
المغرب يعزز مكانته لتصدر كرة القدم الأفريقية والعالمية
المملكة تستضيف نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2024 (وافكون) في الفترة من 5 إلى 26 يوليو/ تموز، بعد أن احتضنت نسخة 2022، واختيرت أيضاً لتنظيم بطولة 2026.
وهذا ليس سوى بداية الطريق فقط، إذ تستعد البلاد أيضاً لاستضافة بطولات رجالية بارزة في الأفق، وتستثمر مئات الملايين من الدولارات في مشاريع بنى تحتية ضخمة.
المملكة الواقعة في شمال أفريقيا تضع نُصب عينيها مكانة مرموقة في كرة القدم على الصعيدين القاري والعالمي، بدعم واهتمام كبيرين من العاهل المغربي محمد السادس، المعروف بشغفه الكبير باللعبة.
التحدي المقبل أمام لبؤات الأطلس هو تحسين نتيجتهن والظفر باللقب بعد الاكتفاء بالوصافة على أرضهن قبل ثلاث سنوات.
ومع ذلك، قد تنعكس آثار هذه البطولة على كرة القدم النسائية وما وراءها لسنوات قادمة.
قال مهدي القيشوري، مدرب نادي الفتح الرباطي للسيدات، لبي بي سي سبورت أفريقيا: "ستُلهب بطولة وافكون القادمة الحماس أكثر من أي وقت مضى. وقد تُحفز الفتيات الصغيرات على بدء اللعب رسمياً أو الحلم بالاحتراف، ولمَ لا، يوماً ما، للانضمام إلى منتخبنا الوطني".
دفعة قوية لكرة القدم المحلية
ويتدرب نادي الفتح الرباطي على ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي استقطب رقماً قياسياً أفريقياً من الحضور الجماهيري بلغ 50 ألف متفرج في نهائي كأس أمم أفريقيا 2022، حيث خسر المغرب أمام جنوب أفريقيا بنتيجة 2-1.
وأنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الرابع ضمن الدوري المغربي لكرة القدم النسائية، في حين حصد غريمه في العاصمة، فريق الجيش الملكي، لقبه الثاني عشر. ورغم هيمنة نادي الجيش حالياً، يتوقّع المهدي القيشوري، مدرب الفتح، أن المنافسة ستشتد مستقبلاً.
وقال: "هناك إرادة من النادي، ومن الدولة بأكملها، ومن جلالة الملك لتطوير كرة القدم النسائية في المغرب. المشروع لا يزال في بداياته، لكن الطموح حاضر بقوة".
وأضاف: "المزيد من الأندية بدأت بفتح فِرَق نسائية، وهذا عنصر قوة كبير".
وتقول حارسة مرمى الفتح الرباطي، كوثر بن طالب، التي ساهمت في تتويج المغرب بطلاً قارياً لكرة الصالات هذا العام، إن كرة الصالات النسائية تشهد نمواً ملحوظاً.
وأضافت: "كرة القدم النسائية لم تكن تلقى أي اهتمام في السابق. واستضافة المغرب للبطولات، سواءً للنساء أو الرجال، سيدفعنا للأمام".
وتابعت: "الأجيال الصاعدة تملك اليوم كل ما تحتاجه من بنية تحتية ودعم لتطوير نفسها. أنصحهن بالاستفادة الكاملة من كل ما هو متاح، لأنهن وحدهن من سيستفيد".
البلاد تشهد تحوّلاً كبيراً
وستنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب في ديسمبر/ كانون الأول، وتُستثمر مبالغ طائلة في مشاريع البنية التحتية، في الوقت الذي تستعد فيه المملكة للمشاركة في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030.
وتخطط البلاد لزيادة سعة مطاراتها من 38 مليون مسافر (بنهاية عام 2024) إلى 80 مليون مسافر خلال السنوات الأربع والنصف المقبلة، مع العمل أيضاً على توسيع شبكة قطاراتها فائقة السرعة إلى مراكش وجنوباً إلى أغادير.
