
جولة ترمب الخليجية تضع إسرائيل في خانة "الصديق المهمش"
اعتاد الرؤساء الأميركيون التوقف في إسرائيل خلال زياراتهم الشرق الأوسط، لكن هذه المرة قرر دونالد ترمب كسر هذا التقليد عبر السفر إلى ثلاث دول خليجية، من دون أن يسافر إلى إسرائيل، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية الرسمية والدوائر المقربة من تل أبيب في واشنطن. وفي الضفة الأخرى، مدَّ الرئيس الأميركي غصن الزيتون لإيران، لكنه هدد بالخيار العسكري في حال رفضت التوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي، وفي المشهد المكتمل لما بعد جولة ترمب، بدت إيران وإسرائيل الطرفين الأكثر تضرراً منها.
التصريح الذي استفز خامنئي
على رغم أن ترمب أبدى انفتاحه على التصالح مع إيران، فإن خطاباته في الخليج لم تخل من مشاكسات، وأبرزها المقارنة بين الخليج وإيران، التي بدا أنها أثارت حفيظة المرشد الإيراني علي خامنئي، وتحديداً عندما قال الرئيس الأميركي في خطابه من الرياض إن "هناك دولاً تجعل من الصحراء واحات خضراء، وأخرى تجعل من واحاتها صحاري"، في إشارة إلى تراجع إيران تحت نظامها الحالي.
وفي كلمة أول من أمس لم يخرج المرشد الإيراني علي خامنئي عن نسق مهاجمة واشنطن، إذ علق على كلام ترمب قائلاً إنه "لا يستحق الرد"، واعتبر تصريحه بأنه يستخدم القوة لتحقيق السلام "كذبة"، واصفاً تصريحات الرئيس الأميركي خلال زيارته الشرق الأوسط بأنها مدعاة لـ"الخزي" للمتحدث وللشعب الأميركي، وأن نموذج التقدم الذي يطرحه ترمب للدول العربية "محكوم بالفشل".
وبالنظر إلى مواقف إسرائيل وإيران، الصديق والعدو التقليديين في ضوء زيارة ترمب، بدا كلاهما معزولاً من مشهد المنطقة الكبرى الذي تصدرته الصفقات الاقتصادية الضخمة المبرمة بين أميركا ودول الخليج الثلاث السعودية وقطر والإمارات، وركزت وسائل الإعلام الدولية في تغطيتها على عزلة إسرائيل وإيران، مشيرة إلى تغير ديناميكيات القوى في الشرق الأوسط.
إسرائيل "على الهامش"
عنونت "نيويورك تايمز" تقريرها بعد الزيارة، "ترمب يتجاهل نتنياهو في جولة الخليج"، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي يعيد تشكيل السياسة الخارجية الأميركية المتجذرة في الشرق الأوسط منذ عقود من دون إسرائيل، مستشهدة بالاتفاق المفاجئ لوقف العمليات العسكرية في اليمن، الذي نُظر إليه على أنه يحمي المصالح الأميركية من دون اكتراث بالمصالح الإسرائيلية، ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا على رغم مخاوف إسرائيل تجاه حكومة أحمد الشرع، التي دفعتها إلى قصف مواقع سورية مئات المرات منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، ويعكس تجاهل إسرائيل بحسب المحللين تضاؤل أهميتها لدى دوائر صنع القرار في إدارة ترمب الثانية.
وكتبت "نيويورك تايمز" "كثيراً ما تمتعت إسرائيل بمكانة خاصة في صلب السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة في العقود الأخيرة، في عهد رؤساء أميركيين من كلا الحزبين"، مشيرة إلى أن نتنياهو، الذي ظل في الحكم معظم العقدين الماضيين، كان لاعباً أساساً في النقاشات الخاصة بالشرق الأوسط، حتى عندما كان يُغضب نظراءه الأميركيين أحياناً".
