسرية للعقوبات الأممية على إيران بحلول نهاية شهر آب الجاري ما لم تستأنف إيران مفاوضاتها مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، فيما ليست مؤكدة قدرة الصين وروسيا على منع ذلك. والسؤالان اللذان تثيرهما أوساط ديبلوماسية يرتبطان بواقع أن لا الحزب ولا إيران يملكان القدرة أو القوة على مواجهة متجددة مع إسرائيل، أقله في المدى المنظور، برغم التهديدات بالردود المناسبة إذا اضطرهما الأمر لذلك، كما يرتبطان بواقع أنه ليس مرجحاً قدرة إيران على دعم الحزب بالأسلحة كما في الماضي ولا حتى بالأموال، ما يجعل من المواقف التهديدية بالارتداد إلى الداخل اللبناني السلاح الأمضى للدفاع عن السلاح وفق ما يرى كثر.
أثار كلام لاريجاني وترجمته من قاسم تهديداً بقلب الطاولة على رأس الجميع قلقاً من دون أن يخيف فعلاً. إذ أولاً لا يمكن عزل لبنان عن الجغرافيا التي يتفاعل من ضمنها. والخطأ الجسيم في أداء الحزب ليس خطاباً موتوراً واستفزازياً لأمينه العام فحسب، بل استثمار زيارة أحد كبار المسؤولين الإيرانيين من حيث تظهير الحزب مدى ولائه وحاجته لدولة خارجية، فيما يرفض الاحتضان اللبناني له، والأكثر إذا وجد نفسه فجأة مستدرجاً لزيارات مماثلة يقوم بها مسؤولون عرب مثلاً دعماً للطائفة السنية في لبنان وتقوية عزيمتها من طريق المطار وصولاً إلى قلب العاصمة والمناطق الأخرى، فيما سوريا لم تعد تشكل ظهيراً للحزب كما في زمن استقوائه على اللبنانيين.
وثانياً، لم يتفاعل جوزف عون ولا نواف سلام مع زيارة لاريجاني على طريقة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي تدعم بلاده دوماً "جهود الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، باعتباره السبيل الأمثل لحل الخلافات وتعزيز الاستقرار في المنطقة" تجنيباً للعراق من تحويله ساحة للصراع بينهما، بل أخذا كل من جانبه مسؤولية معالجة ملف لا يزالان يعتبران أنه ملف داخلي أيضاً على عاتقهما، ويستشعران خطورة تسليم مصير لبنان انطلاقاً من تحويل سلاح الحزب إلى مساومات بين إيران والولايات المتحدة.
وثالثاً، أن لبنان، على عكس العراق في الجانب المتعلق بالتنظيمات الموالية لإيران، يضم طوائف وأحزاباً أعلنت جميعها دعمها بقوة لمسار إنهاء السلاح خارج الدولة، وعدم قدرة أي منهم، بمن فيهم حلفاء الحزب سابقاً على مختلف المستويات، تحمّل المسؤولية التاريخية بإجهاض الفرصة المتاحة راهناً لإعادة بناء الدولة واستعادتها لقرارها وسلطتها. والإجماع اللبناني، باستثناء الحزب، حتى لو أنه بات يتحدث أخيراً باسم حركة "أمل" أيضاً، يوفر صورة للخارج أن هناك لبنان آخرَ، غير لبنان الحزب، يريد الدولة، وهو يمثل أكثرية طائفية وسياسية وعددية، بحيث يستحقّ الدعم في هذا الاتجاه من حيث الحاجة إلى رفده بالضمانات التي يمكن أن توفرها الديبلوماسية الدولية من حيث قدرتها على إجبار إسرائيل على تنفيذ ما يتعين عليها تنفيذه في اتفاق وقف الأعمال العدائية من أجل تجنب تقويض قدرة الدولة اللبنانية في توفير الأمن، وحتى من أجل عدم توفير عناصر قوة للحزب بأن الأمر يحصل فقط تحت وطأة تهديداته، وفق ما يرجّح أن يشيع في حال حصول ذلك، من أجل تبرير احتفاظه بأسلحته أو التخلي ظاهرياً عنها، وفق ما قد يتجه في مرحلة بديلة إذا شعر بالضغوط المناسبة التي لا عودة عنها. فهناك من يقرأ في موقف الحزب، عطفاً على تلميح أو عدم استبعاد إسرائيلي قبل أيام بمرونة في شأن وجودها في الجنوب، شيئاً من التموضع الاستباقي لمرحلة يبرز فيها الحزب خاصةً استعداده لإعلان "انتصار" ما في حال تحقق التراجع الإسرائيلي، على غرار ما جرى في 2006 وقبلها في 2000 أيضاً، والسعي لاستثمار ذلك لمصلحته ومصلحة إيران.
