logo
ما قصة حرق سيارات ومعارض تسلا في أمريكا وكندا وألمانيا .. فيديو

ما قصة حرق سيارات ومعارض تسلا في أمريكا وكندا وألمانيا .. فيديو

السوسنة٢١-٠٣-٢٠٢٥

عمان ــ السوسنةتعرضت العديد من ممتلكات شركة "تسلا" ومعارضها في عموم الولايات المتحدة وكندا لعمليات حرق وإطلاق نار عمدي خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط أعمال تخريب واحتجاجات مستمرة، منذ أن أصبح الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك شخصية رئيسية في إدارة ترامب.
كما تعرض معرض لسيارات تسلا في ولاية أوريغون الأمريكية لإطلاق نار يوم الخميس الماضي للمرة الثانية خلال أسبوع.
وفي حوالي الساعة 4:15 صباح يوم الخميس الماضي، تم إطلاق أكثر من عشر طلقات نارية حول وكالة السيارات الكهربائية في ضاحية تيجارد في بورتلاند، وفقا لإدارة شرطة تيجارد، فيما قالت الشرطة إن إطلاق النار تسبب في أضرار جسيمة للسيارات ونوافذ صالة العرض، ولم يصب أحد بأذى.
ووقع إطلاق نار مماثل في 6 مارس في نفس الموقع، وكانت تسلا هدفا للمظاهرات وأعمال التخريب في الولايات المتحدة وأماكن أخرى هذا العام، حيث احتج المواطنون على إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية، التي يتولاها ماسك وتسعى لتقليص حجم الحكومة الاتحادية.
كما تعرضت 5 سيارات تسلا لأضرار كبيرة إثر اندلاع حريق في مركز تسلا لحوادث التصادم في لاس فيغاس، في أحدث حلقة من سلسلة حوادث استهدفت شركة السيارات الكهربائية، وفقا للشرطة الأمريكية.
وصرح دوري كورين، مساعد قائد شرطة لاس فيغاس الكبرى قائلا: "كان هذا هجوما مُستهدفا منشأة تابعة لشركة تسلا".
وإلى جانب السيارات المحترقة، قال مسؤولون إنه تم رش كلمة "قاوم" على أبواب المنشأة، كما أُطلقت ثلاث طلقات نارية على سيارات تسلا أخرى.
وذكرت الشرطة أن المشتبه به اقترب من المنشأة مرتديا ملابس سوداء، ويُعتقد أنه استخدم زجاجات مولوتوف وسلاحا ناريا لتنفيذ هجومه.
وتلقى المسؤولون إشعارا يفيد بأن شخصا "أشعل النار في عدة سيارات في موقف السيارات وألحق أضرارا بالممتلكات".
وتُجري الشرطة وفرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا في هذا الحادث، الذي يُعتقد أنه هجوم منفرد. ولا تزال السلطات تبحث عن مشتبه به.
هذا واشتعلت النيران أيضا في شاحنتي تيسلا سايبرتراك في معرض سيارات بمدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي)، وفقا لإدارة شرطة مدينة كانساس.
وتعرضت سيارات "تسلا" ووكالاتها ومحطات شحنها للتخريب والحرق العمد، وواجهت احتجاجات في الأسابيع الأخيرة منذ أن تولى الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، منصبه في البيت الأبيض، مشرفا على إدارة كفاءة الحكومة (DOGE).
ففي حادثة كانساس، رصد ضابط شرطة في المنطقة دخانا يتصاعد من إحدى شاحنتي "سايبرتراك" في معرض سيارات "تسلا" على طريق "ستيت لاين" قبل منتصف الليل بقليل.
وحاول الضابط إخماد النيران باستخدام مطفأة حريق، لكن الحريق امتد إلى شاحنة "سايبرتراك" أخرى كانت متوقفة بجوار الشاحنة الأصلية، وفقا للشرطة.
وأضافت إدارة إطفاء مدينة "كانساس" أن وحدة المتفجرات والحرائق العمد طلبت المساعدة في موقع الحادث.
وتمكن المسؤولون من إخماد النيران، وتمت تغطية المركبات ببطانية حريق لمنع إعادة اشتعالها.
وصرحت الشرطة في بيان لها يوم الاثنين: "الظروف قيد التحقيق، ولكن يُجرى التحقيق مبدئيا في احتمال كون الحريق متعمدا".
وأضافت الشرطة أنها لم تعتقل أي شخص على خلفية هذه الحادثة. ويُساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إدارة شرطة مدينة كانساس في هذا التحقيق.
