logo
ترامب يتصل بجيف بيزوس بشأن 'خطة' لأمازون لإطلاع المستهلكين على تكلفة الرسوم الجمركية

ترامب يتصل بجيف بيزوس بشأن 'خطة' لأمازون لإطلاع المستهلكين على تكلفة الرسوم الجمركية

سيدر نيوز٣٠-٠٤-٢٠٢٥

EPA
اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، لمناقشة تقارير تفيد بأن عملاق البيع بالتجزئة يعتزم إطلاع المتسوقين على تكلفة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على أسعار المنتجات.
وقال ترامب للصحفيين إن بيزوس 'حل المشكلة.'
وأعلنت أمازون أنها درست تقديم عرض أسعار مفصل يوضح تأثير الرسوم الجمركية للمتسوقين الذين يستخدمون موقعها أمازون هول Amazon Haul، وهو موقع تسوق منخفض التكلفة أطلقته الشركة في الولايات المتحدة العام الماضي لمنافسة موقعي شين وتيمو.
لكن الشركة أكدت أنها لن تتخذ هذه الخطوة، كما أن الفكرة لم تكن مطروحة على منصتها الرئيسية.
وشن البيت الأبيض هجوما على أمازون بسبب هذه الفكرة، وهو ما يعد مؤشرا على الضغوط التي يواجهها بسبب ضرائب الاستيراد الجديدة، والتي يقول المحللون إنها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين وتزيد من فرص الركود.
وقالت السكرتيرة الصحفية بالبيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور 100 يوم على تولي ترامب الرئاسة، الثلاثاء، إنها ناقشت خطوة أمازون المزعومة مع الرئيس، وأكدت أنها تمثل 'سبباً آخر يدفع الأمريكيين لشراء المنتجات الأمريكية'.
ووصفت كارولين الخطوة المزعومة: 'هذا عمل عدائي وسياسي من أمازون'.
وتساءلت: 'لماذا لم تفعل أمازون هذا عندما رفعت إدارة بايدن التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً؟'
أمازون.. ترامب يصعد هجومه على عملاق التجارة الإلكترونية
وأعلن ترامب رفع الرسوم الجمركية بعد عودته إلى منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، وزعم بأن هذه الإجراءات سوف تعزز التصنيع وتزيد الإيرادات الضريبية للولايات المتحدة.
ورغم التراجع عن بعض الخطط الأولية لرفع الرسوم هذا الشهر، إلا أن إعلانات ترامب السابقة أدت إلى مواجهة العديد من الواردات الأجنبية رسوماً جمركية جديدة لا تقل عن 10 في المئة، في حين أنها قد تصل إلى 145 في المئة على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
وتسببت هذه الإجراءات في انخفاض حاد في التجارة بين الولايات المتحدة والصين، كما عززت المخاوف من صدمة في الإمدادات (سلاسل التوريد) ونقص في المعروض من المنتجات، بداية من عربات الأطفال إلى المظلات الشخصية، وهي السلع التي تُعد الصين المورد الرئيسي لها للولايات المتحدة.
بدأت بعض الشركات في تقديم عرض أسعار مفصل للعملاء يتضمن تكاليف الإجراءات التي أعلن عنها ترامب، ومن بين المنصات الإلكترونية التي أعلنت بالفعل عن زيادات في الأسعار: شين وتيمو، المعروفتان بشحن المنتجات مباشرة من المنتجين الصينيين إلى العملاء في الولايات المتحدة.
وتمثل شركات التجارة الصينية حوالي نصف البائعين على أمازون في الولايات المتحدة، بحسب محللين.
كانت صحيفة 'بانشبول نيوز' الإلكترونية أول من كشف، الثلاثاء، عن خطة أمازون لوضع تفاصيل تأثير الرسوم الجمركية على سعار السلع للعملاء، نقلاً عن مصدر لم تكشف هويته.
وعند سؤاله عن صحة هذا التقرير، أكد المتحدث باسم أمازون، تيم دويل، أن الشركة درست فكرة إدراج رسوم الاستيراد الجديدة على منتجات معينة على متجر 'أمازون هول'.
وقال دويل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): 'لم تتم الموافقة على هذا الأمر ولن يحدث'.
وبحسب مصدر مطلع على المناقشات داخل أمازون حول هذه الإجراءات، فإن المناقشات بدأت مع انتهاء فترة الإعفاء من الرسوم الجمركية للشحنات القادمة من الصين التي تقل قيمتها عن 800 دولار.
وشدد المصدر على أن قرار عدم وضع تفاصيل التكاليف الجديدة على الأسعار، لم يكن استجابة لشكاوى البيت الأبيض يوم الثلاثاء.
ولكن ترامب كشف للصحفيين الذين سألوه عن مكالمته مع جيف بيزوس، أن الملياردير، الذي تنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي لأمازون عام 2021، 'حل المشكلة'.
وأضاف ترامب: 'كان جيف بيزوس لطيفاً للغاية، كان رائعاً، لقد حل المشكلة بسرعة كبيرة، لقد فعل الصواب، إنه رجل طيب'.
وشاركت أمازون بجانب العديد من الشركات، في تمويل حفل تنصيب الرئيس ترامب، لذلك حصل بيزوس على مقعد شرفي في يوم التنصيب.
كما التقى بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست أيضا، بالرئيس ترامب بعد الانتخابات، وأشاد بجهوده الرامية إلى تحرير الاقتصاد وخفض الضرائب.
لكن تطور العلاقة جاء بعد مرحلة توتر بينهما في الماضي.
خلال ولايته الأولى دائما ما انتقد ترامب أمازون وصحيفة واشنطن بوست، بينما شن بيزوس هجوما على ترامب في 2016 واتهمه باستخدام خطاب 'يُقوض ديمقراطيتنا تماماً'، ومزح ذات مرة بشأن إرساله إلى الفضاء في صاروخ.
وفي عام 2019، رفعت أمازون دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع (البنتاغون)، بزعم أنها حرمتها من عقد بقيمة 10 مليارات دولار بسبب قرار ترامب 'الاستجابة لرغباته الشخصية والسياسية' وإيذاء بيزوس، الذي اعتبره 'عدوه السياسي المُفترض'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب عرض مقاطع فيديو تتعلق بمزاعم إبادة بحق مزارعين بيض في جنوب أفريقيا خلال اجتماعه مع رامافوزا
ترامب عرض مقاطع فيديو تتعلق بمزاعم إبادة بحق مزارعين بيض في جنوب أفريقيا خلال اجتماعه مع رامافوزا

