
موسكو تحذر من توجه «الناتو» نحو العودة إلى أفغانستان
حذرت موسكو من مساعٍ لـ«حلف شمال الأطلسي (ناتو)» لإعادة نشر قواته في أفغانستان والبلدان المحيطة في الفضاء السوفياتي السابق.
لافروف يرحب بقادة «طالبان» في لقاء سابق أكد فيه أن الحركة جزء من المجتمع الأفغاني (متداولة)
وبعد مرور أيام قليلة على إعلان وزارة الدفاع الروسية أن أفغانستان باتت تشكل أحد مصادر التهديدات الرئيسية لروسيا ومنطقة آسيا الوسطى؛ بسبب تفاقم نشاط مجموعات متشددة في هذا البلد، لفت وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى خطر آخر يهدد مصالح بلاده، وقال، خلال مؤتمر دولي للأحزاب السياسية الآسيوية، إن الحلف الغربي يواصل محاولاته لتعزيز وجوده في المنطقة، عبر ممارسة ضغوط على جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية السابقة لتقليص علاقاتها بموسكو، ومحاولته العودة إلى أفغانستان.
وقال لافروف إن «الناتو»، بعد انسحابه «الفوضوي» من أفغانستان، يسعى الآن للعودة إلى البلاد.
ووفقاً للوزير لافروف، فإن «الناتو» يسعى لتأليب حلفاء موسكو في آسيا الوسطى، ويضغط عليهم للاختيار بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح: «بعد الانسحاب الشائن لحلف (الناتو) من أفغانستان قبل 4 سنوات، فإن التحالف يحاول مجدداً إيجاد منافذ دخول جديدة إلى البلاد. إنهم يضغطون بنشاط على أصدقائنا وحلفائنا وشركائنا الاستراتيجيين في آسيا الوسطى، ويحاولون فرض مفهومهم المعروف: إما معنا وإما مع روسيا».
وهذه ليست أول مرة تُعرب فيها روسيا عن قلقها إزاء محاولات «الناتو» العودة إلى أفغانستان والمنطقة.
وفد «طالبان» خلال مباحثات أفغانية - روسية في موسكو عام 2021 (رويترز)
وسبق أن حذّر وزير الخارجية رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية من ازدياد نشاط «الناتو» في المنطقة وتوسيع تحركاته للعودة عسكرياً إلى أفغانستان، وهو أمر نفى الحلف الغربي صحته، وأكد أكثر من مرة أنه لا يعمل على إعادة قواته إلى هذا البلد.
وقال المحلل السياسي، جنات فهيم تشاكاري: «ليست للولايات المتحدة أي مصلحة في وجود عسكري بأفغانستان. ومع ذلك، تُشير هذه التصريحات الروسية إلى أن روسيا تريد تشكيل كتلة معادية للغرب في المنطقة وتحويل أفغانستان إلى حليف لها».
ويأتي تحذير روسيا من عودة «الناتو» إلى أفغانستان في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأميركي، خلال اجتماع في سنغافورة، أن واشنطن لن تنخرط بعد الآن في حروب دون هدف، مثل حرب أفغانستان.
ورأى محللون في موسكو أن الكرملين يعمل على مسارين متوازيين في إطار سياسة التقارب وتحسين العلاقات بحركة «طالبان» في أفغانستان، وبحكومات الجمهوريات السوفياتية السابقة في منطقة آسيا الوسطى. ومع التأكيد على مواجهة خطر انتشار المجموعات الإرهابية المتشددة في المنطقة، يواصل الكرملين التنبيه إلى خطط غربية لإعادة تعزيز حضور «حلف شمال الأطلسي» في الفضاء الذي تعدّه موسكو منطقة نفوذ حيوي لها.
وسارت موسكو خطوات لتطبيع علاقاتها بأفغانستان، ورفعت حركة «طالبان» من لوائح الإرهاب الروسية، وعززت علاقاتها بها في كل المجالات. وقالت إن الطرفين يواجهان «عدواً مشتركاً» يتمثل في زيادة نشاط المجموعات الإرهابية بأفغانستان. وقبل يومين، أجرى السفير الروسي لدى أفغانستان، ديميتري جيرنوف، محادثات مع وزير خارجية أفغانستان، أمير خان متقي، وقدم له مذكرة رسمية بشأن قبول السفير الأفغاني المعين لدى روسيا، وفق ما ذكرت بوابة المعلومات الأفغانية «أليماراه»، بالإشارة إلى بيان صادر عن نائب السكرتير الصحافي لوزارة خارجية البلاد، حافظ ضياء أحمد توكال. ووفقاً لتوكال، فقد نوقشت قضايا تطوير العلاقات الثنائية والاتفاقيات التي جرى التوصل إليها؛ بما في ذلك على صعيد تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي. وأعرب الدبلوماسي الروسي عن تفاؤله بأن رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية سيؤدي إلى إحراز تقدم في مختلف مجالات التعاون الثنائي. ووصف متقي بداية فصل جديد من العلاقات بالاتحاد الروسي بأنها مهمة، وأعرب عن أمله في أن يوسع البلدان التعاون المتبادل في مختلف المجالات خلال هذه المدة.