ويأتي هذا في أعقاب سلسلة حوادث مماثلة وقعت في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ففي الأسبوع الماضي، أُطلقت "أكثر من اثنتي عشرة" طلقة نارية على وكالة سيارات تسلا في تيغارد، أوريغون، وفقا لكيلسي أندرسون، مسؤولة الإعلام في إدارة شرطة تيغارد.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت ثلاث سيارات تسلا للتخريب في ديدهام، ماساتشوستس، في 11 مارس، وفقا لإدارة شرطة ديدهام.
وقال مسؤولون إنه "تم رش عبارات" على شاحنتي "تسلا سايبرتراك"، حيث تضررت جميع إطارات الشاحنتين الأربعة وسيارة "تسلا موديل إس".
كما اندلعت احتجاجات ضد الشركة في وكالات بيع السيارات في جميع أنحاء البلاد.
وصرح مايكل فريريتش، أمين صندوق ولاية إلينوي، لشبكة "ABC News" أن المظاهرات وتراجع أسهم الشركة - التي انخفضت بنسبة تقارب 48% هذا العام - يمكن ربطها جميعا بفترة ماسك في "DOGE".
وأوضح فريريتش قائلا: "لقد كان ذلك مصدر تشتيت للشركة ومشكلة للعلامة التجارية".
وفي الأسابيع الأخيرة، باع أربعة من كبار المسؤولين في الشركة أسهمًا بقيمة 100 مليون دولار، وفقًا لإيداعات لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
وقال ماسك، مالك منصة "X"، يوم الاثنين، إن شركاته "تصنع منتجات رائعة يحبها الناس، ولم أؤذ أحدا جسديا قط، فلماذا الكراهية والعنف ضدي؟"
وأضاف ماسك: "لأنني أمثل تهديدا خطيرا لطفيليي العقل الواعي وللبشر الذين يتحكم بهم".
كما أعاد ماسك نشر ردود فعل انتقدت هجمات سابقة على تسلا، بما في ذلك تعليق وصف فيه المسؤولين عن هجوم لاس فيغاس بأنهم "إرهابيون ويجب معاملتهم على هذا الأساس".
ألمانيا
وأعلنت الشرطة الألمانية أنه تم إضرام النار في أربع سيارات تسلا في العاصمة برلين ليلة الجمعة المنصرمة.
ولفتت الشرطة إلى أنه لا يُمكن استبعاد وجود دافع سياسي وراء تلك الوقائع.
وأوضحت أن الحرائق الأربعة اندلعت خلال نصف ساعة تقريبا في أحياء مُختلفة بالعاصمة الألمانية، وتضررت خمس سيارات أخرى خلال العملية.
وقالت الشرطة، في إشارة إلى سيارات تسلا: "احترقت جميع السيارات بالكامل"، مضيفة أن فرق الإطفاء أخمدت الحرائق.
وتتولى إدارة أمن الدولة التابعة للمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية برلين، وهي الإدارة المسؤولة عن التحقيق في الجرائم السياسية، التحقيق في الحادث.
كندا
تضررت العشرات من سيارات تسلا في معرض تابع لوكيل لها في كندا، في حادث يعتقد أنه أكبر عملية تخريب في البلاد ضد الشركة الأمريكية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية يوم الخميس.
وتم استدعاء ضباط شرطة هاميلتون إلى المعرض القريب من مول لايم ريدج في مدينة أونتاريو يوم الأربعاء واكتشفوا أن أكثر 80 سيارة متوقفة في الخارج قد الحقت بها أضرار، وفقا لشبكة ((سي بي سي نيوز)).
وقالت الشرطة إن الأضرار تضمنت "خدوشا عميقة وثقوبا في الإطارات".
واُستهدفت سيارات ووكلاء تيسلا من قبل مخربين في عدد من المدن الكندية منذ أن عين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس التنفيذي للشركة ايلون ماسك للإشراف على وزارة الكفاءة.
وتحقق الشرطة في مدينة لندن بولاية أونتاريو في حريق مشبوه في سيارة تسلا موديل أس في موقف محلي.
وفي يوم الأربعاء، ألقت شرطة مونتريال القبض على ناشطين لقيامهما بالطلاء بالرش خارج معرض لتسلا. وقال التقرير إن مجموعة معنية بالمناخ أعلنت مسؤوليتها عن الحادث ودعت الكنديين إلى "الوقوف" في وجه ماسك، الذي "يدمر الديمقراطيات وينشر إنكار تغير المناخ"، حسب قولها.
وأزال معرض فانكوفر للسيارات سيارات تسلا من فعالياته هذا الأسبوع لأسباب تتعلق بالسلامة، حسبما ذكرت شبكة ((سي بي سي نيوز)).
من جهته، اعتبر ماسك أن أعمال التخريب التي طالت بعض مراكز الشركة مؤخرا ارتكبها أشخاص يعانون من "اضطرابات نفسية وعقلية".
