logo
الفائز بجائزة العمارة المرموقة مهندس صيني.. لم يتوقّعها

الفائز بجائزة العمارة المرموقة مهندس صيني.. لم يتوقّعها

CNN عربية١٥-٠٣-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --منذ انطلاق جائزة بريتزكر المرموقة قبل 46 عامًا، فاز بها في الغالب صانعو الأيقونات المعمارية: العباقرة الوحيدون الذين طبعوا رؤيتهم، إسوة بالتوقيع، في العالم. وهذه الجائزة التي يطلق عليها في كثير من الأحيان "نوبل الهندسة المعمارية"، تعكس تغيّر أولويات الصناعة في العالم، وكانت هذا العام من نصيب معماري يتجنّب بشدّة أن يكون له أسلوب معروف.
بينها الإمارات والسعودية.. مهرجان العمارة العالمي يكشف عن اللائحة القصيرة لعام 2022
قضى ليو جيا كون الفائز بجائزة بريتزكر للعام 2025، الكثير من حياته المهنية الممتدة لأربعة عقود الآن، في وضع تصاميم بسيطة لمبانٍ أكاديمية، ومتاحف، وأماكن عامة في مدينته تشنغدو (ومدينة تشونغتشينغ القريبة)، جنوب غرب الصين. لقد أتى استخدامه لمواد محلية الصنع و"منخفضة التقنية"، على حساب جمالية مميزة.
وفي عصر التجاوزات المعمارية بالصين، ازدهر ليو بهدوء من خلال السماح لكل موقع، والتاريخ المتصل به والطبيعة والتقاليد الحرفية المحيطة به، بتشكيل تصاميمه، وليس العكس. سواء أكان إعادة استخدام حطام الزلازل، أو إنشاء فراغات يمكن أن يزدهر فيها النبات البري المحلي، فالمنهجية بالنسبة له مهمة أكثر من الشكل. وأشادت لجنة تحكيم جائزة بريتزكر بليو تحديدًا، لامتلاكه "استراتيجية بدلاً من الأسلوب".
وفي شرح مقاربته لـCNN قبل الإعلان، قال المهندس المعماري البالغ من العمر 68 عامًا (الذي اعترف بأنه "فوجئ قليلاً" بالجائزة) إنه حاول تقليد "الماء".
وأوضح: "أبذل قصارى جهدي لاختراق المكان وفهمه.. ثم، عندما يحين الوقت المناسب، سيترسّخ، وستظهر فكرة المبنى"، مضيفاً أنّ "الأسلوب الثابت سيف ذو حدين. يمكن أن يجعل الآخرين يتذكرونك بسرعة، لكنّه أيضًا يقيّدك ويجعلك تفقد بعض الحرية".
صور صادمة تستكشف استحواذ الطبيعة على العمارة الوحشية
وقد أنجزت شركة ليو، Jiakun Architects، أكثر من 30 مشروعًا، جميعها في الصين، خلال سنوات عديدة تقريبًا. غالبًا ما يلجأ المهندس المعماري إلى تاريخ بلاده للحصول على الإلهام. فمن الأجنحة التقليدية استوحى أفاريز السطح المسطحة لمتحف الطوب الإمبراطوري في سوتشو. وتستحضر الشرفات الملتفة في الحرم الجامعي في شنغهاي الذي صممه لشركة الأدوية السويسرية نوفارتيس، معبدًا متعدّد المستويات.
ولفت ليو إلى أنّ الإيماءات المستقاة من الماضي ليست من أجل التاريخ وحده، موضحًا أنّه يركز "على المواضيع التي يتمحور حولها التقليد، عوض الأشكال التي يقدّمها التقليد".
بمعنى آخر، يجب إعادة تفسير عناصر العمارة التقليدية لاستخدامها وظيفيًا وبشكل معاصر، وليس كتحية لزمن مضى. والواقع أن المدن الصينية مغمورة بأمثلة تخالف ذلك، حيث تضاف الأسطح المنحنية إلى مبانٍ عديمة الشخصية في السعي وراء "الهوية الصينية" غير المحدّدة.
وأوضح ليو أن "الأشكال التقليدية.. تعكس الثقافة والتكنولوجيا وفلسفة الناس للبقاء في ذلك الوقت"، متابعًا أنه "إذا ركّزنا على النتائج الخارجية سنقف عند تلك الحقبة الزمنية. لكن إذا ركزنا على المواضيع التي تمحورت حولها التقاليد دومًا، مستخدمين التكنولوجيا والأساليب الحالية، فسنجد استمرارية للتقليد.
