logo
نافذة إيران تلوح بشروطها: لا عودة للمفاوضات قبل دفع الثمن الأميركي

نافذة إيران تلوح بشروطها: لا عودة للمفاوضات قبل دفع الثمن الأميركي

نافذة على العالممنذ 16 ساعات
الجمعة 1 أغسطس 2025 11:20 صباحاً
نافذة على العالم - مع تصاعد حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد الضربات العسكرية الأخيرة، أطلقت إيران رسائل سياسية مشفرة وواضحة على حد سواء، مفادها أن العودة إلى طاولة المفاوضات لن تكون كما كانت، وأن التفاوض مع واشنطن لن يُستأنف إلا بثمن سياسي ومادي باهظ.
في هذا السياق، تبرز تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كمؤشر على تحول جذري في قواعد الاشتباك الدبلوماسي بعد الحرب، بينما تأتي العقوبات الأميركية الأخيرة لتزيد من تصلب الموقف الإيراني وتغلق الباب أمام أية مرونة تفاوضية فورية.
طهران: لا مفاوضات قبل التعويض والضمانات
في حديثه إلى صحيفة فايننشال تايمز، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تبادل للرسائل مع المبعوث الأميركي ويتكوف، لكنه أكد أن أي حوار مقبل لا يمكن أن يبدأ دون "إجراءات لبناء الثقة"، تتصدرها تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بإيران نتيجة الهجمات الأميركية، وضمانات أمنية بعدم تكرار أي هجوم مستقبلي.
بحسب عراقجي، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها الجولات السابقة، بل يجب فتح صفحة جديدة كلياً، بما يعكس الواقع الاستراتيجي الجديد في أعقاب الحرب.
طهران تتحدى العقوبات وتستعرض أوراق القوة
تزامناً مع هذه المواقف، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شبكة الشحن النفطي الإيرانية المرتبطة بمحمد حسين شمخاني، نجل المستشار الأمني المقرب من خامنئي. وتشمل العقوبات عشرات الكيانات التي تنقل النفط من إيران وروسيا، وتحقق عوائد ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات.
رغم ذلك، تصر طهران على أن برنامجها النووي لم يُدمَّر كما كانت تأمل واشنطن وتل أبيب، وهو ما أكده عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك"، في مداخلة مع برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، حين قال: "لو كانت المنشآت قد دُمّرت، لما تحدث الأميركيون عن استئناف مفاوضات".
موقف داخلي رافض للتفاوض من دون كلفة
ويكشف أبشناس أن عراقجي يواجه رفضًا داخليًا واسعًا لأي تفاوض مع واشنطن، في ظل شعور إيراني بالمهانة جراء الهجوم العسكري الأميركي.
وشدد على أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تحصل على ضمانات دولية صارمة بعدم تكرار أي اعتداء مستقبلي، في ظل تقصير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي وصفها بأنها فقدت نزاهتها.
وأضاف عماد أبشناس "الوكالة لم تقم بوظائفها الأساسية، وسُرِّبت معلومات حساسة عن المنشآت الإيرانية.. لا يمكن التعاون مع مدير وكالة يُتَّهم بالعمالة لأميركا".
الأوروبيون في مرمى الاتهام الإيراني
لم تقتصر الانتقادات الإيرانية على واشنطن، بل امتدت إلى الدور الأوروبي، إذ هاجم إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مواقف أوروبا، واصفًا إياها بـ"التابعة" للولايات المتحدة وإسرائيل.
وطالب عزيزي الأوروبيين بتحديد موقف مستقل قبل أي محاولة للمساهمة في التفاوض.
النووي الإيراني.. ما خفي أعظم؟
في ظل هذه الظروف، يبرز تساؤل استراتيجي خطير: هل تتحول إيران إلى كوريا شمالية جديدة؟
يقول أبشناس إن المفاوضات المقبلة يجب ألا تدور حول مستويات التخصيب فقط، بل حول الأسلحة النووية المحتملة لدى إيران. ويشير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية غير معلوم بدقة، وهو ما يُبقي الغموض الاستراتيجي سيد الموقف.
وقال "إيران تملك أكثر من 460 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وأكثر من 9500 كغم بنسبة 20% أو أقل.. ولا أحد يعرف أين كل هذا الآن".
فشل العملية العسكرية الأميركية ـ الإسرائيلية.. نقطة التحول؟
وصف أبشناس الهجوم الأميركي ـ الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية بأنه كان "أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه ترامب ونتنياهو"، مؤكدًا أن العملية فشلت فشلًا ذريعًا، لأن القدرات الإيرانية لا تزال قائمة.
وأضاف "إيران تفاجأت، نعم. لكنها لم تُهزَم.. التفاوض الآن يجب أن يكون على قاعدة رابح – رابح، وليس شروط الطرف الأميركي فقط".
مستقبل المفاوضات: صيف دبلوماسي أم شتاء نووي؟
السؤال الذي يطرحه مراقبون الآن هو: هل نحن أمام صيف تفاوضي ساخن أم مجرد حرب أعصاب وشراء للوقت؟
الواضح أن إيران تريد إملاء شروطها في أي عملية تفاوضية مقبلة، وأن واشنطن، رغم الضغوط والعقوبات، ستجد نفسها في نهاية المطاف مجبرة على الدخول في حوار جديد، مختلف كليًا عن سابقاته. لكن المفارقة أن الكرة ليست فقط في ملعب واشنطن، بل أيضًا في ملعب الرأي العام الإيراني الغاضب، الذي يرى في المفاوضات تنازلًا عن دماء وتضحيات.
المشهد الحالي لا يُبشر بمفاوضات وشيكة، فإيران تعيش لحظة "ما بعد الحرب" بتحدٍّ سياسي محسوب، فيما تحاول واشنطن تطويع خصمها عبر العقوبات دون إغفال الحاجة إلى مسار تفاوضي.
ومع اشتداد نيران المواجهة الدبلوماسية، تتبدى ملامح مرحلة جديدة: لا حوار بلا ثمن، ولا تفاوض بلا ضمانات، ومعادلة 'رابح – رابح' التي تتحدث عنها طهران قد تصبح الخيار الوحيد لتفادي كارثة نووية على الطاولة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسامة ربيع: قناة السويس عصية على المنافسة ومنصات أجنبية تتوقع تحسن الوضع الملاحي الفترة المقبلة
أسامة ربيع: قناة السويس عصية على المنافسة ومنصات أجنبية تتوقع تحسن الوضع الملاحي الفترة المقبلة

