logo
لبنان بين محور الممانعة وسيادة دولة سُرقت منه!

لبنان بين محور الممانعة وسيادة دولة سُرقت منه!

عمون٢٧-٠٤-٢٠٢٥

بعد اعتذاره عن عدم الحضور وتشديد استدعائه؛ من قبل وزارة الخارجيّة اللبنانيّة؛ الجيش اللبناني يثبت الأمن في الجنوب، وسط اشادات أميركية بأداء الرئيس جوزيف عون، وتحريض متواصل من وكلاء الدولة الإيرانية على عون.
من الطبيعي أنّ يكون رد فعل إيران ووكلائها عنيفاً تجاه استعادة لبنان لسيادة سرقت منه، بعد أنّ حوله محور الممانعة لمنصّة لتصدير الكبتاجون وتهريب السلاح، وتخزينه بين البيوت.
ولكن أنّ تصل الأمور إلى حد التحريض ضد الدولة اللبنانيّة ورئيسها تارةً؛ والتهديد بقطع اليد تارةً أخرى، فهذا يعني أنّ ورقة حزب الله الأقوى أو التي كانت الأقوى لدى إيران قدّ احترقت.
السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني امتثل أخيراً للأعراف الدبلوماسيّة وذهب إلى الخارجيّة اللبنانيّة بعد أن تم استدعاؤه مرتين!
المرّة الأولى اعتذر عن عدم الحضور ليعود الخميس ويتبلغ بضرورة التقيد بالأصول الدبلوماسيّة المحددة في الاتفاقيات الدوليّة الخاصة بسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخليّة وفي مقدمتها اتفاقية فينّا.
السفير الإيراني أحدث بلبلة في لبنان عندما وصف الدعوات لنزع سلاح حزب الله بـ"المؤامرة"، وقال على إكس إن واشنطن تواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة وتمنع دول من تسليح جيوشها وعندما تستسلم هذه الدول للمطالب لنزع السلاح تصبح عرضة للهجوم والاحتلال كما حدث في العراق وليبيا وسوريا ".
هذهِ الأزمة جاءت في أعقاب استعادة حزب الله لغة التخوين والتهديد ومفردات بالية تتمثل في "قطع الأيدي وما تجربونا ولا قوة تستطيع نزع السلاح وسلاحنا باقٍ حتى ظهور المهدي"؛ لأنّه يعرف بأنّ الرئيس عون مصمّم على بسط سلطة الدولة واحتكارها وحدها السلاح، ونقل النقاش من التمييع إلى التنفيذ!
فالرئيس اللبناني جوزيف عون أكّد أنّ الجيش يواصل انتشاره في القرى والبلدات الجنوبيّة التي احتلتها إسرائيل، وأثناء لقاء جمعه مع قائد قوات اليونيفيل..
أشار إلى أنّ قرار تطويع العسكريين مستمرّ لتأمين أربعة آلاف وخمسمئة عسكري سيتولون مع القوات الموجودة حالياً بسط الأمن في الجنوب وتطبيق القرار ١٧٠١ بالتعاون مع اليونيفل، كما شدد عون على أن استمرار احتلال إسرائيل للتلال الخمس يجب أن ينتهي فوراً لتأمين الاستقرار والأمن تمهيداً لاستكمال عودة الأهالي إلى قراهم.
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي بأنّ الجيش اللبناني في نظرهم يفرض إجراءات في مناطق حزب الله تفوقت بكثير ما توقعه الجانب الإسرائيلي.
