logo
يوم نتعلم منه كل يوم

يوم نتعلم منه كل يوم

بوابة الأهراممنذ 2 أيام
فى الأيام الأخيرة من الشهر الماضى والأولى من هذا الشهر احتفلنا بالعيد الثانى عشر لثورة يونيو، فعبرنا فيما كتبناه وفيما قلناه عن شعور عميق بالطمأنينة والرضا عما قمنا به فى ذلك اليوم الذى أصبح يوما من أيامنا التاريخية وعيدا من أعيادنا الوطنية. لكنى أشعر أن هذا الاحتفال بهذه الصورة التى تم بها لا يكفى ولا يفى هذا اليوم حقه. لأن ثورتنا فى الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد حركة أسقطت نظاما فاسدا، ولم تكن مجرد يوم مضى وانقضي، وإنما كانت إنجازا حضاريا استعدنا فيه وعينا الذى فقدناه فقدانا كاملا، وواجهنا فيه أخطارا ماحقة كانت تحيط بنا من كل جانب. من الداخل والخارج، ومن الحاضر والماضي. كان يظن أنها ستنطلى على المصريين، على الأقل بعض الوقت الذى يستطيع فيه أن يسلح نفسه بما يبعث الرهبة والخوف فى أفئدة من تسول لهم نفوسهم أن يعارضوه بعد أن يستيقظوا من غفلتهم ويكتشفوا حقيقته. أما الآن وهو فى السلطة وافد جديد فعليه أن يتخفى بما يرفعه من شعارات ليست فى الحقيقة إلا أقنعة وادعاءات كاذبة استدرج بها البسطاء وحول بها نفسه من جماعة دينية، كما كان يزعم، إلى حزب سياسى يفرض نفسه باسم الإسلام الذى ادعت جماعة الإخوان أنها قامت لتمثله، كأن الإسلام فى حاجة لممثل جديد فى بلد عرف التوحيد قبل أن يعرفه الخلق جميعا، واستقبل المسيحية واحتضنها، ثم استقبل الإسلام واحتضنه، وتوارث الديانتين جيلا بعد جيل. لكن الذين حكموا مصر فى العقود السابقة كانوا فى حاجة لسند يبررون به طغيانهم وعداءهم للديمقراطية وللحريات، وتفريطهم فى الدفاع عن حقوق الوطن والسعى لما يستحقه ويتمناه. وقد وجدوا هذا السند فى هذه الجماعة التى كانت محتاجة بدورها لسند فى السلطة يضمن لها وجودها فى الساحة السياسية، وانفرادها بها. وهكذا وجدنا أنفسنا بين مخالب هذا الطغيان المزدوج، طغيان السلطة المستبدة، وطغيان الجماعة المتأسلمة. وقد ظل هذا الطغيان المزدوج جاثما على صدورنا عدة عقود يعيث فى مصر فسادا، ويعبث بمقدرات المصريين.
وإنما كانت القوانين تؤلف وتزيف لتلبى الحاجة إلى خبر ينشر فى الصحف يزين به القابضون على السلطة صدورهم ثم ينسونه. والأحداث التى توالت علينا فى نصف القرن السابق على ثورة يناير وشهدت توغل الإخوان فى مؤسسات الدولة، وسيطرتهم على أجهزة الإعلام وعلى الجامعات والمدارس، واستيلاءهم على الشارع، ونجاحهم فى هذا الانقلاب الثقافى الذى قاموا به مع من وقف معهم من المتاجرين بالدين والطامعين فى السلطة، واستطاعوا به أن يزيحوا أئمة النهضة المصرية من أماكنهم ويحلوا محلهم ليحرموا الفن، ويصادروا الكتب والأفلام والمسرحيات، وينشروا أفكار المودودي، والبنا، وسيد قطب، ويغتالوا فرج فودة، ونجيب محفوظ، ويشككوا المصريين فى كل ما تعلموه على يد محمد عبده، وقاسم أمين، وعلى عبدالرازق، وأحمد لطفى السيد، وطه حسين، ويفرضوا على الأجيال الجديدة أن تبتعد عن هؤلاء. وفى هذه المتاهة التى ضاع فيها العقل، واختنقت الحريات، ولم يعد للأمل أو للحلم أو للمنطق مكان، كيف كان فى استطاعة المصريين وهم فى مواجهة هذه الجماعة الشريرة التى انفردت بهم، وأنستهم تاريخهم، ودمرت ثقافتهم، وزيفت شخصيتهم، ووضعت يدها على كل مقدراتهم أن يرفعوا عن وجهها القناع ليروها على حقيقتها؟.
