
الضربة الإسرائيلية وأسئلة المجهول
رامي الشاعر
تفتح الخطوات المجنونة التي ارتكبها بنيامين نتنياهو فجر اليوم الباب على مصراعيه أمام جميع السيناريوهات العبثية التي طالما حذرت منها روسيا ولا تزال.
وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه كان على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على أهداف في إيران، وأكد أن الهجوم لم يكن مفاجئا بالنسبة له.
من جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن ضربة إسرائيل ضد إيران 'أحادية الجانب'، وأكد 'عدم تورط الولايات المتحدة'، مشددا على 'أولويات الولايات المتحدة القصوى في حماية القوات الأمريكية في المنطقة'، وداعيا إيران إلى عدم استهداف المصالح الأمريكية أو الأفراد الأمريكيين.
إلا أن روبيو، في الوقت نفسه، قال إن حليفة الولايات المتحدة إسرائيل 'أبلغت واشنطن أن عملها كان ضروريا للدفاع عن نفسها'.
منذ أيام، وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد ترامب أن ضربة أوكرانيا لأحد مكونات الثالوث النووي الروسي، والهجوم على أحد أدوات الردع الاستراتيجي بين القوتين العظميين، كانت هي الأخرى 'أحادية الجانب'، ولم يكن للولايات المتحدة علم بها، أو قال بمعنى أصح لم يكن لإدارة البيت الأبيض علم بها.
فإذا كان الرئيس ترامب ووزير خارجيته يكذبان بشأن 'أحادية' تلك الضربات، تلك طامة، أما إذا كانا لا يعلمان تفاصيل وتوقيتات الضربات فتلك هي الطامة الكبرى. ويعني ذلك أن أشخاصاً أو كيانات أخرى بعيدا عن الإدارة الأمريكية، وداخل الدولة الأمريكية العميقة، أو في 'مجلس إدارة العالم'، إذا شئت، بين كبريات الشركات الاقتصادية العملاقة والصناعات الدفاعية والمسيطرين على تجارة السلاح حول العالم، يديرون لعبة ليبرالية كبرى انتقاما من فوز الرئيس الأمريكي بالانتخابات، ومن انتصار روسيا في أرض المعركة بأوكرانيا بعد أن توعدها الغرب و'الناتو' بـ 'هزيمة استراتيجية' و'انهيار اقتصادي وشيك'.
وما يجري اليوم أمام أعيننا من الدولة العميقة، وبعض المسؤولين في إدارة ترامب، بالتنسيق مع أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ الدولة العبرية هو محاولة بائسة من هؤلاء لإنقاذ وضع اللوبي الأمريكي الإسرائيلي حفاظا على مخططاته لاستمرار الهيمنة على العالم، لا سيما على منطقة الشرق الأوسط وروسيا.
لقد خسر هذا اللوبي أموالا وموارد لا حصر لها في حربه الهجينة ضد روسيا، ويرى أمام عينيه ديناميكية التغيير في الشرق الأوسط، والسعي الواضح من الدول العربية للتخلص من الهيمنة الغربية، والتمتع بحرية الاختيار والتعاون مع أطراف متعددة (بما في ذلك روسيا والصين وإيران)، ويرى جيدا كيف تهزمه الإرادة الفلسطينية الصلبة ممثلة في الطفل الفلسطيني والأم الفلسطينية، ويرى كيف يقف العالم إجلالا لتلك الرغبة الجبارة التي تجعل من شعبنا الفلسطيني الأعزل ماردا عملاقا أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة، التي تدمر الحجر لكنها أبدا لا تدمر إرادة البشر. لذلك يجن جنون القزم نتنياهو، ويضرب بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ويغتال جهارا نهارا أمام أعين العالم أجمع قيادات وعلماء إيرانيين، ويقصف منشآت نووية إيرانية، فيما يكتفي وزير الخارجية الأمريكية بالقول: 'لا علاقة لنا، ولم نشارك'.
