logo
سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين

سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين

أخبارنامنذ 15 ساعات
أخبارنا :
بيّض الله وجهوكم في مستشفى ومركز الحسين للسرطان، قيادة وإدارة المركز والعاملين فيه على كل المستويات، وأنتم تدافعون عما تبقى للأمة من نخوة وكرامة، بأسلوبكم الإنساني الرائع، الذي يتعهد أطفالاً من غزة، وصلوا بين الحياة والموت، أكثرهم مصاب بالسرطان أو الحاجة الى غسيل الكلى أو ممن بترت أطرافهم وما زالت تنزف بانتظار العلاج.
"بيّض الله وجوهكم"، أيها الأردنيون الأوفياء، وقد أسودت وجوه كثيرة في العالم أدامت النظر الى الجروح النازفة دون أن تتحرك أو تحركها انسانيتها.
كل التقدير لقيادة مستشفى الحسين، ابتداء من الأميرة الرائعةـ غيداء طلال، والمدير التنفيذي الوفي الدكتور عاصم منصور، ومساعد المدير النشيط الدكتور منذر حورات، الذي لا يغادر الامل محياه، وللطواقم جميعاً من أطباء وممرضات وعاملين وفنيين وعاملات وحتى اطقم العناية والنظافة وكل من عبر الى بناء المستشفى للعمل وهناك من يتطوع ايضاً، كلهم يدافعون عن الانسانية ويصونوها.
انتم والله وجدان الأمة الحيّ وانتم عنوانها الذي نفاخر به، فنحن لا مليارات لدينا ندفعها ليسكت عنا أو نمدح في صفوف الممدوحين، ولا هدايا يمكن أن نقدمها بالملايين لنفس الغرض.
إن ما لدينا هو أغلى وأثمن واهم مالدينا ما يساعد أن تبقى منحة الحياة الأردنية حيّة، وأن تبقى الابتسامة متحركة على وجوه أطفال غزة ممن يُسمح لهم بالوصول للعلاج هم وعائلاتهم، في أوسع عملية تأمين للمريض يشمل أفراد عائلته وتوفير اسباب العيش الكريم وهم يرافقون في مدة غير محددة في علاج طويل.
بهذه المواقف الانسانية العميقة، يقدم الأردن أوراق اعتماده الإنسانية للعالم، فيتفوق ويتمنى الكثيرون أن يكون صاحب هذه النخوة، هو صاحب المليارات التي لم تعالج مريضاً ولم تطعم جائعاً أو تروي عطشاً، ولكن الله غالب على أمره، وهو الذي يسخر عباده لعمل الخير او ربما لغير ذلك.
المركب الأردني لن يغرق، لأنه فيه لله، فيه هذا الدفق الإنساني الذي حرص جلالة الملك أن يذكره وان يفاخر به باسم شعبه حين تحدث عن ذلك في البيت الأبيض، أمام رئيس لا يحفل الاّ بالمليارات والصفقات الكبرى، ولكن ما ذكره الملك أطفأ الكثير، ولفت الانتباه، وجعل الأردن في موقع لا يستطيع أحداً أن يتجاوزه، حتى لو كثرت أمواله حين تكون الانسانية هي الحكم.
فنحن لدينا معاملة إنسانية لأهلنا في غزة من خلال المساعدات والمستشفيات الميدانية التي أقيمت من بداية حروب غزة، وايضاً ما مارسه الأردن من شجاعة في ارسال المساعدات من الجو بداية الحرب وما زال متحفزاً أن يكون أول الواصلين الى غزة بأسباب الحياة، حين تتوفر الارادة الدولية المرهونة للعدوان.
منظر الأطفال العابرين الى المستشفى للعلاج، يمزق القلب، ولكن مساعدتهم تدخل شيئاً من الارتياح وهو يرون ايادي الأردنيين والأردنيات الحانية تمتد اليهم، وتأخذهم الى فرصة الحياة، كان أكثر من طفل ينظر الى السماء وهو يسير، فما زال الخوف من القصف والمسيرات والقذائف المتساقطة يسكن قلوبهم ومشاعرهم وينعكس على سلوكهم، حيث الرعب والخوف وعدم الأمان وافتقاد الأهل من أم وأب.
أكثر من خمسة الاف غزي الآن في غزة والضفة مصابون بحالات من السرطان.. سرعة معالجتهم، وما تحدث به الدكتور منذر حورات، عن ذلك للاذاعة أمس الأول كشف عن عمق المأساة، وقد كان يتحدث للمذيعة النجيبة الاء الزبن، ويقدم رسالة الأردن الانسانية باسم المستشفى الذي يعبرر عن إرادة الأردنيين ومواقفهم، والذي يترجم الموقف الملكي المعبّر عنه منذ اليوم الأول للعدوان على غزة.
الموقف الأردني صلب ومتماسك ويتواصل على الصعيد السياسي وفي المحافل الدولية وعلى الصعيد الانساني، بما يقدمه بلا منّة، أو تفاخر، ولكنه يبقي بذلك أن لا تسقط الحالة الإنسانية وأن لا تنهار القيم الإنسانية التي تحدث الملك عن انهيارها في العالم، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث صفق له المجلس باسم اولئك الذين افتقدوا تلك المفردات التي ذكرها من ادبياتهم الغائبة بفعل العدوان والرأسمالية المتوحشة. ــ الراي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين
سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين

أخبارنا

timeمنذ 15 ساعات

  • أخبارنا

سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين

أخبارنا : بيّض الله وجهوكم في مستشفى ومركز الحسين للسرطان، قيادة وإدارة المركز والعاملين فيه على كل المستويات، وأنتم تدافعون عما تبقى للأمة من نخوة وكرامة، بأسلوبكم الإنساني الرائع، الذي يتعهد أطفالاً من غزة، وصلوا بين الحياة والموت، أكثرهم مصاب بالسرطان أو الحاجة الى غسيل الكلى أو ممن بترت أطرافهم وما زالت تنزف بانتظار العلاج. "بيّض الله وجوهكم"، أيها الأردنيون الأوفياء، وقد أسودت وجوه كثيرة في العالم أدامت النظر الى الجروح النازفة دون أن تتحرك أو تحركها انسانيتها. كل التقدير لقيادة مستشفى الحسين، ابتداء من الأميرة الرائعةـ غيداء طلال، والمدير التنفيذي الوفي الدكتور عاصم منصور، ومساعد المدير النشيط الدكتور منذر حورات، الذي لا يغادر الامل محياه، وللطواقم جميعاً من أطباء وممرضات وعاملين وفنيين وعاملات وحتى اطقم العناية والنظافة وكل من عبر الى بناء المستشفى للعمل وهناك من يتطوع ايضاً، كلهم يدافعون عن الانسانية ويصونوها. انتم والله وجدان الأمة الحيّ وانتم عنوانها الذي نفاخر به، فنحن لا مليارات لدينا ندفعها ليسكت عنا أو نمدح في صفوف الممدوحين، ولا هدايا يمكن أن نقدمها بالملايين لنفس الغرض. إن ما لدينا هو أغلى وأثمن واهم مالدينا ما يساعد أن تبقى منحة الحياة الأردنية حيّة، وأن تبقى الابتسامة متحركة على وجوه أطفال غزة ممن يُسمح لهم بالوصول للعلاج هم وعائلاتهم، في أوسع عملية تأمين للمريض يشمل أفراد عائلته وتوفير اسباب العيش الكريم وهم يرافقون في مدة غير محددة في علاج طويل. بهذه المواقف الانسانية العميقة، يقدم الأردن أوراق اعتماده الإنسانية للعالم، فيتفوق ويتمنى الكثيرون أن يكون صاحب هذه النخوة، هو صاحب المليارات التي لم تعالج مريضاً ولم تطعم جائعاً أو تروي عطشاً، ولكن الله غالب على أمره، وهو الذي يسخر عباده لعمل الخير او ربما لغير ذلك. المركب الأردني لن يغرق، لأنه فيه لله، فيه هذا الدفق الإنساني الذي حرص جلالة الملك أن يذكره وان يفاخر به باسم شعبه حين تحدث عن ذلك في البيت الأبيض، أمام رئيس لا يحفل الاّ بالمليارات والصفقات الكبرى، ولكن ما ذكره الملك أطفأ الكثير، ولفت الانتباه، وجعل الأردن في موقع لا يستطيع أحداً أن يتجاوزه، حتى لو كثرت أمواله حين تكون الانسانية هي الحكم. فنحن لدينا معاملة إنسانية لأهلنا في غزة من خلال المساعدات والمستشفيات الميدانية التي أقيمت من بداية حروب غزة، وايضاً ما مارسه الأردن من شجاعة في ارسال المساعدات من الجو بداية الحرب وما زال متحفزاً أن يكون أول الواصلين الى غزة بأسباب الحياة، حين تتوفر الارادة الدولية المرهونة للعدوان. منظر الأطفال العابرين الى المستشفى للعلاج، يمزق القلب، ولكن مساعدتهم تدخل شيئاً من الارتياح وهو يرون ايادي الأردنيين والأردنيات الحانية تمتد اليهم، وتأخذهم الى فرصة الحياة، كان أكثر من طفل ينظر الى السماء وهو يسير، فما زال الخوف من القصف والمسيرات والقذائف المتساقطة يسكن قلوبهم ومشاعرهم وينعكس على سلوكهم، حيث الرعب والخوف وعدم الأمان وافتقاد الأهل من أم وأب. أكثر من خمسة الاف غزي الآن في غزة والضفة مصابون بحالات من السرطان.. سرعة معالجتهم، وما تحدث به الدكتور منذر حورات، عن ذلك للاذاعة أمس الأول كشف عن عمق المأساة، وقد كان يتحدث للمذيعة النجيبة الاء الزبن، ويقدم رسالة الأردن الانسانية باسم المستشفى الذي يعبرر عن إرادة الأردنيين ومواقفهم، والذي يترجم الموقف الملكي المعبّر عنه منذ اليوم الأول للعدوان على غزة. الموقف الأردني صلب ومتماسك ويتواصل على الصعيد السياسي وفي المحافل الدولية وعلى الصعيد الانساني، بما يقدمه بلا منّة، أو تفاخر، ولكنه يبقي بذلك أن لا تسقط الحالة الإنسانية وأن لا تنهار القيم الإنسانية التي تحدث الملك عن انهيارها في العالم، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث صفق له المجلس باسم اولئك الذين افتقدوا تلك المفردات التي ذكرها من ادبياتهم الغائبة بفعل العدوان والرأسمالية المتوحشة. ــ الراي

