
'مدار': مايكروسوفت توظّف GPT-4 من OpenAI في خدمة جيش الاحتلال في حرب الإبادة على غزة
سلط المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية 'مدار'، الضوء على تورط الشركة العالمية 'مايكروسوفت' الأميركية متعددة الجنسيات (Microsoft)في توظيف التقنيات التكنولوجية والرقمية لخدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر توظيف GPT-4 من OpenAI.
ونوه في تقرير صدر عنه بهذا الخصوص، إلى أنه بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وبالاستناد إلى التقارير والتحقيقات الاستقصائية ذات الصلة، بات من الممكن الادعاء بأن هذه الحرب تعبر عن سياق تصاعدي لتوظيف التقنيات التكنولوجية والرقمية ضمن نهج عسكري تدميري غير مسبوق.
وأضاف: يُلاحظ التوظيف المتزايد وغير المسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي في تحليل كميات ضخمة من البيانات المستجدة والسابقة في عملية تغذية مستمرة لـ 'بنك أهداف' تم تطويره على مدار السنوات الماضية، لكن بمستوى آلي أكبر يجعل من عمليات القتل الجماعي ممكنة بسرعة تفوق قدرات العنصر البشري ('معمل الاغتيالات الجماعية').
وأوضح أن إسرائيل على مدار سنوات احتلالها وظفت العديد من الوسائل والأدوات ضمن إستراتيجية 'إدارة سكان الأراضي المحتلة'، وقد شهدت هذه الإستراتيجية في السنوات الأخيرة تضميناً متزايداً للتقنيات والوسائل التكنولوجية والرقمية، التي باتت محوراً رئيساً في هذه الإستراتيجية ضمن مراقبة الفلسطينيين وتعقبهم.
وبهذا الصدد، قال: لم تعُد هذه التقنيات مجرد أدوات ثانوية، أو مساعدة، بل تحولت -في العديد من الحالات- إلى أداة رئيسة ضمن إستراتيجية شاملة تجمع بين المراقبة السيبرانية، والتعرف البيومتري (تقنيات التعرف إلى الوجه)، والذكاء الاصطناعي كأنظمة لجمع البيانات وتحليلها ومعالجتها، وتحليل السلوكيات باستخدام خوارزميات متقدمة.
وأشار إلى أنه في بداية العام الجاري، كشفت وثائق مسرّبة حصلت عليها صحيفة الغارديان البريطانية عن تضمين شركة مايكروسوفت ضمن المجهود الحربي الإسرائيلي، وذلك بهدف تلبية الطلب المتزايد على الأدوات المستندة إلى السحابة والذكاء الاصطناعي.
فقد أظهرت الوثائق التي تم الكشف عنها في سياق تحقيق مشترك بين الغارديان و'سيحا ميكوميت' و'972+ Magazine' عن معاملات بقيمة 10 ملايين دولار على الأقل، شملت آلاف الساعات من الدعم الفني والتقني من الشركة، واعتماد المنظومة الأمنية- العسكرية الإسرائيلية الكبير على المنصة السحابية للشركة (Azure)، خاصة سلاحي الجو والبحرية وشعبة الاستخبارات العسكرية ('أمان') لإدارة الملفات والبريد الإلكتروني الخاص بالمستخدمين وغيرها، إذ ارتفع استهلاك الجيش الإسرائيلي لخدمات Azure بنسبة 60% في الأشهر الستة الأولى من الحرب مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة للحرب، علاوة على استخدام نظام 'Rolling Stone' المدعوم من منصة Azureالسحابية، لإدارة سجلات المواطنين الفلسطينيين وتتبّع تحركاتهم في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
بالإضافة إلى الخدمات السحابية المتقدمة لمنصة Azure، منحت الشركة الجيش الإسرائيلي إمكانية الوصول إلى أداة الذكاء الاصطناعي GPT-4 من OpenAI، وتحديداً للوحدات الاستخبارية، مثل: وحدتي 8200، و9900، ضمن عمليات حساسة ومعقدة شملت خدمات الترجمة والتحليل الصوتي والنصي، بهدف تحليل البيانات الضخمة المستمدة من المراقبة الجماعية، وقد ازداد استهلاك أدوات الذكاء الاصطناعي بمقدار 64 ضعفاً بحلول آذار 2024.
