logo
نواكشوط تنتفض من أجل غزة: الموريتانيون يواصلون الاحتشاد أمام السفارة الأمريكية رفضاً لحرب التجويع في القطاع

نواكشوط تنتفض من أجل غزة: الموريتانيون يواصلون الاحتشاد أمام السفارة الأمريكية رفضاً لحرب التجويع في القطاع

القدس العربي ٢١-٠٧-٢٠٢٥
نواكشوط –«القدس العربي»: تتواصل في العاصمة نواكشوط موجة التظاهر الشعبي أمام السفارة الأمريكية، احتجاجًا على ما يصفه المحتجون «حرب التجويع المنظمة» التي تقودها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، بمباركة وصمت قوى دولية، على رأسها الولايات المتحدة.
ويشهد محيط السفارة تجمعًا شعبيًا واسعًا متواصلًا وغير مسبوق، تزداد قوته أثناء الليل حيث يتحول إلى مهرجان ضخم تؤطره أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، ويرفع خلاله المشاركون الأعلام الفلسطينية مرددين شعارات مناوئة للعدوان، ومطالبة بطرد السفير الأمريكي وتحميل واشنطن مسؤولية التواطؤ في الجريمة الإنسانية الجارية.
وألقى عدد من الشخصيات السياسية ورؤساء المبادرات كلمات نارية خلال حشد يوم أمس شددوا فيها على مسؤولية الشعوب الإسلامية والعربية تجاه غزة، داعين إلى ترجمة الدعم إلى أفعال.
وأضاف خطباء الحشد: «لن تسكت الشعوب الحرة أمام سياسة التجويع والإبادة، وصمت العالم اليوم لا يعفيه من المسؤولية الأخلاقية والجنائية. نطالب الحكومة الموريتانية بمضاعفة الدعم الإنساني لغزة، وندعو الجميع للمشاركة في حملة وطنية شاملة للتبرع».
وزاد الخطباء: «نحن لا نقف فقط مع غزة في مواجهة القصف، بل في وجه الجوع والعطش والبرد والتهجير. نحمّل كل من يصمت على هذه الجريمة نصيبًا من الدماء النازفة، وندعو إلى حملة تعبئة كبرى لدعم الأهالي المشردين والمحرومين من أدنى شروط الحياة».
«ما نعيشه في غزة اليوم ليس حربًا، يضيف خطباء الحشد، بل تجربة قاسية لاختبار حدود صبر الإنسانية يجب أن نتوقف عن الفرجة، ونبدأ في العمل: تبرعات، وقوافل غذائية وصحية، وضغوط سياسية، هذه أقل مسؤولياتنا».
وتابع الخطباء يقولون: «إننا نملك أدوات للمقاومة حتى من هنا، منها مقاطعة الشركات الداعمة للعدوان، ومنها تعبئة الرأي العام الداخلي والخارجي، ومنها، وهو الأهم اليوم، التبرع السخي لإنقاذ حياة من تبقى من أطفال غزة ونسائها».
وأكد المتظاهرون في ختام وقفتهم على أن «الصمود الفلسطيني مسؤولية جماعية، وأنه لا يجوز ترك أهل غزة وحدهم في وجه ما وصفوه بـ «سياسة القتل البطيء التي تدمج بين الحصار والتجويع والقصف والتشريد الممنهج».
