logo
ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟

ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟

الجمهوريةمنذ 2 أيام

فجأةً، طارت أورتاغوس صاحبة المواقف النارية الصادمة، بما تحمله من دعم صريح لإسرائيل ولهجة نافرة ضدّ «حزب الله». وإذ يتردد في بعض الأوساط أنّ أورتاغوس كانت «كبش محرقة» في نزاع أكبر داخل إدارة ترامب، فإنّ التقارير الصحافية الإسرائيلية، التي كانت سبّاقة في كشف الخبر عن تغيير أورتاغوس، اعتبرت أنّ ما جرى «ليس خبراً جيداً لإسرائيل»، وأنّه يعكس تحولاً جديداً في العلاقة المعقّدة بين الحليفين.
في أي حال، لمعرفة ما يحدث، يجدر التأمّل في «غرفة القرار»، أي عقل دونالد ترامب. فالرجل لا يثق كثيراً في المؤسسات ويرتاح إلى الأفراد. ومعروف أنّ دائرته القريبة ضيّقة، وموالية له شخصياً قبل أي شيء آخر. لكن اللافت أنّ هذه الدائرة ليست مستقرة، بل تتأرجح وتتغيّر باستمرار، والثابت الوحيد فيها هو أنّ على الجميع أن يلتزم مبدأ الولاء المطلق له ولرؤية «أميركا أولاً».
من هم القريبون الذين يثق فيهم الرئيس اليوم؟ في السابق، أظهرت التجربة أنّ ترامب يميل في إدارة ملف الشرق الأوسط إلى بضعة أسماء، أبرزها:
1- صهره جاريد كوشنر، رجل المهمات الخاصة الذي كانت له اليد الطولى في «صفقة القرن» واتفاقات أبراهام. ومن المحتمل أن يحتفظ بمكانته كلاعب رئيسي، يصغي ترامب مباشرة إلى مشورته.
2- وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي تولّى أيضاً مهمات مستشار الأمن القومي، بعد إقالة مايكل والتز قبل شهر. وهو من الشخصيات التي تتوافق برؤاها الجوهرية مع ترامب، وتترجم أفكاره، بعيداً من «البيروقراطية» الأميركية التقليدية التي لطالما سخر منها.
3- ليس مستبعداً لجوء ترامب إلى شخصيات من خارج الدوائر التقليدية للسياسة الخارجية، من الذين يؤيّدون منطقه التجاري أو العسكري في التعامل مع القضايا الدولية.
4- في ما يخص لبنان، ليس مستبعداً أن يستعين ترامب بأشخاص ينفّذون سياسته الرامية إلى احتواء نفوذ إيران وتقويض نفوذ «حزب الله»، ولكن ربما بأسلوب «أكثر مرونة». وعلى الأرجح، عند هذه النقطة، برز تباين ترامب مع أورتاغوس التي بدت متوافقة تماماً مع الرؤية الإسرائيلية حول ضرورة نزع سلاح «حزب الله» جذرياً وسريعاً. وقد يوحي تبديلها بالمؤشرات الآتية:
1- الرغبة في تغيير أسلوب العمل الأميركي في موازاة التمسك بالأهداف الكبرى تجاه لبنان (احتواء «حزب الله»، الدفع بالإصلاحات...). فبدلاً من التصريحات الحادة، قد يفضّل البيت الأبيض نهجاً أكثر ديبلوماسية أو ضغطاً اقتصادياً هادئاً، أو حتى محاولات للتهدئة بدلاً من التصعيد، وهذا ما لا يروق لإسرائيل التي تفضّل المواجهة المباشرة والساخنة.
2- ربما ترى إدارة ترامب أنّ المصلحة الأميركية تكمن في استقرار لبنان، حتى لو تطلّب الأمر مقاربة تختلف عن التوقعات الإسرائيلية. وقد لا تكون أولوية واشنطن القصوى الآن هي «إرضاء إسرائيل» في كل تفصيل، بل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الأوسع في المنطقة، والتي تتطلب الابتعاد عن المغامرات.
3- إذا كان التغيير الجاري هو جزء من محاولة يجريها ترامب لتركيز السلطة في أيدي مقرّبيه، فقد يعني ذلك تقليل نفوذ الذين يعبّرون في تفكيرهم عن تعاطف جامح أو مطلق مع أطراف خارجية، ولو حليفة كإسرائيل.
وفي انتظار تبلور الصورة، سيبقى لبنان على صفيح ساخن. فالأزمة الاقتصادية الخانقة، والتوترات السياسية الداخلية، وتأثيرات «حزب الله»، كلها عوامل تجعل من أي تغيير في السياسة الأميركية أمراً حاسماً على مستقبل لبنان. وأياً كان المبعوث الذي سيخلف أورتاغوس، فإنّ الضغط الأميركي على الحكومة لتنفيذ الإصلاحات سيبقى شرطاً أساسياً لأي مساعدة دولية جادة. ولكن، من المرجح أن يستمر الدعم الأميركي للجيش، كركيزة حيوية لاستقرار الدولة ككل، فيما يسود الغموض نهج التعاطي المنتظر مع «الحزب» في المرحلة المقبلة. هل سيستمر عرضةً للضغط؟ وهل تتسع العقوبات، أم يتمّ البحث عن تسويات؟
وقد تسعى واشنطن، مع خليفة أورتاغوس، إلى مقاربة أكثر هدوءاً في التعامل مع التوترات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وربما الدفع في اتجاه ترسيم الحدود البرية الذي كان عاموس هوكشتاين قد أعدّ العدة له، أم إن نتنياهو ورفاقه سيفضلون خيار التصعيد، سياسياً وعسكرياً؟
في الخلاصة، تبدو إعادة تشكيل ترامب لفريقه في لبنان والشرق الأوسط أشبه بلعبة شطرنج معقّدة، والذين يثق فيهم هم الذين سيحملون مفاتيح التأثير. وعلى لبنان، كغيره من دول المنطقة، أن يراقب بحذر تغييرات واشنطن لأنّها ليست مجرد تبديل للوجوه، وغالباً ما تكون مؤشراً إلى تحول في السياسات يغيّر قواعد اللعبة بأكملها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد يده للشمال
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد يده للشمال

