
«شخصيات» أحمد الكتبي الافتراصية تنبش جواهر الموروث وتروي قصصه
في عصر تتسابق فيه التقنيات، وتُختصر الحكايات في ثوانٍ، يظهر صوت مختلف، قرر أن يستحضر ذاكرة المجالس القديمة ويحملها إلى المستقبل... بصرياً. إنه أحمد الكتبي، الإعلامي الإماراتي، الذي وظّف الذكاء الاصطناعي ليعيد رواية الموروث الشعبي عبر شخصيات افتراضية نابضة بالحياة، تتحدث بلهجتنا المحلية وتعبّر عن مشاعرنا وواقعنا. في مقابلة خاصة مع «البيان»، يكشف الكتبي كيف تحوّلت حكايات الطفولة التي كان يسمعها في المجالس إلى مشروع بصري مبتكر، يدمج بين التراث الأصيل وأدوات المستقبل.
فرصة جديدة
يقول الكتبي، الحاصل على شهادة في الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون، وعدة دبلومات متخصصة في الإنتاج الإعلامي مثل الإخراج التلفزيوني والسينمائي والتقديم الإذاعي والتلفزيوني، إنه منذ طفولته كان شغوفاً بالحكايات، ويستلهم منها أفكاراً ومشاهد بقيت عالقة في ذهنه.
ويضيف: لطالما شعرت أن في هذه القصص روحاً لا تموت، وأنها تستحق أن تُروى من جديد بطرق حديثة تليق بقيمتها وعمقها، كنت أحلم بصناعة أفلام سينمائية تعرض عالمياً، لكن ظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي ومنحتني فرصة جديدة لتحقيق الحلم بوسائل مبتكرة.
من مكتبه الصغير، بدأ الكتبي إنتاج مقاطع قصيرة لشخصيات واقعية تحمل ملامح من بيئتنا الخليجية. يختار قصصاً تمس وجدان الناس، ومن بين القصص التي لاقت صدى واسعاً، يروي الكتبي أن أقرب فيديو إلى قلبه كان عن قصة امرأة مسنّة عاشت في مجتمع الدولة خلال فترة زمنية مضت، وكانت تعاني من اعتلال عقلي، حيث سكنت في تلك الأوقات ببيت «عريش» قديم على أحد الشواطئ.
يقول: كانت بريئة ومظلومة، لكن مظهرها المختلف دفع الناس للخوف منها، حتى إن بعض الأمهات كنّ يستخدمن اسمها لتخويف أطفالهن إن لم يطيعوا الأوامر، ويقلن لهم: «بنادي لك جنية البحر».
ويؤكد أن القصة التي أبدعها ومحورها سيرة واقعية، لامست أحاسيس الناس لأنها حقيقية جداً، ومليئة بالمشاعر المتضاربة: الخوف، البراءة، الظلم، والوحدة. ويضيف: ما ميّز العمل هو الصدق في تقديم الشخصية، والصورة البصرية التي نقلت إحساس المكان والزمن، وجعلت الكثيرين يعيدون التفكير في الأحكام السريعة التي نطلقها على الآخرين.
يضيف الكتبي أن قصصه ليست نقلاً حرفياً للتراث، بل مزيج بين الموروث والخيال، يصوغها بأسلوب سردي عصري يلامس الأحاسيس. ويقول: القصص الجيدة تحتاج إلى لغة تخدم الإحساس والمشهد معاً، الكلمة عندي مثل الإضاءة في التصوير، يجب أن تكون في مكانها تماماً.
أما عن صناعة الشخصيات، فيشرح الكتبي المراحل المتعددة التي تمر بها: تبدأ من توليد الصورة، وإلى تحريك ملامح الوجه والجسد، ثم إضافة الصوت، الذي قد يكون بشرياً أو بتقنيات تحويل النص إلى كلام. كل ذلك بهدف تحقيق واقعية عالية تحاكي التفاعل البشري.
يستلهم الكتبي أفكاره من مشاهد يومية بسيطة ويقول: كل شيء ممكن أن يكون شرارة البداية. أحياناً نظرة عابرة من مسنّ في السوق، أو بيت مهجور يمر بجانبه الناس دون أن يلتفتوا إليه، تشعل في داخلي قصة كاملة. وغالباً ما تكون القصص خليطاً بين ذكريات الطفولة، مشاهد عالقة، وخيال يأخذني إلى ما وراء الواقع، ويؤكد أن المدة تختلف حسب تعقيد العمل، ولكن في العادة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام.
مرحلة الفكرة والكتابة تأخذ يومين تقريباً، ثم مرحلة التصميم البصري، وتحريك الشخصيات، ودمج الصوت والموسيقى، وأخيراً المونتاج والإخراج. كل مرحلة تحتاج تركيزاً حتى تخرج القصة كما يتخيلها بالضبط.
