logo
كاتب أميركي: ترامب يلعب بالنار في لوس أنجلوس

كاتب أميركي: ترامب يلعب بالنار في لوس أنجلوس

الجزيرة١٠-٠٦-٢٠٢٥

تناولت صحف أميركية وبريطانية بإسهاب الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا ضد قمع المهاجرين غير النظاميين، وتداعيات ذلك على المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وفي تعليقها على الأحداث، رأت هيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس دونالد ترامب لم يكن بحاجة إلى إرسال قوات فدرالية إلى كاليفورنيا.
ومع إقرارها بأن أعمال الشغب واستخدام العنف ضد ضباط إنفاذ القانون ليست من أشكال الاحتجاج المشروعة، إلا أنها تعد إرسال كتيبة من مشاة البحرية في الخدمة الفعلية إلى المنطقة أمرا أكثر استفزازا، مشيرة إلى أن نشر القوات الفدرالية تسبب في تأجيج التوترات، وقد يؤدي إلى إطالة أمد العنف.
ومع ذلك، فقد اعتبرت هيئة التحرير تدخل القوات الفدرالية فيما يجب أن يكون شأنا ولائيا محليا فقط، دليلا على اعتزاز الأميركيين بقدرتهم على ممارسة الحكم الذاتي.
وفي مقال آخر بنفس الصحيفة، قال الكاتب ماكس بوت إن ترامب يلعب بالنار بنشره قوات فدرالية في لوس أنجلوس، مشيرا إلى أن تاريخ الولايات المتحدة يحتم على أي رئيس توخي الحذر من خطوة كهذه لقمع الاضطرابات الداخلية.
ومن الدروس التي استخلصها الكاتب من التاريخ، ما حدث في مدينة بوسطن عام 1770 عندما أطلق الجنود البريطانيون النار على متظاهرين كانوا يحتجون ضد فرض الضرائب مما أسفر عن مقتل عدد من الأميركيين. وكانت تلك الحادثة الشرارة التي أدت إلى اندلاع الثورة الأميركية.
وقال بوت إن هذا التاريخ المقلق يبيّن جليا أن ترامب، من خلال نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا رغماً عن اعتراضات حاكم الولاية الديمقراطي غافين نيوسوم زاد الطينة بلة، مضيفا أن الرئيس بدلا من أن يتعامل مع الاحتجاجات بحذر، بدا حريصا جدا على تأجيج الصراع.
أما صحيفة بوليتيكو الأميركية فقد استعرضت آراء بعض مراسليها الذين تناولوا الاحتجاجات من عدة زوايا، حسب وجهة نظر كل منهم.
فها هي مولي أوتربين، مراسلة شؤون السياسات الوطنية، تقول إن الوضع في لوس أنجلوس يجبر الديمقراطيين على الحديث عن قضية الهجرة غير النظامية، لكنهم لا يريدون ذلك لأنهم -برأيها- يفضلون التركيز على قرار واشنطن تقليص برنامج الرعاية الطبية، أو القطيعة التي حدثت بين ترامب والملياردير إيلون ماسك، أو التعريفات الجمركية أو الاقتصاد. والسبب في ذلك أن ترحيل المهاجرين غير النظاميين يحظى بشعبية كبيرة في الداخل.
ومن وجهة نظر كبير مراسلي الشؤون القانونية بالصحيفة جوش غيرشتاين، فإن هناك معركة أخرى شاقة تتعلق بالأحداث، موضحا أن هناك حجتان قانونيتان أساسيتان؛ الأولى أن القانون الذي تذرع به ترامب يتطلب منه التشاور مع حاكم الولاية أو الحصول على إذن منه، والثانية هي أنه لا يوجد غزو أو تمرد أو خطر تمرد أو صعوبة في تنفيذ القانون الفيدرالي تجعل تدخل القوات العسكرية ضروريا.
ومن جانبها، تتوقع ميلاني ماسون، كبيرة المراسلين السياسيين، أن تشهد الأوضاع في لوس أنجلوس انفراجة قريبة، حتى مع استمرار وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في تنفيذ حملات المداهمة التي تستهدف المهاجرين غير النظاميين.
وفي الصحف البريطانية، كتب وزير العمل الأميركي السابق روبرت رايش في مقال نشرته الغارديان أن العالم يشهد الآن المراحل الأولى من "دولة ترامب البوليسية"، مشيرا إلى أن نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس يضع الولايات المتحدة على مسار استبدادي مألوف.
ويعتقد رايش -الذي يعمل حاليا استاذا فخريا في للسياسة العامة بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي- أن ترامب ونظامه يقومان بإرساء بنية تحتية على وجه السرعة عبر 5 خطوات تتمثل في إعلان حالة الطوارئ على ما يصفه بالتمرد أو الغزو، واستخدام حالة الطوارئ مبررا للاستعانة بقوات فدرالية، والسماح للعملاء المسلحين بالقيام بعمليات اختطاف واعتقالات دون إذن قضائي، وإنشاء مساحات إضافية في السجون ومعسكرات الاعتقال لاستيعاب المحتجزين، وإعلان الأحكام العرفية في نهاية المطاف.
وفي مقال بصحيفة إندبندنت، يرى مساعد رئيس التحرير شون أوغرادي أن إرسال الحرس الوطني لتفريق الاحتجاجات وقمع المهاجرين غير النظاميين، دليل على أن دونالد ترامب أصبح رئيس أميركا "المتنمر".
وقال إن ترامب لم يكن بحاجة أبدا لإرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس، بل كانت تلك رغبته وخياره ولم تملها الضرورة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب وافق سراً على خطط لمهاجمة إيران
ترامب وافق سراً على خطط لمهاجمة إيران

