
نصف قرن من الإبداع - وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني – DW – 2025/7/26
بعد مسيرة فنية تركت بصمة عميقة في الموسيقى والمسرح، توفي الفنان والملحن والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عاما، في أحد مستشفيات بيروت اليوم السبت (26 يوليو/ تموز 2025)، بعد معاناة مع المرض تاركا جمهوره وأصدقاءه في حالة صدمة كبيرة.
ونعاه الرئيس اللبناني جوزاف عون في تدوينة على منصة إكس قائلا "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة".
وكتب رئيس الوزراء نواف سلام "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن". وأضاف "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود".
كما رثاه وزير الثقافة غسان سلامة قائلا "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".
وزياد الرحباني هو نجل الفنانة فيروز والمؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر الراحل عاصي الرحباني. ولد عام 1956 ونشأ في تلك العائلة الفنية الكبيرة، وبدأ مشواره في عمر السابعة عشرة، لكنه اختار لنفسه طريقا فنيا مستقلا وناقدا، أقرب إلى نبض الشارع وهموم المواطنين اللبنانيين.
تنوعت أعماله بين التأليف الموسيقي والعزف والكتابة المسرحية والتمثيل وتعاون مع عدد كبير من الفنانين من بينهم والدته فيروز التي لحن لها "سألوني الناس" و"كيفك إنت" و"صباح ومسا" وغيرها.
واشتهر زياد الرحباني بموسيقاه ومسرحياته السياسية والاجتماعية الناقدة. وتميزت مسرحياته بلغتها العامية الساخرة، وبطرحها المباشر لقضايا الحرب، الطائفية، الطبقية، والفساد.
كان زياد الرحباني كاتبا وملحنا وموسيقيا ومسرحيا عاشقا للفن. أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد. ولم ينج من انتقاداته، لا سيما في سنوات تألقه الأولى، حتى فن والديه التقليدي والفولكلوري.
ويعد زياد الرحباني أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. مزج زياد بين الجاز والموسيقى الشرقية، وقدم أعمالا مختلفة من حيث التوزيع والأسلوب.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
بدأ زياد مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية". في العام 1980، حصدت مسرحية "فيلم أميركي طويل" التي كانت وقائعها تجري في مستشفى للأمراض العقلية نجاحا منقطع النظير، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية.
كتب زياد الرحباني ولحن لاحقا لوالدته الفنانة فيروز العديد من الأعمال. أبرزها "كيفك إنت"، "ولا كيف"، "عودك رنان". كما لحن أيضا لغيرها من الفنانين الذين عملوا معه. كما ألّف العديد من المقاطع الموسيقية.
في العام 2018، افتتح زياد الرحباني مهرجانات بيت الدين الدولية في استعراض موسيقي لأعمال له وللأخوين الرحباني تخللتها لقطات تمثيلية وتعليقات ساخرة. وقدّم على مدى نحو ساعتين حوالي 26 مقطوعة موسيقية وأغنية مع فرقة كبيرة.
تحرير: عارف جابو

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 2 أيام
- DW
نصف قرن من الإبداع - وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني – DW – 2025/7/26
تنوعت أعماله بين التأليف الموسيقي والعزف والكتابة المسرحية والتمثيل، يعد زياد الرحباني أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. اليوم بعد نحو نصف قرن من النشاط الفني غيّبه الموت ونعاه قادة لبنان. بعد مسيرة فنية تركت بصمة عميقة في الموسيقى والمسرح، توفي الفنان والملحن والمسرحي اللبناني زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عاما، في أحد مستشفيات بيروت اليوم السبت (26 يوليو/ تموز 2025)، بعد معاناة مع المرض تاركا جمهوره وأصدقاءه في حالة صدمة كبيرة. ونعاه الرئيس اللبناني جوزاف عون في تدوينة على منصة إكس قائلا "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة". وكتب رئيس الوزراء نواف سلام "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن". وأضاف "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود". كما