اعتراف لأول مرة بتقديم خدمات تكنولوجية لجيش الاحتلال
واجهت مايكروسوفت الاحتجاجات المعروفة باسم 'No Azure for Apartheid'، والتي وصلت ذروتها خلال احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها (نيسان الماضي)، بطرد مهندستين بسبب احتجاجهما على تورط الشركة في حرب الإبادة على غزة، وبالتأكيد على التزامها بسياسات 'الاستخدام الأخلاقي' مع إشارتها إلى وجود 'رؤية محدودة' لكيفية استخدام تقنياتها على خوادم العملاء. إلا أن الشركة قد عادت مؤخراً وأقرّت، لأول مرة، بتقديم خدمات تكنولوجية للجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وذلك في بيان نشرته بعد تعرضها لضغوط من موظفين ونشطاء مؤيدين للفلسطينيين، لكنها أكدت أن هذه العلاقة تُعد 'تجارية بحتة'، وأن استخدام التكنولوجيا يخضع لسياسات الاستخدام المقبول ومدونة قواعد السلوك الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والتي تحظر الاستخدام الضار لها.
تبرير رغم تورطها
ووفقاً لبيان أصدرته مايكروسوفت، فرد أجرت الشركة تحقيقاً داخلياً بالاستعانة بشركة خارجية مستقلة (على حد تعبيرها)، للتحقق من استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها، وشمل التحقيق مقابلات مع عشرات الموظفين، ومراجعة مستندات داخلية، لتخلص في نتائجه إلى عدم وجود أدلة على استخدام تقنيات مايكروسوفت في إلحاق الأذى بالمدنيين في غزة، ومع ذلك، فقد أقرت الشركة بأنها قدمت 'دعما طارئاً' للحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر في إطار الجهد الإسرائيلي المبذول لاستعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة، مشيرة في البيان إلى أنها 'لا تستطيع معرفة كيفية استخدام التكنولوجيا فعلياً على الخوادم الخاصة أو في البيئات المحلية'، ونفيها تقديم أي مساعدة تكنولوجية للجيش الإسرائيلي لأغراض عملياتية، مدعية أن هذا الدعم ('إنقاذ المختطفين') تم تحت إشراف دقيق، مع مراجعة كل طلب على حدة، إذ تمت الموافقة على بعضها ورفض البعض الآخر، مع مراعاة حماية الخصوصية وحقوق المدنيين في قطاع غزة.
إن ما تكشّف حتى الآن من مؤشرات على تورط شركات تكنولوجية عالمية كبرى، يشير إلى أن الأخيرة ليست بعيدة عن مسرح الإبادة المستمرة في غزة، بل إن هذا التورط قد يتجاوز الدعم غير المباشر ليصل إلى حد الشراكة الفعلية الكاملة عبر توفير أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته.
ويتعزز هذا الاتجاه في التفكير مع تزايد اعتماد الجيش الإسرائيلي على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات المختلفة في حرب الإبادة.