ولا توجد مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة تتخلى عن علاقاتها التاريخية مع إسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها، ونفى ترمب أي تهميش لها. ومع ذلك كشفت جولته الأخيرة على مدى خمسة أيام في الشرق الأوسط عن أن "إسرائيل ونتنياهو أصبحا خارج نطاق الاهتمام"، بحسب الصحيفة الأميركية، مشيرة إلى سعي ترمب إلى اتفاقات تهدئة وسلام تتعلق بإيران واليمن، وعقد صفقات تجارية تقدر بتريليونات الدولارات مع دول الخليج.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة إيتمار رابينوفيتش، إن "الإحساس العام هو أن هناك تحولاً في الانتباه وتغيراً في المصالح نحو دول الخليج، حيث المقدرات المالية"، مضيفاً أن ترمب يبدو وكأنه فقد اهتمامه بالعمل مع نتنياهو على وقف الحرب في غزة، بسبب "شعوره بعدم جدوى ذلك"، في ضوء تمسك نتنياهو و"حماس" بموقفهما، مما جعل الوضع ميؤوساً منه.
التفاوض "المقلق" مع إيران
التوجه الترمبي الآخر الذي يقلق إسرائيل متعلق بإيران، فقد كرر مراراً خلال جولته رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران في شأن برنامجها النووي، وقال في قطر إن المفاوضات مع إيران "جادة للغاية" لإرساء سلام طويل الأمد معها، مما قد ينهي الصراع الأميركي – الإيراني منذ نحو أربعة عقود.
وهذه السياسة المنفتحة على إيران تأتي على النقيض من محاولات نتنياهو لدفع إدارة ترمب إلى دعم إسرائيل أو المشاركة معها في شن ضربات عسكرية ضد إيران، ومع ذلك، فقد لوح ترمب بخيار شن ضربات واسعة النطاق تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال لم توافق طهران على اتفاق جديد.
وعلى رغم أن ترمب لم يشرك نتنياهو في قرارات مهمة في شأن الشرق الأوسط، إذ فاجأه في المكتب البيضاوي مثلاً بقرار التفاوض مع إيران، فإن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عمر دستري، نفى وجود خلاف جوهري بين البلدين، مشيراً إلى زيارتين قام بهما نتنياهو للبيت الأبيض خلال الأشهر الماضية، وقول ترمب "نحن على الجانب نفسه في كل القضايا" مع إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فاجأ ترمب العالم بإعلانه اتفاقاً مفاجئاً لوقف لإطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، على رغم استمرارهم في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ونجحت إدارته بعد أيام في تأمين إطلاق سراح إيدن ألكسندر، آخر رهينة أميركي حي في غزة بالتواصل المباشر مع "حماس"، من دون إشراك إسرائيل.
وقال المستشار السابق لنتنياهو، نداف شتراوخلر، إن رئيس الوزراء لا يزال يحتفظ بعلاقة مع ترمب، لكنها مختلفة عن علاقاته مع رؤساء أميركيين سابقين، مشيراً إلى أنه "مع بايدن، كان بإمكان نتنياهو تأجيل القرارات، أما مع ترمب فتُتخذ القرارات فوق رأس نتنياهو، وهذا تغيير يقلق كثراً في إسرائيل".
"الاستغناء" عن إسرائيل ليس مستحيلاً
جاءت عناوين الصحف الإسرائيلية والعالمية مشوبة بالقلق والتساؤلات حول مستقبل إسرائيل في الحسابات الأميركية في شأن الشرق الأوسط. وسادت عبارات من قبيل "ترمب يتجاوز إسرائيل واستياء بصمت"و "إهانات ترمب: ماذا يعني تراجع مكانة نتنياهو العالمية لمستقبله السياسي؟" و"البيت الأبيض يشير إلى الإحباط من نتنياهو" و"جولة ترمب الشرق أوسطية تترك نتنياهو على الهامش مجدداً".
وكتبت "نيويورك تايمز"، "لا يبدو أن ترمب في الوقت الحالي سيُغير مساره، على رغم تأكيد مستشاريه أن علاقته بنتنياهو لا تزال قوية، إذ لم يعد الرئيس يتعامل مع إسرائيل على أنها الدولة التي لا غنى عنها في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى إسرائيل ونتنياهو فإن لهذا التحول تبعات بعيدة المدى، لكنه حتى الآن لم يتفاعل معه رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر تغيير نهجه في الحكم أو طريقة تعامله مع الصراعات التي تخوضها بلاده مع "حماس" وإيران وسوريا واليمن.