ولد ليو العام 1956، قبل ثلاث سنوات من المجاعة الأكثر تدميرًا في الصين (ويمكن القول في العالم)، وكانت طفولة ليو تدور حول مستشفى تشنغدو حيث كانت تعمل والدته. لقد أظهر كفاءة مبكرة في الفن والأدب، رغم أنّ سنوات مراهقته، إسوة بالعديد من أبناء جيله، انقطعت بسبب الثورة الثقافية عندما تم إرساله إلى الريف كجزء من برنامج ماو تسي تونغ "للشباب المتعلّم".
كيف يحاول ثنائي معماري إعادة تعريف العمارة الثقافية في الصين؟
ومع ذلك، فإن مسيرة ليو المهنية تزامنت بدقة مع فترة ما بعد ماو، التي شهدت تحرير الهندسة المعمارية من سيطرة الدولة والمثل الاشتراكية. حجز مكانًا له في معهد تشونغتشينغ للهندسة المعمارية والهندسة في العام 1978، بعد عامين من وفاة زعيم الحزب الشيوعي الصيني السابق، وتخرّج وسط سياسات عصر الإصلاح التي فتحت اقتصاد الصين المخطّط مركزيا على قوى السوق الحرة.
بشرت هذه الفترة بتغييرات هائلة في مجال الهندسة المعمارية. دخلت النصوص والمجلات الأجنبية المختصة إلى البلاد وأصبحت متاحة على نطاق أوسع للطلاب والأكاديميين. وأخيراً، سُمح لمعاهد التصميم التي تسيطر عليها الحكومة، مثل تلك التي عمل بها ليو في بداية حياته المهنية، بفرض رسوم، بعدما كانت في السابق تخدم الدولة فقط. لكن في أجواء سريعة الحركة بالصين في الثمانينيات، كان ليو لا يزال يشعر بأن الهندسة المعمارية "متخلفة".
وعلّق: "عندما تخرجت، بدا أن المهندسين المعماريين ليس لديهم ما يفعلونه. لم يتطور الاقتصاد، ولم تنشط الأفكار".
بحلول أوائل التسعينيات، فكر ليو، الذي كان حينها يمتهن الكتابة أيضًا، بترك المهنة تمامًا. غيّر رأيه بعد رؤية معرض أقامه زميل دراسة سابق، المهندس المعماري تانغ هوا، الذي يقول إنه ألهمه للهروب من الظل الذي يلقيه ماضي قطاعهم الذي تسيطر عليه الدولة. وقام بتأسيس شركة Jiakun Architects، وهي واحدة من أولى الشركات الخاصة في البلاد، في العام 1999.
وضعت المشاريع المبكرة للشركة مخططًا لفهم روح ليو. متحفه لفن النحت الحجري Luyeyuan، الذي افتتح في تشنغدو في العام 2002، يقع وسط غابة من الخيزران، حيث تتناغم الخرسانة الخشنة والصخر الزيتي مع المصنوعات الحجرية الموجودة بداخله. إن الركود والأجزاء المتدلية من مبنى قسم النحت ذات اللون الصدأ، الذي تم الانتهاء منه لمعهد سيتشوان للفنون الجميلة في تشونغتشينغ بعد عامين، بحد ذاتها أعمال نحتية. وفي متحف الساعات، الموجود أيضًا في مدينة تشنغدو، تشير أعمال الطوب الأحمر المزخرفة إلى الماضي المتواضع للمنطقة أكثر من كونها تشير إلى المستقبل اللامع.
ومع تزايد جرأة الهندسة المعمارية بالصين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (الاتجاه الذي دفع في نهاية المطاف مجلس الوزراء بالبلاد، مجلس الدولة، إلى الدعوة لوضع حد للمباني "الضخمة والغريبة")، ظل إنتاج ليو هادئًا ومتواضعًا، حتى عندما نما حجم تكليفاته. وباعتراف ليو نفسه، كانت شركته دومًا أصغر من أن تتمكن من التعامل مع ناطحات السحاب، أو المشاريع الضخمة متعددة الاستخدامات التي تعيد رسم أفق الصين. لكن بما أن أعماله أصبحت تشمل عقارات الشركات والتجديد الحضري، فإن دوافعه لا تزال تكمن في مكان آخر.
ولفت إلى أنه ليس"مهتمًا جدًا بالميل إلى بناء مباني أطول وأكبر. أنا لا أقاوم ذلك بوعي بالضرورة. أنا لست مهتمًا جدًا".
وعوض ذلك يسعى ليو إلى معالجة بعض العلل الناجمة عن التوسع الحضري المتفشي في بلاده.