وكانت موسكو حذرت الأسبوع الماضي، من ازدياد مخاطر النشاط الإرهابي في أفغانستان، ورأت أنه بات يشكل أحد التهديدات الرئيسية لروسيا وبلدان منطقة آسيا الوسطى كلها. وقال وزير الدفاع الروسي، آندريه بيلوسوف، إن القلق تفاقم بسبب اتساع نطاق تحركات ما أطلق عليها «الجماعات المتطرفة في أفغانستان» التي وصفها بأنها «لا تزال تُشكل تهديداً رئيسياً لبلداننا».
وكان موضوع التهديدات المتنامية التي تواجهها بلدان «الرابطة المستقلة» الموضوع الأساسي لنقاشات وزراء الدفاع في بلدان «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» خلال الاجتماعات التي بدأت في العاصمة القيرغيزية بِيشكِيك.
وقال بيلوسوف خلال الاجتماع: «لا يزال التهديد الرئيسي في منطقة آسيا الوسطى يأتي من كثير من الجماعات المتطرفة في أفغانستان». وأوضح أن التقديرات الأمنية الروسية تشير إلى اتساع نشاط أكثر من 20 جماعة متشددة، يبلغ عدد أفرادها أكثر من 15 ألف شخص. وزاد أن خطر تسلل إرهابيين ينشطون في إطار هذه الجماعات إلى أراضي الدول المجاورة يزداد باستمرار».
وأشار الوزير إلى أن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط له تأثير سلبي على الوضع في آسيا الوسطى، لا سيما مع تدفق المقاتلين الأجانب من الجماعات المسلحة النشطة من الشرق الأوسط إلى أفغانستان ودول أخرى في آسيا الوسطى.
وفي إشارة متصلة إلى تفاقم التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة، قال بيلوسوف إن «الوضع في منطقة مسؤولية (منظمة معاهدة الأمن الجماعي) لا يزال متوتراً، والغرب يواصل محاولاته لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا».
ورأى أن التحركات الغربية تفاقم التحديات التي تواجه دول المنطقة. وقال: «يواصل الغرب محاولاته لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا والضغط على دول المنظمة (...) وهذا يتزامن مع ازدياد خطر الإرهاب المنطلق من أفغانستان» وخلص إلى أن بلاده تواجه مع بلدان المنطقة تهديدات متنامية.
وفي تعليق على التحديات الجديدة بسبب نشاط الغرب العسكري قرب الحدود، قال وزير الدفاع الروسي إن «دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة أوروبا الشرقية تستغل الأزمة الأوكرانية ذريعة لزيادة وجودها في أوروبا الشرقية والوسطى، وكذلك في دول البلطيق».
وأعلنت موسكو عن إحباط هجمات إرهابية عدة منذ مطلع العام، وكشفت عن أن الجزء الأعظم منها جرى بتخطيط وتوجيه من تنظيمات تنشط في أفغانستان أو مجموعات نقلت نشاطها من هذا البلد إلى منطقة شمال القوقاز في روسيا. والجزء الأعظم من هذه الهجمات يقف وراءه، وفقاً لمعطيات الأجهزة الروسية، تنظيم «داعش خراسان».
وتقول الأجهزة الروسية إن هذا التنظيم بات يدير النشاط المتطرف في منطقة القوقاز، محتلاً بذلك مكان تنظيم «القاعدة» الذي كان يدير نشاطه في السابق من أفغانستان.
وسعت موسكو إلى تعزيز تعاونها مع حركة «طالبان» في مواجهة من وصفته بـ«العدو المشترك» الذي تمثله المجموعات المتشددة المعارضة لحكم «طالبان».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 32 دقائق
- الرجل
حقيقة الخلاف مع سلمان الفرج.. رد سامي الجابر يكشف المستور
نشر سامي الجابر، مدرب الهلال السابق، تغريدة عبر حسابه في "إكس" رد فيها على تصريحات سلمان الفرج التي تحدث فيها عن محاولات لإبعاده من الفريق خلال فترة تدريبه. وأكد الجابر شكره للفرج على صراحته، مشيرًا إلى أن الفرج لم يكن متأكدًا تمامًا من صحة هذه المعلومة، وأضاف أنه لم يحاول قط إبعاد أي لاعب من الهلال. تفاصيل صفقة ناصر الشمراني والمفاوضات مع الشباب أوضح الجابر أن العرض الذي ذكره الفرج كان جزءًا من صفقة معقدة بين الهلال ونادي الشباب تهدف لاستقطاب اللاعب ناصر الشمراني، وأنه لم يكن هو من قدم هذا العرض بشكل مباشر، بل كان جزءًا من مفاوضات أوسع بدعم من الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس النادي. وأضاف أن مناقشة صفقات مثل نقل حسن معاذ ووليد عبد الله مقابل نواف العابد وسلمان الفرج كانت من مسؤوليات الإدارة العليا وليست قرارًا شخصيًا له كمدرب. دعم الجابر الكامل للاعبي الهلال وعلاقته الإيجابية معهم أكد سامي الجابر أنه كان يرفض التفريط في نجوم الفريق مثل سلمان الفرج، مشددًا على أن الأفعال في الملعب كانت دليلًا واضحًا على دعم جميع اللاعبين، بمن فيهم الفرج الذي كان له دور مهم في مباريات حاسمة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن علاقته باللاعبين كانت إيجابية، وأنه يقدر دور كل نجم في الهلال ولا يسعى إلى أي نوع من الفتنة أو الإقصاء داخل الفريق.