الديار

timeمنذ 23 دقائق

  • الديار

رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد يده للشمال

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونغ باستئناف "الحوار" مع بيونغ يانغ وتحسين العلاقات مع جارته المسلحة نوويا. كما وعد بإخراج البلاد من فوضى أزمة الأحكام العرفية وإنعاش الاقتصاد، الذي يعاني من تباطؤ النمو وتهديدات الحماية التجارية العالمية. واتّسم خطاب لي جاي ميونغ (61 عاما) أثناء تنصيبه بنبرة تصالحية طاغية. وقال "سنداوي جراح الانقسام والحرب ونرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار". وأضاف "مهما كان الثمن، فالسلام أفضل من الحرب"، متعهدا بـ"ردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية وفي الوقت نفسه فتح قنوات اتصال" مع الشمال. وأعلنت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية رسميا انتخاب لي جاي ميونغ رئيسا جديدا للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات المبكرة التي أُجريت في ختام فوضى سياسية استمرت 6 أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد. وحقّق لي فوزا ساحقا على المحافظ كيم مون سو من حزب الرئيس السابق يون سوك يول. وحصل لي على 49.4% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على كيم الذي حاز 41.2% من الأصوات وسارع للإقرار بهزيمته. وبسبب شغور منصب الرئيس جراء عزل الرئيس السابق، فإنّ تنصيب لي جاي ميونغ تمّ فورا من دون الحاجة لانتظار المرحلة الانتقالية المعتادة بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب. والرئيس الجديد ذو ميول يسارية، وقد سعى في السابق إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة التي سارعت من جهتها إلى تهنئته على فوزه، مؤكّدة أن العلاقة بين البلدين راسخة. وتحدّث لي جاي ميونغ مع قائد الجيش الكوري الجنوبي وتولّى رسميا القيادة العملياتية للقوات المسلحة للبلاد. وحث الرئيس الجديد القوات المسلحة على الحفاظ على "الاستعداد" تحسبا لأيّ استفزازات قد تصدر من بيونغ يانغ. تحديات الاقتصاد ويواجه لي جاي ميونغ ما قد تكون أصعب مجموعة من التحديات التي يواجهها رئيس لكوريا الجنوبية منذ قرابة ثلاثة عقود، والتي تشمل العمل على تعافي البلاد من محاولة فرض الأحكام العرفية والتعامل مع تحركات الحماية التجارية التي لا يمكن التنبؤ بها من جانب الولايات المتحدة، وهي شريك تجاري وحليف أمني رئيسي لسول. وفي خطاب تنصيبه، حذّر الرئيس الجديد من أن "تصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد" يُشكّلان تهديدا وجوديا لرابع أكبر اقتصاد في آسيا. ويعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية بشدة على التصدير الذي تضرّر بشدّة من فوضى التجارة العالمية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وشدد لي جاي ميونغ على أنه سيتعامل مع التحديات الاقتصادية العاجلة التي تواجه البلاد من اليوم الأول من توليه منصبه، مع التركيز على مخاوف تكاليف المعيشة التي تؤثر على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، والصعاب التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة. ويواجه الرئيس الكوري الجديد أيضا موعدا نهائيا حدده البيت الأبيض للتفاوض على الرسوم الجمركية على الواردات، وهي مفاوضات تقول واشنطن إن سببها هو اختلال كبير في الميزان التجاري بين البلدين. وهنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الجديد لي جاي ميونغ على فوزه في الانتخابات، وقال إن البلدين "يتقاسمان التزاما قويا بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية العميقة". وقال مسؤول في البيت الأبيض إن انتخاب لي كان "حرا ونزيها"، لكن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات الصين ونفوذها على ديمقراطيات في أنحاء العالم. وعبر لي جاي ميونغ عن خطط أكثر تصالحا بالنسبة للعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية، مشددا بشكل خاص على أهمية بكين باعتبارها شريكا تجاريا رئيسيا، مع الإشارة إلى تردده في اتخاذ موقف حازم إزاء التوتر الأمني في مضيق تايوان. ومع ذلك، تعهد الرئيس الكوري الجديد بمواصلة التعاون مع اليابان، كما قال إن التحالف مع الولايات المتحدة هو العمود الفقري للدبلوماسية العالمية لكوريا الجنوبية.