إلا أن الخطير في الوضع الراهن هو ما يحيط بمضيق هرمز، الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للصين، وهنا، فيما أظن وأعتقد، يكمن الخطر الحقيقي لاندلاع نيران أوسع تطال العالم بأسره.
فالصين خلال الأعوام القليلة الماضية عززت بوتيرة متسارعة تعاونها مع مجلس التعاون الخليجي، فيما يشبه التحالف السياسي والاقتصادي غير الرسمي، والذي يضم المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر، بعدما وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة مجلس التعاون الخليجي خطة عمل جديدة لتطوير التعاون العملي بين الجانبين، وتم طرح عدد من المبادرات في القمة الافتتاحية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي عام 2022.
والصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم، حيث تستورد ما يمثل 36% من وارداتها من مجلس التعاون الخليجي، وبإضافة الواردات من العراق وإيران، توفر منطقة الخليج أكثر من نصف احتياجات الصين من النفط الخام. وبعيدا عن الطاقة، تتزايد الروابط التجارية الشاملة بين الصين ومنطقة الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة.
وقد دانت المملكة العربية السعودية الهجمات الإسرائيلية على إيران، وأكدت أنها تعد انتهاكا لسيادة الجمهورية الإسلامية والقانون الدولي. وشددت على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بمسؤوليتهم تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري.
دائما ما يدفعني التفكير في موقع إسرائيل من الإعراب إلى العودة إلى الأزمة الأوكرانية، حيث يطرح التساؤل نفسه بشأن السر وراء اتخاذ بريطانيا وألمانيا وفرنسا هذا الموقف الداعم للحرب والرافض للسلام، والداعم للنظام الأوكراني النازي في كييف، برغم كل التقديرات (حتى الغربية منها ومن محللين وخبراء عسكريين غربيين) أن أوكرانيا تنزلق بسرعة، ومعها 'الناتو' بطبيعة الحال، نحو هزيمة ساحقة.
ما الذي يدفع النظام في كييف لرفض استلام جثث الجنود والضباط الأوكرانيين، الذين زجوا بهم إلى معركة خاسرة بالأساس؟
أعتقد في تقديري الشخصي أن تنسيقا ما كان يدور وراء الكواليس بين اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والانقلاب الذي أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014، وكان هذا اللوبي يضع من ضمن أهدافه السيطرة الكاملة على أوكرانيا للتحكم بممرات وترانزيت الغاز والنفط من روسيا إلى أوروبا، وهناك احتمال كذلك أن تصريحات المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بشأن استغلال اتفاقيات مينسك لكسب الوقت لإعداد أوكرانيا للمواجهة مع روسيا قد تكون غير دقيقة أو مقتطعة من سياق أوسع. فقد صرح خبراء عسكريون حينها، فرنسيون وألمان وبريطانيون، بأن المراهنة على هزيمة روسيا العسكرية مستحيلة.
لكن زعماء هذه الدول الثلاث، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، يدركون تماما أن الولايات المتحدة تقف وراء الانقلاب في كييف، وقد عبرت في غير مرة، بتصريحات مبطنة وبأشكال أكثر مباشرة، عن عدم رضاها عن تطور العلاقات الأوروبية الروسية، لا سيما في مجال الطاقة وفي مجال المشروعات المشتركة الضخمة وأنشطة الشركات والبنوك الغربية في روسيا وتنامي التبادل التجاري وغيرها من أشكال التعاون البناء ذو المصلحة المشتركة، استنادا لقواعد الجغرافيا والتاريخ. إلا أن سيطرة اللوبي الصهيوني على توجه الشركات العملاقة العابرة للقارات واستبدال الغاز الروسي الطبيعي بالغاز الأمريكي المسال الذي يبلغ سعره أكثر من ضعف سعر الغاز الروسي، ثم وقف نظام 'السويفت' البنكي العالمي للتعامل مع روسيا، ووقف التأمين على سفن الشحن الروسية والتي تنقل القمح والأسمدة الروسية، ومنعها من دخول الموانئ العالمية، وتفجير خط أنابيب 'السيل الشمالي'.
