logo
عبدالله آل علي: الإمارات نموذج فريد في التسامح

عبدالله آل علي: الإمارات نموذج فريد في التسامح

الإمارات اليوم١٣-٠٥-٢٠٢٥

تمثّل دولة الإمارات نموذجاً فريداً في بناء مجتمع التعددية والتسامح والعدالة، وبات يُحتذى في زمن تعصف به موجات التطرف والكراهية والانغلاق، وهو نموذج يستحق الدراسة والتوثيق بجدارة، ومن هنا جاء توجه مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتور عبدالله ماجد آل علي، لإصدار كتابه الجديد «التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي»، الذي وقّعه خلال الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي اختتمت أخيراً.
وأوضح الدكتور آل علي لـ«الإمارات اليوم»، أن الكتاب، الذي صدر عن «مركز تريندز للبحوث والاستشراف»، يحمل رؤية فكرية ووطنية عميقة، تحاول أن ترصد التجربة الإماراتية في ترسيخ قيمة التسامح، بوصفها أحد أعمدة البناء الحضاري والإنساني للدولة، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول التجليات المتعددة لقيمة التسامح في المجتمع الإماراتي، من جذورها الثقافية والدينية، إلى تجسيدها المؤسسي والتشريعي، ويُبرز كيف انتقلت هذه القيمة من كونها فضيلة أخلاقية إلى منظومة سياسية واجتماعية وقانونية راسخة، تمثّلت في إنشاء وزارة للتسامح، وإطلاق عام التسامح، وتأسيس مؤسسات متخصصة، مثل بيت العائلة الإبراهيمية، والمراكز المعنية بمكافحة الكراهية والتطرف، وصولاً إلى التضمين العميق لقيم التعايش في مناهج التعليم، وخطاب الإعلام، والحياة اليومية في الدولة، كذلك ركّز على البُعد التاريخي، مستعرضاً إرث التسامح في الإسلام والمجتمعات العربية، من الأندلس إلى القيروان، وتوقف عند المحطات المفصلية في مسيرة دولة الإمارات، خصوصاً الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ثم استدامة هذا النهج في فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قال بوضوح: «علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية»، فضلاً عن رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي شدّد على أن «التسامح ليس شعاراً، بل سياسة وطنية».
دوافع علمية ووطنية
وعن اختياره لرسائل الشيخ زايد الأول، رحمه الله، موضوعاً لرسالته للدكتوراه التي ناقشها أخيراً، أوضح الدكتور آل علي: «هناك دوافع علمية ووطنية وثقافية متعددة، من أبرزها أولاً: القيمة التاريخية والسياسية لهذه الرسائل، فهي تمثّل وثائق رسمية نادرة تكشف عن طريقة إدارة الحكم في مرحلة مفصلية من تاريخ إمارة أبوظبي، وتُبرز ملامح شخصية قيادية فذة استطاعت أن توحّد القبائل، وتبني ركائز الحكم على أسس من العدل، والحكمة، والصلح، والشورى، والحنكة الدبلوماسية، ثانياً، الفراغ البحثي الواضح في الدراسات اللسانية التي تناولت خطاب زايد الأول، إذ لم تحظَ رسائله - على كثافتها وأصالتها - بالدراسة اللغوية التخصصية التي تدرسها من منظور علم اللغة النصي وتحليل الخطاب السياسي، ثالثاً، إن هذه الرسائل ليست مجرد وثائق سياسية، بل هي مرايا عاكسة لحياة المجتمع الإماراتي في تلك الحقبة، بما تحمله من مضامين اجتماعية واقتصادية وقيمية، تمسّ حياة الناس اليومية، وتعكس أنماط العلاقات الاجتماعية السائدة، وتشير إلى روح التراحم والاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم، ورابعاً، لعل من أهم ما شدّني إلى هذه المدونة هو الأسلوب الخطابي الذي يجمع بين الفصاحة والتلقائية، وبين الفصحى والدارجة، في آنٍ واحد، فضلاً عن الخصائص البلاغية التي تستحق التأمل، وأخيراً، فإن زايد الأول هو مؤسس مرحلة رائدة في تاريخ الإمارات، وقراءة رسائله هي في جوهرها قراءة في الجذور السياسية والاجتماعية التي سبقت التأسيس الاتحادي، وهي محاولة لاستعادة الوعي الوطني».
