logo
لماذا يضعك إقراض المال للأصدقاء والأقارب في مأزق حقيقي؟

لماذا يضعك إقراض المال للأصدقاء والأقارب في مأزق حقيقي؟

BBC عربيةمنذ 6 أيام
عندما يأتي بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة لاقتراض النقود، يمكن أن تحدث أشياء غريبة بسرعة، فما سبب ذلك؟
مر معظمنا بتجربة إقراض المال لبعض أحبائنا، سواء كان ذلك في صورة كتابة شيك لأحد أفراد الأسرة الذي تأخر في دفع الإيجار، أو منح صديق مبلغاً من المال، على الرغم من أن ذلك قد يكون غير مريح بشكل كبير.
ويكون هذا هو الحال بشكل خاص إذا كان هذا الشخص نفسه قد استفزك لدفع المال لمالك العقار لأشهر متتالية، أو لا يبدو مهتماً على الإطلاق بإعادة الأموال التي اقترضها منك بعد أن ساعدته في الخروج من المأزق الذي كان يعاني منه.
ومع ذلك، يلجأ العديد من الأشخاص إلى الأصدقاء والعائلة لاقتراض أموال إضافية، خاصة خلال الأوقات الصعبة.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 2019 أنه عندما يواجه الشخص مصروفات افتراضية قدرها 400 دولار لا يكون قادراً على تغطيتها على الفور، فإن النهج الثاني الأكثر شيوعاً هو اللجوء للاقتراض من صديق أو أحد أفراد الأسرة (وضع الرسوم على بطاقة الائتمان كان هو الخيار الأول).
وأثناء وباء كورونا، ربما اتجه الناس بشكل خاص إلى المقربين الموثوق بهم للحصول على المساعدة.
ومع ذلك، ليس هناك شك في أن إدخال الأموال في العلاقة بين الأشخاص يمكن أن يجعل الأمور غريبة بعض الشيء. نحن بشكل عام قريبون للغاية من الأشخاص الذين نقرضهم، لكن خبراء يقولون إن إقراض المال يؤدي إلى اختلال التوازن في هذه العلاقة الوثيقة.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى أن يشعر كلا الطرفين بمشاعر معقدة، مثل الخزي والإحراج والغضب.
قد يكون الخروج من هذا النوع من المواقف صعباً، لكن يمكن تجنب الكثير من الانزعاج الذي يصاحب مساعدة صديق للخروج من أزمته، من خلال التواصل الواضح وتحديد التوقعات والإطار الزمني لرد الأموال.
تقول ماغي بيكر، عالمة نفس ومتخصصة في معالجة الأمور المالية ومقيمة بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، إن الناس يتحدثون كثيراً عن المال، لكننا لا نسأل بعضنا بعضاً عن أوضاعنا المالية بالتفصيل. وتضيف: "هناك شكل من أشكال التعتيم حول موضوع المال بأكمله، وما تملكه وما لا تملكه".
ويقول جي مايكل كولينز، مدير مركز الأمن المالي في جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة، إن المال بالفعل من الموضوعات التي لا ينبغي الحديث عنها ويُنظر إليها على أنها من المحرمات، وهو الأمر الذي يجعل العلاقات معقدة وغامضة.
ويضيف: "إذا ذهبت إلى أحد البنوك وحصلت على قرض، فسيعرف مسؤولو البنك ما إذا كان بإمكاني سداد القرض أم لا. وسوف أوقع على عقد، وسيقول هذا العقد إنه إذا فشلت في الدفع، فسيحدث شيء ما: سيحجزون على راتبي، أو يستعيدون سيارتي. لكننا لا نفعل أي شيء من هذا القبيل عندما نقرض المال لأحد الأقارب أو الأصدقاء".
هذه "الطبيعة الفضفاضة" للاتفاق، فضلاً عن "الافتقار إلى القدرة على المتابعة أو المساءلة هي التي تجعل الناس يشعرون بالقلق".
كما أن إقراض المال لشخص ما يعني أن شكل العلاقة بالكامل يتغير. تقول بيكر: "إذا أقرضت شخصاً ما، فسيكون مديناً لك سواء رد إليك المال أم لا - ثم ستصبح فجأة أنت الطرف الأقوى في العلاقة".
ويؤدي هذا إلى تغيير دورك في العلاقة. يقول براد كلونتز، عالم النفس المالي والأستاذ المساعد في جامعة كريتون في نبراسكا بالولايات المتحدة: "لم تعد مجرد صديق أو فرد من أفراد العائلة، لكنك تحولت فجأة إلى مسؤول قروض".