اليوم، يقوم هذا اللوبي الذي يتحكم بإدارة البيت الأبيض بالإعلان عن رغبته في اندلاع حرب بالشرق الأوسط، بعد إضرامه النيران في أوروبا، ويقف مجلس الأمن الدولي مشلولا أمام 'الفيتو' الأمريكي بشأن مشروع قرار لوقف جرائم إسرائيل في غزة.
إنه استمرار للتحدي ليس فقط بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي، بل بين إسرائيل وكل محبي السلام وكل الأحرار في جميع أنحاء العالم. تقف إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة (بصرف النظر عن تصريح المسؤولين والقادة!)، أمام بقية العالم.
نحن أمام عالم جديد وخرائط جديدة تتشكل، أعتقد أن الهيمنة الغربية والأمريكية تلفظ أنفاسها الأخيرة، بصرف النظر عن كل الدمار والمآسي والآلام التي تنتظر العالم وربما منطقتنا في الشرق الأوسط بشكل أخص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ ساعة واحدة
- الحركات الإسلامية
لبنان.. موقف احترازي من المواجهة الإسرائيلية الإيرانية/سلطات طرابلس للقبض على الميليشياوي «العمو» المطلوب دولياً/السودان: عاصمة ولاية شمال كرفان تحت القصف المدفعي ومقتل 6
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 14 يونيو 2025. الاتحاد: «التعاون الخليجي»: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصعيد يشعل فتيل صراع أوسع أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي عن إدانة المجلس للهجمات الإسرائيلية على إيران. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الهجمات الإسرائيلية على إيران بأنها تمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وطالب البديوي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته نحو الوقف الفوري للهجمات، وتجنب التصعيد الذي قد يشعل فتيل صراع أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي. الخليج: سقوط بقايا صاروخين في درعا السورية ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن بقايا صاروخين إيرانيين سقطا في ريف درعا، أثناء عبورهما الأجواء السورية باتجاه إسرائيل. ووثق مواطنون سوريون بقايا الصاروخين، فيما قال ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن المقاطع ترصد بقايا صواريخ اعتراضية، وأن إيران لم تطلق سوى عدد بسيط من المسيرات. وقالت إسرائيل إنها تعمل على التصدي لنحو مئة طائرة مسيرة أطلقتها طهران صوب إسرائيل، رداً على الهجمات التي شنتها على عشرات الأهداف داخل إيران. الهجمات الإسرائيلية وشنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران الجمعة، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وإن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، بينما أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ تحسباً لرد إيراني بضربات صاروخية وطائرات مسيرة. إدانة عربية واسعة للهجوم الإسرائيلي على إيران دانت دول عربية الهجوم العسكري الذي شنّته إسرائيل على أراضي إيران، والذي استهدف منشآت سيادية وأوقع ضحايا. أكدت سلطنة عمان أن هذا الاعتداء يأتي في توقيت بالغ الحساسية، تتكثف فيه الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، الأمر الذي يكشف بوضوح عن نية متعمدة لعرقلة المسار الدبلوماسي، وإشعال فتيل صراع أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي. من جانبها أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الإسرائيلية على إيران في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية، وبما يعد اعتداء سافراً على السيادة الإيرانية ويعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر. أما المملكة العربية السعودية فقد أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكاً ومخالفةً صريحة للقوانين والأعراف الدولية، مؤكدة أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري. ودانت جمهورية مصر العربية، تلك الهجمات