اسماعيل الشريف يكتب : نصف مليون شهيد
اسماعيل الشريف يكتب : نصف مليون شهيد

أخبارنا

timeمنذ 15 ساعات

  • أخبارنا

اسماعيل الشريف يكتب : نصف مليون شهيد

أخبارنا : ليس لدي أي فكرة عمّا إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد «القتلى». أنا متأكد من أن أبرياء قد قُتلوا، وهذا هو ثمن الحرب- بايدن. قبل عشرة أشهر تقريبًا، تناولت في مقالة سابقة دراسة علمية محورية نشرتها مجلة «ذا لانسيت» The Lancet - المجلة الطبية الرائدة عالميًّا والمعروفة بمعاييرها التحريرية الصارمة ومصداقيتها العلمية - أثارت هذه الدراسة جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، حيث قدّرت أن إجمالي عدد الضحايا في غزة قد يصل إلى 186 ألف شخص. تتقاطع نتائج دراسة «لانسيت» مع معطيات دراسة مستقلة أجرتها جامعة جونز هوبكنز المرموقة، والتي اضطلعت بمسؤولية إصدار الإحصائيات الرسمية لجائحة كورونا في الولايات المتحدة. خلصت هذه الدراسة إلى أن عدد الضحايا في غزة لا يقل عن 70 ألف شخص، وهو رقم يفوق بمرتين تقريبًا الإحصائيات الرسمية المعلنة آنذاك. تدعم هذه التقديرات أيضًا بيانات منظمة «أوكسفام» الدولية المتخصصة في مكافحة الجوع والفقر عالميًا، والتي أشارت إلى أن المعدل اليومي لسقوط الضحايا في غزة يبلغ حوالي 250 شخصًا. يلاحظ المتتبعون للإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة تطورًا لافتًا في أنماط الإبلاغ عن الضحايا. شهدت الأسابيع الأولى من النزاع ارتفاعًا حادًا في الأرقام، حيث قفزت من 10 آلاف إلى 20 ألف، ثم إلى 50 ألف ضحية. إلا أن هذا الارتفاع المتسارع تباطأ لاحقًا، واستقرت الأرقام نسبيًّا على الرغم من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق. تواصل وسائل الإعلام الغربية والمؤسسات السياسية التشكيك في دقة الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، وذلك على الرغم من التأكيدات الأممية المتكررة بشأن موثوقية هذه البيانات. أشار تقرير أممي رسمي إلى أن عدد الضحايا بلغ 45 ألفًا حتى 18 ديسمبر 2024، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أن العدد وصل إلى 53,822 قتيلًا و122,382 جريحًا حتى 22 مايو 2025. تمتلك الولايات المتحدة منظومة متطورة من الأقمار الصناعية عالية الدقة قادرة على رصد أدق التفاصيل على سطح الأرض، بما يشمل تتبع الحركة والتغيرات في المناطق الحضرية بوضوح استثنائي. هذه التكنولوجيا المتقدمة تمكن الإدارة الأمريكية من متابعة حجم الدمار في غزة بدقة عالية، ومراقبة - وأحيانًا الإشراف على - العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، تستخدم القوات الإسرائيلية برمجيات متطورة لتتبع الوجوه والذكاء الاصطناعي مثل برنامجي «أين أبي» و»لافندر»، والتي تمكنها من الحصول على إحصائيات دقيقة حول عدد الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض. تكتسب التصريحات الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أهمية خاصة في هذا