وهناك أيضاً درجة عالية من الشك وعدم اليقين بالنسبة للمُقرض، لأنه بغض النظر عن مدى قربك من الشخص الذي تقرضه، فقد لا يكون لديك أي فكرة عن كيفية تعامله مع الأمور المالية. في الواقع، يقول خبراء إن معظم القروض لا تُرد مرة أخرى. تقول بيكر إنه في تسع مرات من أصل 10 لا يرد الشخص القرض الذي حصل عليه من صديقه!
ويتفق كلونتز مع هذا الأمر، قائلاً: "يتعين عليك أن تكون متقبلاً من الأساس وبنسبة 100 في المئة أنه قد لا يمكن استردادك للمبلغ الذي أقرضته".
وغالباً ما سيعطي الشخص الذي يطلب منك القرض أولوية لدفع جميع فواتيره ونفقاته الأخرى أولاً قبل التفكير في رد المبلغ الذي حصل عليه منك. وحتى في هذه الحالة، سيفترض هذا الشخص أنك مرتاح مالياً لدرجة أنك لا تهتم بما إذا كنت ستستعيد أموالك أم لا!
يقول كلونتز: "ما يحدث عادة هو أن الشخص الذي اقترض منك بعض الأموال سيبدأ في تجنبك، ثم تبدأ أنت في الشعور بالاستياء. سوف تشعر وكأنك تتعرض للاستغلال، وستشعر أن شخصاً ما لا يحترم حدودك أو لا يحترمك أنت شخصياً".
ويضيف: "إنها لحظة حرجة للغاية، لأنك إذا أقرضتهم المال، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير العلاقة، وإذا لم تقرضهم فقد يؤدي ذلك إلى تدمير العلاقة أيضاً، لأنهم قد يشعرون بالاستياء منك لأنك لم تساعدهم في تلك الأوقات الصعبة وفي اللحظة التي يحتاجونك فيها".
ويتفق الخبراء على أنه إذا وُضعت في هذا الموقف دون أن تضع خطة واضحة لاسترداد أموالك، فمن المحتمل أن يأتي ذلك بنتائج عكسية. يقول كلونتز: "إنها وصفة للشعور بالاستياء".
بطبيعة الحال، فإن دفع المقابل المادي لوجبة عشاء أو فاتورة مشروبات لصديقك أثناء خروجك معه يختلف تماماً عن إقراض شخص ما مبلغاً محدداً من المال. لكن الخبراء يقولون إن إقراض المال للأصدقاء يصبح مشكلة عندما يتكرر أكثر من مرة، وعندما يتوقع منك الصديق أن تستمر في دفع فواتيره.
يقول كولينز: "هذه هي اللحظة التي يجب أن تكون فيها واضحاً تماماً، وأن تقول له إنك سعيد بالخروج معه لكنك لن تدفع ثمن العشاء الخاص به هذه المرة. يتعين عليك أن تلتزم بهذا النوع من الشفافية مسبقاً مع الناس".
أما إذا طُلب منك إقراض شخص ما مبلغاً كبيراً، فإن "القاعدة الأولى هي أن تمنح نفسك وقتاً للتفكير في الأمر"، كما تقول بيكر، إذ يتعين عليك أن تستشير شريكك في الحياة أو أفراد أسرتك أو أي شخص آخر يشاركك قراراتك المالية.
يقول كولينز إنه حتى إذا لم يكن لديك عقد مكتوب، فيتعين عليك أن تضع خطة سداد بمواعيد نهائية محددة. فإذا أقرضت شخصاً ما نصف قيمة إيجاره - 500 دولار على سبيل المثال - فقل له "أعلم أنك تحصل على راتبك يوم 15 في الشهر، فما رأيك أن ترد لي الـ 500 دولار يوم 17 في الشهر؟ أو إذا كنت ترغب في دفع هذا المبلغ على دفعتين بقيمة 250 دولاراً، فيمكنك أن تدفع لي 250 دولاراً يوم 15، و250 دولاراً يوم 30 من الشهر".
يقول كولينز: "كن دقيقاً للغاية في هذا الأمر".
تقول بيكر: "قد يبدو هذا قاسياً لبعض الأشخاص، لكنني سأجعل الشخص الذي يقترض مني يكتب عقداً بذلك".
وتطالب بيكر الشخص الذي يقرض شخصاً آخر بأن يكون محدداً قدر الإمكان، بل ويتعين عليه أن يطرح فكرة تحصيل فائدة على المبلغ الذي أقرضه، حتى ولو لم تكن بنفس قيمة الفائدة التي يحصل عليها البنك.
وتضيف: "امنح هذا الشخص فرصة للتفكير في الأمر ملياً، ومعرفة ما إذا كان يريد حقاً أن يقترض منك أم أنه من الأفضل له الذهاب إلى أحد البنوك، فذلك الأمر يجب ألا يكون شخصياً تماماً ولن يفسد العلاقة بينكما".
وبغض النظر عن طريقة الإقراض، يتعين عليك أن تبتعد تماماً عن إقراض صديقك الذي له ماض سيء في الأمور المالية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا
ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا

BBC عربية

timeمنذ 21 ساعات

  • BBC عربية

ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على المكسيك والاتحاد الأوروبي، في إطار ضغط إضافي للدفع نحو إبرام اتفاقات تجارية. وقال ترامب في رسالتين منفصلتين نشرهما على منصته "تروث سوشال"، إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، مشيراً إلى دور المكسيك في "تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة"، واختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي. والنسبة التي أعلنها ترامب تتخطى نسبة الـ 25 في المئة، التي فرضها في وقت سابق على السلع المكسيكية. وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ تخطّت النسبة تلك التي أعلنها ترامب في أبريل/نيسان الماضي، وبلغت 20 في المئة. ولم تقتصر الإعلانات عن الرسوم الجمركية على المكسيك والاتحاد الأوروبي فقط، إذ وجه ترامب منذ مطلع الأسبوع الجاري رسائل لأكثر من 20 بلداً، لإبلاغها بالرسوم الجمركية الجديدة. وكانت كندا، الجارة الحليفة للولايات المتحدة، قد تلقّت كذلك رسالة مماثلة حدد فيها ترامب نسبة الرسوم على سلعها بـ 35 في المئة. كيف بدأت قصة الرسوم الجمركية؟ منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن ترامب فرض رسوم على الشركاء التجاريين لبلاده، ما أحدث اضطراباً في الأسواق المالية وأثار مخاوف من تدهور الاقتصاد العالمي. وفي مطلع أبريل/نيسان، وقع ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه "رسوماً جمركية مضادة" على واردات بلاده من دول العالم بنسب متفاوتة، فيما أطلق عليه "يوم التحرير"، لكنه عاد في 9 أبريل/نيسان، ليعلن تعليق فرض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. وخلال تلك المدة، واجهت إدارة الرئيس الأمريكي ضغوطاً لإبرام اتفاقات مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بعدما وعدت بالتفاوض حولها. وحتى الآن، لم تعلن الإدارة الأمريكية عن التوصل لاتفاقات تجارية باستثناء اتفاقين أبرمتهما مع بريطانيا وفيتنام، إلى جانب خفض مؤقت للرسوم مع الصين. وكان من المفترض أن تنتهي تلك المهلة في 9 يونيو/تموز الجاري، أي يوم الأربعاء الماضي، إذ تهياّ الاتحاد الأوروبي وعشرات البلدان الأخرى لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية المحددة حالياً عند 10 في المئة، لكن ترامب عاد ومددّ المهلة حتى الأول من أغسطس/آب. ماذا كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي؟ وفي ردّ فعل أولي على إعلان الرئيس الأمريكي تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي، حذّر الاتحاد من أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد، لكنّه أبدى استعداده لمواصلة العمل على اتفاق مع واشنطن. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيان، إن فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي. وأضافت: "ما زلنا مستعدين لمواصلة العمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب"، لكنها لوّحت باتخاذ "إجراءات مضادة متكافئة" عند الضرورة "للحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي". وكان الاتحاد الأوروبي قد أعدّ لرسوم مضادة على منتجات أمريكية تصل قيمتها إلى نحو 21 مليار يورو، بعد أن فرض ترامب رسوماً منفصلة على واردات الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام. لكن هذه الرسوم عُلّقت حتى 14 يوليو/تموز، ولم يتخذ المسؤولون الأوروبيون حتى اللحظة أي إجراء لتمديد هذا التعليق. من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استياء فرنسا الشديد" مما أعلنه الرئيس الأمريكي، ودعا الاتحاد الأوروبي الى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". فيما دعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، في بيان، الاتحاد الأوروبي، إلى التفاوض "بشكل براغماتي مع الولايات المتحدة" فيما تبقّى من وقت، للتوصل إلى حل يركز على نقاط الخلاف الرئيسية. ماذا كانت ردة فعل المكسيك؟ وكان ترامب قد وجّه رسالة لنظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، قال فيها إن المكسيك "تساعدني في ضبط الحدود، لكن ما تفعله المكسيك غير كاف"، مؤكداً فرض تعريفات بنسبة 30 في المئة على السلع المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة. وقالت الحكومة المكسيكية إنها تبلغت بالتهديد الجديد في محادثات مع الولايات المتحدة الجمعة. ووصفت المكسيك الرسوم بأنها "اتفاق مجحف"، لكن رئيستها، كلاوديا شينباوم، أعربت عن ثقتها بـ "التوصل الى اتفاق" مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية. وقالت شينباوم إن بلادها ستتوصل إلى اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة، مضيفةً أن إجراء مفاوضات سيتيح الحصول على "شروط أفضل" في الأول من أغسطس/آب، موعد تطبيق الرسوم الجديدة. وقال وزيرا الاقتصاد والخارجية المكسيكيان، في بيان مشترك: "ذكرنا على طاولة التفاوض أنه اتفاق مجحف وأننا لا نوافق عليه".

قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية
قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 35 في المئة على السلع الكندية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، قبل انتهاء المدة التي حددها البلدان للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد. وجاء الإعلان على شكل رسالة نشرها ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "سوشيال تروث"، ضمن تهديدات أخرى بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15 في المئة و 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين. من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن حكومته ستواصل حماية العمال والشركات في البلاد، بينما يقترب الموعد النهائي للمدة المحددة للمفاوضات التجارية. وأرسل ترامب أكثر من عشرين رسالة مماثلة إلى شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة هذا الأسبوع، كما قال إنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي. وكما هو الحال مع كندا، تعهد ترامب بتنفيذ تلك الرسوم الجمركية بحلول الأول من أغسطس/آب. وتم بالفعل فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على بعض السلع الكندية، كما تضررت كندا بشدة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم والسيارات - على الرغم من وجود إعفاء حالي للسلع التي تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الإعفاء من اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) سيظل سارياً حتى مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية. كما فرض ترامب رسوماً جمركية عالمية بنسبة 50 في المئة على واردات الألومنيوم والصلب، ورسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع السيارات والشاحنات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة. كما أعلن مؤخراً عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. وتبيع كندا حوالي ثلاثة أرباع بضائعها إلى الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر مركزاً لتصنيع السيارات ومورداً رئيسياً للمعادن، مما يجعل الرسوم الجمركية الأمريكية مضرة لهذه القطاعات بشكل خاص. وجاء في رسالة ترامب أن الرسوم الجمركية البالغة 35 في المئة، ستكون منفصلة عن تلك الرسوم المفروضة على قطاعات محددة. وأضاف ترامب: "كما تعلمون، لن تكون هناك رسوم جمركية إذا قررت كندا - أو الشركات داخلها - بناء أو تصنيع منتجات داخل الولايات المتحدة". كما ربط ترامب الرسوم الجمركية بما سمّاه "فشل كندا" في وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن الرسوم التي تفرضها كندا حالياً على مزارعي الألبان في الولايات المتحدة والعجز التجاري بين البلدين. ما هي الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب؟ ولماذا؟ يقول ترامب: "إذا تعاونت كندا معي لوقف تدفق الفنتانيل، فربما ندرس تعديل هذه الرسالة. قد تُعدّل هذه الرسوم، بزيادتها أو نقصانها، حسب علاقتنا". واتهم ترامب كندا في السابق - إلى جانب المكسيك - بالسماح "لأعداد كبيرة من الناس بالدخول إلى الولايات المتحدة ودخول الفنتانيل". وفي رده على منصة إكس، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بلاده حققت تقدماً جوهرياً "لوقف آفة الفنتانيل" في أمريكا الشمالية، وإن حكومته ملتزمة بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لحماية المجتمعات في كلا البلدين. وفقًا لبيانات الجمارك وحرس الحدود الأمريكي، تُصادر حوالي 0.2 في المئة فقط من جميع كميات الفنتانيل التي تدخل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الكندية، أما باقي الكمية، فتُصادر عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت كندا أيضاً عن زيادة التمويل لأمن الحدود وعينت مسؤولاً عن مكافحة الفنتانيل رداً على شكاوى ترامب. وانخرطت كندا في محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تجاري وأمني جديد. وفي قمة مجموعة السبع في يونيو/حزيران الماضي، قال كارني وترامب إنهما ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق جديد خلال 30 يوماً، وحددا موعداً نهائياً لانتهاء المفاوضات في 21 يوليو/تموز الجاري. وهدّد ترامب في رسالته بزيادة الرسوم الجمركية على كندا إذا ردّت بالمثل. وفرضت كندا بالفعل رسوماً جمركية مضادة على الولايات المتحدة، وتعهّدت بفرض المزيد إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي. وفي أواخر يونيو/حزيران، ألغى رئيس الوزراء الكندي ضريبة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بعد أن وصفها ترامب بأنها "هجوم صارخ" وهدد بإلغاء محادثات التجارة. وقال كارني إن الضريبة تم إلغاءها "كجزء من مفاوضات أكبر" بشأن التجارة بين البلدين. ورفضت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي، الجمعة، أسئلة وسائل الإعلام حول ما إذا كانت أوتاوا تبذل جهداً كافياً للدفاع عن الكنديين، واكتفت بالقول: "لن نتفاوض علناً".

رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ما لم تُفتح الأسواق أمام السلع القادمة من بلاده
رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ما لم تُفتح الأسواق أمام السلع القادمة من بلاده

BBC عربية

timeمنذ 4 أيام

  • BBC عربية

رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ما لم تُفتح الأسواق أمام السلع القادمة من بلاده

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفعة جديدة من الرسائل إلى خمسة شركاء تجاريين الأربعاء من بينهم الجزائر وليبيا والعراق، محدّداً فيها تعرفات جمركية، فيما تسعى واشنطن إلى إبرام مجموعة واسعة من الصفقات التجارية. ونصّت هذه الرسائل التي وجّهت إلى الفلبين وبروناي والجزائر وليبيا والعراق على رسوم جمركية تتراوح بين 20 و30 في المئة. وكما هي الحال مع الدفعة الأولى من الرسائل التي نُشرت الإثنين، لا تختلف نسبة التعرفات كثيراً عن تلك التي أعلن عنها بداية في أبريل/نيسان، حتى لو كان بعض الشركاء قد تلقّى نسباً أدنى بكثير هذه المرّة. وكان ترامب قد أقرّ زيادات جمركية بنسبة 10 في المئة على القسم الأكبر من الواردات إلى الولايات المتحدة، ثم أعلن عن رسوم أعلى لبلدان كثيرة قبل أن يعلّق العمل بها. وكان من المفترض أن ينتهي تعليق العمل بالتعرفات الجديدة في التاسع من يوليو/تموز، لكن المهلة مُدّدت إلى الأول من أغسطس/آب. وباتت الدول المهدّدة بزيادات جمركية أمريكية تتلقّى رسائل تحدّد فيها التعرفات الجمركية لبضائعها. وأتت رسائل ترامب الجديدة مماثلة تقريباً لتلك التي صدرت مطلع الأسبوع، مبرّرة التعرفات بأنها رد على القيود التجارية "البعيدة كل البُعد للأسف من أن تكون متبادلة". ودعت البلدان إلى تصنيع سلع في الولايات المتحدة لتفادي الرسوم، مع التهديد بالتصعيد في حال تمّ الرد بالمثل على هذه التدابير. وبالإضافة إلى الزيادات الجمركية على سلع من دول مختلفة، أقرّ ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني رسوماً على الفولاذ والألمنيوم والسيارات. كما أعلن صباح الخميس عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الواردات الأمريكية من النحاس، ابتداءً من الأول من أغسطس/آب. التبادل التجاري بين أمريكا والدول العربية الثلاث بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وأمريكا في عام 2024 نحو 9 مليارات دولار، بحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية، وحققت بغداد فائضاً تجارياً كبيراً مع واشنطن يبلغ نحو 5.7 مليار دولار. وبلغ حجم التبادل الأمريكي التجاري مع الجزائر عام 2024 نحو 3.5 مليار دولار، ويميل الميزان التجاري إلى صالح الجزائر بفائض 1.5 مليار دولار. فيما وصل حجم التبادل التجاري بين ليبيا وأمريكا في عام 2024 إلى نحو ملياري دولار، ويميل الميزان التجاري لصالح طرابلس بنحو 1.4 مليار دولار. الجزائر وليبيا هما ثاني بلدين مغاربيين، يفرض عليهما ترامب رسوماً جمرمية بقيمة 30 في المئة، وذلك بعد أيام من فرض إجراء مماثل بنسبة 25 في المئة في حق تونس. ترامب يدعو العراق إلى فتح أسواقه أمام المنتجات الأمريكية أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على جميع