
ترامب مستعجل: اتفاق في غزة وصفقة في لبنان؟
لا شك ان شخصية الرئيس الاميركي دونالد ترامب تحمل الكثير من المعطيات التي تجعل من شبه المستحيل التوافق على رأي واحد حولها، فهو شخص مليء بالتناقضات، ولا يقيم للدبلوماسية اي وزن، وبعيد كل البعد عن الكياسة واخفاء الاسرار في ما يتعلق بالعلاقات السياسية والدبلوماسية بين رؤساء وقادة الدول اي بمعنى آخر قرر نفي البروتوكول المعتمد عادة في التعاطي بين الرؤساء حتى ما بعد انتهاء ولايته الرئاسية.... ولكن، رغم كل ذلك، واذا كنت تؤيد اسلوبه ام لا، لا يمكن لاحد ان ينفي ان ما يقوم به الرجل يعطي ثماره، ربما خوفاً من "جنونه"، وربما خوفاً من "سلطته"، ولكن الثمار موجودة وغير خفية على احد.
خفف ترامب من حدة النزاع بين روسيا واوكرانيا، وعلى الرغم من انه لم يحقق ما وعد به بانهاء الحرب خلال ايام، الا ان مقاربة كل من روسيا واوكرانيا لها قد تغيّرت. وكانت وساطته من جهة ثانية، اساسية في انهاء التوتر العالي الذي ساد بين الهند وباكستان وهدد باندلاع مواجهات ساخنة بينهما تصل الى حدود الحرب. اما في ما خص الحرب بين اسرائيل وايران، فكان حاسماً في انهائها بلهجة قاسية، بعد 12 يوماً فقط على اندلاعها، فيما اعتقدت غالبية الناس انها ستكون حرباً طويلة وقد تكون الفتيل الذي يشعل الحرب العالمية الثالثة.
وكي لا نستفيض بالاكلام عن امور باتت معروفة، ها هو ترامب يوحي ويعمل بجدية هذه المرة على ما يظهر، للوصول الى اتفاق في غزة، وهو يضغط بفاعلية على المسؤولين الاسرائيليين في هذا السياق، كما يضغط بطريقة غير مباشرة على "حماس" (عبر القطريين والمصريين والاتراك) لملاقاته في مشروعه. اما في لبنان ، فكما بات معروفاً، سيصل المبعوث الاميركي السفير توماس برّاك ومعه رد ترامب على المقترحات التي تسلمها من المسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها، وستتضح الصورة اكثر فأكثر حول مستقبل الوضع في هذا البلد. ووفق التسريبات والتحليلات، فإن برّاك كان متقبّلاً لفكرة "المبادلة" بين لبنان واسرائيل، اي انه اقتنع بفكرة ان نزع سلاح حزب الله (او تسليمه) من دون مقابل، هو امر بالغ الصعوبة والتعقيد، ويحرج رئيس الجمهورية ومن ينادي معه بحصول التغييرات المطلوبة، كما ان انسحاب اسرائيل من دون مقابل ايضاً سيرتد سلباًعلى المسؤولين هناك، وهو ما لن يقبلوا به. من هنا كانت مقاربة "الخطوة مقابل خطوة"، وهي تشمل ليس فقط تسليم السلاح، انما ترسيم الحدود ، تمهيداً للحديث عن اتفاق دائم لاطلاق النار، وربما بعدها جس النبض حول التطبيع، في خطوة لاحقة. ووفق ما يدور من احاديث في هذا الشأن، فليس معروفاً بعد اي خطوة ستكون الاولى، اي انه اذا بدأ الحديث عن تسليم السلاح، فلا شك ان الحديث مع الاسرائيليين سيكون عن انسحابات من لبنان، وبعد انتهاء هذه الخطوات، قد تشمل بوادر حسن النية الافراج عن اسرى لبنانيين، على ان تستكمل الخطوات في هذا المجال مقابل الحصول على امور ملموسة لجهة انهاء الجناح العسكري لحزب الله والاكتفاء بالجناح السياسي (وجوده كحزب وفي مجلسي النواب والوزراء).
وبالتالي، من الطبيعي ان يتأخر البحث في مسألة ترسيم الحدود البرية، والتي تؤثر بكل مباشر على الحدود البحرية على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل اليه سابقاً في هذا المجال، والنقطة المتنازع عليها (B1) التي اما سيؤول الاتفاق عليها اما الى اعادة النظربكل الترسميات التي حصلت، واما ابقاء الامور على ما هي عليه، علماً ان الخرائط والوثائق القديمة تظهرانها لبنانية بالفعل.