عكاظ
منذ 33 دقائق
- عكاظ
لا موعد لجولة المفاوضات القادمة بين روسيا وأوكرانيا
تابعوا عكاظ على دعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المشاركين في المفاوضات الروسية الأوكرانية لدراسة مسودة المذكرات مع مقترحات السلام من الطرفين، ثم الاتفاق على مواعيد الجولة القادمة من المحادثات. ورداً على سؤال لوكالة «تاس»، قال بيسكوف: «من الواضح أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للنظر في مسودات المذكرات التي تبادلها الطرفان، وبمجرد أن يصبحا جاهزين سيتفقان على مواعيد الجولة القادمة». وأضاف: إن نظام كييف يواصل محاولاته في مهاجمة منشآت البنية التحتية المدنية، فيما يتخذ الجانب الروسي الإجراءات الاحترازية المناسبة بناءً على طبيعة نظام كييف المعروفة. وعقدت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة المستأنفة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في الثاني من يونيو، واستمر الاجتماع أكثر من ساعة، وتبادل الوفدان وثائق تتضمن رؤيتهما لجوانب تسوية النزاع. أخبار ذات صلة وبحسب مذكرة التفاهم الروسية، فإن التسوية النهائية في أوكرانيا تتطلب من كييف التخلي عن مسارها القومي، وحماية السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، والانسحاب الكامل للتشكيلات الأوكرانية من الأراضي الروسية، بما في ذلك تلك التي انضمت إلى روسيا بعد عام 2022. من جهته، اقترح رئيس الوفد الأوكراني ووزير الدفاع رستم أوميروف، عقد اللقاء المقبل في الفترة من 20 إلى 30 يونيو. وكان المسؤول الأمني الروسي دميتري ميدفيديف، اعتبر في تصريحات له، أمس، إن الهدف من إجراء محادثات السلام مع أوكرانيا هو ضمان تحقيق نصر روسي سريع وكامل. ولفت إلى أن محادثات إسطنبول ليست من أجل التوصل إلى سلام توافقي بشروط وهمية يحددها آخرون، بل لضمان انتصارنا السريع والتدمير الكامل لنظام كييف. وفي إشارة على ما يبدو إلى الضربات الأوكرانية في مطلع الأسبوع على قواعد القاذفات الاستراتيجية الروسية، أكد أن موسكو سترد، وأن الانتقام أمر لا مفر منه. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} الناطق باسم الكرملين


الاقتصادية
منذ 35 دقائق
- الاقتصادية
توتنهام لن يسمح برحيل سون إلا بمقابل مالي كبير وسط اهتمام من أندية سعودية
سيستمع نادي توتنهام الإنجليزي للعروض الكبيرة لبيع قائده سون هيونج مين، هذا الصيف، وسط اهتمام متجدد من أندية الدوري السعودي. وبحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا)، اسم سون ارتبط بالانتقال للسعودية قبل عامين، لكنه رفض العروض ليبقى مع الفريق مع بداية فترة المدرب أنجي بوستيكوجلو. بعدها، منح بوستيكوجلو شارة قيادة توتنهام إلى سون، واستطاع اللاعب الكوري الجنوبي، الشهر الماضي، لقيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري الأوروبي، حيث حقق هدفه بالفوز بالألقاب مع النادي. وتزايدت التكهنات بشأن مستقبل سون خلال موسمه العاشر مع توتنهام، وعلى الرغم من أن النادي فعل خيار تمديد عقده لمدة 12 شهرا في يناير الماضي، من المقرر أن يدخل العام الأخير من عقده في يوليو المقبل. وسيتم سون عامه الـ33 الشهر المقبل، وتأثر بمشاكل الإصابات في موسم 2024 / 2025، ولكن النادي الإنجليزي لن يسمح برحيل اللاعب إلا بمبلغ مالي كبير. وينتظر أن يزور فريق توتنهام كوريا الجنوبية مرة أخرى هذا الصيف، استعدادا للموسم الجديد، وهي الزيارة الثالثة في آخر 4 أعوام.