logo
لماذا تحتاج إسرائيل إلى الانتظام الأميركي لحسم الحرب؟

لماذا تحتاج إسرائيل إلى الانتظام الأميركي لحسم الحرب؟

Independent عربيةمنذ 5 ساعات

في خضم الحرب المحتدمة بين إسرائيل وإيران، تتزايد الدعوات الإسرائيلية إلى انتظام الولايات المتحدة مباشرة في الصراع، كون تل أبيب عاجزة وحدها عن تدمير المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض أو حتى حسم المعركة العسكرية.
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد شاركتا عام 2023 في مناورة تحاكي ضرب إيران أطلقا عليها اسم "جونيبر أوك" بمشاركة القاذفات الاستراتيجية الأميركية، ومنحتهما بحسب ما تسرب حينها نظرة ثاقبة على كيفية تطور سيناريو التصعيد الأقصى في ظل العمليات الإسرائيلية- الأميركية المشتركة، وهذا ما يدفعنا إلى تفصيل الأسباب التي توجب انتظام الولايات المتحدة لحسم الحرب.
التزود بالوقود جواً
منذ بدء عملية "الأسد الصاعد" التي شنها الجيش الإسرائيلي بضربات على إيران، نجحت إسرائيل في تحقيق هيمنة جوية تامة على كامل الأراضي الإيرانية الغربية، بما في ذلك العاصمة طهران، وتحلق حالياً مقاتلاتها على بعد نحو 1500 كيلومتر من حدودها لاستهداف المجموعات الفردية والمركبات ناهيك بمنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، بل وحتى الأهداف الثابتة.
ومع تحقيق التفوق الجوي والقدرة على العمل فوق مساحة واسعة من إيران، لا يزال سلاح الجو الإسرائيلي في حاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة، إذ قد يكون من المهم لإسرائيل زيادة عدد طائرات التزويد الجوي بالوقود التي تدعم عملية جيشها، وسيسمح هذا الأمر بزيادة حمولة القنابل على كل مقاتلة، ومن ثم تدمير مزيد من الأهداف في طلعة جوية واحدة وإنتاج تأثير نوعي على كل من الفعالية الكلية للعملية ومدتها.
ويرجح خبراء أن الولايات المتحدة ربما وافقت على هذا الأمر بالفعل، لأنه في ليلة 16 يونيو (حزيران) الماضي، أرسل سلاح الجو الأميركي 26 طائرة نقل جوي من طراز "بوينغ كيه سي -135" و"بوينغ كيه سي-46" عبر المحيط الأطلسي. واللافت أن هذه الخطوة لم تحصل سراً وهذه الطائرات موجودة بالفعل في منطقة جبل طارق.
إسرائيل تحتاج إلى القاذفات الأميركية
يتكون أسطول إسرائيل من مقاتلات "أف-15" و"أف-16" أميركية الصنع من الجيل الرابع، و"أف-35" من الجيل الخامس الأكثر تطوراً، وهي لا تمتلك قاذفات ثقيلة قادرة على حمل ذخائر ضخمة خارقة للتحصينات.
الهدفان الرئيسان لأي ضربات سيكونان منشأتي تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في نطنز وفوردو. تقع منشأة نطنز في عمق الأرض، وهي محمية بالخرسانة المسلحة في محافظة أصفهان بوسط البلاد. وأشارت صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة قبل عامين إلى أن إيران حفرت أنفاقاً عميقة جداً قرب الموقع بحيث لا يمكن لإسرائيل تدميرها بفعالية.
أما منشأة "فوردو" النووية فتوجد على عمق يراوح بين 80 و90 متراً في سفح جبل. وتقع المنشأة قرب مدينة قم، على بعد نحو 160 كيلومتراً جنوب طهران، ويتطلب تدميرها أدوات خاصة قادرة على اختراق أعماق الأرض. ويواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في اختراق هذا العمق باستخدام قنابل اختراق المخابئ التي يمتلكها سلاحه الجوي، والتي تطلق عادة من الطائرات المقاتلة.
تتطلب مثل هذه الضربات قاذفة "نورثروب بي-2 سبيريت" الشبحية، فهي القاذفة الوحيدة القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" الأميركية الخارقة للتحصينات الضخمة، التي يبلغ وزنها 15 طناً، وهي أكبر قنبلة أميركية خارقة للتحصينات، وواحدة من أقوى القنابل غير النووية في العالم. وقد شاركت هذه القاذفة سابقاً بقصف مواقع أسلحة تحت الأرض محصنة تابعة للحوثيين في اليمن.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"أم القنابل"
وبينما يعد اختراق منشأتي فوردو ونطنز تحدياً صعباً، فإن الأميركيين يمتلكون مفتاح اختراقها باستخدام "أم القنابل"، أو باسمها التقني "جي بي يو-43"، وهي قنبلة تزن 10 أطنان، وتصنف كأثقل قنبلة تقليدية موجهة في العالم.
تتميز هذه القنبلة بثباتها في الجو بفضل سلسلة أجنحة ثابتة وزعانف شبكية، مما يمنحها ثباتاً وديناميكية هوائية استثنائية. وتوجه بوسائل مختلفة، بحسب رغبة المشغل، وتنزلق نحو هدفها بعد إلقائها من قاذفة ثقيلة.
من الممكن أن تحمل قاذفة القنابل الثقيلة الأميركية "بي-52"، المتمركزة حالياً في المحيط الهندي بجزيرة دييغو غارسيا، هذه القنبلة بنسخة حديثة ومعدلة. وطورت القنبلة واختبرت بواسطة مختبر بحوث القوات الجوية الأميركية، وأول استخدام عملي لها كان في أفغانستان في 13 أبريل (نيسان) 2017.
يبلغ مدى الانزلاق للقاذفات نحو الهدف نحو خمسة كيلومترات، وهذا يعني أن القاذفة الكبيرة البطيئة تحتاج إلى الاقتراب من هدفها، وللقيام بذلك، يجب تدمير أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة مسبقاً، وهذا ما فعله سلاح الجو الإسرائيلي عبر تدميره شبه الكامل لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
ووفقاً لبعض الخبراء، يمكن أن تتسبب هذه القنبلة في تسرب نووي من المفاعلات، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة برأيهم لتجنب ضربها عسكرياً والسير في طريق التفاوض لتفكيك البرنامج النووي الإيراني أو وضعه تحت رقابة مشددة.
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد نقلت عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف في فبراير (شباط) الماضي نية واشنطن تسليم "أم القنابل" لإسرائيل، وحتى الآن لا توجد معلومات كافية عن تسلم إسرائيل هذا النوع من القنابل من عدمه.
وتجدر الإشارة أن إسرائيل تطلب من واشنطن حيازة هذا النوع من القنابل الفتاكة وما يعادلها منذ أوائل القرن الـ21، لكنها واجهت رفضاً متكرراً من رؤساء أميركيين، منهم جورج دبليو بوش وباراك أوباما وجو بايدن. وحتى خلال ولايته الأولى، لم يوافق الرئيس دونالد ترمب على طلب تل أبيب الحصول عليها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة موقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران
الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة موقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران

موجز 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • موجز 24

الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة موقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران

وفي بيان له، قال الجيش الإسرائيلي: 'في الساعات الأخيرة، أكملت أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الهجمات على أهداف عسكرية في منطقة طهران'. وأفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بأنه 'تمت مهاجمة موقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران، والذي كان يهدف إلى تمكين النظام الإيراني من توسيع نطاق ووتيرة تخصيب اليورانيوم'. وأضاف أنه 'خلال موجة الهجمات، تعرضت عدة مواقع لإنتاج الأسلحة للهجوم. ومن بين مصانع الأسلحة التي تعرضت للهجوم موقع لإنتاج المواد الخام ومكونات تجميع صواريخ أرض-أرض التي أطلقها النظام الإيراني وما زال يطلقها على إسرائيل'، وفق زعمه. ولفت المتحدث إلى 'مواقع لتصنيع منظومات ومكونات لقذائف أرض جو مصممة لضرب الطائرات تعرضت أيضا لهجمات'. وكانت وسائل إعلام عبرية وإيرانية، تحدثت فجر اليوم، عن تعرض جامعة الإمام الحسين، المرتبطة بالحرس الثوري، لغارات إسرائيلية مباشرة. كذلك تعرض مجمع الفضاء الجوي في خُجير للاستهدف وهو يقع على مقربة من قرية حجرآباد، والذي يعد من أهم منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية في إيران. ولم تعلن السلطات الإيرانية حتى الآن عن حجم الخسائر البشرية أو المادية بشكل رسمي، بينما يستمر التوتر الإقليمي وسط مخاوف من توسع دائرة الصراع.

