
قراءات شعرية في مجلس خورفكان الأدبي
نظم مجلس خورفكان الأدبي التابع لدائرة الثقافة بالمنطقة الشرقية، صباح الخميس جلسة قراءات شعرية استضاف فيها الشاعرين خالد بن سيف المزروعي وسيف عبدالله خلفان النقبي، قدّمها الإعلامي عبدالله أحمد، بحضور راشد الزعابي مدير إدارة دائرة الثقافة بالمنطقة الشرقية، وراشد الأميري مسؤول مكتب الدائرة بخورفكان، وعبدالله خلفان النقبي والي منطقة النحوة، وعدد من موظفي الدوائر الحكومية بالمنطقة.
رحّب مقدم الجلسة بالحضور وعرف بالشاعر سيف عبدالله النقبي قائلاً: «إن شاعرنا من منطقة النحوة، بدأ كتابة الشعر بعمر 11 سنة، تأثر بخاله الراحل الشاعر راشد سيف الحميدي، كما اطّلع على الكثير من القصائد والدواوين، يجيد كتابة الشعر النبطي كما أنه مهتم بالتركيز على المفردات الإماراتية الأصيلة التي تعتبر رمز القوة والفخر، حيث تمكن هو وأخوه الشاعر ماجد النقبي من جمع ونشر ديوان شعري للمرحوم خالهم الشاعر راشد الحميدي في آخر نسخة لمعرض الكتاب بالشارقة».
بعدها ألقى سيف النقبي قصيدة وطنية في بداية البرنامج أشاد فيها بإنجازات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وما قدمه للإمارة بصفة عامة، ومدينة خورفكان خاصة، وواصل تقديم مجموعة متنوعة من القصائد الوطنية والاجتماعية امتزجت فيها الكلمة بالفن التراثي الأصيل (فن الشلة).
بعد ذلك عرّف مقدم الجلسة بالشاعر خالد المزروعي الذي بدأ كتابة الشعر في عمر 15 سنة، ونشأ في بيئة بدوية وشعرية وتأثر بصفة مباشرة بأخيه الشاعر سالم بن سيف المزروعي في كتابة أشعاره، وانتقاء المفردات الشعرية المناسبة للطبيعة الجبلية الهادئة في المنطقة، وقرأ المزروعي قصائد تنوعت ما بين الوطنية والوجدانية بكلمات محلية وسط تفاعل واسع من الجمهور.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
إماراتية تحلم بنشر «اللون الأخضر» في كل بيوت الوطن.. ولو بنبتة واحدة
في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة اليومية وتزداد الضغوط والمسؤوليات، اختارت خبيرة الزراعة، الإماراتية إيمان المري، العودة إلى سحر الطبيعة وألق الأرض والنباتات، لتحول شغف طفولتها السعيدة إلى مشروع مُلهِم يُرسّخ مفهوم الزراعة كأسلوب حياة. وبدءاً من مراقبة والدتها في حديقة البيت، ووصولاً إلى تأسيس مشروعها البيئي المستقل، أيقنت إيمان بأن الزراعة ليست رفاهية، بل هي مصدر للسكينة النفسية، ووسيلة لبناء وعي مجتمعي بالاكتفاء الذاتي والاستدامة، كما نجحت في نشر رسالتها التعليمية بين الكبار والصغار، مقدمة عشرات الورش التي تشرح كيف يمكن لزراعة نبتة واحدة أن تفتح أبواباً للمعرفة والتوازن النفسي. البدايات وتوقفت إيمان المري، في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، عند بدايات شغفها وتعلقها بالزراعة العضوية منذ مراحل الطفولة المبكرة ومشاهدتها لـ«ست الحبايب»، قائلة: «كنت أراقب والدتي دائماً وهي تهتم بمزرعتها في البيت، ورغم أن البعض يرى أن هذه الأشياء بسيطة فإنها تركت أثراً كبيراً في نفسي، خصوصاً أن الزراعة كانت جزءاً مهماً من تفاصيل حياتنا اليومية في المنزل، وهذا ما فتح أمامي فرصة الاستكشاف ومحبة النباتات والأرض، وزرع في نفسي الطمأنينة والراحة». وأضافت: «أعتقد أن هذه الذكريات الجميلة من طفولتي هي التي دفعتني مستقبلاً لأن أختار لاحقاً الزراعة كمجال للتخصص والعمل، ومن ثم مشاركة الآخرين هذه التجربة الإنسانية الغامرة والمثرية للمجتمع». تحديات