هذا، وشاركت شخصيات سياسية وقيادات دينية ومدنية في الوقفة المذكورة، حيث
دعا محفوظ بن الوالد، رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني، إلى مواصلة الجهود التضامنية، والتشبث بخيار دعم الفلسطينيين في غـزة باعتباره «فريضة شرعية وواجباً أخلاقياً»، لا مجرد موقف عاطفي أو موسمي. وحيّا ولد الوالد الحضور على مشاركتهم في هذه الفعالية، وثمّن ما وصفه بـ»الحضور الوطني الواسع»، الذي يعكس، حسب تعبيره، «موقفاً جامعاً لمكونات البلاد ومشاربها كافة»، في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وأكد «أن الوقوف مع غـزة والمساهمة في كسر الحصار عنها، ليس تطوعاً ولا نافلة، بل هو التزام نابع من روابط العقيدة والدم والأخوة، مشيراً إلى أن هذه الروابط تفرض على الشعوب الحرة ألا تستسلم للواقع المؤلم، ولا تطبع مع الظلم، حتى وإن طال أمده.
وحذّر ولد الوالد مما وصفه بـ»التطبيع مع الصمت»، قائلاً إن الجهود الشعبية والرمزية، وإن لم تُنهِ الحصار، فإنها تُضعف روايته، وتكسر حاجز اللامبالاة، وتعيد إبراز المظلومية الفلسطينية في وجه عالم بات منشغلاً عنها.
وأشار إلى أن صمود غـزة لا يزال يُلهم الشعوب، وأن تضحيات أهلها تستحق الدعم على كل المستويات، مؤكداً أن الحصار سيُكسر، أو على الأقل، سيُكسر الصمت الذي يغذّيه ويطيل مداه. واختتم بن الوالد كلمته برسالة موجهة إلى سكان غـزة، قال فيها: «إذا خانتك العروش وخذلتك الجيوش، فإننا بعهد الله وميثاقه في نصرتك متمسكون، وعليه قابضون، لا نقيل ولا نستقيل». ولم تقتصر التحركات المواصلة في موريتانيا على التظاهر، بل انطلقت بالتوازي معها حملات تعبئة شعبية وإعلامية واسعة لجمع التبرعات، وإرسالها عبر قوافل إنسانية نحو الحدود المصرية في رفح، بالتنسيق مع هيئات إغاثية في العالم العربي.
وتأتي هذه الوقفة في سياق تحركات شعبية متزايدة تشهدها موريتانيا منذ أسابيع، شملت وقفات ومسيرات، وجمع تبرعات، وبيانات دعم، ومبادرات مناصرة، كلها تعبّر عن استمرار حالة التعبئة الشعبية في البلاد لصالح فلسطين، وسط دعوات متكررة لتفعيل جهود الدعم الإنساني والسياسي، وتحميل الجهات الدولية المسؤولية عن استمرار الحصار والمعاناة في القطاع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوصفة السحرية للحالة السودانية
الوصفة السحرية للحالة السودانية