إننا لا نستطيع حتى الآن بعد كل الذى رأيناه من هذه الجماعة أن نكون متأكدين من أننا عرفنا كل شيء عنها وعن تنظيماتها التى انتشرت فى العالم العربى والإسلامى كما ينتشر الطاعون. تنظيمات تنتمى لها صراحة، وتنظيمات أخرى تشبهها ويكمل بعضها بعضا. أحزاب سياسية سنية وشيعية منها الإخوان، وحزب الله، وتنظيمات إرهابية منها القاعدة، وداعش، وهى أيضا نظم حاكمة فى إيران، والسودان، وأفغانستان، وفى سوريا أخيرا. ونستطيع أن نراها حتى فى هذه المستعمرة الصهيونية التى أقامها المحتلون الإنجليز فى فلسطين بعد أن انتزعوها من يد أهلها ليجعلوها وطنا لليهود، شعب الله المختار! ولا يزال هذا العالم بصوره هذه وبألوانه، وبحكامه، وبإخوانه وأمريكانه، لا يزال يرسم نفسه حتى هذه الأيام، ولا يزال ينمو ويتوسع ويعلن الحرب على الشعوب العربية والإسلامية، وعلى العقل والديموقراطية، وعلى التطور والتجديد، ولا يزال يتمسح بالدين ويتحالف مع الشيطان.
وقد ظل هذا العالم بهذه الجماعات الشريرة يسير من سيئ إلى أسوأ حتى فاض الكيل بمحمد البوعزيزى بائع الخضر التونسى الذى صادرت شرطة زين العابدين بن على عربته فأحرق نفسه!.
هكذا بدأ الربيع فى بلادنا. بدأه التوانسة على هذا النحو المأساوي، وتلقاه المصريون الذين استيقظوا ليجدوا أنفسهم فى ميدان التحرير، ومن ميدان التحرير إلى غيره من الشوارع والميادين، فى المدن والقري، رجالا ونساء لا يملكون أى شيء، لا البرنامج، ولا الهدف، ولا الخطة، ولا القيادة، ولا حتى الكلمات بعد أن عاشوا أكثر من نصف قرن منفيين فى وطنهم، محبوسين فى منازلهم أفرادا ممنوعين من التفكير والتعبير والاجتماع. وفجأة تذكروا أن ثلاثين عاما مرت، وهذا الرجل الجالس على العرش لا يرحل. هكذا بدأوا يستعيدون وعيهم ويهتفون بلغتهم: ارحل! يعنى إمشي! ياللى ما بتفهمش!
وهكذا رحل نصف الطغيان ليحل محله النصف الآخر بعد عرض مسرحى أداه الإخوان ودخلوا فيه الانتخابات ليثبتوا حقيقة ينساها الكثيرون هى أن الديموقراطية ليست شكلا، وليست كلمة فى الدستور، وليست خبرا فى صحيفة، ولكنها نضال ينخرط فيه الشعب كله، وإلا فالديموقراطية فى غياب الجماهير وغياب الوعى يمكن أن تحمل أعداءها إلى السلطة ليدمروا كل ما يمت لها بسبب، وهذا ما فهمه المصريون فكان هذا اليوم التاريخى الذى استطاعوا فيه أن يتحرروا من سلطة الإخوان، وبقى عليهم أن يتحرروا من ثقافة الإخوان.
نعم! علينا أن نتحرر من ثقافة الإخوان، وإلا استيقظنا ذات صباح لنجدهم فى السلطة من جديد. وفى هذه الحالة لن يسعفنا الثلاثون من يونيو.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالتعاون مع "النقل".. البحوث الإسلامية" يطلق حملة توعوية لحماية الأرواح والممتلكات
بالتعاون مع "النقل".. البحوث الإسلامية" يطلق حملة توعوية لحماية الأرواح والممتلكات

