
بايدن... أو الخطيئة الأصلية التي أعادت ترمب
لعل أشخاصاً من عوام الناس في أوروبا والصين والشرق الأوسط وكندا وأميركا اللاتينية وأوكرانيا، ويمكن أن تتسع القائمة لمناطق لا أعلم بها، يلومون الشعب الأميركي على الرئيس الذي اختاروه لأنفسهم – ولغيرهم - في انتخاباتهم الرئاسية الأخيرة. والمؤكد أن رؤساء دول ووزراء خارجية وتجارة وصناعة ومسؤولي استخبارات ودفاع وجمارك في هذه المناطق وغيرها يتجاوزون اللوم إلى ما هو أشد منه وأنكى، فهؤلاء يجدون أنفسهم في حيرة لعلهم لم يعرفوا مثلها إزاء رئيس لأهم دولة في العالم لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ولا يمكن التخطيط لشيء بناءً على تصريحاته.
غير أن اللوم، وما هو أشد منه، قد يستحق أن ينحصر لا في الشعب الأميركي كله، أو نصفه، وإنما يمكن أن ينصب على فريق الرئيس السابق جو بايدن، أو أسرته، أو يضيق حتى لا ينصب إلا على جو بايدن وحده. ففي نهاية المطاف، كان قرار بايدن "الكارثي"، على حد وصف كتاب حديث الصدور، بالترشح للرئاسة مرة ثانية دفعة كبيرة لدونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
خطيئة بايدن الأصلية
صدر الكتاب المعني قبل أيام بعنوان رئيس صادم هو "الخطيئة الأصلية"، وبعنوان فرعي يفصل طبيعة الخطيئة المقصودة "اعتلال الرئيس بايدن، والتستر عليه، وقراره الكارثي بالترشح مرة أخرى". عن دار "بنغوين" في 330 صفحة، وهو من تأليف جيك تابر المذيع في قناة "سي أن أن"، وألكس طومسن الصحافي في "أكسيوس".
تكتب جينيفر سالاي مستهلة استعراضها للكتاب ["نيويورك تايمز"، الـ13 من مايو (أيار) 2025] بقولها إن الخطيئة الأصلية في اللاهوت المسيحي هي أكل آدم وحواء الثمرة المحرمة من شجرة المعرفة. أما كتاب "الخطيئة الأصلية" فيؤرخ لسقوط مختلف من فردوس مختلف، ولا يخلو من دلالة أن على غلاف الكتاب صورة لبايدن، إذ يغطي كلتا عينيه بيديه. وإذا كان موضوع "القصة الإنجيلية هو خطر الفضول البريء، فإن موضوع قصة هذا الكتاب هو الجهل العمدي".
أجرى تابر وطومسن حوارات مع قرابة 200 شخص، منهم المسؤولون رفيعو المستوى المقربون من بايدن، وبعض هؤلاء كما يقول المؤلفان "قد لا يعترفون مطلقاً بأنهم تكلموا معنا، لكنهم جميعاً يعلمون أن ما في صفحات هذا الكتاب حقائق". وقد أثمرت هذه الحوارات -بحسب سالاي - سرداً تفصيلياً لما فعله المقربون من "الرئيس العنيد الطاعن في السن" لتمكينه من ترشيح نفسه لولاية ثانية.
يتتبع المؤلفان طوفان الأخطاء الذي نجم عن خطيئة بايدن الأصلية هذه، من تهميش نائبة الرئيس كمالا هاريس، والهجمات على الصحافيين الذين أشاروا إلى إرهاق بايدن الواضح وحاله العقلية (ومنهم طومسن)، وانقطاع التواصل بوضوح بين الشعب الأميركي ورئيسه، حتى بات الشعب في مهب الريح. لقد "كان الأمر شنيعاً"، بحسب ما قال أحد المصادر للكاتبين، مضيفاً أن الانتخابات "سرقت من الحزب الديمقراطي، ومن الشعب الأميركي، بفعل مخطط استراتيجي ديمقراطي بارز كان يدافع عن صحة بايدن علناً"، ولعل المعني هنا هو مايك دونيلون.