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

الوصفة السحرية للحالة السودانية

أوشكَت لقاءاتي مع الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين والأفارقة أن تصبح مملةً من كثرة ما ردّدتُ مطلباً غاية في البساطة، في إطار حواراتنا المتكرّرة في الحالة السودانية، ولما لقيته من إجاباتٍ غير مفيدة، إن لم تكن مخجلة. هذا إن لقيتُ إجابةً. في حال كان الدبلوماسي من المستوى العادي، فإنه يكتفي بهزّ رأسه وتسجيل النقاط في دفتره، أو طرح بعض الأسئلة. أمّا إذا كان من المستوى الرفيع، فإنه يعطي إجاباتٍ أخجل من تردادها (غالباً ما تتصل بدولة معينة من منطقتنا، وحاجتهم إلى مداراتها لأنها تعينهم في حرب غزّة). لا تحتاج النقطة البسيطة التي ظللت أكرّرها إلى اجتراح معجزة أو مخالفة المعهود، بل تتوافق تماماً مع السياسات المُعلَنة لتلك الدول. وتتلخّص في طلب بسيط بالضغط على مليشيا الدعم السريع لوقف ما ترتكبه من انتهاكات وكبائر لا تتوقّف في حقّ المدنيين، وما يتبع ذلك من تخريب للممتلكات العامّة والخاصّة، وإعاقة للإغاثة، وتدمير لأسس الحياة في البلاد. أقول لجليسي (أو جلسائي)، الذي غالباً ما يزورني في المكتب، أو ألتقيه في الفندق الذي يقيم فيه، أو في منزل السفير، يا سعادة كذا وكذا، ألا ترى أن من الخطل طلب الحوار مع منظّمةٍ لا تملك التوقّف عن ارتكاب الانتهاكات التي هي في الحدّ الأدنى جرائم حرب؟ فهي تقتل بلا سبب، وتختطف الأطفال والفتيات والنساء وتمارس في حقّهن أقبح أشكال الاغتصاب وهتك الأعراض. وتشمل انتهاكاتها تدمير محطّات المياه ومصادرها، وتجريف المزارع، وأيضاً ما يمكن تسميته تجريفاً في حقّ الجامعات والمدارس والمستشفيات، ونهب الصيدليات والأسواق وتخريبهما، وتدمير محطّات توليد الكهرباء، وتخريب ونهب وسائط توصيلها من أسلاك وأعمدة ومحوّلات. يهزّ صاحبي (أو صاحبتي) الرأس في صبر، وقد يصرّح (أو تصرّح) بالعلم بهذه المنكرات، فيأتي دوري للتساؤل: أليست مثل هذه الجرائم من الكبائر المحرمات في قوانينكم والقانون الدولي؟ وأليس ارتكابها بصورة روتينية، وعلى مدار الساعة، وفي كلّ مكان وطئته أقدام هذه الجماعة المارقة من الموبقات؟... هزّة رأس أخرى وتصريح بأن حكومته/ ها قد أدانتها، وربّما فرضت عقوبات بشأنها. لا يزال هناك وقت للخروج من المهلكة بإدراك استحالة إدخال مليشيا الدعم السريع في العملية السياسية عندها أضيف نقطتي الأساس، أن الإدانة وحتى العقوبات لا تكفي. وما أرى أنه الأنجع أن توجّه الدولة المعنية رسالةً مباشرةً إلى هذه الفئة الباغية بأن عليها وقف هذه الجرائم فوراً، وبصورة كلّية، وأنه الشرط لقبولها في أيّ مكان في العالم، فضلاً عن أن يسمح لها بأن تكون جزءاً من الحكم في أي بلد. هل تقبلون في بلادكم أو محيطكم التعامل مع عصابات من هذا النوع (في المكسيك أو كولمبيا، أو هايتي مثلاً)؟... هنا نصل إلى نقطة صمت، تأتي بعدها وعود بعمل شيء. وينصرف معظم هؤلاء غير راشدين. ولكن بعض دولهم سرعان ما ترسل شخصاً آخر، خصوصاً إذا وقعت كارثة جديدة، أو لاحت بادرة تغير في الأوضاع، لتطرح الأسئلة نفسها أسئلة أخرى. ولكن السودانيين هم الأوْلى باتخاذ المواقف الحازمة في مثل هذه الأمور، فلم يضلل المليشيا ويجعلها تمضي في غيّها إلا فئة من