
هندسة الكائنات الدقيقة
في عالم الكائنات المجهرية، حيث لا نتوقع الكثير من التنظيم أو السلوك الجمعي المعقد، جاء اكتشاف حديث ليفاجئ المجتمع العلمي، ويعيد طرح أسئلة أساسية حول طبيعة التعاون والذكاء في أبسط أشكال الحياة، إذ تمكن باحثون من معهد «ماكس بلانك» لسلوك الحيوان في ألمانيا، من توثيق سلوك نادر وغير مسبوق في بيئة طبيعية، يتمثل في قيام ديدان خيطية ببناء «أبراج» من أجسامها المتشابكة، بهدف النجاة من بيئات قاسية.
الظاهرة التي كانت حتى وقت قريب تشاهد فقط في ظروف مخبرية، رصدت هذه المرة في الطبيعة من خلال تجربة بسيطة لكنها فعالة، حيث وضع الباحثون مجهراً رقمياً فوق فواكه متحللة جمعت من محيط جامعة كونستانس الألمانية خلال أواخر الصيف والخريف، وأظهرت التسجيلات ديداناً من نوع «كاينورابدايتس» وهي تتلوى في لب الفاكهة، ثم تتجمع في شكل هندسي، يمكنها من البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية.
المدهش أن هذه الكائنات لا تكتفي بالبقاء ساكنة، بل تبدأ بتكوين أبراج من أجسامها تمتد نحو الأعلى بشكل منسق ومتمايل، وكأنها تسعى إلى الهروب الجماعي، وبالفعل، تبين أن المجموعة التي تتخذ مواقعها في قمة البرج، قادرة على الالتصاق بذبابة فاكهة عابرة، ما يتيح لها الهروب.
ووصفت سيرينا دينغ، الباحثة الرئيسة في الدراسة، اللحظة التي رأت فيها هذه الأبراج لأول مرة، بأنها كانت أشبه بالحلم، لطالما اعتقدت أن هذه الأبراج موجودة فقط في الخيال، لكنها رأتها بوضوح.
وقالت دانييلا بيريز، باحثة مشاركة في الدراسة: هذه البنية الجماعية تشبه «كائن حي خارق يتحرك»، في إشارة إلى التنسيق العالي بين مكونات هذا التجمع الحي، ويعد هذا السلوك اكتشافاً فارقاً لأنه يطمس الحدود التي تفصل عادةً بين الكائنات المفردة وغير الاجتماعية، مثل الديدان، وتلك المعروفة بتنظيمها الاجتماعي مثل النمل والنحل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 14 ساعات
- البيان
صور ورسائل نادرة في مزاد بونهامز
أعلنت دار مزادات بونهامز، عرض الصور الفوتوغرافية الوحيدة المعروفة لعالمة الرياضيات ومبرمجة الحاسوب آدا لوفليس للبيع في مزاد للكتب والخرائط والمخطوطات الفاخرة الأسبوع المقبل. تتضمن المجموعة التي تعرض من يوم 9 يونيو الجاري صورتين داجيريتين لأنطوان كلوديه (1797 - 1867) وهو تلميذ سابق للويس داجيري في حوامل بيضاوية مطلية بالذهب، وعلب أصلية من خشب المغاربة مبطنة بالمخمل باللون الكستنائي تحمل اسم كلوديه، وبورتريه مجهول للوفليس بريشة هنري ويندهام فيليبس في أواخر حياتها، وتتراوح التقديرات بين 8000 و12000 جنيه إسترليني. والتُقطت الصور المعروضة للوفليس (1815 - 1852)، التي كانت مهتمة بظهور التصوير الفوتوغرافي وتأثيره المحتمل على المجتمع، حوالي عام 1843 عندما نشرت بحثها الرائد حول «المحرك التحليلي» لتشارلز باباج، والذي وصفت فيه ما يُعتبر غالباً أول برنامج حاسوب، وناقشت الفرق بين الذكاء الاصطناعي والعقل البشري، وقد توارثت عائلة لوفليس الصورتين. ومن أبرز المعروضات الأخرى في المزاد رسم أصلي للفنان هابلوت «فيز» براون لرواية «الركاب الأشباح» في رواية «شبح البريد»، واللوحة 37 في رواية «أوراق ما بعد الوفاة لنادي بيكويك» لتشارلز ديكنز، تحمل توقيعه بموافقة المؤلف بالقيمة التقديرية سبعة إلى 10 آلاف جنيه إسترلينى.