النشرة

timeمنذ 15 دقائق

  • النشرة

ترامب عرض مقاطع فيديو تتعلق بمزاعم إبادة بحق مزارعين بيض في جنوب أفريقيا خلال اجتماعه مع رامافوزا

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال استقباله رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إلى "أنني سأبحث مع رئيس جنوب أفريقيا قضايا عدة بينها قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها جنوب أفريقيا"، وقال: "كثيرون يشعرون بالقلق تجاه جنوب إفريقيا وسنبحث ذلك اليوم". وطلب ترامب من موظفيه في البيت الأبيض عرض مقاطع فيديو تتعلق بمزاعم إبادة جماعية في جنوب أفريقيا خلال اجتماعه مع رامافوزا، وقال: "سنبحث مسألة الاستيلاء على أراضي البيض في جنوب إفريقيا ولا أعرف ماذا أريد من رامافوزا أن يفعل بشأن وضع المزارعين البيض". وأضاف "هناك الآلاف من الفلاحين البيض من جنوب أفريقيا يرغبون في القدوم إلى الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "إيجاد حل لمسألة البيض في جنوب أفريقيا سيجعل علاقاتنا جيدة وعدم حلها سيعني نهاية جنوب أفريقيا". إلى ذلك، ذكر ترامب "أننا تمكنا من التوصل لحل الصراع بين الهند وباكستان عبر التجارة"، كما أوضح "أننا نعمل على التوصل لحل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا ونحقق تقدما كبيرا بهذا الشأن". هذا، وشدد ترامب على "أنني لا أتوقع من جنوب أفريقيا أي شيء بشأن القضية المرفوعة ضد إسرائيل"، في إشارة إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

ترامب في الخليج 2025: إعادة التموضع الأميركي في زمن التعدّدية الدولية
ترامب في الخليج 2025: إعادة التموضع الأميركي في زمن التعدّدية الدولية

