logo
دمج الذكاء الاصطناعي في مناهج الإمارات: دور الأسرة في بناء جيل رقمي واعٍ ومتوازن

دمج الذكاء الاصطناعي في مناهج الإمارات: دور الأسرة في بناء جيل رقمي واعٍ ومتوازن

خليج تايمزمنذ 9 ساعات

في إطار سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تكون رائدة عالمياً في تطوير الذكاء الاصطناعي، سيُحدث توجه تعليمي جديد ثورةً في عالم التعلم، مما سيؤثر على الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء. وبدءاً من العام الدراسي 2025-2026، سيتم دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، بما يشمل المفاهيم الأساسية والاعتبارات الأخلاقية وتطبيقاتها العملية. وتضع هذه الخطوة دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة الأخرى، مثل الصين، التي تُطبّق أيضاً تعليم الذكاء الاصطناعي في مرحلة مبكرة.
بالنسبة للآباء والأمهات في الإمارات العربية المتحدة، يُمثل هذا فرصةً مثيرةً وتحدياً فريداً في آنٍ واحد. فبينما سيُشكل الذكاء الاصطناعي، بلا شك، مستقبل أطفالهم، قد يشعر الكثير من البالغين أنهم يحاولون مواكبة التكنولوجيا. ومع فرض منهج الذكاء الاصطناعي، يُطرح سؤالٌ جوهري: كيف يُمكن للآباء والأمهات دعم أطفالهم بفعالية وخوض غمار هذا المجال الجديد من تعليم الذكاء الاصطناعي وأدوات التكنولوجيا التعليمية؟ هذا هو جوهر "التربية الذكية" في عصر الذكاء الاصطناعي.
تقول أبها مالباني نايسميث، وهي أم لطفلين وخبيرة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي ومُتخصصة في المحتوى والعلامات التجارية، ومقيمة في دبي: "بصفتي أماً ومُؤيدة للذكاء الاصطناعي، يُعدّ إدخال الذكاء الاصطناعي منذ سن الرابعة أمراً ضرورياً ويأتي في الوقت المناسب. ينشأ أطفالنا في عالمٍ يُعيد تشكيله الذكاء الاصطناعي. إن تعليم مهارات الذكاء الاصطناعي يضمن ألا يكونوا مجرد مستخدمين سلبيين، بل مبدعين مُلِمّين ومسؤولين، ومُحلّلين للمشاكل، مُؤهّلين للنجاح في مستقبلٍ مُتكاملٍ مع الذكاء الاصطناعي".
فهم المنهج الدراسي
سيكون المنهج الدراسي الجديد في دولة الإمارات العربية المتحدة شاملاً، ويهدف إلى توفير فهم عميق للذكاء الاصطناعي. ويشمل التوعية الأخلاقية والتطبيقات العملية، وليس فقط البرمجة أو الروبوتات. ينبغي على أولياء الأمور التعرّف على أساسيات مفاهيم الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي وآثاره الأخلاقية، للمشاركة في حوارات هادفة مع أطفالهم ودعم تعلمهم.
تقول الدكتورة نعومي تايريل، مدربة ومستشارة في الذكاء الاصطناعي وأم لطفلين: "غالباً ما يتعلم الأطفال استخدام التقنيات الجديدة أسرع من الأهل، وهذا يفتح المجال للتعلم بين الأجيال. لكن يبقى الأهم هو الاستخدام الآمن والأخلاقي؛ لذا من الضروري مناقشة استخدام الذكاء الاصطناعي وأبعاده الأخلاقية إلى جانب السلامة على الإنترنت. لا يجب أن يعتمد الأهل كلياً على المدارس لإبلاغ الأطفال بجميع المخاطر."
التفاعل مع الأطفال حول الذكاء الاصطناعي
مشاركة الوالدين أساسية. من خلال مناقشة مفتوحة لما يتعلمه الأطفال في صفوف الذكاء الاصطناعي، يمكننا الاستفسار عن المشاريع والأدوات، وما يجدونه مثيراً للاهتمام أو صعباً. ولأن الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر، يجب أن يكون هذا الحوار مستمراً. يمكن للوالدين تشجيع الأسئلة، واستكشاف الموارد الإلكترونية معاً، وجعلها تجربة تعليمية مشتركة. هذا يعزز التعلم المدرسي ويقوي الرابطة بين الوالدين والطفل.
تُشير مالباني نايسميث إلى أن "إدخال الذكاء الاصطناعي في المدارس لا يعني بالضرورة زيادة وقت استخدام الشاشات. بل يتعلق الأمر بالتعرض المناسب للعمر الذي يُنمّي الفضول والتفكير النقدي والاستخدام المسؤول. يجب على الآباء إدارة وقت استخدام الشاشات خارج المدرسة، بما يضمن فصل الأطفال عن الأجهزة الإلكترونية، واللعب والاستكشاف وبناء تجارب واقعية". كما تقترح التركيز على وقت استخدام الشاشات "القيّم" الذي يتضمن استخدام الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات، أو بناء الإبداع، أو التعبير عنه.
