
الأردن.. مهد الحضارة وبوابة الفتح وموطن الكرامة.
#الأردن.. #مهد_الحضارة وبوابة الفتح و #موطن_الكرامة.
#نايف_المصاروه.
يُعدُّ الأردن مهدًا للحضارات كالمؤابية، والأدومية، والعمونية بالإضافة إلى النبطية التي تعاقبت على ثراه، بدءًا من العصور الحجريَّة وانتهاء بالعصر الإسلامي بمختلف فتراته، مرورًا بالعصور الفارسي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي، وقد تركت كل حضارة من هذه الحضارات، شواهدها وثقافتها .
كما كانت أرض الأردن بوابة الفتح الإسلامي للشام وغيرها، وعلى أرضه دارت رحى معارك الفتح كمؤتة وطبقة فحل واليرموك.
أما البادية الأردنية فتعد ملاذًا للقبائل العربية الشمالية، التي كشفت كتاباتهم ونقوشهم على الحجارة على امتداد الصحراء عن تواصلهم الحضاري الفاعل مع القبائل المجاورة .
تتألف كلمة الأردن 'جوردان' من 'جور' و'دان'، وهما الرافدان الشماليان لنهر الأردن، وأصبحت مع الزمن 'أوردان' و'أردن'، وأطلق العرب على هذه المنطقة اسم 'الأردن'، وتعني كلمة 'الأردن': الشدة والغلبة.
وقيل إن 'الأردن' أحد أحفاد نوح. أما الاسم الإغريقي للأردن فهو 'يوردانيم' (Jordanem)، و'جوردن' (Jordan)، ومعناها: المنحدر أو السحيق.
أما الأردن الحديث، فقد تأسس رسمياً عام 1921 بعد وصول الأمير عبدالله بن الحسين الهاشمي القرشي، إلى عمان وإعلان تأسيس إمارة شرقي نهر الأردن، وشكلت اول حكومة وتم إقرار العلم الأردني الحالي عام 1928.
استقل الأردن رسمياً في عام 1946 وأُعلن قيام المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها الملك عبدالله الأول رحمه الله ، وصدر عام 1947 الدستور الأول للبلاد بعد الاستقلال، وشُكل ما يُعرف بمجلس الأمة (النواب والأعيان) في العام نفسه.
وعلى أرض الكرامة في اردن الحشد والرباط ، خاض الجيش العربي الأردني، معركة الكرامة عام 1968، ضد القوات الإسرائيلية والتي انتهت بكسر شوكة الجيش الصهيوني، الذي قيل ويقال عنه بأنه لا يقهر، وانسحب يجر اذيال الهزيمة تاركاً معداته وجرحاه.
هذا جزء يسير من تاريخ الأردن الراسخ والتليد، وليس الطارئ والوليد ، وهناك المزيد، لمن أراد أن يستزيد.
ما دعاني إلى كتابة كل ذلك، هو رد على بعض ما يتم تداوله من التعليقات، وبعض ما ينشر من مقاطع الفيديو المسيئة للأردن ماضياً حاضراً، والتي تنتشر هذه الأيام بقصد أو بغير قصد، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونسلم بأن هناك ذباب إلكتروني صهيوني قذر، يسعى بقصد لإشعال الفتنة الوقيعة، بين أبناء المجتمع الواحد، ولكن وبكل أسف رافق ذلك الذباب الاكتروني، بعض الذباب البشرى الوقح، فسهل على الصهاينة مرادهم ،وحقق لهم بعض مرادهم، وكان معهم من حيث يدري أو لا يدري.
الملفت للنظر أكثر والأشد وقعاً على النفس، هو ذاك المقطع المصور بالفيديو، لشخص أرعن مأفون، يتحدث فيه عن الاردن وبالقول المشين والمردود عليه'.
قيح وفحيح ممن يدعي علم التاريخ، وهو بالتاريخ جاهل مغرض، وللحق متنكب، و للباطل داعٍ ومؤازر، يقول ذلك الجاهل اللئيم، بأن الكيان السياسي لمسمى الأردن غير مقبول لأن من صنعه هو جلوب باشا.
وليس هناك شيء اسمه الأردن، وأنه من غير المقبول أن يكون الأردن موجود.
ويزيد جهلا وإفتراءاً، أن من يقول بذلك إما أنه غبي، أو لم يقرأ التاريخ.
وأن الضفة الشرقية والغربية بما فيها القدس، اسمها الحقيقي كلها فلسطين، والتي كانت حدودها من البحر المتوسط وحتى تبوك.