لم يكن ذلك الدفاع عن حال بايدن الصحية إلا كذباً، إذ يبدأ ألكس شيفرد، رئيس تحرير مجلة "نيو ريببليك"، استعراضه للكتاب ["نيويورك تايمز"، الـ14 من مايو 2025] بقصة رواها الإعلامي الأميركي جون فافرو عن زيارتين قام بهما إلى البيت الأبيض، أولاهما في ديسمبر (كانون الأول) 2022، والثانية في 2024، وفي كلتيهما التقى الرئيس بايدن، فبدا له متقد الذهن والذاكرة في الأولى، مفكك الجمل معتل الصحة يروي حكايات لا يستطيع أحد فهمها في الثانية، فلما شعر فافرو بالقلق وسأل أحد موظفي البيت الأبيض الكبار عن الأمر، بدد المسؤول مخاوفه قائلاً إن الرئيس مرهق لا أكثر. وبعد شهرين من تلك الواقعة "قدم بايدن أسوأ أداء خلال 60 عاماً من المناظرات الرئاسية المتلفزة، مسدداً ضربة قاصمة لحملته الانتخابية، ومدمراً رئاسته نفسها، ومسلماً البلد عملياً لدونالد ترمب".
تستعيد جينيفر سالاي ذكرى تلك المناظرة الكارثية، فتقول إن "الناخبين الديمقراطيين تابعوا المناظرة الرئاسية الأولى - في مساء الـ27 من يونيو (حزيران) الماضي - في دهشة وفزع، إذ أطلق دونالد ترمب بوجهه الأحمر وابلاً من الأكاذيب الصفيقة، بينما كان بايدن الشاحب متهدل الفك يجاهد من أجل تكوين ردود واضحة".
جاء أداء ترمب في المناظرة متماشياً مع أدائه في فعالياته الانتخابية، فلم يزد عن مزيج من الاستطرادات العبثية والمزاعم الجامحة. أما ضعف بايدن فكان صادماً لكثير من الأميركيين. وفي ذلك الوقت، كان ظهور الرئيس العلني أصبح مسألة تخضع لسيطرة مشددة. فكان مساعدو بايدن منذ عام ونصف العام في الأقل يبذلون جهداً مضنياً من أجل مراعاة وضع رئيس تجاوز الـ80 وبات متزايد الإنهاء والارتباك. وبحسب كتاب "الخطيئة الأصلية" الذي يجاهر باستعمال كلمة "التستر" في عنوانه الفرعي، فقد كان المتبرعون للحملة والسياسيون يسعون في قلق إلى معرفة حقيقة وضع بايدن الذهني الذي تم إخفاؤه عنهم تماماً. وكان آخرون يرون أدلة يومية على اعتلال بايدن ولكنهم لم يرغبوا في تصديقها.
هرم وأناني ومعزول
يصف ألكس شيفرد كتاب "الخطيئة الأصلية" بأنه سرد لقصة "رئيس هرم، أناني، معزول عن الواقع بفعل زمرة من الموالين، وبفعل أفراد من عائلته، فقد اجتمع هؤلاء وأولئك على شعور بالإنكار والعزم على تشويه سُمعة أي شخص يتجاسر على التشكيك في أهلية الرئيس لتولي منصبه أو يعد اعتلاله الصحي تهديداً للجمهورية، فلا يتورعون عن اتهام من يقول ذلك بأنه يعمل سراً لمصلحة ترمب وبالنيابة عنه. وعلى مدار سنين ظل هؤلاء ينكرون معاناة الرئيس من أية مشكلات، وينأون به عن الشعب الذي انتهى إلى أن الرئيس شاخ فلم يعد أهلاً لوظيفته. ونجح نهج التستر هذا لفترة طويلة طولاً مذهلاً، ثم حدث فجأة أن فشل".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يورد كتاب "الخطيئة الأصلية" طائفة كبيرة من أسباب التصريحات العلنية الإيجابية بخصوص الرئيس، منها أن بعض الديمقراطيين، وبخاصة من كانوا لا يرون الرئيس كثيراً، اعتمدوا على مساعديه في الاطمئنان عليه (وكان يقال لهم مراراً إنه بخير)، وأن آخرين كانوا يخشون من إمداد حملة ترمب بالذخيرة ويحذرون من تمثيله خطراً وجودياً على البلد. غير أن تابر وطومسن يبديان ازدراء كبيراً لهذا المنطق، فـ"الذين حاولوا تبرير تسترهم بالخوف من خطر تولي ترمب مرة ثانية، كان ينبغي أن يفيقوا بفعل هذه المخاوف ويروا الواقع، بدلاً من أن ينصرفوا عنه".