وأوضح أن "المدن الصينية تتطور بسرعة كبيرة، لذا فهي تواجه تحديين رئيسيين: الأول يتمثّل بالعلاقة مع الفضاء العام، والآخر هو العلاقة مع الطبيعة. أعتقد أن أعمالي تركز على هذين الجانبين"..
يتجلى التعايش بين الطبيعة والهندسة المعمارية في قرية ويست فيلدج الطموحة التي أنشأها ليو، وهي عبارة عن شارع سكني داخل مدينة تشنغدو تم تحويله إلى فناء، إنما على نطاق الحي. تنقل الممرات المنحدرة راكبي الدراجات والمشاة حول مبنى مكون من خمس طبقات، يحيط بملاعب كرة القدم والمساحات الخضراء المورقة، وهو منتزه تم إعادة تصوّره عموديًا.
هذه البادرة العامة الضخمة ترافقت مع العديد من الإيماءات الصغيرة. ولرصف الطرقات، استخدم ليو الطوب المثقوب والمملوء بالتربة، ما يسمح للعشب بالنمو في الوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟
شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك". عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل. خلال مقابلات عفوية في الشارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب". قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد". اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات. نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن. التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء. لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي". في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته. لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم. انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية. وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا". ألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا. أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية. بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية. وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل. لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا. بدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية". من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر. لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية. وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية". أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة. يتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا. عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا. A post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza) مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه "القُبلة" بفارغ الصبر يستطيع بيليزا قول عدّة عبارات بأكثر من 40 لغة الآن، ولكنه لا يزال يتلعثم أحيانًا، وفقًا لما قاله، إذ شرح: "اللغة العربية صعبة عليّ، وخاصةً من ناحية النطق. كما أنّ لغات جنوب شرق آسيا، مثل الفيتنامية، والتايلاندية، تُشكّل تحديًا خاصًا". رُغم ما توحي به مقاطع الفيديو التي ينشرها، إلا أنّه لا يعتبر نفسه موهوبًا بشكلٍ طبيعي، حيث أوضح: "في الواقع، لم أكن أحبّ تعلم اللغات في المدرسة. لم أجد دافعًا حقيقيًا إلا بعد رحلتي إلى أيرلندا".يعمل بيليزا، بالتعاون مع مصوره ومدير أعماله الحالي على تطوير منصة لتعلم اللغات تُسمى " Zero to Fluent"، وهي مصممة لجعل تعلم اللغات أكثر متعة وسهولة. على المدى البعيد، يحلم الشاب بالسفر حول العالم، وتسليط الضوء على اللغات والثقافات من خلال مقاطع فيديو قصيرة ومشاريع قصصية سردية أعمق. وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات
مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقضي المصورة البريطانية روزي لاغ غالبية وقتها مع والدتها هايلي تشامبيون. قالت لاغ لـCNN: "والدتي هي أفضل صديقة لي. نتناول الفطور معًا، نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معًا، نخرج في نزهات معًا، ونتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبًا". لذلك، عندما بدأت لاغ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، التخطيط لمغامرة سفر مدتها ثلاثة أشهر إلى جنوب شرق آسيا، وهي أول رحلة طويلة لها مع حبيبها، شاركت أفكار السفر فورًا مع والدتها. بدورها، بدأت والدة لاغ تتحدث عن ذكرياتها خلال فترة إقامتها في تايلاند وماليزيا، حيث عملت لفترة في منتصف