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

بالتعاون مع "النقل".. البحوث الإسلامية" يطلق حملة توعوية لحماية الأرواح والممتلكات

أعلن مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، إطلاق حملةً توعويَّة شاملة بعنوان: (سلوكك أمانة)؛ وذلك في إطار تعاونه مع وزارة النقل؛ لتكثيف الجهود الوطنيَّة الهادفة إلى حماية الأرواح والممتلكات، وتأكيد دَور المؤسَّسات الدِّينيَّة في ترسيخ الوعي السلوكي والمسئوليَّة المجتمعيَّة. وتهدف الحملة إلى تعزيز الشعور بالمسئوليَّة الفرديَّة والجماعيَّة في التعامل مع مرافق النَّقل العام، والتنبيه على خطورة السلوكيَّات الخاطئة؛ كعبور المزلقانات بشكل عشوائي، أو تجاهُل التعليمات المروريَّة؛ بما يُهدِّد الأرواح، ويتسبَّب في كوارثَ متكرِّرةٍ، ساعيةً إلى إحياء قِيَم الإسلام في حِفْظ النَّفْس والغير، مِن خلال خطابٍ دعويٍّ متوازنٍ يُخاطب العقل والوجدان، كما تسعى الحملة إلى نَقْل التوعية مِن طور الموعظة العابرة إلى مسارٍ سلوكيٍّ يُسهِم في بناء الضَّمير العام، ويُعلِي مِن شأن الانضباط؛ بوصفه مسئوليَّةً دِينيَّـةً لا تقلُّ عن سائر الواجبات التعبُّديَّة. وقال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، إنَّ إطلاق هذه الحملة يأتي استجابةً للمسئوليَّة الشرعيَّة والوطنيَّة التي يحملها الأزهر الشريف؛ صوتُ الضمير الدِّيني للأمَّة، موضِّحًا أنَّ الإسلام وضع حِفظ النَّفْس في مقدِّمة ضروراته، وجعل الإخلال بها مِن أعظم صُوَر التفريط. وأضاف، أنَّ الأزهر الشريف ينخرط في قضايا النَّاس بخطابه الواعي ولا ينفصل عنها، مشيرًا إلى أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة يستثمر كلَّ وسائله الدعويَّة والإعلاميَّة في الوصول إلى النَّاس حيث يكونون؛ مِن أجل صناعة وعيٍ جماعيٍّ يقي المجتمعَ شرَّ العشوائيَّة. وأوضح أنَّ قضيَّة السلوك العام اختبارٌ حقيقيٌّ لنُضج المجتمع، وأنَّ السلوكيَّاتِ الخاطئةَ مظهرٌ مِن مظاهر الغياب الوجداني عن إدراك خطورة الموقف، مؤكِّدًا أنَّ مَن يستهين بتعريض نفْسِه أو غيره للهلاك؛ يقع في إثمٍ بيِّن، ويتحمَّل تبعاتِ ذلك أمام الله والمجتمع. وتابع أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة ينظر إلى هذه الحملة بوصفها تحرُّكًا دعويًّا جادًّا، يخرج من دائرة التنظير إلى فضاء الفعل والتأثير، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا شركاء حقيقيين في إنجاحها؛ لأنَّ الوقاية لا تصنعها اللوائح وحدها، وإنمَّا يصنعها الضَّمير حين يُبنَى على الدِّين والانتماء. ومِنَ المقرَّر أن تستمرَّ فعاليَّات الحملة على مدار أسبوعين، وتتضمَّن تنفيذَ مجموعةٍ مِنَ الخُطَب والنَّدوات والمحاضرات الدَّعويَّة والتوعويَّة في المساجد، واللقاءات المباشرة في مراكز الشباب والنَّوادي الاجتماعيَّة ومحطَّات القطارات ومواقف حافلات النقَّل العام، بالإضافة إلى إطلاق المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلاميَّة حملةً إعلاميَّةً رقْميَّةً تشمل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة، ومنشورات توعويَّة عبر المنصَّات الرسميَّة للمجمع على وسائل التواصل الاجتماعي.

