
فشل 'إسرائيل' في حسم الصراع مع إيران والسيطرة على الشرق الأوسط ، بقلم : عمران الخطيب
فشل 'إسرائيل' في حسم الصراع مع إيران والسيطرة على الشرق الأوسط ، بقلم : عمران الخطيب
رغم نجاح 'إسرائيل' في توجيه الضربة الأولى ضد إيران، وتحقيق نتائج غير متوقعة لعدة أسباب، أهمها:
• الدعم والإسناد العسكري والاستخباراتي وتكنولوجيا المعلومات من قبل رونالد ترامب، رئيس الإدارة الأمريكية،
• إضافة إلى الجغرافيا المفتوحة من مختلف الاتجاهات، إضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران.
فإن الأخطر من ذلك هو الاختراق الأمني الكبير داخل إيران، والذي بدأ بشكل خاص منذ عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وتواصلت سلسلة الاغتيالات داخل طهران وعدد من المحافظات الإيرانية.
هذا الخلل الأمني لم يُعالَج خلال السنوات الماضية، بل تكرر خلال تفجير طائرة الرئيس الإيراني السابق ووزير الخارجية، ثم في عملية اغتيال عدد من قيادات المقاومة، بينهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تم إغتباله في العاصمة الإيرانية طهران.
ورغم تهديدات وتهويل بنيامين نيتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، فإن الاستعدادات الإيرانية لم تكن على المستوى المطلوب، خصوصًا أمنيًا. ومع هذا الإخفاق الظاهر، نجحت إيران في امتصاص الضربة الأولى، وردّت بقوة عبر مسيرات وصواريخ استهدفت عمق الكيان الصهيوني، محققة أهدافًا استراتيجية أصابت 'إسرائيل' بالتخبط، ودفعها للاستجداء العلني من ترامب للتدخل العسكري المباشر.
تحت ذريعة امتلاك إيران لقدرات تخصيب قد تؤدي إلى إنتاج سلاح نووي، استجابت إدارة ترامب، ووجهت ضربات محدودة لثلاثة مواقع محصنة تحتوي على اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي، لكن ذلك تم دون العودة إلى الكونغرس الأمريكي أو تفويض من مجلس الأمن الدولي.
ورغم تلك الضربات، لم تتمكن الإدارة الأمريكية من التورط عسكريًا بشكل مباشر أو واسع، وذلك بسبب حكمة القيادة الإيرانية في التعامل مع الأزمة، والتي تجلّت في:
• عدم إغلاق مضيق باب المندب، لتفادي تعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية،
• تجنب إعطاء الذرائع لتحميل إيران مسؤولية الانهيار في حركة التجارة الدولية.
وفي المقابل، أطلقت إيران دفعات من الصواريخ الباليستية، غير مسبوقة الاستخدام، استهدفت مواقع استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، مما خلق حالة من الذعر الداخلي، وأدخل 'إسرائيل' في دوامة قد تؤدي إلى انهيار شامل إذا استمر التصعيد.
تجلّى النفاق السياسي في استجداء نيتنياهو وحكومته والكنيست للاستمرار في الدعم الأمريكي، بعدما كشفت الردود الإيرانية هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية.
اللافت أن الضربات الإيرانية لم تطَل القواعد الأمريكية في الخليج، مما منع اتساع رقعة الحرب إلى مواجهة شاملة، وفتح المجال أمام عودة الجميع إلى طاولة المفاوضات.
أما 'إسرائيل'، فهي تبحث الآن عن مخرج ينقذ ماء الوجه من الحرب بعد الصدمة الميدانية التي خلّفتها الصواريخ الإيرانية المتواصلة.
ورغم حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بإيران، إلا أنها لم تنهزم استراتيجيًا، بل أثبتت وجودها الإقليمي بقدرة الردع العسكري.
في المقابل، شعرت 'إسرائيل' وللمرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973، بخطر وجودي حقيقي، وبدأت تفقد توازنها السياسي والعسكري.
لقد خسرت الكثير، وانكشفت حقيقتها أمام العالم، وهي فعلاً كبيت العنكبوت.
اليوم، 'إسرائيل' في أمسّ الحاجة لوقف إطلاق النار، وسقوط نيتنياهو بات وشيكًا، أمام الصبر الاستراتيجي الإيراني.
