
تحقيق يكشف عن تحريض إعلامي إسرائيلي ضد الحكومة السورية
ونشر التلفزيون تحقيقًا لوحدة المصادر المفتوحة، اليوم الثلاثاء، قال إنه وصل من خلاله إلى الجهة التي تقف خلف تلك الحملة، وهي الكيان الإسرائيلي، الذي يسعى لخلط الأوراق واستغلال ملف السويداء لصالحه.
وقال التقرير إن 'معركة اندلعت على منصة إكس لا تقل شراسة عن المعارك التي اندلعت على الأرض'، أركانها تحالف غير معلن بين شبكات إسرائيلية وأقليات سورية، إضافة إلى يمين أمريكي وأوروبي متطرف، شارك فيها 866 ألف حساب، في حملة واسعة كان هدفها النظر بعين واحدة إلى هوية طائفية واحدة للضحايا.
وفي تعليقه على ذلك، قال درويش خليفة، الكاتب الصحفي السوري، لحلب اليوم، إن 'إسرائيل تواصل منذ ما يزيد عن سبع سنوات، مطالبتها العلنية بإخلاء الجنوب السوري من أي مظاهر مسلّحة، وتحديداً من المنطقة الممتدة من الحدود السورية–الإسرائيلية وحتى الكسوة في ريف دمشق، في محاولة واضحة لفرض منطقة عازلة منزوعة السلاح. هذا السلوك، الذي يدّعي الحرص على 'الاستقرار الحدودي'، يخفي في جوهره مشروعاً أعمق يستهدف إضعاف الدولة السورية، بل وتفتيتها إذا اقتضت الضرورة، عبر دعم مكونات محلية تُفتَعل منها توترات واضطرابات داخلية'.
وعلى خلاف ما يروّج له البعض – يضيف الكاتب – فإن 'إسرائيل لا تسعى إلى إقامة نظام فيدرالي في سوريا، بل تخشى هذا النموذج تحديداً. فالفيدرالية، بطبيعتها، تحمل إمكانات إدارية وتنموية ووحدوية قد تتحول إلى نموذج مُعدٍ في الإقليم، بما يهدد البنية المركزية للدولة العبرية ذاتها، القائمة على احتكار السلطة والقوة'، لكن 'ما تريده إسرائيل ليس نموذج حكم ديمقراطي أو لا مركزي في سوريا، بل بيئة مفككة، منهكة، بلا مؤسسات حقيقية، ولا وحدة قرار، يسهل التلاعب بمساراتها وتحريكها وفق المصالح الإسرائيلية. أما الفيدرالية، فهي 'ترف' سياسي كبير لا يمكن لإسرائيل تحمّل نتائجه لا في جغرافيتها ولا في محيطها'.
ويقول معدّو التحقيق إن تحليل أنماط تفاعل المنشورات وشبكاتها، يبين أن حجم التفاعل في الحملة على الحكومة السورية بلغ نحو ثلاثة ملايين منشور، وتصاعد بحدة مع اندلاع المواجهات، حيث تحركت شبكة متعددة الجنسيات والمرجعيات واللغات، ومثلت الولايات المتحدة مصدر الحسابات الرئيسي بنسبة أربعين بالمئة، حيث الحضور الرئيس لشبكات صهيونية ويمينية، متبوعة بفرنسا بنسبة تسعة بالمائة ثم بريطانيا بنسبة ثمانية بالمائة، ما دل على تورط مباشر لليمين الأوروبي المتطرف.
وبحسب المصدر، فقد سيطرت الإنجليزية على النقاش بنسبة ثمانية وسبعين بالمائة، تلتها الإسبانية بنسبة سبعة بالمائة، ثم الفرنسية والهولندية والألمانية. وكشف تحليل السير الذاتية عن نمط رمزي تكرر فيه علم إسرائيل ونجمة داوود وشريط التعاطف الإسرائيلي مع الأسرى، كما حفلت الحسابات اليمينية الغربية بشعارات الطيف المسيحي القومي المتشدد، بينها علم الولايات المتحدة وبريطانيا، وشعارات مؤيدة لترامب، بينما يكشف تشابك اللغات والجغرافيات والرموز عن تحالف رقمي منسق هدفه بناء رواية تقدم الحكومة السورية الجديدة كتهديد وجودي للأقليات.