مصرس

timeمنذ 4 ساعات

  • مصرس

أسامة ربيع: قناة السويس عصية على المنافسة ومنصات أجنبية تتوقع تحسن الوضع الملاحي الفترة المقبلة

أكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أن القناة عصية على المنافسة كممر ملاحي آمن لا بديل له. وأضاف أسامة ربيع، في اللقاء الخاص مع سكاي نيوز عربية الذي يبث في وقت لاحق اليوم الجمعة، أنه من الصعب تحديد موعد دقيق لعودة حركة الملاحة في القناة إلى طبيعتها أمام ضبابية المشهد الإقليمي بعدما تغيرت المعطيات الميدانية وعاد الحوثيون للتهديد باستهداف السفن مجددا وقاموا باستهداف سفينتين يونانيتين في البحر الأحمر مؤخرا.وأشار إلى أن تهديد الحوثيين باستهداف السفن المتعاملة مع الموانئ الإسرائيلية يدفع شركات الشحن العالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر وقناة السويس وتحويل وجهتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح خوفا من إصابتها بصاروخ أو طائرة مسيرة يكبدها خسائر مادية أو بشرية.وأردف ربيع أن هناك منصات أجنبية تتوقع تحسن الوضع الملاحي في الفترة المقبلة كصندوق النقد الدولي ومؤسسة فيتش، لكن يصعب تأكيد تلك التوقعات في الوقت الراهن إلى أن تظهر معطيات تؤكد ذلك.وأشار إلى أن عدد السفن العابرة لقناة السويس يوميا انخفض من 80 سفينة إلى 30 فقط، مضيفا أن القناة رغم هذا التراجع تقدم خدمات إضافية للسفن مثل خدمات الإنقاذ والإصلاح ومكافحة التلوث وتبديل الأطقم والتموين بالوقود والإسعاف البحري وجمع المخلفات، وذلك تقديرا لشركات الملاحة التي قبلت بمخاطرة المرور في البحر الأحمر وهي خدمات مهمة للسفن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وكانت نتيجتها إيجابية. قدرة على مواجهة المواقف الصعبةوأوضح أن السفينة تعبر من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط أو العكس في 11 ساعة فقط في طريق ملاحي مباشر ومؤمن من القوات المسلحة المصرية باعتباره شريانا عالميا.وأوضح ربيع أيضا أن القناة لديها القدرة على مواجهة المواقف الصعبة والدليل أزمة جنوح السفينة "إيفرجيفن" التي توقع خبراء الملاحة العالميين أن تستمر من 3 إلى 6 أشهر لكن السفينة تم تحريرها في 6 أيام فقط دون وقوع خسائر، لذا فإن كل هذه العوامل تجعل قناة السويس هي الطريق المفضل لشركات الملاحة عن أي طريق آخر.وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن القناة أثبتت كفاءتها في مواجهة الصعاب وقدرتها على الصمود وذلك بشهادة منصات دولية متخصصة كمنصة "أوف شور تريد"، مشيرا إلى أن القناة تتكبد خسائر مادية ورغم ذلك تؤدي نفس الخدمة، بل وتقدم المزيد وتعمل على تحديث أسطولها وتطوير خدماتها الملاحية للسفن وبالتالي فهي قادرة على استعادة الكفاءة التشغيلية بعد انتهاء أحداث غزة والبحر الأحمر والتي هي أحداث لا دخل فيها لقناة السويس. خفض رسوم العبوروأوضح ربيع أنه نتيجة قرار هيئة القناة بتخفيض رسوم العبور بنسبة 15% للسفن التي تزيد حمولتها على 130 ألف طن شهدت القناة عبور أكبر حاملة سيارات في العالم قبل أسبوعين، وبالتالي فهناك شهادات دولية بقدرة القناة على التكيف والتعامل مع التحديات الصعبة.وأشار إلى أن مناشدة قناة السويس لشركات التأمين بإعادة النظر في قيمة التأمين المفروض على السفن المارة بالبحر الأحمر تصب في مصلحة التجارة العالمية بالكامل وليس فقط قناة السويس لأن مرور السفن من رأس الرجاء الصالح يؤثر بالسلب على سلاسل الإمداد لأن زمن المرور يزيد أكثر من 15 يوما، ومعدلات تلوث البيئة ترتفع نتيجة استهلاك كميات أكبر من الوقود.وأوضح أن قناة السويس وفرت العام الماضي فقط 55 مليون طن من الانبعاثات الكربونية و15 مليون طن من الوقود كانت ستستهلكها السفن لو كانت مرت من رأس الرجاء الصالح. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

