logo
خبراء: نتنياهو يفتعل أزمات متعددة لطمس عار 7 أكتوبر وتأجيل محاكمته

خبراء: نتنياهو يفتعل أزمات متعددة لطمس عار 7 أكتوبر وتأجيل محاكمته

الجزيرةمنذ 5 أيام
شكل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نقطة تحول جذرية في شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ، محولاً إياه من رئيس حكومة محافظ عسكرياً إلى مغامر يسعى لطمس العار الذي لحق به جراء الإخفاق الأمني الأكبر في تاريخ إسرائيل منذ قيامها، وفقاً لتحليل خبراء ومحللين سياسيين.
وبحسب الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى فإن نتنياهو كان معروفاً في السياسة الإسرائيلية بحذره العسكري وعدم خوضه حروباً كثيرة، حيث رفض اجتياح غزة عام 2014.
وينبع هذا التحول النفسي من كون نتنياهو بنى شخصيته على مدار عقود على أنه منقذ الشعب اليهودي والشخصية الأهم في تاريخ اليهود، مما جعل عملية طوفان الأقصى متناقضة تماماً مع هذا الفكر الذي روج له طويلاً.
وينفذ نتنياهو حالياً رؤية أيديولوجية تُعرف باسم "الجدار الحديدي" أطلقها زئيف جابوتنسكي في عشرينيات القرن الماضي، بحسب الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
وتنص هذه الرؤية على أن الفلسطينيين لا يمكن أن يتخلوا عن أرضهم بإرادتهم ويجب إجبارهم على ذلك، وأن العرب يجب أن يصلوا لحالة يؤمنون فيها تماماً بأن إسرائيل لا يمكن إزاحتها.
ويحاول نتنياهو إزالة العار عن جبينه من خلال افتعال أزمة تلو الأخرى، وفقاً لمصطفى الذي يعتبر ذلك من أهم الدوافع النفسية وراء فتح جبهات متعددة من غزة إلى لبنان و اليمن و إيران و سوريا.
وشنت إسرائيل -التي تذرعت بـ"عدم التخلي" عن الدروز ودعت لحمايتهم- أمس الأربعاء سلسلة غارات على مواقع في محافظات السويداء و درعا وفي العاصمة دمشق حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن رسائل التحذير لدمشق انتهت متوعدا بما سماها "ضربات موجعة".
ومن جهة أخرى، تدل الضربة الجوية على أماكن حساسة وسيادية في دمشق على عمق الأزمة الداخلية التي يعيشها نتنياهو، وفقا لرؤية الكاتب والمحلل السياسي حسن الدغيم الذي يفند الذرائع الإسرائيلية حول حماية الدروز.
ويحتاج نتنياهو اليوم للتودد إلى الضباط والنواب من أصول درزية في إسرائيل، فقد اتخذ هذه الإجراءات العدوانية لإقناع الحاضنة الدرزية بأنه حريص على حمايتهم من المخاطر المزعومة.
ويتسم التصعيد في السويداء بكونه مفتعلاً أساساً، كما يوضح الدكتور مكي الذي يشير إلى أنه بدأ كصراع بين المليشيات الدرزية والعشائر البدوية، لكن افتعال هذه المشكلة كان مبرمجاً لاستدراج القوات السورية ثم التصعيد السياسي.
وقد عمدت إسرائيل إلى استغلال بعض الفيديوهات التي تحتوي على ممارسات غير مقبولة ضد الدروز.
وفيما يتعلق بالتنسيق الأميركي والضغط على دمشق، رفض مكي التفسير الأميركي بأن ما حدث مجرد سوء تفاهم، مؤكداً أن قصف عشرات المواقع في دمشق وإطلاق مئات القنابل على سوريا لا يمكن أن يكون مجرد سوء فهم أو تم بدون علم البيت الأبيض، خاصة أن ما يحدث في سوريا قد يجر المنطقة كلها إلى فوضى لا تحمد عقباها.
ويهدف التنسيق بين واشنطن وإسرائيل، بشأن تصعيد الأحداث في سوريا، لجعل القيادة السورية أكثر مرونة واستجابة للمطالب المتعلقة بالتنسيق الإقليمي والأدوار الإقليمية.
ويشير مكي إلى أن النمط الذي أصبح شائعا في التنسيق بين الطرفين هو أن تقوم إسرائيل بالعملية "القذرة" كعادتها، ثم يأتي الأميركان ليبرروا الأمر على أنه سوء تفاهم يمكن تجاوزه، ويقترحوا الحلول بالشكل الذي يخدم مصالح إسرائيل.
أما الأمر الثاني -الذي يدفع نتنياهو للبحث عن إنجازات أمام الإسرائيليين- فهو عقدته من المحاكمات، والتي تشكل له أزمة نفسية تنطلق من كونه يعتبر نفسه أعظم قائد في تاريخ إسرائيل، في حين تضع هذه المحاكمات وصمة عار قضائية عليه وتمنعه من إطلاق اسم جديد على المشهد السياسي الإسرائيلي، بحسب مصطفى.
وقد سعى نتنياهو دون جدوى منذ بداية 2023 لإنهاء هذه المحاكمات، من خلال مشروع التعديلات الدستورية لتغيير الجهاز القضائي، والذي حاول من خلاله إقالة المستشارة القضائية وتعيين مستشار جديد لإلغاء المحاكمة أو التوصل لتسوية دون وصمة عار.
ولكن دمشق يبدو أنها نسجت خيوطا أولية لتجاوز الكمين الذي نصب لها، وذلك بطرحها اتفاق التهدئة وقبولها الحلول المرحلية، كما تعول سوريا الجديدة على الالتفاف الشعبي حولها، وعلى دعم الولايات المتحدة والمسار الذي بدأته مع الحكومة السورية، وفقا للدغيم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحالف القوى الفلسطينية يرفض قرار عباس تشكيل مجلس وطني جديد
تحالف القوى الفلسطينية يرفض قرار عباس تشكيل مجلس وطني جديد