كما تشهد 45 منشأة رياضية، ما بين ملاعب ومراكز تدريب، عمليات توسعة أو تأهيل، أبرزها بناء ملعب الحسن الثاني قرب الدار البيضاء، والذي سيستوعب 115 ألف متفرج، كأكبر مشروع من نوعه في البلاد.
وقال أحد زوار سوق الرباط لبي بي سي: "المغرب ليس كما كان في السابق، إنه يتطور بوتيرة متسارعة للغاية".
وأضاف: "لقد بنوا مشاريع متعددة وتأكدوا من جاهزية البنية التحتية. والآن، يجري العمل على قدم وساق، لذا سيكون كل شيء جاهزاً في الوقت المحدد لكأس الأمم الأفريقية وكأس العالم إن شاء الله".
وسيكون لقطاع الضيافة نصيب من هذا الحراك.
قال ديفيد أزويلوس، صاحب دار ضيافة في العاصمة: "نرغب في استقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من لم يسبق لهم أن زاروا المغرب. منذ الإعلان عن البطولات المقبلة، أصبح الجميع مهتماً بالرياضة وكرة القدم. ونأمل أن يكون لبطولة السيدات نفس التأثير الذي تحققه بطولات الرجال".
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة بناء ملعب الحسن الثاني وحده 500 مليون دولار (365 مليون جنيه إسترليني)، وهو مبلغٌ هائلٌ بالنظر إلى أن بعض المجتمعات لا تزال تُعيد بناء نفسها بعد الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة الوسطى من المغرب عام 2023.
كما أن معدلات الضرائب المرتفعة، حيث يتجاوز إجمالي الدخل الفردي السنوي 180 ألف درهم (19,700 دولار أمريكي، 14,400 جنيه إسترليني) ويخضع لضريبة بنسبة 37 في المئة، تملأ خزائن البلاد وتساعد في تمويل مشاريع البنية التحتية.
وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن المغرب يفرض قيوداً على حرية التعبير، بما في ذلك من خلال تجريم انتقاد الإسلام، والملكية، والمؤسسات الرسمية. وعندما قامت بي بي سي بجولة في الرباط في وقت سابق من هذا العام، لم يكن أحد مستعداً للحديث رسمياً عن كيفية إنفاق الأموال العامة.
ويعود ذلك جزئياً إلى شغف الملك محمد السادس بكرة القدم والمشاريع المرتبطة بإعادة كأس العالم إلى أفريقيا لأول مرة منذ 20 عاماً.
ومع ذلك، في فبراير/ شباط، ألقى مسؤول نقابي باللوم على السياسات الحكومية في "توسيع الفجوة الاقتصادية" في البلاد، حيث أظهرت آخر إحصائية أن معدل البطالة بلغ 21.3 في المئة.
وقد فاز المغرب بألقاب شبابية في كرة القدم للرجال في السنوات الأخيرة، لكنه سيُحرز إنجازات كبيرة بفضل إنفاقه على تطوير كرة القدم إذا رفعت لبؤات الأطلس كأس أفريقيا للسيدات في الرباط في 26 يوليو/ تموز.
وقالت المهاجمة روسيلا أيان لبرنامج "أفريكا ديلي" على قناة بي بي سي: "خلال السنوات الأربع الماضية، أشعر أنني شهدتُ تحولاً في الاستثمار، وفي أخذ كرة القدم النسائية على محمل الجد، ليس فقط في المغرب، بل في جميع أنحاء أفريقيا أيضاً".
وأضافت: "المغرب يتصدر المشهد فعلاً. مركز كرة القدم في الرباط (مجمّع محمد السادس) يُعد على الأرجح من بين الأفضل في العالم".