في الـ23 من أبريل (نيسان) 2023 أعلن بايدن أنه سيترشح مرة ثانية للانتخابات، وكان قد بلغ الـ80 في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق، وبات بالفعل أكبر الرؤساء الأميركيين سناً في التاريخ. وكان على مدار عمره الطويل قد شهد كثيراً من الصدمات، من قبيل وفاة زوجته وابنته في حادثة سيارة عام 1972، وخضوعه لجراحتين لتمدد الأوعية الدموية عام 1988، ووفاة ابنه عام 2015، وما تسبب فيه ابنه الآخر المدمن المتعافي هانتر من متاعب لا تنتهي من بينها تحقيق وزارة العدل معه، ولكن بايدن كان دائماً يعاود النهوض. وكان تحديه للرافضين وانتصاره على احتمالات فوزه الضعيفة بانتخابات 2020 علامة - بالنسبة إليه ودائرته المقربة من الأهل والمستشارين - على أنه شخص استثنائي غير مقدر حق قدره. وبقي هؤلاء - بحسب ما يرد في الكتاب – "على إيمانهم شبه الديني بقدرة بايدن على النهوض من جديد. وشأن كل دين، لم يكن مسموحاً بأي شك".
يكتب شيفرد أن "أكبر فضائل كتاب (الخطيئة الأصلية) الكثيرة يتمثل في اقتصار تركيزه على صحة بايدن، لا باعتبارها أهم عامل في انتخابات 2024، وإنما باعتبارها السبب الوحيد الحاسم لفوز ترمب. فقد كانت الخطيئة الأصلية في انتخابات 2024 هي قرار بايدن الترشح لفترة رئاسية ثانية، بحسب ما كتب المؤلفان، وما أعقبها من جهود حثيثة لإخفاء تدهور بايدن الذهني".
يتتبع المؤلفان طوفان الأخطاء الذي نجم عن خطيئة بايدن الأصلية هذه (مواقع التواصل)
يطرح الكاتبان ثلاثة أسئلة "إلى أي مدى بلغ تدهور بايدن الصحي؟ ومن الذي كان على علم به؟ وهل انطوى الأمر على مؤامرة؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة، سنترك الحقائق تتحدث بنفسها".
مع تفاقم تدهور الرئيس، تغيرت طبيعة رئاسته تماماً بحسب ما قال أحد المساعدين للمؤلفين اللذين يكتبان أن "كل شيء بات أقصر، الخطب أقصر، والفقرات، وحتى الجمل. المفردات نفسها تقلصت". مع ذلك لم يواجه أحد الرئيس قط بأدلة على أنه يترنح أو أن الشعب حسم أمره فيه وبات يراه غير صالح للرئاسة.
تكتب جينيفر سالاي عن تفاقم التدهور الذي طرأ على صحة الرئيس بين ترشحه الأول عام 2019 حينما كان "بايدن الصالح هو الأكثر حضوراً من بايدن الهرم"، وبين عام 2023 حينما انعكست الآية كما يرى الكاتبان. ولكن "كان من الصعب التفرقة بين بعض مظاهر تدهوره وبعض ما يعرف بـ(البايدنية)، أي السمت الذي اشتهر به طويلاً وقوامه زلات اللسان، والحكايات المتعرجة، وعادة نسيان أسماء مساعديه".
تكتب جينيفر سالاي أن وقع الصدمة كان أشد على الذين كانوا لا يرون بايدن يومياً، "إذ أصابهم الذهول حينما وقعت أعينهم عليه أخيراً. وتكلموا عن صوته المدوي القديم الذي بات همساً، وعن خُطاه الواثقة وقد باتت زحفاً، حتى إن عضواً في الكونغرس تذكر والده الذي أصيب بألزهايمر، ومات بمرض باركنسون".
رؤوسهم في الرمال
كان من جملة الحيل التي اتبعها المقربون من بايدن لإخفاء تدهوره - بحسب جينيفر سالاي - حصر الأعمال العاجلة في ما بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، وتوجيه كتاب خطبه إلى إيجازها بحيث لا يضطر إلى قضاء وقت كبير واقفاً، وحمله على استعمال السلم القصير لصعود الطائرة الرئاسية، وتوجيه الفنيين عند التصوير التلفزيوني إلى التصوير في بعض الأحيان بتقنية الحركة البطيئة لتقليل وضوح مدى بطئه في السير، ثم تأخير برنامج عمله - بحلول أواخر عام 2023 - إلى منتصف اليوم.