عمل دبلوماسي شاق ينتظر لبنان، ولكن الايجابية تكمن في ان الاميركيين باتوا اكثر تفهماً اليوم للوضع اللبناني عما كانوا عليه في السابق، وانه اذا استمر برّاك في حمل هذا الملف، فقد يستفيد لبنان من هذا الوضع (تسلّم برّاك هويته اللبنانية منذ مدة كونه مولود من ابوين لبنانيين، وهو يبلغجميع من التقاهم اعتزازه بلبنان وبأصوله اللبنانية). لا يعني هذا الامر ان برّاك سيكون متحيزاً للبنان ضد اسرائيل، فهذا مجرد حلم غير قابل للتحقيق، انما التعبير الدقيق هو "اكثر تفهماً"، ومن الواضح انه يجب البناء على هذا الامر للحصول على اكبر قدر من المكاسب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
إغراءات اميركية لنتنياهو مقابل تسهيل وقف النار في غزة!
المركزية- يزور وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر واشنطن اليوم لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإيران، ولتنسيق زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض. وأفاد موقع "والا" الإسرائيلي بأن ديرمر سيزور واشنطن اليوم، كما نقل عن مسؤول أميركي أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن من المتوقع أن تجري في النصف الثاني من تموز المقبل. بدورها، قالت صحيفة هآرتس إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام. ونقلت عن مسؤول في البيت الأبيض قوله "سنبلغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حماس". وتأتي زيارة ديرمر لواشنطن، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب -خلال مؤتمر صحافي الجمعة- عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الأسبوع المقبل. وافيد ان "البيت الأبيض أبدى اهتمامه بزيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى العاصمة واشنطن، غير أن موعد الزيارة يعتمد إلى حد كبير على تقدم المحادثات التي سيجريها الأميركيون مع ديرمر بشأن إنهاء الحرب في غزة". بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن واشنطن، منذ تدخلها في "فوردو" لانهاء الحرب الاسرائيلية الإيرانية، وضعت تل ابيب في صورة الضرورة الملحة لانهاء الحرب على غزة والاستعداد لحل مسألة تبادل الرهائن والسجناء، بالمفاوضات. وبينما تبدو الحكومة الإسرائيلية ذاهبة في هذا الاتجاه، تقول المصادر ان ترامب يلعب على اغراء نتنياهو بأنه سيساعده في "الهروب" من الملفات التي يحاكم فيها امام القضاء الإسرائيلي، إن هو تجاوب مع خطة ترامب لتعميم السلام في الشرق الأوسط عموما والأراضي المحتلة خصوصا. وللتأكد من حصوله على هذا الدعم الأميركي الذي يحتاج، بات مرجحاً ان يتعاون نتنياهو مع ترامب، فيوطّد علاقاته به من جديد ويستقبله الرئيس الأميركي في البيت الأبيض في تموز المقبل. ذلك انه اذا لم يفعل، سيتركه ترامب يتخبط امام القضاء وفي وحول غزة ولن يفتح له أبواب البيت الأبيض، تختم المصادر.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
ترامب: الولايات المتحدة لا تقدم لإيران "أي شيء"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين إنه لا يتحدث إلى إيران ولا يعرض عليها "أي شيء"، وكرر تأكيده على أن الولايات المتحدة "دمرت تماما" المنشآت النووية في طهران. رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة التقارير الإعلامية التي ذكرت أن إدارته ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي لإنتاج الطاقة لأغراض مدنية. طالبت إيران الأمم المتحدة بالاعتراف بمسؤولية إسرائيل والولايات المتحدة عن حربهما الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، وذلك في رسالة إلى الأمين العام نُشرت يوم الأحد. وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرسالة الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "نطلب رسميًا من مجلس الأمن الاعتراف بالنظام الإسرائيلي والولايات المتحدة كمبادرين بهذا العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع التعويضات وعمليات الاصلاح والجبر". وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن الأسبوع الماضي انتهاء الصراع بين إسرائيل وإيران بوقف إطلاق النار، بمزيد من الضربات إذا قامت إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قادرة على تصنيع أسلحة نووية. وقالت إسرائيل إن هدفها هو منع الجمهورية من تطوير سلاح نووي - وهو طموح تنفيه طهران باستمرار، وتصر على أن لها الحق في تطوير الطاقة النووية لأغراض مدنية مثل الطاقة.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