وأن كلمة الأردن، كلمة طارءة وليدة، على المصطلح السياسي، ومن يعيش في عمان حالياً هو ابن فلسطين فعلياً.
ولكن الأردن أصبح بهذا المسمى بقرار خياني، جعل الأردن دولة مستقلة عن فلسطين .
عندما تكتب مثل هذه التعليقات، أو تصور وتنشر هذه التسجيلات على وسائل التواصل، هل في ذلك خدمة ونصرٌ للقضية الفلسطينية وتحريرٌ لها ؟
وهل في ذلك دعم لصمود أهل غزة، أو رفع الظلم عنهم، أو يوقف العدوان عليهم ؟
والسؤال الأهم لماذا وفي هذا الوقت بالذات، بدأت تنشر مثل هذه التعليقات والفيديوهات ومقاصدها الخبيثة؟
تُرى هل تبين كتابها أو ناشروها، أو من سجلها أو بثها، خطرها على الفرد والمجتمع والأمة ووحدتها؟
وهل علموا أنهم بذلك خرقوا وحدة المجتمع، واضعفوا بنيان الأمة، وسهلوا على العدو الوصول إلى غايته، وتنفيذ مخططه !
الجهل فاجعة وطامة كبرى، خاصة في ظل المخطط والتمدد الصهيوني الخبيث ، ونواياه الظاهرة والباطنة لإعادة صياغة خريطة المنطقة.
ختاماً.. وزيادة على كل ما سبق، وقيل وزِيد.. وأُعيد ونشر.
الأردن رسمياً نظاماً وشعباً ومؤسسات،كان وما زال وسيبقى بإذن الله، مع كل توجه لتحرير فلسطين، ومع كل جهد لرفع الظلم والضيم عن غزة.
كنا ولا زلنا سابقين وسباقين، وما توانينا أو تأخرنا عن ذلك.
هذا ليس كلاماً نتغنى به، أو حجج نتدارى بها، كما يفعل بعض أهل البيانات؛
بل هو واقع عملي وحقيقي، تُرجم بالتضحيات والدعم السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، لفلسطين واهلها .
قوافل من الشهداء والجرحى على ثرى فلسطين وحولها، وبعدهم ومعهم قوافل الخير براً وجواً، ودعم سياسي لا ولم ولن ينقطع بإذن الله، وكل ذلك بغير منّة أو جميل، بل هو يسير من واجب الأخ والجار تجاه أخيه وجاره.
ومن يُنكر الدور الأردني تجاه الأهل في فلسطين ، هو أحد اثنين، أفاك أشر جاهل عقيم الفهم، أو لئيم حاقد سقيم القلب معلول العقل.
من قوة الأردن ووحدته وتماسك جبهته الداخلية، كنا وسنكون وسنبقى بإذن الله، مع فلسطين وعروبتها وإسلامتيها، وحق أهلها وشعبها بالتحرير والحرية.
ولو غرد البعض..ممن هم منا أو بيننا، طلباً في السلامة، أو طمعاً في أُعطيات من ذهب أو دراهم معدودات.
فنحن معاشر الأرادنة.. نفرق بين الغث السمين والعدو والصديق، رجال حق وطلاب شهادة.
فرسان لا نقبل الظلم ولا الذل والضيم ، الذي رضي به بعضهم واستسااغوه.
ومن يلمزُنا بالعمالة، أو يتهمُنا بالخيانة أو ينعتنا بالصهونية، أو يحاول طمس هويتنا ونسف تاريخنا الممتد إلى عبق التاريخ ، فهو جاهل حقود معلول الفكر سيء السريرة.
وكل ذلك.. لن ينال من عزيمتنا، أو يطمس تاريخنا، أو يقلل من شأننا أو يستصغر دورنا ، فكنا ولا زلنا وسنبقى على ذلك، ومستشفياتنا وتضحيات منتسبيها يعرفها المخلصون، وازيز طائرتنا ومرابضها تعرفها أرض غزة وجنين وغيرها .
ولكن ما يكون من تنكر، هو بكل تأكيد.. يمهد للعدو المتربص لثغرةً يتحين الدخول منها، ليحقق غاياته، وينفذ مخططاته وتوجهاته.
أيها الأردنيون… يا من تسجدون لله في مساجدكم موحدين ومتوحدين وطاهرين ، وتقفون بين يدي الله في صفوف مستقيمة متراصة، لا يقبل أن يشقها شاق، أو يحيد عنها كاره.
