logo
استعدادات إسرائيلية لعملية برية واسعة في مدينة غزة وسط حديث عن معوّقات

استعدادات إسرائيلية لعملية برية واسعة في مدينة غزة وسط حديث عن معوّقات

العربي الجديدمنذ 2 أيام
في ديسمبر/كانون الثاني 2023، أشعل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي شمعة عيد "الحانوكا" (الأنوار) في "ميدان
فلسطين
" بمدينة غزة. خلال "الاحتفال"، وصف قائد اللواء 401، العقيد بيني أهرون، الميدان بأنه "دُوّار الشر"، زاعماً أن الشمعة أُضيئت "لإضاءة مدينة غزة المظلمة والمعتمة بنور الطُهر والخير والأمل والحُلم لأجل دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. وفي افتتاحية خطابه أمام جنوده في ذلك الحين، ادعى أهرون إلى أن إضاءة الشمعة تأتي بعد شهرين من بدء الحرب، في الميدان الذي "تعرض فيه للعنف، إسرائيليون اختُطفوا"، وأن الإنارة إنما هي "رمز يعبر عن الفخر العسكري والصمود ضد حماس"، على الرغم من أن الحرب لا تزال مستمرة.
ومنذ ذلك الحين وعلى مدى شهور الحرب الـ22، توغل
جيش الاحتلال
مرات عدة في مدينة غزة، ثم انسحب منها. التوغل في المدينة شمل عمليات برية وغزوات موضعية في أحياء مثل الزيتون وصبرا، وباستخدام روبوتات مفخخة، وهجمات جوية ومدفعية براً وبحراً. ومع ذلك، كانت التوغلات "محدودة وليست مستمرة"، بحسب وصف موقع "واينت" الذي اعتبر أن ذلك "أتاح لحماس التعافي، ولو جزئياً"، على حد زعمه.
طبقاً للموقع، فإنه حتى اليوم يشير الواقع على الأرض وقرار المجلس الوزاري للشؤون الأمنية - السياسية (الكابينت) إلى استعدادات لعملية برية أوسع في وسط مدينة غزة، تشمل زيادة جاهزية القوات، واستكمال عمليات الانتعاش، والاستعداد لاستدعاء الاحتياط، وفقاً لتعليمات المستوى السياسي والعسكري. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بعد ما إذا كانت ستكون هناك عملية برية نهائية وكاملة في المدينة، بحسب الموقع، مع أنه تجري في الأيام الأخيرة مناقشات في المستويين السياسي والعسكري حول إمكانية إعادة احتلالها في الأيام القريبة المقبلة.
تقارير عربية
التحديثات الحية
حي الزيتون.. أكبر أحياء غزة وأكثرها تعرضاً للقصف
وفي الأيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، أيال زمير، عقد اجتماعاً مع منتدى هيئة الأركان العامة، وممثلي الشاباك، وقادة آخرين، صدّق خلاله على "الفكرة المركزية" لخطة احتلال غزة. وذلك قبل وضع "الإطار الأوليّ" لتجنيد ما بين 80-100 ألف جندي احتياط بموجب "الأمر 8". وفي الوقت نفسه، واجه زمير احتجاجات من عائلات الأسرى الذين ناشدوه بعدم تعريض أبنائهم للخطر، وغضباً من جنود الاحتياط المنهكين، بحسب الموقع.
إلى جانب الاستعدادات العسكرية لعملية برية واسعة، أوضح مصدر أمني إسرائيلي أن "جهاز الأمن يعمل على بلورة خطة إنسانية شاملة تضمن وجود بنى تحتية إنسانية كافية، من حيث الغذاء، الرعاية الطبية، المياه، والبنى التحتية الحيوية الأخرى، في المنطقة التي سيُجلى سكان غزة منها إلى خارج المدينة"، حسب ما ينقل عنه الموقع، مشيراً إلى أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدر أنه سيكون في شمال القطاع ما بين 800 ألف إلى مليون ينبغي إخلاؤهم قبل الشروع في المناورة البرية".
