
أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
فقد أعلنت أضخم دراسة تصوير طبي للبشر في العالم أنها أنجزت هدفها المتمثل في تصوير أدمغة وقلوب وأعضاء داخلية لـ 100 ألف شخص، وهي المحطة الختامية لدراسة طموحة امتدت على مدى 11 عاماً.
وقالت البروفيسورة نعومي ألين، كبيرة العلماء في مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"، لبي بي سي: "يبدأ الباحثون بالفعل في استخدام بيانات التصوير، إلى جانب بيانات أخرى لدينا، للتعرف على الأمراض في مراحلها المبكرة، ثم استهداف العلاج في وقت مبكر".
ويُتاح هذا الكم الهائل من البيانات بتكلفة منخفضة للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم، بهدف إيجاد طرق جديدة للوقاية من أمراض شائعة مثل أمراض القلب والسرطان.
وكان المتطوع رقم 100 ألف الذي خضع للتصوير هو ستيف، الذي تقاعد مؤخراً من عمله في المبيعات، ويشارك الآن في أنشطة خيرية تديرها ابنته.
وحضرت بي بي سي لحظة دخوله إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي في مجمع صناعي بالقرب من مدينة ريدينغ، لتظهر على الشاشة صور تفصيلية لخلايا الدماغ والأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
وقال ستيف: "تم تشخيص والدتي بالخرف في مراحله المبكرة قبل سنوات، وهي ليست على ما يرام منذ ذلك الحين. ولذلك أشعر بأن عليّ رد الجميل للعلم، حتى يتمكن الجيل المقبل من التعلم من أمثالي".
وقد استمر هذا المشروع العملاق في العمل لمدة 13 ساعة يومياً، سبعة أيام في الأسبوع، في أربعة مواقع مختلفة في إنجلترا.
ويُخصص لكل مشارك موعد مدته خمس ساعات، يخضع خلالها لخمس تقنيات تصوير مختلفة تشمل الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية.
وتُخزن البيانات التي يتم جمعها دون ذكر هويات أصحابها ، ولا يتلقى المتطوعون مثل ستيف أي نتائج فردية، إلا في حال لاحظ المختصون مؤشراً لمشكلة صحية خطيرة تستدعي التنبيه.
ولا يسمح المشروع بنشر بيانات شخصية مثل الاسم الكامل للمتطوع أو الموقع الدقيق الذي يعيش فيه.
ما هو مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"؟
أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم.
وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى.
ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى.
أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم.
ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن.
ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية.
وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية.
وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج.
إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم.
ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل.
وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين.
وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة".
وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع.
وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع.
ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن:
استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.
يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة.
أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم.
وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى.
ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى.
أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم.
ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن.
ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية.
وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية.
وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج.
إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم.
ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل.
وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين.
وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة".
وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع.
وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع.
ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن:
يمكن التنبؤ ببداية 38 مرضاً شائعاً باستخدام مزيج من صور الرنين المغناطيسي والبيانات الصحية الأخرى ونماذج الذكاء الاصطناعي.
استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.
يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة.