وخلص تقرير 'مدار' إلى أنه مع تزايد الاحتجاجات الداخلية في هذه الشركات، والشهادات التي يقدمها بعض موظفيها، إلى جانب ما تكشف عنه التقارير والتحقيقات الاستقصائية للمؤسسات الحقوقية والمراكز البحثية ذات الصلة، ستكشف خلال الفترة المقبلة عن الشراكة غير المعلنة لهذه الشركات في حرب الإبادة، وستُسقط عنها ادعاءات 'الابتكار لخدمة الإنسان' أمام أهداف الابتكار لخدمة الأرباح والحروب والأغراض السياسية المتكاملة مع الأنظمة الحديثة، لا سيما الاستعمارية منها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تلفزيون فلسطين
منذ 19 ساعات
- تلفزيون فلسطين
'مدار': مايكروسوفت توظّف GPT-4 من OpenAI في خدمة جيش الاحتلال في حرب الإبادة على غزة
سلط المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية 'مدار'، الضوء على تورط الشركة العالمية 'مايكروسوفت' الأميركية متعددة الجنسيات (Microsoft)في توظيف التقنيات التكنولوجية والرقمية لخدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر توظيف GPT-4 من OpenAI. ونوه في تقرير صدر عنه بهذا الخصوص، إلى أنه بعد السابع من أكتوبر عام 2023، وبالاستناد إلى التقارير والتحقيقات الاستقصائية ذات الصلة، بات من الممكن الادعاء بأن هذه الحرب تعبر عن سياق تصاعدي لتوظيف التقنيات التكنولوجية والرقمية ضمن نهج عسكري تدميري غير مسبوق. وأضاف: يُلاحظ التوظيف المتزايد وغير المسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي في تحليل كميات ضخمة من البيانات المستجدة والسابقة في عملية تغذية مستمرة لـ 'بنك أهداف' تم تطويره على مدار السنوات الماضية، لكن بمستوى آلي أكبر يجعل من عمليات القتل الجماعي ممكنة بسرعة تفوق قدرات العنصر البشري ('معمل الاغتيالات الجماعية'). وأوضح أن إسرائيل على مدار سنوات احتلالها وظفت العديد من الوسائل والأدوات ضمن إستراتيجية 'إدارة سكان الأراضي المحتلة'، وقد شهدت هذه الإستراتيجية في السنوات الأخيرة تضميناً متزايداً للتقنيات والوسائل التكنولوجية والرقمية، التي باتت محوراً رئيساً في هذه الإستراتيجية ضمن مراقبة الفلسطينيين وتعقبهم. وبهذا الصدد، قال: لم تعُد هذه التقنيات مجرد أدوات ثانوية، أو مساعدة، بل تحولت -في العديد من الحالات- إلى أداة رئيسة ضمن إستراتيجية شاملة تجمع بين المراقبة السيبرانية، والتعرف البيومتري (تقنيات التعرف إلى الوجه)، والذكاء الاصطناعي كأنظمة لجمع البيانات وتحليلها ومعالجتها، وتحليل السلوكيات باستخدام خوارزميات متقدمة. وأشار إلى أنه في بداية العام الجاري، كشفت وثائق مسرّبة حصلت عليها صحيفة الغارديان البريطانية عن تضمين شركة مايكروسوفت ضمن المجهود الحربي الإسرائيلي، وذلك بهدف تلبية الطلب المتزايد على الأدوات المستندة إلى السحابة والذكاء الاصطناعي. فقد أظهرت الوثائق التي تم الكشف عنها في سياق تحقيق مشترك بين الغارديان و'سيحا ميكوميت' و'972+ Magazine' عن معاملات بقيمة 10 ملايين دولار على الأقل، شملت آلاف الساعات من الدعم الفني والتقني من الشركة، واعتماد المنظومة الأمنية- العسكرية الإسرائيلية الكبير على المنصة السحابية للشركة (Azure)، خاصة سلاحي الجو والبحرية وشعبة الاستخبارات العسكرية ('أمان') لإدارة الملفات والبريد الإلكتروني الخاص بالمستخدمين وغيرها، إذ ارتفع استهلاك الجيش الإسرائيلي لخدمات Azure بنسبة 60% في الأشهر الستة الأولى من الحرب مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة للحرب، علاوة على استخدام نظام 'Rolling Stone' المدعوم من منصة Azureالسحابية، لإدارة سجلات المواطنين الفلسطينيين وتتبّع تحركاتهم