المشوار وحول التحديات التي استطاعت تجاوزها للاستمرار في مشوراها المهني، أكّدت الخبيرة إيمان أن الطريق لم يكن سهلاً كما يعتقد البعض، إذ تعلمت من مختلف تجارب وعثرات البدايات، وشرحت: «لاشك أن نظرة البعض إلى الزراعة كانت من أكبر التحديات، إذ يعدّها البعض إما عملاً بسيطاً وإما جهداً ينهض به المتخصصون فيه، لكنني مع ذلك، استطعت المضي قدماً في هذا المجال ومواجهة تحدٍ حقيقي ثانٍ، وهو التوفيق بين مسؤوليتي كأم نحو أطفالي من جهة، وشغفي بالورش والعمل الميداني من جهة أخرى، خصوصاً أنني بدأت وحدي من دون الاستعانة بفريق عمل أو مساعدين، وهذه التجربة علمتني القوة والتوازن وقيمة الشغف الصادق الذي يمكن أن يفتح أبواباً غير متوقعة من النجاح والتميّز». أسلوب حياة مع إصرارها على تشجيع أفراد المجتمع على تأسيس مزارعهم المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل العضوية الخالية من المواد الكيميائية، نجحت إيمان المري في الانتقال من مرحلة الهواية إلى تأسيس مشروع متكامل في المجال، اختارت له اسم (Plant with Amy)، لافتة إلى أن هذه الخطوة بدأت كشغف شخصي، وقالت: «اعتمدت على نفسي في بداية الأمر، وكنت أقوم بتصوير تجاربي الصغيرة ومشاركتها عبر منصة (إنستغرام) مع مجموعة من الصديقات، إلا أنني لاحظت بعد فترة وجيزة وجود فئة جديدة من المتابعين كشفت عن رغبتها في تعلم أصول ومبادئ الزراعة المنزلية، لكنها لا تتقن كيفية الانطلاق ولا الخطوات الأولية الواجب اتباعها، وقتها بدأت أقدم مقاطع تشرح هذه الخطوات بشكل مبسط من خلال ورش تعليمية سعيت من خلالها إلى التركيز بشكل أساسي على تمكين أهل كل منزل في الإمارات، من زراعة ولو نبتة واحدة في حديقتهم الشخصية، وذلك، من منطلق حرصي على بث رسالة مجتمعية هادفة، تتلخص في أن الزراعة العضوية ليست فقط منتجات، وإنما يمكن أن تكون أسلوب حياة لأجيالنا اليوم ولأجيال المستقبل من بعدنا». حماسة ورؤية هادفة وحول تجربة تقديم الورش العلمية والنظرية أسبوعياً، والانطباعات التي تتركها لدى متابعيها، أكّدت إيمان أن المتعة الحقيقية تتجسّد بالنسبة لها في اكتشاف الأطفال والكبار للمرة الأولى على حد سواء، كيفية زراعة أول نبتة وطرق التمييز بين أنواع التربة، وصولاً إلى فهم طبيعة الأرض وأنواعها في الإمارات، وآليات تحسين جودتها، لتحقيق أفضل النتائج، إذ قدمت عشرات الورش في المدارس والحدائق والمعارض، ورغم اختلاف جمهورها ومضمونها فإنها تتفق على حماسة جميع حضورها للعمل وتأسيس حدائقهم المنزلية، وهذا ما يسعدها على الدوام، وفق تعبيرها. ونوهت باعتمادها المنهج العلمي في مجال العمل على تحسين التربة، وتعزيز خصوبتها عبر تنمية وتغذية الكائنات الدقيقة، وتابعت: «لأنني شغوفة في هذا المجال، أؤمن تماماً بأن الزراعة تبدأ من التربة نفسها، لذا سعيت إلى دراسة الكائنات الدقيقة، وعمدت إلى تجريب الطرق الطبيعية المعروفة لتنشيطها، ولاحظت مع مرور الوقت، الفرق الشاسع في آلية نمو النباتات وصحتها من دون مواد كيميائية، وساعدني هذا المنهج في الوصول إلى نتيجة محققة، وهي أن التربة الحية، أساس الزراعة الناجحة». وحول أهم النصائح التي يمكن أن تقدمها للمبتدئين في مجال الزراعة المنزلية، نصحت إيمان المري بأهمية البدء بزراعة نباتات لا تتطلب جهداً مضاعفاً وتركيزاً عالياً من ناحية العناية والاهتمام، وعدم النظر إلى المساحات المخصصة للزراعة للبدء بهذه الخطوات، موضحة أنه «يمكن أن نبدأ بنبتة واحدة