وتتابع: "إنها مثل أي شيء في الحياة. إذا استثمرت وقتك وأموالك ومواردك، فإن الأمور ستتحسن بالتأكيد".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- شفق نيوز
المغربية غزلان شبّاك تنقذ سيدات الأطلس في كأس أمم أفريقيا للكرة النسائية
ارتدت غزلان شباك، قائدة فريق المغرب لكرة القدم النسائية، ثوب البطولة مرة أخرى ومنحت منتخب بلادها فوزاً هاماً على سيدات الكونغو الديمقراطية، الأربعاء، وسجلت ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراة انتهت بنتيجة 4-2، في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2024 (وافكون) التي تستضيفها المملكة المغربية. وتمتلك اللاعبة غزلان، التي ستبلغ 35 عاماً الشهر المقبل، تاريخاً حافلاً في بطولة وافكون، وفازت بجائزة أفضل لاعبة في البطولة الماضية، وفي البطولة الحالية صنفت على أنها أفضل لاعبة في المباراة الأخيرة. وفي المباراة الافتتاحية أنقذت غزلان فريقها سيدات الأطلس ضد زامبيا، وسجلت هدفا حاسماً من كرة لولبية من مسافة بعيدة قبيل نهاية المباراة، لتنتزع التعادل 2-2. وكانت المباراة الأخيرة صعبة أيضاً، حيث افتتح فريق سيدات الكونغو التسجيل مبكراً بهدف ميرفيل كانجينجا، في الدقيقة السادسة، ليصاب الجمهور المغربي في الملعب الأولمبي بالرباط بالتوتر والقلق، لكن غزلان ارتدت قميص الاحتراف وردت بهدفين خلال 19 دقيقة من الشوط الأول. واستمر تقدم سيدات الأطلس حتى الدقيقة 70 من عمر المباراة، قبل أن تدرك سيدات الكونغو التعادل بهدف فلافين ماويتي. لكن غزلان نجحت بعد ست دقائق فقط في إحراز هدف التقدم لتسجل ثلاثية (هاتريك) في شباك الكونغو، وقبيل انتهاء المباراة كسرت ياسمين مرابط، صمود سيدات الكونغو الديمقراطية ومحاولتهن إدراك التعادل، وسجلت الهدف الرابع من ركلة جزاء. وجاء فوز المغرب بعد فوز زامبيا "ملكات النحاس"، على السنغال بنتيجة 3-2 في وقت سابق من يوم الأربعاء، وهو ما يجعل زامبيا قريبة من الصعود إلى الدور الثاني مع المغرب، أما سيدات الكونغو فقد بات الخروج مؤكداً بعد تلقي هزيمتين الأولى من السنغال والثانية من المغرب. وستشهد الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة مواجهة المغرب للسنغال، ومباراة زامبيا مع الكونغو الديمقراطية، يوم السبت، حيث تنطلق المباراتان الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش. Backpage Pix وبفضل أدائها المميز في أول مباراتين بالبطولة، تجاوزت غزلان إجمالي أهدافها في نهائيات البطولة الماضية 2022، التي استضافتها المغرب أيضاً، والتي سجلت فيها ثلاثة أهداف في مرحلة المجموعات. وفرضت غزلان نفسها على الجميع بالأداء المميز، حيث تتفوق رشاقتها واتزانها في الاستحواذ على الكرة على أي لاعبة أخرى في الملعب، كما أنها تتمتع بمهارة التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب. وجاء هدفها الأول بعد أن قررت التراجع إلى المساحة الخالية داخل منطقة الجزاء مباشرة، بعد التحام زميلتها ابتسام جرايدي، مع لاعبة الكونغو إيمرود ماواندا، في ضربة رأس. وفي النهاية سقطت الكرة بشكل مثالي أمام غزلان، التي سددتها بقدمها اليمنى لتسكن شباك الحارسة فيدلين نغوي، في الدقيقة 25. وقبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، سجلت غزلان هدفها الثاني، بعد أن استغلت كرة مرتدة بطريق الخطأ من دفاع الكونغو. جاءت هذه الأهداف بعد أن تقدمت الكونغو في بداية المباراة عن طريقة النجمة كانجينغا، المحترفة في فريق سيدات باريس سان جيرمان الفرنسي، التي غابت عن مباراة فريقها الأولى التي خسرها أمام السنغال 4-0 بسبب