
إثبات نسب الأطفال الناتجين عن الزواج العرفي.. القانون لا يغلق الباب
قال المحامي محمود عبد الرحمن إن الزواج العرفي يُعد زواجًا شرعيًا إذا توافرت أركانه الأساسية، مثل الإشهار، والقبول، ووجود الولي، وانتفاء الموانع الشرعية، مؤكدًا أن عدم تسجيل العقد رسميًا لا يعني بالضرورة بطلانه، خاصة في القضايا المتعلقة بإثبات النسب أو الحقوق الزوجية.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «أنا وهو وهي» على قناة «صدى البلد»، أن بعض النساء يلجأن إلى الزواج العرفي لأسباب اجتماعية، مثل الخوف من فقدان حضانة الأبناء أو النفقة في حالة الزواج الرسمي، فيلجأن إلى الزواج العرفي كحل بديل.
وأوضح عبد الرحمن أن القانون يرفض الزواج العرفي إذا وُجد مانع شرعي، مثل زواج المسلمة من غير المسلم، مشددًا على أن مثل هذا الزواج يُعد باطلًا شرعًا وقانونًا.
وبشأن إثبات نسب الطفل الناتج عن زواج عرفي، أكد المحامي أن الزوجة يمكنها التقدم بدعوى قضائية لإثبات النسب، باستخدام شهادات الشهود أو المحادثات والرسائل التي تثبت وجود علاقة زوجية، لافتًا إلى أن المحاكم قد تعتمد هذه الوسائل حرصًا على مصلحة الطفل وعدم ضياع حقوقه.
واختتم عبد الرحمن حديثه بالتأكيد على أهمية توثيق الزواج رسميًا لضمان الحقوق القانونية، قائلاً: «العقد الرسمي هو الضمان الحقيقي للزوجة، لأنه يمنع التلاعب، خاصة في حالات التعدد، التي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال التسجيل بالمحكمة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلد نيوز
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- بلد نيوز
إثبات نسب الأطفال الناتجين عن الزواج العرفي.. القانون لا يغلق الباب
قال المحامي محمود عبد الرحمن إن الزواج العرفي يُعد زواجًا شرعيًا إذا توافرت أركانه الأساسية، مثل الإشهار، والقبول، ووجود الولي، وانتفاء الموانع الشرعية، مؤكدًا أن عدم تسجيل العقد رسميًا لا يعني بالضرورة بطلانه، خاصة في القضايا المتعلقة بإثبات النسب أو الحقوق الزوجية. وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «أنا وهو وهي» على قناة «صدى البلد»، أن بعض النساء يلجأن إلى الزواج العرفي لأسباب اجتماعية، مثل الخوف من فقدان حضانة الأبناء أو النفقة في حالة الزواج الرسمي، فيلجأن إلى الزواج العرفي كحل بديل. وأوضح عبد الرحمن أن القانون يرفض الزواج العرفي إذا وُجد مانع شرعي، مثل زواج المسلمة من غير المسلم، مشددًا على أن مثل هذا الزواج يُعد باطلًا شرعًا وقانونًا. وبشأن إثبات نسب الطفل الناتج عن زواج عرفي، أكد المحامي أن الزوجة يمكنها التقدم بدعوى قضائية لإثبات النسب، باستخدام شهادات الشهود أو المحادثات والرسائل التي تثبت وجود علاقة زوجية، لافتًا إلى أن المحاكم قد تعتمد هذه الوسائل حرصًا على مصلحة الطفل وعدم ضياع حقوقه. واختتم عبد الرحمن حديثه بالتأكيد على أهمية توثيق الزواج رسميًا لضمان الحقوق القانونية، قائلاً: «العقد الرسمي هو الضمان الحقيقي للزوجة، لأنه يمنع التلاعب، خاصة في حالات التعدد، التي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال التسجيل بالمحكمة».


