logo
لماذا لم يسقط آياتُ الله؟!

لماذا لم يسقط آياتُ الله؟!

مصر 360منذ 17 ساعات
عندما قامت دولة 23 يوليو 1952،كان كل خصومها، يتوقعون لها سقوطاً سريعاً، بعده يعود النظام القديم والأحزاب القديمة والسياسة القديمة والمجتمع القديم، ثم ها هي قد مضى عليها من عمر الزمان ثلاثة أرباع قرن، ولم تسقط إلا فاصلاً محدوداً مع موجة 25 يناير 2011 م، ثم عادت من جديد مع موجة 30 يونيو 2013، أي ما يقرب من ثلاثين شهراً فقط، سقط خلالها ظاهر دولة يوليو، أي اختفى رئيسها، لم يعد الرئيس من ضباط الجيش، لكن باطنها العميق كان على حاله مستقراً في مفاصل الدولة وبنية المجتمع، هذا الباطن العميق المتجذر المستقر، استوعب الرئيس الجديد، ثم في الوقت المناسب تخلص منه، وعادت دولة يوليو من جديد، تستأنف مسيرتها في التاريخ، رغم أنها تخلت عن كافة بنود العقد الاجتماعي الذي تأسست عليه، وفرضت عقداً اجتماعياً جديداً، يحتفظ بديكتاتورية يوليو دون مزاياها الاجتماعية لصالح الفقراء، ودون مزاياها السياسية لصالح دور مصري قومي قوي في الإقليم والعالم، عادت دولة يوليو، لكن دون مزاياها لصالح الطبقات الوسيطة والفقيرة، دولة يوليو القديمة كانت تحتفظ بحقها في القهر، لكن كانت تحمي الشعب من الفقر، دولة يوليو الجديدة تجمع بين حقها في القهر، وترك عموم الناس لغوائل الفقر تفعل فيهم ما تشاء .
عندما قامت الجمهورية الإسلامية في إيران 1979، تكررت القصة ذاتها، توقع خصومها، أن تفشل، وأن تسقط سريعاً، ليعود النظام القديم، ولو في شكل جديد يسترضي به الشعب، بعد أن استوعب الدرس، فنظام الجمهورية الإسلامية في إيران لم يبدأ بانقلاب عسكري في منتصف الليل، مثل جمهورية الضباط الأحرار في مصر، نظام الجمهورية الإسلامية تأسس عقب سلسلة من الثورات الشعبية على مراحل متقطعة، شغلت سنوات الربع الثالث من القرن العشرين، وزادت عليه سنوات عدة، ثورات شعبية حقيقية تنطبق عليها كل مواصفات الثورات الشعبية العظيمة، وخابت كل التوقعات، ولم يسقط حكم آيات الله في إيران، كما لم يسقط حكم ضباط الجيش في مصر، ويظل النظامان لغزاً، يحير ألباب الكثيرين من دارسي الشرق الأوسط، لغز من عدة زوايا: 1- عدم خبرة الضباط في مصر بالحكم من قبل، في بلد تكونت فيه عبر مائة وخمسين عاماً طبقات اجتماعية وسياسية وفكرية غنية وثرية مادياً وأدبياً ومستقرة، ومتجذرة سواء في السياسة أو الثقافة أو المجتمع أو علاقاتها مع العالم الخارجي، وكذلك عدم خبرة آيات الله في إيران بالحكم من قبل، صحيح هم جزء فعال ومؤثر في السياسة، لكن لم يسبق لهم منذ تأسست الحوزات العلمية مع فرض عقيدة التشيع بصفة رسمية على الدولة والمجتمع قبل خمسة قرون أو أكثر عند مطلع القرن السادس عشر، لم يكن للضباط في مصر خبرة بالحكم، لكن كانوا جزءاً من العملية السياسية، وكذلك كان الفقهاء في إيران. 2- ثم لغز من جهة كثرة الخصوم في الداخل والخارج الذين يتمنون ويحلمون ويسعون ويعملون- سراً وعلانيةً- لإسقاط النظام، هكذا كان حال الضباط في مصر، كما كان، وما زال حال آيات الله في إيران. 