السياق، نظرًا لطبيعتها المحسوبة والمدروسة. في الرابع من فبراير 2025، وقبيل المؤتمر الصحفي مع نتن ياهو في البيت الأبيض، صرح ترامب قائلًا: «جميعهم... أعني نحن نتحدث عن 1.7 مليون، وربما 1.8 مليون، لكنني أعتقد أنهم جميعًا... أعتقد أنه سيتم توطينهم في أماكن يمكنهم أن يعيشوا فيها حياة كريمة، دون أن يقلقوا من الموت كل يوم». وفي مقابلة منفصلة مع شبكة «فوكس نيوز» خلال الشهر ذاته، أكد ترامب أن عدد سكان غزة يبلغ 1.9 مليون نسمة، وذلك في معرض حديثه عن خطة إعادة التوطين المقترحة، حيث قال: «سنبني مجتمعات جميلة وآمنة لـ1.9 مليون شخص... بعيدًا قليلًا عن المكان الذي يعيشون فيه الآن، حيث يكمن كل هذا الخطر». بناءً على هذه التصريحات الرسمية - والتي تتسم بالدقة والحساسية السياسية العالية - يتضح أن الإدارة الأمريكية قد أجرت حسابًا دقيقًا لعدد السكان الأحياء المتبقين في غزة. هذا التقدير، الذي يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة، يحمل دلالات مهمة حول حجم الخسائر البشرية الفعلية في القطاع. * التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد سكان قطاع غزة يتراوح بين 2.2 و2.3 مليون نسمة * وفقًا لآخر إحصائية رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2024، بلغ عدد السكان 2.23 مليون نسمة. * أشار الرئيس الأمريكي إلى أن عدد السكان الحاليين يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة بناءً على هذه المعطيات الرسمية، يمكن حساب الفارق الديموغرافي كالتالي: السكان قبل الصراع 2.23 مليون نسمة السكان الحاليون (وفقًا للتقدير الأمريكي) 1.7 - 1.9 مليون نسمة الفارق الديموغرافي 330,000 - 530,000 شخص. هذا الفارق، الذي يتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، يمثل - وفقًا للتحليل الرياضي للتصريحات الرسمية - حجم الخسائر البشرية الفعلية في غزة. تكشف هذه الحسابات، المستندة إلى تصريحات رسمية أمريكية، عن تباين كبير بين الإحصائيات المعلنة والواقع الديموغرافي. هذا التباين يثير تساؤلات جوهرية حول الشفافية في الإبلاغ عن الخسائر البشرية. في هذا السياق، يبرز التناقض الواضح في المواقف الأمريكية الرسمية، حيث يصرح نائب الرئيس الأمريكي فانس بأنه «لا يعتقد أن ما يجري في غزة يُعدّ إبادة جماعية»، وذلك رغم الأدلة الرقمية المستخلصة من التصريحات الرسمية الأمريكية ذاتها. يُظهر هذا التحليل الرياضي للبيانات الديموغرافية والتصريحات الرسمية وجود فجوة كبيرة بين الإحصائيات المعلنة والواقع الفعلي في غزة. هذه الفجوة، التي تتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، تستدعي مراجعة شاملة للآليات المستخدمة في توثيق الخسائر البشرية، وتطرح تساؤلات مهمة حول الشفافية والمساءلة في النزاعات المسلحة. إن الاعتماد على التحليل الرياضي للبيانات الرسمية يوفر منظورًا علميًّا موضوعيًّا لفهم حجم الكارثة الإنسانية في غزة، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والإعلامية.