الإيقاف، وجاء هدف الكونغو المبكر بسبب خطأ من حارسة مرمى المغرب خديجة الرميشي، التي ارتكبت خطأ أيضاً في هدف زامبيا الأول في المباراة الافتتاحية للبطولة. وكان على خديجة التصرف بشكل أفضل لصد تسديدة كانجينغا التي مرت من بين ساقي المدافعة نهيلة بنزينة وعبرت المرمى لتستقر في الشباك الجانبية. ويعاني دفاع المغرب من بعض الأخطاء، فالهدف جاء من الأساس بعد فقدان الكرة عن طريق عزيزة رباح، شريكة نهيلة في مركز قلب الدفاع، وهو ما يشير إلى إهمال في التحضير بالخط الخلفي، ما يعني أنه مازال هناك الكثر من الجهد أمام مدرب المغرب الفائز بكأس العالم خورخي فيلدا، لتحسين أداء الدفاع. الكونغوليات أقرب للخروج في ظل وجود اللاعبة غزلان يشعر الفريق المغربي بالثقة في إمكانية بلوغ الدور النهائي والثأر لهزيمته أمام جنوب أفريقيا في نهائي 2022. وأُقيمت المباراة الأخيرة في أجواء أكثر برودة من المباريات السابقة في البطولة، وحرصت الجماهير على حضور المباراة إذ تمّ نقلهم بالحافلات في الرباط، مما تسبب في فوضى مرورية قبل انطلاق المباراة. لكن الجماهير أصابها الدهشة بعد تسجيل الكونغو هدف البداية مبكراً، ثم تزايدت الدهشة والانبهار عندما فتحت اللاعبة البديلة ماويتي جسدها لتسجل هدف التعادل للفهود 2-2 بتسديدة دقيقة في منتصف الشوط الثاني، قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة. لكن سرعان ما عادت الطمأنينة للجماهير المغربية في الدقيقة 76، عندما أرسلت إيمان الغزواني تمريرة عرضية رائعة سجلتها غزلان في الشباك. ثم خلق أصحاب الأرض - الذين استحوذوا على الكرة بنسبة تقارب 70 في المئة خلال المباراة - فرصاً لحسم المباراة، وكان آخرها عندما تعرضت المهاجمة أنيسة لحماري لخطأ داخل منطقة الجزاء، فاحتسب الحكم الناميبي أنتسينو توانيانيوكوا، ركلة جزاء. وبعد خروج لاعبة تنفيذ الركلات الجزائية، سددت ياسمين مرابط، الكرة في الاتجاه المعاكس لحارسة المرمى الكونغولية، في الدقيقة 83. بينما أهدرت سناء مسعودي وأنيسة لحماري فرصتين ثمينتين لحسم النتيجة، لكن هذا الفوز أسعد الجماهير وضمن المنافسة للصعود قبل مباراة السنغال الهامة. أما بالنسبة للكونغو، تعني هذه النتيجة أنهم خسروا المباراتين الافتتاحيتين في بطولة أمم أفريقيا للسيدات لأول مرة. ونظراً للمشاكل خارج الملعب والنتائج على الأرض، فإن عودتهم إلى النهائيات بعد غياب دام 13 عاماً لم تكن سعيدة. وتحتاج سيدات الكونغو إلى الفوز على زامبيا بفارق كبير ليكون لديهن فرصة الدخول بين أفضل الفرق صاحبة المركز الثالث، وهو أمر يبدو مستبعداً بشدة. باندا تسجل مجدداً لزامبيا وفي مكان آخر، اقتربت زامبيا من حجز بطاقة التأهل لربع النهائي، بعد أن ساعدت ثنائية باربرا باندا، فريقها "ملكات النحاس" على العودة من التأخر والفوز على السنغال، على ملعب البشير بمدينة المحمدية. وتقدمت السنغال في البداية عن طريق اللاعبة نجوينار ندياي، التي راوغت حارسة المرمى وسجلت هدف في الدقيقة الخامسة، لكن باندا عادلت النتيجة بعد سبع دقائق. ثم وضعت راشيل كوندانانجي، الزامبيين في المقدمة بعد ست دقائق من بداية الشوط الثاني قبل أن تستغل باندا، كرة مرتدة لتجعل النتيجة 3-1 في الدقيقة 74. ثمّ قلصت نجوينار ندياي، الفارق للسنغال من ركلة جزاء قبل 10 دقائق من نهاية المباراة بعد تعرضها لعرقلة من نغامبو موسولي، لكن السنغال لم تتمكن من إدراك التعادل في الدقائق الأخيرة. ويتقاسم المغرب وزامبيا صدارة المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط، لكن زامبيا تتفوق بفارق الأهداف، بينما تحتل السنغال المركز الثالث بثلاث نقاط.