صحيفة الخليج
منذ 17 ساعات
- صحيفة الخليج
هندسة الكائنات الدقيقة
في عالم الكائنات المجهرية، حيث لا نتوقع الكثير من التنظيم أو السلوك الجمعي المعقد، جاء اكتشاف حديث ليفاجئ المجتمع العلمي، ويعيد طرح أسئلة أساسية حول طبيعة التعاون والذكاء في أبسط أشكال الحياة، إذ تمكن باحثون من معهد «ماكس بلانك» لسلوك الحيوان في ألمانيا، من توثيق سلوك نادر وغير مسبوق في بيئة طبيعية، يتمثل في قيام ديدان خيطية ببناء «أبراج» من أجسامها المتشابكة، بهدف النجاة من بيئات قاسية. الظاهرة التي كانت حتى وقت قريب تشاهد فقط في ظروف مخبرية، رصدت هذه المرة في الطبيعة من خلال تجربة بسيطة لكنها فعالة، حيث وضع الباحثون مجهراً رقمياً فوق فواكه متحللة جمعت من محيط جامعة كونستانس الألمانية خلال أواخر الصيف والخريف، وأظهرت التسجيلات ديداناً من نوع «كاينورابدايتس» وهي تتلوى في لب الفاكهة، ثم تتجمع في شكل هندسي، يمكنها من البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية. المدهش أن هذه الكائنات لا تكتفي بالبقاء ساكنة، بل تبدأ بتكوين أبراج من أجسامها تمتد نحو الأعلى بشكل منسق ومتمايل، وكأنها تسعى إلى الهروب الجماعي، وبالفعل، تبين أن المجموعة التي تتخذ مواقعها في قمة البرج، قادرة على الالتصاق بذبابة فاكهة عابرة، ما يتيح لها الهروب. ووصفت سيرينا دينغ، الباحثة الرئيسة في الدراسة، اللحظة التي رأت فيها هذه الأبراج لأول مرة، بأنها كانت أشبه بالحلم، لطالما اعتقدت أن هذه الأبراج موجودة فقط في الخيال، لكنها رأتها بوضوح. وقالت دانييلا بيريز، باحثة مشاركة في الدراسة: هذه البنية الجماعية تشبه «كائن حي خارق يتحرك»، في إشارة إلى التنسيق العالي بين مكونات هذا التجمع الحي، ويعد هذا السلوك اكتشافاً فارقاً لأنه يطمس الحدود التي تفصل عادةً بين الكائنات المفردة وغير الاجتماعية، مثل الديدان، وتلك المعروفة بتنظيمها الاجتماعي مثل النمل والنحل.


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
أوروبا تعاني أكبر تفشٍ لـ «الخناق» منذ 70 عاماً
يؤثر أكبر وباء لمرض الخناق في أوروبا منذ 70 عاماً في الفئات السكانية الضعيفة، مثل المهاجرين والمشردين، وفق باحثين فرنسيين يدعون إلى زيادة اليقظة، واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذا الوضع. و«الخناق» هو عدوى بكتيرية شديدة العدوى، تهاجم الجهاز التنفسي في أشد أشكالها أو الجلد، وقد تكون مميتة أحياناً. ولوحظ ارتفاع غير عادي في حالات البكتيريا المسببة للخناق (الوتدية الخناقية) عام 2022، في العديد من الدول الأوروبية، خصوصاً بين المهاجرين الجدد. في ذلك العام، سجل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها 362 إصابة بالخناق. وأسهمت الإجراءات السريعة في التخفيف من حدة الوباء، لكن لوحظت حتى الآن إصابات نادرة بين المهاجرين وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة، خصوصاً المشردين، بحسب العلماء. وجرى الإبلاغ عن 536 حالة، بما فيها ثلاث وفيات على الأقل، في أوروبا منذ عام 2022. ولفت معدو الدراسة في بيان إلى أن «الوباء الذي أثر بشكل رئيس في المهاجرين من أفغانستان وسورية، لا ينتج عن عدوى أولية في هذه البلدان الأصلية، بل أثناء رحلات الهجرة أو في أماكن الإقامة في الدول الأوروبية».