وتستشهد سالاي بكتاب آخر وشيك الصدور، اشترك في تأليفه ثلاثة صحافيين من "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وعنوانه "2024: كيف استعاد ترمب البيت الأبيض وفقد الديمقراطيون أميركا"، فتنقل عن هذا الكتاب أنه "في وقت لم يكن فيه مساعدو البيت الأبيض ينشغلون بهذه الإدارة المسرحية، كانوا يدفنون رؤوسهم في الرمال، إذ قرر مساعدو بايدن عدم إخضاعه لاختبار عقلي في مطلع 2024. ونقل مؤلفا (الخطيئة الأصلية) عن طبيب عمل مستشاراً للوحدة الطبية بالبيت الأبيض خلال الإدارات الأربع الأخيرة أنه مستاء من حجب هذه المعلومات قائلاً إنه إذا لم يتوافر التشخيص، فما من شيء يمكن الكشف عنه".
ثمة أدلة وافرة على أن تدهور بايدن الذهني بدأ فعلاً في 2015 لا عام 2023 (غلاف الكتاب- أمازون)
ولكن، هل كان كل ذلك "التستر" مؤامرة؟ بل هل يصح وصف تلك المحاولات بـ"التستر"؟ تقول سالاي إنه ليس من الواضح كم من هذا كله كان تفكيراً يائساً، وكم منه كان تدبيراً مقصوداً، "لكن تابر وطومسن يشيران إلى مجموعتين أساسيتين من المقربين لبايدن: واحدة تتألف من أسرته، وأخرى من مساعدين مقربين يطلق عليهم الكتاب مصطلح (المكتب السياسي)، وتضمنت هذه المجموعة مخططه الاستراتيجي العتيد مايك دونيلون ومستشاره ستيف ريتشيتي. كانت الأسرة تشجع رؤية بايدن باعتباره شخصية تاريخية. وكان أعضاء المكتب السياسي يرون إبراز سجل بايدن في الحكم وكفاءة المحيطين به. أما مسألة الغفوات، والهمس، والزحف، وكل ما يماثل ذلك فلا يعدو في رأيهم جوانب (أدائية) من الوظيفة".
يختلف تابر وطومسن مع ذلك اختلافاً تاماً، ويعرضان صورة كريمة لروبرت هور المحقق الخاص في تعامل بايدن مع مواد سرية، والذي قال في تقريره في فبراير (شباط) 2024 إن بايدن "رجل مسن، طيب، حسن النية، ضعيف الذاكرة". واشتهر قوله هذا، فاستشاط بايدن وفريقه غضباً، وحاولوا تشويه هور ووصفه بالمتشدد اليميني العديم الاحترافية، لكن مؤلفي "الخطيئة الأصلية" دافعا عنه وعن قوله الشهير. وأكدا أن واجبه ألزمه بالتصريح بما انتهى إليه، وأن ما كتبه هور عن بايدن كان حقيقياً.
في وقت سابق من الشهر الجاري، وفي ما يبدو أنه كان محاولة لاستباق نشر كتاب "الخطيئة الأصلية"، ظهر جو بايدن في برنامج "ذي فيو" على قناة "أي بي سي" ليقول إنه يقبل بتحمله بعض المسؤولية عن فوز ترمب، فقد قال "كنت مسؤولاً"، لكنه رفض ما يتردد عن معاناته من أي تراجع ذهني، غير أن كاتبي "الخطيئة الأصلية" يصفان بايدن "إذ استيقظ في الصباح التالي لانتخابات 2024، وهو يفكر في أنه لو كان بقي في السباق لكان فاز، بأنه "ظل يقول المرة تلو الأخرى إن هذا ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي. ولم يكن في ذلك التفكير إلا مشكلة واحدة، هي أن الجهات المسؤولة عن إجراء استطلاعات الرأي قالت إنه لا وجود لاستطلاعات كهذه".
يتناول شيفرد أيضاً فكرة "المؤامرة" في التستر على حال الرئيس المتدهورة صحياً وذهنياً، فيقول إنه قد تكون هناك مؤامرة، لكنها مؤامرة فاشلة، فالناخبون الأميركيون انتهوا مبكراً إلى عدم صلاحية بايدن لمنصبه بسبب شيخوخته. وفي كتاب "الخطيئة الأصلية" أدلة وافرة على أن تدهور بايدن الذهني بدأ فعلاً في 2015 لا عام 2023. فالقول الأكثر إزعاجاً في كتاب تابر وطومسن هو أن خطيئة بايدن الأصلية لم تتمثل في قراره بالترشح للفترة الرئاسية الثانية، وإنما في قراره بالترشح للفترة الأولى.