عمران الخطيب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
مسؤول أميركي: الرد الإيراني قد يأتي خلال يوم أو يومين
واشنطن- معا- نقلت وكالة رويترز، اليوم الاثنين، عن مسؤوليْن أميركيين أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران قد تشن قريبا هجمات انتقامية على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، ردا على قصف منشآتها النووية الرئيسية. وقال أحد المسؤوليْن للوكالة -مشترطا عدم نشر اسمه- إن الهجمات الإيرانية قد تأتي خلال يوم أو يومين. وفي تلك الأثناء، لا تزال الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي يدفع طهران للعدول عن أي هجوم، وفقا لما نقلته الوكالة. من جانبه، أكد رئيس الأركان الإيراني عبد الرحيم موسوي اليوم أن بلاده سترد "على الخطأ الأميركي بحزم وبما يتناسب مع فعل المعتدي". وقال إن "ترامب انتهك سيادتنا وهاجم 3 نقاط بأرضنا وتسبب في أضرار وهذا لن يمر دون رد". وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان تدخلها المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، شنّت الولايات المتحدة، فجر أمس الأحد، ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان.


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
حوار نافعةً: العالم العربيُّ لن ينهض إلَّا إذا تبنَّى مشروعًا مقاومًا ضدَّ الاحتلال
غزة/ محمد أبو شحمة: أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة أن العالم العربي لن يحقق نهضته إلا إذا تبنى مشروعًا مقاومًا شاملا يواجه المخططات الصهيونية والأمريكية في المنطقة، ويستند إلى تحالفات استراتيجية مع الأطراف التي تشاركه نفس الأهداف، وعلى رأسها إيران. وقال نافعة لصحيفة "فلسطين": إن "هزيمة دولة الاحتلال ليست مستحيلة، بل ممكنة إذا توفرت إرادة عربية موحدة واستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية". وأوضح أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لقيادة النظام العالمي في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى تراجع هيمنتها وفقدانها للثقة الدولية. وشدد على أن المطلوب من العرب فتح آفاق تعاون قوية ومتينة مع دول الجنوب، مثل الهند والبرازيل، ومع القوى الصاعدة عالميًا كالصين وروسيا. وحول التصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران، قال نافعة: إن "الضربات الإسرائيلية ضد إيران لم تكن مفاجئة في حد ذاتها، لأن الجميع يدرك أن تل أبيب كانت تخطط منذ أكثر من عقد لشن حرب ضد طهران". وأشار إلى أن المفاجأة كانت في التوقيت، إذ جاءت بالتزامن مع الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في مسقط، والتي كان من المتوقع أن تتوج باتفاق قريب حول الملف النووي الإيراني. ورأى أن بعض المحللين بالغوا في تقدير قوة الاحتلال، واعتقدوا أنها باتت قادرة على خوض حرب طويلة وتحقيق نصر حاسم، حتى ضد قوى إقليمية كبرى مثل إيران، لكن، بحسب نافعة، فإن هذا التقدير يتغافل عن حقيقة أن (إسرائيل) لم تحقق أي انتصار حاسم ضد فاعلين غير دوليين، مثل حركة حماس وحزب الله، رغم التفوق العسكري الهائل. ولفت إلى أن الحرب الحالية تختلف عن سابقاتها، وأن امتدادها إلى إيران سيضع (إسرائيل) أمام تحديات استراتيجية وأمنية غير مسبوقة. وأشار إلى أن الاحتلال فشل في القضاء على المقاومة في غزة، رغم الدمار الهائل، وأن حزب الله لا يزال يحسب له حساب، فيما تواصل جماعة أنصار الله إطلاق صواريخها ومسيراتها. طاعة عباس وانتقد نافعة بشدة أداء السلطة في رام الله، مؤكداً أكد أن رئيسها محمود عباس يدير الشأن منذ أكثر من عشرين عاماً، قدم خلاله كل أشكال الطاعة والولاء للاحتلال الإسرائيلي، وتعاون معه أمنياً على مختلف المستويات، بما في ذلك ملاحقة عناصر المقاومة المسلحة. وقال الخبير المصري، إن هذا النهج لم يشفع لعباس لدى المجتمع الإسرائيلي، ولم يقنعه بأن الوقت قد حان لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، رغم أن هذه الأراضي لا تمثل سوى 22% من مساحة فلسطين التاريخية. ورأى نافعة أن المجتمع الإسرائيلي ازداد صلفاً وغطرسة مع كل تنازل جديد قدم من السلطة، واعتبر تلك التنازلات علامة ضعف وليست مرونة سياسية. وأضاف أن من المفيد تذكير عباس بأن القضية الفلسطينية كانت قد طواها النسيان تماماً قبل اندلاع عملية "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى أن السعودية كانت على وشك الانخراط في "اتفاقيات أبراهام" دون أي اشتراط بإقامة