
فوضى استخباراتية أميركية في إيران... هل هي تكرار لسيناريو "العراق 2003"؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لا تزال تداعيات الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تُثير جدلا واسعا داخل أروقة الاستخبارات والبيت الأبيض، مع تضارب في التقديرات بشأن مدى الأضرار التي لحقت ببرنامج إيران النووي، ومخاوف من تكرار الإخفاق الاستخباراتي خلال الحرب على العراق في 2003.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف الضربات بأنها "سحقت المنشآت النووية تماما"، مؤكدا أن الهجوم المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل شكّل "ضربة قاصمة" لقدرات إيران النووية. إلا أن وكالات الاستخبارات الأميركية أظهرت تباينا واضحا في تقييمها للنتائج.
واستند التقرير الأولي الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، إلى معطيات جمعت خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت رئيسية، وهي فوردو، ونطنز، وأصفهان. وخلص التقرير إلى أن مستوى الدمار يتراوح بين "متوسط وشديد"، وأن البرنامج النووي الإيراني سيتأخر بحد أقصى "عدة أشهر" فقط.
ومع ذلك، حذّر التقرير من أن هذه الاستنتاجات "ضعيفة الثقة"، بسبب حداثة المعلومات، واحتمال وجود منشآت لم تُستهدف أو لم تُكتشف بعد.
أما وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، فقد قدمت تقديرا مغايرا بعد أيام من الضربات، حيث قال مديرها جون راتكليف إن "معلومات جديدة وموثوقة" تشير إلى أن عددا من المنشآت "دُمرت بالكامل"، ولن تكون قابلة للإصلاح قبل سنوات. وأكد أن هذه المعلومات تم جمعها من مصادر وصفتها الوكالة بأنها "موثوقة تاريخيا ودقيقة".
وشملت الضربات الأميركية منشأة "فوردو"، وهي منشأة نووية مدفونة تحت الجبال، ومحمية بمئات الأمتار من الخرسانة المسلحة. ووفقا للتقديرات، فإن أي ضرر متوسط بها قد يجعلها غير صالحة للاستخدام، مما يعني أن إيران لن تتمكن من استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم فيها قريباً.
كما استُهدفت منشأة "نطنز"، المركز الأساسي لتخصيب اليورانيوم، في غارات جوية وصفت بأنها دقيقة وعنيفة.
غير أن التركيز الأكبر كان على منشأة التحويل في "أصفهان"، التي تُستخدم لتحويل غاز اليورانيوم إلى مواد صلبة، تمهيدا لاستخدامها في تصنيع قنبلة نووية.
ورغم حجم الدمار، أثار بعض الخبراء تساؤلات حول مدى تأثير الضربات، خاصة في ظل تقارير تفيد بأن إيران نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب قبل الغارات. كما أشارت وكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA) إلى أن طهران كانت قد أوقفت أنشطة معينة في المواقع المستهدفة قبل فترة، وهو ما يزيد الشكوك بشأن فعالية الضربات في القضاء على البرنامج النووي بشكل كامل.
كذلك، لم تؤكد أي وكالة استخباراتية بشكل قاطع أن أنفاق أو مداخل منشأة فوردو قد انهارت بالكامل، ما يترك الباب مفتوحا أمام احتمالية استعادة إيران بعض قدراتها هناك.
في سياق متصل، شكّك أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، لا سيما من الحزب الديمقراطي، في الرواية الرسمية للبيت الأبيض. وقال السناتور مارك وارنر إن "الاستناد إلى روايات استخباراتية منقوصة أو مسيّسة أمر مقلق"، محذّرا من تكرار سيناريو التلاعب بالمعلومات كما حدث قبيل غزو العراق عام 2003.
ففي عام 2003، شكّل التلاعب الأميركي بالمعلومات الاستخباراتية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل أحد أبرز الأمثلة على توظيف المعلومات الاستخباراتية لأهداف سياسية.
قبل غزو العراق، قدمت إدارة الرئيس الأميركي وقتها جورج بوش سلسلة من الادعاءات المدعومة بتقارير استخباراتية، زعمت فيها أن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمتلك برامج سرية لتطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية، وهو ما اعتُبر تهديدا مباشرا للأمن العالمي.
غير أن ما تكشّف لاحقا، بعد الغزو، هو أن تلك المزاعم كانت مبنية على معلومات غير مؤكدة أو تم تأويلها بشكل مضلل.