رثاه وزير الثقافة غسان سلامة قائلا "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت". وزياد الرحباني هو نجل الفنانة فيروز والمؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر الراحل عاصي الرحباني. ولد عام 1956 ونشأ في تلك العائلة الفنية الكبيرة، وبدأ مشواره في عمر السابعة عشرة، لكنه اختار لنفسه طريقا فنيا مستقلا وناقدا، أقرب إلى نبض الشارع وهموم المواطنين اللبنانيين. تنوعت أعماله بين التأليف الموسيقي والعزف والكتابة المسرحية والتمثيل وتعاون مع عدد كبير من الفنانين من بينهم والدته فيروز التي لحن لها "سألوني الناس" و"كيفك إنت" و"صباح ومسا" وغيرها. واشتهر زياد الرحباني بموسيقاه ومسرحياته السياسية والاجتماعية الناقدة. وتميزت مسرحياته بلغتها العامية الساخرة، وبطرحها المباشر لقضايا الحرب، الطائفية، الطبقية، والفساد. كان زياد الرحباني كاتبا وملحنا وموسيقيا ومسرحيا عاشقا للفن. أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد. ولم ينج من انتقاداته، لا سيما في سنوات تألقه الأولى، حتى فن والديه التقليدي والفولكلوري. ويعد زياد الرحباني أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. مزج زياد بين الجاز والموسيقى الشرقية، وقدم أعمالا مختلفة من حيث التوزيع والأسلوب. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video بدأ زياد مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية". في العام 1980، حصدت مسرحية "فيلم أميركي طويل" التي كانت وقائعها تجري في مستشفى للأمراض العقلية نجاحا منقطع النظير، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية. كتب زياد الرحباني ولحن لاحقا لوالدته الفنانة فيروز العديد من الأعمال. أبرزها "كيفك إنت"، "ولا كيف"، "عودك رنان". كما لحن أيضا لغيرها من الفنانين الذين عملوا معه. كما ألّف العديد من المقاطع الموسيقية. في العام 2018، افتتح زياد الرحباني مهرجانات بيت الدين الدولية في استعراض موسيقي لأعمال له وللأخوين الرحباني تخللتها لقطات تمثيلية وتعليقات ساخرة. وقدّم على مدى نحو ساعتين حوالي 26 مقطوعة موسيقية وأغنية مع فرقة كبيرة. تحرير: عارف جابو


DW
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- DW
حقوق الملكية في العالم العربي ـ فضيحة مها الصغير مثالا – DW – 2025/7/8
تسلط واقعة سرقة المصرية مها الصغير للوحة لفنانة دنماركية الضوء على ثغرة قانونية وثقافية في العالم العربي فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، لكن أيضا سرعة كشف عملية السرقة يشير إلى أي مدى أصبح العالم قرية رقمية صغيرة. أشعلت الإعلامية المصرية مها الصغير جدلاً واسعاً مؤخراً بعد اعترافها بعرض لوحات فنية على شاشة برنامج "معكم منى الشاذلي" ونسبها إلى نفسها. تركزت الانتقادات على عرض لوحة للفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون بعنوان "صنعتُ لنفسي أجنحة"، والتي قالت الصغير خلال الحلقة إنها هي من رسمتها، لتخرج الفنانة الدنماركية لاحقا وتكشف أنها صاحبة اللوحة. لم تمر أيام حتى ظهرت الفنانة الدانماركية ليزا لاش نيلسون، عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، لتفجر مفاجأة مدوية: "اللوحة التي ظهرت في البرنامج هي عملي الفني الذي رسمته عام 2019، واستُخدم في مناسبات عدة كرمز للكفاح من أجل الحرية.. لكن مها الصغير نسبت العمل لنفسها، والتلفزيون المصري لم يذكر اسمي، بل تجاهل أي إشارة إليّ". اتهامات بالسرقة الفنية وانتهاك الحقوق To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video من جانبها، تداركت إدارة برنامج "معكم منى الشاذلي"الموقف بإصدار بيان عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكدت فيه أن اللوحة موضوع الجدل تعود للفنانة الدانماركية ليزا لاش نيلسون، وقالت: "نحترم المبدعين الحقيقيين، ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات". من جانبها، نشرت مها الصغير بياناً عبر صفحتها