النهار

timeمنذ 28 دقائق

  • النهار

ترامب في الخليج 2025: إعادة التموضع الأميركي في زمن التعدّدية الدولية

في 13 أيار/ مايو 2025، حطّت طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أرض المملكة العربية السعودية، في أول جولة خارجية له بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، ليعيد إلى الأذهان مشهد زيارته الشهيرة عام 2017، التي مهّدت آنذاك لتحالفات اقتصادية وأمنية عميقة. إلا أن الزيارة الجديدة، بكل ما حملته من رسائل وقرارات مفاجئة، شكّلت محطة أكثر خطورة وتعقيداً، في منطقة تتأرجح بين رياح الحرب والتحوّل. لم تكن زيارة ترامب للخليج مجرد محطة بروتوكولية. فالرجل، الذي يعود إلى البيت الأبيض بزخم قاعدة شعبية يمينية وإرادة لإعادة صياغة الدور الأميركي في العالم، أراد أن تكون الرياض منصة لإعلان تحولات جوهرية في سياسات واشنطن تجاه قضايا المنطقة، بدءاً من سوريا إلى إيران، مروراً بالعلاقة المعقدة مع الصين. رافقت ترامب في زيارته نخبة من كبار مسؤولي إدارته: وزير الخارجية ماركو روبيو، وزير الدفاع بيت هيغسيث، وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك. وانضم إليهم عشرات من كبار التنفيذيين الأميركيين لحضور منتدى الأعمال السعودي–الأميركي، أبرزهم إيلون ماسك، آندي جاسي، ورؤساء شركات مثل بوينغ، غوغل، بلاك روك، وأوبر. كانت الرسالة واضحة: أميركا عادت إلى الخليج بشروط جديدة، وعينها مفتوحة على كل من بكين وطهران. خلال جولته الخليجية في أيار/مايو 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة جلبت استثمارات بلغت 10 تريليونات دولار، ما يعكس حجم الانفتاح الاقتصادي الكبير بين واشنطن ودول الخليج. في السعودية، أعلن البيت الأبيض أن المملكة ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، في إطار اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وفي قطر، وقّع ترامب اتفاقيات بقيمة إجمالية تجاوزت 243.5 مليار دولار، تشمل صفقة تاريخية لشراء طائرات بوينغ ومحركات جنرال إلكتريك، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار. أما الإمارات، فقد شهدت توقيع صفقات وتفاهمات استثمارية بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار خلال زيارة ترامب وأثناء لقائه بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. تتوزع هذه الاستثمارات على قطاعات الطيران والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، ما يعكس رغبة واشنطن في ترسيخ حضورها الاقتصادي في المنطقة. وتُفهم هذه التحركات ضمن مسعى أميركي لموازنة النفوذ الصيني المتصاعد، خصوصاً مع توسّع مشاريع "الحزام والطريق" في البنى التحتية الحيوية وقطاع الاتصالات والتجارة. رفع العقوبات عن سوريا: المفاجأة الكبرى في خطاب صادم للعديد من المراقبين، أعلن ترامب من الرياض قراراً تاريخياً: رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، بعد عقود من العزلة والعقوبات. وبدت المفاجأة مضاعفة، ليس فقط بسبب التوقيت، بل لأن القرار جاء دون ذكر الشروط التقليدية التي كانت واشنطن تطرحها، لا حديث عن حقوق الإنسان، ولا عن العدالة الانتقالية، بل تركيز على "إبعاد الجهاديين الأجانب" و"ضمان حق أميركا في مكافحة الإرهاب"، وأخيراً، فتح باب التفاوض مع إسرائيل. لم يكن هذا القرار معزولًا عن سياق أوسع. فقد جاءت الخطوة بعد اتصالات مكثفة بين واشنطن وكل من أنقرة والدوحة والرياض، التي قدمت دعماً سياسياً لحكومة أحمد الشرع الجديدة في دمشق، التي حلت محل نظام بشار الأسد بعد سلسلة من التفاهمات الإقليمية والدولية. وظهر أن رفع العقوبات جزء من تسوية أكبر تهدف إلى دمج سوريا في منظومة إقليمية جديدة، بقيادة سنية، تمتد من الخليج إلى الأردن فسوريا وتركيا. إيران... عدوّ دائم؟ رغم تغيّر اللهجة الأميركية تجاه سوريا، بقيت إيران في موقع الخصم. فقد حرص ترامب على تأكيد رفضه لأي تساهل في الملف النووي، داعياً إلى جبهة موحدة "لمنع طهران من استغلال الثغرات الإقليمية". وكان لافتاً أن النقاشات مع السعودية وقطر والإمارات تطرقت إلى صياغة مفهوم جديد لـ"الردع الخليجي"، بمشاركة أمنية أميركية أكثر وضوحاً. إن كانت إيران خصماً مباشِراً، فإن الصين تُمثّل، من منظور واشنطن، تحدياً استراتيجياً طويل الأمد. حاول ترامب طمأنة شركائه الخليجيين بأن التعاون مع أميركا لا يعني القطيعة مع الصين، لكنه لم يُخفِ انزعاجه من تنامي النفوذ الصيني في قطاعات حساسة كالتكنولوجيا والطاقة. ورغم ذلك، لم تغب الصين عن طاولة النقاش. فقد شددت أطراف خليجية على ضرورة الحفاظ على علاقة متوازنة مع بكين، بوصفها شريكاً اقتصادياً لا يمكن تجاهله، خصوصاً في سياق خطط التنويع الاقتصادي التي تقودها دول مثل السعودية والإمارات. تباينات في الرؤى: فلسطين وإسرائيل شهدت لقاءات ترامب تباينات واضحة في مقاربة القضية الفلسطينية، حيث لم تحظَ هذه القضية، التي تعد محورية في الخطاب العربي، بالاهتمام المتوقع. وتركزت المداولات على الوضع الإنساني في غزة والمفاوضات الجارية في الدوحة لوقف إطلاق النار. وتعكس هذه المقاربة البراغماتية استياءً في بعض الأوساط الخليجية، التي ترى أن الولايات المتحدة بدأت تتعامل مع فلسطين كورقة تفاوضية ضمن استراتيجياتها الأوسع، لا كملف مستقل يتطلب معالجة عادلة ومستدامة. هل نحن أمام لحظة مفصلية؟ بكل المقاييس، شكّلت زيارة ترامب للمنطقة محطة سياسية محورية، أعادت تأكيد أهمية الشراكة الأميركية–الخليجية، وطرحت نموذجاً جديداً من التحالفات يقوم على المصالح الاقتصادية والتفاهمات الإقليمية وفقاً للمتغيرات العالمية. ومع ذلك، تبقى هذه اللحظة محاطة بتحديات كبرى تتطلب إدارة متوازنة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى. تباين المواقف من إيران والصين قد يؤدّي إلى صدامات خفيّة بين واشنطن وبعض الشركاء الخليجيين، في وقت تستمر فيه العلاقات الخليجية الصينية، التي قد تسلك مسارات أكثر دقة وخصوصية. أما إعادة تأهيل سوريا، التي رغم رمزيتها، فقد تفتح أبواباً جديدة للصراع ما لم تُدَرْ بحذر. زيارة الرئيس الأميركي ترامب للخليج في أيار/ مايو 2025 شكلت لحظة سياسية مهمة في إعادة تشكيل العلاقات بين واشنطن والمنطقة. ورغم ما تحقق من إنجازات اقتصادية واستراتيجية، فإن تباين الرؤى حول قضايا جوهرية مثل التطبيع، الملف النووي الإيراني، والعلاقة مع الصين، يؤكد أن الطريق أمام هذه الشراكات لا يزال معقداً ومفتوحاً على أكثر من سيناريو. سبقت الزيارة تحولات عميقة في مقاربة الإدارة الأميركية للمنطقة، بما في ذلك تصعيد التدخل المباشر سياسياً وميدانياً، والتركيز على تثبيت المصالح الاقتصادية، بغض النظر عن تطلعات شعوب المنطقة وحقوقها. أما الصين، فقد برزت كقوة مؤثرة تقدّم نموذجاً مختلفاً للعلاقات الدولية، يرتكز على المصالح المتبادلة والاحترام، بعيداً عن التدخلات السياسية المباشرة. وتُظهر الصين قدرتها على إحداث توازن جديد في المنطقة من خلال مبادرات اقتصادية ضخمة مثل "الحزام والطريق"، ودعم مشاريع التنمية والبنية التحتية، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في بيئة أقل توتراً. تقع المنطقة اليوم في مفترق مصالح وتوازنات معقدة، حيث يتداخل فيها النفوذ الأميركي والإقليمي مع صعود قوى جديدة مثل الصين، ما يشكل تحدّياً وفرصة في آن واحد. في هذا السياق، تواجه الدول العربية تحدياً جوهرياً يتمثل في كيفية تعزيز دورها كشريك فاعل في صياغة مستقبل منطقتها ضمن عالم متعدد الأقطاب، بما يضمن استقلالية القرار والسيادة السياسية، ويخدم مصالح شعوبها ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية.

