علي خليفة ': إيران تفكّكت والخامنئي تجرّع السمّ مرتين… والمشروع العربي للسلام هو الرابح الأكبر
'المرشد الأعلى علي الخامنئي لم يتجرّع السمّ فحسب، بل ابتلعه عن اقتناع هذه المرّة'، هكذا استهلّ الاستاذ الجامعي والناشط السياسي د. علي خليفة حديثه إلى 'هنا لبنان'، في توصيفٍ دراميّ لانهيار المشروع الإيراني بعد الحرب الأخيرة التي اجتاحت المنطقة، من دون أن توفّر الداخل الإيراني ذاته.
وأضاف خليفة: 'قبل الحرب، كانت إيران تقف على أعتاب القنبلة النووية. كانت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان تنبض بنشاط أجهزة الطرد المركزي، وكانت القيادات النووية والعسكرية للحرس الثوري تتباهى بقدرات ردعها واستعدادها لأي مواجهة. أمّا اليوم، وبعد أقل من أسبوعيْن من بدء الحرب، لم يبقَ من هذا المشروع سوى الركام والرماد'.
وقال إنّ البرنامج النووي الإيراني قد 'خرج من الخدمة نهائيًا'، مشيرًا إلى أن 'آلاف أجهزة الطرد المركزي دُمّرت، وعشرات المنشآت المتخصّصة سوّيت بالأرض، كما طالت الاغتيالات كبار العلماء العسكريين والنوويين'.
هزيمة مزدوجة: من لبنان إلى سوريا والعراق
ولم تقتصر الخسارة، بحسب خليفة، على الداخل الإيراني، بل انسحبت تداعيات الحرب على أذرع إيران العسكرية في المنطقة. وقال: 'حزب الله في لبنان، الذراع الأبرز، تلقّى الضربات الأعنف خلال ما سمّاه 'مقتلة حرب الإسناد'، وفقد قدراته القتالية والردعية بشكلٍ كبيرٍ. أما في سوريا والعراق واليمن، فتراجعت قدرات المحور إلى حدود الانهيار'.
وأضاف: 'إيران خسرت كل ما كانت تملكه قبل الحرب. لم تستطع الردّ، لم تحقّق توازنًا، كانت مكشوفةً أمنيًا واستخباراتيًا حتى غرف نوم قادة حرسها الثوري. تخسر يوميًا وهي تراقب بصمت استمرار البرنامج النووي الإسرائيلي في العمل من دون أي تهديد جدّي'.
الخامنئي ينقل اليورانيوم مكرهًا لا بطلًا
كما كشف خليفة أن 'الخامنئي قبل انتهاء المعركة، اضطرّ إلى تنفيذ انسحاب مذلّ من منشأة فوردو النووية. إذ نقل كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب تحت ضغط التحذيرات الاستخباراتية الغربية التي وصلت إليه مباشرة عبر موفدين'.
وقال: 'الأقمار الصناعية رصدت الشاحنات وهي تغادر المنشأة قبل دقائق من قصفها، وقد توهّم أنصاره أنّ المرشد أنقذ البرنامج. لكن الحقيقة أن الرجل قبِل بالضربة صاغرًا، لأن استهداف المنشأة وهي ممتلئة بالمواد المشعّة كان ليحوّل الحادث إلى كارثة نووية شاملة'.
وأضاف خليفة: 'الخامنئي لم يخدع أحد، بل تقبّل الهزيمة حتى لا تكون أعظم. اختار تجرّع السمّ مجددًا، لكن هذه المرة بتركيبة أكثر فتكًا: سمّ الفشل العسكري والنووي، وسمّ الانكشاف الاستخباراتي، وسمّ سقوط الهيبة'.
تكاليف فادحة ونتائج مدمّرة
وعن كلفة هذه المغامرة النووية، قال خليفة: 'أنفقت إيران أكثر من 2 تريليون دولار على مشروع نووي انهار خلال 12 يومًا. وتحمّل الشعب الإيراني ويلات العقوبات التي دمّرت الاقتصاد، وها هو اليوم يكتشف أنّ كل ذلك ذهب سدى'.