ما بالكم إذا أنتهيتم من صلاتكم تدابرتم وتقاطعتم؟
أبدعوى الجاهلية الأولى… دعوها فإنها ممتنه.
طهروا قلوبكم من الشحناء والبغضاء،ورصوا صفوف الوحدة، وتعاونوا على عدوكم، فوالله ما دمرت بعض الأوطان إلا بالوقيعة والتحريش .
إحذروا ثم احذروا…، فتن الصهاينة وأذنابهم من المتصهينيين، وتذكروا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن بالتحريش بينهم.
الوعي ضروره، والواعي مجاهد في نيته ومكانه وقلمه وديناره أو بدعاءه، والجاهل ينقض ويُنافي ذلك كله.
توحدوا تجاه عدوكم.. واحذروا الوقوع في شِراكه وما يخطط له، حتى لا نكون عوناً له في تنفيذ مخططه التوسعي المعروف .
أسأل الله أن تكون جمعة، جامعة لكل الخير لأردننا ولكل أمتنا.
وجمعة فرج ونصر وعزّ للأهل في فلسطين وغزة.
وجمعة جامعة للقلوب على الحق المبين، مكللة بالنصر والتمكين.
كاتب وباحث أردني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 31 دقائق
- سرايا الإخبارية
الجامعة الهاشمية تحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين بفعاليات زاخرة بالفنون والتراث والإبداع
سرايا - في أجواء وطنية زاخرة بالمشاعر الصادقة والانتماء العميق، احتفلت الجامعة الهاشمية بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، في احتفال مهيب رعاه الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة، بتنظيم من عمادة شؤون الطلبة، بحضور عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين وفعاليات رسمية وشعبية في محافظة الزرقاء، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وطلبة الجامعة، وجسّد الحفل البهي روح الفخر والعزة بهذه المناسبة الوطنية الحافلة بالإنجازات والتضحيات. وانطلقت فعاليات الاحتفال بعزف السلام الملكي من قبل موسيقات الأمن العام، وتلاوة آيات الذكر الحكيم، ثم استهل الحفل بإلقاء القصيدة الشعرية الفائزة في مسابقة "أجمل قصيدة شعرية وطنية" التي عبرت كلماتها عن الاعتزاز بالوطن والقيادة. وألقى الأستاذ الدكتور خالد الحياري كلمة في الحفل قال فيها: "نلتقي اليوم في حضرة المجد، في ذكرى الاستقلال، لنقف معا وقفة عز وشموخ، نستحضر فيها ذكرى فارقة من تاريخ الأردن الحديث، ونستذكر بفخر واعتزاز تضحيات الأجداد، ونتفيأ ظلال المجد الذي صنعوه بعرقهم ودمائهم، ليكتبوا أول سطر في حكاية وطن، نُقِشَ على جبينه نور الحرية، وزُيِّنَ بأحرف من الكرامة، وخُطى أبطال، كانوا للحق سندا، وللوطن درعا، وللتاريخ فخرا". وأضاف في الخامس والعشرين من أيار قبل 79 عاما، كان استقلال الدولة الأردنية الحديثة، لتبدأ معه مسيرة وطن حمل راية العروبة، وصان كرامة الإنسان، ورسخ مكانته بين الأمم، فهذا الوطن خرج من رحم النار والبارود، ومن دمعة أم، ومن سواعد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فالاستقلال شهادة ميلاد لأمة قرّرت أن تكون أنموذجا في التحدي والإنجاز، ووطن بنى كثيرا من القليل، وحوّل شح الموارد إلى وفرة من العقول، وتواضع الإمكانيات إلى فائض من العزيمة. وعبّر الدكتور الحياري عن فخره بما أنجزه الوطن منذ ذاك الحين، حيث سارت قوافل البناء والتطوير تحت الراية الهاشمية المظفرة، بدءا من الملك المؤسس عبدالله الأول، مرورا بالملك طلال واضع الدستور، ثم إلى الملك الحسين الباني طيب الله ثراهم، وصولا إلى قائد المسيرة، وباعث النهضة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي حمل أمانة الاستقلال برؤية إصلاحية شاملة، تُجَسِّد التحديث الحقيقي في مختلف مناحي الحياة. وقال الدكتور الحياري: تسعة وسبعون عاما سطّر فيها الأردن فصولا من المجد، وارتقى درجات العزة بخطى ثابتة، مستلهما العزم من القيادة الحكيمة، ومتسلحا بالشعب الوفيّ الأصيل، وتاريخه الضارب في الجذور، ليثبت للعالم أجمع بأن الكرامة الوطنية لا تقاس بحجم الموارد، بل بحجم العزم، فرغم الصعاب، شيدّ الأردن دولة المؤسسات، وبنى الإنسان، واستثمر في التعليم، حتى بات منارة للفكر، وواحة للاستقرار. وأضاف رئيس الجامعة أن الأردن يقف اليوم على أرض صلبة، يستمد قوته من قيادة هاشمية حكيمة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الذي