التشديد على الاستعدادات الإنسانية عملياً يدل - وفقاً للموقع - على تعقيدات المناورة البرية العسكرية المخططة، فهي لا تقتصر على القتال واستخدام القوة العسكرية، إنما على إدارة شؤون عدد كبير من السكان وتنسيق شامل للموارد بهدف ضبط الانتقادات واحتواء الضغوط الدولية الممارسة على إسرائيل.
أكبر مدن القطاع مساحة وأكثرها تعقيداً
في هذا الإطار، يشير يوحنان تسوريف، وهو باحث كبير في "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن "غزة هي أكبر مدن القطاع، والثالثة بين المدن الفلسطينية (على مستوى الضفة والقطاع) بعد القدس الشرقية والخليل"، لافتاً إلى أنها "في الحقبة التي سبقت الانقسام، تمتعت بمكانة مماثلة لرام الله، لأن رئيس السلطة الفلسطينية كان يقيم فيها جزئياً، وكانت عملياً العاصمة الجنوبية ومركزاً رئيسياً للنشاط الحكومي، الثقافي، التعليمي والتجاري".
وبحسبه، فإن المدينة نمت بالخصوص بعد اتفاقيات أوسلو، إذ شُيّدت فيها العديد من الأبراج، ووصل إليها شباب من مخيمات اللاجئين ومدن أخرى في القطاع. وحتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت تعمل فيها ثلاث جامعات على الأقل، من بينها الجامعة الإسلامية التي اعتبرت "مقراً لسيطرة حماس، وشكلت معقلاً مهماً لنشاطاتها"، وقد دمّرها الاحتلال كلياً. ويتابع أن المدينة "كانت مركزاً رئيسياً لنشاط حركة حماس، بما في ذلك المؤتمرات والتصريحات الهامة، ولذلك كانت أيضاً هدفاً متكرراً لمحاولات اغتيال قادة بارزين في الحركة".
من بين القادة البارزين الذين عملوا في المدينة يظهر اسم عز الدين الحداد، الذي يُعد أرفع قائد عسكري في حماس ما زال على قيد الحياة، ويُعتبر اليوم القائد الفعلي للحركة في القطاع. ومؤخراً، زعم جيش الاحتلال أنه "غيّر مظهره ليتوارى عن أنظار القوات"، فيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه، بحسب تقديرات استخبارية، "لا يزال حداد موجوداً في المدينة، بعد أن بدأ الحرب قائداً للواء غزة".
إلى جانب القائد الكبير، تشير تقديرات إسرائيلية - حسب الموقع - إلى أن "لحماس ثمة العديد من الخلايا التي تعمل بنموذج حرب العصابات منتشرة في أنحاء مدينة غزة، حيث لا تزال بعض الأبراج قائمة، والتي يقوم الجيش الإسرائيلي بتدميرها منهجياً طوال فترة الحرب". ومع ذلك، فإن احتلال المدينة يشكل تحدياً معقداً ليس بسبب الوجود الكبير لحماس فيها فحسب؛ إذ كما يوضح تسوريف، فإنه "في داخل المدينة لا يتركز حوالي 500 ألف نسمة فقط، بل العديد من الذين نزحوا إليها خلال الحرب من المدن الجنوبية أيضاً. وبالمجمل، يعيش في المدينة حالياً نحو مليون شخص".
وعلى خلفية ما سبق، فإن احتلال المدينة - بحسبه - قد يواجه معارضة دولية شديدة، ليس بسبب الأنشطة العسكرية الهجومية على الأرض فقط، إنما لما تتمتع به المدينة من مكانة رمزية تنسب إليها أيضاً. وعلى هذا الأساس، يشير الموقع إلى أن المناقشات داخل جيش الاحتلال ستركز على تفاصيل طبيعة العمليات وأساليب المناورة قبل استعراضها أمام الكابينت والشروع في المناورة البرية المقدَّر أن تستمر حتى وقت متأخر من عام 2026.