اليمن وغزة.. قصة تحول موازين القوى في البحر الأحمر!!
اليمن وغزة.. قصة تحول موازين القوى في البحر الأحمر!!

يمني برس

timeمنذ 8 ساعات

  • يمني برس

اليمن وغزة.. قصة تحول موازين القوى في البحر الأحمر!!

على مياه البحر الأحمر، حيث تتلاقى شرايين التجارة العالمية، تتكشف فصول حكاية جديدة تعيد رسم خرائط النفوذ وتكشف عن حقيقة مغايرة لموازين القوى التقليدية. من اليمن، تبرز قوة بحرية تتحدى أعظم الأساطيل، مؤكدةً مرارا وتكرارا أن عملياتها في هذا الممر المائي الحيوي تقتصر على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، في رسالة واضحة لا لبس فيها 'الملاحة الدولية الآمنة مكفولة للسفن التي لا تحمل في وجهتها موانئ فلسطين المحتلة.' إن التحدي اليمني يمثل نقطة تحول مفصلية في فهم طبيعة الصراعات المعاصرة. فها هنا، نرى قوة فاعلة، بموارد عسكرية قد تبدو محدودة مقارنة بالقوى العالمية العظمى، تنجح في تنفيذ عمليات بحرية متواصلة تحقق نجاحات عملياتية مذهلة. هذا المشهد يجسد قدرة فائقة على خوض حرب غير متكافئة ضد خصوم يتفوقون تكنولوجيا، كالقوات البحرية الامريكية وحلفائها. إنه نسف للاعتقاد السائد بأن التفوق التكنولوجي المطلق يترجم حتما إلى سيطرة عسكرية لا جدال فيها، خاصة في البيئات البحرية المعقدة. هذا الواقع يؤكد أن التكتيكات المبتكرة منخفضة التكلفة يمكنها أن تشل دفاعات باهظة الثمن وعالية التقنية، مما يدفع إلى إعادة تقييم شاملة للعقائد البحرية على مستوى العالم. بدأت مشاركة اليمن في هذا الصراع، التي جاءت استجابة مباشرة لحرب غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، بالكثير من التشكك في الأوساط الدولية. لكن سرعان ما تبدد هذا التشكك ليحل محله قلق عميق مع تصاعد وتيرة وفعالية العمليات اليمنية في البحر الأحمر. لم تكن هذه العمليات مجرد حوادث متفرقة، بل تطورت إلى استراتيجية مدروسة ومتصاعدة، تُبرز إسنادا مشروعا لمظلومية غزة في الإطار العام للقضية الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب للأرض والسيادة الفلسطينية بغير وجه حق. إنه موقف ديني وواجب إنساني وأخلاقي لنصرة الحق الفلسطيني ضد الإجرام الصهيوني الذي ترتكبه العصابات الصهيونية وداعموها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا. وعلى مستوى تطور التصعيد البحري، تتوالى التقارير لتتحدث عن 'المرحلة الرابعة من التصعيد البحري اليمني ضد السفن المرتبطة بإسرائيل'. هذا النهج المرحلي يكشف عن استراتيجية متعمدة ومحسوبة، أبعد ما تكون عن الهجمات العشوائية. فكل مرحلة من هذه العمليات بُنيت على سابقتها، حيث تم صقل التكتيكات وتوسيع نطاق الأهداف وزيادة الحدة، مما يدل على قدرة فائقة على التكيف وعمق استراتيجي. هذا التطور المستمر يعكس تصميما لا يتزعزع على الحفاظ على الضغط وإظهار قدرة استثنائية على الابتكار في مواجهة التدابير المضادة الدولية. وقد أكدت صحيفة 'فايننشال تايمز' أن البيان العسكري اليمني الأخير يمثل نقطة تحول جديدة في مجريات الصراع البحري، ويطرح تساؤلات جدية حول قدرة القوى الدولية على التعامل مع هذا التصعيد المتنامي. لقد وظفت القوات اليمنية 'تكتيكات عسكرية محددة' أثبتت فعاليتها بشكل لافت. من أبرز الأمثلة على هذه النجاحات العملياتية 'غرق سفينتي إيتيرنيتي سي (Eternity C) وماجيك سيز (Magic Seas)'. كانت هذه الحوادث ذات أهمية بالغة، حيث أشار محللون عسكريون أمريكيون إلى أن العمليات السابقة، بما فيها إغراق هاتين السفينتين، مثلت مؤشرا واضحا على التحول النوعي في الأداء العسكري والعملياتي للقوات البحرية اليمنية. والمثير للدهشة، أن سفينة 'إيترنيتي سي' غرقت دون أي محاولة أمريكية