لفهم احتياجاتها، والاقتناع أن الزراعة ليست عملية معقدة، بل تحتاج إلى اهتمام ومعرفة بأنه عندما يقوم الأفراد بالزراعة لأنفسهم، فإنهم يسهمون بطريقة مباشرة في حماية صحتهم وصحة عائلاتهم من ناحية، وخدمة أهداف الاستدامة التي تسعى إليها دولتنا من ناحية أخرى». تعب له مذاق آخر لفتت الخبيرة، إيمان المري، إلى الأثر النفسي الإيجابي للزراعة، معتبرة أن الأمر وجداني بالدرجة الأولى، وقالت: «في زحمة الحياة اليومية ومشاغل العمل والالتزامات المتعددة، يمكن أن تُقدم الزراعة كهوية وممارسة يومية نوعاً من التواصل مع الحياة، ففي فترة معينة من مشواري الإنساني، كنت بحاجة فعلية إلى نوع من الهدوء والسكينة، وهذا ما نجحت الزراعة في تقديمه لي، فحتى التعب والجهد المبذولان في هذا الإطار، يمكن أن يكون لهما مذاق آخر يختلف عن ممارسة أي نشاطات أو هوايات أخرى». وفي إطار سعيها إلى نشر ثقافة الاكتفاء الذاتي في بيوت الوطن من خلال الزراعة المستدامة، وصفت مستقبل الزراعة المنزلية في الإمارات بالواعد في ظل وجود دعم حكومي واضح وملموس للرؤية البيئية والاستدامة، وذلك من خلال العديد من المبادرات والموارد المتاحة، مضيفة: «ينقصنا في بعض الأحيان الوعي والرغبة في خوض غمار هذه النوعية من التجارب، لأن المرء عندما يبدأ بالزراعة، يكتشف الكثير من الجوانب والنواحي المفيدة والممتعة، خصوصاً أننا لن نحتاج إلى مساحات كبيرة، بل البدء بنبات واحد نقوم بزراعته في شرفاتنا أو في زوايا منازلنا العامرة». إيمان المري: . في طفولتي كنت أراقب والــدتي دائمـاً وهي تهتم بمزرعتها في البيت، ما فتح أمامي فرصة الاستكشاف ومحبة النباتات والأرض. . الزراعة ليست عملية معقدة، بل تحتاج إلى اهتمام ومعرفة، ونحن نسهم في ذلك بحماية صحة عائلاتنا وخدمة أهداف الاستدامة.


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
فتيات «غراس الصيف» يتعلمن السنع وفنون الضيافة وحرفاً نسائية
أعربت الفتيات المشاركات في برنامج «غراس الصيف 2025»، الذي تنظمه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، عن سعادتهن بخوض تجربة مميزة وفرت لهن بيئة تعليمية محفّزة وممتعة. وقالت الطفلة مهرة خالد (11 عاماً) إنها وجدت بيئة تعليمية ممتعة تسهم في تنمية المهارات، مثل الرسم والخياطة. وأكدت الطفلة علياء الشمري (10 سنوات) أنها استمتعت كثيراً بالأنشطة، واستطاعت تكوين صداقات جديدة، مشيرة إلى أن ورشتَي رسم الحناء، وتعليم أساسيات الزراعة المنزلية نالتا إعجابها. كما أعربت الطفلة فاطمة الحمادي (10 سنوات) عن استمتاعها بالمشاركة، ووصفت ورشة تحضير البسكويت بأنها «أحلى فعالية» بالنسبة لها. وقال مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أحمد درويش المهيري، إن برنامج «غراس الصيف» تثقيفي يعلّم السنع الإماراتي، ويركّز على الموروث والهوية الإماراتية. وأكدت تنفيذي رئيس تنسيق ومتابعة بـ«إسلامية دبي»، نورة أميري، أهمية الاستغلال الأمثل للإجازة الصيفية للفتيات من عمر سبعة حتى 15 عاماً. وأوضحت أن البرنامج يسعى إلى تعزيز انتماء الفتاة لوطنها، وترسيخ فهمها العادات والتقاليد، إلى جانب إيجاد توازن بين العالم الرقمي الذي نعيشه اليوم والقيم الأصيلة. وأضافت: «نغرس في فتياتنا مهارات قيادية، كاتخاذ القرار والعمل الجماعي، ليصبحن قائدات الغد، فهذه المهارات تسهم في تهيئة الفتاة لتكون شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية، بما يتماشى مع