المنتجات العراقية التي تدخل الأسواق الأمريكية، بدءاً من الأول من أغسطس/آب 2025، في إطار تصحيح ما وصفه بـ"عجز تجاري كبير" سببه سياسات العراق الجمركية وغير الجمركية. وأكد ترامب في رسالة له أن بلاده قررت مواصلة علاقتها التجارية مع العراق، لكنها اشترطت أن تكون "أكثر توازناً وعدلاً"، متهماً بغداد بعدم تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل طوال السنوات الماضية. الرئيس الأمريكي أوضح أن الرسوم الجديدة لن تشمل الشركات العراقية التي تقرر بناء أو تصنيع منتجاتها داخل الولايات المتحدة. وأشار إلى أن إدارته ستعمل على تسريع منح الموافقات لتلك المشاريع "بشكل مهني وسريع وفي غضون أسابيع". وأضاف ترمب أن أية زيادة عراقية محتملة في التعرفة الجمركية ستقابلها زيادة مماثلة فوق نسبة الـ30 في المئة التي قررتها واشنطن، مشدداً على أن "هذه الرسوم ضرورية لمعالجة سنوات من السياسات التجارية غير المتوازنة". واختتم رسالته بالتأكيد على استعداد بلاده لتعديل هذه الرسوم "صعوداً أو هبوطاً" بناءً على طبيعة العلاقة المستقبلية مع العراق، داعياً بغداد إلى فتح أسواقها التجارية المغلقة أمام المنتجات الأمريكية. ترامب يفرض رسوماً على البرازيل دفاعاً عن بولسونارو أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على الواردات البرازيلية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب وذلك بسبب الملاحقات القضائية التي يتعرّض لها الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو والتي اعتبرها ترامب "حملة مطاردة شعواء". وفي رسالة بعث بها إلى نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قال ترامب إن "الطريقة التي تعاملت بها البرازيل مع الرئيس السابق بولسونارو (...) هي وصمة عار عالمية"، مشدّداً على وجوب "أن تنتهي على الفور حملة المطاردة الشعواء هذه". وفور نشر رسالة ترامب تراجعت قيمة الريال البرازيلي بنسبة 2 في المئة مقابل الدولار لتبلغ 5.56 ريالاً للدولار الواحد. وفي رسالته، اتّهم الرئيس الأمريكي أيضاً البرازيل بشنّ "هجمات خبيثة على الانتخابات الحرة وحرية التعبير الأساسية للأمريكيين"، مشيراً على وجه الخصوص إلى محاولات قامت بها المحكمة العليا البرازيلية لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي ومكافحة نشر معلومات مضلّلة عبر هذه المنصات. وبشأن الرسوم الجمركية الإضافية التي يعتزم فرضها، كتب ترامب "اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، سنفرض تعرفة جمركية بنسبة 50 في المئة على أي منتج برازيلي يدخل إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعرفات القطاعية". وحذّر الرئيس الجمهوري من أن "المنتجات التي تمرّ عبر دولة أخرى لتجنّب هذه الرسوم الإضافية ستخضع لتعرفات جمركية أعلى". كما هدّد ترامب في رسالته من أن "أي إجراء انتقامي قد تُقدم عليه برازيليا سيؤدّي إلى زيادة الرسوم الأمريكية بنفس المقدار". وكان ترامب دعا الإثنين السلطات البرازيلية إلى "ترك بولسونارو وشأنه"، معتبراً أن "الرئيس السابق اليميني المتطرف يتعرّض في بلده لحملة مطاردة شعواء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store