كرس جهوده لبناء وطن قوي مضيء بالإنجازات ثابت على مبادئه، وماض بثقة نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائه، فقد أرسى جلالته ومنذ توليه سلطاته الدستورية نهجا ملكيا رشيدا، أساسه التحديث الشامل، والإصلاح السياسي والاقتصادي، وتمكين الإنسان الأردني، وتعزيز كرامته، وتكريس مبدأ سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان. وأعرب الدكتور الحياري عن فخر الأردنيين بما يشهده وطننا الغالي في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من تحولات نوعية في شتى المجالات والقطاعات وأنحاء الوطن كافة، وتعزيز مكانته الدولية كصوت للحكمة والاعتدال، ودفاعه عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ورعايته للمقدسات في القدس الشريف عبر الوصاية الهاشمية التاريخية. وأضاف أن الجامعة الهاشمية تبنت ترجمة الرؤية الملكية الثاقبة في التحديث والتطوير إلى واقع ملموس من خلال التميز الأكاديمي والبحثي، وتكريس القيم الوطنية، وتخريج الكوادر المؤهلة، وإطلاق المبادرات الريادية في التنمية المستدامة، والتحول الرقمي، والطاقة النظيفة، وكذلك انفتاحها على المجتمع المحلي، فكانت شريكا فاعلا في خدمة المجتمع، ومثالا في حسن استثمار الموارد. مؤكدًا أن الجامعة الهاشمية ستبقى القلب النابض للعطاء، كما أرادها سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني منارة للعلم، وركيزة تشارك الوطن مشروعه النهضوي، وتخرج أجيالا تحمل فكرا مستنيرا، وانتماء لا يلين، وتعدهم ليكونوا بناة المستقبل وحراس الاستقلال، لنزرع في كل بيت حبا للأردن، ولنكتب لأطفالنا غدا يليق بوطن صنع نفسه بنفسه. كما أكد الدكتور الحياري، وقوف أسرة الجامعة الهاشمية صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، يعضده ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم مؤمنين بحكمة الهاشميين، معتزين بثباتهم، وماضين معهم في مسيرة التحديث والبناء، بالولاء الصادق والانتماء العميق، لصناعة الإنجاز وحماية الكرامة، ورفع راية الوطن عاليا. كما ألقى عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور باسل المشاقبة كلمة أكد فيها على مكانة هذا اليوم في وجدان الأردنيين، باعتباره رمزًا للعزة والسيادة، وانطلاقة لمسيرة الوطن في البناء والتقدم، ووجه تحية إجلال وإكبار إلى أرواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم الطاهرة فداءً للوطن، فكانوا الحصن المنيع الذي صان أمنه واستقراره، كما حيّا جيشنا العربي المصطفوي، درع الوطن وسيفه، وقيادته الهاشمية الحكيمة، التي سطّرت أبهى صور البطولة والفداء في خدمة قضايا الأمة ورفع راية الاستقلال عاليًا. وأشاد بإرث القادة الهاشميين الذين صنعوا الاستقلال بإرادة لا تلين، مؤكدا أن استقلال الأردن لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل محطة انطلقت منها إرادة الأردنيين الحرة، ليصوغوا مستقبلهم بأيديهم في ظل قيادة هاشمية رشيدة، قيادة تجمع بين الحكمة والعزم، وتستشرف المستقبل ببصيرة المصلح، واضعة الوطن في مسار التقدم والازدهار رغم التحديات. وشملت فعاليات الحفل عرضا مسرحيا ضمن فقرات متعددة تروي قصة الأردن منذ نشأته، مستعرضة أبرز المحطات التأسيسية للمملكة، وكذلك فقرات غنائية جسّدت التراث الأردني الأصيل، وأُثري الحفل بفيديو وثائقي خاص بإعلان الاستقلال، ثم قدمت فرقة كورال الجامعة وفرق تراثية أردنية لوحات غنائية وطنية متعددة، وقدّم طلبة الجامعة مشهدا يعكس مرحلة البناء والتنمية خلال عهد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، التي شهدت نهضة وطنية شاملة في مختلف القطاعات. كما عرضت فقرات الحفل مرحلة التعزيز والتحديث التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ومواصلته مسيرة البناء والتنمية، تلاه عرض فيديو وثائقي يُبرز أبرز الإنجازات الوطنية في عهد جلالته. وشهد الحفل معرضًا للفن التشكيلي، حيث تألقت اللوحات الإبداعية بتجسيد خريطة الأردن، مبرزةً المعالم الجغرافية والتاريخية التي تزخر بها البلاد، ومجسدةً رموزًا وطنية تعكس هوية الأردن العريقة. وفي ختام الحفل الذي شهد تفاعلا طلابيا كبيرا، قدّم كورال الجامعة الهاشمية مغناة وطنية بعنون "أردن الصمود" حيث علت الأصوات مفعمةً بالحب والانتماء، لترسم صورة مشرقة من الولاء والانتماء مؤكدة أن الأردن سيبقى حصنًا منيعًا، وسيظل الاستقلال نبراسًا يهتدي به الجميع نحو مستقبل أكثر إشراقًا. الثلاثاء 20-5- 2025