رؤية وتوجهات القيادة الرشيدة». وشارك في البرنامج عدد من المتطوعات والدارسات في مركز المزهر الثقافي الإسلامي، حيث أكدن أن الحس التطوعي وروح المبادرة وحب العطاء كانت دوافع أساسية لمشاركتهن في تنظيم وتنفيذ الأنشطة التفاعلية. وأشرن إلى أن مشاركتهن أسهمت في تعزيز مهاراتهن الشخصية، ومنحتهن فرصة للإسهام في خلق بيئة تعليمية وترفيهية إيجابية للفتيات المشاركات. وأشرفت كل من حور البستكي (16 عاماً) وغزلان البستكي (16 عاماً) على ورشة «إكسسوارات الحقائب»، ضمن برنامج «غراس الصيف 2025»، حيث عملتا متطوعتين بهدف الاستفادة من التجربة والإسهام في إنجاح البرنامج. وأكدتا أن الحس التطوعي كان الدافع الرئيس لهما للمشاركة، كما أوضحتا أن معرفتهما باهتمامات الفتيات ساعدهما على تصميم ورشة تتناسب مع ذوق المشاركات، وتلبي ميولهن العصرية. كما شاركت إحدى الدارسات في مركز المزهر الثقافي الإسلامي، مريم الفلاسي، في تنظيم ركن «ميلس أمي موزة»، الذي يركز على تعليم الفتيات أصول الضيافة الإماراتية قديماً وحديثاً، في إطار ما يُعرف بـ«السنع الإماراتي». ويستهدف «ميلس أمي موزة» تعليم الفتيات من عمر 10 إلى 15 عاماً، المهام المنزلية البسيطة، مثل تحضير القهوة والشاي، أو إعداد الأكلات التقليدية الإماراتية مثل البلاليط، والخبيصة، وأنواع الخبز. إضافة إلى حِرف تقليدية مثل التلي، وهي من فنون التطريز اليدوي المعروف قديماً، ويجسد إبداع المرأة الإماراتية عبر الأجيال. أحمد المهيري: • برنامج «غراس الصيف» تثقيفي يركّز على الموروث والهوية الإماراتية. نورة أميري: • نستهدف تعزيز انتماء الفتاة لوطنها، وترسيخ فهمها العادات والتقاليد.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
تاريخ الضحك يخلو من النساء
يرى هذا الكتاب وعنوانه «ضحك النساء.. قصة سلطة» للكاتبة سابين ملكيور بونيه، ترجمة جلال العاطي، أن الضحك يناقض صورة المرأة المحتشمة، فإذا كان ضحك الرجل قد نظر إليه على أنه لحظة من لحظات ترفيهه، فالمرأة التي تضحك تورد نفسها موارد الخطر، كأن ينعتها المجتمع بأنها لا مبالية أو حمقاء، أو بأن تنتزع منها هالة فتنتها وسحرها، فقد ظل ضحك النساء لقرون خلت، تحت عين المراقبة، وكان لا يتساهل معه إلا بشرط الاختباء وراء مروحة يدوية. يوضح الكتاب أن اتخاذ ضحك النساء موضوعاً للدراسة التاريخية أمر ينطوي على مخاطر جمة، من بينها المفارقة التاريخية أن الضحك جزء لا يتجزأ من ثقافة اليوم، وأنه سريع الزوال وعابر، أشياء الأمس نفسها لا تثير فينا الضحك، إذا ما قيست بمقاييس أيامنا، ونحن لا نميز دائماً ما كان أو لم يكن في الماضي هزلياً. إن نبرات صوت يدوي في الأرجاء وطبقة ضحكة ومدتها وترددها، أمور عصية على البحث، إلا إذا كان الراوي أو الراوية يتمتعان بالموهبة ليحطا اليد على دقيق الفوارق وأرفعها، ويميزا – على حد تعبير ناتالي ساروت - ضحكاً صادراً من الحنجرة، ثقيلاً مرتخياً، وضحكاً من طبقة أعلى لا يتوقف، من ارتجاف خفيض يكاد لا يسمع، تجلجل نغماته الحادة المتجمدة كحبات البرد، وهي تتهاوى على الأرض. يشير الكتاب إلى أن ضحك النساء يندس خلسة في تجاويف النصوص الأكثر إمعاناً في الجدية، ضحكات من طرف خفي، ضحكات رقيقة فاترة تنشب أحياناً في غمرة الدموع: «إن الأمر المضحك وقوة الضحك يكمنان في الضاحك، وليس في موضوع الضحك» هكذا قال بودلير سنة 1857 في إحدى دراساته النقدية عن الفن، وعنوانها «جوهر الضحك» مؤكداً فيها أن الفرد هو ما يتعين البحث