هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟راسم عبيدات
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟
راسم عبيدات*
اليمن بقرار رسمي وشعبي مباشرة بعد اندلاع معركة السابع من أكتوبر /2023، وما ترتب على ذلك من حرب عدوانية غير مسبوقة شنتها إسرائيل على قطاع غزة، أعلن عن فتحه لجبهة الإسناد دعما لقطاع غزة، وصرح بأن هذه الجبهة لن تغلق إلا بتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجبهة الإسناد تلك شملت اغلاق البحر الأحمر وخليج باب المندب أمام السفن التي تحمل البضائع لإسرائيل( حصار بحري اقتصادي)، وكذلك المشاركة العسكرية عبر استهداف أهداف وقواعد حيوية وعسكرية وامنية واقتصادية في عمق إسرائيل ، بإستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية ومسيرات انقضاضية، حملت أسماء (فلسطين 2) و(يافا).
اليمن بعد توقف جبهات الإسناد اللبنانية والعراقية في 27 تشرين ثاني/2024، تحمل عبء جبهة الإسناد ووحدة الساحات لوحده، وأعلن أمامه عبد الملك الحوثي شعار اليمن الخالد 'ثابتون مع قطاع غزة' في معركة 'الفتح الموعود والجهاد المقدس'، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وكثمن لهذا الموقف والقرار، تعرض لعدوان أمريكي وبريطاني ، جزء منه دفاع عن المصالح الاقتصادية الإسرائيلية ومنع قصفها بالصواريخ والمسيرات اليمنية، وأن لا تشكل تلك الجبهة عامل ضاغط على أمريكا وإسرائيل، للقبول بوقف إطلاق نار وصفقة تبادل تستجيب لشروط المقاومة، وجزء اخر، عدم السماح لليمن بان يصبع لاعب أساسي ومقرر في البحار والممرات المائية، وكذلك حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وتلك الحرب التي حشدت لها أمريكا مدمراتها وبوارجها وسفنها وطائراتها وأساطيلها، وسعت لتشكيل تحالف ما يعرف 'بالإزدهار' ، حلف الدمار، كان الهدف منه كسر إرادة اليمنيين وتحطيم معنوياتهم وردعهم، ولكن إرادة اليمنيين كانت اصلب من الفولاذ وعصية على الكسر ومعنوياتهم تطاول عناء السماء، واستمر خروجهم المليوني كل يوم جمعة في عشرات الساحات اليمنية، دعماً لغزة وصمودها.
اليمن لم تنجح كل الغارات الأمريكية والضربات التي طالت مطاراته وموانئه ومؤسساته المدنية وبناه التحتية ومحطاته الكهربائيه والنفطية والغازية، في ردعه أو إجباره على وقف حربه الإسنادية، ولم تنجح أمريكا أيضاً في فتح البحر الأحمر وباب المندب أمام السفن التي تحمل البضائع لإسرائيل. ولا بوقف إطلاقات الصواريخ والمسيرات صوب دولة الاحتلال.
أمريكا في عهد ترامب ضاعفت من عمليات قصفها واستهدافها لليمن اربع مرات عما كان عليه الوضع في عهد الرئيس الأمريكي السابق بايدن، ولكن كل ذلك كان يزيد من إحباط أمريكا ويمس بقدراتها العسكرية وهيبتها، فالدفاعات الجوية اليمنية، نجحت من ال 17 من أذار الماضي، موعد تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في إسقاط 7 طائرات تجسس امريكية حديثة من طرار 'أم كيو 9″، تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار، ناهيك عن استهداف مدمراتها وبوارجها وسفنها في البحر الأحمر ، عدة من المرات، واضطرت اكثر من مرة للهرب من الصواريخ والمسيرات اليمنية، بل واخرجت بعضها عن الخدمة، وهذا دفع أمريكا لتعزيز وجودها وحضورها في البحر الأحمر بأكثر من مدمرة وحاملة طائرات.