العسكرية التي تمثل تصعيداً إقليمياً سافراً بالغ الخطورة، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. من ناحيتها دانت دولة قطر هذا الهجوم الإسرائيلي، معربة عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية. كما دانت الحكومة الأردنية بأشدّ العبارات، العدوان الإسرائيلي على إيران باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وخروجاً سافراً عن قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ودانت أيضاً الحكومة العراقية الضربات الإسرائيلية على إيران، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» لعدم تكرار العدوان الإسرائيلي الذي يشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين. وأعربت مملكة البحرين عن إدانتها لهذا الهجوم محذرة من تداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي، داعية إلى التهدئة وضبط النفس وخفض حدة التوتر، مؤكدة موقفها الثابت الداعي إلى حل الأزمات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، وضرورة مواصلة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، وأهمية إنهاء هذا الصراع الإقليمي لصالح جميع شعوب المنطقة. البيان: لبنان.. موقف احترازي من المواجهة الإسرائيلية الإيرانية انشغل الوسط اللبناني الرسمي والسياسي بمتابعة مجريات الضربة الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل على إيران، والتي لم تقتصر على المنشآت النووية ومراكز تخزين الصواريخ، بل شهدت عمليات اغتيال طالت مسؤولين إيرانيين وعلماء نوويين كباراً.. وذلك، في العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم الأسد الصاعد، والتي أعقبت التجاذب الواسع بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي يتهم إيران بالسلبية، مما صعد من وتيرة الاستعدادات للضربات، مع الدخول الإسرائيلي المباشر على الخط. ولعل مرد هذا الانشغال يتصل بانعكاس ما يحصل على الوضع اللبناني، سواء في الجنوب أو الضاحية الجنوبية لبيروت. وفيما لبنان يرصد بدقة وقائع المشهد الإقليمي، من بوابة الضربة التي خلطت الأوراق في المنطقة، أشارت مصادر رسمية لـ«البيان»، إلى أن المشاورات بين المسؤولين اللبنانيين التقت على موقف احترازي، خشية توسع إطار الحرب بين طهران وواشنطن وتل أبيب، على خلفية الملف النووي الإيراني. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حزب الله قوله: لن نبادر لمهاجمة إسرائيل ردّاً على ضرب إيران. وقد أتى هذا الموقف بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، والهجمات المتبادلة بين الطرفين، حيث ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته عند الحدود مع لبنان، ولفتت إلى أنه تم وضع خطة هجومية، في حال أُطلِقت النيران من لبنان. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمة كلاماً عن أن الجهد الدولي منصب، لبنانياً، على توفير بيئة آمنة في الجنوب، بعد تيقن المجتمع الدولي من سيطرة الدولة بقواها الذاتية على المنطقة المرشحة للإعمار، ما يتطلب إلزام إسرائيل بوقف خرق وانتهاك القرار 1701. قلق مشروع ووسط ارتفع منسوب الكلام عن أن الأمور بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران من جهة ثانية، وصلت إلى مرحلة اللعب على حافة الهاوية، قبل الوصول إلى الحرب الكبرى أو الصفقة الكبرى، عبرت مصادر دبلوماسية في بيروت لـ «البيان»، عن قلقها من عواقب التصعيد في الملف الإيراني على الوضع اللبناني الذي يتصف أساساً بالتشنج. ورأت هذه المصادر أن لبنان قد يكون إحدى ساحات المواجهة، بأبعادها السياسية والعسكرية، فإيران لها حليفها الأساسي حزب الله، وفي المقابل باتت لإسرائيل هوامش تحرك واسعة بناءً على ما تضمنه اتفاق وقف النار الموقع في نوفمبر الماضي. أما الولايات المتحدة، وبحسب المصادر نفسها، فتمسك بأوراق الأزمة اللبنانية بإحكام، وسيكون من دواعي القلق في لبنان