اهتمام بالأرشيف
وأكّد مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن «التراث والتاريخ في دولة الإمارات يحظيان بمكانة رفيعة في فكر القيادة الرشيدة، وقد أسّس المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، هذا النهج الراسخ، حين جعل الحفاظ على التراث والتاريخ الوطني جزءاً لا يتجزأ من مشروع بناء الدولة، إذ كان يرى في ذاكرة الوطن بوابة لفهم الحاضر وبناء المستقبل، وله مقولته الشهيرة: «من لا يعرف ماضيه، لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله» وسار على خُطاه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يؤمن بأن حماية التاريخ وترسيخ الهوية هما أساس متين لتعزيز الانتماء الوطني، وتحصين الأجيال في مواجهة التحديات الثقافية والوجدانية، كما يُولي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اهتماماً كبيراً بالتاريخ الوطني، ليس بوصفه سرداً للوقائع، بل كمصدر إلهام وتجديد للهوية.
ولفت إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحظى بدعم كبير من سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، الذي يولي أهمية استراتيجية لتعزيز دور الأرشيف في حفظ ذاكرة الدولة، وتطوير منظومته المؤسسية، وإطلاق المشروعات النوعية التي تخدم الأجيال وتوثّق المسيرة الوطنية بكل أمانة واحتراف.
وانعكس هذا الفكر القيادي في عمل الأرشيف والمكتبة الوطنية، من خلال: توسيع برامج التوثيق الشفهي والرقمي، ورفد الأرشيف بمصادر تاريخية أصيلة، وتطوير المنصات الذكية لحفظ الوثائق وإتاحتها للباحثين والطلبة، وإطلاق مشروعات استراتيجية مثل موسوعة ذاكرة الإمارات، وبرنامج الأرشفة المؤسسية، ومركز خدمات الباحثين.
يشار إلى أن الدكتور عبدالله آل علي يشغل منصب المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية منذ أغسطس 2022، وشغل سابقاً مناصب قيادية عدة، منها المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة، ومدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأشرف على مشروعات ثقافية بارزة، مثل «كلمة» و«إصدارات» ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأسهم في تأسيس مكتبة قصر الوطن، ويشغل عضوية مجالس عدة، من بينها مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، والهيئة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، ويترأس حالياً اللجنة العليا لجائزة «سرد الذهب».
دولة القِيَم
أعرب الدكتور عبدالله ماجد آل علي عن أمله في أن يُسهم عبر كتابه: «التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي»، في إثراء المكتبة العربية والفكر الإنساني المعاصر بمادة علمية، تسلّط الضوء على ما حققته الإمارات في هذا المضمار، كدولة تؤمن بالإنسان أولاً، وتضع القيم في قلب مشروعها الحضاري.
الدكتور عبدالله آل علي:
. كتاب «التسامح» يحاول أن يرصد التجربة الإماراتية في ترسيخ قيمة تُعدّ من أعمدة البناء الحضاري والإنساني للدولة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حمدان بن محمد: تطوير قدراتنا الدفاعية ينسجم مع تقدمنا الشامل
حمدان بن محمد: تطوير قدراتنا الدفاعية ينسجم مع تقدمنا الشامل