عنه خلف الضحك. هناك من يعتبر أن الضحك ثأر للنساء، اللاتي غمط حقهن في التعليم والكلام والكتابة منذ أزمان بعيدة، يوفر اكتساح الضحك لهن هامشاً من الحرية يؤكدن فيه صحتهن وعافيتهن بإلقاء نظرة حادة على المجتمع، وعلى أنفسهن. ليس القصد ادعاء أن النساء كن لا يضحكن بالمرة، فيما مضى، بل القصد أن الخطاب الأخلاقي وآداب السلوك ارتأيا أن من شأن الضحك أن يفسد أنوثتهن «ليس ثمة ما هو أقل أنثوية من الملهاة الخفيفة، والمسرحية التي يطغى عليها الهزل» على ما سجلت أدريان مونيي الناشرة، التي اشتهرت بنظرتها النقدية، لقد ظل في طي الضحك قوة هدم وتدمير، والمجتمع لا يلبث أن يأخذ حذره من النساء الضاحكات. حسبما يشير الكتاب فإن أول دليل على ذلك هو أن فن الإضحاك، ظل حتى عهد قريب حقاً مقصوراً على الذكور، من الواجب أن تمتلك السلطة، أو أن تكون راجح العقل، بل حتى أن تكون مستبداً بعض الاستبداد، كما تنزع عن مخاطب أو جمهور من المستمعين سيماء الجد والعقل، وفي مقابل ذلك يعني الضحك إرخاء العنان للنفس وإسلام القياد لها، فإلى زمن ليس ببعيد، لم نكن نرى محترفات ضحك من النساء، ولا بهلوانات، ولا رسامات كاريكاتير، وفي المسرح «عدمنا كوميديانات» يهيجن الجمهور من الضحك، ويختلسن دموع الفرحة بتكشيرهن، فحتى أدوار العجائز الثرثارات السخيفات كان يؤديها الرجال. أندية تؤكد المؤلفة أن مجتمع الاستهلاك يتطلب ضحكات نموذجية تكشف عن أسنان ناصعة البياض، فهل أصبح الضحك أخلاقنا الطبيعية؟ يتساءل ميلان كونديرا في كتابه «فن الرواية» لقد أنشئت أندية للضحك، والضحك الصحي، نجحت في العلاج والشفاء، لقد تطور العلاج بالضحك منذ أربعين سنة، وهو يضاعف من تجاربه، حيث رأت طبيبة الأطفال كاثرين دولتو أن «الضحك يولد المتعة، والمتعة تولد الفرح، والفرح يولد الحب، والحب يولد الإنسان». لكن كيف نضحك في عالم أفسدته الأزمات الاقتصادية أو الوبائية الأخلاقية أو السياسية؟ والضحك كي يكون علاجاً، يجب أن يظل لعبة غير متوقعة وبلا سبب، ترفيهاً، مفاجأة تحول الاضطراب والصخب إلى استبشار، كما يلاحظ ذلك كونديرا: «عباقرة الكوميديا الحقيقيون ليسوا أولئك الذين يضحكوننا أكثر، بل أولئك الذين يكشفون النقاب عن مناطق مجهولة للكوميديا». تتساءل المؤلفة: هل الضحك في أزمة؟ وتقول: لا ينبغي أن نغفل أن الضاحكة تظل شخصية رمزية، يحتاج إليها المجتمع، ليعمل بشكل جيد، إن الأمر موكول إليها، هي التي عركتها الطبيعة أكثر مما هذبتها التربية والعقل، كي تكفل استدامة التقاليد، وتوقظ الأعين الضجرة، البهجة هي فضيلة اجتماعية وأخلاقية ضرورية لشد الوشائج بين بني الإنسان، لكن البهجة صنوف وألوان. منذ أرسطو وأريستوفانس وكلاسيكيات الأدب والأسطورة، إلى فرجينيا وولف، ومارجريت دوراس، وناتالي ساروت، إلى عروض النساء الكوميدية اليوم، خاضت المرأة رحلة طويلة لاستعادة سلطتها على حريتها، وضحكها، لتكون امرأة ضاحكة ومضحكة، جميلة وربما شريرة، لا مبالية وربما سخيفة، لكنها ملكة منتقمة من كل ما حرمها حريتها باسم الاحترام الذي يسمح لها بأن تبتسم فحسب بدافع الرقة والتسلية. عيوب تكشف المؤلفة تورط روايات بلزاك وزولا في إقصاء النساء وتهميشهن، ولا سيما أولئك الجريئات اللواتي يرغبن في إظهار براعتهن، لكن النساء حتى لو أظهرن أنهن امتثلن لما هو متوقع منهن، كن دوماً نساء لا ينخدعن، إنهن يعرفن جيداً عيوب الرجال، كما يلمسن بحدسهن الأنثوي الادعاءات الكاذبة، والفجوة بين استيهام الخطاب وصدق الواقع.