ونشرت "واشنطن بوست" مقالة بعنوان "في الشرق الأوسط، ترمب يُهمّش إسرائيل من دون أن يساعد غزة"، إذ أشارت إلى أن ترمب ركز على صفقات تجارية وعسكرية كبرى مع حلفائه الخليجيين، في حين همّش رئيس الوزراء الإسرائيلي حليفه التقليدي وفتح قنوات مع خصوم تل أبيب مثل إيران وسوريا.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تهميش نتنياهو في الجولة الأخيرة تكرر في خطوات سابقة مثل بدء المحادثات النووية مع إيران، والتفاوض مع "حماس" من دون علم إسرائيل، ولفتت إلى تقرير "رويترز" الذي أفاد بأن ترمب يدرس تقديم عرض للسعودية يتيح لها الوصول إلى التكنولوجيا النووية المدنية، من دون شرط إقامة علاقات مع إسرائيل الذي وضعه الرئيس السابق جو بايدن.
وأثارت هذه الخطوات بحسب الصحيفة تساؤلات كثير من الإسرائيليين عما إذا ستصبح بلادهم "الحليف التالي الذي قد يتخلى عنه رئيس كانت تُعتبر علاقته بإسرائيل، قبل أشهر قليلة فقط، الأقوى في التاريخ الأميركي"، وقال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن، مايكل أورين، "الأمر مقلق".
كذلك وصف المستشار السابق لنتنياهو، الباحث في المجلس الأطلسي، شالوم ليبنر، المزاج العام في إسرائيل بأنه "ذعر تام"، وكتب الدبلوماسي الأميركي المخضرم الذي عمل مبعوثاً في الشرق الأوسط لدى رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين، دينيس روس، أن المخاوف الإسرائيلية حيال المفاوضات النووية وغيرها من التهديدات "لم تُؤخذ في الاعتبار، أو إن أُخذت فهي تُهمّش".
ورجح روس بأن الأصوات داخل إدارة ترمب التي تنادي بتقليص التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط باتت هي الأقوى، وأن أولوية ترمب هي تأمين استثمارات خليجية بمليارات الدولارات، مضيفاً، "ترمب يرى المصلحة الأميركية من منظور مالي وتجاري، لا جيوسياسي أو أمني، وربما يعتبر أنه يقدم ما يكفي لإسرائيل بمنحها 4 مليارات دولار سنوياً كمساعدات عسكرية".
تعزيز مكانة الدول العربية
عنونت "وول ستريت جورنال" بأن "جولة ترمب في الشرق الأوسط تعزز مكانة الدول العربية على حساب إسرائيل"، مشيرة إلى أن الزيارة قلّصت مركزية التحالف الأميركي – الإسرائيلي الذي استمر عقوداً، مما يثير تساؤلاً عما إذا كان ذلك يمثّل تحولاً إستراتيجياً، أم أنه مجرد مناورة موقتة؟
وأشارت الصحيفة إلى العلاقة الشخصية بين ترمب ونتنياهو التي كثيراً ما اتسمت بالتوتر، إذ لم ينسَ ترمب تهنئة نتنياهو العلنية لبايدن بعد فوزه في انتخابات 2020، حسبما ذكر مقربون من الرئيس، ونقلت عن محللين رأيهم بأن الخلافات الحالية تتعلق بأجندة ترمب، لا بتحوّل جذري في السياسة الأميركية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن ستيفن كوك، إن "الخلافات حقيقية والتوتر حقيقي، لكن الناس يبالغون كثيراً في أهمية استبعاد إسرائيل من جدول الزيارة، فنتنياهو التقى ترمب مرتين أخيراً، والاتصالات بين القيادات الإسرائيلية والأميركية لا تزال مستمرة".
وبالنسبة إلى دول الخليج فإن هذا التحول الموقت لصالحها يُعد تطوراً مرحباً به، وقال أستاذ شؤون الخليج والعالم العربي في جامعة الكويت، بدر السيف، "كثيراً ما ظن بعضهم في الخليج أن الطريق إلى أميركا لا يمر إلا عبر إسرائيل، اليوم نرى نافذة مفتوحة يمكننا من خلالها الوصول مباشرة إلى واشنطن، لقد أصبح لدينا وصول مباشر إلى الرجل الأول، وهو يصغي".
وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ الخميس الماضي، قال مرشح ترمب لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبورن إن "دول الخليج أصبحت الشريك المفضل... ورحلة الرئيس تثبت أن الوقت قد حان لتوسيع علاقاتنا في الخليج، ليس فقط على المستوى الأمني، بل الاقتصادي أيضاً".