أن تخوض المواجهة إلى جانب إسرائيل. وتوازياً، توقعت المصادر أن يرفع الأمريكيون، ومعهم الحلفاء الغربيون، لهجتهم إزاء أركان الحكم، على قاعدة المماطلة في معالجة ملف سلاح حزب الله والتزام الإصلاحات. وهذا ما سيظهر في الحراك المنتظر من الموفدين الأمريكيين بين سوريا ولبنان قريباً. وما بين حدي كون المنطقة بأكملها باتت على صفيح ساخن، بانت معالمه من خلال الضربة الإسرائيلية لإيران، وواقع الحال في لبنان، الذي بات بدوره تحت الضغط الدولي المتسارع الذي بدأ يلمس مماطلة في تسليم السلاح غير الشرعي ومواربة في الشروع بورشة الإصلاحات، فإن ثمة إجماعاً على أن العالم يقف على حافة سيناريو بالغ الخطورة، قد يعيد خلط الأوراق في المنطقة، وعلى أن التطور الدراماتيكي الحاصل سرّع في وتيرة الأحداث، على نحو ينذر بتحول نوعي في مشهد الصراع الإقليمي، خصوصاً بعد المواقف الأمريكية التي نقلها الرئيس دونالد ترامب، والتي طالب من خلالها طهران بتقديم تنازلات في ما يتعلق بالمفاوضات حول برنامجها النووي، مستبقاً الهجوم الإسرائيلي على إيران بتوصيفه بأنه سيكون قوياً.. فهل تعمد إسرائيل إلى توسيع نطاق عملياتها لتشمل لبنان؟ وكالات: مقتل فلسطيني قرب جنين ووفاة أسير في السجون الإسرائيلية قتل الفلسطيني خالد منير عبد القادر حوبي (40 عاماً) برصاص القوات الإسرائيلية قرب جنين شمالي الضفة الغربية، فيما أعلن عن وفاة أسير فلسطيني من بلدة علار شمالي طولكرم في السجون الإسرائيلية، في حين أخلت إسرائيل المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل، وأغلقت الضفة الغربية بالكامل. وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة الفلسطينية، بمقتل حوبي برصاص الجيش الإسرائيلي واحتجاز جثمانه. وتشهد الضفة الغربية، خاصة مدن الجنوب والشمال، تصعيداً خطيراً في العدوان الإسرائيلي المستمر، وسط حملة اقتحامات واعتقالات وهدم للمنازل والمنشآت، في وقت يتصاعد فيه القلق من تداعيات إنسانية وأمنية متفاقمة. من جهة أخرى، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، وفاة المعتقل رائد إسماعيل عصاعصة (57 عاماً) من بلدة علار شمال طولكرم، في المعتقلات الإسرائيلية. وقالت الهيئة والنادي في بيان، الجمعة، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية، أبلغتهم بوفاة المعتقل عصاعصة، من دون توفر معلومات واضحة عن ظروف وفاته، سوى أنه دخل أحد المستشفيات الإسرائيلية في 9 حزيران/ يونيو الجاري، وارتقى أمس، علماً أنه معتقل منذ 27 يوماً. في غضون ذلك، أخلت السلطات الإسرائيلية، أمس الجمعة، المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي من المصلين، وأغلقت أبوابهما كاملاً، تزامناً مع فرض الجيش إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية المحتلة. وأجبرت قوات إسرائيلية المصلين على مغادرة المسجد الأقصى في القدس بعد صلاة الفجر، ومنعتهم من البقاء داخله، من دون توضيح الأسباب. وأوضح الشهود، أن الشرطة أغلقت لاحقاً كافة أبواب المسجد، في خطوة غير اعتيادية. واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إغلاق الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، ومنع دخول المصلين إليهما، في خطوة تستهدف أهم مقدسين داخل فلسطين. وفي الوقت نفسه، فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية، ودفع إليها المزيد من قواته. وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أنه تم إرسال قوات كثيرة إلى الضفة الغربية من أجل تعزيز القوات القائمة. وقام الجيش الإسرائيلي بإغلاق كافة مدن وبلدات الضفة ببوابات حديدية وسواتر ترابية، حيث فصل المحافظات والقرى عن بعضها بعضاً. ففي نابلس، ذكرت مصادر محلية، أن الجيش الإسرائيلي أغلق كافة مداخل المدينة شمالي الضفة الغربية. وأوضحت المصادر، أن القوات الإسرائيلية أغلقت جميع البوابات على الحواجز المحيطة في نابلس، ومنها عورتا، وبيت