النهار
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
هكذا خطّط 'أمير dz' و'محمد زيطوط' لاختراق مظاهرات مناصرة للشعب الفلسطيني واستهداف الجزائر
برمجت محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، بتاريخ 4 جوان المقبل، ملف قضائي إرتبطت وقائعه بارتكاب أفعال تخريبية، من شأنها المساس بأمن الدولة واستقرار مؤسساتها، تزامنا والمسيرة الشعبية السلمية المبرمجة لدعم الشعب الفلسطيني بالعاصمة الجزائر. حيث من المقرر أن يمثل أمام ذات الهيئة القضائية 6 متهمين، لمواجهة التهم المنسوبة اليهم. ويتعلق الأمر بالمدعو ' ب.جمال'، ' ع. آيت ايدير. والمتهمة 'م.ليلى' و' ف. عبد الرحمن '. لمتابعتهم بجنحة المساس بالوحدة الوطنية. كما سيحاكم غيابيا متهمين فارين من العدالة ويتعلق الأمر بالمسمى ' محمد زيطوط '. والمتهم 'أمير بوخرس ' المعروف ب'أمير ديزاد '. والمتهم ' الباي يونس'، لمتابعتهم بجناية الانتماء جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن. وقائع القضية وتأتي برمجة القضية بعد استئناف المتهمين الأحكام التي أصدرتها محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء. التي سلطت عقوبات متفاوتة في حق المتهمين حيث تم إدانة 4 متهمين موقوفين بعامين حبسا وغرامة مالية قدرها 100 ألف دج.ع مصادرة جميع المحجوزات كتدبير أمني ويتعلق الأمر بالمسمى 'ب.' ب.جمال' والمدعو ' ع. آيت ايدير. والمتهمة 'م.ليلى' و' ف. عبد الرحمن ' عن جنحة المساس بالوحدة الوطنية طبقا لنص المادة79 من قانون العقوبات. كما نطقت ذات الهيئة القضائية بحكم غيابي يقضي بعقوبة 20 سنة سجنا ضد متهمين فارين. ويتعلق الأمر ' محمد زيطوط '، وأمير بوخرس ' المدعو 'أمير ديزاد ' والمتهم المدعو ' الباي يونس' مع إبقاء أوامر بالقبض الصادرة ضدهم عن جناية الانتماء جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن. ' مخطط إرهابي أجهض في مهده' وسعى المتهمون إلى الترويج لمخططاتهم الإرهابية بطريقة ذكية. من خلال إستغلال بعض العناصر الناشطة بالجزائر. والتي شاركت في مسيرات 'الحراك الشعبي'. وسعى المتهمون حسب ما توصلت إليه تحقيقات استخبراتية موسّعة ومعمّقة. إلى إنشاء 'ميثاق وطني سلمي' يعرض خداماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في ظاهره يدعو إلى التغيير السلمي، وفي باطنه 'ثورة شعبية ضد نظام الحكم'. وسعى المتهمون حسب ما توصلت إليه تحقيقات إستخبراتية موسّعة ومعمّقة. إلى إنشاء 'ميثاق وطني سلمي' يعرض خداماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في ظاهره يدعو إلى التغيير السلمي، وفي باطنه 'ثورة شعبية ضد نظام الحكم'. والخطير في الوقائع فإن أحد المتهمين المدعو 'ب.جمال' اعترف للمحققين أن بعض عناصر الجماعة الذين يخضعون إلى المنظمة الإرهابية 'رشاد' بالخارج. خرجوا إلى الشارع لتأجيج الاوضاع بأوامر من المسمى أمير DZ المتهم الفار من العدالة. ويتعلق الامر بكل من المسمى'ت.