logo
كيف استفاد بوتين من قصف إسرائيل لإيران؟

كيف استفاد بوتين من قصف إسرائيل لإيران؟

بيروت نيوزمنذ 6 أيام
وقالت الصحيفة: 'قبل عام، كان ذلك سيضرّ بمجهود موسكو الحربي في أوكرانيا، لكن روسيا تُصنّع الآن نسختها الخاصة من طائرات 'شاهد' الإيرانية المُسيّرة. الأهم من ذلك بكثير هو فهم أين ينسجم كل هذا مع رؤية بوتين للعالم وأولوياته. فتدمير الدولة الأوكرانية يُمثّل هدفًا أعلى بكثير للرئيس الروسي من أي هدف آخر في سياسته الخارجية، سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر. وفي هذا الصدد، كان الهجوم الأمريكي الإسرائيلي على إيران إيجابيًا للغاية.
بالمعنى الواسع، أدى اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط إلى صرف الانتباه والطاقة والموارد عن أوكرانيا، تاركًا بوتين حرّ التصرف. حتى في قمة الناتو الأخيرة، تم تجاهل الهدف الأساسي من التعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي – إلى مستويات لا يبررها إلا التهديد الروسي – فلم يرغب أحد في إغضاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال احتفاله بالنصر'.
تابعت:' بشكل أكثر تحديدًا، لم تتمكن إسرائيل من كبح جماح وابل الصواريخ الذي شنته الجمهورية الإسلامية إلا باستهلاك جزء كبير من مخزون دفاعها الجوي، بالإضافة إلى بعض مخزون الولايات المتحدة، التي قدمت المساعدة باستخدام أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على متن السفن. وبالمثل، لم تتمكن الولايات المتحدة من التدخل إلا بعد أن تتأكد من امتلاكها ما يكفي من بطاريات باتريوت لحماية قواعدها العسكرية في المنطقة. ربما يكون هذا التهديد قد انحسر حاليًا، لكن المخططين في البنتاغون ملزمون بافتراض استئناف الحرب والحاجة إلى مزيد من الدفاع الجوي، مما يقلل من توافره لأوكرانيا.
بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، مؤكدين مؤخرًا أنهم أوقفوا المساعدات العسكرية المقررة لأوكرانيا، بما في ذلك إمدادات الدفاع الجوي. وذكر بيان صادر عن البنتاغون أن القرار يضع المصالح الأميركية في المقام الأول، وأن 'قوة القوات المسلحة الأميركية لا تزال غير قابلة للشك – فقط اسألوا إيران'.
أكملت:' كان شعار ترامب زائفًا. لقد وضعت وزارة الدفاع مصالح روسيا في المقام الأول؛ ولا يمكن للولايات المتحدة أن تستفيد من هزيمة القوات الأوكرانية وما قد ينجم عنها من زعزعة استقرار أوسع في أوروبا.
كان التصعيد الكبير الأخير في ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية على أوكرانيا في توقيت مناسب. ففي ليلة 30 حزيران، شنت روسيا أكبر وابل من الصواريخ منذ بداية الحرب، شمل 477 طائرة مسيّرة وطائرة وهمية، بالإضافة إلى 60 صاروخًا باليستيًا تتطلب صواريخ اعتراضية عالية المستوى، مثل صواريخ باتريوت. ومنذ ذلك الحين، شنت روسيا هجمات جوية أثقل. ويُعد فقدان أوكرانيا لطائرة إف-16 وطيارها أثناء محاولتهما إسقاط جزء من وابل الصواريخ مؤشرًا واضحًا على الضغط الذي تتعرض له أنظمة الدفاع الجوي في البلاد'.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه 'كانت هجمات الأيام السابقة أقل حدةً بقليل، لذا ساد جوٌّ من اليأس حول طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي المزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية خلال لقائه بنظيره الأمريكي في حلف الناتو. وكانت تعليقات ترامب لاحقًا صادقة أيضًا. قال إنه أخبر زيلينسكي أنه سينظر في ما يمكن للولايات المتحدة فعله، لكن من الصعب الحصول على صواريخ باتريوت، لأننا 'بحاجة إليها أيضًا. كنا نزود إسرائيل بها'. في غضون ذلك، كان البنتاغون يقطع حتى الإمدادات المخطط لها.
هذا ما يهم بوتين، أكثر بكثير من الصورة الخارجية لفشله في مساعدة إيران. فهذه الحرب ستُحدد إرثًا يراه في سياق بناء الإمبراطورية الروسية على مر القرون. أو كما قال وزير خارجيته، سيرجي لافروف، مازحًا عام ٢٠٢٢، فإن رئيسه لديه ثلاثة مستشارين فقط: 'إيفان الرهيب، بطرس الأكبر، وكاترين العظيمة'.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه 'لم يُضعف أيٌّ مما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية هذه الرؤية لاستعادة روسيا العظمى. بالنسبة لبوتين، ليس مجرد وجود أوكرانيا إهانةً فحسب، بل إن إعادة استيعاب مواردها – البشرية والاقتصادية والعسكرية – في روسيا الأم هو الشرط الأساسي لقدرة موسكو على البقاء على رأس النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي يراه بديلاً للهيمنة الغربية. وهذا هو السبب الذي جعل خطة أوكرانيا لتوقيع معاهدة تجارية مع الاتحاد الأوروبي تُثير غضبه الشديد عام ٢٠١٣؛ إذ كانت تعني أن كييف لن تنضم إلى مجموعته المنافسة، الاتحاد الأوراسي'.
تحول ترامب مؤخرًا من لوم أوكرانيا على غزوها إلى التذمر من عدم اهتمام بوتين بمحادثات السلام. لكن عليه أن يفعل ما هو أفضل من ذلك بكثير. عليه أن يعترف، على الأقل لنفسه، بأن بوتين قد تلاعب به. فقد استغل عميل المخابرات الذي يدير الكرملين استماتة ترامب في التوصل إلى وقف إطلاق النار لتعزيز أهداف روسيا الحربية، في وقت يعاني فيه هو أيضًا من نقاط ضعف متزايدة، بما في ذلك أزمة ائتمان وشيكة.
قد تمر سنوات قبل أن يجزم أحد بنجاح التدخل العسكري الأمريكي في إيران أو فشله. لكن إذا كان هناك استنتاج واحد يمكن لترامب استخلاصه من نجاحه في فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل وإيران، فهو أن السلام من خلال القوة يتطلب أولًا إظهار القوة. وهذا ما فشل فيه فشلًا ذريعًا في تعاملاته مع الكرملين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يدرس تخصيص المزيد من الأموال لدعم أوكرانيا
ترامب يدرس تخصيص المزيد من الأموال لدعم أوكرانيا