اليمن كان يقول بأنه كلما زادت الغارات الأمريكية عليه، والتي باتت تستهدف البيئة الحاضنة، بإستهداف المدنيين، كعوامل ضاغطة على القيادة اليمنية، كان يزداد تمسكاً وثابتاً على مواقفه ومبادئه، ويعمل على تطوير قدراته العسكرية والتسليحية والتقنية والتكنولوجية.
كل القوة النارية والحربية والغارات الجوية بواسطة احدث الطائرات الأمريكية، لم تجعل أمريكا تنجح في تحقيق هدفها الإستراتيجي، منع تحول اليمن الى لاعب إقليمي ومقرر في البحار والممرات المائية، ومنع الإطلاق الصواريخ البالستية والمسيرات تجاه القوات البحرية الأمريكية وحاملات طائراتها، وفتح البحر الأحمر امام السفن التي تحمل البضائع الى إسرائيل.
والفشل في هذا الهدف كان يحدوا أمريكا، أن تنجح في الحاق ضرر بالغ وكبير في قدرات اليمن الصاروخية ومسيراته الإنقضاضية، بما لا يمكنها من إطلاقات فعالة ومؤثرة نحو البوارج الأمريكية وعمق إسرائيل، وكذلك ان ينجح القصف المستمر والمتواصل ليل نهار، في إرهاق واعماء البنية العسكرية اليمنية، وبما يضعف قدرتها على المناورة، وإخراج الصواريخ من مرابطها ومستودعاتها وتوضيعها وإطلاقها، وتخفيض مستوى الكفاءة الفنية في تحديد الأهداف وفي مستوى الصواريخ وقدرتها على تجاوز الدفاعات الأميركية والإسرائيلية، بحيث تفقد الصواريخ اليمنية القدرة على التحول الى أداة ضغط يصعب تجاهلها لإنهاء حرب غزة، بما يريح واشنطن من عبء المواجهة ويخفف عن دولة الاحتلال الضغوط التي يخلفها الاستهداف اليمني.
هناك تطوران مهمان حصلا في الفترة الأخيرة ، قبل عشرة أيام، ما حصل للمدمرة الأمريكية 'ترومان' وأول أمس ما حصل في مطار اللد، فالمدمرة الأمريكية ترومان، والتي هوجمت بالصواريخ البالستية اليمنية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية، لتفادي تدميرها، عملت على القيام بمناورة سريعة وحادة، أدت لسقوط طائرة ' أف 18″ من على سطحها وهروبها الى اقصى شمال البحر الأحمر، وهذا التطور النوعي يشير الى ان قدرة اليمن على إطلاق أفضل ما لديه من صواريخ بالستية ومسيرات إنقضاضية، لم تتأثر بفعل القصف الأمريكي ليل نهارـ وكذلك الصواريخ والمسيرات اليمنية، وصلت أهدافها، دون ان تنجح احدث صواريخ الدفاع الجوي الأمريكي المرافقة لتلك المدمرات والحماية لها في اسقاط تلك الصواريخ، وهذا يعني فشل امريكي كبير لحملتها العسكرية وتعمق مأزقها، وان لا حل مع اليمن، إلا بوقف الحرب العدوانية على القطاع، حينها يوقف اليمن جبهته الإسنادية، ويريح أمريكا من هزيمة محققة.
الصاروخ البالستي اليمني الذي نجح بالإفلات من كل وسائل الرصد والمتابعة والمراقبة من قبل الأقمار الصناعية والردارات وأحدث منظومات دفاعات جوية اعتراضية أمريكية واسرائيلية، من طراز 'ثاد' و'حيتس 3″ وغيرها من المنظومات الدفاعية الجوية الإعتراضية، يؤكد على أن اليمن طور من تقنيات صواريخه البالستية، بحيث باتت قادرة على تجاوز كل تلك المنظومات الدفاعية الجوية.