حساني' و المسمى ' جليل.ب.عامر'. وبالمقابل اعترف المتهم بتسلمه مبالغ مالية من عناصر الحركة الإرهابية من الخارج. من بينهم المدعو ' Nomidyos ' عسكري سابق مقابل تنفيذ الفكرة لاعادة بعث المظاهرات وتم عرص عليه راتب شهري. ' أفعال مشبوهة من مصادر خارجية' انطلقت وقائع القضية، بعد ورود معلومات إلى مصالح الضبطية القضائية، تفيد بوجود مبادرات مشبوهة ذات مصدر خارجي. والتي تدعو لتكثيف الجهود. بعرض اعادة بعث المظاهرات وخروج الشعبإلى الشوارع تحت غطاء التغيير. خاصة باستغلال المسيرة السلمية المبرمجة تضامنا مع الشعب الفلسطيني للترويج لمخططاتهم. حيث بتاريخ 19 أكتوبر 2023، تم توقيف المتهم ' ب. ج ' رب أسرة يقطن ببراقي. ومن خلال عملية التحقيق معه تبین تورّط عدة أشخاص في هذا المخطط. وكللت التحريات بتوقيف متهمين آخرين، كل من السمى 'إ ع' من جسر قسنطينة بالعاصمة. والمسمى 'ا. ي ' والمسماة 'م.ل' القاطنة بدالي ابراهيم العاصمة، والمسمى 'ف. ه ع ' من مدينة المرادية العاصمة. مخطط إرهابي لإستهداف الجزائر! وكشفت محاضر سماع المتهمبن السالف ذكرهم عدة خبايا واسرار عن المخطط الإرهابي لاستهداف الجزائر. حيث صرح المتهم 'ب.ج' أنه منذ 2019 وهو يشارك في مسيرات 'الحراك الشعبي'. وخلال تلك الفترة كان يتحدث عبر تطبيق الفايسبوك وتطبيق التيكتوك عن الأوضاع الراهنة للبلاد. حيث تعرف على المتهم ' ح آ. إ' وفي سنة 2022 وعن قناعة منه. على ضرورة إعادة بعث المظاهرات في الشوارع. من أجل إحداث تغيير جذري في البلاد. تبادر إلى ذهنه فكرة إنشاء 'ميثاق وطني سلمي' يعرض الأوضاع العامة في البلاد. والسبل المتخذة من أجل التغيير السلمي ومن أهم بنوده توحيد الحراكيين. تتحية النظام الحالي والمؤسسة العسكرية مع رفع المتابعات القضائية عن الحراكيين. مضيفا أنه عرض هذه الفكرة على أحد الحراكيين المعروفين المقيمين في فرنسا والمسمى 'ف.ف'. وينحدر من منطقة باب الزوار الجزائر، وهو عضو بالحركة رشاد. هذا قبل بالفكرة وتكفل بكتابة الميثاق وأرسله له عبر تطبيق الماسنجر. وهو الميثاق الذي عرضه المعني على كل من السمى 'ط ت ح' ، المسمى 'آ إ ع' المسمى 'م بن ع'، وهي الفكرة التي تقبلوها في البداية. في اليوم الموالي خرج كل من المسمى 'ت.حساني' والمسمى 'جليل.ب.عامر' بأوامر من المسمى أمير DZ المتهم الفار من العدالة. لكنه حسب - تصريحاته – اتهموه بالعمل لصالح المخابرات ففشلت الفكرة. وأضاف المتهم ' ب.جمال' أنه اتصل بالمدعو ' مجيد' المكنى 'قوراية' ينحدر من منطقة أوقاس ،بجاية، موظف كسائق سيارة إسعاف، يبلغ من العمر حوالي 65 سنة، مقيم بفرنسا. مستعمل الرقم الهاتفي حيث أبدى إعجابه بالمحتوى. الذي يقدمه المعني على منصات التواصل الاجتماعي. كما صرح أنه سبق أن أرسل له خلال شهر أوت 2023 مبلغ 60 ألف دج. 