أو غربية لمساعدتها، رغم أن عملية استهدافها وإغراقها استمرت 16 ساعة كاملة، في مشهد يعكس عجزا واضحا. إن هذه العمليات تبرز ثورة في حرب البحار من حيث الفعالية والتكلفة. فقوات اليمن، التي يُفترض أنها ذات ميزانيات محدودة، تنفذ 'عمليات ناجحة' و'تصعيدات' ضد أهداف عالية القيمة (سفن تجارية) وتتحدى القوات البحرية المتقدمة. هذا يسلط الضوء على التأثير غير المتناسب للأسلحة غير المتكافئة وغير المكلفة نسبيا (الطائرات المسيرة والصواريخ والقوارب الصغيرة) مقابل الأصول البحرية التقليدية والشحن التجاري الأكثر تكلفة بكثير. علاوة على ذلك، فإن الإشارة إلى 'المرحلة الرابعة من التصعيد البحري اليمني' تعني حملة مستمرة ومتطورة. هذا يدل على أن اليمن لا يكتفي بالرد، بل ينفذ استراتيجية طويلة الأمد، ويتعلم ويكيف تكتيكاته بمرور الوقت. هذا يظهر صبرا استراتيجيا وقدرة على الابتكار المستمر في مواجهة الضغوط الدولية والتدابير المضادة. بل ويشير إلى خصم مرن وعازم، قادر على الحفاظ على الضغط لفترات طويلة، وهو تحدٍ كبير للاستجابات العسكرية التقليدية التي غالبا ما تسعى إلى نتائج سريعة وحاسمة. هذا يتحدى الافتراض بأن الجهات الفاعلة الأقل تقدما من الناحية التكنولوجية لا يمكنها الحفاظ على حملات عسكرية معقدة. إنه يسلط الضوء على أهمية العوامل غير المادية مثل الإرادة السياسية والدعم الشعبي والقدرة على التكيف الاستراتيجي في الصراعات المطولة. تصف 'وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية' (مثل فايننشال تايمز، يو إس إن آي نيوز، جيروزاليم بوست، لويدز ليست، نيوز إسرائيل) التحول في موازين القوى الإقليمية والفشل المتصور للردع الأمريكي بسبب الإجراءات اليمنية. فعلى الرغم من الاستجابة الأمريكية الأولية، مثل عملية 'حارس الازدهار' واستخدام أصول بحرية كبيرة، استمرت الهجمات، مما أدى إلى هذا التصور بفشل الردع. وقد أقر معهد البحرية الأميركي (USNI News) بأن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري مباشر في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي، في تطور يعكس تراجعا واضحا في القدرة الأميركية على الردع. وهو ما يشير إلى أن الوجود العسكري وحده لا يكفي لضمان الأمن في مواجهة التهديدات غير المتكافئة. يكشف تحليل 'الوضع المعترف به للوجود البحري الأمريكي في البحر الأحمر وكيف يقارن بالاستجابات الأولية للتهديدات اليمنية' عن تطور في الموقف الأمريكي. فقد نقل USNI News عن محللين عسكريين أمريكيين أن غياب السفن الأمريكية من البحر الأحمر يمنح اليمن بيئة أكثر تساهلاً للتحرك، ويعزز من قدرة قوات صنعاء على تنفيذ هجمات موجعة دون خشية من أي ردع أمريكي أو غربي مباشر. هذا يشير إلى بيئة ديناميكية وربما صعبة للعمليات البحرية الأمريكية. إن المعارك اليمنية مع القوات البحرية الأمريكية أو مع تحالفاتها كـ'حارس الازدهار' بالشراكة مع البحرية البريطانية وغيرها من الدول، لم تكن اعتداءً، بل جاءت نتيجة تدخل غير مشروع في المياه الإقليمية اليمنية في مهمة غير إنسانية، وهي حماية الملاحة الإسرائيلية من الإجراءات اليمنية التي اتخذتها على مياهها الإقليمية. ما قام به اليمنيون هو بسط السيادة اليمنية على مياههم الإقليمية ولم يعتدوا على أحد، ولم يتسببوا في أي تداعيات أمنية على الملاحة الدولية غير تلك المتجهة من وإلى موانئ فلسطين المحتلة. لقد أبرزت وسائل الإعلام المتنوعة، بما في ذلك تلك التي عادة ما تكون متحالفة مع المصالح الغربية أو الإسرائيلية، التحدي الذي يواجه المصداقية الأمريكية. فقد اعتبر بعض الخبراء الأمنيين أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تأمين حماية فعّالة للسفن