جريدة الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • جريدة الوطن

ترامب وافق سراً على خطط لمهاجمة إيران

نيويورك- الأناضول- ذكرت تقارير إعلامية أميركية، أن الرئيس دونالد ترامب وافق «سراً» على تدخل الولايات المتحدة في الصراع الذي بدأ بهجمات إسرائيلية على إيران. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مصادر مطلعة أن ترامب «أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران». وقالت المصادر إن ترامب وافق «سرا» على خطط أميركية لمهاجمة إيران، في اجتماع عقد في وقت متأخر من يوم الثلاثاء لكنه أرجأ إصدار الأمر النهائي، لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي أم لا. وأشارت إلى أن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران ستكون واحدة من الأهداف الأولى المحتملة للولايات المتحدة.

تفاصيل بشأن مهلة ترامب لإيران وتأثيرها على مسار الحرب
تفاصيل بشأن مهلة ترامب لإيران وتأثيرها على مسار الحرب

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

تفاصيل بشأن مهلة ترامب لإيران وتأثيرها على مسار الحرب

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت -اليوم الخميس- إن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قرارا بشأن مهاجمة إيران، مؤكدة أنه " يجب ألا يفاجأ أحد بموقف الرئيس". ووفق ليفيت، فإن الإيرانيين مهتمون بالقدوم إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى وجود فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تعقد أو لا تعقد مع إيران قريبا. وأشارت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إلى أن المهلة الأميركية على أساس أنه أمام طهران 14 يوما لتتخذ قرارها بشأن التفاوض من عدمه، لافتة إلى أن الرسالة التي أذاعتها المتحدثة باسم البيت الأبيض أتت بعد اجتماع ترامب مع فريقه للأمن القومي. وبناء على هذه المخرجات، فإن الجناح الذي يطالب بإعطاء فرصة للدبلوماسية وعدم خوض الحرب ضد إيران هو الذي أقنع ترامب بالتريث "لكن لا يعرف بعد ما إذا كان الرئيس الأميركي موافقا على استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران خلال هذه الفترة". ويعتقد ترامب أن إيران اليوم -حسب وقفي- ليست كما كانت قبل أسبوع بعد الضربات التي تلقتها والاستهدافات التي طالت العديد من قادتها العسكريين وعلمائها، كما أنه يرى إسرائيل منتصرة في الحرب الحالية، مما يعني ضرورة أن تقدم طهران تنازلات خلال هذه المهلة. وتأتي المهلة الأميركية لإفساح المجال للتفاوض، حيث يجتمع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي لإجراء محادثات نووية غدا الجمعة بجنيف، إضافة إلى مفاوضات بريطانية أميركية في واشنطن. ومن جانب آخر، قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن المهلة الأميركية "مفاجئة" لكونها حددت بأسبوعين، بعدما كان يظن الجميع أنها لا تتجاوز يومين، ووفق مصادر -تحدثت لمدير مكتب الجزيرة في طهران- فإن شيئا ما حدث في الوساطة بين طهران وواشنطن خلال الساعات الماضية، وسط انفتاح إيراني على العودة للمفاوضات غير المباشرة بشرط وقف إطلاق النار والقصف الجوي الإسرائيلي. وتأتي مهلة ترامب بعد تصريحات سابقة له طالب فيها إيران بالاستسلام والخضوع الكامل، في وقت قلصت فيه المتحدثة باسم البيت الأبيض الشروط على وقف تخصيب اليورانيوم وعدم امتلاك قنبلة نووية فقط، حساب فايز. ووصف مدير مكتب الجزيرة في طهران تصريحات أميركا بالإيجابية التي قد تتعاطى معها إيران إيجابيا، مع تمسك الأخيرة بشرط "لا مفاوضات تحت النار"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "توجس من خداع أميركي". وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين. ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store