تغيّرات في بنية القلب قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
"حتى النحل جاع في غزة، وفرّ خوفاً وفزعاً من القصف"
"نحتاج للغذاء لنحصل على الطاقة كي نستطيع الوقوف على أقدامنا في زمن المجاعة الذي نعيشه" هكذا بدأت فاتن العمراني من شمال قطاع غزة حديثها لبي بي سي، موضحة أن "كيس السكر بات شيئاً ثميناً جداً". "تخيلوا أنه يتعين علي دفع ألف دولار لشراء كيس من السكر! بالتأكيد لا أستطيع دفع هذا الثمن، والبديل الوحيد الذي كان أمامي هو العسل الأبيض، الذي كنت اشتري الكيلو منه قبل الحرب بـ80 شيكل (24 دولاراً أمريكياً)، وكان في متناول الجميع، أما الآن وصل سعر الكيلو لحوالي 100 دولار، فأصبحت اقتصد في استخدامه، وأخلط القليل منه مع كوب من الماء لكل فرد من أسرتي كبديل عن وجبات الطعام غير المتوفرة". لكن مؤخراً، طال القصف أحد المناحل الصغيرة التي كانت فاتن تشتري منها، وأصبحت الآن تفكر فيما قد تفعله بعد نفاد ما لديها من العسل "البديل الذي أوجدناه لقلة الطعام"، كما تقول العمراني. وتضيف فاتن: "في عائلتي كبار سن وأطفال وفتيات، وزوجي مريض سرطان يحتاج لأي شيء يمد جسده النحيل بأي قيمة غذائية كي يبقى على قيد الحياة، لكن حتى العسل أصبح غير متوفر في قطاع غزة". وفي تقرير صدر مؤخراً عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO)، كشف عن انهيار شبه كامل في قطاع تربية النحل في غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية وما تبعها من دمار واسع للبنية التحتية الزراعية والبيئية. تجويع النحل يقول أمير لطفي عيد صاحب "مناحل عيد" إنّ الكارثة لم تقف عند تدمير المناحل، بل امتدت لتدمير الغطاء النباتي الذي يتغذى عليه النحل بالكامل، لذلك لم يعد النحل يجد ما يتغذى عليه، وبدأ بالفرار من الجوع وهجر الصناديق التي تضم خلاياه. ويضيف: "رغم الجوع وتفاقم المجاعة لا نستطيع ممارسة عملنا في تربية النحل للحصول على العسل الأبيض النقي، لأن المناحل تتركز في المناطق الزراعية أو المناطق القريبة من الحدود، واليوم كل هذه المناطق محرم علينا الاقتراب منها بسبب الحرب، ودائماً ما يعلن الجيش الإسرائيلي أنها مناطق عمليات عسكرية خطرة، بل إن قوات الجيش الإسرائيلي تمركزت في بعض هذه المواقع واتخذتها مقراً لها، فكيف لنا أن نصل للمناحل؟". ويوضح عيد أن مربي النحل "تكبدوا خسائر كبيرة"، مشيراً إلى أن "قطاع غزة خسر نحو 90 في المئة من صناعة النحل الطبيعي التي كانت رائجة فيه"، ومحذراً من أنه "لو استمر الوضع على حاله ستندثر هذه المهنة تماماً من القطاع". وحتى الأدوات التي يحتاجها النحّال لإنجاز عمله لم تعد متوفرة، لا بدلات خاصة، ولا شمع، ولا حواجز ملكية. وبسبب غلق المعبر لم يعد هناك سكر في القطاع، فتفاقم احتياج الناس للعسل، خاصة بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد من السكر في غزة إلى ألف دولار. ويتذكر عيد اليوم الذي تعرض فيه منزله ومنحلته الصغيرة للقصف، إذ تحطم نصف المنحلة، وفرّ النحل منها خوفاً وفزعاً من القصف. BBC ويقول عيد: "بمعاناة شديدة تمكنت من استرجاع الحد الأدنى من هذا النحل كي أتمكن من إنشاء منحلة أخرى أوفر من خلالها احتياج أسرتي لمكمل غذائي، فأنا في الأصل تاجر نحل قبل أن أكون صانع عسل، وفي سبيل ذلك اشتريت صناديق وأقمت فيها خلايا للنحل من جديد، واليوم اعتبر نفسي عاملاً؛ كل همي هو تربية النحل وإعادة إنتاج العسل ولا شأن لي بأي شأن سياسي على الإطلاق". ويوضح: "كان لدي قرابة الـ500 خلية قبل الحرب، كانت تنتج لي طناً ونصف الطن من العسل النقي، اليوم كل ما أتمناه أن أعود لأنتج ثلث هذه الكمية، وأن يأتي يوم أتمكن فيه من الوصول لأماكن مناحلي التي لا