نصف مليون شهيد
نصف مليون شهيد

الدستور

timeمنذ 17 ساعات

  • الدستور

نصف مليون شهيد

ليس لدي أي فكرة عمّا إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد «القتلى». أنا متأكد من أن أبرياء قد قُتلوا، وهذا هو ثمن الحرب- بايدن. قبل عشرة أشهر تقريبًا، تناولت في مقالة سابقة دراسة علمية محورية نشرتها مجلة «ذا لانسيت» The Lancet - المجلة الطبية الرائدة عالميًّا والمعروفة بمعاييرها التحريرية الصارمة ومصداقيتها العلمية - أثارت هذه الدراسة جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، حيث قدّرت أن إجمالي عدد الضحايا في غزة قد يصل إلى 186 ألف شخص. تتقاطع نتائج دراسة «لانسيت» مع معطيات دراسة مستقلة أجرتها جامعة جونز هوبكنز المرموقة، والتي اضطلعت بمسؤولية إصدار الإحصائيات الرسمية لجائحة كورونا في الولايات المتحدة. خلصت هذه الدراسة إلى أن عدد الضحايا في غزة لا يقل عن 70 ألف شخص، وهو رقم يفوق بمرتين تقريبًا الإحصائيات الرسمية المعلنة آنذاك. تدعم هذه التقديرات أيضًا بيانات منظمة «أوكسفام» الدولية المتخصصة في مكافحة الجوع والفقر عالميًا، والتي أشارت إلى أن المعدل اليومي لسقوط الضحايا في غزة يبلغ حوالي 250 شخصًا. يلاحظ المتتبعون للإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة تطورًا لافتًا في أنماط الإبلاغ عن الضحايا. شهدت الأسابيع الأولى من النزاع ارتفاعًا حادًا في الأرقام، حيث قفزت من 10 آلاف إلى 20 ألف، ثم إلى 50 ألف ضحية. إلا أن هذا الارتفاع المتسارع تباطأ لاحقًا، واستقرت الأرقام نسبيًّا على الرغم من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق. تواصل وسائل الإعلام الغربية والمؤسسات السياسية التشكيك في دقة الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، وذلك على الرغم من التأكيدات الأممية المتكررة بشأن موثوقية هذه البيانات. أشار تقرير أممي رسمي إلى أن عدد الضحايا بلغ 45 ألفًا حتى 18 ديسمبر 2024، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أن العدد وصل إلى 53,822 قتيلًا و122,382 جريحًا حتى 22 مايو 2025. تمتلك الولايات المتحدة منظومة متطورة من الأقمار الصناعية عالية الدقة قادرة على رصد أدق التفاصيل على سطح الأرض، بما يشمل تتبع الحركة والتغيرات في المناطق الحضرية بوضوح استثنائي. هذه التكنولوجيا المتقدمة تمكن الإدارة الأمريكية من متابعة حجم الدمار في غزة بدقة عالية، ومراقبة - وأحيانًا الإشراف على - العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، تستخدم القوات الإسرائيلية برمجيات متطورة لتتبع الوجوه والذكاء الاصطناعي مثل برنامجي «أين أبي» و»لافندر»، والتي تمكنها من الحصول على إحصائيات دقيقة حول عدد الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض. تكتسب التصريحات الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أهمية خاصة في هذا السياق، نظرًا لطبيعتها المحسوبة والمدروسة. في الرابع من فبراير 