شفق نيوز
٣٠-٠٦-٢٠٢٥
- شفق نيوز
المغرب يعزز مكانته لتصدر كرة القدم الأفريقية والعالمية
لقد رسّخ المغرب مكانته كموطن لكرة القدم النسائية في أفريقيا. وخلال شهر يوليو/ تموز من هذا العام، سيسعى منتخبه الوطني إلى ترجمة طموحاته المتصاعدة إلى إنجازات داخل الملعب، بينما تواصل البلاد في تحقيق تقدم سريع بعيداً عن الملعب. المملكة تستضيف نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2024 (وافكون) في الفترة من 5 إلى 26 يوليو/ تموز، بعد أن احتضنت نسخة 2022، واختيرت أيضاً لتنظيم بطولة 2026. وهذا ليس سوى بداية الطريق فقط، إذ تستعد البلاد أيضاً لاستضافة بطولات رجالية بارزة في الأفق، وتستثمر مئات الملايين من الدولارات في مشاريع بنى تحتية ضخمة. المملكة الواقعة في شمال أفريقيا تضع نُصب عينيها مكانة مرموقة في كرة القدم على الصعيدين القاري والعالمي، بدعم واهتمام كبيرين من العاهل المغربي محمد السادس، المعروف بشغفه الكبير باللعبة. التحدي المقبل أمام لبؤات الأطلس هو تحسين نتيجتهن والظفر باللقب بعد الاكتفاء بالوصافة على أرضهن قبل ثلاث سنوات. ومع ذلك، قد تنعكس آثار هذه البطولة على كرة القدم النسائية وما وراءها لسنوات قادمة. قال مهدي القيشوري، مدرب نادي الفتح الرباطي للسيدات، لبي بي سي سبورت أفريقيا: "ستُلهب بطولة وافكون القادمة الحماس أكثر من أي وقت مضى. وقد تُحفز الفتيات الصغيرات على بدء اللعب رسمياً أو الحلم بالاحتراف، ولمَ لا، يوماً ما، للانضمام إلى منتخبنا الوطني". دفعة قوية لكرة القدم المحلية ويتدرب نادي الفتح الرباطي على ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي استقطب رقماً قياسياً أفريقياً من الحضور الجماهيري بلغ 50 ألف متفرج في نهائي كأس أمم أفريقيا 2022، حيث خسر المغرب أمام جنوب أفريقيا بنتيجة 2-1. وأنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الرابع ضمن الدوري المغربي لكرة القدم النسائية، في حين حصد غريمه في العاصمة، فريق الجيش الملكي، لقبه الثاني عشر. ورغم هيمنة نادي الجيش حالياً، يتوقّع المهدي القيشوري، مدرب الفتح، أن المنافسة ستشتد مستقبلاً. وقال: "هناك إرادة من النادي، ومن الدولة بأكملها، ومن جلالة الملك لتطوير كرة القدم النسائية في المغرب. المشروع لا يزال في بداياته، لكن الطموح حاضر بقوة". وأضاف: "المزيد من الأندية بدأت بفتح فِرَق نسائية، وهذا عنصر قوة كبير". وتقول حارسة مرمى الفتح الرباطي، كوثر بن طالب، التي ساهمت في تتويج المغرب بطلاً قارياً لكرة الصالات هذا العام، إن كرة الصالات النسائية تشهد نمواً ملحوظاً. وأضافت: "كرة القدم النسائية لم تكن تلقى أي اهتمام في السابق. واستضافة المغرب للبطولات، سواءً للنساء أو الرجال، سيدفعنا للأمام". وتابعت: "الأجيال الصاعدة تملك اليوم كل ما تحتاجه من بنية تحتية ودعم لتطوير نفسها. أنصحهن بالاستفادة الكاملة من كل ما هو متاح، لأنهن وحدهن من سيستفيد". البلاد تشهد تحوّلاً كبيراً وستنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب في ديسمبر/ كانون الأول، وتُستثمر مبالغ طائلة في مشاريع البنية التحتية، في الوقت الذي تستعد فيه المملكة للمشاركة في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030. وتخطط البلاد