وفي أي حال، فإن الفرصة التي يضغط الخارج من أجل أن يستفيد منها لبنان لا تتعلق به وحده، وما يجب على اللبنانيين القيام به فحسب، بل ترتبط أيضاً بإرادة خارجية تتصل بعدم تركه لإيران مجدداً من جهة، وعدم مفاوضتها عليه من جهة أخرى كذلك.
rosannabm @hotmail.com
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عن "الحرب الأهلية" في لبنان.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟
عن "الحرب الأهلية" في لبنان.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

عن "الحرب الأهلية" في لبنان.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ لبنان يقف على شفا حربٍ أهلية جديدة وذلك بعد 50 عاماً من اندلاع حربٍ سابقة مماثلة عام 1975. ويقولُ التقرير إنَّ "حزب الله مرَّ بأشدّ محنة في تاريخه منذ تأسيسه قبل 4 عقود، إذ شهد ضائقة اقتصادية بدأت قبل الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل، ناهيك عن الدمار الذي طال قرى جنوب لبنان والبقاع جرّاء تلك الحرب، بالإضافة إلى اغتيال أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله مع معظم قيادات التنظيم وآلاف المقاتلين. وأضاف: "يُضاف إلى تلك الأمور أيضاً تولي نواف سلام رئاسة الحكومة في لبنان، حيث خسر الثنائي الشيعي في البلاد (حزب الله وحركة أمل)، الثلث المعطل في مجلس الوزراء، والذي كان يُمكنهما من نقض أيّ قرارٍ حكومي بل وإسقاطه. والآن، تُروج هذه الحكومة لمبادرة جمع السلاح من جميع الميليشيات في لبنان، بما فيها حزب الله". وتوقف التقرير عند الخطاب الذي ألقاه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، يوم الجمعة الماضي، مشيراً إلى أن كلام الأخير "أحداث زلزالاً"، وتابع: "لقد حمل صوت قاسم تهديداً واضحاً للبنان، إذ صرّح بأن حزب الله لن يُسلم سلاحه، بينما اتهم الحكومة اللبنانية بأن مبادرتها لجمع السلاح تخدم إسرائيل وأميركا". وأكمل: "لم يكن توقيت الخطاب التهديدي مصادفةً على الإطلاق، إذ جاء بعد أيام قليلة من زيارة وفد إيراني برئاسة علي لاريجاني إلى بيروت، وطلب رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من الوافد الإيراني، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وبعد اللقاء المهذب بين الدبلوماسيين، أطلق لاريجاني العنان لخياله. يوم الخميس، عشية خطاب قاسم، انطلق موكب من دراجات حزب الله النارية في شوارع العاصمة بيروت. الرسالة واضحة وهي أنَّ حزب الله لا يزال هنا، ابقوا آمنين. هذه المرة، لم يُهدّد قاسم إسرائيل، بل الحكومة اللبنانية، وهدّد بحرب أهلية، قائلاً إنه لن تكون هناك حياة في لبنان، وأنّ منظمته ستكون جاهزة للقتال إذا حاول الجيش جمع أسلحتها". وتابع: "في اليوم التالي لتهديد قاسم، أوضح معظم المعلقين في وسائل الإعلام العربية أن هذه كانت في الواقع رسالة إيرانية، ليس فقط للحكومة اللبنانية، بل للولايات المتحدة أيضاً. تريد إيران الإشارة إلى أنها لا تزال تتمتع بموطئ قدم في لبنان، وأن مسألة سلاح حزب الله ورقة مساومة في المفاوضات مع الأميركيين بشأن البرنامج النووي. كذلك، يقول معلقون لبنانيون إن الحقيقة أبصرت النور، وأنَّ حزب الله ليس في الحقيقة منظمة مقاومة ضد إسرائيل، بل منظمة هدفها الوحيد هو الاستيلاء على لبنان وتنفيذ أجندة إيرانية أجنبية". التقريرُ يقول إن هناك سؤالاً مهماً لم تتم الإجابة عليه، وهو التالي: "هل يستطيع حزب الله فعلاً تنفيذ تهديداته؟ وما هو ميزان القوى بينه وبين الجيش اللبناني؟"