ودفعت مواقف حكومة نتنياهو المتشددة الكاتب الأميركي توماس فريدمان إلى القول إن "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا"، وأشار في مقالة استبقت جولة ترمب إلى أن نتنياهو اعتقد أنه يستطيع استغلال ترمب، لكن الأخير أربكه بالمفاوضات المستقلة مع "حماس" وإيران والحوثيين. وخاطب فريدمان الرئيس ترمب قائلاً، "نادراً ما أيدت المبادرات التي اتخذتها منذ وصولك إلى البيت الأبيض، باستثناء ما يتعلق بالشرق الأوسط. زيارتك المرتقبة المنطقة ولقاؤك زعماء السعودية والإمارات وقطر، من دون نية لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توحي بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية: هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية تتصرف بطرق تُهدد المصالح الأميركية الجوهرية في المنطقة، نتنياهو ليس صديقنا".
وأثنى فريدمان على سياسة ترمب وقال، "كونك لم تسمح لنتنياهو بأن يهيمن على قراراتك كما فعل مع رؤساء أميركيين سابقين، يُحسب لك، ويؤكد أهمية حماية البنية الأمنية التي أرساها أسلافك في المنطقة".
جولة "لا تبشر بالخير" لإسرائيل
عنونت مجلة "بوليتيكو" بأن "جولة ترمب الخليجية لا تُبشّر بالخير لإسرائيل"، مشيرة إلى أن نتنياهو فضل خسارة كامالا هاريس متوقعاً أن يحصل من ترمب على حرية أكبر في التعامل مع غزة، لكن الحسابات تغيرت، فعلى رغم أن نتنياهو حصل على هامش أوسع في غزة، فإن ترمب لا يتفق معه على كثير من الملفات الأخرى، وجولة ترمب الحالية تُبرز هذا التباعد.
من جانبه، رفض السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، القول إن واشنطن تتجاهل مخاوف إسرائيل، وقال في مقابلة قبل أكثر من أسبوع لقناة تلفزيونية إسرائيلية إن "الولايات المتحدة ليست ملزمة بأخذ إذن من إسرائيل" للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين، لكنه عاد ليخفف من حدة تصريحاته عبر تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، حين انتقد تقارير إعلامية وصفها بـ"المتهورة وغير المسؤولة" حول خلاف بين ترمب ونتنياهو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 39 دقائق
- سعورس
ترمب: محادثات روسية - أوكرانية ستبدأ فوراً
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن روسيا وأوكرانيا"ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار" بعد اتصال أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفه بأنه "ممتاز". من جهته وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه "مفيد جدا"، وأضاف أمام صحافيين أن روسيا مستعدة للعمل مع أوكرانيا على "مذكرة تفاهم" بشأن "اتفاقية سلام محتملة" مشددا على الحاجة إلى "إيجاد تسويات" لدى طرفي النزاع. في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه "المذكرة" معربا عن استعداده لدرس العرض الروسي. وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" إن " روسيا وأوكرانيا ستباشران فورا مفاوضات بهدف وقف لإطلاق النار، والأهمّ بهدف إنهاء الحرب"، خاتما منشوره الطويل بعبارة "فلينطلق المسار!". ولم ينشر الرئيس الأميركي أيّ تفاصيل بشأن مكان أو زمان المفاوضات المرتقبة، مكتفيا بالقول إنّه سيكون أمرا "رائعا" إذا ما عُقدت في الفاتيكان. ولم يحصل ترمب على وقف إطلاق نار فوري كان يطالب به موسكو وكييف. وقال زيلينسكي إنه طلب من ترمب الذي أجرى معه اتصالا هاتفيا استمر 10 إلى 15 دقيقة عدم اتّخاذ "أيّ قرار" بشأن أوكرانيا من دون موافقة كييف مجددا التأكيد على أن بلاده لن تقبل بحسب جيشها من مناطق تسيطر عليها داخل أراضيها وهو مطلب روسي. وقال ترمب إنه اتصل أيضا بقادة دول أوروبية عدة لاطلاعهم على فحوى مباحثاته مع بوتين. وشمل الاتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي الكسندر شتوب ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الذين رحبوا "باستعداد الفاتيكان لاستضافة المباحثات". ولاحقا، أعرب ترمب للصحافيين في البيت الأبيض عن "اعتقاده" بأنّ بوتين مستعدّ لإنهاء الحرب. وقال