فوريك، وصرّة، والمربعة، ودير شرف، وال17، وبورين، ومنعت مركبات المواطنين من الاقتراب من الحواجز، ما عزل المدينة والقرى عن بعضها بعضاً، وعن المدن الأخرى. وأضافت المصادر، أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا الرصاص الحي باتجاه المواطنين وعدد من الصحفيين على حاجز دير شرف غرب نابلس. أما في طولكرم، فأغلقت قوات إسرائيلية كافة مداخل المدينة، وتحديداً الشرقية والجنوبية. وأوضحت مصادر فلسطينية، أن هذه القوات أغلقت بوابتي حاجز «عناب» العسكري شرق المحافظة، في الوقت الذي أغلقت بوابتي جسر جبارة عند المدخل الجنوبي للمدينة مع تمركز جنود إسرائيليين في المكان، ومنع المواطنين والمركبات من الاقتراب. وجنوبي الضفة الغريبة، أغلقت القوات الإسرائيلية جميع مداخل ومخارج الخليل، في إطار الإغلاق الشامل الذي تفرضه على الضفة الغربية. إسرائيل تصعّد قصف غزة.. وتأجيل مؤتمر «حل الدولتين» واصلت إسرائيل قصفها الكثيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أمس الجمعة واستهداف المدنيين والنازحين ومناطق توزيع المساعدات، خصوصاً في مناطق دير البلح وغزة وجباليا وخان يونس، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تحدثت تقارير إخبارية عن وقوع اشتباكات عنيفة شمال غزة وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل سحبت جزءاً من قواتها في قطاع غزة. وقد وثّق مجمع الشفاء الطبي مقتل 4 مواطنين في استهدافات منفصلة، بينهم من كانوا ينتظرون المساعدات، بينما استقبل مستشفى شهداء الأقصى 9 قتلى إثر قصف استهدف مجموعة من المواطنين شرق المطاحن بدير البلح. كما أُصيب 13 مواطناً على الأقل، معظمهم خلال انتظارهم المساعدات في محيط «حاجز نيتساريم» وسط القطاع، بحسب مستشفى العودة في النصيرات وفي شرق مدينة غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الاستهدافات الدامية طاولت شارع الشعف وأحياء الروضة والتفاح، أسفرت عن قتلى وجرحى، إلى جانب قصف محيط رمزون السنافور، فيما وُثِّق سقوط قتيل قرب الجامع العمري في جباليا شمال القطاع وجاءت هذه الهجمات بعد إنذارات بالإخلاء الفوري لسكان أحياء مكتظة، رغم انعدام الملاجئ الآمنة، ما دفع وكالة «أونروا» إلى التحذير مجدداً من سياسة «التجويع والإبادة» التي تنتهجها إسرائيل، على لسان المفوض العام فيليب لازاريني، مؤكداً أن آلية المساعدات الحالية لن تعالج الجوع المتفاقم». من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام ومصادر محلية فلسطينية إن الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في القطاع الشمالي من غزة، وسط تقارير مؤكدة عن إصابة وحدة بصفوف القوات الإسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية جديدة وحسب المعلومات الواردة، فقد تعرضت قوة إسرائيلية مكونة من 4 جنود لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع أطلقته الفصائل الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن قوات الإنقاذ والإجلاء تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال محاولتها انتشال المصابين من منطقة الاستهداف وهو ما أجبرها على التراجع مؤقتاً وسط تغطية جوية مكثفة. في غضون ذلك، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تنفيذ عملية سحب لقواته المتمركزة داخل قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى إعادة توزيع القوات ونقلها إلى جبهات أخرى أكثر توتراً وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن لواء «ناحل»، أحد ألوية النخبة في الجيش، قد تم سحبه من قطاع غزة وإعادة تمركزه في الضفة الغربية، في ما يبدو أنه جزء من خطة شاملة لإعادة توزيع القدرات العسكرية، كما تحّدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما أسمته حدثاً أمنياً شمال غزة، مشيرة إلى أن الطائرات تقوم بعمليات إجلاء إلى المستشفيات. وحسب وسائل الإعلام المحلية