الإسرائيلية، ما يعكس فشلا في ردع التصعيد اليمني. وقد سلطت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الضوء على حادثة غرق السفينة Eternity C كـ'جرس إنذار قاسٍ' لقطاع الشحن العالمي. هذا التوافق الإعلامي يعكس إدراكا واسعا لتآكل النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية. على الرغم من الوجود البحري الأمريكي الكبير والنية المعلنة لتأمين الملاحة، تستمر الإجراءات اليمنية، وتشير التقارير الإعلامية إلى 'فشل متصور للردع الأمريكي'. هذا يدل على أن الولايات المتحدة، على الرغم من قوتها العسكرية، لم تتمكن من ضمان 'حرية الملاحة' بشكل كامل في ممر مائي عالمي حاسم ضد جهة فاعلة هي اليمن. هذا يتحدى ركيزة أساسية لإبراز القوة العالمية الأمريكية ودورها المزعوم كضامن للنظام الدولي. إنه يشير إلى أن القوة العسكرية الأمريكية، على الرغم من كونها هائلة، ليست مطلقة ويمكن تحديها بفعالية في سياقات محددة وغير متكافئة. هذا قد يشجع قوى إقليمية أخرى على تأكيد المزيد من السيطرة على مجالاتها البحرية. علاوة على ذلك، فإن الوجود البحري الأمريكي في البحر الأحمر قد يختلف إلى معضلة 'الإرهاق الزائد': فحتى أقوى الجيوش لديها موارد محدودة. فالانغماس في صراع مطول ومنخفض الحدة في منطقة واحدة يحد من قدرتها على الاستجابة لأزمات أخرى أو إبراز القوة في أماكن أخرى. هذا يمكن أن يكشف عن نقاط ضعف في مناطق استراتيجية أخرى أو يقلل من القدرة على الانتشار العالمي السريع. قد ينظر الخصوم بشكل متزايد إلى مثل هذه الاشتباكات المطولة كاستراتيجية قابلة للتطبيق لتقييد القوى المتفوقة وإرهاقها، وتحويل التركيز من المواجهة العسكرية المباشرة إلى حرب استنزاف للموارد والإرادة السياسية. هذا يمكن أن يعيد تشكيل المنافسة الاستراتيجية. ضربة اليمن للعمق الإسرائيلي إن ما تختص به العمليات اليمنية في البحر الأحمر هو منع وصول أي سفينة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن الأضرار الاقتصادية تتركز بشكل خاص على الكيان الإسرائيلي، دون المساس بالملاحة الدولية الأخرى. إيلات، الميناء الإسرائيلي الجنوبي، هي شريان اقتصادي استراتيجي يربطها بآسيا وأفريقيا، وتلعب دورا حيويا في تجارتها. لقد أثر الحصار البحري في البحر الأحمر بشكل مباشر على هذا الشريان الاقتصادي الحيوي. لقد أدت الإجراءات البحرية اليمنية إلى 'عواقب اقتصادية مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي'. وقد أقرت صحيفة 'كالكاليست' العبرية بأن 'إسرائيل' تعرضت لأزمة اقتصادية شديدة نتيجة الهجمات التي تشنها قوات صنعاء على السفن التجارية، حيث كان التأثير الفوري هو إجبار السفن على تغيير مسارها حول أفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، مما أدى إلى زيادة أوقات العبور، وارتفاع تكاليف الوقود، وتضخم أقساط التأمين. أكد موقع 'نيوز إسرائيل' العبري أن التصعيد البحري 'سيقيّد سلاسل الإمداد من وإلى الموانئ الإسرائيلية، وسيكون له تأثير على السياحة البحرية'، وقد يدفع الشركات إلى العزوف عن الذهاب إلى إسرائيل. وحذرت مجلة 'لويدز ليست' البريطانية من تداعيات القرار اليمني الأخير على سوق الشحن العالمي المتصلة بالموانئ الفلسطينية المحتلة، واعتبرت هذا التهديد بمثابة 'مرحلة رعب جديدة' تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر في هذا الاتجاه. تجاوزت الآثار الاقتصادية المباشرة لتشمل 'عواقب اقتصادية غير مباشرة… خاصة في قطاعي البناء والعقارات'. فقد أفادت صحيفة 'كالكاليست' العبرية بأن الأزمة التي يعاني منها قطاع البناء ازدادت تعقيدا بسبب نقص العمالة وتأخر وصول المواد الخام نتيجة الهجمات البحرية