الجزيرة

timeمنذ 8 دقائق

  • الجزيرة

تحالف القوى الفلسطينية يرفض قرار عباس تشكيل مجلس وطني جديد

أكد تحالف القوى الفلسطينية رفضه القاطع لما سماها الخطوة الأحادية التي أقدم عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج. وقال التحالف إن هذا الإجراء تم وفق "البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يعترف بالكيان الصهيوني ويتمسك باتفاق أوسلو" و"الذي فرط بـ78% من أرض فلسطين التاريخية". واعتبر تحالف القوى الفلسطينية أن قرار عباس الأخير يتنافى مع الثوابت الوطنية "وحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق العودة وتحرير الأرض ومقاومة الاحتلال". ورأت في القرار استمرارا لنهج "التفرد والإقصاء ومحاولة فرض وقائع سياسية ومؤسساتية بمعزل عن التوافق الوطني، وفي توقيت خطير تتعرض فيه القضية الفلسطينية لأكبر المؤامرات التصفوية، عبر حرب الإبادة الجماعية والتجويع بحق شعبنا الصابر في قطاع غزة وتكريس مشاريع الاستيطان والتهجير في الضفة الغربية المحتلة وتمرير مخطط تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى المبارك". حوار وطني شامل وقد أكد تحالف القوى الفلسطينية أن إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها المجلس الوطني، يجب أن يتم عبر حوار وطني شامل يضم جميع القوى والفصائل والمكونات الوطنية، دون شروط مسبقة. وشدد التحالف على التمسك بالثوابت الوطنية وخيار المقاومة، وبما يضمن تمثيلًا حقيقيًا لشعب فلسطين في الوطن والشتات، وفق أسس ديمقراطية وتوافقية. ودعا التحالف الجماهير الفلسطينية للتصدي لنهج التفرد والاستئثار، والعمل معًا من أجل بناء جبهة وطنية موحدة حتى "تستعيد منظمة التحرير دورها الحقيقي في الدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، بدل أن تكون أداة لشرعنة التسوية والتفريط والتنسيق الأمني مع الاحتلال".

