
إضراب المراقبين الجويين يشل حركة الطيران في فرنسا ويُربك الرحلات الأوروبية
وأفادت "هيئة الطيران المدني" (DGAC) الفرنسية بأن أكثر من 70% من الرحلات أُلغيت في مطارات كبرى مثل باريس-أورلي، شارل ديغول، ومارسيليا، في حين امتدت تداعيات الإضراب إلى عشرات الرحلات التي تعبر الأجواء الفرنسية، ما أدى إلى موجة من التأخيرات والإلغاءات على مستوى أوروبا.
وتسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا، والذي استمر الخميس والجمعة، في تعطيل خطط السفر لعشرات الآلاف من الركاب، مع امتداد تأثيره إلى مختلف أنحاء أوروبا.
وأعلنت شركة "رايان إير" للطيران الاقتصادي أنها أُجبرت على إلغاء أكثر من 170 رحلة، وهذا أدى إلى تعطيل عطلات أكثر من 30 ألف مسافر.
وجاء الإضراب بعد إعلان نقابتين فرنسيتين احتجاجا استمر يومين على ظروف العمل، ما أسفر عن إلغاء نحو ربع الرحلات في مطارات باريس الرئيسية، ونحو نصف الرحلات في مطار نيس.
وأوضحت "رايان إير" أن تأثير الإضراب لم يقتصر على الرحلات من وإلى فرنسا، بل طال أيضا الرحلات العابرة لأجوائها، متجهة إلى وجهات مثل المملكة المتحدة وأيرلندا وإسبانيا واليونان.
واتهم الرئيس التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، مراقبي الحركة الجوية بـ"استغلال العائلات الأوروبية"، في إشارة إلى الضرر الكبير الذي ألحقه الإضراب بخطط سفر المواطنين خلال موسم العطلات.
وعبّر الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير عن استيائه الشديد، واصفا الإضراب بأنه "غير منطقي وظلم كبير لركاب الاتحاد الأوروبي الذين يسافرون لقضاء عطلاتهم"، ووجّه دعوة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لاتخاذ "إجراءات عاجلة" تضمن الحد الأدنى من الخدمات أثناء الإضرابات، وتوفر حماية للرحلات العابرة للأجواء الفرنسية من تبعات الإضرابات العمالية المحلية.
وفي السياق ذاته، طلبت الهيئة العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران تقليص جداول رحلاتها في عدد من المطارات بأنحاء البلاد، في محاولة للتقليل من الفوضى الناجمة عن الإضراب.
من جانبها، وصفت رابطة شركات الطيران الأوروبية -التي تضم شركات مثل رايان إير، وإير فرانس-كيه إل إم، ولوفتهانزا، والخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جيت- الإضراب بأنه "غير مقبول"، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير لحماية مصالح المسافرين وشركات النقل الجوي في القارة.
ووفقا لمصادر مطلعة على الأمر، أضرب 270 مراقبا جويا من أصل 1400 موظف تقريبا.
ومن المتوقع أن تتفاقم الاضطرابات في المطارات الفرنسية غدا الجمعة، مع انخفاض الرحلات الجوية من مطارات باريس شارل ديغول وأورلا وبوفيه بنسبة 40%.
ودعت نقابة "مراقبي الحركة الجوية الفرنسية" (UNSA-ICNA) إلى الإضراب احتجاجا على عدة قضايا، من بينها نقص الموظفين، ومشاكل إدارية، وخطط لتطبيق نظام تسجيل دخول مثير للجدل خاص بالمراقبين الجويين. وأشارت النقابة إلى أن المفاوضات مع المديرية العامة للطيران المدني فشلت في التوصل إلى حل للنزاع في وقت سابق من الأسبوع.
وقد وُجّهت انتقادات حادة للإضراب من عدة جهات، حيث وصفته منظمة خطوط جوية من أجل أوروبا "إيه 4 إي" (A4E)، وهي أبرز هيئة تمثّل شركات الطيران في القارة، بأنه "غير مقبول"، محذّرة من أثره السلبي على خطط السفر خلال ذروة موسم العطلات.