خديعة إسرائيلية
قد تشير الوقائع على الأرض، وتحديداً التي انطلقت بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق ستة صحافيين وعلى رأسهم أنس الشريف، فضلاً عن مهاجمته بعد ذلك أحياء الزيتون وصبرا، وتنفيذه عمليات قصف تمهيدي ضخمة بنيران المدفعية، والغارات الجوية، وتفجير مبانٍ بروبوتات مفخخة، أسفرت عن وقوع شهداء وجرحى، ونجمت عنها حركة نزوح جماعية غرب مدينة غزة نحو مناطق مكتظة بالفعل بمئات آلاف الفلسطينيين، إلى أن التمهيد لاحتلال المدينة قد بدأ بالفعل.
أخبار
التحديثات الحية
برنيع في الدوحة لبحث حرب غزة.. ومباحثات حماس والقاهرة مستمرة
وسط ما تقدم، وبينما كانت تُستكمل الاستعدادات والمداولات حول خطة احتلال المدينة، غُمرت وسائل الإعلام العبرية - التي هي جزء من ماكنة الدعاية الإسرائيلية ولا يمر من خلالها حرف إلا بعد مقص الرقابة العسكرية - بأخبار تهدف لتشتيت الانتباه عما يحصل على الأرض. بين هذه الأخبار الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري، وخصوصاً بين وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان أيال زمير.
بموازاة ذلك، بدأت محاولات لإعادة إحياء المفاوضات على خطين متوازيين بين الدوحة والقاهرة، فهل تفشل إسرائيل هذه المفاوضات كعادتها، وتتهم حماس بأنها السبب وراء انهيارها؟ بعد أن تكون قد مهّدت بهدوء الأرضية للشروع في احتلال المدينة وبدء المناورة البرية فيها؟ ما قد تسفر عنه المفاوضات سيُحدد على الأرجح نتيجة العملية برمتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استعدادات إسرائيلية لعملية برية واسعة في مدينة غزة وسط حديث عن معوّقات
استعدادات إسرائيلية لعملية برية واسعة في مدينة غزة وسط حديث عن معوّقات

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

استعدادات إسرائيلية لعملية برية واسعة في مدينة غزة وسط حديث عن معوّقات

في ديسمبر/كانون الثاني 2023، أشعل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي شمعة عيد "الحانوكا" (الأنوار) في "ميدان فلسطين " بمدينة غزة. خلال "الاحتفال"، وصف قائد اللواء 401، العقيد بيني أهرون، الميدان بأنه "دُوّار الشر"، زاعماً أن الشمعة أُضيئت "لإضاءة مدينة غزة المظلمة والمعتمة بنور الطُهر والخير والأمل والحُلم لأجل دولة إسرائيل"، على حد تعبيره. وفي افتتاحية خطابه أمام جنوده في ذلك الحين، ادعى أهرون إلى أن إضاءة الشمعة تأتي بعد شهرين من بدء الحرب، في الميدان الذي "تعرض فيه للعنف، إسرائيليون اختُطفوا"، وأن الإنارة إنما هي "رمز يعبر عن الفخر العسكري والصمود ضد حماس"، على الرغم من أن الحرب لا تزال مستمرة. ومنذ ذلك الحين وعلى مدى شهور الحرب الـ22، توغل جيش الاحتلال مرات عدة في مدينة غزة، ثم انسحب منها. التوغل في المدينة شمل عمليات برية وغزوات موضعية في أحياء مثل الزيتون وصبرا، وباستخدام روبوتات مفخخة، وهجمات جوية ومدفعية براً وبحراً. ومع ذلك، كانت التوغلات "محدودة وليست مستمرة"، بحسب وصف موقع "واينت" الذي اعتبر أن ذلك "أتاح لحماس التعافي، ولو جزئياً"، على حد زعمه. طبقاً للموقع، فإنه حتى اليوم يشير الواقع على الأرض وقرار المجلس الوزاري للشؤون الأمنية - السياسية (الكابينت) إلى استعدادات لعملية برية أوسع في وسط مدينة غزة، تشمل زيادة جاهزية القوات، واستكمال عمليات الانتعاش، والاستعداد لاستدعاء الاحتياط، وفقاً لتعليمات المستوى السياسي والعسكري. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بعد ما إذا كانت ستكون هناك عملية برية نهائية وكاملة في المدينة، بحسب الموقع، مع أنه تجري في الأيام الأخيرة مناقشات في المستويين السياسي والعسكري حول إمكانية إعادة احتلالها في الأيام القريبة المقبلة. تقارير عربية التحديثات الحية حي الزيتون.. أكبر أحياء غزة وأكثرها تعرضاً للقصف وفي الأيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، أيال زمير، عقد اجتماعاً مع منتدى هيئة الأركان العامة، وممثلي الشاباك، وقادة آخرين، صدّق خلاله على "الفكرة المركزية" لخطة احتلال غزة. وذلك قبل وضع "الإطار الأوليّ" لتجنيد ما بين 80-100 ألف جندي احتياط بموجب "الأمر 8". وفي الوقت نفسه، واجه زمير احتجاجات من عائلات الأسرى الذين ناشدوه بعدم تعريض أبنائهم للخطر، وغضباً من جنود الاحتياط المنهكين، بحسب الموقع. إلى جانب الاستعدادات العسكرية لعملية برية واسعة، أوضح مصدر أمني إسرائيلي أن "جهاز الأمن يعمل على بلورة خطة إنسانية شاملة تضمن وجود بنى تحتية إنسانية كافية، من حيث الغذاء، الرعاية الطبية، المياه، والبنى التحتية الحيوية الأخرى، في المنطقة التي سيُجلى سكان غزة منها إلى خارج المدينة"، حسب ما ينقل عنه الموقع، مشيراً إلى أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدر أنه سيكون في شمال القطاع ما بين 800 ألف إلى مليون ينبغي إخلاؤهم قبل الشروع في المناورة البرية". التشديد على الاستعدادات الإنسانية عملياً يدل - وفقاً للموقع - على تعقيدات المناورة البرية العسكرية المخططة، فهي لا تقتصر على القتال واستخدام القوة العسكرية، إنما على إدارة شؤون عدد كبير من السكان وتنسيق شامل للموارد بهدف ضبط الانتقادات واحتواء الضغوط الدولية الممارسة على إسرائيل. أكبر مدن القطاع مساحة وأكثرها تعقيداً في هذا الإطار، يشير يوحنان تسوريف، وهو باحث كبير في "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن "غزة هي أكبر مدن القطاع، والثالثة بين المدن الفلسطينية (على مستوى الضفة والقطاع) بعد القدس الشرقية والخليل"، لافتاً إلى أنها "في الحقبة التي سبقت الانقسام، تمتعت بمكانة مماثلة لرام الله، لأن رئيس السلطة الفلسطينية كان يقيم فيها جزئياً، وكانت عملياً العاصمة الجنوبية ومركزاً رئيسياً للنشاط الحكومي، الثقافي، التعليمي والتجاري". وبحسبه، فإن المدينة نمت بالخصوص بعد اتفاقيات أوسلو، إذ شُيّدت فيها العديد من الأبراج، ووصل إليها شباب من مخيمات اللاجئين ومدن أخرى في القطاع. وحتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت تعمل فيها ثلاث جامعات على الأقل، من بينها الجامعة الإسلامية التي اعتبرت "مقراً لسيطرة حماس، وشكلت معقلاً مهماً لنشاطاتها"، وقد دمّرها الاحتلال كلياً. ويتابع أن المدينة "كانت مركزاً رئيسياً لنشاط حركة حماس، بما في ذلك المؤتمرات والتصريحات الهامة، ولذلك كانت أيضاً