وعلى الضد، تروج تلك الحملة لصورة إسرائيل كضامن للأقليات الطائفية والعرقية جنوبي سوريا، حيث عملت شبكات صهيونية ويمينية متطرفة على ترويج فرضية ثلاثية الأضلاع: دمغ النظام بالإرهاب، جعل الأقليات ضحايا رغم توثيق عدد كبير من ضحايا الأغلبية أيضًا، وأخيرًا إلباس إسرائيل لبوس السلام. ويقول التحقيق إن الحملة أبرزت مصطلحات تثير رهاب الجمهور الغربي المهووس بتهديد الإرهاب الإسلامي، بحيث تستنفر خوف الجماعة وتسهل تمرير روايتها.
ويرى خليفة أن 'اشتداد الحملات الخارجية التي تستهدف بنية المجتمع السوري، وتسعى لتشويه صورة مكوّناته الأصيلة، لاسيما العشائر، تجعل من الضروري اليوم أن تنخرط القوى المجتمعية السورية كافة في عملية جادة لردم الهوة التي اتسعت مؤخراً بين المركز والأطراف، وإعادة بناء الثقة الوطنية الجامعة'.
ورأى أن 'التحرك الحكومي الأخير، بتوجيه الجهود الإنسانية نحو محافظة السويداء ودعم النازحين من جميع مكونات الجنوب؛ لعله يشكل بادرة إيجابية يجب البناء عليها، خصوصاً إذا رافقها خطاب وطني جامع، تتبناه الدولة وترعاه مؤسساتها، ويُسوَّق إعلامياً على نحو يرسخ الهوية السورية، ويعزز من التلاحم الشعبي في وجه مشاريع التفتيت والتقسيم'.
ووفقا لتحقيق فقد سعت شبكات لبناء فرضية إنسانية تدعم الضحايا من الأقليات مع تجاهل تام لكل ضحية سورية لا تندرج ضمن هذه الخانة، فاستدعت عبارات مثل تعبيرات تخاطب الضمير المسيحي الغربي وتقدم الأحداث كصراع أهلي أو سياسي بل كإبادة جماعية للأقليات الدينية. أما عنصر البناء الثالث، فقام على إعادة تطبيع صورة إسرائيل باعتبارها الوحيدة القادرة على حماية الأقليات. ومع تحليل عينة من نحو 18700 حساب، تبين أن مصدرها بالأساس شبكات صهيونية بلغات متعددة شكلت النواة الأشد تنظيمًا، وضمت حسابات باللغات الإنجليزية والإسبانية والألمانية والفرنسية والهولندية والكندية والبرتغالية البرازيلية، حيث أنتجت وروجت لمحتوى يروج للرواية القائلة بأن النظام الجديد في سوريا متطرف ويشكل خطرًا وجوديًا على الأقليات، مع تقديمها إسرائيل كجهة وحيدة قادرة على الحماية.