وتابع: 'على مدى 40 عامًا، استثمر النظام في أذرع عسكرية، في الميليشيات العابرة للحدود، في اختراق أربع عواصم عربية. لكن الحرب الأخيرة جاءت بالعكس: لم تتوسّع إيران، بل تقلّصت إلى داخلها، واحترقت أوراق قوتها واحدةً تلو الأخرى، ولم يبقَ سوى خطابات خشبيّة وأوهام الثورة'.
الرابح الأكبر: المشروع العربي للسلام
وفي تحوّلٍ على مستوى التوازنات الإقليمية، رأى خليفة أن 'الرابح الحقيقي بعد الحرب هو المشروع العربي للسلام'.
وقال: 'تفكيك البرنامج النووي الإيراني تمّ، وسنصبح على تفكيك محور الممانعة كلّه. الثورة الإسلامية هرمت، والشعب الإيراني لم يعُد ملتفًّا حول قيادته الحالية، بل يحمّلها مسؤولية الهزيمة وتداعيات الحرب المدمّرة'.
وأضاف: 'المرحلة المقبلة ستشهد ولادة مشهدٍ إقليميّ جديدٍ، تكون فيه أولويات الدول العربية هي الأمن، التنمية، والشراكات البنّاءة بدل المواجهة العدميّة والتوسّع الفارغ'.
لبنان… بلا رؤية
وحول الموقف اللبناني الرسمي، قال خليفة إن 'لبنان يفتقد للرؤية الاستراتيجية'، موضحًا: 'نحن أمام حدثٍ مفصليّ في الإقليم. المطلوب اليوم هو إعلان حياد الدولة عن صراعات المحاور، وتبنّي استراتيجية وطنية للأمن تحمي لبنان من تداعيات ما يجري'.
أفول النظام وبداية النهاية
ويرى خليفة أن ما حصل في الحرب الأخيرة 'ليس مجرد هزيمة، بل بداية النهاية لنظام الثورة الإسلامية'.
وقال: 'الشعب الإيراني، الذي صبر على الفقر والقمع لأربعة عقود، سيتولّى بنفسه إزاحة الخامنئي قبل أن يُسدل الموت الستار عليه. فبعد كل هذه الخسائر، لم يبقَ من 'محور المقاومة' إلا روح رجلٍ عجوز ومعلّقين متملقين وأدعياء أغبياء'.
وختم خليفة: 'إيران اليوم ليست قوةً إقليميةً، بل دولة تنزف من داخلها، وقوة مدمّرة من خارجها. وقد تجرّع الخامنئي السمّ، لكن أعراضه لم تبدأ بعد… وما سيأتي، أشدّ فتكًا'.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
عرض أميركي لإيران مقابل العودة للمفاوضات
أفادت سي.إن.إن نقلًا عن مصادر مطلعة بأن 'إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على نحو 30 مليار دولار لإنشاء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة'. وقالت المصادر إن 'إدارة ترامب عرضت على طهران تخفيف العقوبات والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية مقابل العودة للمفاوضات'. وأشارت إلى محادثات أميركية إيرانية جرت خلف الكواليس حتى في خضم الضربات العسكرية. كما لفتت إلى أن 'المحادثات الأميركية الإيرانية استمرت هذا الأسبوع بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار'.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
الشيخ قاسم: إيران خرجت منتصرة بعد 12 يوماً من العدوان عليه ووقف إطلاق النار هو إعلان انتصار
اعتبر الأمين العام ل حزب الله الشيخ نعيم قاسم بان الجمهورية الإسلامية واجهت عدواناً أميركياً إسرائيلياً لا مبرر له، والهدف المركزي لإسرائيل وأميركا ضرب أي قدرة مستقلة للمقاومة أو أي اتجاه يسعى لتحرير فلسطين، وذنب إيران الكبير أنها دعمت فلسطين والفلسطينيين من أجل أن يحرروا أرضهم. ولفت الشيخ قاسم خلال إحياء الليلة الأولى من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، الى ان "إسرائيل كيان توسعي ولن تكتفي بأراضي فلسطين كلها من دون استثناء ولن تكتفي الجولان السوري وما بعده، إسرائيل تريد أن تسيطر على كل المنطقة وهي تعمل على التوسع لمصلحتها ولمصلحة الطاغوت الأميركي. واوضح بانه تبين من العدوان على إيران أن مهما كانت مكانة أميركا فإن كل العالم تقريباً استنكر هذا العدوان، والجمهورية الإسلامية