الدستور
منذ 37 دقائق
- الدستور
جامعة الحسين بن طلال تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية
معان - الدستور- قاسم الخطيب تحت رعاية عطوفة محافظ معان السيد حسن الجبور وبحضور رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور عاطف الخرابشة أقامت مدرسة جامعة الحسين بن طلال النموذجية، اليوم الثلاثاء، احتفالاً على مسرح عمادة شؤون الطلبة بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية وبحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور محمد الرصاعي والفعاليات الرسمية في محافظة معان. وقال محافظ معان حسن الجبور أن هذه الاحتفالات تغرس في نفوس أبنائنا الحس والشعور الوطني والولاء والانتماء له، وأن يوم الاستقلال هو يوم تحقيق الآمال وبزوغ فجر الدولة الأردنية إذ انتزع الملك المؤسس عبد الله الأول حق شعبه في الحياة الحرة المقرونة بديمومته وهوية الدولة المستقلة. وأضاف الجبور أن الدولة الأردنية منذ نشأتها وهي تسير بنهج الهاشميين الأحرار استنادا الى شرعية دينية لا نزاع ولا خلاف عليها، وفي هذا اليوم نقف أبناء وبنات الأردن بتفاؤل نحو مستقبل مشرق، ونظرة اعتزاز وفخر بما صنعوا وانجزوا الأجداد والاباء في ظل القيادة الهاشمية رغم محدودية الموارد وقلة الإمكانيات، وفي يوم الاستقلال يستذكر الاردنيون السنوات الصعبة التي واجهت الدولة الأردنية اثناء تأسيسها وما قدموه الأردنيون من تضحيات وبطولات لينال الأردن استقلاله وحريته، وأن الأردنيون يقفون خلف قيادتهم الهاشمية في مختلف القضايا العربية والإسلامية ولعل أبرزها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية هناك. وقال رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور عاطف الخرابشة أن جامعة الحسين بن طلال تحتفل بذكرى عيد الاستقلال المجيد يوم تحرر القرار الوطني من قيد الانتداب، وتحقق للأردنيين حُلم الدولة الحرة المستقلة التي تنطلق إلى آفاق المجد بقيادة حكيمةٍ ملهمة هي القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه. وأضاف الدكتور الخرابشة ان الاستقلال الذي نحتفل به اليوم، لم يكن منحة، بل كان ثمرة نضال ووعي، وتكاتف قيادة وشعب، وواجبنا اليوم أن نحافظ عليه ونصونه بتعزيز وحدتنا، وخدمة وطننا، كلٌ في موقعه، كلٌ بحسب قدرته. كما أكد الدكتور الخرابشة ان مدرسة جامعة الحسين بن طلال النموذجية تحرص على غرس القيم الوطنية الراسخة في نفوس أبنائنا الطلبة وتُعزز فيهم الانتماء لهذا الوطن الغالي والولاء لقيادته الهاشمية، وأننا نؤمن بأن بناء الأوطان لا يكتمل إلا ببناء الإنسان وإننا في هذا الإطار نضع التعليم والتربية في صميم رؤيتنا ورسالتنا، فمدرسة الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي بيئة متكاملة لصناعة الجيل القادر على المواجهة. من جهته قال عميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور عبدالله الدراوشة أننا نحتفل اليوم بمناسبة عظيمة وهي مناسبة عيد استقلال الأردن الغالي وهي مناسبة سطر فيها تاريخ جديد لوطننا الغالي واستعاد فيه الأردنيون سيادتهم على أرضهم وبدأت مسيرة العمل والعطاء بقيادة الهاشميين الذين حملوا الأمانة بكل شرف واخلاص. كما أضاف الدكتور عبدالله اننا اليوم نعاهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بأن نكون جنوده الأوفياء ونبني ونحمي وطننا الغالي ونرتقي بالعلم ونساهم في نهضة هذا الوطن وأمنه واستقراره بجهود قواتنا المسلحة الاردنية واجهزتنا الأمنية في وطننا الغالي. واشتمل الحفل على معرض للمأكولات والملابس الشعبية، وقصائد شعرية تغنت بالوطن والقائد، وفقرات فنية قدمها طلبة مدرسة جامعة الحسين بن طلال وفرقة معان للفنون الشعبية، كما تم تكريم وتوزيع الدروع على العديد من الجهات الرسمية في محافظة معان والمشاركين في الحفل.