وبدوره، توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، المتورطين بأعمال تخريب ضد شركة "تسلا" التي يملكها مستشاره المقرب الملياردير إيلون ماسك، بالسجن والملاحقة.
وقال ترامب: "الاشخاص الذين يتم القبض عليهم وهم يقومون بتخريب ممتلكات شركة "تسلا"سيواجهون عقوبة تصل لعشرين سنة سجنا".
وأضاف: "العقوبة ستشمل ممولي الأعمال التخريبية أيضا.. نحن نبحث عنهم".
وكان ترامب أكد دعمه لمقاضاة مرتكبي الهجمات على سيارات "تسلا"، ووصف هذه الاعتداءات بأنها "إرهاب محلي".
وقال ترامب في مقابلة على قناة "فوكس نيوز" بوقت سابق، "إذا وعندما يتم القبض على الأشخاص الذين أشعلوا النار على مركبات تسلا، فسوف تكتشفون أنهم يتقاضون أموالا من قبل أشخاص، ذوي نفوذ سياسي كبير على اليسار".
وكانت المدعية العامة الأمريكية باميلا بوندي أعلنت يوم الخميس، عن توجيه اتهامات إلى ثلاثة أفراد مسؤولين عن القاء قنابل حارقة على سيارات تسلا الكهربائية ومحطات الشحن انتقاما من إدارة ماسك.
وقالت بوندي، إن "سلسلة الهجمات العنيفة على ممتلكات تسلا لا تقل عن الإرهاب المحلي"، مبينة أن "وزارة العدل اتهمت بالفعل العديد من الجناة مع وضع ذلك في الاعتبار".
وأشارت إلى أن التحقيقات ستنظر أيضا في "هؤلاء الذين يعملون خلف الكواليس لتنسيق وتمويل تلك الجرائم".
وتم القبض على أحد المتهمين الذي كان يحمل بندقية طراز "إيه آر 15"، بعد إلقاء ما يقرب من ثمانية زجاجات حارقة على وكالة تسلا الواقعة في مدينة سالم بولاية أوريغون.
وتم اعتقال آخر في لوفلاند، كولورادو، بعد محاولته إشعال النار في ممتلكات تسلا بقنابل المولوتوف، فيما عثر على المدعى عليه في وقت لاحق بحوزته مواد تستخدم لإنتاج أسلحة حارقة إضافية.
وفي تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، كتب متهم ثالث رسائل بذيئة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول محطات شحن تسلا قبل إشعال النار في محطات الشحن بقنابل المولوتوف.
ويواجه كل واحد منهم تهما خطيرة عقوبتها لا تقل عن السجن لمدة خمس سنوات وتصل إلى 20 عاما.
وشددت بوندي على أن وزارة العدل ملتزمة بإنهاء جميع أعمال العنف والحرق العمد الموجهة ضد ممتلكات تسلا وغيرها.
ويشار إلى أنه تجمع عشرات المتظاهرين أمام متاجر "تسلا" في أنحاء الولايات المتحدة احتجاجا على ممارسات رئيس إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية إيلون ماسك، وجهوده الرامية إلى خفض الإنفاق الحكومي.
وتأتي هذه الاحتجاجات في إطار رد الفعل المتصاعد في أمريكا الشمالية وأوروبا ضد دور ماسك المزعزع في واشنطن.
ويأمل منتقدو الرئيس دونالد ترامب وماسك في تثبيط ووصم عمليات شراء "تسلا"، الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية التي تعتبر أكبر شركة صناعة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية.
ونظمت الجماعات الليبرالية احتجاجات ضد "تسلا" في محاولة لتحفيز المعارضة ضد ماسك ووزارة كفاءة الحكومية التي أسسها، وتحفيز الديمقراطيين الذين لا يزالون محبطين من فوز ترامب في نوفمبر الماضي.
وقال ناثان فيليبس، عالم في مجال البيئة يبلغ من العمر 58 عاما من نيوتن، بولاية ماساتشوستس، وكان يحتج في بوسطن يوم السبت: "يمكننا الرد على إيلون. يمكننا أن نلحق أضرارا اقتصادية مباشرة بتسلا من خلال الظهور في صالات العرض في كل مكان ومقاطعة تسلا وإخبار الجميع ببيع أسهمهم وبيع سيارات تسلا".
ويتلقى ماسك التوجيه من ترامب لخفض الإنفاق الاتحادي وتقليص حجم القوة العاملة بشكل حاد، ويقول إن فوز ترامب منحه هو والرئيس تفويضا لإعادة هيكلة الحكومة الأمريكية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يوافق على تأجيل فرض الرسوم على الاتحاد الأوروبي
ترمب يوافق على تأجيل فرض الرسوم على الاتحاد الأوروبي