اليمنية. من المتوقع أن تشهد 'إسرائيل' موجة واسعة من الإفلاسات، خاصة في قطاع التعمير والبناء. وقد سجلت تصاريح البناء انخفاضا بنسبة 35%، والشقق قيد الإنشاء بنسبة 12%، والشقق المكتملة بنسبة 21.5% خلال الربع الأول من عام 2025، لاسيما وقد بدأ الحديث عن الآلاف من الدعاوى القضائية التي قد يتقدم بها المشترون بسبب التأخيرات في تسليم المشاريع، مما يهدد بانهيار العديد من المطورين العقاريين. كما أكد موقع 'نيوز إسرائيل' أن 'كلفة تأمين السفن العاملة قبالة الموانئ الإسرائيلية ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة'، متوقعا أن يسبب قرار التصعيد الأخير 'أضرارا جسيمة من مثل ارتفاع الأسعار، وتأخيرات كبيرة، وصعوبة في استيراد وتصدير البضائع'. توضح هذه الأحداث كيف أن الإجراءات اليمنية، على الرغم من بعدها الجغرافي عن المراكز السكانية الرئيسية في فلسطين المحتلة، كان لها 'عواقب اقتصادية مباشرة وغير مباشرة'، مما أثر بشكل خاص على قطاعات مثل 'البناء والعقارات'. هذا يكشف عن الضعف الكامن في الاقتصادات التي تعتمد على نقاط الاختناق البحرية الحيوية، حتى لو كانت تتمتع باقتصادات محلية قوية. هذا يجبر الدول على النظر في مرونة سلاسل الإمداد الخاصة بها والطرق التجارية البديلة المحتملة، مما يسلط الضوء على نقطة ضعف استراتيجية يمكن استغلالها من قبل الخصوم. هذا يحول التركيز من الدفاع العسكري البحت إلى الأمن الاقتصادي الشامل. يمكن أن يؤدي هذا إلى إعادة تقييم عالمية لتنويع سلاسل الإمداد ومرونتها، مع إعطاء الشركات والدول الأولوية لأمن النقل على الكفاءة المطلقة في التكلفة. قد يشجع أيضا الاستثمار في البنية التحتية للنقل البديلة (مثل الجسور البرية والسكك الحديدية) وربما يعيد تشكيل جغرافية التجارة العالمية. بالإضافة إلى الخسائر المالية القابلة للقياس، يخلق التهديد المستمر والاضطراب بيئة من عدم اليقين الاقتصادي والقلق داخل إسرائيل. هذا التأثير النفسي يمكن أن يؤدي إلى تآكل ثقة المستهلك والمستثمر، وردع الاستثمار الأجنبي، وربما يؤدي إلى هروب رؤوس الأموال، حتى لو كان الضرر الاقتصادي المباشر قابلاً للإدارة على المدى القصير. إنه شكل من أشكال الحرب الاقتصادية التي تستهدف المعنويات والتخطيط طويل الأجل. تهدف هذه الاستراتيجية إلى خلق ضغط داخلي على الكيان الإسرائيلي، مما قد يؤثر على قراراتها السياسية فيما يتعلق بالصراع في غزة، بل ويسلط الضوء على كيفية استخدام الضغط الاقتصادي كأداة استراتيجية في الصراعات، حتى بدون مواجهة عسكرية مباشرة على الأرض. لم تقتصر تداعيات الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر على الأبعاد العسكرية والاقتصادية، بل امتدت لتشمل تحولا عميقا في موازين القوى الجيوسياسية في المنطقة. تصف 'وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية… التحول في موازين القوى الإقليمية'. وقد أكد خبراء أن ما يحدث الآن يعكس تحولا في موازين القوة في المنطقة، حيث أصبح اليمن طرفا فاعلاً قادرا على فرض معادلاته الاستراتيجية دون الخضوع للضغوط الدولية. ترفع الإجراءات اليمنية من الأهمية الاستراتيجية للفاعلين في الصراعات الإقليمية، مما يظهر قدرتهم على التأثير في الأحداث العالمية، وتأكيد تضاؤل النفوذ الأمريكي بما يظهر من ضعف وفشل الردع الأمريكي المزعوم ويضعف من مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. تتجاوز 'التداعيات الجيوسياسية الأوسع للإجراءات اليمنية الأمن البحري لاسيما وقد أدت أزمة البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف التأمين والمخاوف الأمنية للشحن العالمي، ليس فقط للسفن المرتبطة بإسرائيل. إن الإجراءات اليمنية