56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح
56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح

الجزيرة

timeمنذ 8 دقائق

  • الجزيرة

56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح

أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 56 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين، من بينهم 7 من طالبي المساعدات الإنسانية، في حين أطلق جيش الاحتلال عملية برية في مدينة دير البلح وسط القطاع. واستشهد فلسطينيان في قصف طائرات الاحتلال الحربية مركبة بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء بإصابة عدد من الفلسطينيين بنيران مسيرة إسرائيلية في ساحل منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة وسط القطاع. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على مخيم للنازحين في مدينة غزة وسط القطاع، كما قصف مبنى يضم روضة أطفال في حي الرمال بمدينة غزة، مما أدى إلى إصابة طفل وترويع الأطفال الذين كانوا في الروضة لحظة القصف. وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى حدوث حالة من الذعر والهلع في صفوف الأطفال بعد قصف طائرات الاحتلال سطح المبنى الذي يضم روضتهم. واستشهد فلسطينيان بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح. كما استشهد آخر في قصف شنته مسيرة إسرائيلية على وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. عملية برية بدير البلح في هذه الأثناء قالت القناة 12 الإسرائيلية إن قوات من لواء غولاني بالجيش الإسرائيلي بدأت عملية برية في مدينة دير البلح. وتوعد المتحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بتوسيع نطاق الإبادة عبر تنفيذ عملية برية لأول مرة في المناطق التي حددها الإنذار في دير البلح. والأحد، أنذر الجيش الإسرائيلي مناطق بدير البلح بالإخلاء، والتوجه جنوبا نحو منطقة المواصي. وشوهدت موجة نزوح واسعة النطاق من الأحياء المشمولة بالإنذارات صباح الاثنين، وسط تساؤلات عن الوجهة التي يمكن أن يقصدها النازحون مع استفحال الإبادة واستهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في مناطق سبق أن زعم أنها آمنة. وسبق أن أنذر الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، الفلسطينيين في مناطق بدير البلح بالإخلاء القسري الفوري، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بالقطاع. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