استطيع الوصول إليها بسبب الحرب والطائرات والزنانات التي إن شكّت في حركتي فلن تتوانى عن قصفي". قبل الحرب كان أهل غزة يتعاملون مع العسل الأبيض النقي كمنتج غذائي غير أساسي، ولكن اليوم مع استمرار الحرب وإحكام غلق كل المعابر، لجأ الناس لتناول العسل كمكمل غذائي. ومع شح السكر بات البعض يستخدم العسل كمُحلٍ طبيعي ذي قيمة غذائية. "إذا كنا نحن كبشر نهرب من القصف في كل اتجاه، فما بالكم بهذه الحشرة الصغيرة؟" كما أنه بات يستخدم لعلاج التهاب الكبد الوبائي الذي يطلق عليه الغزيّون "الريقان" والذي تفشى بين النازحين. ويقول عيد: "تمر عليّ يومياً حالتين على الأقل من إصابات التهاب الكبد ويطلبون العسل للتداوي، ولكن قلة إنتاج العسل في القطاع أدت بطبيعة الحال لرفع سعره، ما يضطرني لتقليل هامش ربحي وبيعه دون مقابل مجزي". أما سمير الطحان النحال من غزة، فحاله لا يختلف كثيراً عن حال أمير عيد، إذ يقول لبرنامج "يوميات الشرق الأوسط" الذي يذاع عبر راديو بي بي سي، إن الحل الوحيد الذي بات أمامه للحفاظ على مهنته، هو إقامة خلية نحل وسط النازحين جنوباً، في مكان مكتظ بالبشر في غزة، وذلك لأن المناطق الشرقية التي كانت تضم المناحل باتت "شبه محرمة علينا وخسرنا كل ممتلكاتنا فيها، كما نضطر لتغذية النحل على السكر الذي ارتفع سعره بجنون لعدم وجود غطاء نباتي يتغذى عليه النحل" على حد قوله. ويخشى الطحان تعرض المنطقة التي نزح إليها للقصف، ويقول إن "تأثير القصف والقنابل الدخانية على خلايا النحل لا يمكن أن يتصوره أحد إذا لم يشاهده .. فبمجرد تصاعد ألسنة الدخان واللهب يهرب كل النحل من الخلايا. حرفياً لا يتبقى لنا ولا نحلة لإنتاج العسل. إذا كنا نحن كبشر نهرب من القصف في كل اتجاه، فما بالكم بهذه الحشرة الصغيرة؟!". ووفقاً لتقرير صادر عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية PNGO فقد دُمّر أكثر من 27,000 خلية نحل من أصل 30,000 كانت تعمل في القطاع قبل الحرب، وهو ما يعادل أكثر من 90 في المئة من إجمالي الخلايا الإنتاجية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج العسل بشكل كارثي؛ من متوسط سنوي يبلغ 250 طناً إلى أقل من 25 طناً فقط في عام 2025، ما أصبح يُهدد الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي المرتبط بتربية النحل. وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل ممنهج البيئات الطبيعية للمناحل، من خلال عمليات التجريف، والقصف، ورش المبيدات السامة، مما أدى إلى تراجع الغطاء النباتي بنسبة 76 في المئة، الذي كان مصدراً رئيسياً لرحيق الأزهار الذي تحتاجه النحلات في إنتاج العسل. كما أن هذا التدهور البيئي تسبب في انخفاض إنتاجية الخلية الواحدة إلى 2–3 كغم سنوياً فقط، بعد أن كانت تصل إلى 30 كغم في سنوات ما قبل الحصار والحروب المتكررة بحسب تقرير الشبكة. ووفقاً لبيانات واردة من وزارة الزراعة في غزة، فقد بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة للقطاع نحو 2.9 مليون دولار، بالإضافة إلى فقدان مئات العائلات مصدر دخلها الأساسي، في وقت تعاني فيه غزة من انهيار اقتصادي عام وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وأكدت PNGO في ختام تقريرها أن تربية النحل في غزة لم تعد مجرد قطاع إنتاجي زراعي، بل باتت رمزاً لانهيار المنظومة البيئية والاقتصادية نتيجة الاستهداف الممنهج، ودعت الشبكة إلى تحرك عاجل من الجهات الدولية والإنسانية لتقديم الدعم وإعادة إحياء هذا القطاع، عبر إدخال الخلايا الجديدة، والأدوية، والمعدات الضرورية، ورفع القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المستلزمات الزراعية والطبية الخاصة بالنحل بحسب التقرير.