وعن سرّ استمرار سحر القصص الشعبية، يرى الكتبي أن الناس تنجذب لما لا يُفسر، وأن هذه الحكايات تختزن مشاعر وذكريات تجمع الأجيال، لأنها ببساطة تمس شيئاً عميقاً فينا. ويتابع: الناس تحب الغموض، والقصص الشعبية تحوي رموزاً ومشاعر مشتركة بين الأجيال، وتحمل بين طياتها خوفاً قديماً وحنيناً دفيناً. وهذا ما يجعلها خالدة، وقادرة على التجدّد مع كل جيل.
ويختم الكتبي حديثه إن طموحه أن يحوّل مشروعه إلى سلسلة درامية متكاملة أو عمل وثائقي طويل يدمج بين الذكاء الاصطناعي والتوثيق البصري للتراث، كما أفكر بجدية في إصدار كتاب مصور يحتوي على قصص المشروع وشخصياته، لتكون وثيقة بصرية تحفظ هذا التراث بأسلوب غير تقليدي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«الكندورة»
«الكندورة».. الزي الإماراتي التقليدي الذي حافظ على ألقه على مرّ الزمن، رغم كثافة متغيرات الحياة على الصعد كافة، ورغم التطور الذي طال الكثير من الأزياء، إلا أن «كندورة» الإمارات، بقيت كما هي متلألئة بلونها وشكلها وتصميمها التراثي الراقي. و«الكندورة» ليست مجرد لباس عادي، بل هي هوية الإمارات وعنوانها، وترتدى بشكل يومي مع «الغترة» و«العقال»، حتى باتت «الكندورة» الإماراتية بتصميمها الحالي علامة ورمزاً لهويتنا ومصدر فخر لثقافتنا الإماراتية الأصيلة. هذه «الهوية» الجامعة لثقافتنا وموروثنا، ظهرت أمس بشكل لافت على شخص يمثل واحدة من كبرى دول العالم، فقد ارتداها تشانغ بيمينغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، خلال لقائه مع سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، في مكتبه. الشيخ مكتوم بن محمد والسفير الصيني، بحثا تعزيز آفاق التعاون، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ويسهم في توسيع مجالات التنسيق، وأشاد سموّه بعمق علاقات التعاون، وما تشهده من تطور مستمر في مختلف المجالات. السفير الصيني الذي ظهر مرتاحاً بزينا الوطني، ثمّن ما تحظى به العلاقات الصينية الإماراتية من اهتمام ودعم على أعلى المستويات. منوهاً بالدور الريادي لدولة الإمارات إقليمياً ودولياً، ومؤكداً التزام بلاده بمواصلة العمل المشترك لترسيخ أسس التعاون المستدام. والزي الوطني الإماراتي، كما غرّد به الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، «ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو تعبير حي عن منظومة متكاملة من القيم والانتماء، فهو عنوان لهوية وطنية راسخة، تمتد جذورها في عمق التاريخ، وتنبض بروح التقاليد الأصيلة، ففي كل تفصيلة من تفاصيله، تختبئ حكايات الأجداد وملامح بيئة شكلت وجدان الإنسان الإماراتي، ارتداء هذا الزي هو إعلان فخر، ورسالة اعتزاز بالتراث، وتجسيد حي لوطن يحتفي بأصالته وهو يتطلع بثقة نحو المستقبل». هذا الزي، حافظ على مدى سنوات طويلة على ألقه، وجاذبيته، وأن يظهر به سفير الصين خلال لقاء رسمي يجمعه مع الشيخ مكتوم بن محمد، فإن لذلك دلالات عميقة على حسن علاقات البلدين اللذين تربطهما شراكة متميزة وفريدة، مدفوعة بالرغبة المشتركة لقيادة البلدين لتنمية شراكتهما بصورة مستدامة. ورغم أن علاقات الإمارات الدبلوماسية مع الصين بدأت عام 1984، إلا أن حجم التبادل التجاري بينهما تضاعف بنحو 800 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، ومن المستهدف أن يصل إلى 200 مليار دولار عام 2030.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
مدينة إكسبو دبي تنظّم مهرجان النحل 24 و 25 مايو
تنظم 'تيرّا' جناح الاستدامة بمدينة إكسبو دبي، مهرجان النحل احتفاء باليوم العالمي للنحل يومي 24 و25 مايو الجاري. يتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات التفاعلية والتجارب التعليمية التي تسلط الضوء على أهمية النحل ودوره الحيوي في النظم البيئية، ضمن أجواء تثري السياحة العائلية وتعزز التوعية البيئية. يشمل المهرجان جلسات سرد قصصي حي، وورش عمل فنية حول بناء بيوت النحل وتصميم أعمال صديقة للبيئة، بالإضافة إلى عروض مباشرة لاستخراج العسل، وأنشطة تثقيفية وترفيهية للأطفال حول عالم الملقحات، بما يعكس رؤية دبي في ترسيخ مفاهيم الاستدامة والتنوع البيولوجي. ويتيح الحدث للزوار فرصة التفاعل ضمن مساحات مخصصة للتصوير، والمشاركة في تسمية "ملكة نحل تيرّا"، إلى جانب فعالية فنية جماعية مستوحاة من عالم النحل، وسط بيئة تعليمية مبتكرة تجمع بين الترفيه والمعرفة.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