دولة فلسطينية. وأوضح، لولا عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية وعموم الشعب، لما عادت القضية لتتصدر جدول أعمال النظام الدولي، بل وربما ما كانت فرنسا لتنضم إلى السعودية في رعاية المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك لرسم خريطة طريق نحو الدولة الفلسطينية. وحذّر نافعة من خطأ سياسي فادح قد يرتكبه عباس، يتمثل في اعتقاده أن مطالبة حماس بتسليم سلاحها قبل قيام الدولة الفلسطينية سيشجع المجتمع الدولي على التحرك الجاد. وأكد أن الحقيقة هي العكس تماماً، وأن مثل هذه المطالب تعرقل أكثر مما تساهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني. المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
منذ 4 ساعات
- شبكة أنباء شفا
فشل 'إسرائيل' في حسم الصراع مع إيران والسيطرة على الشرق الأوسط ، بقلم : عمران الخطيب
فشل 'إسرائيل' في حسم الصراع مع إيران والسيطرة على الشرق الأوسط ، بقلم : عمران الخطيب رغم نجاح 'إسرائيل' في توجيه الضربة الأولى ضد إيران، وتحقيق نتائج غير متوقعة لعدة أسباب، أهمها: • الدعم والإسناد العسكري والاستخباراتي وتكنولوجيا المعلومات من قبل رونالد ترامب، رئيس الإدارة الأمريكية، • إضافة إلى الجغرافيا المفتوحة من مختلف الاتجاهات، إضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران. فإن الأخطر من ذلك هو الاختراق الأمني الكبير داخل إيران، والذي بدأ بشكل خاص منذ عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وتواصلت سلسلة الاغتيالات داخل طهران وعدد من المحافظات الإيرانية. هذا الخلل الأمني لم يُعالَج خلال السنوات الماضية، بل تكرر خلال تفجير طائرة الرئيس الإيراني السابق ووزير الخارجية، ثم في عملية اغتيال عدد من قيادات المقاومة، بينهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تم إغتباله في العاصمة الإيرانية طهران. ورغم تهديدات وتهويل بنيامين نيتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، فإن الاستعدادات الإيرانية لم تكن على المستوى المطلوب، خصوصًا أمنيًا. ومع هذا الإخفاق الظاهر، نجحت إيران في امتصاص الضربة الأولى، وردّت بقوة عبر مسيرات وصواريخ استهدفت عمق الكيان الصهيوني، محققة أهدافًا استراتيجية أصابت 'إسرائيل' بالتخبط، ودفعها للاستجداء العلني من ترامب للتدخل العسكري المباشر. تحت ذريعة امتلاك إيران لقدرات تخصيب قد تؤدي إلى إنتاج سلاح نووي، استجابت إدارة ترامب، ووجهت ضربات محدودة لثلاثة مواقع محصنة تحتوي على اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي، لكن ذلك تم دون العودة إلى الكونغرس الأمريكي أو تفويض من مجلس الأمن الدولي. ورغم تلك الضربات، لم تتمكن الإدارة الأمريكية من التورط عسكريًا بشكل مباشر أو واسع، وذلك بسبب حكمة القيادة الإيرانية في التعامل مع الأزمة، والتي تجلّت في: • عدم إغلاق مضيق باب المندب، لتفادي تعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية، • تجنب إعطاء الذرائع لتحميل إيران مسؤولية الانهيار في حركة التجارة الدولية. وفي المقابل، أطلقت إيران دفعات من الصواريخ الباليستية، غير مسبوقة الاستخدام، استهدفت مواقع استراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، مما خلق حالة من الذعر الداخلي، وأدخل 'إسرائيل' في دوامة قد تؤدي إلى انهيار شامل إذا استمر التصعيد. تجلّى النفاق السياسي في استجداء نيتنياهو وحكومته والكنيست للاستمرار في الدعم الأمريكي، بعدما كشفت الردود الإيرانية هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية. اللافت أن الضربات الإيرانية لم تطَل القواعد الأمريكية في الخليج، مما منع اتساع رقعة الحرب إلى مواجهة شاملة، وفتح المجال أمام عودة الجميع إلى طاولة المفاوضات. أما 'إسرائيل'، فهي تبحث الآن عن مخرج ينقذ ماء الوجه من الحرب بعد الصدمة الميدانية التي خلّفتها الصواريخ الإيرانية المتواصلة. ورغم حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بإيران، إلا أنها لم تنهزم استراتيجيًا، بل أثبتت وجودها الإقليمي بقدرة الردع العسكري. في المقابل، شعرت 'إسرائيل' وللمرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973، بخطر وجودي حقيقي، وبدأت تفقد توازنها السياسي والعسكري. لقد خسرت الكثير، وانكشفت حقيقتها أمام العالم، وهي فعلاً كبيت العنكبوت. اليوم، 'إسرائيل' في أمسّ الحاجة لوقف إطلاق النار، وسقوط نيتنياهو بات وشيكًا، أمام الصبر الاستراتيجي الإيراني. عمران الخطيب