شفق نيوز
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- شفق نيوز
الأردن يجلي "الدفعة الأكبر" من الأطفال المرضى والمصابين من غزة، ومنظمات أممية تقول: "الأطفال يموتون أمام أعيننا"
أجلى الأردن "الدفعة الأكبر" من الأطفال المرضى والمصابين من غزة، منذ بدء مبادرته في مارس/آذار الماضي، في وقت دعت منظمة الصحة العالمية مزيداً من الدول لاستقبال أكثر من 10 آلاف شخص بـ "حاجة لإجلاء طبي". وبلغ عدد الأطفال الذين أجلوا الأربعاء، 35 طفلاً برفقة 72 من ذويهم من قطاع غزة، إذ تم إجلاؤهم براً عبر جسر الملك الحسين، "وفق إجراءات محكمة وبإشراف الفرق المختصة إلى الأردن ضمن مبادرة الممر الطبي الأردني، ووزّعوا على عدد من المستشفيات الخاصة في المملكة". وقال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، فوزي الحموري، لبي بي سي، إن هؤلاء الأطفال "يعانون من إصابات متنوعة"، موضحاً أن "الأطفال الذي تم إجلاؤهم يعانون من مجموعة من الحالات المعقّدة، أبرزها تشوهات خلقية أو مكتسبة في القلب، وإصابات بالرأس وشظايا في مناطق مختلفة بالجسم، وإصابات في الأعيُن، إضافة إلى حالات بتر الأطراف العلوية والسفلية التي تستدعي تركيب أطراف صناعية متقدمة". وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال "بين أقل من عام واحد وحتى عمر الـ 18 عاماً"، وفق الحموري. وتعليقاً على أن هذه الدفعة تعد الأكبر من حيث أعداد المرضى الذين تم إجلاؤهم منذ انطلاق المبادرة، يقول الحموري: "واجهنا خلال الدفعات السابقة - وبما فيها هذه الدفعة - الكثير من الصعوبات والتحديات للحصول على موافقات الجيش الإسرائيلي"، إضافة إلى "محدودية قدرة الصحة العالمية على إجلاء أعداد أكبر بسبب الأوضاع غير الآمنة في قطاع غزة وتدمير البنية التحتية، إذ لا توجد طرق صالحة لمرور وسائل النقل". وأضاف أن "العديد من الأطفال وذويهم من الذين كان مبرمجاً لهم أن يحضروا إلى الأردن لتلقي العلاج، استشهدوا بسبب تأخّر إجلائهم وتعرضهم لمضاعفات ونتيجة للقصف المستمر على قطاع غزة" على حد تعبيره. وفي سؤال بشأن ما إذا كان سيتمّ إعادة هؤلاء الأطفال إلى القطاع بعد تلقي العلاج، قال الحموري: "تتم إعادتهم بعد الانتهاء التام من معالجتهم والتأكد بأن حالتهم الصحية تسمح بعودتهم"، مؤكداً أن "الأردن يلتزم بثوابت واضحة وفي مقدمتها رفض التهجير القسري، إذ يتعامل مع هذه المبادرة من منطلق إنساني بحت، مع العلم أن آلية الإجلاء والعودة تتم بالتنسيق الكامل مع الخدمات الطبية الملكية الأردنية، ضمن ترتيبات تضمن سلامة المرضى وكرامتهم". وبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين تم إجلاؤهم من غزة إلى مستشفيات خاصة في الأردن إلى 112 طفلاً منذ انطلاق المبادرة، إضافة إلى 241 مرافقاً، وفق جمعية المستشفيات الخاصة في المملكة. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قد أعلن خلال لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في واشنطن، في 11 فبراير/ شباط الماضي، عزم بلاده إجلاء نحو 2000 طفل مريض في غزة إلى الأردن لتلقي العلاج. دعوة أممية لاستقبال مرضى غزة في غضون ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، مزيداً من الدول إلى استقبال وعلاج مرضى قطاع غزة، بعد الإجلاء الطبي لمجموعة من المرضى غالبيتهم من الأطفال إلى الأردن. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على منصة إكس: "أشرفت منظمة الصحة العالمية اليوم على عملية الإجلاء الطبي لـ 35 مريضا معظمهم أطفال، من غزة إلى الأردن برفقة 72 شخصاً من أفراد عائلاتهم". وأضاف: "نحن ممتنون لحكومة الأردن على دعمها المتواصل وتوفيرها الرعاية المتخصصة للمرضى ذوي الحالات الحرجة"، مشيراً إلى أنه "لا يزال أكثر من 10000 شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي" ودعا "مزيداً من الدول إلى قبول المرضى للإجلاء الطبي - فأرواحهم تعتمد على ذلك. كثيرون ينتظرون". "الأطفال يموتون أمام أعيننا" كما حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس/ آذار ويونيو/حزيران، نتيجة "للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة". وأجرت المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة لأونروا، في الفترة