، وأضاف: "من المهمّ الإشارة إلى بعض المعطيات المهمة عند تقييم نتائج هذا الصراع.. فرغم تعرُّض حزب الله لضرباتٍ قاسيةٍ من الجيش الإسرائيلي، إلا أن الجيش اللبناني لم يُقاتل إطلاقاً لسنواتٍ طويلة. في المقابل، يتمتع حزب الله بخبرة واسعة في الحروب، في الحرب الأهلية السورية قبل نحو عقد من الزمان، ومؤخراً في الحملة ضد إسرائيل. إضافةً إلى ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن قطاعات كبيرة من الجيش اللبناني، بمن فيهم ضباط كبار، تنتمي إلى الطائفة الشيعية، ومن المؤكد أن الحرب الأهلية قد تؤدي إلى تفكك الجيش لأسباب طائفية، كما حدث بالفعل في الحرب الأهلية عام 1975". وأكمل: "ولكن، سيكون من الصعب على إيران دعم حزب الله إذا اندلعت الحرب، في أعقاب إغلاق الممرات البرية، وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا وصعود نظام معاد للغاية في دمشق. ليس هناك شك في أن الأطراف في لبنان تسير على مسار تصادمي بكل تأكيد، إذ يؤكد الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وكبار الوزراء في المقابلات الإعلامية أن قرار جمع الأسلحة نهائي ولا عودة عنه. من ناحية أخرى، يرفض قاسم بشدة ويهدد بالحرب، فيما تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لمواصلة مبادرتها، وتحظى أيضاً بدعم العالم العربي". وتابع: "لكن حتى الآن، لم تعرض أي دولة عربية تقديم مساعدة عسكرية للبنان لتنفيذ الخطوة الصعبة والخطيرة المتمثلة في جمع الأسلحة. مع هذا، يواصل حزب الله استخدام الذريعة المعتادة للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل". وأضاف: "منذ ثمانينيات القرن الماضي، يقول حزب الله إنَّ إسرائيل تحتل أجزاءً من لبنان، وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من معظمها آنذاك، قال الحزب إنّ وجوده قائم ضدّ إسرائيل التي لا تزال تسيطر على جنوب لبنان ضمن ما يسمى الشريط الأمني. وبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، قال حزب الله إن إسرائيل تسيطر على مزارع شبعا. والآن، يتذرع حزب الله الآن بالمواقع الخمسة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار. وأيضاً، يُزعم أنه في حال انسحاب إسرائيل منها، سيوافق الحزب على مناقشة نزع سلاحه، علماً بأن إسرائيل لن تفعل ذلك قبل أن يُسلّم الحزب سلاحه". وأكمل: "للأسف، فإنَّ سلوك حزب الله غير عقلاني، وكالعادة، لا يتماشى إطلاقاً مع المصالح اللبنانية. يشعر كثير من اللبنانيين بالغضب من توريط حزب الله لهم في حرب ليست حربهم، بينما لم تُفد غزة إطلاقاً، بل أدت إلى دمار هائل في لبنان ومقتل آلاف الأشخاص. لقد استغل حزب الله، الذي يتلقى أوامره من طهران، الطائفة الشيعية لسنوات طويلة. قبل عامين، دفعت إيران نصرالله إلى حرب خاسرة ضد إسرائيل. الآن، يدفع نعيم قاسم إلى حرب كربلائية أخرى ستجلب كارثة على لبنان. ولعل هذه العملية حتمية، إذ يخشى نظام آية الله الخمانئي من أن حربه الوجودية وحرب حزب الله مترابطتان لا محالة، فإذا سقط حزب الله، فسيكون التالي في السلسلة. فهل سيمنع حل دبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة حربًا أهلية؟ الزمن كفيلٌ بإثبات ذلك". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

قوات أميركيّة بين لبنان و "إسرائيل"؟
قوات أميركيّة بين لبنان و "إسرائيل"؟

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

قوات أميركيّة بين لبنان و "إسرائيل"؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توماس براك لم يأتنا، هذه المرة، مبعوثاً للجحيم، حتى إن مورغان أورتاغوس، التي كانت تغرز أصبعها المرصع بنجمة داود بدت في آذاننا، وفي عيوننا، بدت وكأنها أبدلت جلد الذئبة بجلد الزرافة. وان كان ثابتاً ألّا تغيير في الموقف الخاص بنزع سلاح "حزب الله"، ولكن مع اعطاء فرصة للرئيس جوزف عون للحوار مع الحزب، واطفاء النيران السياسية، والطائفية، التي ازداداًت احتداماً بعد قرار مجلس الوزراء حول مسألة السلاح. لكن اسرائيل لا تريد، وبتنسيق مع احدى الدول العربية، بقاء أي اثر للحزب في لبنان. على غرار ما حدث في عام 1982حين تم ترحيل ياسر عرفات، بأدائه الفولكلوري، و "فدائييه" من الأراضي اللبنانية، يجري ترحيل الشيخ نعيم قاسم، ومقاتليه أيضاً، في حين أن هناك جهة عربية تضغط من أجل اخراج "البيئة الحاضنة" من المعادلة الديموغرافية، والسياسية، والطائفية، اللبنانية. الرئيس السوري وضع في هذه الأجواء، على أن يكون الشريك الأساسي في اجتثاث تلك البيئة من البقاع. براك بعلم أن من المستحيل قبول "حزب الله" بتجريده من السلاح، في مثل هذه الظروف، وبوجود