السودانيين زوّدتها بشعاراتٍ لا معنى لها، مثل "دولة 56" وغيرها من الترّهات، وأماني مثل أنها تقاتل في سبيل الديمقراطية. ولا أريد هنا إضاعة وقتٍ في الحديث عن "الحكومة" الجديدة التي أعلنها "الجنجويد"، إذ إنها جهاز علاقات عامّة فاشل مسبقاً. وقد أنشأوا قبل ذلك "إدارةً مدنيةً" من شخصٍ واحد في منطقة الجزيرة، فلم تفلح حتى في دور علاقات عامّة، ولم يفتح الله عليه حتى بتصريحاتٍ تبرّئ "الجنجويد" من فظائعهم. وكنتُ قد نشرت قبل أيّام تغريدة في "إكس" حول من يُنكر وجود الإبادة في غزّة، جاء فيها أن من يعتقد أنه لا توجد إبادة ومجاعة في غزّة عاطل عن الفهم، وبالتالي، لا يستحقّ أن يتولى أدنى مسؤولية عامّة، خاصّةً في الجامعات. أمّا من يعلم بالإبادة والمجاعة، ولكنّه يدلّس ويخادع، فهو عاطل أخلاقياً، وأقلّ جدارةً بأيّ مسؤولية. وهذه المقولة تنطبق على مناصري "الجنجويد" بحجّة أن الفئة المارقة منخرطة في مشروع إصلاحي في السودان، وأن مجرميها هم أحقّ من يدعم الديمقراطية في البلاد. فمن كان صادقاً فهو أجهل الجهلاء، ومن كان كاذباً فهو أخبث الخبثاء. وبينهم من جمع السوأتَين. يبدو أنه استحالة أن تطهّر المليشيا الإجرامية في السودان نفسها من آثامها، فإننا نشهد توجّهاً أفريقياً ودولياً (وعربياً؟) موحّداً باتجاه التخلّص منها مهما يكن، لا يزال هناك وقت للخروج من هذه المهلكة لمن لديه أدنى حدٍّ من الخُلق، ليدرك استحالة إدخال هذه المليشيا في أيّ جانبٍ من العملية السياسية، بل في أيّ جانبٍ من الحياة في السودان، بقيادتها الحالية وجنودها الملوّثين بهذه الفظائع. فلن يكون هذا الخيار مقبولاً من الغالبية الساحقة من السودانيين، الذين اكتووا بنار انتهاكاتها، وشهدوا تدمير بلادهم وكلّ ما ألفوه، وكلّ ما له قيمة في حياتهم من دراسة وعمل ومسكن وبيئة اجتماعية. هذا طبعاً يتعلّق بالحدّ الأدنى من قبول هذه المليشيا في المجتمع، أمّا مقترح المليشيا وداعميها المتحمّسين (أو المُكرَهين) بأن تكون هي الحاكمة في السودان، أو حتى أيّ جزءٍ منه، فهو أول المستحيلات، وليس ثالثها. يكفي أن أماكن سيطرتها في دارفور لا تزال تشهد أسوأ فظاعاتها من إبادة جماعية وتدمير للحياة، وحصار إجرامي للفاشر ينذر بكبائر أدهى. وأي شخص يصفّق للمليشيا في جريمتها المعتزمة هذه، ويتمنّى نجاحها جدير بأن يبوء بإثمها، ويتحمّل المسؤولية عمّا مضى من جرائم وانتهاكات، وما سيأتي، وأدناها ممّا يلقي كاسبه في سقر. نعود إلى نقطة البداية، وهي المتعلّقة بردع المليشيا عن جرائمها وضلالاتها، عبر مواجهتها بصوتٍ واحدٍ باستنكار جرائمها التي تشبّهها بالطاعون، لم تدخل قريةً إلا وكانت أداة خرابها. وما اجترحته لم تشهده نواحي الأرض حتى في عصر المغول، وكلّ عصور الاستعمار. فكلّ جهة غازية، أو حكومة غاشمة، تسمح للناس بالاستمرار في معاشهم لتستفيد منه. أمّا هذه الجائحة الطاعونية الجنجويدية، فإنها عطّلت الطرقات، ودمّرت المكاتب وأماكن العمل، وأعاقت التجارة والصناعة والزراعة، وفرضت على من بقي الإقامة الجبرية في البيوت. ولم يؤمنهم هذا من الانتهاكات، حتى اضطرّ كلّ من استطاع إلى الفرار. في الجزيرة مثلاً نهبتْ مخزون الطعام في البيوت، بل كانت من جهلها وخطلها، تدخل المنازل في نهار رمضان، فتأخذ ما أعدّته الأسر