لزيادة سعة مطاراتها من 38 مليون مسافر (بنهاية عام 2024) إلى 80 مليون مسافر خلال السنوات الأربع والنصف المقبلة، مع العمل أيضاً على توسيع شبكة قطاراتها فائقة السرعة إلى مراكش وجنوباً إلى أغادير. كما تشهد 45 منشأة رياضية، ما بين ملاعب ومراكز تدريب، عمليات توسعة أو تأهيل، أبرزها بناء ملعب الحسن الثاني قرب الدار البيضاء، والذي سيستوعب 115 ألف متفرج، كأكبر مشروع من نوعه في البلاد. وقال أحد زوار سوق الرباط لبي بي سي: "المغرب ليس كما كان في السابق، إنه يتطور بوتيرة متسارعة للغاية". وأضاف: "لقد بنوا مشاريع متعددة وتأكدوا من جاهزية البنية التحتية. والآن، يجري العمل على قدم وساق، لذا سيكون كل شيء جاهزاً في الوقت المحدد لكأس الأمم الأفريقية وكأس العالم إن شاء الله". وسيكون لقطاع الضيافة نصيب من هذا الحراك. قال ديفيد أزويلوس، صاحب دار ضيافة في العاصمة: "نرغب في استقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من لم يسبق لهم أن زاروا المغرب. منذ الإعلان عن البطولات المقبلة، أصبح الجميع مهتماً بالرياضة وكرة القدم. ونأمل أن يكون لبطولة السيدات نفس التأثير الذي تحققه بطولات الرجال". ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة بناء ملعب الحسن الثاني وحده 500 مليون دولار (365 مليون جنيه إسترليني)، وهو مبلغٌ هائلٌ بالنظر إلى أن بعض المجتمعات لا تزال تُعيد بناء نفسها بعد الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة الوسطى من المغرب عام 2023. كما أن معدلات الضرائب المرتفعة، حيث يتجاوز إجمالي الدخل الفردي السنوي 180 ألف درهم (19,700 دولار أمريكي، 14,400 جنيه إسترليني) ويخضع لضريبة بنسبة 37 في المئة، تملأ خزائن البلاد وتساعد في تمويل مشاريع البنية التحتية. وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن المغرب يفرض قيوداً على حرية التعبير، بما في ذلك من خلال تجريم انتقاد الإسلام، والملكية، والمؤسسات الرسمية. وعندما قامت بي بي سي بجولة في الرباط في وقت سابق من هذا العام، لم يكن أحد مستعداً للحديث رسمياً عن كيفية إنفاق الأموال العامة. ويعود ذلك جزئياً إلى شغف الملك محمد السادس بكرة القدم والمشاريع المرتبطة بإعادة كأس العالم إلى أفريقيا لأول مرة منذ 20 عاماً. ومع ذلك، في فبراير/ شباط، ألقى مسؤول نقابي باللوم على السياسات الحكومية في "توسيع الفجوة الاقتصادية" في البلاد، حيث أظهرت آخر إحصائية أن معدل البطالة بلغ 21.3 في المئة. وقد فاز المغرب بألقاب شبابية في كرة القدم للرجال في السنوات الأخيرة، لكنه سيُحرز إنجازات كبيرة بفضل إنفاقه على تطوير كرة القدم إذا رفعت لبؤات الأطلس كأس أفريقيا للسيدات في الرباط في 26 يوليو/ تموز. وقالت المهاجمة روسيلا أيان لبرنامج "أفريكا ديلي" على قناة بي بي سي: "خلال السنوات الأربع الماضية، أشعر أنني شهدتُ تحولاً في الاستثمار، وفي أخذ كرة القدم النسائية على محمل الجد، ليس فقط في المغرب، بل في جميع أنحاء أفريقيا أيضاً". وأضافت: "المغرب يتصدر المشهد فعلاً. مركز كرة القدم في الرباط (مجمّع محمد السادس) يُعد على الأرجح من بين الأفضل في العالم". وتتابع: "إنها مثل أي شيء في الحياة. إذا استثمرت وقتك وأموالك ومواردك، فإن الأمور ستتحسن بالتأكيد".