إسرائيل تغير على طهران... وإيران تحذر أميركا من التدخل
إسرائيل تغير على طهران... وإيران تحذر أميركا من التدخل

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

إسرائيل تغير على طهران... وإيران تحذر أميركا من التدخل

مع دخول المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل يومها السادس، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، أمس الثلاثاء، لمناقشة الصراع بين البلدين، في وقت يدرس احتمال الانضمام إلى إسرائيل في ضرباتها ضد طهران. وقال مسؤول في البيت الأبيض مشترطاً عدم كشف هويته، إن الاجتماع في "غرفة العمليات" استمر ساعة و20 دقيقة، من دون الخوض في أي تفاصيل. يأتي الاجتماع إثر تشديد ترمب لهجته ضد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مما زاد من التكهنات بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل في المواجهة المتواصلة منذ خمسة أيام. وقال مسؤولون أميركيون، إن ترمب يبقي كل الخيارات مطروحة، مع تأكيده أن واشنطن لم تنخرط إلى الآن في الحملة. ومن بين الخيارات التي يدرسها ترمب، يعد الأكثر احتمالاً استخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، التي لا تستطيع القنابل التي تمتلكها إسرائيل من الوصول إليها. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن ترمب يدرس أيضاً السماح لطائرات الإمداد الأميركية بتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود لكي تتمكن من أداء مهام بعيدة المدى. وشنت إيران وإسرائيل ضربات صاروخية جديدة على بعضهما البعض اليوم الأربعاء. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق وابلين من الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح الأربعاء. ودوت انفجارات في سماء تل أبيب. وطلبت إسرائيل من سكان منطقة في العاصمة الإيرانية إخلاءها وقال الجيش، إنه ينفذ سلسلة من الضربات في طهران. وأفادت مواقع إخبارية إيرانية بسماع دوي انفجارات أيضاً في طهران ومدينة كرج غرب العاصمة. تابعوا آخر التطورات في هذه التغطية المباشرة:

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مواقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وتصنيع الأسلحة بإيران
الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مواقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وتصنيع الأسلحة بإيران

المناطق السعودية

timeمنذ 3 ساعات

  • المناطق السعودية

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مواقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وتصنيع الأسلحة بإيران

قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه هاجم موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لإنتاج الأسلحة للنظام الإيراني الليلة الماضية، كما أكد أنه اعترض 3 طائرات مسيرة أطلقت من إيران. وأضاف بالقول في بيان: 'نفذت أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات، سلسلة غارات على أهداف عسكرية في منطقة طهران خلال الساعات الأخيرة'. وأضاف الجيش: 'تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي' فضلا عن 'عدة مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها منشآت لإنتاج المواد الخام والمركّبات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية التي أطلقها النظام الإيراني ولا يزال يطلقها باتجاه دولة إسرائيل'. ومن بين الأهداف أيضا 'مواقع لإنتاج أنظمة وقطع صواريخ أرض-جو المصممة لمهاجمة الطائرات'. وقبلها، أشار إعلام إسرائيلي إلى أن إيران أطلقت أكثر من 440 صاروخا، كما أطلقت أكثر من 350 مسيّرة منذ بدء الهجمات. وشنت إسرائيل حربها الجوية، أكبر هجماتها على الإطلاق على إيران، بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية، وأشارت إلى حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بصفتها عضوا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد شدد على أنه لن يتراجع عن المواجهة مع إيران لحين وقف تطوير طهران الأسلحة النووية، في حين يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الهجوم الإسرائيلي يمكن أن ينتهي إذا وافقت إيران على فرض قيود صارمة على التخصيب. وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصا، معظمهم من المدنيين، منذ بدء المواجهة الجمعة الماضية، في حين قالت إسرائيل إن نحو 24 شخصا قتلوا، وتحدث إعلام إسرائيلي عن أكثر من 1300 إصابة منذ بدء الهجمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store