في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. بالإضافة إلى الخدمات السحابية المتقدمة لمنصة Azure، منحت الشركة الجيش الإسرائيلي إمكانية الوصول إلى أداة الذكاء الاصطناعي GPT-4 من OpenAI، وتحديداً للوحدات الاستخبارية، مثل: وحدتي 8200، و9900، ضمن عمليات حساسة ومعقدة شملت خدمات الترجمة والتحليل الصوتي والنصي، بهدف تحليل البيانات الضخمة المستمدة من المراقبة الجماعية، وقد ازداد استهلاك أدوات الذكاء الاصطناعي بمقدار 64 ضعفاً بحلول آذار 2024. اعتراف لأول مرة بتقديم خدمات تكنولوجية لجيش الاحتلال واجهت مايكروسوفت الاحتجاجات المعروفة باسم 'No Azure for Apartheid'، والتي وصلت ذروتها خلال احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها (نيسان الماضي)، بطرد مهندستين بسبب احتجاجهما على تورط الشركة في حرب الإبادة على غزة، وبالتأكيد على التزامها بسياسات 'الاستخدام الأخلاقي' مع إشارتها إلى وجود 'رؤية محدودة' لكيفية استخدام تقنياتها على خوادم العملاء. إلا أن الشركة قد عادت مؤخراً وأقرّت، لأول مرة، بتقديم خدمات تكنولوجية للجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وذلك في بيان نشرته بعد تعرضها لضغوط من موظفين ونشطاء مؤيدين للفلسطينيين، لكنها أكدت أن هذه العلاقة تُعد 'تجارية بحتة'، وأن استخدام التكنولوجيا يخضع لسياسات الاستخدام المقبول ومدونة قواعد السلوك الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والتي تحظر الاستخدام الضار لها. تبرير رغم تورطها ووفقاً لبيان أصدرته مايكروسوفت، فرد أجرت الشركة تحقيقاً داخلياً بالاستعانة بشركة خارجية مستقلة (على حد تعبيرها)، للتحقق من استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها، وشمل التحقيق مقابلات مع عشرات الموظفين، ومراجعة مستندات داخلية، لتخلص في نتائجه إلى عدم وجود أدلة على استخدام تقنيات مايكروسوفت في إلحاق الأذى بالمدنيين في غزة، ومع ذلك، فقد أقرت الشركة بأنها قدمت 'دعما طارئاً' للحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر في إطار الجهد الإسرائيلي المبذول لاستعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة، مشيرة في البيان إلى أنها 'لا تستطيع معرفة كيفية استخدام التكنولوجيا فعلياً على الخوادم الخاصة أو في البيئات المحلية'، ونفيها تقديم أي مساعدة تكنولوجية للجيش الإسرائيلي لأغراض عملياتية، مدعية أن هذا الدعم ('إنقاذ المختطفين') تم تحت إشراف دقيق، مع مراجعة كل طلب على حدة، إذ تمت الموافقة على بعضها ورفض البعض الآخر، مع مراعاة حماية الخصوصية وحقوق المدنيين في قطاع غزة. إن ما تكشّف حتى الآن من مؤشرات على تورط شركات تكنولوجية عالمية كبرى، يشير إلى أن الأخيرة ليست بعيدة عن مسرح الإبادة المستمرة في غزة، بل إن هذا التورط قد يتجاوز الدعم غير المباشر ليصل إلى حد الشراكة الفعلية الكاملة عبر توفير أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته. ويتعزز هذا الاتجاه في التفكير مع تزايد اعتماد الجيش الإسرائيلي على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات المختلفة في حرب الإبادة. وخلص تقرير 'مدار' إلى أنه مع تزايد الاحتجاجات الداخلية في هذه الشركات، والشهادات التي يقدمها بعض موظفيها، إلى جانب ما تكشف عنه التقارير والتحقيقات الاستقصائية للمؤسسات الحقوقية والمراكز البحثية ذات الصلة، ستكشف خلال الفترة المقبلة عن الشراكة غير المعلنة لهذه الشركات في حرب الإبادة، وستُسقط عنها ادعاءات 'الابتكار لخدمة الإنسان' أمام أهداف الابتكار لخدمة الأرباح والحروب والأغراض السياسية المتكاملة مع الأنظمة الحديثة، لا سيما الاستعمارية منها.