3- ثم لغز من جهة أن قوى دولية وإقليمية كثيرة، تعاونت في الحالتين للتخلص من ضباط مصر وفقهاء إيران دون نجاح يُذكر، ففشلت كافة المحاولات، وبقي النظامان اللذان يخرجان من كل محنة أشد وأقوى. 4- ثم لغز من جهة أن الأنظمة التي كانت قبلهما سقطت، رغم أنها كانت أثبت وأشد وأرسخ أقداماً منهما، في حين تغلب الضباط، ثم الفقهاء على كافة الصعاب، كأنها لم تكُن. 5- لغز من جهة أن اللحظة التي تأسس فيها النظامان كانت هشة ومضطربة، وتختلط فيها الأوراق، ولا شيء مضمون سواء في بنية الدولة أو المجتمع، ورغم ذلك استطاعت مراكب الضباط، ثم الفقهاءأن تخترق الأمواج المتلاطمة والضباب الكثيف، رغم الرياح العاصفة ورغم هشاشة المركب وضعف المجاديف.
في نكسة 5 يونيو 1967م العربية، كان هدف الحرب إسقاط قيادة عبد الناصر، لكنه لم يسقط، سقط بعضه، لكن لم يسقط كله، سقط بعض نظامه، لكن بقي النظام صامداً رغم تصدع بعض جدرانه، سقطت هيبته، لكن لم تسقط محبته، انشرخت قامته، لكن لم تسقط زعامته، انهزمت الأمة العربية بكاملها تحت قيادة زعيمها الأول، سقطت في بئر عميق وسقطت الأمة خلفه، لكنها حتى في لحظة السقوط لم تفقد الثقة فيه، ولم تتنكر لزعامته، ولم تبحث عن غير قيادته، لقد أفلح عبد الناصر في إقناع الأمة، أنه الحل الوحيد حتى وهو مهزوم، فلم تجهد نفسها في البحث عن حل بديل، ما دام هو قائم وسطها، يحدثها وتسمعه، تساقط الكثير من عبد الناصر ومن نظامه ومن هيبته، لكن بقيت قيادته، كما بقيت محبته، كما بقي الاعتقاد الجازم، أنه الحل الوحيد الذي ليس عنه بديل.
في نكسة 13 يونيو 2025 الفارسية، كان الهدف إسقاط النظام، تساقط بعض النظام بالفعل، انهدت بعض أركانه، سقط عدد معتبر من كبار رجاله في العسكرية والاستخبارات والعلوم النووية، لكنه لم يسقط، عض على جروحه، ورد على العدوان، وسجل للتاريخ أول نار فارسية، تشعل عاصمة الدولة العبرية، لم يحدث ذلك من قبل بهذه القوة، وهذه الكثافة، عاصمة العدو عاشت اثني عشر يوماً في جحيم كاف، لنسف ليس فقط بعض المباني والمنشآت والأهداف، لكن كاف لينسف كافة نظريات الأمن الإسرائيلي من جذورها، في أقل من أسبوعين، انكشفت هشاشة هذا الكيان الاصطناعي الغريب على المكان والزمان، انكشف عجز الدولة الصهيونية عن استرداد مواطنيها من المقاومة الفلسطينية، كما انكشف عجزها عن تحصين نفسها ومواطنيها ضد الصواريخ الإيرانية، كما ينكشف عجزها الأخلاقي والإنساني كل يوم في ضمائر الرأي العام في كل مكان من العالم.
هذان درسان، يحتاجان للفهم والتدقيق والاستيعاب: لماذا لم يسقط عبد الناصر رغم الضربة قاصمة الظهر صباح 5 يونيو 1976؟ ولماذا لم يسقط آيات الله رغم الضربة المتوحشة صباح 13 يونيو 2025؟