يشار إلى أن المجموعات الخارجة عن القانون روّجت لادعاء استهداف الحكومة المكونَ الدرزي في السويداء، فيما تجاهلت دعوات دمشق المستمرة للحل السلمي وعودة مؤسسات الدولة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 9 ساعات
- العين الإخبارية
ويتكوف في «ميدان الرهائن» بتل أبيب.. ساعتان بين غضب ووعد (صور)
تم تحديثه السبت 2025/8/2 03:35 م بتوقيت أبوظبي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يصل إلى "ميدان الرهائن" في تل أبيب معقل احتجاجات ذوي المحتجزين في غزة، هناك حيث قضى ساعتين بين غضب وعهد. ولدى وصول ويتكوف إلى الساحة، هتفت عائلات الرهائن بشعارات من قبيل: «أعيدوهم إلى المنزل الآن»، و«أنقذوهم». وتفاقم شعور العائلات بالغضب والقلق الشديدين بعد نشر حركة "حماس" مقاطع فيديو لرهينتين ظهرت عليهما علامات الجوع التي يعاني منها سكان غزة. وصفقت العائلات لويتكوف في إشارة لتقدير جهوده. وقال ويتكوف للعائلات: "لا نصر دون إعادة الجميع إلى منازلهم، لقد أصبحتم جميعًا جزءًا من عائلتي". وأضاف: "معظم الجمهور الإسرائيلي يريد عودة المختطفين إلى ديارهم، ومعظم سكان غزة يريدون عودتهم أيضًا لأنهم يريدون إعمار القطاع". وتابع ويتكوف خلال اللقاء الذي استمر حوالي ساعتين: "جئتُ شخصيًا لأُطلع على الوضع في غزة، وللتأكد من توافر المساعدات الإنسانية". ولفت إلى وجود "جهودٌ تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة لإدخال المساعدات الغذائية والأدوية إلى القطاع. هناك صعوباتٌ ونقصٌ في المواد الغذائية، لكن لا توجد مجاعة، وبعد دحض ادعاء حماس، يُمكننا مواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن". اعتصام أقامت عائلات الرهائن وأنصارهم مخيمًا احتجاجيًا مُحاطًا بالأسلاك الشائكة في تل أبيب، حيث سيعتصمون للفت الانتباه إلى محنتهم. قال منتدى عائلات الرهائن في بيان: "على خلفية اللقطات المروعة والتقارير القاسية عن حالة الرهائن، ستصرخ عائلات الرهائن هذا الصباح في قلب تل أبيب: سيُقام سياج من الأسلاك الشائكة في ساحة الرهائن، وسيجلس أفراد العائلات مسجونين داخله، ويصرخون بالنداء اليائس لأحبائهم الذين يموتون في الأسر". وناشد البيان "الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية: انظروا إلى أحبائنا - وأعيننا - في أعيننا. الخطر على حياتهم ملموس ومباشر. خطر فقدان هؤلاء القتلى يتزايد". وتابع: "هذا هو الوقت المناسب لاتفاق شامل وإنهاء الحرب. لا مزيد من التأخير. لا مزيد من تركهم خلفهم. أوقفوا هذا الكابوس وأخرجوهم من الأنفاق إلى ديارهم". بين التأكيد والنفي تسببت مقاطع الفيديو المنتشرة بشكل واسع في إسرائيل في جدل كبير، وفيما اعتبرت تل أبيب المجاعة في غزة «دعاية» من حماس، إلا أن العائلات وصحفيين إسرائيليين قالوا" هكذا يبدوا الجوع في القطاع". وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية: نفهم الآن كيف يبدو الجوع حقا وكيف أنه حقيقي". وقالت عيناف تسنجاوكر، والدة الجندي متاًن الاسير في غزة: "لا يمكن الاستمرار هكذا بعد الآن، الفيديوهات التي ظهرت في اليومين الماضيين تكسرنا. أطفالنا يمرون بمحرقة". وأضافت خلال مؤتمر صحفي أنها توجهت إلى منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي غال هيرش وأخبرته أن متان أصبح "جلداً وعظماً". ووفقاً لأقوالها، رد عليها بأن هذا "دعاية لحماس". وأشارت إلى أن الأزمة الحالية تُمثل "فشلاً ذريعاً" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن جهته، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان على منصة "إكس": "الآن في ساحة الرهائن: الوقت نفد، الرهائن بين الحياة والموت. الحكومة تعرقل الصفقة لأسباب سياسية فقط". ومشددا: "يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لإعادتهم جميعا الآن". فيما قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان: "كل الذين اختطفوا يجب أن يعودوا دفعة واحدة الآن". aXA6IDgyLjI3LjIzMC44MCA= جزيرة ام اند امز AL