الملاءمة العمرية ومراحل النمو
توضح الدكتورة تايريل قائلة: "يجب أن يكون دعم الوالدين مناسباً لأعمار الأطفال وقدراتهم. إن تنمية الوعي بأنواع ونماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة سيساعد في دعم تعلم الأطفال. يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي الوصول الفوري إلى المعرفة". يختلف ما يحتاجه طفل الروضة للتعلم اختلافاً كبيراً عن طفل الصف الثاني عشر. يجب على الوالدين فهم نطاق كل مرحلة والدعوة إلى إنشاء منهج دراسي متوازن. يمكن مناقشة أي مخاوف بشأن التعقيد أو اختلاف المناهج مع المدرسة.
التطبيقات الواقعية والتعلم المنزلي
من نقاط قوة مناهج دولة الإمارات العربية المتحدة تركيزها على "تطبيقات واقعية" للذكاء الاصطناعي. قد يتعلم الأطفال كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، أو النقل، أو الحفاظ على البيئة. يمكن للآباء تعزيز هذه المفاهيم في المنزل. على سبيل المثال، مناقشة كيفية استخدام الأجهزة الذكية للذكاء الاصطناعي، واستكشاف التطبيقات التي تعمل به معاً، أو حتى إجراء تجارب بسيطة متعلقة به. إن تشجيع الأطفال على التفكير النقدي في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتهم اليومية يمكن أن يعمق فهمهم. تقول الدكتورة نعومي تايريل: "لتحسين تعلم الأطفال للذكاء الاصطناعي، يجب على الآباء التعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة - ومعرفة ما يجيدونه وما لا يجيدونه! إن تعلم كيفية عمل أدوات الذكاء الاصطناعي - حتى في أبسط مستوياتها - يمكن أن يكون مفيداً لدعم تعلم الأطفال، حيث من المرجح أن يطرحوا أسئلة".
تقول أبها مالباني نايسميث: "المسؤولية لا تقع على عاتق المدارس فحسب، بل تقع علينا كآباء وأمهات لنتعلم مع أطفالنا. علينا أن نكون على اطلاع دائم، وأن نفهم الأدوات التي يتعلمونها، وأن نخلق التوازن المناسب للاستخدام في المنزل. هذا يعني إعادة النظر في عاداتنا في استخدام الشاشات، وطرح الأسئلة الصحيحة على المدارس حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. ولا يكفي أن نستخدم الذكاء الاصطناعي فحسب، بل علينا أيضاً أن نعمل على تعزيز ثقافتنا في مجال الذكاء الاصطناعي - قدرتنا على فهمه واستخدامه والتفاعل معه بشكل نقدي وهادف ومسؤول".
موازنة التكنولوجيا والأساليب التقليدية
مع أن الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم يُتيحان فرصاً عظيمة، إلا أن الحفاظ على التوازن أمرٌ بالغ الأهمية. فالاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يُعيق جوانب نمو أخرى. يجب أن نضمن استمرار مشاركة الأطفال في أساليب التعلم التقليدية، مثل قراءة الكتب الورقية والكتابة اليدوية والتفاعل المباشر.
تقترح الدكتورة تايريل إعداد الأطفال للتغيير من خلال مناقشة تطور التكنولوجيا. "استكشفوا إمكانيات الذكاء الاصطناعي وما يعنيه لعائلتكم ومجتمعكم والعالم. ناقشوا معاً القضايا المهمة، مثل إمكانية الوصول، والآثار البيئية، والمخاوف الأخلاقية."
كما تنصح باستخدام أدوات الرقابة الأبوية، والحد من وقت استخدام الشاشة، وتشجيع الأنشطة الأخرى خارجها. كما تحذر من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، الذي قد يُضعف مهاراتنا، ويؤثر سلباً على تفاعلاتنا الاجتماعية في الحياة الواقعية.
الثقافة الرقمية والوعي الأخلاقي
الثقافة الرقمية مهارة لا غنى عنها. يجب على الآباء إعطاء الأولوية لتعليم أبنائهم كيفية استخدام الإنترنت بأمان ومسؤولية. يشمل ذلك فهم السلامة على الإنترنت، وحماية المعلومات الشخصية، وكشف المعلومات المضللة. مع إدراج "الوعي الأخلاقي" في مناهج الذكاء الاصطناعي، ينبغي على الآباء إشراك أبنائهم في نقاشات حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وخصوصية البيانات، والتحيزات المحتملة في أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذه نقاشات بالغة الأهمية ستُشكل كيفية تفاعل الجيل القادم مع التكنولوجيا، والأهم من ذلك، أنها تشجع على التفكير النقدي وفهم كيفية استخدام بياناتنا، وحل مشكلات الخصوصية، وغيرها.
