حين يُفرض اللون الأحمر..
رغم أنه اللون المفضّل للكثيرين، إلاّ أنه حين يُفرض على المشهد العام، يصبح كابوسا، وألما، وترفضه العين والقلب، وتستنكره العقول، فلا يختلف اثنان على أن اللون الأحمر في حياتنا له إيقاع جميل في أناقة المظهر العام، لكن حين نراه في دماء الأبرياء يلطّخ الإنسانية والأخلاق والمبادئ عندها حقيقة هو مرفوض بل وسبب من أسباب وجعنا جميعا في هذه المرحلة التي بات العنف بها والإرهاب والتطرف للأسف تظهر بين الحين والآخر بأعمال دامية، وبجرائم مدانة.
وأول ما يرد للأذهان بهذا السياق، جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والمجازر التي يرتكبها يوميا لأهلنا في غزة، لتصبح دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء مستباحة، لا يوجد أي رادع أو حسم لكل ما ترتكبه إسرائيل من كوارث في غزة، لتسال الدماء ويصبح اللون الأحمر هو السائد في شوارع وأزقة ومخيمات غزة، ورغم ما نسمع يوميا من نداءات وشعارات لسلام شامل، يبقى حال غزة دون أي تغيير لجهة الإيجابية ووقف الحرب، لكنه اللون الأحمر حين يفرضه الاحتلال ويجرّده من جمالياته ليصبح رمزا للمجازر والعنف، وانتهاك الحقوق والإنسانية ووجع البشرية.
ووسط شلالات الدماء «الغزّية» ولونها الأحمر السائد اليوم في القطاع، تقف غزة وحدها وقد خذلها العالم كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني على أهم المنابر الأوروبية مؤخرا، تقف وقد فُرض عليها اللون الأحمر ملطخا فرحها وسماءها وبحرها، تسود رائحته لتغلب رائحة برتقالها وعطر صيفها، ساد اللون الأحمر على ألوان غزة، وقد فرضته حرب هي الأخطر بتاريخ البشرية، والأشد عنفا، لتبقى وحدها ولا تجد من يصرخ بحقها سوى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وفرضها على الأجندات والمنابر العالمية.
وقبل أيام استيقظت دمشق على جريمة الهجوم الإرهابي على كنيسة مار الياس في دمشق وراح ضحيته أكثر من 25 شخصا وعشرات الإصابات، لتلطخ الدماء بهاء دمشق، وتتغلب رائحتها على رائحة ياسمين الشام، وتصرخ سوريا وكل الأشقاء العرب وجعا على هذه الجريمة التي يهدف مرتكبوها لزعزعة الأمن والاستقرار في الشقيقة سوريا، ليفرضوا على المنطقة وحتى على البشرية وجعا باللون الأحمر المرفوض والمدان.
الأردن، دان بأشدّ العبارات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، بتأكيدات على رفض جميع أشكال العنف والإرهاب التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، ودعمه لسوريا في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن ووحدة سوريا واستقرارها، وسلامة أراضيها ومواطنيها، واضعا بصوت عال واضح المضمون والمعنى أن هذا الهجوم هو إرهاب، مقدما استعداده لمساعدة سوريا مكافحته ومواجهته، وهذا هو الحسم الأردني في رفض الإرهاب والعنف، وهذه الجرائم ، وفي ذلك تجديد على الثوابت الأردنية.