هدفاً متكرراً لمحاولات اغتيال قادة بارزين في الحركة". من بين القادة البارزين الذين عملوا في المدينة يظهر اسم عز الدين الحداد، الذي يُعد أرفع قائد عسكري في حماس ما زال على قيد الحياة، ويُعتبر اليوم القائد الفعلي للحركة في القطاع. ومؤخراً، زعم جيش الاحتلال أنه "غيّر مظهره ليتوارى عن أنظار القوات"، فيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه، بحسب تقديرات استخبارية، "لا يزال حداد موجوداً في المدينة، بعد أن بدأ الحرب قائداً للواء غزة". إلى جانب القائد الكبير، تشير تقديرات إسرائيلية - حسب الموقع - إلى أن "لحماس ثمة العديد من الخلايا التي تعمل بنموذج حرب العصابات منتشرة في أنحاء مدينة غزة، حيث لا تزال بعض الأبراج قائمة، والتي يقوم الجيش الإسرائيلي بتدميرها منهجياً طوال فترة الحرب". ومع ذلك، فإن احتلال المدينة يشكل تحدياً معقداً ليس بسبب الوجود الكبير لحماس فيها فحسب؛ إذ كما يوضح تسوريف، فإنه "في داخل المدينة لا يتركز حوالي 500 ألف نسمة فقط، بل العديد من الذين نزحوا إليها خلال الحرب من المدن الجنوبية أيضاً. وبالمجمل، يعيش في المدينة حالياً نحو مليون شخص". وعلى خلفية ما سبق، فإن احتلال المدينة - بحسبه - قد يواجه معارضة دولية شديدة، ليس بسبب الأنشطة العسكرية الهجومية على الأرض فقط، إنما لما تتمتع به المدينة من مكانة رمزية تنسب إليها أيضاً. وعلى هذا الأساس، يشير الموقع إلى أن المناقشات داخل جيش الاحتلال ستركز على تفاصيل طبيعة العمليات وأساليب المناورة قبل استعراضها أمام الكابينت والشروع في المناورة البرية المقدَّر أن تستمر حتى وقت متأخر من عام 2026. خديعة إسرائيلية قد تشير الوقائع على الأرض، وتحديداً التي انطلقت بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق ستة صحافيين وعلى رأسهم أنس الشريف، فضلاً عن مهاجمته بعد ذلك أحياء الزيتون وصبرا، وتنفيذه عمليات قصف تمهيدي ضخمة بنيران المدفعية، والغارات الجوية، وتفجير مبانٍ بروبوتات مفخخة، أسفرت عن وقوع شهداء وجرحى، ونجمت عنها حركة نزوح جماعية غرب مدينة غزة نحو مناطق مكتظة بالفعل بمئات آلاف الفلسطينيين، إلى أن التمهيد لاحتلال المدينة قد بدأ بالفعل. أخبار التحديثات الحية برنيع في الدوحة لبحث حرب غزة.. ومباحثات حماس والقاهرة مستمرة وسط ما تقدم، وبينما كانت تُستكمل الاستعدادات والمداولات حول خطة احتلال المدينة، غُمرت وسائل الإعلام العبرية - التي هي جزء من ماكنة الدعاية الإسرائيلية ولا يمر من خلالها حرف إلا بعد مقص الرقابة العسكرية - بأخبار تهدف لتشتيت الانتباه عما يحصل على الأرض. بين هذه الأخبار الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري، وخصوصاً بين وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان أيال زمير. بموازاة ذلك، بدأت محاولات لإعادة إحياء المفاوضات على خطين متوازيين بين الدوحة والقاهرة، فهل تفشل إسرائيل هذه المفاوضات كعادتها، وتتهم حماس بأنها السبب وراء انهيارها؟ بعد أن تكون قد مهّدت بهدوء الأرضية للشروع في احتلال المدينة وبدء المناورة البرية فيها؟ ما قد تسفر عنه المفاوضات سيُحدد على الأرجح نتيجة العملية برمتها.