ترمب "أعتقد أنه يريد إنهاء الأمر"، مضيفا "لو كنت أعتقد أنّ الرئيس بوتين لا يريد إنهاء الأمر، لما تكلّمت عن الأمر حتى". وأشار ترمب إلى أنّه ناقش والرئيس الروسي إمكانية اللقاء. ووصف الرئيس ترمب، نظيره بوتين، بأنه "رجل لطيف"، عقب محادثة هاتفية أجراها الرئيسان، الاثنين، تناولت مسألة حل الصراع في أوكرانيا ، وقال ترمب، خلال حفل عشاء لمجلس أمناء مركز "جون كينيدي للفنون المسرحية" "أجريت محادثة قصيرة مع رجل لطيف يُدعى بوتين. أجرينا في الواقع محادثة جيدة، وأحرزنا تقدما"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وبهذا التصريح، وصف ترمب يوم عمل إدارته، حيث شارك الضيوف تفاصيل المحادثة خلال الحدث. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
البنتاجون يجري "مراجعة شاملة" في الانسحاب الأميركي من أفغانستان
أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الثلاثاء، إجراء "مراجعة شاملة" بشأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021، واصفاً ما حدث بأنه "أحد أحلك وأدمى اللحظات في تاريخ أميركا الدولي". وجاء الانسحاب بناءً على اتفاق تم التوصل إليه خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى عام 2020 مع حركة "طالبان" لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة. لكن التنفيذ جرى في عهد الرئيس السابق جو بايدن عام 2021. وشهد الانسحاب سقوط 13 جندياً أميركياً في تفجير انتحاري لتنظيم "داعش خرسان" قرب مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، وذلك بينما كانت طالبان تسيطر على العاصمة. "استعادة ثقة الأميركيين" وقال هيجسيث إن "وزارة الدفاع (البنتاجون) مُلزمة، تجاه الشعب الأميركي والمقاتلين الذين ضحوا بشبابهم في أفغانستان، بكشف الحقائق.. هذه خطوة مهمة نحو استعادة الثقة مع الشعب الأميركي وجميع من يرتدون الزي العسكري، وهي ضرورية بالنظر إلى عدد الضحايا والمعدات التي فُقدت خلال تنفيذ عملية الانسحاب". وبناءً على ذلك، كلّف هيجسيث مساعده شون بارنيل، بقيادة "لجنة خاصة لمراجعة وتقييم التحقيقات السابقة"، وتحليل القرارات التي أدت إلى ما وصفه بـ"أحد أكثر اللحظات قتامة في السياسة الخارجية الأميركية". وواجه الانسحاب الأميركي من أفغانستان انتقادات حادة، بسبب الفوضى التي رافقته، بما في ذلك التخلي عن كميات كبيرة من العتاد العسكري، وعودة طالبان السريعة إلى حكم البلاد. وخدم نحو 800 ألف جندي أميركي في أفغانستان بعد الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة من قبل تنظيم "القاعدة". وأودت الحرب بحياة 2238 جندياً أميركياً، وجُرح ما يقرب من 21 ألفاً آخرين، فيما تشير تقديرات مستقلة إلى أن عدد الضحايا من قوات الأمن الأفغانية والمدنيين تجاوز 100 ألف.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
مسؤولون أميركيون: ترمب محبط من استمرار حرب غزة ويريد إنهاءها
أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، الثلاثاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "محبط" من الحرب المستمرة في قطاع غزة، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد إنهاءها، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة. وذكر الموقع، أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعترفون بـ"تزايد التباين" في السياسات بين ترمب الذي يريد إنهاء الحرب، ونتنياهو الذي يعمل على توسيعها بشكل كبير، رغم نفيهم اعتزام الرئيس الأميركي التخلي عن دعم إسرائيل. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"أكسيوس"، إن ترمب "يشعر بالإحباط مما يحدث في غزة، ويريد إنهاء الحرب وعودة المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات، كما يريد البدء في إعادة إعمار غزة"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي "انزعج من صور الأطفال والرضع الذين يعانون في غزة، وضغط على الإسرائيليين لإعادة فتح المعابر". وحذرت الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال معرضون للموت جوعاً إذا لم تزد كمية المساعدات بشكل كبير. "فانس يلغي زيارة لإسرائيل" وصعّدت إسرائيل هجومها على غزة، بهدف تهجير قرابة مليوني فلسطيني، وتسوية معظم القطاع بالأرض. وقتلت المئات خلال أسبوع، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 55 ألفاً منذ بداية الحرب. ومنذ زيارة ترمب إلى المنطقة، تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل و"حماس" لقبول مقترح جديد قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. وأشار المسؤول الأميركي، إلى أن ترمب "يرى فرصة حقيقية لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة، لكنه يعتبر أن الحرب في غزة هي آخر بؤرة ساخنة ويُريد إنهاءها". واعتبر مسؤول آخر في البيت الأبيض، أن هذه الحرب "مصدر تشتيت لترمب عن أولوياته الأخرى"، مشيراً إلى "إحباط كبير من استمرار هذه الأزمة". ولفت إلى أن "قرار ترمب بالتحرك بشكل أحادي لتأمين إطلاق سراح المحتجز الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بدلاً من انتظار موافقة إسرائيل على صفقة شاملة، كان نتيجة هذا الإحباط". ووفقاً لـ"أكسيوس"، دفع الجمود في المحادثات والأوضاع في غزة، نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى إلغاء خططه لزيارة إسرائيل هذا الأسبوع، في إشارة إلى عدم رضا واشنطن عن السياسات الإسرائيلية الحالية. وفي المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس"، إن "نتنياهو لا يشعر حالياً بضغط قوي من ترمب". وأضاف: "إذا كان ترمب يريد صفقة تتعلق بالأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فعليه أن يمارس مزيداً من الضغط على الجانبين". ما بعد حرب غزة وتناقش الولايات المتحدة ودول المنطقة خطة ما بعد حرب غزة، ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، هذه المسألة بـ"المحورية، وأن حلها ليس سهلاً". وقال: "لقد تواصلنا مع شركائنا.. نحن منخرطون بوضوح مع شركائنا الإقليميين لصياغة تصور لما يمكن أن يبدو عليه القطاع في المستقبل". وأشار إلى أنه "مع استمرار الصراع، كان التركيز الأكبر منصباً على الوضع الإنساني، وعلى تحرير المحتجزين، ومحاولات متكررة وفاشلة لوقف إطلاق النار، وهي مستمرة حتى الآن على أمل الوصول إلى تهدئة في مرحلة ما". واعتبر أن "المسألة الأساسية ليست في التمويل، يمكننا توفير الموارد. ولا في الشركاء، يمكننا إيجادهم. السؤال الجوهري لمستقبل غزة هو: من سيحكمها؟". ولفت إلى أنه "طالما هناك جماعة مثل حماس تحكم غزة، سيكون من الصعب جداً تصوّر سلام دائم أو ازدهار حقيقي"، داعياً إلى "إزالة" الحركة أو "أي تنظيم آخر يخرج من عباءتها". ويرى أن "إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي إيجاد سلطة حاكمة على الأرض داخل غزة، قادرة على توفير الأمن اللازم، والذي بدونه لن يتحقق السلام، وبدون السلام لن يكون هناك ازدهار، وهو ما نطمح إليه لشعب غزة". هوة بين الطرفين من جهته، قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إن جولة المفاوضات بالدوحة خلال الأسابيع الماضية: "لسوء الحظ، لم تؤد لأي تقدم، لأن هناك هوة أساسية بين الجانبين حيث يريد طرف اتفاقاً جزئياً، بينما يسعى الطرف الثاني لاتفاق واحد ينهي الحرب، ويؤدي إلى الإفراج عن الأسرى". وأضاف رئيس الوزراء القطري في حوار خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي: "لذلك لم نتمكن من ردم هذه الهوة من خلال المقترحات التي قدمناها بناء على خبراتنا السابقة في الاتفاق الأول الذي انهار ونحن الآن عالقون في هذا الوضع"، مشدداً على أن "الحل يتم فقط عبر المسار الدبلوماسي، وأنه بخلاف ذلك ستكون هناك تكلفة إضافية من الجانب الفلسطيني، ومن جانب الرهائن أيضاً". وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية "تواصل أعمالها هذه مع إفلات من العقاب"، وقال: "نسمع بعض التصريحات غير المسؤولة حول الوضع الإنساني هناك، وحول توزيع المساعدات والأغذية، وهي أمور غير مسبوقة في عالم اليوم، ويجب ألا تكون مقبولة للأسرة الدولية".