للإفطار في الشهر الكريم، بدعوى أنهم أولى بالإفطار، كأنّ الصوم عن الطعام أولى بالصوم عن القتل والنهب وانتهاك حرمات المؤمنين. زادوا فنهبوا ما أعدّه الناس من بذور وأدوات للزراعة، كما نهبوا كلّ الدواب والأنعام والسيارات والجرّارات، فاستحال البقاء لانعدام الطعام والعجز عن الزراعة، وقد وجد من عادوا إلى قراهم بعد أن حرّرها الجيش أن الحشائش قد غطّت المنازل بسبب غياب الحيوانات التي كانت تتغذّى منها، والناس الذين كانوا يعالجونها بالقطع. توجّه أفريقي ودولي (وعربي؟) موحّد باتجاه التخلّص من "الدعم السريع" باعتباره مفتاح الحلّ في السودان وقد كتبت في مقال سابق في "العربي الجديد" عن دهشتي لاستمرار هذه العدوانية، حتى في مناطق دارفور التي يعتبرونها "حاضنتهم" وديارهم (استمعتُ إلى أحد القيادات القَبلية يستنكر قيام هؤلاء (في تسجيل مصوّر جادّاً غير هازل) بممارسة النهب والاقتتال فيما بينهم، ممّا قد يوردهم قاع جهنم، داعياً إياهم بدلاً من ذلك إلى النهب في مناطق أخرى، مثل الخرطوم وغيرها، ولكنّهم، بخلاف حسن الظنّ مارسوا في نيالا (وغيرها) ما اعتادوا من النهب وهتك الأعراض وحرق الأسواق، وزادوا بحرق وتدمير المباني التي نهبوها، خاصّة الجامعات، ممّا يعني أنه لا يوجد في هذه الفئة رجل رشيد، أو قائد له ذرّة عقل، ينهاهم على الأقلّ عن تدمير ما نهبوا. ونحن نتمنّى (ولا نتوقّع) أن يكون في أولياء هذه الفئة المارقة من "سياسيين" و"مثقّفين" عقلاء يذكّرونهم بأن مثل هذه العقلية التدميرية هادمة للعمران، وغير مؤهّلة لهم للقبول في أيّ مجتمع قديم ولا حديث، فضلاً عن أن تكون هي الطريق للديمقراطية المزعومة في السودان، ولا غيره. ونرجو أن تكون فيهم بعض الشجاعة (وهم في المنافي البعيدة التي لا تطاولها يد البريرية هذه) لينبّهوا قيادات هذه العصابات إلى أن مثل هذا السلوك مهلك لهم قبل غيرهم. فهم كالجراد، ما حلّ بزرع إلا أهلكه، ممّا يضطرهم باستمرار إلى التحرّك إلى حقل آخر يتركونه خراباً يباباً. ولكني غير متفائل (للأسف!) بعودة الوعي إلى غالب هؤلاء، فقد قرأت لأحد قادتهم إشادةً بالمليشيا، زاعماً أنها منحت "الثوار" الحماية. وهو يعلم (كما نعلم ويعلم العالم كلّه) أن المليشيا هي مَن فضّ الاعتصام، وكان هو ورهطه يتفاوضون مع قادتها على الحصانة من الملاحقة في هذا الأمر، إذا انحازت إلى صفّهم ضدّ الجيش. ولكن التفاؤل يأتي من أن هذا الكيان الوحشي هو ذاتي التدمير، وسينقرض ومَن راهن عليه رهاناً سياسياً خاسراً. كفى أننا نرى أن الكيانات السياسية المفلسة سياسياً وأخلاقياً قد بدّدت كلّ ما كان لها من دريهمات الرصيد في الانحياز لها، وهو انحياز كانت تنكره عندما كان لا يزال لها قليل من الحياء، ونزر من الميكيافيلية. وما نراه اليوم من مجاهرة بهذا الإثم/ الفضيحة ما هو إلا عملية انتحارية لمن يئس من كلّ خير. ومع ما يبدو أنه استحالة أن تطهّر المليشيا الإجرامية نفسها من آثامها، فإننا نشهد توجّهاً أفريقياً ودولياً (وعربياً؟) موحّداً باتجاه التخلّص منها، باعتباره مفتاح الحلّ في السودان. ما أرجوه هو أن يتحقّق ما ظللنا ندعو أليه من إرسال رسالة جماعية للمليشيا (وخدّامها) بالتخلّي عن النهج الانتحاري المضرّ بهم وبالبلاد، وإن كان انتحارهم لا يسوؤني إطلاقاً.

المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة
المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة

العربي الجديد

timeمنذ 13 ساعات

  • العربي الجديد

المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة

للأسبوع الـ87 على التوالي، تظاهر آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، تنديداً بسياسة التجويع والحصار المفروض على قطاع غزة وبحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط تواطؤ وصمت عالمي، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء الجمعة، فضلاً عن اعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع دعوات للإضراب عن الطعام، يوم غد السبت. وشهدت مدن كبرى وصغرى في المغرب من بينها فاس ومراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وبركان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو وخريبكة ووادي زم وبني ملال ومكناس وإنزكان وتازة وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والمضيق، وقفات، عقب صلاة الجمعة، بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وبحسب مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 90 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 87. وردّد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة، شعارات تندد بالتجويع وحرب الإبادة وبالمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، مطالِبين بوقف الإبادة والتجويع والحصار المضروب على القطاع. وعبّر المحتجون عن غضبهم من صمت الأنظمة والشعوب العربية على الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، معلنين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية ولرموزها. كذلك عبّر المشاركون في الوقفات عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال. إلى ذلك، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومسؤول ملف مناهضة التطبيع، سعيد مولاي التاج، إن جمعة الغضب 87 "تكتسي أهمية خاصة جداً، فهي تأتي في سياق الذكرى الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية رحمهم الله جميعاً، وتزامناً مع وصول سفينة أميركية محمّلة بالسلاح إلى ميناء طنجة المغربي، متوجهة إلى الكيان الصهيوني في جريمة تطبيعية أخرى، في وقت يتصاعد العدوان الصهيوني الممنهج على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصاراً وقتلاً وتجويعاً". وأضاف مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد": "إذ نؤكد على دعمنا الكامل لصمود وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الغاشمة، التي لا تزال ترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء، وتعتمد سياسة تجويع ممنهجة، واعتداءات وحشية على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تعرف بمصائد الموت، نعرب في الهيئة عن استنكارنا الشديد للصمت المطبق من قبل الحكومات العربية والإسلامية الرسمية تجاه هذه الجرائم النكراء، ونؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يشكّل خيانة للقضية الفلسطينية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المغرب والمنطقة". وقال إنه في هذا السياق دعت الهيئة كافة أبناء الشعب المغربي إلى المشاركة الواسعة والقوية في فعاليات جمعة طوفان الأقصى 87، المقررة اليوم الجمعة، كما ناشدت القوى الحية الانخراط الفاعل في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي 26، الذي تنظمه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تعد الهيئة من مكوناتها، يوم غد السبت. وتابع: "نسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي بالإضراب عن الطعام والصيام الجماعي والاعتصامات السلمية، التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، أمام السفارات والقنصليات إلى إيصال رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، ورفض مطلق لكل أشكال التطبيع، وإحراج الأنظمة في إطار حراك دولي عام لرفع حصار التجويع على أطفال غزة، والذي تحاول بعض الأنظمة العربية بضوء وتنسيق مع الكيان الصهيوني الالتفاف عليه بإسقاط المساعدات جواً أو إدخال شحنات محدودة براً". وقال إن الهيئة "تجدد توجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الحقوقية والإنسانية، لإدانة هذه الجرائم ضد المدنيين، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، والعمل على ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين". اعتصام أمام القنصلية الأميركية احتجاجاً على حرب غزة ويأتي ذلك، في وقت يستعد فيه نشطاء مغاربة للاعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع إضراب عن الطعام، يوم غد السبت، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وتنديداً بسياسة تجويع الشعب الفلسطيني داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان لها، إلى الاعتصام أمام القنصلية الأميركية يوم غد السبت، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع تنفيذ إضراب عن الطعام طيلة اليوم في مختلف مدن المغرب. من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، وقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في الرباط، مساء الجمعة، في سياق مواصلة فعاليات الحراك الشعبي المغربي تنديداً بالاحتلال وحرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وإحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية. كذلك، دعت مجموعة العمل الوطنية كل المكونات المدنية الشعبية المغربية إلى تنظيم اعتصامات وفعاليات ميدانية تحت شعار: "وصية الشهيد: لن نعترف بإسرائيل، والمقاومة مستمرة حتى التحرير وإسقاط التطبيع". وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ومساندتهم ورفض التطبيع.

غضب شعبي لمقتل معتقل سوري.. والحكومة تتعهد بتحقيقات ومحاسبة المتورطين
غضب شعبي لمقتل معتقل سوري.. والحكومة تتعهد بتحقيقات ومحاسبة المتورطين