فلسطين الآن
٠٤-٠٦-٢٠٢٥
- فلسطين الآن
علاج مبتكر لسرطان الثدي يبطئ تقدّم المرض و"يطيل الحياة"
كشفت دراسة حديثة عن علاج ثلاثي جديد لسرطان الثدي المتقدم يعتمد على دواء "إينافوليسيب" مع "بالبوسيكليب" و"فولفيسترانت"، وأظهر فاعلية كبيرة في إبطاء تطور المرض. ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الصحية، أندرو غريغوري، قال فيه إن الدراسة كشفت أن العلاج الجديد يُبطئ تقدّم المرض، ويُؤخّر الحاجة إلى مزيد من العلاج الكيميائي، ويُساعد المرضى على العيش لفترة أطول. يتكون العلاج المُركّب من دواءين مُوجّهين: إينافوليسيب وبالبوسيكليب، بالإضافة إلى العلاج الهرموني فولفيسترانت. وقد حسّن هذا العلاج من مُعدّل البقاء على قيد الحياة الإجمالي بمتوسط سبعة أشهر، مُقارنة بالمرضى في المجموعة الضابطة، الذين تلقوا بالبوسيكليب وفولفيسترانت فقط. كما أخّر تقدّم المرض بمتوسط 17.2 شهرا، مُقارنة بـ 7.3 شهرا في المجموعة الضابطة، وتمكّن المرضى الذين تناولوا إينافوليسيب من تأخير العلاج الكيميائي اللاحق بما يُقارب عامين أطول من المرضى في المجموعة الضابطة. عُرضت نتائج الدراسة، التي موّلتها شركة روش، في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (Asco) في شيكاغو، ونُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية. شملت التجربة الدولية 325 مريضا من 28 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وسنغافورة، والبرازيل، وفرنسا، وألمانيا. وأكد الخبراء أنها أثبتت إمكانات العلاج الثلاثي في استهداف سرطان الثدي المتحوّر بجين PIK3CA HR+ و HER2 وهو نوع شائع من هذا المرض. يُعاني حوالي 70% من المرضى من سرطان الثدي المتحوّر بجين HR+وHER2. وتُوجد طفرات PIK3CA في 35% إلى 40% من حالات سرطان الثدي المتحوّر بجين HR+، وترتبط بنمو الورم، وتطور المرض، ومقاومة العلاج. قالت الدكتورة جين لوي مايزل، المديرة المشاركة لقسم أورام الثدي الطبية في معهد وينشيب للسرطان بجامعة إيموري، وخبيرة في سرطان الثدي في جمعية السرطان الأمريكية: "حددت تجربة INAVO120 نظام علاج مستهدف يُحسّن بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات المتحورة PIK3CA غير المعالج - وهي خطوة كبيرة إلى الأمام لهؤلاء المرضى". كما أظهرت النتائج انكماشا كبيرا في نمو السرطان لدى حوالي 62.7% من المرضى في مجموعة العلاج الثلاثي مقارنة بـ 28% في المجموعة الضابطة. وصرح الدكتور سيمون فينسنت، مدير الأبحاث والدعم والتأثير في منظمة سرطان الثدي الآن، بأن النتائج تُمثل "إنجازا كبيرا". وقالت الدكتورة نيشارنتي دوغان، مديرة معلومات الأبحاث في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذه النتائج تُمثل أخبارا إيجابية حقا للأشخاص الذين يعانون من نوع من سرطان الثدي يصعب علاجه". وأضافت: "أوضحت التجربة أن إضافة إينافوليسيب إلى خطط العلاج المستهدفة يُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. علاوة على ذلك، فقد أبطأ أيضا تطور السرطان لدى المرضى وقلّل الحاجة إلى العلاج الكيميائي، مما قد يُحسّن جودة حياتهم. نأمل أن تساعد المزيد من الأبحاث المماثلة في منح المرضى خيارات علاجية أكثر لطفا للسرطان، وقضاء وقت أطول مع أحبائهم". في التجربة، كان أكثر من نصف المرضى مصابين بمرض انتشر بالفعل إلى ثلاثة أعضاء أو أكثر. استخدم الباحثون فحوصات خزعة الدم السائلة للحمض النووي للورم الدائر (ctDNA) لتحديد ما إذا كان المرضى مصابين بطفرة في جين PIK3CA. ثم وُزّع المشاركون لتلقي إما نظام علاجي قائم على إينافوليسيب أو مزيج من بالبوسيكليب وفولفيسترانت وحبة دواء وهمية. يعمل دواء إينافوليسيب الجديد عن طريق تثبيط نشاط بروتين PIK3CA. وقد كان مزيج إينافوليسيب جيد التحمل بشكل عام، ولم يتعرض سوى عدد قليل من المرضى لآثار جانبية دفعتهم إلى التوقف عن العلاج. قاد نك تيرنر، أستاذ علم الأورام الجزيئي في معهد أبحاث السرطان بلندن، واستشاري الأورام الطبية في مؤسسة رويال مارسدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فرعا من التجربة في المملكة المتحدة. قال تيرنر: "أظهرت النتائج الرئيسية لهذه الدراسة أن العلاج القائم على إينافوليسيب لم يساعد المرضى على العيش لفترة أطول فحسب، بل ضاعف أيضا الوقت الذي يسبق تطور السرطان أو تفاقمه. كما منحهم ذلك وقتا أطول قبل الحاجة إلى العلاج الكيميائي اللاحق، وهو أمر نعلم أنه أمر يخشاه المرضى بشدة ويرغبون في تأجيله لأطول فترة ممكنة". وأضاف: "تمنحنا هذه النتائج الثقة بأن هذا العلاج قد يصبح الخيار الأمثل للمرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات (HR+) والسالب لمستقبلات HER2 مع طفرة PIK3CA، حيث أظهر تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة وجودة الحياة".


فلسطين الآن
٢٤-٠٥-٢٠٢٥
- فلسطين الآن
علماء يبتكرون عدسات لاصقة تمنح "رؤية فائقة"
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر العلوم، إيان سامبل، قال فيه إن باحثين أتاحوا للناس فرصة لتجربة رؤية خارقة بعد ابتكارهم عدسات لاصقة تُمكّنهم من رؤية الأشعة تحت الحمراء، وهي نطاق من الطيف الكهرومغناطيسي غير مرئي للعين المجردة. على عكس نظارات الرؤية الليلية، لا تحتاج هذه العدسات اللاصقة إلى مصدر طاقة، ولأنها شفافة، يُمكن لمرتديها رؤية الأشعة تحت الحمراء وجميع ألوان الضوء المرئية العادية في الوقت نفسه. صرح البروفيسور تيان شيويه، عالم الأعصاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، بأن هذا العمل مهد الطريق لمجموعة من العدسات اللاصقة والنظارات والأجهزة القابلة للارتداء الأخرى التي تُمكّن الناس من "رؤية فائقة". وأضاف أن هذه التقنية يُمكن أن تُساعد أيضا المصابين بعمى الألوان. العدسات هي أحدث إنجاز مدفوع برغبة الفريق في توسيع نطاق الرؤية البشرية إلى ما يتجاوز نطاقها