عبد الناصر، وكذلك آيات الله، احتفظ، واحتفظوا، بعقيدة أنهم الحل، وليسوا المشكلة، المشكلة ليست فيه، المشكلة ليست في الفقهاء، المشكلة في العدوان. وهذا صحيح، فدولة الاحتلال لن تسمح بأنظمة تستمد بعض شرعيتها من المجاهرة بالخصومة الجذرية معها. لكن فكرة أن عبد الناصر حتى وهو مهزوم كان هو الحل الوحيد، كما أن فكرة آيات الله رغم مثالبهم الكثيرة، هم الحل الذي لا بديل عنه، هذه وتلك ليست التفسير الوحيد لعدم سقوط النظام في الحالتين، لكن هناك سببا أهم وأعمق، هذا السبب هو الديكتاتورية، الدكتاتورية خير وقاية لمثل هذين النظامين الشموليين، سواء الناصري أو الملالي، لو كان في نظام عبد الناصر مقدار ولو قليل من الديمقراطية الليبرالية الغربية، كان سقط بسهولة، ولو كان في نظام آيات الله قدر ولو يسير من الديمقراطية الليبرالية الغربية، كان سقط بسهولة، الدكتاتورية الكاملة تحمي النظام في لحظة الخطر من زاوية، أنها لا تدع خرم إبرة، يمر منه نقد النظام أو الهجوم عليه أو اتخاذ الهزيمة ذريعة للنيل منه، كما توفر الديكتاتورية سنداً حصيناً لتوحيد كافة المواطنين في جبهة وطنية واحدة موحدة ضد العدوان، فلا يجرؤ أحد على أن يشذ برأي مختلف، وإلا وضع نفسه في خانة الأعداء والخونة والجواسيس والمنافقين والمرجفين والمتعاونين مع الأعداء. الديكتاتوريات في بلادنا هي الأصل، وهي الساكنة في عمق الشعور الجمعي والثقافة الشعبية، كما الديكتاتورية هي البنية التحتية التي تراكمت على أحقاب التاريخ، وباتت تشكل عقل الدولة والسلطة والحكم والإدارة، تماماً كما تشكل بنية المجتمع وروح الثقافة، هذه البنية التحتية الدكتاتورية تضمن- في لحظات الخطر- بقاء النظام متماسكاً، رغم ما ينزل به من شروخ وتصدعات. هذه الدكتاتورية إذا توفرت معها يقظة القيادة السياسية- كما في حالة عبد الناصر وآيات الله- فإنها تسد كل المنافذ التي يتسلل منها العدوان لشراء ذمم وضمائر وولاء القيادات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، لم يحدث أن باع أحد من رجال عبد الناصر نفسه، ومن ثم كان عبد الناصر حصيناً بين رجاله الذين التفوا حوله، كأنه في لحظة نصر، وليس في وضع هزيمة مخجلة، تكرر الحال مع آيات الله، صحيح أن ايران- على مستوى القاعدة الشعبية- فيها عدد كبير من الجواسيس والمتعاونين مع العدوان الإسرائيلي، لكن على مستوى القيادات أظهروا تفانياً وإخلاصاً للنظام. بينما صدام حسين في 2003، باعه رجاله وقبضوا الثمن، وفروا من ميادين القتال، وتركوه لمصيره، وبشار الأسد في 2024، باعه رجاله وقبضوا الثمن، وكرروا كل ما فعله رجال صدام قبل أكثر من عشرين عاماً.
لم يضعف عبد الناصر تحت ضغط الهزيمة، ولم يستجب لأي مطالب ديمقراطية، فازداد تمكناً وتماسكاً، وهذا هو الرهان الوحيد المتاح أمام آيات الله، أي الاستمرار في ديكتاتورية الفقهاء وعدم السماح بأي تيار ديمقراطي حقيقي، يتسلل في وقت الشدة. المصريون قبلوا من عبد الناصر تشديد قبضته بمبررات الحرب وتوحيد الجبهة الداخلية، فضلاً عن ثقتهم في نزاهة مقاصده كديكتاتور وطني محل ثقة من عامة المصريين، فهل يقبل الإيرانيون من آيات الله مزيداً من الديكتاتورية؛ لأجل الحفاظ على النظام؟ هذا هو موضوع مقال الأربعاء المقبل بمشيئة الله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحمد عثمان نشر في الصحوة نت يوم 03 - 07
أحمد عثمان نشر في الصحوة نت يوم 03 - 07