من جانبه، اعتبر وزير النقل الفرنسي، فيليب تاباروت، مطالب النقابات "غير مقبولة"، لا سيما أن من يقود الإضراب "أقليات نقابية"، بحسب وصفه، مستنكرا توقيته في بداية موسم الإجازات الصيفية.
كما أعربت شركة الطيران منخفض التكلفة إيزي جيت عن "خيبة أملها العميقة" من الاضطراب، ودعت إلى التوصل إلى حل سريع يخفف من حدة التأثير على الركاب وشركات الطيران.
وصرحت شركة رايان إير أمس الأربعاء أنها تأثرت أيضا بالصراع الأخير في الشرق الأوسط، وألغت أكثر من 800 رحلة جوية الشهر الماضي.
ورغم إلغاء الرحلات، قالت شركة الطيران إنها لا تزال تشغل أكثر من 109 آلاف رحلة في يونيو/حزيران، وهذا يشير إلى أن أقل من 1% من الرحلات تأثرت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
يويفا يفرض غرامات على برشلونة وتشلسي وأستون فيلا
كان برشلونة الإسباني وتشلسي وأستون فيلا الإنجليزيان من بين عديد من الأندية التي غرمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) -الجمعة- لانتهاكها قواعده للاستدامة المالية. وقالت الهيئة الكروية الأعلى في أوروبا إن الأندية لم تلتزم بقواعده المتعلقة بأرباح كرة القدم. كما عوقب تشلسي وفيلا لخرقهما قواعد الحد الأقصى للرواتب ومصاريف التشكيلة. وغُرِّم تشلسي 31 مليون يورو (نحو 36.5 مليون دولار) نتيجة هذين الانتهاكين، مع بقائه تحت طائلة مضاعفة الغرامة إلى 60 مليونا إذا لم يلتزم بفترة الـ4 سنوات الممنوحة ضمن اتفاق تسوية. أنفق الـ"بلوز" أموالا فاقت أي نادٍ آخر في أوروبا منذ أن اشترى رجل الأعمال الأميركي تود بوهلي حصص الأغلبية في النادي الإنجليزي عام 2022. من جهته، غُرم برشلونة 15 مليون يورو، إضافة إلى 45 مليونا أخرى مشروطة باتفاقية تسوية لمدة عامين. ويتعين على فيلا دفع 11 مليونا مع خطر التعرض لعقوبة أخرى تبلغ 15 مليونا إذا انتهك القواعد خلال فترة 3 سنوات. ووافق ليون الفرنسي على الاستبعاد من المسابقات الأوروبية في حال تأكد هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية في فرنسا لأسباب مالية. كما غُرِّم بمبلغ 12.5 مليون يورو.


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
غلوبس: شركات طيران أجنبية تهجر إسرائيل والوجهات البعيدة تختفي
في ظلّ حرب استنزفت الحركة الجوية وأثارت أزمات دبلوماسية متلاحقة، تغيّرت خريطة السفر من إسرائيل وإليها بشكل جذري. ولم تعد الوجهات البعيدة والمفضّلة كأوروبا الغربية وأميركا الشمالية ضمن خيارات السفر، بينما استغلّت شركات الطيران الإسرائيلية الفراغ، وسط انسحاب تدريجي وممنهج للناقلات الأجنبية، وفق ما أوردته صحيفة "غلوبس" الاقتصادية. وبحسب "غلوبس"، فإن العديد من الوجهات التي كانت تعتبر محورية للإسرائيليين لم تعد متاحة، منها تركيا، التي لا تزال مغلقة أمام الطيران الإسرائيلي منذ عامين. شركتا "الخطوط التركية" و"بيغاسوس"، اللتان كانتا تُسيّران حوالي 20 رحلة يومية إلى إسرائيل، تخلّتا عن حصص الإقلاع والهبوط الخاصة بهما في مطار بن غوريون، وهي حصص ذات قيمة مالية كبيرة. وجهات أخرى مثل كيب تاون ودبلن اختفت أيضا عن جدول الرحلات بسبب توترات دبلوماسية، في حين أُلغيت الرحلات إلى مراكش والدار البيضاء، وإلى القاهرة وشرم الشيخ وعمّان. أما "كاثي باسيفيك"، شركة الطيران الوطنية لهونغ كونغ، فقد أعلنت رسميا أنها لن تعود إلى تل أبيب "حتى إشعار آخر"، مما يمثّل ضربة قوية لقطاع رحلات الأعمال. أميركا وكندا والهند خارج الخدمة الرحلات المباشرة إلى تورونتو ودلهي لم تعد متوفرة، وتوقّعت "غلوبس" أن تعود "إير كندا" إلى العمل فقط في سبتمبر/أيلول، بينما ستستأنف "إير إنديا" رحلاتها في نهاية أغسطس/آب. وبالنسبة للولايات المتحدة، اقتصرت الخيارات على شركة "إلعال" وشركة "أركيا" فقط، مع احتكار "إلعال" للوجهات خارج نيويورك. عزوف جماعي عن الشركات منخفضة التكلفة وأشارت "غلوبس" إلى أن شركات الطيران الاقتصادية لم تعد تجد مصلحة في العودة للسوق الإسرائيلية، إذ ما زال "المبنى رقم 1" في مطار بن غوريون مغلقا بسبب تدني حركة الطيران، ولا وجود لخطة لإعادة افتتاحه قريبا. أما شركة "ويز إير"، التي كانت الأسرع عادة في العودة إلى العمل مقارنة بـ"راين إير" و"إيزي جيت"، أعلنت أنها لن تستأنف رحلاتها قبل سبتمبر/أيلول. أما "إيزي جيت"، فقد ألغت جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول. أوروبا الغربية خارج متناول اليد وسُجّل تراجع حاد في الوصول إلى مدن أوروبية مركزية مثل لندن وأمستردام، بسبب غياب شركات مثل "بريتيش إيرويز" و"فيرجن أتلانتيك" و"إيزي جيت" و"كيه إل إم". وذهبت "فيرجن أتلانتيك" أبعد من ذلك وأعلنت وقفا تاما للرحلات إلى تل أبيب، دون أي نية مستقبلية للاستئناف. أما شركة لوفتهانزا فقد أعلنت أنها لن تستأنف رحلاتها من مطاري ميونخ وفرانكفورت إلى إسرائيل قبل نهاية يوليو/تموز، مما يترك مسارات الطيران بين ألمانيا وإسرائيل حصرا في يد الشركات الإسرائيلية. وجهات قريبة تكتسب الزخم في المقابل، استفادت بعض الوجهات القريبة والرخيصة من هذا الفراغ، حيث بدأت شركة "إلعال" تسيير رحلات إلى جزيرة "كيفالونيا" اليونانية، بينما قامت "إسراير" بتشغيل رحلات إلى البيلوبونيز، وسيرت "أركيا" رحلات عارضة إلى كرواتيا ومدغشقر. وصرحت شيري كوهين أوركابي، نائبة رئيس شركة "إشت تورز" لصحيفة "غلوبس" بأن الوجهات القوية حاليا هي تلك التي "تتميز بالقرب الجغرافي، وانخفاض التكلفة، والأمان الشخصي العالي"، مشيرة إلى مدن مثل براغ وبورغاس والبلقان وكرواتيا ومالطا وباتومي. الإمارات وقبرص واليونان تعزز مواقعها وأشار يوني واكسمان، نائب رئيس شركة "أوفير تورز"، إلى أن وجهات مثل الإمارات وقبرص واليونان "حافظت على جاذبيتها العالية بسبب توفر الرحلات من جميع شركات الطيران الإسرائيلية، إلى جانب شركتين قبرصيتين مملوكتين لإسرائيليين". في المقابل، وصف واكسمان حال الرحلات إلى الولايات المتحدة بأنه "تأثر مؤقت بسبب القيود الجوية، لكنه كشف هشاشة الاعتماد على شركات أجنبية فقط". انكماش القطاع واختتمت "غلوبس" تقريرها بالإشارة إلى أن سوق الطيران في إسرائيل دخلت مرحلة من الانكماش، في ظل انسحاب تدريجي للناقلات الأجنبية وتأخر عودة الطلب على السفر الدولي. وكتبت الصحيفة: "الطيران إلى إسرائيل لم يعد خيارا مفضلا لشركات عالمية كبرى، والأزمة الأمنية والسياسية المستمرة لا تشجّع على عودة قريبة. والنتيجة: تراجع الوصول وارتفاع الأسعار وتضاؤل خيارات المسافرين الإسرائيليين في صيف 2025".