نتنياهو يشتري الوقت بحفنة مساعدات لغزة... والضغط الدولي لن يثمر بلا تدخّل ترامب
نتنياهو يشتري الوقت بحفنة مساعدات لغزة... والضغط الدولي لن يثمر بلا تدخّل ترامب

النهار

timeمنذ 41 دقائق

  • النهار

نتنياهو يشتري الوقت بحفنة مساعدات لغزة... والضغط الدولي لن يثمر بلا تدخّل ترامب

بسماحه إدخال حفنة من الشاحنات المحملة بحليب الأطفال والقمح والدواء إلى قطاع غزة بعد نحو ثلاثة أشهر من الحصار المطبّق، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شراء الوقت، وإسكات الدول التي ترفض إعادة احتلال القطاع. ويفصّل نتانياهو بين العمليات العسكرية الجارية بضراوة وقراره إدخال كمية محدودة من المساعدات الإنسانية، التي قال إن الهدف منها حماية إسرائيل ديبلوماسياً في العالم. وأسهب في شرح حيثيات قراره، عازياً إياه إلى ضغوط من "الأصدقاء المقربين من إسرائيل في العالم"، فضلاً عن أن داعمي الدولة العبرية في مجلس الشيوخ الأميركي أبلغوه، أنه لا يمكنهم أن يتحملوا خروج صور عن المجاعة الحادة في غزة. أما في شأن البيان الذي صدر عن 22 دولة في العالم، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وأوستراليا واليابان، ويهدد بـ"إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل في حال عدم مسارعتها إلى إدخال مساعدات إنسانية ووقف هجومها، فقد عدّه نتنياهو بمثابة "جائزة ضخمة" للهجوم الذي شنته "حماس" على غلاف غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. ومع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدفع نحو إعادة النظر في اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، فإن نتنياهو مطمئن إلى أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان سيستخدم الفيتو ضد أي محاولة لاستخدام العقوبات للضغط على تل أبيب للقبول بوقف النار وتبادل الأسرى ووقف العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية أيضاً. على الأرجح أن أكثر ما استفز الدول الموقّعة على البيان، هو أن نتنياهو جاهر الإثنين بأن هدف الحرب يتمثل في إعادة احتلال غزة بالكامل وتحقيق "النصر المطلق". وعودة الاحتلال تعني عودة الاستيطان، بما ينسجم مع ما يطالب به الوزيران المتشددان في حكومته بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير منذ بداية الحرب قبل نحو 20 شهراً. ومع أهمية تصاعد الضغط الديبلوماسي الدولي، فإن هذا الضغط لن يؤتى ثماره من دون انضمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب إليه. ولا توجد مؤشرات في الوقت الحاضر على مثل هذا الاحتمال، والحكومة الإسرائيلية تسترضي البيت الأبيض، بإبقاء الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة. والمفاوضات التي تراوح مكانها، لم تعد تدور عمّا إذا كان يتعين الإفراج عن كامل الأسرى أو عن نصفهم أو عن مدة الهدنة المفترضة. صار النقاش أصعب لأنه يبحث عن صياغة توفق بين ما يطرحه نتنياهو من إمكانية لوقف القتال من دون الذهاب إلى حد وقف الحرب. الاكتفاء بصيغة "وقف القتال" تتيح للائتلاف الحكومي الإسرائيلي البقاء على قيد الحياة، في حين أن "وقف الحرب" تعني سقوطه. في المقابل، صارت "حماس" أكثر تقبّلاً لإطلاق كامل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، شرط الحصول على ضمانة أميركية بأن إسرائيل ستوقف الحرب وليس وقف القتال لفترة محددة، سواء طالت أو قصرت. مهمة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، باتت أكثر تعقيداً، لأنها تقتضي التوفيق بين هذين الحدين الأقصيين لإسرائيل و"حماس". ترامب وحده القادر على إقناع نتنياهو بوقف الحرب. وحتى اللحظة لم يقرر الرئيس الأميركي التدخل في غزة، على غرار ما يفعل بين روسيا وأوكرانيا، أو كما فعل مع الهند وباكستان. تردد ترامب لا يغرق غزة بمزيد من الدماء ويجعل الجوع واقعاً يومياً معاشاً، بل يهدد بنسف ما يعتبره الرئيس الأميركي نجاحات حققها في جولته الخليجية الأسبوع الماضي، على طريق صوغ شرق أوسط "حديث". الضغط الأوروبي والدولي لا يكفي وحده، لحمل نتنياهو على التراجع عن التصعيد، طالما تؤمن له الديبلوماسية الأميركية الحماية من مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية. وهو يشعر بأن البيت الأبيض يمنحه فرصة لإثبات أن الآلة العسكرية الإسرائيلية هي التي "تغيّر" الشرق الأوسط، وليس العودة إلى الديبلوماسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store