كما أنّ نائبة المبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس أشادت بشجاعة الرئيس عون قائلة لقد شهدت قائداً مصمماً على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي.
أزمّة دبلوماسية كانت قد ستنتج جرّاء تصريح للسفير الإيراني في بيروت، باتجاه خطوة يصمّم الرئيس اللبناني على اتخاذها وفي إشارة إلى صعوبة قبول إيران ومحورها في تقبل هذا التغيّر في لبنان في محاولة لاستعادة السيادة اللبنانية بشكل كامل وبسطها على الأراضي اللبنانيّة.
يبدو أنّ هناك حمّلة تحريضيّة لاستهداف الرئيس عون من قبل أصوات المحور الإيراني في العراق ومنهم على سبيل المثال ياسين الموسوي، وكل ذلك بعد لغة تخوينيّة تصعيديّة من قبل محور إيران ووكلائها في المنطقة.
لبنان خلال عقود مضت دفع فواتير إيران، واللعب في الساحة اللبنانيّة والسوريّة والعراقيّة بما فيه الكفايّة!
القصّة لا تنتهي باستدعاء السفير؛ فمنذ سنوات تشكّلت خارطة النفوذ في هذا البلد الصغير، بتعقيد يشبه تضاريسهٍ، من خلال تحالفات ومرجعيات تمتد جذورها إلى ما هو أبعد من المتوسط!
لكنّ شيئاً ما قد تغير وهو الصوت الذي كان يأتي من جنوب بيروت، بدأ يخرج بالفارسية، والبيانات التي كانت تصدر باسم المقاومة باتت تصدر من سفارة لا تعترف بحدود الجغرافيا ولا بالأعراف الدبلوماسيّة!
لبنان الرسمي ولبنان الدولة ردّ باستدعاء السفير، ولم يستجب له السفير في بادئ الأمر، وهنا لم يكن الغياب مجرد اعتذار بل موقف!
فهل لبنان أمام سفير دولة أم مندوب فوق الدولة؟! خاصّة وأنّ السفير نفسه الذي بات معروفاً في لبنان في سفير البيجر!
إذا كانت السيادة لا تحفظ إلا بالاحترام فماذا الذي تبقى منها حين تخترق تحت مسميات؛ الدفاع والتحالف والمقاومة؟!
لكنّ القصّة لا تنتهي باستدعاء السفير أو تصريح مستفز.. المشهد يتراكم، وإذا كان لبنان أمام أزمة طائرات وحقائب دبلوماسيّة وتفتيش دبلوماسيين إلى عرض مفاوضات تخاض باسم لبنان دون علمه!
مشهد لم يعد يقرأ كأزمات منفصلة بل كفصول متصاعدة في معركة كسر إرادات بين بيروت وطهران.
كل شيء بات بالعلن إن كان على صعيد النفوذ والخطاب وغياب وحتى استفزاز؛ هذه، ليست قصّة تغريدة ولا أزمة دبلوماسيّة عابرة؛ هذهِ قصّة بلد يسأل من المتحدث الرسمي باسمه؟.. هل من حقه أنّ يختار حصر السلاح بيد الدولة دون أنّ يتهم بالخيانة؟.. ومن يقرر بالنهاية هذهِ المسألة بيروت أم طهران أم الضاحية؟!
المثير للاهتمام هنا أنّ تغريدة السفير الإيراني في بيروت مازالت قائمة على منصّة اكس رغم محاولات السفير تغليفها بتبرير دبلوماسي!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فرقة "Kneecap" الإيرلندية تتهم السلطات البريطانية بالقمع بعد اتهامها بالإرهاب بسبب رفع علم حزب الله
فرقة "Kneecap" الإيرلندية تتهم السلطات البريطانية بالقمع بعد اتهامها بالإرهاب بسبب رفع علم حزب الله