اختيار التكنولوجيا التعليمية الموثوقة
مع هذا الكم الهائل من التطبيقات التعليمية والأدوات الرقمية، قد يشعر الأهل بالإرباك. لذا من المهم أن يتحلوا بالحكمة في اختيار أدوات التكنولوجيا التعليمية، ويمكنهم الاستفادة من آراء المعلمين وأولياء الأمور الآخرين. وقد أظهرت مدارس بريطانية في كامبريدجشير وميدلسكس، شاركت في برنامج تجريبي للذكاء الاصطناعي، تحسناً ملحوظاً في ثقة الطلاب ومشاركتهم، بعد استخدامهم لبرنامج كتابة متطور يُدعى "Writer's Toolbox". وعلى الرغم من بعض التحفظات لدى المعلمين بشأن أهمية إتقان الكتابة اليدوية، إلا أن البرنامج يواكب مستوى الطالب الفردي وليس فقط سنّه، ويقدم ملاحظات فورية، مما عزز ثقة الطلاب وتحفيزهم – خاصة بين الذكور. ويقول مؤسس البرنامج، الدكتور إيان هانتر، إن النتائج الأولية مشجعة، وإنه عند تصميم أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة للتعليم، يمكنها أن تعزز دور المعلم وتوفر تجربة تعلم مخصصة على نطاق واسع.
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم أدوات فعّالة لدعم أنماط التعلم المتنوعة، لا سيما عندما تُقدّم المنصات تجارب تعليمية مُخصّصة، تتكيّف مع وتيرة الطفل وتفضيلاته في التعلّم. تقول الدكتورة نعومي تايريل: "يمكن القول إنّ أدوات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم تُتيح تكافؤ الفرص في التعليم. فميزات مثل الترجمة الفورية، والتعرّف على الكلام، والترجمة النصية تُحسّن إمكانية الوصول للطلاب ذوي الاحتياجات اللغوية أو المعرفية الإضافية".
المخاوف والمفاهيم الخاطئة
تُسلّط مالباني نايسميث الضوء على ضرورة توجيه الأطفال لاستخدام الذكاء الاصطناعي بحكمة، وتنمية مهاراتهم الشخصية، كالتعاطف والتفكير النقدي. ستُؤثّر أجندة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الفرص المستقبلية. ومن خلال تبني تعليم الذكاء الاصطناعي، تُهيئ الدولة شبابها لمهن المستقبل. ويمكن للآباء دعم ذلك من خلال تعزيز عقلية التعلم المستمر والقدرة على التكيف.
تختتم الدكتورة نعومي تايريل حديثها قائلةً: "من المخاوف الشائعة لدى الآباء والأمهات بشأن الذكاء الاصطناعي في التعليم أنه سيحل محل المعلمين، ويحد من التفكير النقدي، ويمس خصوصية البيانات، أو يعرض الأطفال لمحتوى متحيز أو غير لائق. قد يخشى البعض من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيجعل التعلم غير شخصي، أو أن يصبح الأطفال معتمدين بشكل مفرط على التكنولوجيا والشاشات. لمعالجة هذه المخاوف، من المهم التأكيد على أن أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بالطريقة الصحيحة يمكن أن تُعزز لا أن تحل محل الأساليب التقليدية - فهي يمكن أن توفر دعماً أكثر ملاءمةً وتوفر وقتاً لتفاعل أكثر جدوى مع المعلمين والأقران. لا يتم تجاهل الأخلاقيات والمخاطر - فالمعلمون والمطورون يدمجون بشكل متزايد الضمانات الأخلاقية، وحماية خصوصية البيانات، والوعي بالتحيز في أدوات الذكاء الاصطناعي - لأنهم يدركون أن عليهم ذلك! يمكن للآباء والأمهات لعب دور رئيسي من خلال البقاء على اطلاع، وتوجيه استخدام أطفالهم للذكاء الاصطناعي بمسؤولية، والحفاظ على حوار مفتوح مع المدارس والأطفال حول كيفية استخدام هذه الأدوات لتعزيز التعلم البشري، بدلاً من استبداله."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«زايد العليا» و«باحثي الإمارات» يطلقان مجلتين في مجالات التأهيل وعلم النفس التطبيقي
«زايد العليا» و«باحثي الإمارات» يطلقان مجلتين في مجالات التأهيل وعلم النفس التطبيقي