فترة التسعينيات. وأخبرت ابنتها أن لديها مجموعة من الصور من تلك الفترة، مخبأة داخل صندوق في مكان ما بالمنزل. شجعتها لاغ للبحث عن الصور، إذ كانت مهتمة بذلك جزئيًا كمصورة، خاصة أنها أحبت أيضا فكرة إلقاء نظرة على سنوات شباب والدتها وقصة الحب التي جمعت بين والديها. علمت لاغ أن والدتها ووالدها التقيا خلال فترة التسعينيات أثناء تدريسهما لرياضة الغوص في ماليزيا، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن تلك الفترة من حياتهما هناك. وتتذكر قائلة: "أخذتني أمي في جولة بين جميع صور الأفلام التي تحتفظ بها في العلّية". وكانت قد التقطت الصور باستخدام كاميرا "Olympus mju"، وهي كاميرا فيلم صغيرة فضية اللون طُرحت للبيع لأول مرة في عام 1991، وكانت تشامبيون تحملها في حقيبتها بالعقد الذي تلى ذلك. وقد شهدت هذه الكاميرا نهضة في موقع "eBay" خلال السنوات الأخيرة، لكن لاغ وقعت في حب صور والدتها التي التقطتها بهذه الكاميرا في أوائل العشرينيات من عمرها، حيث كانت تبتسم للكاميرا، وتتناول الزلابية، وتستكشف الأسواق، وتسير على الشواطئ الرملية. كانت تلك الصور بمثابة نافذة رائعة تطل بها على حياة والدتها ورحلاتها قبل ثلاثة عقود. التقوا بإجازة في المكسيك.. 3 أصدقاء يعيدون إنشاء صورة عمرها 30 عاما لكن، ما أثار دهشة كل من الأم والابنة في ذلك اليوم، هو الشبه الكبير بينهما كأم وابنتها. بينما كانت تتصفح الصور، تشكلّت فكرة في ذهنها، حيث التفتت إلى والدتها وقالت: سيكون من الرائع لو تمكنت من إعادة إنشاء هذه الصور". وقد ترسخت هذه الفكرة عندما اكتشفت تشامبيون أنها ما زالت تحتفظ بالكاميرا القديمة، رغم أنها توقفت عن استخدامها منذ وقت طويل لصالح هاتفها الذكي. وهكذا، وضعت لاغ الكاميرا التي مضى عليها 30 عامًا داخل حقيبة ظهرها، واستقلت طائرتها إلى تايلاند. وصلت لاغ إلى جنوب شرق آسيا وهي تحمل الكاميرا القديمة، وصور والدتها المحفوظة في هاتفها، ومن دون أي خطة واضحة، بدأت رحلتها في إندونيسيا، إذ كانت تخطط لاستكشاف كل من سنغافورة، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، والفلبين. لم تكن لاغ تمتلك المواقع الدقيقة التي التُقطت فيها صور والدتها في التسعينيات. وبدلًا من محاولة العثور على الأماكن ذاتها، قررت لاغ أن تبحث فقط عن أماكن تُشبه تلك التي تظهر بصور والدتها. كانت تريد أن تركز أكثر على التقاط لحظة مماثلة في الزمن. على سبيل المثال، ظهرت تشامبيون بإحدى الصور من التسعينيات، وهي تمشي مبتعدة عن الكاميرا على شاطئ رملي فارغ، إذ تعتقد أن هذه الصورة التقطت في جزيرة "Ko Phi Phi Don" التايلاندية. بعد ثلاثة عقود، وجدت لاغ نفسها جالسة على شاطئ "Selong" بجزيرة لومبوك في إندونيسيا، تنظر إلى الأفق. ولاحظت أن خط الساحل كان مشابها لذلك الموجود في صورة والدتها. رغم أن جزيرة "Ko Phi Phi Don" تبعد حوالي 2،600 كيلومتر عن لومبوك، شعرت لاغ أن هناك تشابهًا جماليًا بينهما يستحق التوثيق. 4 صديقات يعدن إنشاء صورة التقطت لهن أثناء إجازة في عام 1972 كان لون السماء أزرق بشكل مشابه، كما أنها شعرت بالسعادة الهادئة التي بدت بالصورة الأصلية. قامت لاغ بضبط زاوية التصوير، ثم سلّمت الكاميرا إلى حبيبها، وبدأت تمشي مبتعدة عن الكاميرا، تمامًا كما فعلت والدتها في الصورة من التسعينيات. نظرًا لطبيعة التصوير الفوتوغرافي على الفيلم، لم يكن بوسع لاغ أن تفكر كثيرًا في النتيجة، إذ أن شريط الفيلم يحتوي على 36 صورة فقط، إذ تذكرت موضحة: "كل صورة التقطناها كانت بمحاولة واحدة فقط". وأضافت أن هذا القيد كان جزءًا من مشروعها لإعادة إنشاء صور والدتها. بعد حوالي عقدين..طيار وابنته يعيدان إنشاء الصورة ذاتها بقمرة القيادة في لحظة "رائعة" في وقت لاحق من رحلتها، أثناء وجودها في الفلبين وفيتنام، قامت لاغ بتحميض بعض الصور التي التقطتها، وشاهدت لأول مرة صورها المعاد تجسيدها. وقد أسعدتها النتائج كثيرًا، وأرسلت بعض الصور إلى والدتها في المملكة المتحدة. لفتت لاغ إلى أن والدتها أحبت الصور، ولم يكن الشبه بينهما يومًا بهذا الوضوح. عند وضع الصور جنبًا إلى جنب، كان من الصعب أحيانًا التمييز ما إذا كانت الصورة للاغ أم لوالدتها تشامبيون، وما إذا كانت التُقطت في عام 1994 أم عام 2024. وأكدّت لاغ: "كان من الممتع جدًا إعادة تجسيد الصور ورؤية مدى التشابه بيننا في الواقع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store