صباح "النهار"- اللعب بالنار في التوقيت الأخطر... ماذا سيفعل ترامب إذا لم تعد إيران إلى التّفاوض؟
صباح الخير من "النهار" إليكم أبرز الأخبار اليوم الإثنين 30 حزيران/يونيو 2025 مع أن الأنظار الداخلية تركّزت في الأيام الأخيرة على الحركة الرئاسية الناشطة الهادفة إلى وضع تصور لبناني رسمي للمرة الأولى لملف استكمال احتكار الدولة للسلاح، بما يعنيه ذلك تحديداً من وضع برنامج ممرحل لنزع سلاح "حزب الله"، تقدّم "مشروع أزمة" نيابي- سياسي إلى واجهة المشهد الداخلي، تمثّل في احتمال أن تشهد الجلسة التشريعية لمجلس النواب اليوم اشتباكاً سياسياً حاداً على خلفية الانقسام حول بند تصويت المغتربين في قانون الانتخاب النافذ حالياً. للمزيد اضغط هنا بنيران القناصة... تفاصيل إطلاق النار على رجال إطفاء خلال مكافحتهم حريقاً بولاية إيداهو الأميركية (فيديو) قتل شخصان على الأقل عندما تعرض رجال إطفاء لإطلاق نار خلال مكافحتهم حريقاً بولاية أيداهو في شمال غرب الولايات المتحدة الأحد، وفق ما أفادت الشرطة. للمزيد اضغط هنا أميركا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين قيّموا خلالها استهداف المنشأت النووية... ماذا تبيّن؟ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أن الولايات المتحدة اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كبار ناقشوا خلالها نتائج الضربات الأميركية على المنشأت النووية، وقالوا إن الضربات لم تكن مدمرة كما توقعوا. للمزيد اضغط هنا صورة من الأقمار الصناعية لمجمع محطة فوردو (أ ف ب). كيف علّقت مصر على تغيير اسم شارع "قاتل السادات" في إيران إلى "سيد حسن نصرالله" علق وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي على قرار السطات الإيرانية بتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران الذي كان يحمل اسم الضابط المصري المتورط في اغتيال الرئيس أنور السادات. للمزيد اضغط هنا تحذير من التعاون مع إيلون ماسك حذر متابعون من تعاون أي مسؤول لبناني مع إيلون ماسك خشية أي ردود فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين يتحضر النواب ياسين ياسين واإبراهيم منيمنة وبلال حشيمي وقبلان قبلان وجهاد الصمد، إلى تقديم دعوى إبطال الرخصة أمام مجلس شورى الدولة بحجة وجود مخالفات دستورية وقانونية جسيمة. للمزيد اضغط هنا كتب نبيل بومنصف: اللعب بالنار... في التوقيت الأخطر! حين وضع قانون الانتخاب النافذ عام 2017، ومع كلّ الضجيج الذي رافق إقراره عامذاك كتشريع عدّته القوى والأحزاب المسيحية الوازنة مفترقاً وتحولاً إيجابياً في تحقيق التمثيل المسيحي الحقيقي والواقعي في مجلس النواب، للمرة الأولى منذ بدء عصر الطائف، سرى هذا القانون مشوباً بتمييز دستوري فاقع يفتقر إلى الحدود الدنيا المنطقيّة، جسّده بندُ تخصيص ستة مقاعد إضافية لـ"تقنين" التصويت الاغترابي وحصره بها. كانت تلك من الغرائبيّات الهجينة التي شابت القانون، ولكنها لم تنفذ، مما أبقى مفاعيلها عالقة. للمزيد اضغط هنا الأكيد أن الكثر فاجأهم الكلام الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة على منبر المجلس العاشورائي في الضاحية الجنوبية وأعلن فيه صراحة أن الحزب "مستعد للدخول في مواجهة جديدة مع إسرائيل" مطلقاً في الوقت عينه تحذيراً لكل "من يفكّر باللعب معنا". أتى عنصر المفاجأة ذاك من سببين: الأول، أن الحزب ليس في وضع ميداني وسياسي يتيح له إطلاق تهديدات ضد أحد وهو في وضع العاضّ على جراحه الراعفة والقاصر عن ردع العدوانية الإسرائيلية الوحشية التي أجهزت حتى الأمس على ما يقرب من 192 من كوادره منذ سريان وقف النار قبل نحو 6 أشهر. للمزيد اضغط هنا وكتب سميح صعب: ماذا سيفعل ترامب إذا لم تعد إيران إلى التّفاوض واستأنفت التّخصيب "في غضون أشهر"؟ بصرف النظر عن النتائج التي أسفرت عنها الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، بات واضحاً أن حسم مسألة البرنامج النووي الإيراني التي ستبقى عالقة من دون اتفاق أميركي - إيراني، سيشكل استراتيجية الخروج للرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران. للمزيد اضغط هنا وكتب سمير تويني: ما هي المحاور الأميركية الخمسة التي يتحرّك ضمنها براك؟ يصل الموفد الأميركي توم براك إلى لبنان خلال الفترة القريبة المقبلة لدفع دور الإدارة الأميركية في لبنان بعد وقف القتال بين إسرائيل وإيران في دعم الاستقرار والإصلاح السياسي والضغط على الطبقة السياسية للقيام بالإصلاحات الاقتصادية. للمزيد اضغط هنا