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

«زايد العليا» و«باحثي الإمارات» يطلقان مجلتين في مجالات التأهيل وعلم النفس التطبيقي

أعلنت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، إطلاق «المجلة العلمية الدولية لدراسات التأهيل والإعاقة» و«المجلة الإماراتية العلمية لعلم النفس التطبيقي»، وذلك ضمن شراكة استراتيجية، ورؤية مشتركة تهدف إلى تعزيز المعرفة المتخصصة في مجالات التأهيل والصحة النفسية، وتوفير منصات بحثية رصينة تسهم في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً للإنتاج العلمي المبتكر. وتخضع المجلّتان لمعايير مراجعة علمية صارمة أمام لجان تحكيم متخصصة من الخبراء والأكاديميين، كما تم اعتمادهما وفهرستهما في قواعد بيانات دولية مرموقة. وشهدت المجلّتان تفاعلاً واسعاً منذ الإعلان عنهما، حيث تلقّى المركز أكثر من 134 مشاركة بحثية، وسيتم نشر أكثر من 20 ورقة بحثية علمية كاملة، إلى جانب مشاركة أكثر من 100 مساهمة علمية وبحثية إضافية، قيد المراجعة حالياً. وتُعدّ المجلتان امتداداً لجهود علمية مشتركة سابقة، أبرزها إطلاق قاموس علم النفس الإماراتي - الروسي بلغات عدة، وتطوير تطبيق «GPT» المتخصّص في علم النفس، إضافة إلى الانتهاء من النسخة الفرنسية من القاموس، ليصبح متاحاً بأربع لغات مختلفة، بما يُسهّل الوصول إلى الباحثين والخبراء من المنطقة وأوروبا، ويُعزّز التبادل العلمي بين الثقافات. وسجّل الموقع الإلكتروني لهذه المبادرات أكثر من خمسة ملايين مشاهدة، فيما بلغ عدد زيارات وقراءات القاموس أكثر من 100 ألف زيارة حتى الآن. وأكد الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، عبدالله عبدالعالي الحميدان، أن المعرفة المتخصصة والبحث العلمي هما حجر الأساس في تطوير منظومات الرعاية والتأهيل. وقال الأمين العام للمركز، الدكتور فواز حبّال، إن هذه المبادرات تأتي استجابة لحاجات مجتمعية مُلحّة بمجالات محورية في تحسين جودة الحياة.

«محمد بن راشد للابتكار الحكومي» يُطوّر أدوات تنظيم تصميم التفكير والابتكار
«محمد بن راشد للابتكار الحكومي» يُطوّر أدوات تنظيم تصميم التفكير والابتكار

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

«محمد بن راشد للابتكار الحكومي» يُطوّر أدوات تنظيم تصميم التفكير والابتكار

طوّر مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، بالتعاون مع مجلس التصميم في المملكة المتحدة، النسخة العربية من «حزمة أدوات التصميم النظامي» التي أطلقها المجلس حديثاً، وتضم 11 أداة ابتكارية تنظم عملية تصميم التفكير والحلول الابتكارية، وتسهم في تمكين الأفراد والحكومات من إيجاد حلول أكثر شمولاً واستدامة للتحديات العالمية. وتهدف حزمة أدوات التصميم النظامي إلى تعزيز التفكير المنهجي المنظم، وتشجيع الأفراد على تبني حلول إبداعية للتحديات الأكثر إلحاحاً وتداخلاً على المستوى العالمي، مثل التغير المناخي والتخطيط الحضري والخدمات العامة، بممارسات أكثر مرونة وتنظيماً، تضمن التنفيذ والأثر الفعال، والاستفادة القصوى من المشاريع الابتكارية. وتغطي الحزمة ستة محاور تمثل الإطار العام للأدوات، تشمل التوجّه والرؤية، وتقوم على تحديد الاتجاه الاستراتيجي وصياغة مستقبل واضح، والاستكشاف الذي يركّز على فهم النظام الحالي وتحليل التحديات من جذورها، وإعادة الصياغة بهدف تحديد التحديات من منظور جديد، واستحداث وتطوير حلول مبتكرة قابلة للاختبار والتطبيق، والتحفيز لتعزيز التعاون المجتمعي عبر سرديات ملهمة، والمواصلة لضمان استدامة الحلول وتوسيع نطاق تأثيرها. وأكدت مدير مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، عبير تهلك، أن تطوير حزمة أدوات التصميم النظامي في نسختها العربية يأتي ضمن جهود المركز لدعم توجهات حكومة دولة الإمارات في تطوير الأدوات والمنهجيات المبتكرة التي تمكّن الأفراد والمجتمعات والحكومات من إطلاق الأفكار الإبداعية الشاملة والمستدامة، بما يجسد رؤية «نحن الإمارات 2031»، الهادفة إلى تطوير بيئة داعمة للابتكار تحفز بناء قدرات الأفراد، وترسخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار.