وبطبيعة الحال لم تكن هذه الجريمة آخر جرائم هذه المرحلة كما هي ليست الأولى، فقد تعددت أيادي العنف والإرهاب، للأسف، وغدت الدماء تسال بكل سهولة، دون أي وازع إنساني أو ضمير حي، ليفرض علينا اللون الأحمر رغما عنّا، بأشكال متعددة، باتت تجعل من ظروف المرحلة سلبية وفرض حالة توتر مقلقة، يحتاج الأمر حسما لصالح السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 44 دقائق
- أخبارنا
د. راكز الزعارير : ممتنون لجلالة الملك الذي قاد الوطن الى شاطئ الامان
أخبارنا : كلّ الشعب الأردني ممتنون لجلالة الملك لحكمة وشجاعة مواقفه الحكيمة التي قادت دفة سفينة الوطن الى شاطئ الامان في خضم تلك الفوضى من الصراع العسكري التي عصفت بالمنطقة وحرب ال١٢ يوما الطاحنة التي وقعت بين ايران واسرائيل. لقد كان الاردن بحكم موقعه الجيوسياسي في قلب هذا الصراع بين القوتين الإقليميتين، وكانت المعارك الجوية بين الطرفين تحتدم في كثر من الاحيان فوق سماء الاردن، وكانت الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية تعبر سماء الأردن باتجاه اسرائيل، وتفجرت اعدادا منها في المجال الجوي الاردني بسبب الاعتراضات المضاده من قبل اسرائيل، وسقطت بعضها وشظايا من الصواريخ المفجرة على ارض الاردن بما يزيد على مئة منها كما صرح بذلك مصدر عسكري أردني مسؤول، واحدثت اضرارا مادية متفاوته وبعناية الله لم يصب اي من الاردنيين بأذى جراء سقوطها. لقد كان قرار الملك الشجاع والحكيم، بانه لن يسمح لاي طرف باستخدام او استباحة المجال الجوي الاردني، ووجّه جلالته جيشنا العربي وأجهزتنا الامنية الباسلة بمنع اي طرف من استخدام سماء الاردن بعملياتهم العسكرية، ولم يسمح لاي من الطيران العسكري الاسرائيلي بالمرور عبّر الاجواء الاردنية، حيث سلكت الطائرات العسكريه الاسرائيلية ممرا اخر بعيدا عن الاجواء الاردنية. ان حكمة الملك وعلاقاته الدولية الرفيعة المستوى مع مختلف زعماء العالم، والشجاعة في مواقفه الصارمة التاريخية، استطاعت أن تحيد وتنأى بالاردن من خضم هذه الحرب و التي أدان فيها جلالته الاعتداء الاسرائيلي على ايران، واعتبره مناقض للقانون الدولي، واكد على ان الصراعات يجب ان تحل بالطرق الدبلوماسية، وجاءت تأكيدات الملك القوية في خطابه الشهير في البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي و الذي خاطب فيه جلالته الضمير العالمي لإنصاف الشعب الفلسطيني وشعب غزه في قضيته العادلة واعتبرها آمّ القضايا في الشرق الأوسط، وتداعياتها ستبقى اذا لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه على ارضه. إن سلامة الأردن والاردنيين هي اهم أوليات الملك وبحكمة وشجاعة مواقفه وايمانه العميق بالله اولا ودائما وأبدا يصل بالأردن الى النجاة والى شاطئ الأمان في كل الظروف الصعبة والصراعات المجنونه التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط والتي يقع الاردن في قلبها، ويكاد الاردن يكون الصوت الاوحد للسلام والحق والعدل وحل الصراعات بالدبلوماسية ووفق القانون الدولي الذي يجب ان يحكم العلاقات بين الدول وحقوق الشعوب فيها، وعلى راسها حقوق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة على ارضه المحتله. سيبقى الأردن عزيزا شامخا امنا مطمئنا بقيادة وشجاعة وحكمة الملك وقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية الباسلة والشعب الاردني العربي المؤمن الاصيل، من كل المنابت والأصول، موطنا للتعايش والمحبة والتسامح،تلك السمات الإنسانية التي رسختها مدرسة الملك عبدالله الثاني صاحب الإرث الهاشمي العريق. ــ الراي


جفرا نيوز
منذ 7 ساعات
- جفرا نيوز
الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بحلول العام الهجري
جفرا نيوز - تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني برقيات تهنئة بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، من قادة دول شقيقة، أعربوا فيها عن تهانيهم بهذه المناسبة المباركة. ودعا مرسلو البرقيات الله جل وعلا أن يعيد العام الهجري الجديد على جلالة الملك والشعب الأردني بالخير واليمن والبركات، وأن ينعم على الأمتين العربية والإسلامية بالأمن والاستقرار. كما تلقى جلالته برقيات تهنئة من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية. وتلقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، برقيات تهنئة مماثلة بهذه المناسبة.