على فيسبوك اعترفت فيه بخطئها، قائلة:"أنا غلطت… أخطأت في حق الفنانة … أخطأت في حق نفسي"، كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟وأوضحت الصغير أنها تمر بظروف شخصية صعبة لكنها لا تبرر ما حدث، مؤكدة احترامها للفن وأهله. ولم تقتصر الاتهامات على هذه اللوحة فقط، إذ ظهر لاحقاً فنان تشكيلي فرنسي معروف باسم "سيتي" يتهم مها الصغير أيضاً بسرقة ثلاث لوحات له، هي «Dwarka» و«Kigali» و«Bushido»، مؤكداً أن أعماله ظهرت بوضوح في الصور المعروضة بالبرنامج. وكتب الفنان الفرنسي عبر حسابه على إنستغرام: "بعد كل هذه السنوات… تتم سرقة فني بهذه الطريقة، في وضح النهار، وبهذا القدر من الوقاحة… أمر لا يمكن قبوله". كذلك تسلط هذه الواقعة الضوء على ثغرة قانونية وثقافية في العالم العربي، حيث لا تزال قضايا حقوق الملكية الفكرية، خصوصاً في مجال الفنون، تواجه ضعفاً التقنين وفي التطبيق والرقابة. رغم أن معظم الدول العربية منضمة إلى اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية، واتفاقية تريبس (TRIPS) التي تلزم الدول الأعضاء بتوفير حماية فعالة للأعمال الفنية والأدبية، إلا أن الوقائع تثبت أن القوانين كثيراً ما تبقى حبراً على ورق. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفي تقرير حديث للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، ورد أن الدول العربية أحرزت تقدماً تشريعياً في مجال حماية حقوق المؤلف، لكنها ما تزال تعاني من ضعف في تطبيق القوانين بسبب قلة الوعي المجتمعي وضعف الكوادر القانونية المتخصصة. يصبح أكثر تعقيداً مع الفنون الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات من السهل نسخ الأعمال الفنية أو استخدامها دون إذن أصحابها. ومع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى بصري، تتعقد الصورة أكثر، إذ تُنشأ أعمال جديدة ربما تعتمد على أساليب أو صور لفنانين آخرين دون تعويض أو إذن، ما يطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية كبيرة. في بعض الدول العربية، مثل الإماراتوالأردن، ظهرت محاولات جادة لمعالجة هذه الثغرات عبر إنشاء محاكم متخصصة وتسريع الإجراءات القانونية، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً حتى تتحقق حماية حقيقية للمبدعين في المنطقة. واقعة مها الصغير قد تكون مجرد نموذج بين نماذج كثيرة تمر دون ضجيج إعلامي، لكنها تظل ناقوس خطر يُذكّر بأن حماية الإبداع ليست مجرد نصوص قانونية، بل مسؤولية أخلاقية ومجتمعية لضمان حق الفنانين في ملكية نتاجهم الفكري والفني.


DW
٠٧-٠٧-٢٠٢٥
- DW
"المانوسفير".. العالم الرقمي المظلم لكراهية النساء – DW – 2025/7/7
لم تعد الكراهية ضد النساء مجرد همسات في الزوايا المظلمة للإنترنت، بل تحوّلت إلى خطاب جماعي منظم يتسلل إلى عقول الشباب عبر المنصات الرقمية، متخفيا في شكل نصائح وأفكار ذكورية تقليدية لكنها سامة. لم تعد كراهية النساء أو ما يعرف بـ "المانوسفير" ظاهرة ثانوية منذ فترة طويلة، فقد أصبحت الآن تنتشر بشكل جماعي على وسائل التواصل الاجتماعي. فيما يسمى بـ "وسط الرجال" يقدم الرجال أنفسهم كضحايا للنسوية ويدعون إلى "استعادة" سلطتهم. وغالبا ما يقابل المستخدمون الشباب هذا المحتوى عن طريق الصدفة ويتعلقون به. عالم رقمي موازٍ مليء بالغضب والإحباط والأيديولوجية. يعتبر "المانوسفير" بوتقة تنصهر فيها الروايات المناهضة للنسوية التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يتراوح المحتوى من نصائح تخص المواعدة المتلاعبة إلى المطالب السياسية التي تهدف إلى إضعاف الوضع الاجتماعي للمرأة إلى كراهية النساء الصريحة. القاسم المشترك بينها جميعا هو الرفض الجوهري للمساواة بين الجنسين. وغالبا ما يبدو محتواها مُنتجا بشكل احترافي: "إنهم رجال يحملون ميكروفونات وعادة ما يكونون في مواقف البودكاست ويتشدقون حول كيف أن النساء على سبيل المثال لا ينبغي أن يكون لديهن "عدد كبير من الأجساد" أي لا ينبغي أن ينمن مع العديد من الرجال. وتقول