لها 'تداعيات جيوسياسية أوسع على الأمن البحري، وطرق الشحن الدولية'. هذا يعني أن البحر الأحمر لم يعد ممرا آمنا يمكن الاعتماد عليه، مما يجبر على تغيير مسارات كبيرة وزيادة التكاليف للتجارة العالمية. هذا يغير بشكل أساسي تصور الضعف لجميع نقاط الاختناق البحرية العالمية الحرجة (مثل مضيق هرمز، مضيق ملقا، قناة بنما). إنه يظهر أن القدرات المحدودة يمكن أن تحتجز التجارة العالمية رهينة، مما يجعل جميع الدول تعيد تقييم اعتمادها الاقتصادي والأمني على هذه الشرايين. هذا يمكن أن يؤدي إلى نظام تجاري عالمي أكثر تجزئة وأقل كفاءة. قد يحفز هذا تركيزا متجددا على التعاون الدولي للأمن البحري، ولكنه قد يؤدي أيضا إلى زيادة الوجود البحري والمنافسة في هذه المناطق الحيوية، مما يزيد من مخاطر سوء التقدير أو التصعيد بين القوى الكبرى. قد يكون عصر 'المشاعات البحرية العالمية غير المتنازع عليها' قد انتهى. علاوة على ذلك، فإن الإجراءات اليمنية تحول 'موازين القوى الإقليمية' وتؤثر على 'ميزان القوى في الشرق الأوسط'، بينما تتحدى 'الردع الأمريكي'. هذا يسلط الضوء على فعالية نموذج 'تمكين الوكيل'، حيث يمكن لقوة كبرى (مثل إيران) تحقيق أهداف استراتيجية مهمة وتحدي المنافسين من خلال دعم منخفض التكلفة نسبيا لجهات فاعلة غير حكومية متحالفة، وتجنب المواجهة المباشرة. هذا يسمح بالإنكار والضغط الموزع. هذا النموذج يعقد السياسة الخارجية واستراتيجيات الدفاع التقليدية التي تركز على الدولة. فهو يجعل الإسناد صعبا، ويطمس خطوط المسؤولية، ويخلق شبكة معقدة من الصراعات المترابطة التي يصعب تخفيف تصعيدها أو حلها من خلال الدبلوماسية التقليدية أو الوسائل العسكرية. هذا يشير إلى مستقبل تتشكل فيه الصراعات الإقليمية بشكل متزايد من قبل جهات فاعلة غير حكومية مترابطة. لقد أدت الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر إلى تحدٍ جوهري للتسلسلات الهرمية العسكرية الراسخة وألحقت أضرارا اقتصادية كبيرة بالعدو الصهيوني. إن ظهور اليمن كلاعب قوي وغير متوقع في هذا المشهد كان بمثابة صدمة للنظام الدولي. لقد برز اليمن كقوة غيرت موازين معادلة القوة العالمية في المياه الإقليمية التي كانت أمريكا تفرض هيمنتها عليها بلا وجه مشروع، وأجبرتها على الانسحاب. هذا الظهور لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة لمراحل تطور على كافة المستويات التقنية وفي ابتكار العديد من التكتيكات العسكرية التي أجبرت أكبر قوى الغطرسة الداعمة للإجرام الصهيوني على التراجع. لقد كشفت الأزمة عن نقاط ضعف في الهيمنة العسكرية التقليدية، وأظهرت صعود الحرب غير المتكافئة كأداة استراتيجية قوية. تظهر الأزمة تحولا في 'موازين القوى الإقليمية' و'فشلا متصورا للردع الأمريكي'. هذا يعني أن القوة، التي كانت تتركز تقليديا في الدول الكبرى، تنتشر بشكل متزايد إلى الدول الأصغر، خاصة تلك المستعدة للمواجهة وتوظيف تكتيكات مبتكرة. كما أن مظلومية غزة أدت إلى إجراءات إقليمية (اليمن في البحر الأحمر) كان لها 'عواقب اقتصادية مباشرة وغير مباشرة' على الكيان، مما يسلط الضوء على الترابط العميق للنظام العالمي. يمكن لنقطة اشتعال واحدة أن تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تؤثر على سلاسل الإمداد، وأسواق الطاقة، والتصورات الأمنية في جميع أنحاء العالم. هذا يعني ألا صراع يعتبر 'محليا' حقا بعد الآن، مما يتطلب نهجا أكثر شمولية وتكاملا للأمن العالمي، وأن أزمة البحر الأحمر هي صورة مصغرة لنظام عالمي متغير، حيث يمكن للرشاقة والابتكار والعزيمة الاستراتيجية أن تفوق القوة العسكرية المطلقة، بل ويجبر على إعادة معايرة ديناميكيات القوة على نطاق عالمي.