IM Lebanon

timeمنذ 28 دقائق

  • IM Lebanon

ترامب يدرس تخصيص المزيد من الأموال لدعم أوكرانيا

نقلت قناة 'سي بي إس' الأميركية عن مصادر مطلعة، السبت، قولها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس لأول مرة منذ بداية ولايته الرئاسية تخصيص أموال إضافية للدعم العسكري لأوكرانيا. وأشارت القناة إلى أن مصدر التمويل الجديد المحتمل 'غير معروف'، موضحةً أن لدى ترامب حوالي 3.85 مليار دولار متبقية من الأموال التي كانت إدارة جو بايدن السابقة قد خصصتها لدعن أوكرانيا بالأسلحة. كما أفادت القناة بأن ترامب قد يستخدم هذه الأموال لنقل الأسلحة إلى كييف. ووفقًا لمصادر القناة، فإن هذه الخطوة ستكون بمثابة 'إشارة إلى روسيا'. في الوقت نفسه، نوهت القناة إلى أن ترامب قد يُحوّل نظرياً 5 مليارات دولار من الأصول الروسية المُجمدة في الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، مشيرةً إلى أن أي من الرئيسين الأميركيين، الحالي ترامب والسابق بايدن، لم يلجأ قط إلى مثل هذا الإجراء.

إبراهيم شعبان يكتب: نكتة العام .. نوبل لترامب
إبراهيم شعبان يكتب: نكتة العام .. نوبل لترامب