العين الإخبارية
منذ 12 ساعات
- العين الإخبارية
الذكرى 35 لغزو الكويت.. التضامن الخليجي سند حقيقي لمواجهة التحديات
التضامن الخليجي السند الحقيقي لمواجهة التحديات.. أحد أهم الدروس المستفادة من الغزو العراقي للكويت التي تحل ذكراه الـ35، اليوم السبت. درس مهم يُستلهم من وحي تلك الذكرى الأليمة، آثر الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات التذكير به في تغريدة له عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" بهذه المناسبة، ضمن دروس عدة يأتي على رأسها أهمية الحفاظ على الوطن. وقال الدكتور قرقاش في تدوينته:" غزو دولة الكويت الشقيقة واحتلالها الغاشم شكّل لحظة وعي حاسمة لجيلٍ كامل في الخليج العربي، تعلمنا أن الوطن أولاً وأبداً، وألا ننخدع بالشعارات، وأن نعوّل على التضامن الخليجي، فهو السند الحقيقي". وأضاف: "وفي الذكرى 35 للغزو، ما أشدّ الحاجة لترسيخ هذا الوعي في نفوس الأجيال الجديدة." دور خليجي بارز تحلّ تلك الذكرى، في وقت تترأس فيه الكويت الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، بعد استضافتها القمة الخليجية الـ45 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز التضامن الخليجي. ويستلهم الكويتيون من تلك الذكرى أهمية تحقيق التضامن الخليجي والعربي، حيث كان هناك دور خليجي عربي بارز في دعم ومساندة الكويت لتحقيق التحرير، حيث اتخذت القيادة الكويتية من دول مجلس التعاون عاصمة لها، تُخطّط وتضغط، وتُسيّر جهودها الدبلوماسية التي أثمرت النصر، بعد إقناع المجتمع الدولي بالتدخل لدحر قوات نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. الإمارات والكويت.. بطولات تعزز العلاقات أيضًا، تحلّ تلك الذكرى فيما تمضي العلاقات الأخوية التاريخية المتينة التي تجمع دولتي الإمارات والكويت إلى آفاق أرحب، وسط حرص متبادل على مواصلة تنمية تعاونهما بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين الشقيقين. تُوّجت تلك العلاقات بزيارة مهمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إلى الكويت في يونيو/حزيران الماضي، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وتم خلالها توقيع 14 اتفاقية. وتهدف الاتفاقيات، التي جرى توقيعها، إلى تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، وبناء شراكات فاعلة تخدم المصالح المتبادلة للبلدين وأولوياتهما التنموية. جاءت هذه الزيارة بعد نحو 7 أشهر من "زيارة الدولة" التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. زيارةٌ رسمت خلالها الكويت لوحة حب استثنائية لدولة الإمارات وقيادتها، عبر استقبال رسمي وشعبي مهيب. وجاءت "زيارة الدولة"، التي تُعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، بعد زيارة مماثلة أجراها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لدولة الإمارات في 5 مارس/آذار 2024، وقوبل خلالها بحفاوة بالغة. وتبادُل هذا النوع من الزيارات يحمل رسائل ودلالات حول قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين، وحجم ومكانة القيادتين. وفيما تمضي العلاقات الأخوية بين البلدين إلى آفاق أرحب، يستذكر الكويتيون في الذكرى الـ35 لغزو بلادهم، الدور البطولي للإمارات، ووقوفها إلى جانب بلادهم خلال محنة الغزو العراقي في 2 أغسطس/آب 1990، وصولًا إلى تحريرها في 26 فبراير/شباط من العام التالي. وكان لدولة الإمارات وجيشها الباسل وقفة حازمة إلى جانب دولة الكويت، وسطّر أبناء الإمارات بدمائهم الطاهرة ملاحم