هذا الصاروخ اليمني وما حدث قبل ذلك مع حاملة الطائرات الأمريكية 'ترومان' تؤكدان على ان اليمن قدراته العسكرية الصاروخية والمسيرات الإنقضاضية وزوارقه البحرية الحربية السريعة، لم تتأثر بالغارات الأمريكية والبريطانية، والتي استمرت بالإطلاق بوتيرة اعلى من السابق، واستهداف مطار اللد له رمزية كبيرة ، فهو نافذة الإحتلال على العالم الخارجي، وبإستهدافه اعلن اليمن انه متجه نحو فرض حظر جوي شامل على اسرائيل، مضافاً للحصار البحري ، ومع سقوط هذا الصاروخ في محيط مطار اللد، رأينا تداعيات ذلك، حالة من القلق والخوف والإرباك سادت الجبهة الداخلية، ف 3 ملايين مستوطن هرعوا للملاجئ، واغلاق المطار وان كان مؤقتاً، ولكن ذلك يجعل من الصعب على شركات الطيران العالمية مواصلة رحلاتها الجوية الى مطار اللد، فعشرين شركة طيران الغت رحلاتها لمطار اللد، وما لذلك من تداعيات اقتصادية وعلى فرص العمل ، ناهيك عن اسهم بورصة تل ابيب خسرت 50% من قيمتها، وتأثرت ست قطاعات مباشرة من هذا الصاروخ، قطاعات البنوك والنفط والغاز والإستثمار والتشييد والبناء، ناهيك عن ان هذا الصاروخ، قال بإنكشاف الجبهة الداخلية لإسرائيل امام الصواريخ اليمنية، ونجاحه بالوصول لمطار اللد، عبر عن فشل أمني واستخباري كبيرين، وتطور نوعي ولافت في قدرات اليمن العسكرية، وأي يكن الرد الإسرائيلي والذي جرى أمس الإثنين عبر قصف جوي اسرائيلي شاركت فيه 30 طائرة حربية، بتنسيق ومشاركة أمريكية، حيث استهدف القصف ب 48 قنبلة موجهة ميناء الحديدة ومصنع اسمنت 'باجل'، وهذا القصف لن يردع اليمن أو يجبره على وقف معركته الإسنادية، بل ستصبح الصواريخ اليمنية قوة ضغط لا يمكن تلافيها لصالح تيار وقف الحرب على غزة كطريق وحيد للتخلص من هذا الكابوس.
واضح بأن اليمن من بعد ال27 من تشرين ثاني/2024، أصبح يقود جبهة الإسناد والموقع الأول في محور المقاومة والدور الأول في الردع، الذي كان يتولاه حزب الله، وها هو يُعيد تأسيس محور المقاومة ويُعيد تشكيل قوة الردع.
فلسطين – القدس المحتلة
2025-05-07
The post هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟راسم عبيدات first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 4 ساعات
- وكالة أنباء براثا
السوداني: العراق يخطو بسرعة نحو الانتقال للطاقة النظيفة
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، اتخاذ العراق خطوات متسارعة للانتقال نحو الطاقة النظيفة، فيما وجه وزارة البيئة وشركة اقتصاديات الكربون باختصار إجراءات إمضاء عقود مع الشركات. وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن الأخير "استقبل ممثلي الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر الدولي لاقتصاديات الكربون، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في العاصمة بغداد، وذلك بحضور وزير البيئة". وبارك رئيس مجلس الوزراء "انعقاد مؤتمر اقتصاديات الكربون، وهو الاول من نوعه في العراق، وما أفضى إليه من نتائج وافكار تدعم مسعى الحكومة نحو الاستثمار في هذا المجال، في ظل التحديات المناخية التي تواجه العراق". وأشار إلى أن "الحكومة قطعت شوطاً مهماً في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، وايجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات ما يقارب 88 مليار دولار". ولفت إلى أن "العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما تجسد بتأسيس الحكومة شركة اقتصاديات الكربون، التي منحت صلاحية التعاقد مع شركات عالمية للنهوض بهذا الواقع الجديد". وأمر "وزارة البيئة وشركة اقتصاديات الكربون باختصار الإجراءات والتحرك باتجاه امضاء عقود الشراكة مع الشركات، والانتقال نحو العمل الملموس". من جانبهم، أعرب "ممثلو الشركات عن اهتمامهم بالمشاركة في هذا المؤتمر، وأنهم تواجدوا بناءً على التطور الذي شهده العراق خلال السنتين الماضيتين، وسيمضون عقوداً ومذكرات تفاهم مع شركة اقتصاديات الكربون". وأبدوا "استعدادهم للمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر والوصول الى الوقود النظيف والتعاون في مجال نقل الخبرات الى الكوادر المختصة بالعراق".