أسباب حرص إسرائيل على الظهور كحامية للدروز في سوريا
أسباب حرص إسرائيل على الظهور كحامية للدروز في سوريا

خبر صح

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر صح

أسباب حرص إسرائيل على الظهور كحامية للدروز في سوريا

على مر العقود، لعبت طائفة الدروز في بلاد الشام دورًا مهمًا في الحياة السياسية والاجتماعية، وغالبًا ما يتم استخدام الحديث عنهم كغطاء سياسي، كما تفعل إسرائيل التي تستغل قضية 'حماية الدروز' لتبرير تدخلها في الشأن السوري. أسباب حرص إسرائيل على الظهور كحامية للدروز في سوريا شوف كمان: إيران تُعلن انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة تشتهر الطائفة بعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في تاريخ المنطقة، ومن أبرزهم سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي، والأمير شكيب أرسلان، والمفكر والسياسي اللبناني كمال جنبلاط، مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى جانب نجله وليد جنبلاط، وطلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني. لماذا تتعهد إسرائيل دائمًا بحماية الدروز في سوريا؟ يبلغ عدد الدروز في إسرائيل حوالي 130 ألف نسمة، يتركزون في منطقتي الكرمل والجليل شمال البلاد، وعلى عكس باقي الأقليات في إسرائيل، يُلزم الشبان الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية منذ عام 1957، حيث يتم تجنيد الذكور الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويحقق العديد منهم مسارات مهنية ناجحة داخل المؤسسة العسكرية، حيث يترقون إلى رتب ومناصب قيادية، كما يشغل كثيرون من أبناء الطائفة مواقع بارزة في الشرطة وجهاز الأمن. العقيدة الدرزية.. مذهب غامض تكتنف العقيدة الدرزية كثير من الغموض بسبب طبيعة المذهب السرية، حيث يُحظر تعليمه إلا للنخبة من أبناء الطائفة، ويُقال إنه لا يُكشف إلا لمن بلغ الأربعين من عمره، رغم نفي البعض لذلك. يعرف الدروز أنفسهم باسم 'الموحدين' أو 'بني معروف'، وهو اسم قبيلة عربية تبنّت العقيدة الدرزية في بداياتها، وتعتمد على ما يسمى بـ'ميثاق ولي الزمان'، وهو قسم يُعتبر بوابة الدخول إلى المذهب، ويعدونه عهدًا أزليًا، كما يتميز المجتمع الدرزي بالتماسك والانغلاق الثقافي والاجتماعي، ويشتهر رجاله بإطلاق الشوارب كرمز ديني. جذور المذهب وتأثره بالفكر الإسماعيلي تؤمن الطائفة بمذهب التوحيد، وتستلهم الكثير من تعاليمها من الإسماعيلية، لكنهم يضيفون إليها تأويلات فلسفية وروحية متأثرة بمدارس فكرية متعددة، ويؤمنون بوحدانية الله المطلقة، ويعتبرون العقل البشري عاجزًا عن إدراك كنهه. كما يؤمن الدروز بالقرآن الكريم، لكنهم يفسرونه تفسيرًا باطنيًا خاصًا، ويعتمدون على كتابهم المقدس 'رسائل الحكمة' الذي ألّفه حمزة بن علي بن أحمد، ويمنع الاطلاع عليه إلا من قبل شيوخ الطائفة. ورغم أن أصول المذهب تنحدر من الإسلام الإسماعيلي، فإن الدروز لا يعرّفون أنفسهم كمسلمين علنًا، ويرجع البعض ذلك إلى التقية السياسية، حفاظًا على الطائفة من الاضطهاد. ومن أبرز معتقداتهم أيضًا تناسخ الأرواح، أي أن الروح تنتقل مباشرة إلى جسد جديد بعد وفاة الجسد السابق، وهي عقيدة مركزية في مذهبهم. بنية المجتمع ودرجات الطائفة ينقسم المجتمع الدرزي إلى ثلاث درجات: 1- العقل: وهم رجال الدين، وينقسمون إلى رؤساء وعقلاء وأجاويد، ويترأسهم 'شيخ العقل' 2- الأجاويد: وهم المتدينون والمطلعون على تعاليم الدين 3- الجهّال: وهم عامة الناس غير المنخرطين في الروحانيات ويُسمح فقط للطبقة الروحانية