تارا لويزه فيتفير، وهي مؤلفة (كتابها الحالي "بنات الأعداء") تعمل على هذا الموضوع منذ سنوات عديدة: "يدعي هذا العالم الرجولي أنه قائم على القيم الطبيعية والتقليدية ولكنه في الواقع يعني القمع". "حسب هذه النظرة التقليدية للعالم يتم اختيار النساء بشكل فعال من قبل الرجال. وهذا هو أحد الدوافع المرغوبة لدى الرجال. لكن الواقع هنا مختلف: وفي الوقت نفسه يمكن للمرأة عادة أن تقرر بنفسها من تختار بنفسها أو لا تختار أحدًا على الإطلاق أو تختار امرأة أو تبقى وحدها وربما تكون سعيدة تماما في سن الثلاثين مع ثلاث قطط. وهذا ما يثير غضب هذا النوع من الرجال، فهم يرون أنهم يفقدون سلطتهم على المرأة". بعد بضع ساعات من التنقل بين عالم الذكور يتولد لديك انطباع بأنهم جميعا يتبنون تصورا متطابقا: أن المجتمع الحديث موجه ضد الرجال وأن الرجال محرومون داخله. تهيمن الرغبة في الهياكل الاجتماعية القديمة والقوالب النمطية على قنوات التواصل الاجتماعي هذه. كما يروج ما يسمى بـ "مؤيدي المسيحية" الذين يتذرعون بالدين لتقييد حقوق المرأة للأمر نفسه. "إنها محاولة لإزاحة المسؤولية. على غرار: ليس ذنبنا أننا نضطهد المرأة لأن الله أو المسيح قال ذلك أو لأن علم الأحياء يجعل المرأة أقل قيمة ولا يُسمح لها إلا بعدد قليل من الأزواج ولا يُسمح لها إلا بهذا وذاك". كما أن المزيد من النساء يشاركن هذا الاتجاه. "اجعله شطيرة" هو هاشتاغ تستخدمه النساء اللاتي يشاركن موقف الرجل وأيديولوجية "النظام الطبيعي". "وغالبا ما تؤكد هؤلاء النساء على أن خيارهن هو أن يعشن هذه الحياة الاتكالية. وهذا أمر لا يجب إدانته على الإطلاق. إذا قالت امرأة ما: أريد أن أكون ربة منزل تقليدية، فأنا أشعر بالرضا من خلال البقاء في المنزل والطبخ وإنجاب الأطفال، فلا بأس بذلك بالطبع. لقد ناضلت النسويات من أجل هذا منذ فترة طويلة بحيث يكون لديك هذا الخيار". لكن المشكلة تكمن في أن النساء عندما يغلب عليهن النشاط المنزلي، فإنهن تختفين من الحياة العامة وتصبحن غير قادرات على المساعدة في تشكيل القرارات. كما تقوم العديد من هؤلاء النساء اللاتي يشاركن أفكار "المانوسفير" بإنشاء حسابات والترويج لنمط حياتهن على أنه نمط الحياة الحقيقي الوحيد. "أي شخص لا يفعل ذلك يتم وصفه بالمريض النفسي وينصح بتلقي العلاج النفسي. وكما هو الحال في كثير من الأحيان يتم تصوير النسوية على أنها مرض". تنشط تارا لويزه فيتفير أيضا على الإنترنت وتنتج بانتظام مقاطع فيديو حول موضوع المساواة في الحقوق والتضامن بين النساء. وهي تحلل بشكل نقدي كيف تنشر "الهياكل الأبوية" والمؤثرون محتوى معادٍ للمرأة على وسائل التواصل الاجتماعي بإيجاز وبشكل واضح وفكاهة خفية. لكن ذلك لا يعجب الجميع. ولا تتعرض تارا فيتفير للانتقاد من الرجال فقط. فهي تتلقى أيضا انتقادات من الوسط النسوي. "بالنسبة للبعض أنا لست راديكالية بما فيه الكفاية. على سبيل المثال أنا لا أتعاطف مع حركة 4B (هذه الحركة النسوية الراديكالية تأتي من كوريا الجنوبية وترفض الزواج من الرجال، ولا ينبغي أن يكون للمرأة أطفال أو علاقات عاطفية أو ممارسة الجنس مع الرجال) ويرجع ذلك جزئيا إلى أن لديّ زوج لا أريد الاستغناء عنه. الأمر لا يتعلق بالزواج أو عدم الزواج. الأمر يتعلق بأن يكون للمرأة الخيار وأن تكون قادرة على اتخاذ القرار. فالنساء والرجال ليسوا متساوين، لكنهم متساوون في الحقوق. ويبدو أن الكثير من الناس لا يريدون إدراك ذلك. الأمر يتعلق بالمساواة في الحقوق". وبعبارة أخرى عكس ما يريده مؤيدو الرجل سواء من الرجال أو النساء. الخطر الأكبر هو تزايد شعبية هذه الحركة. وتوفر منصات مثل تيك توك ويوتيوب أرضا خصبة مثالية لنشاطها. حيث يبيع المؤثرون صورا سامة للرجولة على أنها نصائح عن أسلوب الحياة ويتخفون وراء الكراهية على أنها "الحقيقة". ويتأثر الشباب بشكل خاص بهذا المحتوى. وتخلق وسائل التواصل الاجتماعي موجة جديدة من الروايات الكارهة للنساء التي يمكن أن تتسبب في حدوث انفجارات اجتماعية. أعده للعربية: م.أ.م