العنوان: ORIGINAL SIN: President Biden's Decline, Its Cover-Up, and His Disastrous Choice to Run Again
تأليف: Jake Tapper - Alex Thompson
الناشر: Penguin
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
الدولار يواصل الهبوط وسط تعثر قانون الضرائب
انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلاً تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضًا الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأمريكيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حاليًا في كندا. وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترمب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يومًا التي تشهد تعليقًا لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت ضغط. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة 'لا نعتبر أن الدولار الأمريكي، والأصول الأمريكية عمومًا، في بداية دوامة من الانهيار'. واستطردوا 'مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجددًا في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي'. ويقول محللون إن مشروع قانون ترمب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد، ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأمريكية. وكتب محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية 'معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة'. وأضافوا 'لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونجرس، فإن تراجع التفوق الأمريكي يُثبت -حرفيًا- أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة'. وتابعوا 'يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحدارًا لسندات الخزانة الأمريكية'. وتراجع الدولار 0.55 بالمئة إلى 143.715 ين بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش، ونزل 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42 بالمئة إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلاً انخفاضًا بلغ 1.3 بالمئة على مدار يومين.

سودارس
منذ ساعة واحدة
- سودارس
تكنولوجيا فضائية صاروخية.. ترامب يكشف تفاصيل "القبة الذهبية"
وفي كلمة له خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب إن مشروع "القبة الذهبية" يأتي بتكلفة إجمالية تُقدّر ب175 مليار دولار، مشيرًا إلى أن مشروع القانون المقترح في الكونغرس سيتضمن تخصيص 25 مليار دولار كتمويل مباشر للمنظومة. وأكد ترامب أن المنظومة الجديدة ستعتمد على "تكنولوجيا فضائية لاعتراض التهديدات" وأنه تم اختيار الهيكل المعماري المناسب لتنفيذ المشروع. وأضاف أن "التكنولوجيا الأميركية تفوق في تطورها نظيرتها الإسرائيلية"، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة"قدّمت دعمًا كبيرًا لتطوير نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي". وأعلن الرئيس الأميركي أن الجنرال مايكل غوتلاين، أحد كبار قادة قوات الفضاء الأميركية، سيتولى قيادة مشروع "القبة الذهبية"، المنظومة الدفاعية الجديدة التي تطورها الولايات المتحدة بهدف توفير حماية شاملة من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية وصواريخ كروز المتقدمة. وأكد ترامب أن كندا تواصلت مع واشنطن وأبدت رغبتها في الانضمام إلى المشروع، قائلاً: "يريدون الحماية أيضًا، وكما هو معتاد، نحن نساعد كندا." وأوضح ترامب أن تصميم "القبة الذهبية" سيتكامل مع قدرات الدفاع الحالية، مضيفًا: "المنظومة ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من أقصى بقاع الأرض، أو حتى من الفضاء. سيكون لدينا أفضل نظام على الإطلاق." وأشار الرئيس الأميركي إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية في قدرات الردع الدفاعي الأميركي، مؤكدًا أن "القبة الذهبية" ستمنح الولايات المتحدة وحلفاءها مظلة حماية متقدمة ضد أي تهديدات استراتيجية مستقبلية. وقال إن كل شيء في "القبة الذهبية" سيكون مصنوعا في أميركا. واختتم الرئيس الأميركي تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع يمثل "قفزة استراتيجية في قدرات الدفاع الصاروخي الأميركي والعالمي". سكاي نيوز script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


المرصد
منذ ساعة واحدة
- المرصد
شاهد.. ترامب يكشف ما قاله "بوتين" عن زوجته ميلانيا ويشعل تفاعلا واسعا
شاهد.. ترامب يكشف ما قاله "بوتين" عن زوجته ميلانيا ويشعل تفاعلا واسعا صحيفة المرصد: أشعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفاعلا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو كشف خلاله ما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن زوجته ميلانيا. وخلال كلمة لترامب من البيت الأبيض صرح: "قال بوتين للتو إنهم يحترمون زوجتك كثيرًا... فقلتُ: ماذا عني؟ إنهم معجبون بميلانيا أكثر.. أنا لا أمانع!"