يمرس

timeمنذ 9 دقائق

  • يمرس

أحمد عثمان نشر في الصحوة نت يوم 03 - 07

ومع الفارق، لم يكن أحد يعرف الشيخ صالح حنتوس. كان ممكنًا أن يموت في منزله أو في سجن الحوثي بصمت، لكنه قرر التخلص من الخوف، وهو الخط الذي يصنع بتجاوزه الأبطال ويجعل للحياة معنى، وللفرد القائد حضور في الحياة وبعد الموت. ظهر شيخ مسن يعلن الرفض ومقاومة الطغيان، حيث لا ذنب له إلا أنه يعلم القرآن بعيدًا عن خرافاتهم. في يوم واحد، والشيخ صالح حنتوس يعرفه القاصي والداني، وتتحدث ببطولته الركبان، وتهمس الأمهات بسيرته، ويجاهر الشباب بمغامراته وجسارته. شيخ وزوجته وأمها قرروا إنهاء الخوف، فهتزت دولة الحوثي كلها، وأظهرتها عارية، ضعيفة، مرتجفة، مكشوفة اجتماعيًا وسياسيًا وفكريًا. بينما ذهب صالح حنتوس بطلًا ملهمًا لريمة التي تفاخر به، حيث تحول إلى جبل من جبالها الشامخة، مثله مثل مكحل إب الذي سجل موقفه كبطل هو الآخر بسبب تجاوزه عقدة الخوف. وما زال حيًا في مدينة إب القديمة وما حولها، ويتشكل هناك أكثر من مكحل، ولن يموت هؤلاء أبدًا، وهم بالمناسبة كثر. كلما مر الوقت، سيؤمن الناس بهذه النماذج ليتحولوا إلى ملهمين، وطريقتهم في كسر حاجز الخوف إلى ظاهرة يومية. عندها لن يجد الحوثي لنفسه ملجأ غير السقوط، وسيكون سقوطًا مدويًا عقديًا وسياسيًا وعسكريًا. وسيعود الخوف يلف السلالة التي ستتلاشى إلى الأبد. لقد ظهروا بصورة لن تكون نهايتها سوى التلاشي في هذه البلاد الطيبة، حيث كشفوا عن أنفسهم كخصوم للدين والعلم والقرآن والإنسان، وهو أمر لا يمكن التعايش معه. كما قال صالح حنتوس: "هؤلاء ناس لا يسعنا وإياهم هذا الوطن، يا نحن يا هم". وهو قول له حججه ومبرراته. لم يكن ذنب الشيخ سوى أنه يعلم الناس القرآن باعتباره كتاب الله لكل مسلم، وهم يرونه كتابًا خاصًا بهم كعائلة وراثة لا يحق لأحد شرحه أو دراسته إلا عبرهم. وأن سيدهم قرين القرآن، والباقي تفاصيل. بالمختصر، هم الدين والدنيا والسيادة، والوطن وأبناء الشعب خلقوا عبيدًا يعبدوا الله بتقبيل الركب، أو فهم كفار. لم يعد هذا الكلام خافيًا، موجودًا في الكتب. لقد ترجموه عمليًا طيلة هذه الفترة البائسة، وانكشفوا على حقيقتهم ما لم ينكشفوا من قبل، والمسألة مسألة وقت. حتى نرى تمثال الشيخ صالح حنتوس على بوابة ريمة، كما هي أيضًا للمكحل على بوابة إب ، والنماذج البطولية قادمة، وهي مقدمة النهوض وحتمية النصر.