المذكورة، ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. وعالجت أونروا أكثر من 3500 طفل في غزة هذا العام من سوء التغذية، وقدمت الوكالة الأممية أكثر من 9 ملايين استشارة صحية منذ بداية الحرب، وهي تقدم حاليا قرابة 15 ألف استشارة يوميا، بحسب بيان لها. وأكدت أنه "لا يمكن لأي شريك صحي آخر في غزة تقديم الرعاية الصحية الأولية بهذا الحجم". إلا أن أونروا حذّرت من أن استمرارها في تقديم الخدمات يزداد صعوبة. وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 188 من منشآتها - أي أكثر من نصف جميع منشآت أونروا في قطاع غزة – "تقع داخل المنطقة العسكرية الإسرائيلية، أو في المناطق الخاضعة لأوامر التهجير، أو حيث تتداخل هذه الأوامر". وقالت إن ستة فقط من مراكزها الصحية و22 نقطة طبية تابعة لها لا تزال تعمل، إضافة إلى 22 نقطة طبية متنقلة داخل وخارج الملاجئ التي تديرها. وأكدت أونروا أن خدماتها الطبية تعاني من نقص حاد في الموارد، محذرة من أن 57 بالمئة من الإمدادات الطبية الأساسية قد نفدت لديها، ومشددة على أن "الأطفال يموتون أمام أعيننا، لأننا لا نملك الإمدادات الطبية أو الغذاء المستدام لعلاجهم". وأضافت الوكالة أنه بسبب المنع الإسرائيلي، نفدت الآن أدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للطفيليات، والأدوية المضادة للفطريات، وأدوية التهابات العيون، وجميع علاجات الجلد، والمضادات الحيوية الفموية للبالغين. وكانت منظمة أطباء بلا حدود حذّرت قبل أيام من أن فرقها في غزة تلاحظ ارتفاعاً في مستويات سوء التغذية الحاد في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب. وقالت المنظمة غير الحكومية إن حالات سوء التغذية الحاد شهدت "ارتفاعاً غير مسبوق" في اثنتين من عياداتها في قطاع غزة.


شفق نيوز
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- شفق نيوز
أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
يقول علماء بريطانيون إنهم باتوا قادرين على دراسة أجسامنا خلال مراحل التقدم في السن بمستوى غير مسبوق من الدقة، وذلك بفضل أكثر من مليار صورة تشخيصية التُقطت لمتطوعين في المملكة المتحدة. فقد أعلنت أضخم دراسة تصوير طبي للبشر في العالم أنها أنجزت هدفها المتمثل في تصوير أدمغة وقلوب وأعضاء داخلية لـ 100 ألف شخص، وهي المحطة الختامية لدراسة طموحة امتدت على مدى 11 عاماً. وقالت البروفيسورة نعومي ألين، كبيرة العلماء في مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"، لبي بي سي: "يبدأ الباحثون بالفعل في استخدام بيانات التصوير، إلى جانب بيانات أخرى لدينا، للتعرف على الأمراض في مراحلها المبكرة، ثم استهداف العلاج في وقت مبكر". ويُتاح هذا الكم الهائل من البيانات بتكلفة منخفضة للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم، بهدف إيجاد طرق جديدة للوقاية من أمراض شائعة مثل أمراض القلب والسرطان. وكان المتطوع رقم 100 ألف الذي خضع للتصوير هو ستيف، الذي تقاعد مؤخراً من عمله في المبيعات، ويشارك الآن في أنشطة خيرية تديرها ابنته. وحضرت بي بي سي لحظة دخوله إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي في مجمع صناعي بالقرب من مدينة ريدينغ، لتظهر على الشاشة صور تفصيلية لخلايا الدماغ والأوعية الدموية والعظام والمفاصل. وقال ستيف: "تم تشخيص والدتي بالخرف في مراحله المبكرة قبل سنوات، وهي ليست على ما يرام منذ ذلك الحين. ولذلك أشعر بأن عليّ رد الجميل للعلم، حتى يتمكن الجيل المقبل من التعلم من أمثالي". وقد استمر هذا المشروع العملاق في العمل لمدة 13 ساعة يومياً، سبعة أيام في الأسبوع، في أربعة مواقع مختلفة في إنجلترا. ويُخصص لكل مشارك موعد مدته خمس ساعات، يخضع خلالها لخمس تقنيات تصوير مختلفة تشمل الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية. وتُخزن البيانات التي يتم جمعها دون ذكر هويات أصحابها ، ولا يتلقى المتطوعون مثل ستيف أي نتائج فردية، إلا في حال لاحظ المختصون مؤشراً لمشكلة صحية خطيرة تستدعي التنبيه. ولا يسمح المشروع بنشر بيانات شخصية مثل الاسم الكامل للمتطوع أو الموقع الدقيق الذي يعيش فيه. ما هو مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة"؟ أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم. وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى. ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى. أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم. ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن. ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية. وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية. وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج. إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم. ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل. وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين. وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة". وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع. وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع. ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن: استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف. يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة. أُطلق مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" في عام 2003، وهو واحد من أضخم مجموعات العينات البيولوجية والبيانات الصحية في العالم. وقد شارك في المشروع نصف مليون شخص، جميعهم من متوسطي العمر، خضعوا لاختبارات بدنية، وأجابوا على أسئلة منتظمة عن صحتهم ونمط حياتهم، وقدموا عينات من الحمض النووي وسوائل بيولوجية أخرى. ويتم تجميد عينات الدم والبول واللعاب في نيتروجين سائل، وتُخزّن عند درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر في ثلاجات عملاقة بمدينة ستوكبورت في منطقة مانشستر الكبرى. أما الجزء المتعلق بالتصوير الطبي من المشروع فقد بدأ في عام 2014، ويتضمن إجراء تصوير تفصيلي لـ100 ألف من هؤلاء المشاركين أنفسهم. ومن المقرر دعوة هذه المجموعة نفسها لإجراء عمليات تصوير جديدة كل عدة سنوات، لدراسة كيفية تغير أجسادهم وأعضائهم مع التقدم في السن. ومن خلال دمج صور التصوير الطبي مع البيانات الأخرى التي جمعها المشروع، يمكن للعلماء دراسة ما إذا كانت التغيرات المبكرة في تركيبة الدماغ أو الجسم تؤدي لاحقاً إلى أمراض أو مشاكل صحية. وقد أُسس مشروع "بيوبنك المملكة المتحدة" بوصفه مبادرة غير ربحية، بدعم من مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة ومؤسسة "ويلكم ترست" الخيرية، إلى جانب وزارة الصحة البريطانية والحكومة الاسكتلندية. وبعد عقدين من الزمان، وصل المشروع إلى مرحلة النضج. إذ تتوفر الآن أكثر من 30 بيتابايت، أي 30 ألف تيرابايت، من البيانات الصحية المجهّلة للباحثين العاملين في جامعات ومنظمات خيرية وحكومات وقطاع خاص حول العالم. ويمكن للعلماء في بريطانيا وخارجها التقدم بطلب للوصول إلى البيانات، مقابل رسوم تتراوح عادة بين 3000 و9000 جنيه إسترليني للمساهمة في تغطية تكاليف التشغيل. وتقول البروفيسورة لويز توماس، أستاذة التصوير الأيضي في جامعة ويستمنستر، إن المشروع "يُحدث تحوّلاً جذرياً" في طريقة عمل الباحثين. وأضافت: "كنا نعتقد أنها فكرة مجنونة، لا يمكن أبداً تصوير هذا العدد من الناس. كان تحليل هذه الصور يدوياً سيستغرق منا آلاف السنين، لكن بفضل التكنولوجيا يمكننا الآن استخراج كل المعلومات تلقائياً، وقياس كل شيء في الجسم خلال دقائق معدودة". وبات الباحثون يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الكميات الهائلة من البيانات الناتجة عن المشروع. وقد أُنتج ما يقرب من 17 ألف ورقة بحثية علمية مُحكّمة بالاستعانة ببيانات "بيوبنك" منذ عام 2003، ويتم نشر عشرات الأوراق الجديدة كل أسبوع. ومن بين أبرز النتائج التي كشفتها الصور حتى الآن: يمكن التنبؤ ببداية 38 مرضاً شائعاً باستخدام مزيج من صور الرنين المغناطيسي والبيانات الصحية الأخرى ونماذج الذكاء الاصطناعي. استهلاك كميات قليلة من الكحول يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان الذاكرة والخرف. يمكن لتصوير دقيق بالكشف بالرنين المغناطيسي أن يغني عن التدخل الجراحي في تشخيص ومتابعة أحد أمراض الكبد الشائعة. تغيّرات في بنية القلب قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.