رؤيا

timeمنذ 34 دقائق

  • رؤيا

فرقة "Kneecap" الإيرلندية تتهم السلطات البريطانية بالقمع بعد اتهامها بالإرهاب بسبب رفع علم حزب الله

من المقرر أن يمثل أوهانا (27 عامًا) أمام محكمة ويستمنستر الجزئية في 18 حزيران/يونيو المقبل نفت فرقة الراب الإيرلندية "Kneecap" الاتهامات الموجهة إلى أحد أعضائها بـ"دعم جماعات محظورة"، بعد توجيه تهمة الإرهاب إلى ليام أوهانا، المعروف باسمه الفني "مو تشارا"، على خلفية رفعه علم "حزب الله" اللبناني خلال حفل موسيقي أقيم في لندن في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وقالت شرطة العاصمة البريطانية إن التهمة جاءت بعد تحقيق أجرته وحدة مكافحة الإرهاب، إثر تداول مقطع فيديو من الحفل على الإنترنت في أبريل الماضي، أظهر أوهانا يحمل الراية "بطريقة تثير شكوكًا منطقية بأنه من مؤيدي منظمة محظورة"، في إشارة إلى "حزب الله" المصنف جماعة إرهابية في المملكة المتحدة، إلى جانب "حماس". ومن المقرر أن يمثل أوهانا (27 عامًا) أمام محكمة ويستمنستر الجزئية في 18 حزيران/يونيو المقبل. وفي بيان رسمي، أكدت فرقة "Kneecap" رفضها التام للتهم الموجهة، ووصفتها بأنها "محاولة لقمع الفنانين المعارضين لسياسات الحكومات"، متهمة السلطات البريطانية باستخدام قانون مكافحة الإرهاب لأغراض سياسية. وقالت: "نُنكر هذه التهمة وسندافع عن أنفسنا بقوة. هذه حملة ممنهجة لتشويهنا بسبب مواقفنا المؤيدة لفلسطين ومعارضتنا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي". وتشتهر الفرقة، التي تأسست عام 2017، بمواقفها القومية الإيرلندية ولهجتها السياسية الصريحة، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية وانتقادها الاحتلال الإسرائيلي. وأثارت الفرقة جدلًا واسعًا مؤخرًا بعد ظهور لافت لها في مهرجان "كوتشيلا" الموسيقي في كاليفورنيا، حيث عرضت عبارة: "اللعنة على إسرائيل، حرّروا فلسطين" على المسرح، مما أثار انتقادات حادة من وسائل إعلام ومنظمات داعمة للاحتلال. وفي وقت لاحق، تداولت وسائل الإعلام مقاطع مصورة يظهر فيها أعضاء من الفرقة وهم يهتفون "تحيا حماس، تحيا حزب الله"، وأخرى يُزعم أنهم دعوا فيها إلى قتل نواب بريطانيين. وقدّمت الفرقة لاحقًا اعتذارًا لعائلات النائبين جو كوكس وديفيد أميس، اللذين قُتلا في هجمات منفصلة. ردًا على ذلك، شددت الفرقة على أنها لم تدعم أي جماعة محظورة ولم تدعُ إلى العنف، مؤكدة أن بعض التصريحات "أُخرجت من سياقها"، ومعلنة أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد ما وصفته بـ"محاولات تشويه متعمّدة". وأضافت في بيان مطوّل: "نحن نقول الحقيقة، وهذا ما يزعجهم. جمهورنا في تزايد مستمر، وأولئك الذين يهاجموننا يسعون إلى إسكات أي صوت ينتقد المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. نحن نواجه حملة إعلامية هدفها التعتيم على الإبادة الجماعية في غزة". وذكرت الفرقة أنها فقدت دعم شركة الحجز "Independent Artist Group"، كما ألغيت عدة حفلات لها في ألمانيا والمملكة المتحدة، وسط دعوات من مسؤولين حكوميين إلى إعادة النظر في مشاركتها في مهرجان "غلاستونبري" الشهر المقبل. في المقابل، تلقّت "Kneecap" دعمًا من شخصيات موسيقية وفنية بارزة، مثل بول ويلر، وبريان إينو، وفرقة "ماسيف أتاك"، الذين وقّعوا رسالة تضامن تدين ما وصفوه بـ"محاولة منظمة لإسكات الأصوات المعارضة". ويُشار إلى أن فرقة "Kneecap" كانت قد حظيت بشهرة دولية واسعة العام الماضي بعد إطلاق فيلم سينمائي شبه روائي مستوحى من قصة صعودها، من بطولة مايكل فاسبندر، والذي حاز جائزة "بافتا" في فبراير/شباط 2025. خلفية قانونية تُصنّف المملكة المتحدة "حزب الله" و"حماس" ضمن المنظمات الإرهابية، ويُعدّ التعبير عن دعمهما جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. يُنتظر أن يثير مثول أوهانا أمام المحكمة في 18 يونيو المقبل جدلًا واسعًا، لا سيما في ظل تصاعد النقاشات حول حرية التعبير والحدود الفاصلة بينها وبين قوانين مكافحة الإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقف السياسية تجاه قضايا دولية مثل العدوان على غزة.