ترامب: الرئيس الصيني صارم
ترامب: الرئيس الصيني صارم

الديار

timeمنذ 23 دقائق

  • الديار

ترامب: الرئيس الصيني صارم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه "يقدّر" نظيره الصيني شي جين بينغ، ولكنه "صارم ومن الصعب التوصل إلى اتفاق معه" بشأن الرسوم الجمركية. وكتب ترامب، في منشور في شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "أنا أحب الرئيس الصيني شي جين بينغ، ودائماً ما أحببته، وسأظل كذلك، ولكنه صارم للغاية، ومن الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق معه!". وكان البيت الأبيض قد أعلن، أمس الإثنين، أنه من المرجح أن يتحدّث ترامب ونظيره الصيني هذا الأسبوع، بعد أيام من اتهام ترامب لبكين بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية والقيود التجارية. ورداً على تصريحاته، اتهمت الصين الولايات المتحدة بأنها "قوّضت بشدة" الهدنة التجارية التي توصلت إليها الدولتان الشهر الماضي.

أولوية قمة الناتو في لاهاي
أولوية قمة الناتو في لاهاي

الديار

timeمنذ 23 دقائق

  • الديار

أولوية قمة الناتو في لاهاي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ستركز قمة "الناتو" بلاهاي هذا الشهر ليس على أوكرانيا بل على التوصل إلى اتفاق يرضي الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن زيادة الانفاق الدفاعي لدول الحلف، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس". وقالت الوكالة نقلا عن دبلوماسيين لم تسمهم : "أكد الأمين العام لحلف الناتو مارك روتا أن أوكرانيا تبقى قضية "ذات أولوية" في القمة. لكن الدبلوماسيين يقولون ان التركيز ينصب على تحقيق اتفاق للإنفاق يلبي مطالب ترامب بإنفاق 5% من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع ويبقي الولايات المتحدة في الحلف". وفي وقت سابق، اعلن فلاديمير زيلينسكي أن أوكرانيا تلقت دعوة لحضور قمة الناتو المقررة في 24-25 يونيو في لاهاي، لكنه لم يوضح ما إذا كانت الدعوة موجهة اليه شخصيا. ونقلت وكالة "رويترز" في 2 مايور عن روتا اقتراحه على الدول الاعضاء لزيادة الانفاق الدفاعي الى 3.5% من الناتج المحلي الاجمالي، مع تخصيص 1.5% اضافية لاحتياجات دفاعية أخرى. وهذا من شأنه تلبية طلب ترامب الذي يطالب الحلفاء بإنفاق 5% من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع، رغم أن الولايات المتحدة نفسها لا تنفق هذا المبلغ حاليا. وفي وقت سابق شدد روته على ضرورة رفع معدلات الإنفاق الدفاعي الأوروبي، وحذر من تسارع وتيرة الإنتاج الدفاعي الروسي، مقابل تراجع قدرات الحلف الأطلسي. من جانبها، أكدت روسيا مرارا أنها لا تنوي مهاجمة دول "الناتو" لكنها أشارت إلى أن "الناتو" هو الذي يستعد للحرب معها، وأن موسكو تأخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار في تخطيطها العسكري ولا تنصح الغرب باختبار قوتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store