الانباط اليومية
منذ ساعة واحدة
- الانباط اليومية
بعد أن خسرنا كل شيء... ماذا تبقّى؟
الأنباط - بقلم: المحامية ندى مصطفى علاوي لم يكن هذا المقال مجرّد بداية لمسار مهني جديد، بل هو رسالة كتبتها امتدادا لصوت والدي – رحمه الله – الذي كان أول من آمن بقدرتي على التعبير، وعلّمني أن للكلمة وقعا، وللقلم موقفا، وأن الكتابة ليست ترفا، بل مسؤولية. أعود اليوم إلى الكتابة، لا من باب الحنين إلى ماضٍ مضى، بل من إحساس عميق بالحاضر، ومن إيمان بأن المستقبل يحتاج إلى وعي مختلف، ورؤية أكثر إنصافًا. لقد غيّرت جائحة كورونا ملامح الحياة كما عرفناها. فباتت المسافات بين الناس واقعا مفروضا، لا خيارا شخصيا. فقد اختفت الزيارات لتحل محلها الشاشات، وأصبحت الرسائل النصية بديلًا عن اللقاءات الفعلية. تراجع الدفء الإنساني، وصارت العزلة النفسية والتفكك الأسري من أبرز تحديات هذا العصر، في ظل اهتزاز واضح لمنظومة القيم التي نشأنا عليها. وفي خضم هذا التحول الرقمي المتسارع، تحوّلت التكنولوجيا من أداة تواصل إلى ساحة صراع. صارت الهواتف محاكما، والمنشورات تُستخدم كأدلة إدانة، والخصوصيات تُعرض على العلن دون وعي بعواقبها. تعرضت الكلمات لسوء فهم وتفسيرات متناقضة، وتُستخدم كأدوات للتشهير بدلًا من التعبير، مما أوجد صداما قانونيًا جديدا ولد من رحم هذا الواقع المتغيّر. في الأردن، الدولة التي تُعلي من شأن القانون، جاء تعديل قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2023، استجابة لهذه المتغيرات. توسعت مواده وصلاحياته ليصبح أداة لحماية الحقوق، وصون الكرامات، وضبط السلوك العام في الفضاء الرقمي، بما يواكب مستجدات العصر دون المساس بجوهر الحريات. لكن ورغم أهمية القانون، فإن ما نحتاجه اليوم لا يقتصر على النصوص والتشريعات. نحتاج إلى استعادة قيمنا الأولى: الاحترام، الخصوصية، الرحمة، والستر...الخ. تلك القيم التي كانت تجمعنا حول فنجان قهوة في مجلس كبير العائلة، أو تحت شجرة في باحة الدار. كنا نعاتب بمحبة، وننتقد بأخلاق، لا نفضح من أجل تفاعل رقمي أو شهرة زائلة. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى ضمير حيّ، إلى تربية تعيد تشكيل السلوك، وإلى مجتمع يراجع أولوياته الأخلاقية. نحتاج إلى أن نبني الجسور التي هدمها البعد، ونستعيد وعيا خطفته ضوضاء الشاشات. هذا المقال هو صوتي الأول في الفضاء العام، لكنه ليس إلا امتدادا لصوت والدي الذي لطالما رآني حاملةً لكلمة حق، ووثق أن ابنته ستكتب يوما كما كان يتمنى. ولا انسى دور والدتي التي لا زالت تواصل رسالته بكل صبر ومحبة ولجميع مَن يؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ بكلمة تُقال بصدق، وبنية إصلاح.