الزمان
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
المغرب يطلق مشروع الخط الثاني للقطار الفائق السرعة
الرباط (أ ف ب) – أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس الخميس أشغال تشييد الخط الثاني للقطار الفائق السرعة، استعدادا للتنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. سيربط هذا الخط مدينتي القنطيرة (غرب) ومراكش (وسط) على طول 430 كيلومترا، مكلفا 53 مليار درهم (5,7 مليارات دولار)، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المغربية. وهو امتداد للخط الأول من نوعه في إفريقيا، الذي يربط منذ العام 2018 مدينتي طنجة (شمال) والدارالبيضاء (غرب). وترأس الملك حفل إطلاقه في محطة القطار الرباط-أكدال. تراهن المملكة على كأس العالم 2030 لتطوير بناها التحتية، من خلال استثمارات في السكك الحديد والطرق وتوسيع مطارات، فضلا عن المنشآت الرياضية والاتصالات. سيصل الشطر الثاني للقطار الفائق السرعة طنجة بمراكش في ساعتين و40 دقيقة، باقتصاد يتجاوز ساعتين، وفق معطيات رسمية. كما سيربط مطاري الرباط والدارالبيضاء بملعب بنسليمان المجاور، الذي يرتقب إتمام بنائه في العام 2027. وهو جزء من برنامج أضخم 'للاستجابة للزيادة المتوقعة في حركة المسافرين بحلول سنة 2030″، وفق ما أوضحت وكالة الأنباء المغربية. يشمل هذا البرنامج شراء 168 قطارا بقيمة 29 مليار درهم (نحو 3 مليارات دولار)، منها 18 قطارا فائق السرعة من شركة ألستوم الفرنسية، بالإضافة إلى اقتناء 110 قطارات نقل بين المدن وضواحيها من الشركة الكورية الجنوبية هيونداي روتم، وصفقة ثالثة مع الشركة الإسبانية كونستركسيونيس إي أوكسير دي فيريروكاريلوس لتصنيع 40 قطارا للربط بين المدن. يتضمن البرنامج أيضا تطوير صناعة محلية تشمل على الخصوص إنشاء مصنع للقطارات وللصيانة، 'بمعدل اندماج محلي يزيد عن 40 بالمئة'، وتأمين 'عدة آلاف من مناصب العمل'. وكان أعلن عن اتفاق بشأن صفقة القطارات الفائقة السرعة مع شركة ألستوم لأول مرة، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط نهاية تشرين الأول/أكتوبر. وكانت جزءا من عدة صفقات واستثمارات فرنسية مغربية أتاحها إعلان ماكرون اعتراف بلاده بسيادة الرباط على إقليم الصحراء الغربية، المتنازع عليه مع جبهة بوليساريو مدعومة من الجزائر. وقال الوزير الفرنسي المنتدب في التجارة الخارجية لوران سان مارتان الذي حضر حفل إطلاق الخط الثاني للقطار الفائق السرعة، لوكالة فرانس برس 'إنها لحظة مؤسسة تعبر بشكل ملموس عن مرحلة جديدة لنقل الخبرات بين فرنسا والمغرب'.