بطولية في دفاعهم عن الحق والشرعية في حرب تحرير الكويت، وبلغ عدد شهداء الإمارات في المعركة 8 شهداء و21 جريحًا. وقد سطّر التاريخ بحروف من نور مواقف دولة الإمارات وقيادتها وشعبها في دعمهم ونصرتهم للحق ولدولة الكويت وشعبها، إذ عبّر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن ذلك بقوله: "إذا وقعت أي واقعة على الكويت فإننا لا نجد من الوقوف معها بدًّا مهما حدث.. فهذا شيء نعتبره فرضًا علينا يمليه واقعنا وتقاربنا وأخوّتنا". المتاجرون بالشعارات ومن الدروس المهمة التي آثر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، التذكير بها في تغريدته بهذه المناسبة، هو ألا ننخدع بالشعارات. وهو درس مهم، خاصة في الفترة الحالية التي كثرت فيها حملات التشويه والتشكيك والأكاذيب من أصحاب الأجندات المضلّلة والمتاجرين بالقضايا. ونجحت الإمارات في تطبيق هذا الدرس على أرض الواقع، في أكثر من صعيد، وهو ما عبّر عنه الدكتور قرقاش في تغريدة له، أمس الجمعة، قال فيها: "المثابرة في العمل والسير بثبات على طريق النجاح والتنمية هو نهج دولة الإمارات وقيادتها ورسالتها الدائمة، فالأوطان تُبنى بالرؤية والقيم والعزيمة، ولا دليل أبلغ من لغة الأرقام والنتائج، وإذا كان هذا هو المقياس فلنَمضِ قُدُمًا غير عابئين بالتشكيك والشكاكين." وتجسّد الإمارات هذا النموذج في دورها المساند للقضية الفلسطينية ودعم غزة عبر مبادرات رائدة، بعيدًا عن المتاجرة بالقضية. ورسمت دولة الإمارات، عبر تلك المبادرات، ملحمة إغاثية إنسانية جعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص، والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، التي تُبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع. إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن. وضمن هذه الرسالة الإنسانية الراسخة، أرسلت دولة الإمارات مساعدات طبية وإغاثية إلى القطاع عبر كل السبل المتاحة برًّا وبحرًا وجوًّا، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.5 مليار دولار أمريكي، لتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا". وتُبرز هذه الجهود التزام الدولة بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في أوقات الحاجة، وستواصل تقديم هذا الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه. الوطن أولاً وأبدًا أهمية المحافظة على الوطن درس مهم يُستلهم من وحي تلك الذكرى، آثر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، التذكير به، مؤكدًا أن "الوطن أولاً وأبدًا". وقد أثبت الشعب الكويتي للعالم أجمع، إبان الغزو، أن حب الوطن لا يُهزم، وأن الإيمان بالشرعية والوحدة الوطنية أقوى من كل قوة. وقد تجلّت أروع صور التضحية والبطولة في مقاومة الاحتلال، وفي وقوف الشعب خلف قيادته الشرعية، فيما بزغ نور المقاومة الكويتية، حيث سعى أبناء الشعب الكويتي إلى تشكيل فصائل ومجموعات عسكرية خاصة للمساهمة في تحرير بلادهم. وإضافة إلى أهمية المحافظة على الوطن، يستلهم الكويتيون من تلك الذكرى أيضًا أهمية الثقة بالقيادة التي ناضلت حتى إتمام التحرير والوفاء لها، وهو ما يظهر جليًا في الالتفاف الشعبي حول أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، اللذين يقودان البلاد في الفترة الحالية لتجاوز التحديات، والحفاظ على استقراره، وتحقيق الخير والازدهار لأبنائه، والنهوض بالمستقبل. الذكرى الـ35 ومع الذكرى الـ35 لغزو الكويت، يستذكر الكويتيون خلال تلك الفترة الإدارة الحكيمة للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح (أمير الكويت آنذاك)، والأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح (ولي العهد ورئيس الوزراء آنذاك)، اللذين كان لهما دور كبير في حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية والدفاع عن الحق الكويتي. ففي فجر 2 أغسطس/آب 1990، أعطى النظام العراقي السابق، برئاسة صدام حسين، الأوامر لقواته العسكرية بدخول الأراضي الكويتية واحتلالها. ومنذ اللحظات الأولى للغزو، أعلن المواطنون الكويتيون رفضهم للعدوان، ووقف أبناء البلد في الداخل والخارج إلى جانب قيادتهم الشرعية للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته. ووقف العالم أجمع مناصرًا للحق في وجه الغزو، وتشكل ائتلاف عسكري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، مدعومًا بقوة إيمان دول التحالف بعدالة القضية الكويتية. وفي 17 يناير/كانون الثاني 1991، بدأت أول غارة جوية شنتها قوات التحالف الدولية إعلانًا لبدء عمليات "عاصفة الصحراء" لتحرير دولة الكويت. وكان الشعب الكويتي متأهبًا للمساهمة في معركة التحرير، فيما جرى تنسيق كامل بين جميع الأجهزة الحكومية والشعبية، وشارك سلاح الجو الكويتي في الضربات الأولى للقصف الجوي، وكان الجيش الكويتي في الصفوف الأولى للقوات المتحالفة التي دخلت البلاد. ولعبت القوات العربية دورًا بارزًا في إنجاز مهمة تحرير الكويت، وأسهمت السعودية بنصف مجموع قوات مجلس التعاون، وكان لدولة الإمارات وجيشها الباسل وقفة حازمة إلى جانب دولة الكويت. وفجر 26 فبراير/شباط 1991، غادر الجيش العراقي من الكويت ليتم الإعلان عن تحريرها. وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس دولة يزور الكويت بعد التحرير، فيما كانت سفارة دولة الإمارات أول سفارة يُرفع العلم عليها بعد التحرير. ولا ينسى الكويتيون كذلك مواقف العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي فتح قلبه قبل أرضه لأبناء دولة الكويت، واحتضنهم بكل حب في أراضي المملكة، ودافع ماديًا وعسكريًا لنصرة دولة الكويت. aXA6IDQ2LjIwMi4yNTMuMTMg جزيرة ام اند امز JP


العين الإخبارية
منذ 12 ساعات
- العين الإخبارية
هفوة في «قبضة ترامب».. «سيارة السوفيات» تُغضب الجمهوريين
تم تحديثه السبت 2025/8/2 12:30 م بتوقيت أبوظبي هفوة في شعار دعائي تُخرج «قبضة» دونالد ترامب عن مقصدها وتثير غضب الجمهوريين في أمريكا. وتسبب نشر حساب الحزب الجمهوري الأمريكي على منصة "إكس" صورة للرئيس الأمريكي أمام سيارة روسية قديمة عوضا عن صورة سيارة أمريكية، في انتقادات واسعة لم تخل من سخرية غزت مواقع التواصل. وبحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن الصورة عبارة عن شعار دعائي لإحياء صناعة السيارات الأمريكية، وظهر فيها ترامب وهو يرفع قبضتي يديه في تحية مشابهة لما كان يقوم به في حملته الانتخابية التي رفعت شعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". والشعار الدعائي مشابه للشعار على المنشور الذي يقول "اجعل صناعة السيارات الأمريكية عظيمة مرة أخرى". سخرية وغضب طالب المتابعون الذين سخروا بشدة من هذا الخطأ في تصميم الصورة بتسريح القائمين على إدارة الصفحة ومصمميها. وكان الحساب قد علق على مشروع قانون يهدف إلى "إعادة صناعة السيارات الأمريكية العظيمة"، لكن المتابعين لاحظوا على الفور أن الصورة المرفقة تعود لسيارة سوفياتية وليست أمريكية. وعلّق النائب الجمهوري جاك كيمبل عن الدائرة 54 في كاليفورنيا ساخرا، بالقول: "إحضار الرفاهية السوفياتية لإنقاذ أمريكا المتعفنة". فيما كتبت حسابات أخرى تقول ساخرة عبارات من قبيل "نعم. اجعل (سيارات) لادا عظيمة مرة أخرى"، و"لم أكن أدرك أن "لادا" لديها مصنع في الولايات المتحدة. هل سنحصل على صفقة تجارية مع روسيا قريبا؟". بينما قال حساب آخر: "هل سنحصل على سيارات لادا أمريكية الصنع؟ بصراحة، أود أن أتمكن من شراء سيارة جديدة بسعر أقل". aXA6IDE1NC4yMS4zNi4xMzkg جزيرة ام اند امز CA