بوابة النجوم الإماراتية (4)
بوابة النجوم الإماراتية (4)

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

بوابة النجوم الإماراتية (4)

جاءت القواعد الاستراتيجية والاستثمارية القوية واسعة النطاق في القطاعات بالغة الحيوية بالذكاء الاصطناعي عبر «إم جي إكس»، نتيجة لجهود شركة «G42» التي أصبحت محركاً رئيساً وشركة عالمية رائدة في مجال الـ«AI»، لتشمل عملياتها مجالات الحوسبة السحابية، ومراكز البيانات المتقدمة وتطبيقات الـ«AI» المتخصصة، بدءاً من الخدمات المالية إلى المدن الذكية، بما في ذلك القطاعات الطبية. وشركة «مبادلة» لها دور تاريخي تحولي في مسيرة شركة «إيه إم دي»، وأسست شركة «غلوبال فاوندريز»، الشركة الرائدة عالمياً في مجال تصنيع أشباه الموصلات، فضلاً عن كونها مستثمراً رائداً في مجال البرمجيات وعلوم الحياة والتجارة الجديدة. لقد أثمرت شراكة «مبادلة» و«G42» في تطوير «الخزنة» كشركة عالمية رائدة في مجال البنى التحتية لمراكز البيانات، وإطلاق «M42»، الشركة الرائدة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية وعلوم الحياة في المنطقة، و«Space42»، إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الجغرافية المكانية في العالم، وإنجازات وغيرها، لصناعة سلسلة من قصص النجاح منقطعة النظير التي تستحق التوثيق والسرد. ومع الانتقال للتعامل مع الكبار، مثل الشريكين الرئيسين لمشروع «ستارغيت»، «سوفت بنك» المختصة في المسؤولية المالية، و«أوبن إيه آي» المختصة في المسؤولية التشغيلية، مع شركاء آخرين مثل «مايكروسوفت»، و«إنفيديا»، و«أوراكل»، والبداية من تكساس في أميركا، لتؤدي كل الطرق إلى أبوظبي. وتأتي خطط إنشاء مزيد من الفروع الجامعية نتيجة مهمة لتعزيز البحث العلمي واستدامته، وليس أفضل من وجود جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتكون الشريك الأكاديمي الإماراتي القادم مع بقية مؤسسات التعليم العالي الوطنية، لمواصلة واستدامة بناء وتطوير الـ«AI»، لما فيه خير البشرية جمعاء، عبر البحوث والدراسات الضرورية للحد من الأخطار الكامنة والصريحة لـ«AI»، وتطوير الضوابط الأخلاقية الضامنة لعدم تحوله من أداة تعزز جودة الحياة والسعادة، إلى خطر وجودي ضد البشرية. فالبعض يتناسى ما رسمته أفلام خيال علمي عدة عن سطوة الـ«AI»، ومن أبرز هذه الأفلام «Terminator»، سلسلة أفلام خيال علمي صدرت منذ عام 1984، إخراج جيمس كاميرون، وكتابته مع غيل آن هيرد، عن قاتل آلي أُرسل عبر الزمن من المستقبل لعام 1984 لاغتيال امرأة سينقذ ابنها - الذي لم يولد بعد - البشرية من الانقراض على يد «سكاي نت»، وهو ذكاء اصطناعي مُعادٍ للبشرية في مستقبل ما بعد نهاية العالم. نؤمن بأن الشراكة الجديدة بالغة الأهمية لما فيه خير البشرية، مع أهمية التركيز على الجانب الأخلاقي وتطوير الضوابط اللازمة لحماية البشرية لأجيال مقبلة، وتمكين المبدعين من اكتشاف كيفية الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، للارتقاء بالبشرية وحمايتها. *مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store