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

إبراهيم شعبان يكتب: نكتة العام .. نوبل لترامب

تحولت الدعابة الفارغة التي قالها ترامب في منشور على "تروث سوشيال"، إنهم لن يعطوه جائزة نوبل للسلام مهما فعل، رغم جهوده في وقف الحرب الهندية الباكستانية، ولا بعد ذلك في السيطرة سريعًا على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إلى واقع يثير الأسى والتساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب يحق له الحصول بالفعل على نوبل للسلام أم لا؟ وعما إذا كان لأرفع جائزة دولية أن تُمتَهن بهذا الشكل؟ وأن يكون الحصول عليها بهذه الطريقة؟ فالعمل من أجل السلام الحقيقي لا يكون فقط بالتدخل لعقد هدنة مجهولة التفاصيل بين إيران وإسرائيل، وبقاء أسباب الصراع والخلاف بينهما قائمة حتى هذا الوقت، ولا بهدنة سريعة مجهولة التفاصيل كذلك بين الهند وباكستان بعد الاشتباك المسلح بينهما. فما فعله ترامب ليس جهدًا حقيقيًا للسلام، ولكنه عمل سياسي نجح في اللحظة وقد يفشل غدًا حال تجددت الحرب بين أي منهما، وهذا وارد، فترامب لم يقُد اتفاقية سلام حقيقية بين إيران وإسرائيل، وهذا بعيد عن أنفه، لأنه باختصار يجهل أسباب الصراع، كما أن تدخله من البداية جاء منحازًا لنتنياهو. وهكذا في حالة الهند وباكستان، فقد أوقفت الدولتان النوويتان الحرب، ليس فقط نزولًا على رغبة ترامب، ولكن لأنهما الاثنتين لم تجهزا لحرب طويلة، والاشتباك العسكري والمناوشات بينهما كان محكومًا عليه بقصر المدة وعدم التطور لحرب طويلة بخصوص كشمير، فقط ضربات انتقامية هنا وهناك لإثبات الذات وكفى. فالبلدان لم يخططا لحرب كبيرة بينهما، والحرب لا تندلع في يوم وليلة، ولكن تكون وراءها أسباب كامنة تؤدي لاشتعال النيران، والهند وباكستان تعايشتا منذ أكثر من خمسة عقود مع واقع كشمير وارتضتا أن لا يكون الإقليم سببًا للحرب بينهما، على الأقل طوال النصف قرن الماضي. وبالعودة لجهود ترامب، فهي تدخلات سياسية لا تستند إلى أي أساس بين الدول الأربع: إيران وإسرائيل من ناحية، والهند وباكستان من ناحية ثانية، وهذا جزء من عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وللحفاظ على مصالح واشنطن مع هذه الدول. أما الكارثة الحقيقية والتي لا يمكن لترامب أن يحصل بسببها على جائزة نوبل، ولا غيرها، ولكن قد يحصل على وسام العار، فهي صمته التام – باستثناء نداءات سياسية فارغة – أمام واقع إبادة غزة وتغيير واسع لها، وقتل لأطفالها ونسائها بدم بارد، ومشاهدة مسرحية نتنياهو يأكل غزة وهو سعيد بذلك. كما أن فشله الذريع في السيطرة على الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم كل التنازلات التي قدمها لبوتين، والشيك على بياض الذي وقعه له في أول أيام ولايته من أجل وقف الحرب، يؤكد أنه لا يستحق، وأن وعوده بخصوص أوكرانيا ومشاريع "غزة ريفييرا الشرق الأوسط"، ومشاهدة مسرحيات نتنياهو الدموية، تؤكد فشله وعجزه وعدم وجود استراتيجية أمريكية حقيقية لوقف الحربين. ويُضاف إلى ذلك أن حديث نتنياهو عن أنه رشّح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، هو قمة المأساة ومجرد تلاعب بالرئيس الأمريكي الذي حقق كل أحلام الاحتلال، ويقف تمامًا بجواره، لدرجة أن حاخامات إسرائيل ذاتها دعوا الله أن يفوز ترامب، "الخادم الأصيل للصهيونية"، بالحكم. وفي رسالته إلى لجنة نوبل، والتي نشرها علنًا على الإنترنت، قال نتنياهو إن ترامب "أظهر تفانيًا ثابتًا واستثنائيًا في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم"!! وهذه الرسالة تكشف أن نتنياهو يحاول أن يرقص رقصة سياسية يكسب من خلالها وُدًا أكبر من جانب ترامب، ويتملقه بشكل فج، على أمل أن يكون خامس رئيس أمريكي يحصل على جائزة نوبل للسلام، بعد تيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وجيمي كارتر، وباراك أوباما. وفي منشور على منصة "إكس"، جاء تعليق جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي خلال فترة ولايته الأولى، ليفضح الأسباب وراء تعلّق ترامب بجائزة نوبل ورغبته في الحصول عليها، قائلًا: "إن الزعيم الجمهوري يريد جائزة نوبل للسلام، لأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حصل عليها". – يعني غيرة بين الرؤساء- وأضاف بولتون: "لن يحصل عليها لحلّ الحرب الروسية الأوكرانية (الأزمة قائمة ولم تُحل). لقد حاول دون جدوى". اللافت في مهزلة سعي ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، رغم استمرار دماء غزة واستمرار الصراع الروسي - الأوكراني، أن الدول العربية والإسلامية تبدو بعيدة تمامًا عن صراعات ترامب واتفاقياته وتحالفاته مع نتنياهو، رغم انعكاس كل ذلك على الأمن القومي العربي والاسلامي. ويبدو أن الجميع سينامون خلال ولاية ترامب، وأنهم قد قرروا – في تحالف غير مقدس بينهما – أن يتركوا ترامب ومشاريعه، مهما كانت نتائجها أو تداعياتها، وهو وضع مهين للشعوب القابعة في هذه الدول، وترى بأعينها إعادة هندسة وتغيير العالم دون أن يكون لنحو 57 دولة عربية وإسلامية أي صدى يُذكر أو كلمة مسموعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store