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"
واصلت شاحنات عديدة مُحمّلة بالدقيق، ومواد غذائية للأطفال الرُضّع ومساعدات أخرى، دخول قطاع غزة يوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة إن بعض المساعدات الغذائية التي دخلت غزة على متن نحو 90 شاحنة يوم الأربعاء، وصلت الآن إلى المستودعات المُعدّة لها، وإن الدقيق وصل إلى المخابز في القطاع. ودخلت المساعدات من خلال معبر كرم أبوسالم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل تخفيف حصار مُطبق دام 11 أسبوعاً. ورأت الأمم المتحدة أن هذه الإمدادات "بعيدة عمّا يكفي لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة" ولسدّ العجز الذي أحدثه الحصار الإسرائيلي. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إنه يتوقع أن تُنتج المخابز في القطاع الخبز في وقت لاحق اليوم الخميس". وأضاف الشوا، لوكالة رويترز للأنباء، أن 90 شاحنة فقط دخلت غزة، مشيراً إلى أنه في أثناء الهُدنة، كان يدخل إلى القطاع 600 شاحنة يومياً - وعليه فإن هذه الكمية تعتبر "قطرة في محيط" على حد تعبيره. Reuters "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي" فيما قالت إسرائيل إنها سمحت بدخول 100 شاحنة تحمل مواد غذائية للأطفال ومُعدات طبية لقطاع غزة يوم الأربعاء، بعد إعلان أوّل تخفيف للقيود التي تفرضها على القطاع - وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الإسرائيلي استجابة لضغوط دولية متزايدة. وتتسبب قيودٌ إسرائيلية ومخاوف من تعرُّض المساعدات للنهب في تأخُّر وصولها، وتقول إسرائيل إن حركة حماس تصادر هذه المساعدات لمقاتليها، وهي التهمة التي تنفيها الحركة الفلسطينية. وفي حديث لبي بي سي، قال أنطوان رينارد من برنامج الأغذية العالمي، إن منظمات الإغاثة في غزة لا توظِّف مُسلّحين لحراسة المخازن نظراً لِما يكتنف ذلك من خطورة شديدة. وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إن أياماً قليلة تفصلنا عن تنفيذ خطة جديدة لتوصيل المساعدات في غزة – فيما يُعرف بـ "منطقة مُعقّمة خالية من حماس" – حيث سيُنقَل الغزيّين للحصول على الإمدادات. وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أنها لن تتعاون مع الخطة الإسرائيلية، قائلين إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وإنها كما يبدو "تتّخذ من المساعدات سلاحاً". وقال رينارد لبي بي سي: "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي ... ينبغي أن يذهب الغذاء إلى الناس، لا أنْ يذهب الناس إلى الغذاء". "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً" وحذّرت منظمات إنسانية من تسجيل مستويات حادة من الجوع بين 2.1 مليون نسمة، في ظل ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحادّ بسبب نقص الأغذية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل كبير في القطاع. وفي ذلك، قال رينارد، من برنامج الأغذية العالمي: "بحسب أسعار السوق في غزة الآن، تقدّر تكلفة كل حافلة محملة بالدقيق بنحو 400 ألف دولار". وأضاف رينارد لبي بي سي: "الحلّ هو دخول مئات ومئات الشاحنات يومياً" إلى القطاع، مشيراً إلى أنّ "قلّة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع تعني مزيداً من الخطر والقلق بين سُكانه". ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الذي تدعمه الأمم المتحدة) إلى أن نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً في الأشهر المقبلة. ومن جانبها، تصرّ إسرائيل على أنه لم يكن هناك نقص في المساعدات، متّهمةً حماس بسرقة الإمدادات وإعطائها لمقاتليها أو بيعها من أجل الحصول على الأموال. وتقول إسرائيل إنها فرضت الحصار كوسيلة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح 58 رهينة لديها في غزة، بينهم حوالي 23 رهينة يُعتقد أنهم أحياء. ووصل عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 16 ألفاً و503 أطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. وبحسب الوزارة، توزّعتْ الفئات العمرية لهؤلاء الأطفال على النحو التالي: "الرُضّع - أقل من عام: 916 قتيلا؛ الأطفال من 1-5 أعوام: 4365 قتيلا؛ الأطفال من 6-12 عاماً: 6101 قتيلاً؛ الفِتية من 13–17 عاماً: 5124 قتيلا". "مناطق قتال خطيرة" في غضون ذلك، ومع وصول أوّل دُفعة من المساعدات إلى القطاع، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً يوم الخميس، وفقاً لمصادر صحيّة فلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحرص على عدم وقوع إصابات بين المدنيين، وإنه يستهدف مسلّحين فقط. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء من 14 من الأحياء الواقعة في شمال غزة، بما فيها بيت لاهيا وجباليا. وقال الجيش إن هذه الأحياء هي "مناطق قتال خطيرة". وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، إن الجيش الإسرائيلي "سيقوم بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ ... من أجل أمْنكم أخلوا فوراً جنوباً". ويأتي إنذار الجيش يوم الخميس غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع.


شبكة الإعلام العراقي
منذ 10 ساعات
- شبكة الإعلام العراقي
رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية: الإعلام مؤثر بتحفيز السلوك الإيجابي لدعم السياسات البيئية
أكد رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية محمد فهد الحارثي ، اليوم الخميس ، أن دور الإعلام كقوة ناعمة ومؤثرة ليس فقط في تشكيل الرأي العام بل في تحفيز السلوك الإيجابي ودعم السياسات البيئية المستدامة. وقال الحارثي في كلمته خلال مؤتمر الإعلام العربي الرابع في بغداد ، وحضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): ' يسرّني في مستهل كلمتي أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لمؤتمر الإعلام العربي، والذي يُنظّم للمرة الأولى خارج دولة المقر، تونس ، وذلك في عاصمة الرشيد ، بغداد ، مدينة الحضارة ، ومنارة الفنون والعلوم والآداب '. وأضاف أن ' هذا المؤتمر ، يأتي في وقتٍ تتعاظم فيه التحديات البيئية ، وتبرز الحاجة الحقيقية إلى تضافر الجهود من أجل مواجهة تحدي التغير المناخي، الذي بات أخطر تهديد يواجه الإنسانية'. وتابع: ' أتقدم نيابةً عن اتحاد إذاعات الدول العربية، بوافر الشكر والتقدير لهذا البلد العزيز، رئاسةً وحكومةً وشعبًا ، على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، وهذا ليس بغريب على العراق وأهله' ،معرباً عن ' شكره لشبكة الإعلام العراقي التي بادرت بطلب استضافة مؤتمر الإعلام العربي في بغداد ، وقدّمت كل التسهيلات والدعم والإمكانات ، وكذلك لرئيس شبكة الإعلام العراقي عبد الكريم حمادي على جهوده ودعمه ، وجهود فريقه في إنجاح هذا المؤتمر'. وأشار إلى أن ' التغير المناخي لم يعد قضية علمية تناقش في المختبرات أو في المؤتمرات ، بل أصبح واقعًا نعيشه في تفاصيل حياتنا اليومية : من تقلبات الطقس ، وحرائق الغابات، وارتفاع درجات