لجأت الإدارة الأميركية وقتها إلى تضخيم تقارير استخباراتية ضعيفة الثقة، وتجاهلت تقييمات بديلة من داخل الأجهزة نفسها. وقد أدى ذلك إلى تقويض مصداقية أجهزة الاستخبارات الأميركية، وفتح نقاشا واسعا في الولايات المتحدة والعالم حول مخاطر تسييس المعلومات الأمنية والاستخباراتية لخدمة أجندات عسكرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
ويتكوف: دول عربية جديدة ستنضم لاتفاقات أبراهام قريباً
Post Views: 180 قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن دولاً عربية جديدة ستنضم إلى 'اتفاقات أبراهام'. في إشارة إلى المساعي التي تقودها واشنطن من أجل تحقيق تطبيع شامل ومستدام في المنطقة. إعلانات هامة وقال ويتكوف في تصريحات إعلامية، إن 'الأسابيع المقبلة قد تشهد إعلانات هامة بخصوص دول عربية جديدة تنضم إلى نادي اتفاقات أبراهام'، من دون أن يذكر أسماء هذه الدول أو عددها المحتمل. وأوضح أن 'هدف الرئيس (دونالد ترامب) توسيع اتفاقات أبراهام، ونحن نعمل على ذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية… نعتقد أنه ستكون لدينا أمور كبيرة للإعلان عنها في شأن الاتفاقات'. وأعرب المبعوث الأميركي عن أمله في 'التطبيع مع العديد من الدول التي ربما لم يفكر الناس في أنها قد تنضم إلى اتفاقات أبراهام مع إسرائيل'. وسبق لويتكوف أن أعلن أن إدارة ترامب، تبذل جهوداً لتوسيع نطاق اتفاقات أبراهام الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل مناقشة التحديات في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في سوريا ولبنان وإيران، مؤكداً أن واشنطن تتفق مع فكرة 'عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية'. وأعرب المبعوث الأميركي، عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران وصولاً إلى 'اتفاق سلام شامل'. لكنه شدد على أن محاولة إيران استئناف تخصيب اليورانيوم تعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. استغلال إسرائيلي في موازاة ذلك، تحدّث رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، عن إمكانية التطبيع مع لبنان وسوريا، وذلك في إحاطة أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، بحسب مصادر مطلعة. وتسعى إسرائيل، وفق رؤية ترامب، إلى استغلال إنجازات الاتفاقات الأخيرة في مواجهة إيران، والعمل على ضم لبنان وسوريا إلى 'اتفاقات أبراهام' لتحقيق تطبيع شامل ومستدام في المنطقة. وكان الرئيس الأميركي، حث خلال لقائه في السعودية الرئيس السوري أحمد الشرع على الانضمام إلى هذه الاتفاقات، وذكرت تقارير إعلامية في ذلك الوقت أن الشرع أبدى استعداداً لذلك حتى قبل اللقاء. إلا أن خبراء تحدثوا لصحيفة 'هآرتس' العبرية، أشاروا إلى أن الرأي العام اللبناني لا يزال غير مستعد للتطبيع في هذه المرحلة، خصوصاً في ظل استمرار آثار الحرب في قطاع غزة، والتي خلفت دماراً وخسائر بشرية وموجة نزوح واسعة. يذكر أن اتفاقيات إبراهيم شهدت حتى الآن انضمام كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في أيلول/سبتمبر 2020، حيث مثلت تلك الخطوة تحولاً جذرياً في خريطة العلاقات الإقليمية.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
نقابة المالكين تحذّر من تمديد الظلم: لا لتعديل قانون الإيجارات غير السكنية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعربت نقابة مالكي العقارات والأبنية المؤجرة عن أسفها لما يتم تداوله في أروقة اللجان النيابية بشأن مقترحات تعديل القانون الجديد للإيجارات غير السكنية، معتبرة أن "بعض المقترحات المطروحة تُعيد إنتاج الظلم المزمن اللاحق بالمالكين منذ أكثر من أربعين عامًا، وتبقي العلاقة التعاقدية مع المستأجرين رهينة قوانين لا تنسجم مع الدستور أو العدالة الاجتماعية". وأشارت النقابة، في بيان أصدرته اليوم الخميس، إلى أن "التوجه إلى خفض بدل المثل من ٨٪ إلى ٥٪ يمثّل تراجعًا خطيرًا عن الحد الأدنى من العدالة المنشودة، ويكرّس واقعًا غير إنساني للمالكين الذين ما زالوا يتقاضون بدلات زهيدة لا توازي القيمة الفعلية لعقاراتهم". وسجلت اعتراضها على استمرار الامتيازات التي يتمتع بها المستأجرون التجاريون "الذين يحققون أرباحًا طائلة بالدولار، بينما يبقى المالك محرومًا من حقوقه الأساسية في استثمار ملكه". ورفضت النقابة بشكل قاطع "أي محاولة لتمديد مدة الإيجارات غير السكنية لأكثر من أربع سنوات، أو لإلغاء خيار التنازل عن البدلات لمدة سنتين"، معتبرة أن ذلك يشكل "تمديدًا للظلم لا أكثر". وأكدت النقابة تمسّكها الكامل بالقانون الحالي الذي أقرّه المجلس النيابي ووضع موضع التنفيذ، معتبرة أنه "خطوة ضرورية في مسار تصحيح العلاقة بين المالك والمستأجر"، ووضعت ثقتها بالمجلس الدستوري في ردّ الطعن المقدَّم على بعض مواده، "انطلاقًا من قناعتها بأن القانون جاء ليعالج تشريعًا جائرًا دام لعقود". وختم البيان بالدعوة إلى "تحمّل الكتل النيابية واللجان المختصة مسؤولياتها الوطنية في صون الحقوق الدستورية، وفي مقدّمها الحق بالملكية الخاصة"، مشددة على "رفض النقابة أي تعديل يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ويُضحّي بطرف على حساب آخر".