خبرني

timeمنذ 41 دقائق

  • خبرني

ترمب يوافق على تأجيل فرض الرسوم على الاتحاد الأوروبي

خبرني - خبرني - أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه وافق على تأجيل فرض الرسوم التجارية بنسبة 50% على السلع من الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو المقبل. وأشار ترمب في منشور على موقع "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، يوم الأحد، إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي طلبت منه تأجيل فرض الرسوم، الذي كان متوقعا اعتبارا من 1 يونيو. وأضاف ترمب : "وافقت على التأجيل حتى 9 يوليو عام 2025"، مشيرا إلى أن فون دير لاين أكدت له أن المفاوضات التجارية بين بروكسل وواشنطن ستبدأ قريبا. وقال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض تعليقا على الاتصال الهاتفي إن فون دير لاين أعربت عن رغبتها في "البدء بالمناقشات الجدية". وكان ترمب قد أعلن عن صعوبة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وأنه أوصى بفرض الرسوم على الواردات من الاتحاد الأوروبي بنسبة 50% اعتبارا من 1 يونيو المقبل. واعتبر ترمب أن عجز الميزان التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي "غير مقبول"، مشيرا إلى أنه يبلغ 250 مليار دولار.

خطة ترامب لترحيل الغزيين إلى ليبيا عبثية بقدر ما هي غير أخلاقية
خطة ترامب لترحيل الغزيين إلى ليبيا عبثية بقدر ما هي غير أخلاقية