بدخول 'الخلوات' – أماكن العبادة الدرزية – وسماع التلاوات، باستثناء مناسبة واحدة تُفتح فيها الأبواب للعامة، وهي عيد الأضحى الذي يوافق عيد المسلمين. نشأة المذهب الدرزي ترجع نشأة العقيدة إلى فبراير عام 1021م حينما اختفى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله دون أن يُعرف مصيره، حيث رفض حمزة بن علي أحد مبعوثيه إلى الشام الاعتراف بوفاته، واعتبره سيعود ليملأ الأرض عدلًا، معلنًا بذلك انشقاقه عن الدولة الفاطمية، وهي اللحظة التي وُلد فيها الفكر الدرزي. اقرأ كمان: إيران تواصل الهجمات الصاروخية على إسرائيل مع تسجيل قتلى ودمار شامل الحضور التاريخي والسياسي عانى الدروز من الاضطهاد الديني، ما دفعهم للجوء إلى مناطق جبلية في سوريا ولبنان وفلسطين، ورغم قلتهم العددية، كان لهم حضور سياسي وعسكري مؤثر، فشاركوا الأيوبيين والمماليك في مواجهة الصليبيين، وتمردوا على الدولة العثمانية، مستفيدين من وعورة مناطقهم. وبرزت في تاريخهم عائلات إقطاعية مثل آل معن، الذين قادهم فخر الدين المعني الثاني، متحديًا الدولة العثمانية بتحالفاته مع الموارنة ودول أوروبية، كما ظهرت عائلات مثل الشهاب وأصلان وجنبلاط. الدروز في بلاد الشام في سوريا، يبلغ عددهم أكثر من 600 ألف، ويتمركزون أساسًا في محافظة السويداء ومنطقة جبل العرب، وقد لعبوا دورًا رئيسيًا في ثورة 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، وأسهموا في الإطاحة بحكومة أديب الشيشكلي عام 1954. أما في لبنان، فيبلغ عددهم أكثر من 300 ألف، ويتمركزون في الجهة الغربية لجبال لبنان، وقد مثلهم سياسيًا كل من كمال جنبلاط، ونجله وليد، إلى جانب آل أرسلان. بينما في فلسطين، يتمركزون في شمال ووسط البلاد، وبعضهم يعيش في الأراضي المحتلة ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ما يثير جدلًا حول علاقة الطائفة بالكيان الصهيوني. الطائفة والسياسة الحديثة عانت الطائفة من الانقسام السياسي مع اشتداد الخلاف بين لبنان وسوريا، وبلغ الأمر ذروته بعد الثورة السورية عام 2011، حيث انقسم الزعيمان وليد جنبلاط وطلال أرسلان في الموقف من النظام، إذ دعم الأخير بشار الأسد، بينما عارضه الأول. وبرزت شخصيات مثل وئام وهاب التي دعت لتسليح الطائفة، في حين رفض آخرون ذلك مؤكدين على الحياد، وداعين المعارضة السورية لفهم خصوصية المجتمع الدرزي. أحداث مؤلمة ومفصلية في يونيو 2015، قتل عناصر من 'جبهة النصرة' عددًا من أبناء الطائفة في إدلب، في حادثة دانها وليد جنبلاط وطالب باحتوائها سياسيًا. وفي سبتمبر من العام نفسه، لقي الشيخ البلعوس المعارض لنظام الأسد والمعارضة المسلحة معًا مصرعه في تفجير بسيارة مفخخة، في عملية وُجهت فيها أصابع الاتهام للنظام السوري، إذ كان الشيخ من أبرز رافضي الخدمة العسكرية الإلزامية خارج السويداء، وقاد تظاهرات اجتماعية. وردًّا على مقتله، سيطر مقاتلون من 'مشايخ الكرامة' على فرع الأمن العسكري في السويداء، وأسقطوا تمثال حافظ الأسد، مطالبين بالقصاص للشيخ الذي مثّل صوتًا حياديًا يسعى لحماية الطائفة دون انخراط في الصراع. وفي سبتمبر 2023، خرج المئات في السويداء في مظاهرات شعبية بدأت بمطالب معيشية ثم تحوّلت إلى مطالبات بإسقاط نظام بشار الأسد، في تطور نادر في المحافظة ذات الغالبية الدرزية. الانتشار العالمي للدروز بفعل الأزمات والصراعات، هاجر عدد كبير من أبناء الطائفة إلى الخارج، خاصة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، حيث يُقدّر عدد الدروز حول العالم اليوم بنحو 1.5 مليون نسمة.