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
لماذا توقّفت الحرب فجأة؟
قبل إعلان الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب فجأة انتهاء المعارك بين إيران وإسرائيل، تسارعت وتيرة الصراع في الأيّام الأخيرة، وخصوصاً بعد قصف الولايات المتّحدة لمنشآت طهران النوويّة، واستخدام الحرس الثوريّ لصواريخ بالستيّة جديدة ضدّ تل أبيب، واستهدافه قاعدة العديد في قطر، ما أنذر بتوسّع الحرب بدلاً من إيقافها. وكان شرط إيران الأساسيّ لوقف هجماتها على إسرائيل، هو إعلان تل أبيب عن إنهاء عدوانها على المدن الإيرانيّة. وبحسب خبراء عسكريين، فإنّ 'الضربة الأميركيّة على منشآة 'فوردو' و'أصفهان' و'نطنز' كانت عاملاً رئيسيّاً في تسريع نهاية الحرب، لأنّ طهران كانت تخشى منذ بدء المعارك مع الجيش الإسرائيليّ، من دخول واشنطن الصراع إلى جانب بنيامين نتنياهو'. لكن، وعلى الرغم من الضربة الأميركيّة على المنشآت النوويّة، فإنّ ترامب لم يكن يُريد جرّ بلاده إلى حربٍ طويلة، واكتفى فقط بإنهاء برنامج إيران النوويّ بحسب قوله، وهو الهدف الذي كانت إسرائيل تسعى إليه من خلال عمليّة 'الأسد الصاعد'. ويقول الخبراء العسكريّون لـ'لبنان 24″، إنّ 'الرئيس الأميركيّ هو الذي فرض وقفاً لإطلاق النار، خوفاً من أنّ تطال الحرب دول الخليج، وأيضاً لبنان والعراق واليمن، بينما الصواريخ الإيرانيّة البالستيّة أرهقت تل أبيب كثيراً، وأحدثت دماراً وخسائر غير مسبوقة في العديد من المناطق الإسرائيليّة'. وفي ما يتعلّق بإسرائيل، فإنّ نتنياهو يعتقد أنّ الضربات الأميركيّة أنهت البرنامج النوويّ الإيرانيّ، أقلّه بحسب الخبراء العسكريين لسنوات، إنّ 'حقّقت غارات الـ'بي 2 – سبيريت' أهدافها بنجاح، ولم تعمد إيران إلى تهريب وإخفاء اليورانيوم المخصب'. ويُضيف الخبراء، أنّه 'لولا إيمان كلّ من الإدارة الأميركيّة والإسرائيليّة بأنّهما تخلّصتا من التهديد النوويّ، لما كاننا أوقفتا الأعمال العسكريّة، وضربة منشآة 'فوردو' كانت نقطة تحوّل كبرى في الصراع'. أمّا إيران، فاحترمت شرطها الذي وضعته منذ اليوم الأوّل لبدء الحرب مع إسرائيل، القاضي بوقف الأعمال العدائيّة من قبل تل أبيب، لأنّها تُريد أوّلاً الحفاظ على ما تبقى من ترسانتها الصاروخيّة وعلى حياة بقيّة العلماء النوويين الإيرانيين، لاستئناف البرنامج النوويّ الإيرانيّ في السرّ، أو بعد التوصّل لاتّفاق مع أميركا والدول الأوروبيّة. وثانيّاً، حقّقت طهران مكاسب ميدانيّة عبر إصابة صواريخها لأهدافٍ مهمّة داخل العمق الإسرائيليّ، والأهمّ من ذلك كلّه، هو أنّها خرجت منتصرة من المُواجهة عبر استمرارها في عمليّات القصف والتصدّي للإعتداءات الإسرائيليّة، وتشديدها على أنّها ستُكمل تخصيب اليورانيوم. ووفق الخبراء العسكريين، فإنّ 'إيران لم تُهزم على الرغم من الضربات القويّة التي تلقتها، كذلك، فإنّ نظامها وعلى رأسه المُرشد علي خامنئي لا يزال موجوداً في السلطة'. وبشأن نتنياهو، فإنّه 'عزّز دوره السياسيّ عبر المُخاطرة في شنّ حربٍ على إيران، وتدميره النوويّ، وهذا يُشكّل إنتصاراً له، لما كان يُشكّله البرنامج الإيرانيّ من خطرٍ على أمن الإسرائيليين'. في المقابل، يُشير الخبراء العسكريّون، إلى أنّ 'الدمار الكبير في المدن الإسرائيليّة سيُزيد من النقمة الشعبيّة على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وسيُطَالَبُ بوقف الحرب في غزة والتوصّل إلى اتّفاق مع 'حماس'، لأنّ الحوثيين سيستمرّون بإطلاق الصواريخ البالستيّة نحو إسرائيل، الأمر الذي لا يزال يُرعب الإسرائيليين ويمنعهم من العيش بسلامٍ، بينما لم تنجح الغارات على اليمن في الحدّ من قدرات 'أنصار الله'، ولا بتدمير مخازن أسلحتهم'.