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

خطة ترامب لترحيل الغزيين إلى ليبيا عبثية بقدر ما هي غير أخلاقية

سام كيلي* - (الإندبندنت) 2025/5/20 الخطة التي يدور الحديث عنها لترحيل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا مقابل الإفراج عن أموال ليبية مجمدة توازي في وحشيتها مشاريع التطهير العرقي. وتمضي إسرائيل قدماً في حملتها بدعم غربي مكشوف، وسط تواطؤ بريطاني وصمت دولي يعيدان إلى الأذهان فظائع رواندا، وينذران بكارثة ستمتد آثارها لعقود. اضافة اعلان *** أفادت التقارير بأن الخطة الأخيرة المنسوبة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الكارثة الجارية في غزة تتمثل في محاولة ترحيل مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة إلى ليبيا، في مقابل الإفراج عن 30 مليار دولار من الأصول الليبية المجمدة. هذه الفكرة عبثية بقدر ما هي لا أخلاقية. يبدو أن هذا الطرح لا ينفصل عن حملة يقودها البيت الأبيض لتكريس الحملة الإسرائيلية كأمر طبيعي ومشروع، والتي تقوم باستخدام القنابل والرصاص، والتجويع والتدمير الجماعي للمنازل، واستهداف المستشفيات والطواقم الطبية، بهدف جعل غزة غير صالحة للعيش. في هذا السياق، وصفت الأمم المتحدة و"المحكمة الجنائية الدولية" ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي وجيشه بأنه لا يقل عن كونه إبادة جماعية أو جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية. وهنا لا يحتاج المرء إلى نقاش قانوني حول المصطلحات لمعرفة ما يحدث فعلاً هناك. يرى النقاد أن ما يجري في غزة هو حملة تدعمها بريطانيا من خلال قيامها بتصدير مكونات الأسلحة إلى إسرائيل، وتنظيم رحلات لطائرات تجسس تحلق فوق غزة بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي. باختصار، تعد المملكة المتحدة متواطئة في ارتكاب إسرائيل فظائع ضد المدنيين. وسوف يحاسب التاريخ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وحكومته على هذا التواطؤ، وكذلك سيفعل الشعب البريطاني أيضاً. هناك ازدواجية في المعايير بين دعم أوكرانيا بذريعة أخلاقية في مواجهة فلاديمير بوتين، ودعم حملة نتنياهو، بشكل خاطئ، ضد المسلمين ذوي البشرة الداكنة. وسوف يتهم كثيرون المملكة المتحدة بالعنصرية. قد نتفهم أن إسرائيل شعرت بغضب عارم وألم شديد نتيجة لهجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 الذي نفذته "حماس" ومؤيدوها، حيث تعمدت "حماس" ارتكاب الفظائع بهدف استدراج رد فعل غير متكافئ، وحصلت على ما أرادت. لكنّ اليمين المتطرف في إسرائيل استغل الحملة الجارية في غزة ليؤكد أن الهدف بعيد المدى، مع تصعيد القوات البرية لعملياتها مجدداً، هو "احتلال" القطاع. وقد صرح نتنياهو بأنه يريد أن يرى "إجلاء طوعياً" لسكانه. وسوف تبقى القوات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، كما قال نتنياهو: "لن يدخلوها (الجيش) ثم يخرجوا منها". إن ما يجري هناك سيئ من الناحية الأخلاقية بقدر ما هو سيئ بالنسبة لإسرائيل التي فقدت حقها في الادعاء بأنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". فقد عمدت إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من الضفة الغربية لصالح مستوطنات مخصصة للإسرائيليين فقط، وفرضت نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، فضلاً عن تقييد حقوق الشعب الفلسطيني الأصلي في سائر الأراضي الفلسطينية. في العام 2021، صرحت منظمة "بتسيلم"، وهي أبرز منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، بما يلي "يطبق النظام الإسرائيلي نظام فصل عنصري (أبارتهايد) في جميع الأراضي التي يسيطر عليها (المناطق الخاضعة لسيادة إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة). ويرتكز هذا النظام على مبدأ تنظيمي واحد يشكل الأساس لمجموعة واسعة من السياسات الإسرائيلية: تعزيز وترسيخ سيادة فئة واحدة -اليهود- على فئة أخرى -الفلسطينيين". كما اتهمت المنظمة حكومة بلدها بارتكاب "تطهير عرقي" في غزة". عامي أيلون هو الرئيس السابق لجهاز الشاباك (الأمن الداخلي) الإسرائيلي. وتقوم الوكالة بالتجسس على الفلسطينيين، وتسهم في تصفية قوائم "الإرهابيين" المزعومين، وأحياناً تقتلهم بنفسها. وقد صرح، متحدثاً عن الحرب الإسرائيلية في غزة، قائلاً إن الحرب "ليست حرباً عادلة"، وإن استمرارها يهدد بانهيار إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. وأضاف: "إننا نعرض أمننا للخطر إذا لم نوقف هذه الحرب". في المقابل، لا يمكن لكير ستارمر ووزرائه ادعاء أنهم لا يعرفون ما يحدث. وبالتالي، عليهم أن يصرحوا جهاراً