2025، وقبيل المؤتمر الصحفي مع نتن ياهو في البيت الأبيض، صرح ترامب قائلًا: «جميعهم... أعني نحن نتحدث عن 1.7 مليون، وربما 1.8 مليون، لكنني أعتقد أنهم جميعًا... أعتقد أنه سيتم توطينهم في أماكن يمكنهم أن يعيشوا فيها حياة كريمة، دون أن يقلقوا من الموت كل يوم». وفي مقابلة منفصلة مع شبكة «فوكس نيوز» خلال الشهر ذاته، أكد ترامب أن عدد سكان غزة يبلغ 1.9 مليون نسمة، وذلك في معرض حديثه عن خطة إعادة التوطين المقترحة، حيث قال: «سنبني مجتمعات جميلة وآمنة لـ1.9 مليون شخص... بعيدًا قليلًا عن المكان الذي يعيشون فيه الآن، حيث يكمن كل هذا الخطر». بناءً على هذه التصريحات الرسمية - والتي تتسم بالدقة والحساسية السياسية العالية - يتضح أن الإدارة الأمريكية قد أجرت حسابًا دقيقًا لعدد السكان الأحياء المتبقين في غزة. هذا التقدير، الذي يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة، يحمل دلالات مهمة حول حجم الخسائر البشرية الفعلية في القطاع. * التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد سكان قطاع غزة يتراوح بين 2.2 و2.3 مليون نسمة * وفقًا لآخر إحصائية رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2024، بلغ عدد السكان 2.23 مليون نسمة. * أشار الرئيس الأمريكي إلى أن عدد السكان الحاليين يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة بناءً على هذه المعطيات الرسمية، يمكن حساب الفارق الديموغرافي كالتالي: السكان قبل الصراع 2.23 مليون نسمة السكان الحاليون (وفقًا للتقدير الأمريكي) 1.7 - 1.9 مليون نسمة الفارق الديموغرافي 330,000 - 530,000 شخص. هذا الفارق، الذي يتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، يمثل - وفقًا للتحليل الرياضي للتصريحات الرسمية - حجم الخسائر البشرية الفعلية في غزة. تكشف هذه الحسابات، المستندة إلى تصريحات رسمية أمريكية، عن تباين كبير بين الإحصائيات المعلنة والواقع الديموغرافي. هذا التباين يثير تساؤلات جوهرية حول الشفافية في الإبلاغ عن الخسائر البشرية. في هذا السياق، يبرز التناقض الواضح في المواقف الأمريكية الرسمية، حيث يصرح نائب الرئيس الأمريكي فانس بأنه «لا يعتقد أن ما يجري في غزة يُعدّ إبادة جماعية»، وذلك رغم الأدلة الرقمية المستخلصة من التصريحات الرسمية الأمريكية ذاتها. يُظهر هذا التحليل الرياضي للبيانات الديموغرافية والتصريحات الرسمية وجود فجوة كبيرة بين الإحصائيات المعلنة والواقع الفعلي في غزة. هذه الفجوة، التي تتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، تستدعي مراجعة شاملة للآليات المستخدمة في توثيق الخسائر البشرية، وتطرح تساؤلات مهمة حول الشفافية والمساءلة في النزاعات المسلحة. إن الاعتماد على التحليل الرياضي للبيانات الرسمية يوفر منظورًا علميًّا موضوعيًّا لفهم حجم الكارثة الإنسانية في غزة، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والإعلامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store