قوى داخلية وأخرى عربية، على أهبة الاستعداد لتكرار مذبحة العلويين في الساحل، ومذبحة الدروز في السويداء، في المناطق اللبنانية ذات الغالبية الشيعة، في حين يتريث الأميركيون في الموافقة على خطة اسرائيلية لشن ضربات حساسة على ايران، يمكن أن تؤدي الى تقويض النظام الاسلامي هناك، وبعدما ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أن مثل تلك الضربات يمكن أن تقود الى نتائج خطرة بعدما تمكن الايرانيون من اعادة ترميم قواتهم المضادة للطائرات، وكذلك تنظيف البلاد من الخلايا التي أنشأها الموساد على مدى سنوات. أما اسرائيل فتعتبر أن اصرار طهران على المضي في تخصيب اليورانيوم قرار استراتيجي اتخذته القيادة، لتلاحظ، وفق دراسة لمعهد جافي، أن لجوء الايرانيين الى رفع نسبة التخصيب من 3.67 الى 20%، ثم الى 60% لتصبح على بعد قوسين أو أدنى من الارتفاع بالنسبة الى 90 % لا يترك مجالاً للشك في اقتراب موعد ظهور القنبلة. التصريحات الأخيرة لعلي لاريجاني كانت لافتة جداً، وهو الذي كان تعيينه في منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ذا دلالة هامة حول احداث تغيير في آليات صنع القرار، وحيث الاعتراف باختراق الموساد لأهداف بالغة الحساسية ان داخل القيادة العسكرية أو في الجهاز البشري للبرنامج النووي. التصريحات عكست النية في الخروج من الحلقة الايدولوجية المقفلة، والتي انعكست بصورة سلبية، وحتى كارثية، على صياغة السياسات، والاستراتيجيات، الايرانية، وكذلك على القوى الحليفة في المنطقة، لا سيما "حزب الله". براك الذي انهى زيارته الأخيرة بورقة يمكن أن تفضي الى تفجير الساحة اللبنانية، أدلى، بعد لقائه الرئيس جوزف عون بتصريحات تنطوي على دلالات هامة. اعتبر أن نزع سلاح الحزب هو لمصلحة الشيعة لا ضد مصلحتهم، مشيراً الى أن هناك "مصالح ومقترحات اقتصادية لمصلحة لبنان والجنوب"، على أن تشمل عملية الاعمار كل المناطق اللبنانية، وهذا ما يفسر بوجود ضمانات في هذا الموضوع، لنتوقف عند نقطة فائقة الحساسية، وقد يلتقي فيها مع نظرة "حزب الله". براك قال "هناك دوماً مقاربة خطوة خطوة"، معرباً "عن اعتقاده بأن الحكومة اللبنانية قامت بالخطوة الأولى، والأن على اسرائيل أن تبادل الآن بخطوة مقابلة". لياتي التعليق من تل أبيب التي تشترط خطوات فعلية على الأرض لا الاكتفاء بقرار لمجلس الوزراء على الورق. ولكن ماذا كان براك يقصد حين قال "أعتقد أننا في الاسابيع المقبلة سنرى تقدماً كبيراً، وبداية خارطة طريق للحوار مع كل الجيران". حوار بين لبنان واسرائيل. كيف والى أين؟ وتشير المعلومات أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ابدى ارتياحه لما نقله المبعوث الأميركي، وبرعاية شخصية من الرئيس دونالد ترامب، ليصف براك بري باللامع، والذكي، وذي التاريخ الكبير، وهو ما يتناقض كلياً مع تسريبات لشخصيات سياسية لبنانية أميركية، ثابرت على "التبشير" بانزال عقوبات أميركية عليه. لغة أميركية أخرى. الثابت أن لا حرب اسرائيلية على لبنان، مع الحد من الضغط على السلطة اللبنانية لتفيذ الورقة الأميركية بواسطة الجيش اللبناني، دون أي تفاهم مع "حزب الله"، بل الضغط على الحزب لتنفيذ تلك الورقة، ما يستتبع خطوات أخرى قد لا تنتهي عند مسألة التطبيع، وبعدما لوحط أن قوى حزبية مرتبطة باحدى الدول العربية كانت تراهن على الانفجار الداخلي استكمالاً لسيناريو التغيير وبدفع اعلامي هائل. ليبقى موضوع التجديد لقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة، وتدعمه الدول الأوروبية، اذ إن معلومات باريس تشير الى بحث في مرابطة قوات أميركية، ومعها قوات فرنسية على امتداد الخط الأزرق، على أن يكون ذلك لمدة سنتين، وهي المدة الكافية للوصول بسوريا ولبنان الى السلام مع اسرائيل. هل تبدد تصريحات توماس براك الغيوم السوداء التي تظلل لبنان كما المسيرات، والقاذفات الاسرائيلية؟ مصدر سياسي وثيق الاطلاع قال لنا ان ترامب، بايفاده براك وأورتاغوس، قرر أن ينتهج ديبلوماسية متوازنة مع لبنان. الأول يحمل الجنسية اللبنانية، والثانية تحمل قلباً اسرائيلياً!!