وبصريح العبارة بأن ما يجري في غزة يجب أن يتوقف فوراً. كما يترتب عليهم إنهاء أي دور تلعبه المملكة المتحدة في هذا السياق. يكتفي ستارمر بوصف منع إسرائيل وصول المساعدات إلىغزة بأنه "غير مقبول"، متجاهلاً تدمير 80 في المائة من البنية التحتية في القطاع ومقتل ما يزيد على 52 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. على الجانب الآخر، يرزح بوتين مسبقًا تحت عقوبات دولية، ولا تستطيع بلاده استيراد أي شيء من أوروبا أو المملكة المتحدة أو أميركا يكون من شأنه أن يسهم في دعم حربه في أوكرانيا. وكان القتلة الذين يقودهم بوتين قد قتلوا عددًا أقل بكثير من المدنيين (12.500 على الأقل) مقارنة بما ارتكبته قوات الدفاع الإسرائيلية من قتل وتدمير. في الوقت الراهن، ليس هناك أي حديث يدور عن فرض عقوبات على إسرائيل بسبب ما يحدث في غزة. وفي هذا السياق، تساءل توم فليتشر، الدبلوماسي البريطاني السابق ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمام مجلس الأمن، قائلاً: "هل ستتحركون بحزم لمنع الإبادة الجماعية في غزة وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟". ولم يأت الجواب من المملكة المتحدة، بل من السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الذي وصف سؤال فليتشر بأنه "تصريح غير مسؤول ومتحيز وينسف أي مفهوم للحياد". يصادف أنني أكتب هذه السطور من منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا، حيث شهدت رواندا، قبل 31 عاماً، أسرع وأفظع مذبحة جماعية في التاريخ منذ محرقة الهولوكوست. في ذلك الحين، قُتل الناس بمعدل نحو 10 آلاف شخص يومياً، في محاولة متعمدة من ميليشيات "الهوتو" المتطرفة للقضاء على أقلية التوتسي في البلاد. في ذلك الحين، رفضت بريطانيا والولايات المتحدة استخدام مصطلح "إبادة جماعية" لوصف ما كان يحدث حتى لا تضطر إلى التدخل لوقف المذبحة في ظل القانون الدولي. وبقي العالم صامتاً ولم يحرك ساكناً إلى أن نجح جيش التوتسي المتمرد في وقف عمليات القتل في رواندا. لكنّ المذبحة لم تتوقف على الرغم من ذلك، بل امتدت إلى زائير المجاورة، المعروفة الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية. وساد هوس بالقتل أو التعرض للقتل في معظم أنحاء البلاد الشاسعة. وأسهم ذلك في جر الدول المجاورة إلى حرب ضروس أودت بحياة نحو 5 ملايين شخص، وما تزال مستعرة حتى اليوم. كان من السهل نسبياً التدخل لإيقاف الإبادة الجماعية في العام 1994، لكن التعامل مع الأهوال التي أعقبتها كان شبه مستحيل. الدرس المستخلص من غزة هو أن الفشل في وقف المجازر الجماعية هناك، ستكون له تبعات كارثية وطويلة الأمد وعنيفة. لن ينسى الفلسطينيون خطط ترامب لنفيهم إلى دول أخرى مثل مصر ونقل سكان غزة الذين شرذمتهم الحرب إلى مناطق أخرى، حتى يتمكن من تحويل الأرض التي خلفوها وراءهم إلى منتجع ساحلي. اليوم، بحسب ما أفادت به قناة "أن بي سي نيوز"، يقترح ترامب أن يتاجر بسكان غزة كما لو كانوا جِمالاً، مع ليبيا. وذلك من خلال رشوة الدولة المنهكة بضخ 30 مليار دولار من أموالها المجمدة، في مقابل أن تستقبل ملايين الفلسطينيين المشردين. هذه الفكرة مجنونة إلى حد يجعل الإشارة إلى استحالة تنفيذها أمراً يكاد يكون غير ضروري. إن حكومة ليبيا لن تقبل بها، وستقوم الدول الأوروبية بإسقاطها فوراً لأنها تعني نقل ملايين الأشخاص إلى نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية إلى أراضيها. وسوف تستشيط وكالات الاستخبارات غضباً لأن ذلك يعني إرسال الحشود المدماة من ضحايا إسرائيل مباشرة إلى أحضان تنظيم القاعدة. لكن هذه الطروحات تخدم حكومة نتنياهو، لأنها توحي بأن أشخاصاً جادين، من داخل الحكومات، باتوا يطرحون السؤال: "إذا لم تكن مصر، وإذا لم تكن ليبيا، فأين إذن؟". يجب أن يكون جواب بريطانيا "لا مكان سوى غزة"، وأن تطالب بصوت عال بإنهاء القتل الجماعي، وعمليات التهجير القسري، والاستيلاء غير القانوني على أراضي الضفة الغربية. قد يكون التحرك الآن متأخراً جداً بالنسبة لعدد كبير من سكان غزة، لكنه قد يساعدهم، وربما يساعد إسرائيل أيضاً، على المدى الطويل. *سام كيلي: كاتب وصحفي بريطاني ومحرر للشؤون الدولية في صحيفة "الإندبندنت". يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الصراعات السياسية والقضايا الجيوسياسية حول العالم. اشتهر بتحقيقاته وتحليلاته العميقة التي تتناول العلاقات الدولية، خاصة في مناطق النزاع مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. يعرف بأسلوبه الصحفي الدقيق والموضوعي. تنشر مقالاته أيضًا في "الغارديان" ووسائل إعلامية دولية مرموقة.