الخريطة الكاملة لـ الإجازات الرسمية المتبقية في مصر 2025 بعد إجازة رأس السنة الهجرية
الخريطة الكاملة لـ الإجازات الرسمية المتبقية في مصر 2025 بعد إجازة رأس السنة الهجرية

المصري اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المصري اليوم

الخريطة الكاملة لـ الإجازات الرسمية المتبقية في مصر 2025 بعد إجازة رأس السنة الهجرية

بدأ العد التنازلي لأول إجازة رسمية في النصف الثاني من عام 2025، بعدما أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء ، موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025 ، لتكون الخميس 26 يونيو، وهي عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص والبنوك، بمناسبة بداية العام الهجري الجديد 1447. موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025 ووفقا للقرار يمنح العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى العاملين بالبنوك، إجازة رسمية يوم الخميس 26 يونيو 2025، احتفالًا ببداية العام الهجري الجديد. الإجازات الرسمية المتبقية في مصر 2025 المناسبة اليوم التاريخ رأس السنة الهجرية الخميس 26 يونيو 2025 عيد ثورة 23 يوليو الأربعاء 23 يوليو 2025 المولد النبوي الشريف الخميس 4 سبتمبر 2025 عيد القوات المسلحة (6 أكتوبر) الإثنين 6 أكتوبر 2025 الاحتفال بإجازة المولد النبوي الشريف 2025 أفادت دار الإفتاء عبر موقعها على فيس بوك أن «المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: إظهار الفرح في هذا اليوم، ويُقصَد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام، والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا؛ فيكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بكل أنواع القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى». وأضافت «أمر مستحبٌّ مشروعٌ بالكتاب والسنة، وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يُعتَدُّ به».

«زي النهاردة».. وفاة المفكر والسياسي والأديب وزعيم حركة «كفاية» عبدالوهاب المسيري (3 يوليو 2008)
«زي النهاردة».. وفاة المفكر والسياسي والأديب وزعيم حركة «كفاية» عبدالوهاب المسيري (3 يوليو 2008)

المصري اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المصري اليوم

«زي النهاردة».. وفاة المفكر والسياسي والأديب وزعيم حركة «كفاية» عبدالوهاب المسيري (3 يوليو 2008)

في الثامن من أكتوبر 1938، وفى دمنهور بمحافظة البحيرة ولإحدى العائلات المعروفة هناك ولد الباحث والأديب والمفكر الكبير الدكتور عبدالوهاب المسيري، وهو مفكر مصرى يسارى، ومؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية التي تعد أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. تلقى المسيرى تعليمه الابتدائي والثانوى في دمنهور، وفى عام 1955 التحق بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب جامعة الإسكندرية،وتخرج فيها عام 1959، وعين معيدا فيها عند تخرجه ثم سافرللولايات المتحدة عام 1963، وهناك حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزى المقارن من جامعة كولومبيا بنيويورك عام 1964، ثم الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرسى عام 1969. وبعد عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفى جامعات عربية أخرى منها جامعة الملك سعود من 1983إلى 1988والجامعة الإسلامية العالمية في (ماليزيا)، وكان عضوًا بمجلس الخبراء في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام في الفترة من 1970إلى 1975 ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 1975 إلى 1979. وفى حوار لنا معه عن تحوله من اليسار إلى دعم الإخوان، أجاب قائلا: «أنا ماركسي على سنة الله ورسوله» وقبل وفاته شغل المسيرى منصب المنسق العام لحركة كفاية. وتعرض المسيري للاعتقال دون مراعاة لمرضه وسنه، ومما قاله: «إن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعنى أن الاستعمار اصطنعها لتقوم بوظيفة معينة فهى مشروع استعمارى لا علاقة له باليهودية»، وهناك ملمح في سلوك المسيرى يدلل على براءته ونقائه وهو عشقه للشيكولاته بل كان يقول لا صوت يعلو فوق صوت الشيكولاته. ويذكر أن الدولة تخلت عن علاجه فيما تكفل به أمراء سعوديون، وكان المسيرى قد كتب سيرته الذاتية تحت عنوان «رحلتي الفكرية من البذور إلى الجذور إلى الثمار» إلى أن توفى «زي النهاردة» في 3 يوليو 2008. عبدالوهاب المسيري - صورة أرشيفية وقد نال الدكتور عبيد الوهاب المسيري عدة جوائز من بينها جائزة أحسن كتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2000 عن «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية»، ثم عام 2001 عن كتاب رحلتى الفكرية، وجائزة العويس عام 2002عن مجمل إنتاجه الفكرى، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 2004.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store