حرب إسرائيل وإيران.. season 2
حرب إسرائيل وإيران.. season 2

الدستور

timeمنذ 9 ساعات

  • الدستور

حرب إسرائيل وإيران.. season 2

صحيح أن الإنجاز كان مذهلًا، والضربات التى نفّذها الجيش الإسرائيلى والموساد فى قلب طهران كانت صعبة، لكن عندما تُذل قوة كبيرة مثل إيران، فإنك تخلق لدى هذا الطرف دافعًا قويًا جدًا إلى إنهاء المسـألة بانتقام؛ ما يعنى أن الجولة الثانية هى مسألة وقت، والحقيقة أن الطرفين لديهما الدافع لبدء معركة جديدة.. إسرائيل تريد الحسم الكامل للمشروع النووى، وإيران تريد الانتقام. فطهران لم توافق على وقف إطلاق النار، بل على وقف الهجمات على إسرائيل فقط، شريطة أن توافق إسرائيل على ذلك، وهذا يزيد من احتمالية سوء التقدير الإيرانى، بالتالى احتمالية شن هجوم صاروخى مفاجئ على إسرائيل. ليس السؤال إذن لو؟ بل متى؟ الطرفان يستعدان ويستخلصان الدروس. إسرائيل: أعلنت وزارة دفاعها توقيع عقد لتسريع عملية اقتناء صواريخ «آرو» الاعتراضية، وذكرت الوزارة فى بيان لها أن نظام «آرو»، طُوّر وصُنع بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخى الأمريكية «MDA». إيران: تريد ترميم دفاعاتها الجوية ومخزون صواريخها، لكن ليس واضحًا لمن ستلجأ، روسيا أَم الصين، وكم من الوقت سيستغرق ذلك، مع حقيقة أنها لا تزال تحتفظ بمخزون صواريخ. أما المسألة الأكثر حساسية والتى قد تكون خلف المعركة الجديدة بين إسرائيل وإيران هو مخزون اليورانيوم المخصب، سواءً بنسبة عالية تصل إلى ٦٠٪، أو عدة أطنان من اليورانيوم المخصب بنسبة متوسطة، والتى يمكن تخصيبها بسرعة إلى مستوى عالٍ، ويضاف إلى هذا القلق أن إيران احتفظت بعدد من أجهزة الطرد المركزى المتقدمة التى طورتها خلال الأعوام الأخيرة دون رقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أن لديها معرفة علمية متقدمة لا تزال محفوظة لدى علمائها، ورغم أنه تم اغتيال عدد قليل من هؤلاء العلماء، فإن البنية التحتية العلمية بقيت قائمة. متى ستنشب المواجهة؟ هذا سيتحدد عبر مسار إيران فى الأشهر المقبلة، والتقدير هو أن إيران، بقيادة المرشد الأعلى، على خامنئى، لن تتخلى عن طموحها الطويل الأمد فى امتلاك قدرة نووية عسكرية، فقبل الحرب كانت خطة إيران أن تكون على بعد خطوة واحدة من إنتاج سلاح نووى دون أن تتجاوزها فعليًا، لكن بعد الهجوم الإسرائيلى، فإنه يُعتقد أن الدافع الإيرانى نحو تحقيق الردع النووى ازداد، وهناك تقديرات بأن النظام فى طهران سيبحث عن طرق آمنة؛ للوصول إلى نقطة يمكنه فيها تنفيذ تفجير نووى، كوسيلة لإثبات قدراته وتغيير حسابات إسرائيل والولايات المتحدة. إسرائيل ستتحرك لمنع أى محاولات إيرانية للحصول على أسلحة نووية، وفى الوقت نفسه، تحاول إسرائيل التوصل إلى أدق تقييم ممكن للأضرار التى لحقت بالبرنامج النووى الإيرانى، حتى تتمكن من تخطيط خطواتها التالية بناءً على ذلك. تقف إسرائيل وإيران على أعتاب «الموسم الثانى» فى مواجهتهما الاستراتيجية، وقد برهنت إسرائيل على عزمها منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وعلى قدراتها المتطورة لدعم هذه السياسة، من جانبها لا تزال إيران غاضبة، ومهانة، وتريد الانتقام، متجاوزةً كل ما كان يُعتبر خطوطًا حمراء فى الماضى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store