ترامب يصف المفاوضات النووية مع إيران بأنها 'جيدة جدا'
ترامب يصف المفاوضات النووية مع إيران بأنها 'جيدة جدا'

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

ترامب يصف المفاوضات النووية مع إيران بأنها 'جيدة جدا'

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، المفاوضات النووية مع إيران بأنها 'جيدة جدا'. وبين ترامب، 'أحرزنا بعض التقدم الفعلي مع إيران، وعقدنا محادثات جيدة للغاية'. وقال ترامب للصحفيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرزي بينما كان يستعد للعودة إلى واشنطن بعد عطلة نهاية الأسبوع في نادي الجولف في بيدمنستر 'أعتقد أنه يمكن أن يكون لدينا بعض الأخبار الجيدة على الساحة الإيرانية'. من ناحية أخرى، قال ترامب، إنه يفكر بالتأكيد في فرض المزيد من العقوبات على روسيا. وأضاف، 'أشعر بالاستياء لما يفعله بوتين ومقتل الكثير من الناس'. وتابع ترامب، 'لا أعلم ماذا دهاه. ماذا حدث له بحق الجحيم؟ أليس كذلك؟ إنه يقتل الكثير من الناس. أنا لست سعيدا بذلك'. وأكد ترامب تعليق الرسوم الجمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي حتى 9 تموز/يوليو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store