'مشروع منصة ثورية شعبية'! وصرح المعني بأن المسمى 'يزيد تميم' مقيم بفرنسا، عرض عليه مشروع 'منصة ثورية شعبية'. والتي تتضمن توحيد و تنظيم الحراكيين وتغيير نظام الحكم. وطلب منه الانخراط معهم في هذه المبادرة والتي يقوم بتحضيرها كل من المسمى يزيد تميم. والمدعو (Nomidyos) حيث طلب منه أيضا جمع أكبر عدد ممكن من المناضلين في الداخل من أجل المباشرة في نشر هذا المشروع. وفي خلال شهر أوت من سنة 2023 قام المعني بعقد اجتماع على مستوى منزله. حيث حضره كل من المدعوة 'رديكاليست' المسمى 'خديجة خير الدين' الذي أحضر معه شخص رفقة زوجته ينحدران من منطقة قسنطينة. والمدعوة 'ن. أمال' لعرض المشروع. وأضاف المتهم 'جمال' أن المدعو 'يزيد' أعلمه بأنه سوف يتكفل بكل حاجياته. وأنه مستعد لتخصيص أجرة شهرية له من أجل رفع العبء عليه. ومباشرة مهامه بكل أريحية في إنجاح الثورة. مضيفا له بأنه رفقة جماعته سوف يقومون لاحقا تمويل نشاطات جماعته داخل الوطن من أجل إنجاح هذا المشروع. ومن خلال هذا الحديث صرح المتهم أنه قام بالاتصال بالعديد من الناشطين من معارفه. وقام بعرض فكرة المشروع لكل من المدعو 'محمد التبسي' سائق شاحنة للتكفل بنقل الحشود إلى مختلف الولايات. للتنسيق مع مختلف الناشطين المسمى 'حكيم آ.إ' والمسمى 'خ.خير الدين' و المدعوة 'رديكاليست'. وصرح المعني بخصوص المدعو Nomidyos فعسكري سابق، أرسل له حقيبة ملابس مع زوجته المسماة 'حياة ح.'. أما فيما يخص المسمى 'بن عودة محمد 'مقيم في إنجلترا، ينحدر من ولاية الشلف أرسل مبلغ 50.000 دج، لصديقه المسمى 'حكيم أيت إدير' حيث استعملوها في التنسيق من أجل عودة المظاهرات والمطالبة بالتغيير.


الشروق
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- الشروق
مهابة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وحرصه على قضاء حوائج النَّاس
كان لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هيمنةٌ على النُّفوس والقلوب، ومهابةٌ تكبح من جماح النُّفوس، وتضبط نزواتها، وأصحُّ دليلٍ على ذلك عزله لخالد بن الوليد – رضي الله عنه – وهو في أوج شهرته، وقد اقترنت به تجارب الانتصار في كلِّ حرب، وأحاطت به هالات الإِكبار والإِعجاب، وقد أنفذ أمر عزله يوم كان النَّاس في أشدِّ حاجةٍ إِليه، ووصل أمر العزل والنَّاس مصافُّون جيوش الروم يوم اليرموك، وأمَّر على الجيوش أبا عبيدة، فقال خالد: 'سمعاً وطاعةً لأمير المؤمنين'. ولمَّا نبَّه أحد الجنود على وقوع الفتنة بهذا التَّغيير؛ قال خالد: لا مجال لفتنةٍ ما دام عمر(المرتضى، للندوي، ص107). وهذا إِن دلَّ على خضوع خالدٍ لأمر الخليفة – وهو القائد المنصور المحبَّب – وتنازله عن القيادة في تواضعٍ وإيثارٍ قلَّما يوجد له نظيرٌ في تاريخ القيادات العسكريَّةوالإِمارات الحربيَّة، فهو يدلُّ كذلك على سطوة سيدنا عمر، وامتلاكه لزمام الأمور، فقد كانت له مهابةٌ عظيمةٌ في قلوب