الجزيرة
منذ 21 ساعات
- الجزيرة
إلغاء 40% من الرحلات الجوية في مطارات باريس بسبب الإضراب
تواصل إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا ، اليوم الجمعة، لليوم الثاني، مما أدى إلى المزيد من تأخير الرحلات الجوية أو إلغائها في بداية ذروة موسم السفر بأوروبا. وطلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إلغاء 40% من الرحلات الجوية في مطارات باريس الرئيسية الثلاثة اليوم الجمعة، بسبب الإضراب الذي يقول مراقبو الحركة الجوية إنه بسبب نقص الموظفين وقدم المعدات. وأضافت الهيئة أن ما يصل إلى نصف الرحلات الجوية في مطارات فرنسا الأخرى، خاصة في الجنوب، تأثرت أيضا. وحذرت الهيئة في بيان من أنه "من المتوقع حدوث اضطرابات وتأجيلات طويلة في جميع مطارات فرنسا". وألغيت نحو ألف رحلة جوية في فرنسا اليوم الجمعة، خاصة في مطارات باريس. وبلغ عدد الرحلات الملغاة الخميس من فرنسا وإليها 933 رحلة، أي نحو 10% من إجمالي الرحلات المقررة، وفقا للمديرية العامة للطيران المدني. ووصف وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو الإضراب بأنه غير مقبول، وقال في مقابلة مع قناة سي نيوز "الفكرة هي إزعاج أكبر عدد ممكن من الناس". ووصف رئيس الوزراء فرنسوا بايرو الإضراب، الخميس، بأنه "صادم"، متهما المضربين "باحتجاز الفرنسيين رهائن" في يوم "يغادر فيه الجميع لقضاء عطلاتهم"، وذلك تزامنا مع نهاية العام الدراسي. تداعيات خارج فرنسا وقالت منظمة إيرلاينز فور يوروب -وهي جماعة ضغط أوروبية معنية بقطاع الطيران- في وقت متأخر من أمس الخميس إنه تم إلغاء 1500 رحلة خلال يومي الإضراب، وبما يؤثر على 300 ألف مسافر. وكانت شركة ريان إير من بين شركات الطيران التي أعلنت عن اضطرابات واسعة النطاق، وقالت في بيان إنها ألغت أكثر من 400 رحلة مما أضر بـ70 ألف راكب. وأضافت الشركة أن الإضراب يؤثر على جميع رحلاتها فوق المجال الجوي الفرنسي، بالإضافة إلى حركة المرور داخل وخارج المطارات الفرنسية، وحثت الاتحاد الأوروبي على إصلاح قواعد حركة المرور الجوي. وتقول مصادر إن 270 مراقبا جويا من أصل 1400 تقريبا شاركوا في الإضراب. وأمس قالت ثاني أكبر نقابة للمراقبين الجويين في فرنسا، وهي الاتحاد الوطني للنقابات العمالية المستقلة-مهندسو مراقبة الملاحة الجوية، إن أعضاءها أضربوا عن العمل بسبب النقص المستمر في عدد الموظفين والمعدات القديمة وثقافة الإدارة السامة. وقالت نقابة أخرى، وهي اتحاد الطيران المدني "سي جي تي"، إن الإدارة العامة للطيران المدني أخفقت في استيعاب مدى الإحباط الذي يشعر به المراقبون الجويون.