بالزي الفرعوني والعلم المصري.. لاعبو ليفربول يحتفلون بالدوري الإنجليزي (فيديو)
ما زال لاعبو ليفربول يحتفلون بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الإمارات. ومن بين اللاعبين الذين شاركوا في الاحتفالات، محمد صلاح، فيرجيل فان دايك، دومينيك سوبوسلاي، لويس دياز، أليسون بيكر. وقد سافر بعض من لاعبي ليفربول الفائزين باللقب إلى الإمارات نهاية الأسبوع الماضي، نظراً لعدم وجود مباريات للفريق حتى مساء اليوم الاثنين. وكان ليفربول قد حسم اللقب الشهر الماضي بفوز ساحق 5-1 على توتنهام، واحتفلوا بشكل محدود في ليلة الفوز وربما في الأيام التالية. إلا أن جدول المباريات المزدحم أجبر اللاعبين سريعاً على تحويل تركيزهم مرة أخرى إلى منافسات الدوري، حيث خاضوا مواجهتين ضد تشيلسي وأرسنال. لكن بعد التعادل 2-2 مع أرسنال يوم الأحد، انطلق لاعبو ليفربول إلى الإمارات، حيث تمت مشاهدتهم وهم يستمتعون بأرقى الوجهات وأفخم أماكن الإقامة في العالم. وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من لاعبي الفريق الأول وهم يرتدون أزياء تنكرية للفراعنة ويحتفلون مع محمد صلاح، إلى جانب العلم المصري، بالفوز بالدوري الإنجليزي. لاعبو ليفربول يحتفلون مع محمد صلاح بأداء أغنيتهم المفضلة احتفل اللاعبون بأداء أغنية «Freed From Desire» والتي أصبحت نشيداً شعبياً بين جماهير الفريق في السنوات الأخيرة، خاصة خلال احتفالات الفوز بالبطولات. وهناك عدة أسباب تجعل هذه الأغنية مرتبطة بفريق ليفربول، حيث تتميز بإيقاع قوي وحيوي يبث الحماس بين الجماهير واللاعبين. وتبنت جماهير ليفربول هذه الأغنية كنشيد غير رسمي، وعادة ما يتم غناؤها في المدرجات خلال المباريات وفي المناسبات الخاصة بالفريق. اسم الأغنية «Freed From Desire» (التحرر من الرغبة) يوحي بشعور بالانتصار والحرية، ما يتماشى مع مشاعر الفوز بلقب الدوري أو البطولات الكبرى. وتنتشر الأغنية في أوروبا بين لاعبي برشلونة أيضاً، حيث يتم غناء مقاطع منها في أجواء المباريات. سجلت عدسات الكاميرات أيضاً مقاطع لنجوم ليفربول وهم يستمتعون بالمناظر الخلابة في عرض البحر. أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الفريق يعيش لحظات من الرفاهية على متن يخت ضخم. وفي أحد المقاطع، يظهر كل من قائد ليفربول فيرجيل فان دايك، وحارس المرمى أليسون بيكر، إلى جانب كوستاس تسيميكاس، وجو غوميز، وديوغو جوتا، وهم يتناولون الطعام حول طاولة مملوءة بأصناف متعددة من الأطعمة الفاخرة. أرني سلوت يحتفل في إسبانيا وبينما يستمتع لاعبو الريدز بوقتهم في دبي، سافر المدرب آرين سلوت لقضاء إجازته في إيبيزا. المدرب الهولندي هو ثاني مدرب فقط يحقق لقب الدوري الإنجليزي بصيغته الحالية، بعد سلفه يورغن كلوب، الذي خلفه في الصيف الماضي. وقد نجح سلوت بالفعل في كسب قلوب جماهير ليفربول، وقاد احتفالات أنفيلد بعد الفوز الحاسم على توتنهام قبل أسبوعين، والذي ضمن فيه الفريق لقب الدوري. وخلال الاحتفالات في أرض الملعب، أمسك سلوت بالميكروفون وقاد الهتافات لمدرب الفريق السابق كلوب، كما حظي بأغنية خاصة به من الجماهير بعد أن قاد النادي، لتحقيق لقبه العشرين في الدوري على مدار تاريخه. لكن الأغنية كانت مختلفة في إيبيزا يوم الاثنين، حيث التُقطت صور لسلوت وهو يستمتع بأشعة الشمس على الجزيرة. وقد التقط الصور معه مشاهير مثل دين غافني نجم مسلسل Eastenders، ورُحب به على أنغام أغنية «We Are The Champions» لفرقة كوين، بينما رفعت مجموعة من النساء بطاقات كتب عليها «Champions!»