الدستور
منذ 7 ساعات
- الدستور
حين يُفرض اللون الأحمر..
رغم أنه اللون المفضّل للكثيرين، إلاّ أنه حين يُفرض على المشهد العام، يصبح كابوسا، وألما، وترفضه العين والقلب، وتستنكره العقول، فلا يختلف اثنان على أن اللون الأحمر في حياتنا له إيقاع جميل في أناقة المظهر العام، لكن حين نراه في دماء الأبرياء يلطّخ الإنسانية والأخلاق والمبادئ عندها حقيقة هو مرفوض بل وسبب من أسباب وجعنا جميعا في هذه المرحلة التي بات العنف بها والإرهاب والتطرف للأسف تظهر بين الحين والآخر بأعمال دامية، وبجرائم مدانة. وأول ما يرد للأذهان بهذا السياق، جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والمجازر التي يرتكبها يوميا لأهلنا في غزة، لتصبح دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء مستباحة، لا يوجد أي رادع أو حسم لكل ما ترتكبه إسرائيل من كوارث في غزة، لتسال الدماء ويصبح اللون الأحمر هو السائد في شوارع وأزقة ومخيمات غزة، ورغم ما نسمع يوميا من نداءات وشعارات لسلام شامل، يبقى حال غزة دون أي تغيير لجهة الإيجابية ووقف الحرب، لكنه اللون الأحمر حين يفرضه الاحتلال ويجرّده من جمالياته ليصبح رمزا للمجازر والعنف، وانتهاك الحقوق والإنسانية ووجع البشرية. ووسط شلالات الدماء «الغزّية» ولونها الأحمر السائد اليوم في القطاع، تقف غزة وحدها وقد خذلها العالم كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني على أهم المنابر الأوروبية مؤخرا، تقف وقد فُرض عليها اللون الأحمر ملطخا فرحها وسماءها وبحرها، تسود رائحته لتغلب رائحة برتقالها وعطر صيفها، ساد اللون الأحمر على ألوان غزة، وقد فرضته حرب هي الأخطر بتاريخ البشرية، والأشد عنفا، لتبقى وحدها ولا تجد من يصرخ بحقها سوى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وفرضها على الأجندات والمنابر العالمية. وقبل أيام استيقظت دمشق على جريمة الهجوم الإرهابي على كنيسة مار الياس في دمشق وراح ضحيته أكثر من 25 شخصا وعشرات الإصابات، لتلطخ الدماء بهاء دمشق، وتتغلب رائحتها على رائحة ياسمين الشام، وتصرخ سوريا وكل الأشقاء العرب وجعا على هذه الجريمة التي يهدف مرتكبوها لزعزعة الأمن والاستقرار في الشقيقة سوريا، ليفرضوا على المنطقة وحتى على البشرية وجعا باللون الأحمر المرفوض والمدان. الأردن، دان بأشدّ العبارات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، بتأكيدات على رفض جميع أشكال العنف والإرهاب التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، ودعمه لسوريا في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن ووحدة سوريا واستقرارها، وسلامة أراضيها ومواطنيها، واضعا بصوت عال واضح المضمون والمعنى أن هذا الهجوم هو إرهاب، مقدما استعداده لمساعدة سوريا مكافحته ومواجهته، وهذا هو الحسم الأردني في رفض الإرهاب والعنف، وهذه الجرائم ، وفي ذلك تجديد على الثوابت الأردنية. وبطبيعة الحال لم تكن هذه الجريمة آخر جرائم هذه المرحلة كما هي ليست الأولى، فقد تعددت أيادي العنف والإرهاب، للأسف، وغدت الدماء تسال بكل سهولة، دون أي وازع إنساني أو ضمير حي، ليفرض علينا اللون الأحمر رغما عنّا، بأشكال متعددة، باتت تجعل من ظروف المرحلة سلبية وفرض حالة توتر مقلقة، يحتاج الأمر حسما لصالح السلام.