نبيل فهمي.. خبرة نصف قرن تقوده إلى الجامعة العربية
نبيل فهمي.. خبرة نصف قرن تقوده إلى الجامعة العربية

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

نبيل فهمي.. خبرة نصف قرن تقوده إلى الجامعة العربية

يعد نبيل فهمي أحد الدبلوماسيين المصريين المخضرمين، وهو شخصية بارزة في السياسة الخارجية بدأ مسيرته بوزارة الخارجية المصرية، وشغل مناصب عدة، منها نائب وزير الخارجية، ومستشار للرئيس لشؤون العلاقات الخارجية بين 1974 و1978، بالإضافة إلى عمله ضمن بعثات مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك، وهو المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا للسفير أحمد أبو الغيط. مناصب نبيل فهمي تدرج فهمي وهو من مواليد مواليد 1951 في العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية حيث شغل منصب سفير مصر لدى اليابان من 1997 حتى 1999، ثم سفير مصر لدى الولايات المتحدة من أكتوبر 1999 وحتى سبتمبر 2008. خلال فترة عمله في واشنطن، تَولى رئاسة "مجلس الأمم المتحدة الاستشاري لشؤون نزع السلاح" في عام 2001، وكان نائبًا لرئيس لجنة الأمن ونزع السلاح في الجلسة الـ44 للجمعية العامة للأمم المتحدة. في يوليو 2013، عُيّن وزيرًا للخارجية في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، واستمرت ولايته حتى يونيو 2014، قاد خلالها استراتيجية لإعادة توجيه السياسة الخارجية المصرية وتنويع شركائها الدوليين، وتحديث الهيكل التنظيمي لوزارة الخارجية. بعد خدمته الحكومية، تحول إلى العمل الأكاديمي، حيث أسس عام 2009 كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة (GAPP) في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتولى عمادتها حتى عام 2014، ومن بعدها استمر كأستاذ ومؤسس لهذه الكلية حتى أصبح عميدًا فخريا. كما عمل في مؤسسات دولية كمشروع منع الانتشار في معهد مونتيري (James Martin Center) ككرسي غير مقيم لمنطقة الشرق الأوسط، وشارك في هيئات استشارية دولية مثل منتدى بكين، ومدرسة هيرتي للحكم ببرلين. كتب نبيل فهمي إلى جانب مسيرته المهنية، أصدر كتابه بالإنجليزية Egypt's Diplomacy in War, Peace, and Transitionفي فبراير 2020، وتبعه بالإصدار العربي "من قلب الحدث" عام 2022 وله مقالات عديدة في الصحف العربية والدولية حول الأمن الإقليمي، نزع السلاح وملف إيران والأزمات العربية. ترشح نبيل فهمي لجامعة الدول العربية وخلال الساعات القليلة الماضية تداولت تقارير مسألة ترشح نبيل فهمي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا للسفير أحمد أبو الغيط، الذي تنتهي ولايته الثانية في يونيو 2026. جامعة الدولة العربية يُذكر أن هذا المنصب تقليديًا يُمنح لمصر باستثناء فترة واحدة عندما تولى التونسي الشاذلي القليبي المنصب بين 1979 و1990 خلال فترة تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقرها إلى تونس بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. ويأتي ترشح نبيل فهمي لهذا المنصب، في ظل ظرف دولي استثنائي لمنطقة الشرق الأوسط والأمة العربية والوضع الخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية والأولوية الأولى لجامعة الدول العربية منذ أنشئت قبل 80 عاما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store