"إضراب الشعب".. احتجاجات تعمّ إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها
"إضراب الشعب".. احتجاجات تعمّ إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

"إضراب الشعب".. احتجاجات تعمّ إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها

من المتوقع أن تشهد شوارع دولة الاحتلال ، غداً الأحد، فعاليات احتجاجية واسعة في إطار "إضراب الشعب" الذي بادرت إليه عائلات أسرى وقتلى حرب الإبادة ، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث سينطلق الإضراب من أسفل القاعدة الشعبية الممثلة بعشرات الشركات الخاصة، مروراً بالسلطات المحلية، ثم الجامعات، وهيئات تجارية واقتصادية أعلنت جميعها السماح لموظفيها بالمشاركة في الاحتجاجات المزمعة. ستبدأ فعاليات الاحتجاج، حسبما خُطط لها، عند الساعة 6:29 صباحاً باعتبارها الساعة التي بدأ فيها هجوم "السابع من أكتوبر" أو عملية " طوفان الأقصى " التي نفذتها حركة حماس؛ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث ستقيم العائلات عرضاً أول في "ميدان المختطفين" في تل أبيب. وعند السابعة صباحاً، ستعقد عائلات المحتجزين الإسرائليين مؤتمراً صحافياً، بموازاة بدء التظاهرات في عشرات النقاط، تشمل توزيع شارات صفراء على السائقين واحتجاجات أمام بيوت أعضاء الائتلاف الحاكم. وستُعرض أشرطة فيديو للمحتجزين في غزة طوال اليوم، وستُظهر مقاطعها كيف كانت تبدو هيئاتهم قبل وقوعهم في الأسر وكيف باتوا بعد 22 شهراً من الحرب، وعلى رأس كل ساعة من المتوقع أن تصعد عائلة أسير للتحدث عنه أمام الجمهور. وعقب ذلك، وتحديداً عند الساعة 11 ظهراً، من المتوقع أن تصل إلى "ميدان المختطفين" مسيرة الأطباء بملابسهم البيضاء. وعند الرابعة عصراً ستنطلق مبادرة "إسرائيل تصفر"، في إطارها ستُطلق جميع السيارات في الشوارع صافرات لمدة دقيقة واحدة، في إعلان تضامن مع الأسرى. ومن هناك ستنطلق قوافل السيارات باتجاه محطة قطار "سفيدور"، في طريقها إلى التجمع المركزي الذي سيقام في الثامنة مساءً في "ميدان المختطفين"، والذي ستشارك فيه عائلات الأخيرين، وأسرى أُطلق سراحهم، وأفراد من عائلات قتلى الحرب. وفي السياق، لفت موقع واينت العبري، اليوم السبت، إلى أنّ المنضمين إلى الاحتجاج قد يواجهون صعوبة في الوصول بالقطار، بسبب تضرر كابلات الكهرباء في منطقة مفترق غَنوت وبين الخضيرة ونتانيا؛ دون أن توضح سبب الضرر. وأشار إلى أن التقديرات الحالية تفيد بأن إصلاح الكابلات سيستغرق عدة أيام، ولذلك من غير الواضح ما إذا كانت الخطوط ستعمل غداً الأحد كالمعتاد، وهو ما يعني أن آلاف الركاب سيجدون صعوبة في الوصول عبر وسائل النقل العامة، وقد تكون الازدحامات على الطرق أكثر حدة بسبب الإغلاقات والقوافل المخطط انطلاقها. وأقام محتجزون سابقون في غزة، أُطلق سراحهم خلال عمليات تبادل سابقة، وعائلات آخرين لا يزالون محتجزين، اليوم، طقوس "استقبال السبت" وفقاً للشريعة اليهودية أمام منزل وزير الأمن، يسرائيل كاتس، الكائن في مستوطنة "كفار أحيم"، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي. خلال ذلك جلس المحتجون أمام "طاولة السبت" وأدوا طقوس التقديس، فيما أحاطوا أنفسهم بصور الـ50 محتجزاً. وخلال الفعالية، قال المحتجز المطلق سراحه قبل أشهر، ساشا طروبنوف، وهو يقف أمام منزل كاتس إنّ "رفاقي لا يزالون هناك، وهم يتألمون تحت الأرض. لم يعودوا يتذكرون كيف يكون الشعور بالتجول في الخارج، أو استنشاق الهواء النقي بدلاً من الهواء الرطب داخل الأنفاق.. حريتهم بين