برسالة غامضة، توفيق عكاشة يكشف مستقبل سوريا مع نظام الشرع ومصير الجماعات بالشرق الأوسط
برسالة غامضة، توفيق عكاشة يكشف مستقبل سوريا مع نظام الشرع ومصير الجماعات بالشرق الأوسط

فيتو

timeمنذ ساعة واحدة

  • فيتو

برسالة غامضة، توفيق عكاشة يكشف مستقبل سوريا مع نظام الشرع ومصير الجماعات بالشرق الأوسط

وجه الإعلامي توفيق عكاشة رسالة غامضة، كشف من خلالها مستقبل سوريا المقبل بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، كما كشف مصير التنظيمات الدينية في المرحلة المقبلة. رسالة غامضة من توفيق عكاشة عن نظام الشرع في سوريا وأكد توفيق عكاشة أن من وصفهم بـ "مجلس الإدارة" اتخذوا قرارًا، منذ فترة، بمواجهة التنظيمات الدينية، سواء من الشيعة أو السنة، ومنهم جماعة الإخوان وحزب الله والدواعش، ولن يسمح مجلس الإدارة بالتنظيمات الدينية في منطقة الشرق الأوسط. وتساءل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عما يعنيه، توفيق عكاشة" من مفهوم "مجلس الإدارة" الذي تحدث عنه في رسالته، التي كتبها في تغريدة، نشرها عبر حسابه بمنصة "أكس" وقال توفيق عكاشة عن مستقبل النظام السوري حاليًا: "لا يوجد مستقبل للنظام السورى بقيادة أحمد الشرع حيث ان مجلس الاداره اتخذا قرارًا منذ فتره بمواجهة كل التنظيمات الدينيه السياسيه من الشيعه والسنه وعلى رأسهم جماعة الاخوان الدوليه والمحليه وحزب الله والدواعش ولن يسمح مجلس الاداره بأى نظام دينى فى الشرق الاوسط". وأثارت الرسالة الغامضة لتوفيق عكاشة جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تساءلوا عما يقصد عكاشة في رسالته عن مجلس الإدارة، وهل هناك مجلس إدارة يتحكم في مصائر دول العالم، ليؤكد بعض النشطاء أن مجلس الإدارة الذي يقصده عكاشة هو 'مجلس إدارة العالم"، بحسب تأكيدات سابقة، وتغريدات لتوفيق عكاشة. بعد القتل الجيش السوري ينسحب من السويداء جدير بالذكر أن الهدوء النسبى عاد إلى محافظة السويداء في سوريا، اليوم الخميس، وذلك بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في المدينة، بعد أيام من اشتعال نار التوتر في السويداء، وبعدها حدثت محاولات من الحكومة السورية للتهدئة، ودخل الجيش السوري وقوات وزارة الداخلية إلى المحافظة، في محاولة منهم لضبط الأمن وملاحقة من وصفوهم بـ "المتجاوزين". انسحاب الجيش السوري من السويداء، فيتو وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، انسحاب كامل لقوات الأمن من مدينة السويداء التي شهدت منذ الأحد الماضي، اشتباكات أوقعت مئات القتلى، وانسحب الجيش السوري تزامنًا مع إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف فصائل درزية ورجال دين مسؤولية الأمن في المحافظة، وتنديده بالتدخل الإسرائيلي. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن "السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة". كما قام مسلحون بإحراق عدد من المنازل لعائلات بدوية بحي المقوس داخل السويداء، في عمليات انتقامية قبل استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار. ومنحت السلطات السورية مهلة للعائلات بدوية في منطقة شهبا بريف السويداء لمغادرة المنطقة قبل عصر اليوم الخميس، وتم رصد سيارات مدنية محملة بأثاث منزلي ونساء وأطفال تخرج من محيط السويداء باتجاه ريف درعا، وسط مخاوف كبيرة جدًا لدى العائلات البدوية من عمليات انتقامية قد تنفذ ضدها، بعدما كان أبناؤها أحد أطراف الاقتتال عند بدايته في السويداء. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store