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

غضب شعبي لمقتل معتقل سوري.. والحكومة تتعهد بتحقيقات ومحاسبة المتورطين

لندن- 'القدس العربي': تفاعلت قضية وفاة الشاب يوسف لباد بعد اعتقاله داخل المسجد الأموي في العاصمة السورية دمشق، بإصدار مواقف رسمية من وزيري الداخلية والعدل، تضمنت تعهدات بإجراء تحقيقات 'نزيهة وشفافة'، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب الروايات بين السلطات وعائلة الفقيد. وقال وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، في منشور عبر منصة 'إكس': 'نقدم أحر التعازي لذوي الشاب يوسف اللباد، ونتعهد بإجراء تحقيقات نزيهة وعاجلة بشأن وفاته، وفي حال ثبوت تورط أي من عناصر حرس المسجد الأموي أو عناصر الأمن في المنطقة بوفاة الشاب يوسف اللباد، سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقهم دون أي تهاون، عبر الجهات القضائية المختصة'. يا حيف بس والف يا حيف حي القابون الدمشقي فيديو للشاب يوسف لباد الذي استشهد تحت التعذيب ،،،؟؟؟ شاهد فرحته بسقوط النظام المجرم،،،، لعنه الله على من قتله ومن عذبه ومن امر باعتقاله ومن يتستر على هذه الجريمة لعنه الله عليكم يا من قتلتم فرحة اهله مثل هذه الجريمة يجب ان يحاسب الجميع… — دمشقي (@Ali_Doughni) July 30, 2025 وأضاف خطاب أن الوزارة 'تؤكد التزامها الكامل بتحقيق عادل وشفاف، ونقل تفاصيل القضية إلى الرأي العام كما حدثت، بعد انتهاء التحقيقات وصدور تقرير الطبيب الشرعي'. بدوره، عبّر وزير العدل السوري، مظهر الويس، عن تفهمه للغضب الشعبي إزاء الحادثة، وقال عبر حسابه في 'إكس': 'نود أن نعرب عن تقديرنا لشعبنا على الغيرة والحرص والتفاعل الحار حول قضية المواطن المغدور يوسف اللباد، وإننا نتفهم الغضب الذي يبديه المواطنون تجاه هذه الحادثة الأليمة'. وأكد الويس أن الوزارة 'ملتزمة بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية دون أي محاباة أو تهاون'، مشددًا على أنه 'لا أحد فوق القانون، ولن يفلت أي متورط من العقاب إذا ثبتت إدانته'. كما أشار إلى أنه تم توجيه النيابة العامة 'لأخذ دورها بكل جدية وشفافية في التحقيق، ومتابعة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المتورطين'. لجنة طبية وتحقيقات جارية من جهته، أعلن المحامي العام بدمشق، القاضي حسام خطاب، عن تشكيل لجنة طبية ثلاثية من الأطباء الشرعيين والاختصاصيين للكشف على الجثمان وتحديد سبب الوفاة. وقال خطاب لوكالة الأنباء السورية 'سانا' إن التحقيقات ما تزال جارية 'بكل حيادية وشفافية'، وإنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة 'في حال وجود فعل جرمي تأكيدًا لمبدأ سيادة القانون'. تضارب في الروايات حادثة وفاة اللباد أثارت جدلًا واسعًا، خاصة مع تضارب الروايات حول ظروف احتجازه ووفاته. فوفق ما أفاد به مصدر في وزارة الداخلية السورية فإن الشاب دخل الجامع الأموي وهو 'في حالة نفسية غير مستقرة'، وإن كاميرات المراقبة وثقت 'تصرفات غير طبيعية' له داخل المسجد. وأوضح المصدر لقنوات إعلامية سورية أن عناصر الحراسة احتجزوه في غرفة الحراسة بعد ملاحظة سلوكه، وأنه 'آذى نفسه بأجسام صلبة ما تسبب بإصابات بالغة'، وتم استدعاء الإسعاف، لكنه فارق الحياة قبل وصوله للمشفى. كما أشار المصدر إلى فتح تحقيق رسمي، وإحالة جميع العناصر الموجودين في موقع الحادثة إلى التحقيق. حسبنا ألله ونعم الوكيل .. هرب الى #ألمانيا من إجرام عصابة بشار السفاح .. ليعود فيقتل على يد (عناصر أمن) يفترض إنهم ممن كانوا ثوارا .. العدالة للمغدور #يوسف_لباد — @í𝐿~𝐵@𝑍M𝓪𝔃𝓮𝓷 (@Al_Baz_Syrie) July 30, 2025 في المقابل، قالت عائلة يوسف اللباد في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الشاب اعتُقل من داخل المسجد على يد دورية تابعة للأمن الداخلي، وذلك بعد رفضه مغادرة المسجد، وإنها تسلمت جثمانه لاحقًا 'وعليه آثار تعذيب واضحة'، متهمة الجهات الأمنية بالتسبب في وفاته داخل الحجز. وأضافت العائلة أن يوسف، وهو من أبناء حي القابون ووالد لثلاثة أطفال، كان قد عاد من أوروبا إلى سوريا قبل يومين فقط من وقوع الحادثة، بعد سقوط النظام السابق. قائد الامن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة: في ضوء الحادث المؤسف الذي وقع للشاب يوسف اللباد في أحد المساجد في دمشق، نود أن نقدم توضيحاً حول الأحداث التي جرت. — وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) July 30, 2025 وفد رسمي وتعزية وبحسب 'مركز القابون الإعلامي'، فقد زار وفد رسمي من وزارة الداخلية منزل العائلة في حي القابون، ضم ممثلين عن الإدارة العامة للمباحث الجنائية وقيادة شرطة دمشق وقسم المتابعة. وقدم الوفد تعازي الوزارة لعائلة الفقيد، وأكد أن التحقيقات مستمرة، وأن جميع العناصر الذين كانوا في الموقع أحيلوا للتحقيق 'بشفافية ودقة'. (وكالات)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store