تحدي إسرائيل الوقح لسوريا
تحدي إسرائيل الوقح لسوريا

الجزيرة

timeمنذ 10 دقائق

  • الجزيرة

تحدي إسرائيل الوقح لسوريا

يُشكّل الاتفاق الأخير الذي سمح بدخول الدولة السورية إلى السويداء بهدف تهدئة التوترات الدامية بين أبناء العشائر ومجموعات مقاتلة يقودها رئيس طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، فرصة للحد من تصاعد التوترات في العلاقة بين الدروز والدولة السورية عقب الاشتباكات الأخيرة. لقد خلق هذا التوتر هامشًا جديدًا لإسرائيل لتعزيز نفوذها في سوريا، بهدف تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، إضعاف الوجود المتكامل للدولة السورية في السويداء لدعم فكرة إقامة كيان محلي في المحافظة. والثاني، جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح. ومع ذلك، لا تقتصر الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في سوريا على هذين الهدفين. فتحقيقهما يُمثّل مدخلًا لتحويل جنوب سوريا إلى منطقة تخضع للإدارة الأمنية الإسرائيلية على المدى البعيد، وتعزيز رؤيتها لسوريا كدولة مقسّمة طائفيًا، تُديرها حكومة غير قادرة على بسط سيطرتها على جميع أراضيها. إن حقيقة أن التدخل الإسرائيلي قد أسهم في تعميق الفجوة بين الدروز والدولة السورية- إلى جانب الدعم الأميركي الإقليمي للاتفاق الأخير- تُسلّط الضوء على الدوافع العميقة لأزمة السويداء. تتمثّل هذه الدوافع في مقاومة فكرة الدولة المركزية في المحافظة، والتدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري، وتأثير سياسات القوى الإقليمية والولايات المتحدة في توجيه الديناميكيات السورية في مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام الأسد. يعتمد نجاح الاتفاق بشكل أساسي على ثلاثة عوامل: قدرته على معالجة الآثار العميقة للانقسام الطائفي في العلاقة بين الدروز والدولة. طبيعة السياسة الإسرائيلية في سوريا، التي تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز فكرة جنوب سوريا كمنطقة خالية من السلاح، مع تقليص حضور الدولة فيها إلى الجوانب الإدارية والشرطية فقط. تأثير الولايات المتحدة على إسرائيل لضبط سلوكها في سوريا، ومنع تحوّل هذا السلوك إلى تهديد للرؤية الأميركية لسوريا كدولة موحّدة لا تُشكّل مصدرًا للفوضى في محيطها الإقليمي. وعلى الرغم من أن الاتفاق الأخير يقوم على أرضية غير مستقرة تمامًا، ويظل عرضة للانهيار أو الفشل في تحقيق استقرار دائم في السويداء، إلا أنه يُقدّم ثلاثة مؤشرات بارزة: الأول: أن أحداث السويداء قد أدخلت العلاقة بين إسرائيل والنظام الجديد في سوريا مرحلة جديدة، خاصة أنها كانت أول مواجهة كبيرة بين الطرفين. يعكس هذا أن أزمة السويداء تُمثّل، في جوهرها، تحديًا بين سوريا وإسرائيل، أكثر من كونها نزاعًا بين دمشق والدروز، أو بين العشائر والدروز. وعليه، فإن الاشتباكات العنيفة بين العشائر ومجموعات الهجري لم تكن سوى صراع بالوكالة بين الدولة السورية وإسرائيل. الثاني: يُظهر قبول إسرائيل بدخول الدولة السورية لتهدئة التوتر في السويداء أن محاولات إسرائيل لمنع حضور الدولة السورية في المحافظة غير واقعية. فقد أدّى غياب الدولة إلى تهديدات أمنية أكبر بكثير مما تزعم إسرائيل أنه يُشكّل خطرًا على الدروز. تُبرز الاشتباكات الدامية بين العشائر ومجموعات الهجري أن تكلفة إقصاء الدولة عن السويداء وجنوب سوريا باهظة، وتُفاقم من هشاشة الاستقرار الأمني والاجتماعي في المنطقة. وقد نجح الرئيس أحمد الشرع في استخدام ملف العشائر كأداة ضغط لتذكير إسرائيل بهذه التكاليف. ومع ذلك، فإن بروز العشائر كقوة مؤثرة في تشكيل ديناميكيات جنوب سوريا قد يُعقّد المشهد بدلًا من تبسيطه، وقد يُشكّل مدخلًا لأطراف متعددة لمحاولة استغلال الحالة العشائرية لخدمة مصالحها في المنطقة. الثالث: نجحت إسرائيل في تعزيز دورها كجهة تُحدّد طبيعة حضور الدولة السورية في السويداء وجنوب سوريا بشكل عام. هذا التطوّر سيترك تداعيات كبيرة على النفوذ الإسرائيلي في ديناميكيات الوضع السوري، خاصة في الجنوب، ويفتح الباب أمام مخاطر تهدد وحدة سوريا وسيادتها على أراضيها في المستقبل القريب والبعيد. وعليه، فإن دعم إسرائيل لمجموعات الهجري في مواجهة الدولة لم يؤدِ فقط إلى فرض تكاليف على دمشق، بل أيضًا إلى تكريس دور إسرائيل في تشكيل معادلة الأمن في الجنوب، وفي تحديد طبيعة العلاقة بين الدروز ودمشق. تُبرز هذه العوامل المعقّدة التي تُحرّك ملف الجنوب السوري التحديات الكبيرة التي تواجه وحدة سوريا واستقرار حكمها الجديد. فالبلاد لم تتجاوز بعد دائرة المخاطر الجسيمة، والتي قد تتفاقم في أي لحظة نتيجة الهشاشة في حسابات القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المشهد السوري. كما أن البيئة المحلية المتوترة في العلاقة بين الدروز والدولة ستظل عامل ضغط على أي تنسيق بين سياسات إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا والقوى الإقليمية الأخرى في سوريا. ومع ذلك، فإن الحقيقة التي يتعيّن استيعابها بعد أحداث السويداء، والمخاطر التي لا تزال تواجهها في مناطق أخرى، هي أن المدخل الأساسي لتعزيز المناعة ضد هذه المخاطر يكمن في إطلاق عملية لترميم النسيج الوطني السوري، ومواجهة الخطاب الطائفي التحريضي الذي يُعيق بناء علاقة مستقرة بين الدولة الجديدة ومكونات المجتمع المتنوعة. وفي حالة السويداء، فإن الاتفاق الأخير – إذا ما تحقّق استقراره على المدى الطويل – يُمكن أن يُوفّر بيئة مواتية لمعالجة الانقسام الطائفي الخطير، وإرساء علاقة واضحة بين الدولة والسويداء. هذا هو السبيل الوحيد للحد من قدرة إسرائيل على الاستمرار في استغلال الحالة الدرزية لخلق المزيد من التحديات لسوريا الجديدة، وصرف تركيزها عن تحقيق الاستقرار والتعافي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store