أيديكم". وأضاف متوجهاً في خطابه إلى كاتس: "حاول أن تتخيل كيف سيكون سيكون شعورك لو سُلب منك كل الجمال من حولك في لحظة واحدة، إذا أخذوا عائلتك منك. هذا بالضبط ما يمرون به الآن. أنت الوزير للأمن، تتحمل مسؤولية إعادتهم". وإلى جانبه وقفت إيلانا غريتشوفسكي، التي يُحتجز زوجها متان تسنغاؤوكير منذ ما يقارب 700 يوم، وقالت: "أنا منهكة تماماً. لم أكن أعتقد أنني سأقف هنا بعد حوالى 700 يوم من دون متان... وعدت بأنني سأفعل كل ما بوسعي لإعادتهم؛ وهذا لم يحدث بعد". وتوجهت إلى الجمهور الإسرائيلي بالقول: "سنوقف الدولة مع كل الشعب. انضموا إلينا واستمروا في أن تكونوا مرساتنا وسندنا. إنهم جائعون، يعانون من التعذيب، لا يعرفون إذا كنا لا نزال نقاتل من أجلهم، ونحن بالفعل نقاتل من أجلهم". أخبار التحديثات الحية عشرات آلاف الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب رفضاً لقرار احتلال غزة إسرائيل ترفض صفقة جزئية وفي موازاة الاحتجاجات، سُجلت أمس تطورات في الساحة السياسية وفقاً لـ"واينت"، الذي ذكر أنّ الوسيطين القطري والمصري أطلعا إسرائيل على أن "ثمة ليونة في موقف حماس، وأن الأخيرة مستعدة للدخول في مفاوضات حول صفقة جزئية". وعقب ذلك، اقترح الوسطاء على إسرائيل أن تعود إلى محادثات التقارب مع حماس، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من انهيارها في الدوحة. وبحسب الموقع، فإن رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، يعتقد أنه لا ينبغي رفض مقترحٍ كهذا. في المقابل، فإن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنيع، وجميعهم أعضاء في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، يرفضان ذلك، مطالبين بصفقة شاملة فقط.

"إضراب الشعب".. احتجاجات تعم إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها
"إضراب الشعب".. احتجاجات تعم إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

"إضراب الشعب".. احتجاجات تعم إسرائيل الأحد للضغط على حكومتها

من المتوقع أن تشهد شوارع دولة الاحتلال ، غداً الأحد، فعاليات احتجاجية واسعة في إطار "إضراب الشعب" الذي بادرت إليه عائلات أسرى وقتلى حرب الإبادة ، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. حيث سينطلق الإضراب من أسفل القاعدة الشعبية الممثلة بعشرات الشركات الخاصة، مروراً بالسلطات المحلية، ثم الجامعات، وهيئات تجارية واقتصادية أعلنت جميعها السماح لموظفيها بالمشاركة في الاحتجاجات المزمعة. ستبدأ فعاليات الاحتجاج، حسبما خُطط لها، عند الساعة 6:29 صباحاً باعتبارها الساعة التي بدأ فيها هجوم "السابع من أكتوبر" أو عملية " طوفان الأقصى " التي نفذتها حركة حماس؛ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث ستقيم العائلات عرضاً أول في "ميدان المختطفين" في تل أبيب. وعند السابعة صباحاً، ستعقد عائلات المحتجزين الإسرائليين مؤتمراً صحافياً، بموازاة بدء التظاهرات في عشرات النقاط، تشمل توزيع شارات صفراء على السائقين واحتجاجات أمام بيوت أعضاء الائتلاف الحاكم. وستُعرض أشرطة فيديو للمحتجزين في غزة طوال اليوم، وستُظهر مقاطعها كيف كانت تبدو هيئاتهم قبل وقوعهم في الأسر وكيف باتوا بعد 22 شهراً من الحرب، وعلى رأس كل ساعة من المتوقع أن تصعد عائلة أسير للتحدث عنه أمام الجمهور. وعقب ذلك، وتحديداً عند الساعة 11 ظهراً، من المتوقع أن تصل إلى "ميدان المختطفين" مسيرة الأطباء بملابسهم البيضاء. وعند الرابعة عصراً ستنطلق مبادرة "إسرائيل تصفر"، في إطارها ستُطلق جميع السيارات في الشوارع صافرات لمدة دقيقة واحدة كإعلان تضامن مع الأسرى. ومن هناك ستنتطلق قوافل السيارات باتجاه محطة قطار "سفيدور"، في طريقها إلى التجمع المركزي الذي سيقام في الثامنة مساءً في "ميدان المختطفين"، والذي ستشارك فيه عائلات الأخيرين، وأسرى أُطلق سراحهم، وأفراد من عائلات قتلى الحرب. وفي السياق، لفت موقع واينت العبري، اليوم السبت، إلى أنّ المنضمين إلى الاحتجاج قد يواجهون صعوبة في الوصول بالقطار، بسبب تضرر كابلات الكهرباء في منطقة مفترق غَنوت وبين الخضيرة ونتانيا؛ دون أن توضح سبب الضرر. وأشار إلى أن التقديرات الحالية تفيد بأن إصلاح الكابلات سيستغرق عدة أيام، ولذلك من غير الواضح ما إذا كانت الخطوط ستعمل غداً الأحد كالمعتاد. وهو ما يعني أن آلاف الركاب سيجدون صعوبة في الوصول عبر وسائل النقل العامة، وقد تكون الازدحامات على الطرق أكثر حدة بسبب الإغلاقات والقوافل المخطط انطلاقها. وأقام محتجزون سابقون في غزة، أُطلق سراحهم خلال عمليات تبادل سابقة، وعائلات آخرين لا يزالون محتجزين، اليوم، طقوس "استقبال السبت" وفقاً للشريعة اليهودية أمام منزل وزير الأمن، يسرائيل كاتس، الكائن في مستوطنة "كفار أحيم"، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي. خلال ذلك جلس المحتجون أمام "طاولة السبت" وأدوا طقوس التقديس، فيما أحاطوا نفسهم بصور الـ50 محتجزاً. وخلال الفعالية، قال المحتجز المطلق سراحه قبل أشهر، ساشا طروبنوف، وهو يقف أمام منزل كاتس إنّ "رفاقي لا يزالون هناك، وهم يتألمون تحت الأرض. لم يعودوا يتذكرون كيف يكون الشعور بالتجول في الخارج، أو استنشاق الهواء النقي بدلاً من الهواء الرطب داخل الأنفاق.. حريتهم بين أيديكم". وأضاف متوجهاً في خطابه إلى كاتس: "حاول أن تتخيل كيف سيكون سيكون شعورك لو سُلب منك كل الجمال من حولك في لحظة واحدة، إذا أخذوا عائلتك منك. هذا بالضبط ما يمرون به الآن. أنت كوزير للأمن، تتحمل مسؤولية إعادتهم". وإلى جانبه وقفت إيلانا غريتشوفسكي، التي يُحتجز زوجها متان تسنغاؤوكير منذ ما يقارب 700 يوم، وقالت: "أنا منهكة تماماً. لم أكن أعتقد أنني سأقف هنا بعد حوالي 700 يوم من دون متان...وعدت أنني سأفعل كل ما بوسعي لإعادتهم؛ وهذا لم يحدث بعد". وتوجهت إلى الجمهور الإسرائيلي بالقول: "سنوقف الدولة مع كل الشعب. انضموا إلينا واستمروا في أن تكونوا مرساتنا وسندنا. إنهم جائعون، يعانون من التعذيب، لا يعرفون إذا كنا لا نزال نقاتل من أجلهم، ونحن بالفعل نقاتل من أجلهم". أخبار التحديثات الحية عشرات آلاف الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب رفضاً لقرار احتلال غزة إسرائيل ترفض صفقة جزئية وفي موازاة الاحتجاجات، سُجلت أمس تطورات في الساحة السياسية وفقاً لـ"واينت"، الذي ذكر أنّ الوسيطين القطري والمصري أطلعا إسرائيل بأن "ثمة ليونة في موقف حماس، وأن الأخيرة مستعدة للدخول في مفاوضات حول صفقة جزئية". وعقب ذلك، اقترح الوسطاء على إسرائيل أن تعود إلى محادثات التقارب مع حماس، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من انهيارها في الدوحة. وبحسب الموقع، فإن رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، يعتقد أنه لا ينبغي رفض مقترحٍ كهذا، في المقابل، فإن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنيع، وجميعهم أعضاء في المجلس الوزراي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، يرفضان ذلك، مطالبين بصفقة شاملة فقط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store