الطبيعي الضيق. تشكل الأطوال الموجية للضوء التي يمكن للبشر رؤيتها أقل من جزء من مئة بالمائة من الطيف الكهرومغناطيسي. صرح الدكتور يوتشيان ما، الباحث في المشروع: "أكثر من نصف طاقة الإشعاع الشمسي، الموجودة على شكل ضوء الأشعة تحت الحمراء، تظل غير محسوسة للبشر". يمتد قوس قزح الألوان المرئي للبشر على أطوال موجية تتراوح من 400 إلى 700 نانومتر (النانومتر هو جزء من مليون من المليمتر). لكن العديد من الحيوانات الأخرى تشعر بالعالم بشكل مختلف. يمكن للطيور والنحل والرنة والفئران رؤية الضوء فوق البنفسجي، وهي أطوال موجية أقصر من أن يدركها البشر. في الوقت نفسه، تمتلك بعض الثعابين والخفافيش مصاصة الدماء أعضاء تكتشف الأشعة تحت الحمراء البعيدة، أو الإشعاع الحراري، مما يساعدها على صيد الفرائس. لتوسيع نطاق رؤية البشر وتعزيز تجربتنا في العالم، طور العلماء ما يسمى بجسيمات النانو التحويلية. تمتص الجسيمات ضوء الأشعة تحت الحمراء وتعيد إصداره كضوء مرئي. في هذه الدراسة، اختار العلماء جسيمات تمتص ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة، والذي يتألف من أطوال موجية طويلة جدا بحيث لا يستطيع البشر إدراكها، وحوّلوها إلى ضوء أحمر أو أخضر أو أزرق مرئي. في عمل سابق، منح فريق البحث الفئران رؤية قريبة من الأشعة تحت الحمراء عن طريق حقن جسيمات نانوية ذات تحويل تصاعدي تحت شبكية العين، وهي الغشاء الحساس للضوء في الجزء الخلفي من العين. ولكن نظرا لأن هذا "قد لا يتقبله البشر بسهولة"، فقد بحثوا عن استراتيجية أقل تدخلا. في مجلة Cell، وصف العلماء كيف صنعوا عدسات لاصقة ناعمة مزروعة بجسيمات نانوية ذات تحويل تصاعدي. عند ارتدائها، تمكن الأشخاص من رؤية إشارات شبيهة بشفرات مورس تومض من مصباح LED للأشعة تحت الحمراء وتحديد اتجاه ضوء الأشعة تحت الحمراء. تحسّنت رؤيتهم للأشعة تحت الحمراء عند إغلاق أعينهم، لأن الجفون تحجب الضوء المرئي أكثر من الأشعة تحت الحمراء، وبالتالي كان هناك ضوء مرئي أقل يشوش. العدسات ليست حساسة بما يكفي لرؤية المستويات المنخفضة الطبيعية من الأشعة تحت الحمراء، ولأن الأجسام الدافئة تشع في الغالب في الأشعة تحت الحمراء البعيدة، فإن العدسات لا توفر رؤية حرارية. لكن العلماء يقولون إن العمل المستقبلي سيركز على صنع عدسات أكثر فعالية. وقال شيويه: "إذا تمكن علماء المواد من تطوير جسيمات نانوية ذات تحويل ضوئي عالي الكفاءة، فقد يصبح من الممكن رؤية الأشعة تحت الحمراء المحيطة باستخدام العدسات اللاصقة". حتى بدون الرؤية الكاملة للأشعة تحت الحمراء، يرى شيويه تطبيقات. على سبيل المثال، قال إن الرسائل السرية المرسلة بواسطة الأشعة تحت الحمراء ستكون مرئية فقط للأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة. وقد يساعد نهج مماثل الأشخاص المصابين بعمى الألوان عن طريق تحويل الأطوال الموجية التي لا يستطيعون رؤيتها إلى درجات لونية يستطيعون رؤيتها.