النَّاس، فعن الحسن البصريِّ – رحمه الله – قال: بلغ عمر بن الخطَّاب – رضي الله عنه -: أن امرأةً يتحدَّث عنها الرِّجال، فأرسل إِليها – قال: وكان عمر رجلاً مهيباً- فلمَّا جاءها الرَّسول؛ قالت: يا ويلها ما لها ولعمر! فخرجت فضربها المخاض فمرَّت بنسوةٍ فعرفن الَّذي بها، فقدمت بغلامٍ، فصاح صيحةً، ثمَّ طفا، فبلغ ذلك عمر – رضي الله عنه – فجمع المهاجرين والأنصار، واستشارهم، وفي آخر القوم رجلٌ، فقالوا: يا أمير المؤمنين! إِنَّما كنت مؤدِّباً وإِنَّما أنت راعٍ، قال: ما تقول يا فلان؟ قال: أقول: إِن كان القوم تابعوك على هواك؛ فوالله ما نصحوا لك! وإِن يك اجتهادهم أراهم، فوالله فقد أخطأ رأيهم يا أمير المؤمنين! قال: فعزمت عليك لمَّا قمت، فقسمتها على قومك، فقيل للحسن: من الرَّجل ؟ قال: عليُّ بن أبي طالبٍ، واجتمع عليٌّ، وعثمان، وطلحة، والزُّبير، وعبد الرحمن، وسعد رضي الله عنهم.(سيرة عمر بن الخطاب، علي الصلابي، ص143) وكان أجرأهم على عمر عبد الرحمن بن عوف، فقالوا: يا عبد الرحمن! لو كلَّمت أمير المؤمنين للنَّاس، فإِنَّه يأتي طالب الحاجة، فتمنعه هيبته أن يكلِّمه حتَّى يرجع، ولم يقض حاجته. فدخل عليه فكلَّمه في ذلك، فقال: يا عبد الرحمن! أنشدك الله! أعليٌّ، وعثمان، وطلحة، والزُّبير، وسعدٌ، أو بعضهم أمرك بهذا؟ قال: اللَّهمَّ نعم! فقال: يا عبد الرحمن! والله! لقد لنت للنَّاس حتَّى خشيت الله في اللِّين، ثم اشتددت عليهم حتَّى خفت الله في الشدَّة، فأين المخرج؟ فقام عبد الرحمن يبكي، ويجرُّ إِزاره، ويقول بيده: أفٍّ لهم بعدك! أفٍّ لهم بعدك! وعن عمر بن مرَّة، قال: لقي رجلٌ من قريش عمر، فقال: لِنْ لنا، فقد ملأت قلوبنا مهابةً! فقال: أفي ذلك ظلمٌ؟ قال: لا. قال: فزادني الله في صدوركم مهابةً.وحدَّث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – فقال: مكثت سنةً وأنا أريد أن أسأل عمر – رضي الله عنه – عن آيةٍ، فلا أستطيع أن أسأله هيبةً. وعن عكرمة مولى ابن عبَّاسٍ: أن حجَّاماً كان يقصُّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وكان رجلاً مهيباً، فتنحنح عمر، فأحدث الحجَّام، فأمر له عمر بأربعين درهماً. وكان عندما يرى شدَّة هيبته في نفوس النَّاس يقول: اللهم تعلم أنِّي منك أشدُّ فرقاً منهم منِّي! (مناقب عمر لابن الجوزي، ص135) قال ابن عباس: كان عمر – رضي الله عنه – كلَّما صلَّى صلاةً؛ جلس للنَّاس، فمن كانت له حاجةٌ نظر فيها، فصلَّى صلواتٍ لم يجلس بعدها، فأتيت الباب، فقلت: يا يرفأ! أبأمير المؤمنين علَّةٌ من شكوٍ؟قال: لا، فبينما أنا كذلك؛ إِذ جاء عثمان، فدخل يرفأ ثمَّ خرج علينا، فقال: قم يا ابن عفان! قم يا ابن عباس! فدخلنا على عمر وبين يديه صُبَرٌمن مالٍ، فقال: إِنِّي نظرت، فلم أجد بالمدينة أكثر عشيرةً منكما، فخذا هذا المال، فاقسماه بين النَّاس، وإِن فضل فضلٌ؛ فردَّاه. قال: فجثوت لركبتي، فقلت: وإِن كان نقصانٌ؛ رددتَ علينا؟ فقال: شنشنةٌ أعرفها من أخزم، أين كان هذا ومحمَّد(ﷺ) وأصحابه يأكلون القدَّ؟ قلت: لو فتح الله لصنع غير الذي تصنع، قال: وما كان يصنع؟ قلت: إِذاً لأكل، وأطعمنا. قال: فنشج حتَّى اختلفت أضلاعه، وقال: لوددت أنِّي خرجت من الأمر كفافاً لا عليَّ، ولا لي.(الشَّيخان في رواية البلاذري، ص221) وعن سعيد بن المسيِّب قال: أصيب بعيرٌ من الفيء، فنحره عمر – رضي الله عنه – وأرسل منه إِلى أزواج النَّبيِّ(ﷺ)، وصنع ما بقي، فدعا عليه جماعةً من المسلمين، وفيهم العباس بن عبد المطلب، فقال العبَّاس: يا أمير المؤمنين! لو صنعت لنا كلَّ يومٍ مثل هذا، فأكلنا عندك، وتحدَّثنا! فقال عمر: لا أعود لمثلها، إِنَّه مضى صاحباي وقد عملا عملاً، وسلكا طريقاً، وإِنِّي إِن عملت بغير عملهما؛ سُلِكَ بي غير طريقهما.(الطَّبقات الكبرى، ابن سعد، 3/288) وعن أسلم مولى عمر: استعمل عمر مولىً له على الحِمَى، فقال: يا هنيُّ اضمم جناحك عن المسلمين، واتَّق دعوة المظلوم، فإنَّها مستجابةٌ، وأدخل ربَّ الصُّريمة والغُنيمة، وإِيايَّ ونَعم ابن عوف، ونعم ابن عفان، فإِنَّهما إِن تهلك ماشيتهما؛ يرجعان إلى زرعٍ ونخلٍ، وإِن ربَّ الصُّريمة والغُنيمة إِن تهلك ماشيتهما؛ يأتيني ببنيه، فيقول: يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا؟ لا أبا لك! فالماء، والكلأ أيسر عليَّ من الذَّهب والفضَّة، وايم الله! إِنَّهم ليرون أني ظلمتهم، إِنَّها لبلادهم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإِسلام، والذي نفسي بيده! لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله؛ ما حميت عليهم بلادهم شبراً.وعن موسى بن أنسِ بن مالكٍ: أنَّ سيرين – والد محمَّد بن سيرين – سأل أنساً المكاتبة، وكان كثير المال، فأبى، فانطلق إِلى عمر، فقال: كاتبه، فأبى، فضربه بالدِّرَّة، ويتلو عمر: ﴿فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ [النور: 33] فكاتبه.(تاريخ الذَّهبي: عهد الخلفاء الرَّاشدين، ص272) – مقال مختار من كتاب أسيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للدكتور علي محمد الصلابي. المراجع: • سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –سيرته وعصره-، علي محمد الصلابي، دار المعرفة – بيروت، ط5، 1433هـ – 2011م. • المرتضى، سيرة أمير المؤمنين، لأبي الحسن النَّدوي، دار القلم، دمشق، الطَّبعة الثَّانية 1419 هـ 1998 م. • مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب لأبي الفرج عبد الرَّحمن بن الجوزي، دار الكتاب العربي، بيروت – الطَّبعة الرَّابعة 1422 هـ 2001 م. • الشَّيخان أبو بكر، وعمر برواية البلاذري في أنساب الأشراف، تحقيق د. إِحسان صدقي العمد، المؤتمن للنَّشر، السُّعوديَّة – الطَّبعة الثَّالثة 1418 هـ 1997 م. • الطَّبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر بيروت.