"الهجرة الدولية": نزوح أكثر من 172 ألف شخص في غزة خلال أسبوع
"الهجرة الدولية": نزوح أكثر من 172 ألف شخص في غزة خلال أسبوع

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

"الهجرة الدولية": نزوح أكثر من 172 ألف شخص في غزة خلال أسبوع

أخبارنا : أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة، نزوح أكثر من 172 ألف شخص في قطاع غزة في أسبوع واحد، جراء الهجمات الإسرائيلية المكثفة والحصار. وأضافت المنظمة في منشور على حسابها في موقع إكس: "منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 آذار 2025، فرّ ما يقدر بنحو 610 آلاف شخص من العنف أو من إنذارات الإخلاء". وأكدت، أن أكثر من 172 ألف شخص نزحوا في غزة خلال آخر 7 أيام، بينهم 10 آلاف نزحوا خلال آخر 24 ساعة، داعية إلى توفير "الوصول الإنساني" على الفور.

ليبيا.. رئيس المجلس الرئاسي يعلق على تظاهرات طرابلس
ليبيا.. رئيس المجلس الرئاسي يعلق على تظاهرات طرابلس

جو 24

timeمنذ 4 ساعات

  • جو 24

ليبيا.. رئيس المجلس الرئاسي يعلق على تظاهرات طرابلس

جو 24 : أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي تعليقا على التظاهرات التي شهدتها العاصمة طرابلس الجمعة، أن الرهان الحقيقي كان ولا يزال على الاستماع لرأي الشعب لتحقيق التغيير الإيجابي. وقال المنفي فيبيان مقتضبعلى منصة "إكس": "نفخر بالمشهد الوطني الحضاري الذي قدمه أبناء شعبنا في العاصمة، عبر العودة لحق التعبير السلمي والمسؤول عن تطلعاتهم"، مشيدا بما وصفه بـ"الوعي الوطني الذي يميز الحراك الشعبي في هذه المرحلة الدقيقة". وثمن المنفي دور المؤسسات الأمنية التي عملت على تأمين المظاهرات، مؤكدا أن"صون حق التظاهر السلمي مسؤولية وطنية، وأن الرهان الحقيقي كان ولا يزال على الاستماع لرأي الشعب بكافة الوسائل لتحقيق التغيير الإيجابي". وشهد ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس يوم الجمعة حشودا جماهيرية ضخمة شارك فيها آلاف الليبيين، في تظاهرة تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه انسداد الأفق السياسي الذي تشهده البلاد منذ سنوات. وحمل المتظاهرونفي بيان لهم، حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من البرلمان والمجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة مسؤولية الانسداد السياسي والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي أودت بحياة مدنيين وألحقت أضرارا واسعة بالممتلكات. وطالب المتظاهرون في بيانهم بحل كافة الأجسام السياسية، وتشكيل لجنة أزمة تتولى إدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت، داعين المجلس الرئاسي إلى الشروع فورا في تحديد موعد لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور وتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وحددوا تاريخ 25 يوليو 2026 كأقصى موعد لذلك. وجاءتالمظاهرة بعد سلسلة من التطورات الأمنية الخطيرة التي زادت من حدة التوتر، كان آخرها اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة في طرابلس خلال الأسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة، ما أثار موجة سخط عارمة في الشارع الليبي. وتعد هذه التظاهرة من أوسع التحركات الشعبية التي تشهدها العاصمة منذ سنوات، في مؤشر على اتساع رقعة الغضب الشعبي وفقدان الثقة في المسارات السياسية التقليدية، وسط مطالبات محلية ودولية بضرورة تبني حلول جذرية تنطلق من إرادة الشعب الليبي وتمهد لمرحلة جديدة قوامها الشرعية الشعبية والدستورية. المصدر: RT تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store