الإيرانية أفشلت أهداف العدوان الثلاثة: أولاً، إلغاء التخصيب النووي، وثانياً، البرنامج الصاروخي، وثالثاً، أسقاط النظام واستهداف سماحة الإمام السيد علي الخامنئي. وشدد الامين العام لحزب الله على ان إيران خرجت منتصرة بعد 12 يوماً من العدوان عليه ووقف إطلاق النار هو إعلان انتصار للجمهورية الإسلامية. ولفت الى انه كان هناك إجماع شعبي حقيقي في إيران ملتف حول القيادة والسيد الخامنئي، والقوات المسلحة الإيرانية ومنها الحرس الثوري والقوى الأمنية وقفت صلبة في الميدان دفاعاً عن الجمهورية الإسلامية، وأثبتت إيران أنها قادرة وحدها وأن تواجه وحدها مقابل أمكانيات أميركا وأساطيل والضغوط السياسية والإعلامية. واعتبر بان الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة وحدها على مواجهة الطاغوت الأميركي وإسرائيل المجرمة ومعهما الدعم الأوروبي، كما ان إيران ألحقت وحدها أضراراً بالكيان الذي أثبت مجدداً أنه عاجز عن أن يستمر يوماً واحداً من دون الدعم الأميركي، ونحن في لبنان كحزب الله مع خيارات إيران الاستقلالية بعيداً عن الهيمنة الأميركية، ونحن نفتخر أننا مع إيران ونحن تحت لواء الإمام القائد الشجاع السيد الخامنئي. واشار الشيخ قاسم الى اننا نقارب مواقفنا بعدم الرضوخ وهكذا علمنا الإمام الحسين (ع)، وهذه مقومات مواجهة الخطر على الأجيال القادمة. واردف "هيهات منا الذلة نكررها مع الإمام الحسين (ع) دائماً وأبداً، وما نملكه هو كرامتنا وما نملكه هو موقفنا وما نملكه هو عملنا الذي نحمله يوم القيامة". موضحا بانه عندما نحيي ذكرى الإمام الحسين (ع) نحيي أصالة الشريعة وإلى الأمة جمعاء لتسلك الموقف الصحيح لتنجو في الدنيا والآخرة. وتابع الشيخ قاسم "ما تركتك يا حسين"، لأن مسارك يوصلنا إلى الله تعالى وسنستمر ونتابع، وهكذا كان سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله وأعطى دمه وروحه تحت شعار "ما تركتك يا حسين".


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
واشنطن تنفي نقل طهران لليورانيوم... ودول أوروبية تؤكد بقاء المخزون سليماً
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يتم إخراج أي شيء من منشأة نووية إيرانية، مكرّراً ما قاله وزير الدفاع بيت هيغسيث الذي ذكر في وقت سابق اليوم الخميس أنّه لا علم له بأي معلومات مخابرات تشير إلى أن إيران نقلت اليورانيوم الخاص بها لحمايته من الهجمات الأميركية في مطلع الأسبوع. وأضاف ترامب عبر منصّة "تروث سوشيال" من دون تقديم أدلة: "كانت السيارات والشاحنات الصغيرة الموجودة في الموقع لعمال الخرسانة الذين كانوا يحاولون تغطية الجزء العلوي من الأعمدة. لم يتم إخراج أي شيء من المنشأة. كان ليستغرق ذلك وقتاً طويلاً جدّاً، و(المخزون) خطير جداً وثقيل جدّاً ويصعب نقله!". في نقيض هذا الكلام، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن دولاً أوروبية تعتقد أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال سليماً إلى حد كبير بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية رئيسية في إيران. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصدرين مطلعين على تقييمات أولية للمخابرات، أن "العواصم الأوروبية تعتقد أن مخزون إيران البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بما يقارب مستويات الأسلحة لم يكن مُركّزاً في فوردو، أحد موقعيها الرئيسيين للتخصيب، وقت الهجوم الأميركي". وصف هيغسيث العملية العسكرية الأميركية بأنّها "الأكثر تعقيداً في التاريخ"، مشيراً إلى أن الضربات التي استهدفت إيران نُفذت بنجاح رغم التحديات الفنية واللوجستية.