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

حمدان بن محمد: تطوير قدراتنا الدفاعية ينسجم مع تقدمنا الشامل

دبي: «الخليج» ترأّس سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اجتماع مجلس الدفاع، حيث أكد سموّه أهمية تعزيز العمل الجماعي وتكثيف التعاون والتنسيق لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تطوير القدرات الدفاعية لدولة الإمارات، انسجاماً مع مسيرة التطوير الشاملة للدولة. وأشاد سموّه بالدعم المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكداً أهمية تطوير الكفاءات الوطنية، والاستثمار في العنصر البشري، والاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة لبناء منظومة دفاعية متكاملة. ودون سمو ولي عهد دبي عبر حسابه في «إكس»: «ترأست اجتماع مجلس الدفاع، وبحثنا سبل تعزيز التعاون والتنسيق بما يحقق رؤية القيادة الرشيدة في تطوير القدرات الدفاعية الوطنية والاستثمار في الكفاءات الوطنية وتبني الابتكار والتكنولوجيا الحديثة لبناء منظومة دفاعية متكاملة تحفظ منجزات الوطن وتصونه براً وبحراً وجواً. كما زرت كلية الدفاع الوطني في أبوظبي واطلعت على برامجها الأكاديمية التي تقدمها للدارسين من مختلف الجهات العسكرية والمدنية لتطوير الكفاءات الوطنية، كما التقيت مجموعة من الدارسين في دورة الدفاع الوطني الثانية عشر 2024-2025... هذه الكلية تمثل صرحاً علمياً واستراتيجياً نفتخر به، ونعتز بالدور الذي تؤديه في تأهيل الكوادر الوطنية والارتقاء بقدراتهم الأكاديمية والعملية». وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز الاستراتيجية الدفاعية وتطوير القدرات في مختلف قطاعات الوزارة، بما يواكب المتغيرات والتحديات الإقليمية والدولية. وفي ختام الاجتماع، وجّه سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشكر والتقدير لجميع العاملين في الوزارة، مؤكداً التزام القيادة بتوفير كل ما يلزم لدعم وتطوير المؤسسة العسكرية وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية. إلى ذلك، قام سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بزيارة إلى مقر كلية الدفاع الوطني في أبوظبي، حيث كان في استقبال سموّه العميد الركن سعيد حسن اليماحي قائد الكلية، وعدد من كبار القادة والضباط. واستمع سموّه خلال الزيارة إلى إيجاز عن كلية الدفاع الوطني وبرنامج دورتها الأكاديمي الذي تقدمه للدارسين من مختلف الجهات العسكرية والمدنية، كما استمع سموّه إلى شرح حول منهاج دورة الدفاع الوطني الذي يهدف إلى إعداد وتأهيل القيادات العسكرية والمدنية الوطنية. وقد التقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة بالدارسين من دورة الدفاع الوطني الثانية عشرة 2024-2025، حيث تبادل سموّه معهم الحديث حول تجربتهم الأكاديمية خلال هذه الدورة، مؤكداً دعم القيادة الرشيدة للمتميزين في ميادين العمل الوطني كافة. وأثنى سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على الدور الحيوي الذي تضطلع به كلية الدفاع الوطني، مؤكداً سموّه أنها صرح علمي واستراتيجي رائد يسهم في تأهيل الكوادر الوطنية التي تتمتع بالفكر الاستراتيجي العميق والقادرة على التخطيط وصياغة القرارات الاستراتيجية التي تستند إلى العلم والمعرفة بما يحفظ مكتسبات الوطن ومقدراته، ويسهم في استشراف متطلبات الريادة في المستقبل والاستفادة بما يحمله من فرص ومواجهة ما قد يجلبه من تحديات. وأعرب سموّه عن تقديره للدور الريادي الذي تقوم به كلية الدفاع الوطني في تطوير الفكر الاستراتيجي الذي يخدم المصالح الوطنية، إلى جانب تعزيزها لسبل التعاون بين المؤسسة العسكرية المتمثلة في وزارة الدفاع والجهات المدنية الوطنية في الدولة. وحضر الزيارة، برفقة سموّه، محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، وزير دولة لشؤون الدفاع، والفريق الركن عيسى سيف بن عبلان المزروعي، رئيس أركان القوات المسلحة، والفريق الركن إبراهيم ناصر العلوي وكيل وزارة الدفاع، وعدد من كبار الضباط والمسؤولين بوزارة الدفاع. وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على متابعة تطور مؤسسات التعليم العسكري الاستراتيجي في الدولة، وتعزيز التواصل بين القيادات العليا والكوادر الوطنية التي تشكل دعامة المستقبل.

مجلس الدبلوماسيين المتقاعدين ينظم لقاء السفراء الجدد المعتمدين لدى الإمارات
مجلس الدبلوماسيين المتقاعدين ينظم لقاء السفراء الجدد المعتمدين لدى الإمارات

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

مجلس الدبلوماسيين المتقاعدين ينظم لقاء السفراء الجدد المعتمدين لدى الإمارات

أبوظبي/ وام في إطار حرصه على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، نظم مجلس الدبلوماسيين المتقاعدين لقاء للسفراء الجدد المعتمدين لدى الدولة، وذلك بحضور الدكتور سعيد الشامسي رئيس المجلس، وأعضاء مجلس الدبلوماسيين المتقاعدين، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. وخلال كلمته الترحيبية، أعرب الدكتور سعيد الشامسي، عن اهتمام المجلس بتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجسد قيم دولة الإمارات في تعزيز العلاقات والشراكات والتعاون الدولي. وأكّد الشامسي أن هذه اللقاءات تمثل فرصة ثمينة لتعزيز أواصر الصداقة، وتبادل الخبرات، والتعرف إلى التنوع الثقافي بين الشعوب، مشيراً إلى أن المجلس على استعداد تام لتقديم الدعم والمساندة للسفراء الجدد في نجاح مسيرتهم الدبلوماسية وتسهيل مهامهم.

حمدان بن محمد: هدفنا إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل ويجيد توظيفها في خدمة الوطن
حمدان بن محمد: هدفنا إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل ويجيد توظيفها في خدمة الوطن

الإمارات اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • الإمارات اليوم

حمدان بن محمد: هدفنا إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل ويجيد توظيفها في خدمة الوطن

قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، في تدوينة على منصة "إكس": "فخور بلقاء 100 منتسب من الخدمة الوطنية والاحتياطية ضمن برنامج "النخبة"، الذي نظمته هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية … قيادتنا الرشيدة تُراهن على العقول قبل الموارد وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الاستراتيجي الأكثر استدامة وتأثيراً، وهدفنا إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل ويجيد توظيفها في خدمة الوطن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store