الحرارة ، إلى ندرة المياه وارتفاع منسوب مياه البحار'. وبين أن ' هذا الواقع يحمل تهديدًا حقيقيًا للإنسانية، وخطرًا يطال أبعادًا اجتماعية، وإنسانية، وسياسية ' ، مؤكداً انه 'في خضم هذه التحديات ، يبرز دور الإعلام كقوة ناعمة ومؤثرة ، ليس فقط في تشكيل الرأي العام ، بل في تحفيز السلوك الإيجابي ، ودعم السياسات البيئية المستدامة ، وتشجيع الحوار المجتمعي حول قضية جوهرية ، وهي أهمية حماية كوكب الأرض'. وواصل ' حين ناقشنا موضوع هذا المؤتمر ، كان من الممكن طرح قضايا أكثر إثارة ، سياسية أو اقتصادية ، لكننا حرصنا على تناول قضية التغير المناخي لأهميتها وحساسيتها ' ،منوهاً بأنه ' لا بد أن نعترف بأننا في الإعلام لم نُعطِ هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام، ولم نُدرك تمامًا حجم خطورته ، فبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن تؤدي آثار التغير المناخي إلى وفاة 14.5 مليون شخص وخسائر تصل إلى 12.5 تريليون دولار بحلول عام 2050″. ولفت إلى أن ' المشكلة الأكبر أن منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، تسجّل معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تفوق المعدل العالمي، مما يُنذر بخطر التصحر والجفاف وندرة المياه' ،مشدداً أن 'واقعنا صعب، ويجب أن يرتقي الإعلام لمستوى هذه التحديات '. وأكد أن ' هناك أخبار إيجابية ، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والمبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد ، رئيس مجلس الوزراء السعودي ، وهي مبادرات استراتيجية تهدف للحد من تأثيرات تغير المناخ ، وإنشاء بنية تحتية للحد من الانبعاثات وحماية البيئة، وستنعكس إيجابًا على المنطقة في هذا المجال'. وأعرب عن أمله بأن ' يصدر هذا المؤتمر وثيقة أو ميثاقًا للإعلام البيئي، يُحدّد فيه الخطوط العريضة لهذا الملف، وآليات التحقق من الحقائق والمعلومات، لا سيما في ظل انتشار المعلومات المغلوطة، وتقديم محتوى علمي يناسب مختلف الفئات والأعمار'. وشدد على ' ضرورة الاستفادة أيضًا من التحولات الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي ، وتحليل البيانات الكبرى ، والواقع الافتراضي والمعزز، لتقديم محتوى يصل إلى جميع الجمهور ، بلغة مبسطة وسهلة '. ونوه ' نحن لا نهدف من هذا المؤتمر إلى مناقشة كيفية تغطية أخبار التغير المناخي فقط، بل نهدف إلى أن نكون شركاء فاعلين في التغيير ، وفي بناء الوعي ' ، مؤكداً أن ' معركة التغير المناخي لا يمكن كسبها إلا إذا كان الجميع جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة'. ولفت إلى أنه ' رغم التحديات الراهنة والمخاطر المستقبلية، فإنني واثق تمامًا بأنه من خلال تضافر الجهود بين المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة ، والجهات الرسمية ، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز البحوث، والجامعات، يمكننا أن نعالج هذا الملف، ونبني رؤية إعلامية عربية متقدمة تواكب هذا الواقع'. وذكر أن 'مسؤوليتنا كإعلاميين لا تقل أهمية عن مسؤولية صانعي القرار ومخططي السياسات، فبداية التغيير هي صناعة الوعي ' ،موضحاً أن ' مثل هذا المؤتمر وغيره من المبادرات، هو رسالة مفادها أنه بدلاً من التحسر على ما فات، وإلقاء اللوم، فإننا نبادر بصناعة الأمل، وبناء التفاؤل ، وصناعة التغيير من أجل واقعنا الحالي، ومن أجل مستقبل أجيالنا القادمة '. #حوار _تضامن_تنمية #قمة_بغداد_2025 المصدر : وكالة الانباء العراقية