أيضاً، فقد قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بعد قصف إسرائيلي على تجمع للأهالي في حي التفاح شرق مدينة غزة وذلك بعد يوم دامٍ قتل فيه 58 فلسطينياً، بينهم 32 من منتظري المساعدات الإنسانية، جراء غارات وإطلاق نار على مناطق مختلفة بقطاع غزة. ومن جانبهما، أعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، أمس الجمعة، قتل وإصابة جنود إسرائيليين واستهداف آليات عسكرية لهم في مخيم جباليا شمالي غزة ومدينة خان يونس جنوبي القطاع وقالت «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في بيان: إن مقاتليها قتلوا سائق حفار عسكري إسرائيلي بعد تفجيره بعبوة شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا، شمالي القطاع وفي بيان منفصل، أوضحت القسام، أنها نفذت كميناً مركباً استهدف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا (شمال)، مستخدمة قذيفة من نوع «تي بي جي» ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوة المستهدفة وأضافت: إنها تمكنت من استهداف دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» وتفجير برج جرافة عسكرية من نوع «D9» بعبوة صدمية، ما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها. وفي سياق متصل، ذكرت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، بأن مقاتليها فجروا، أمس الأول الخميس، حقل ألغام في قوة هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس. الشرق الأوسط: «الحرس الثوري»: وجهنا «صفعة» قوية لإسرائيل والعملية ستستمر قال «قائد الحرس الثوري» الإيراني، أحمد وحيدي، اليوم السبت، إن بلاده وجهت «صفعة قوية» لإسرائيل. وأضاف وحيدي أن عملية «الوعد الصادق 3» ستستمر ما دام ذلك ضرورياً، مشيراً إلى أنه في الخطوة الأولى تم توجيه صفعة قوية للدولة العبرية. ولم يذكر وحيدي تفاصيل عن آثار الضربات الإيرانية على أهداف إسرائيلية. وأعلن الجيش الإيراني اليوم أن الطائرات المسيرة ضربت «بنجاح» أهدافا في إسرائيل. وأطلقت إيران صباح اليوم دفعات جديدة من الصواريخ على إسرائيل ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية على الأراضي الإيرانية، ما يزيد مخاوف التصعيد في المنطقة. وبينما دوت انفجارات قوية جديدة في طهران خلال الليل، عاش سكان إسرائيل ولا سيما منطقة تل أبيب منذ الجمعة على وقع صفارات الإنذار والدعوات للتوجه إلى الملاجئ مع إطلاق طهران صواريخ على الدولة العبرية ردا على الضربات الموجهة إليها. وأكدت إيران استهداف «قواعد» و«بنى تحتية عسكرية» إسرائيلية. ونفذت إسرائيل هجومها بعد تزايد الضغوط على إيران التي يشتبه الغربيون وإسرائيل بسعيها لحيازة السلاح النووي، ما تنفيه طهران متمسكة بحقها في برنامج نووي مدني. ويأتي الهجوم أيضا قبل يومين من موعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي مقرّرة الأحد في عُمان، إلا أن مصير هذه المحادثات بات مجهولا. استنفار في شرق سوريا تحسباً لهجمات فصائل عراقية شهدت قواعد التحالف الدولي في شمال شرقي سوريا حالة تأهب غداة هجوم الجيش الإسرائيلي ضد إيران، ونقلت مصادر عسكرية أن قوات التحالف المتمركزة في ريف الحسكة رفعت جاهزيتها القصوى واستنفارها، وسيّرت طلعات جوية فوق قواعدها وعلى المنطقة الحدودية المتاخمة للحدود العراقية، خشية هجمات قد تشنها ميليشيات مرتبطة بإيران في العراق «انتقاماً من الغارات الإسرائيلية». وقالت المصادر إن قوات التحالف المنتشرة في قاعدتي «الرميلان» و«خراب الجير» الواقعتين بريف مدينة المالكية في الحسكة، رفعت حالة الاستنفار والتأهب، وكثفت من طلعات الطائرات الحربية التي سيرتها فوق أجواء قواعدها مروراً بالمنطقة الحدودية المتاخمة للحدود العراقية، تحسباً لأي هجمات عسكرية أو ردود فعل قد تقوم بها ميليشيات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني المنتشرة في الجانب العراقي. وكان فصيل عراقي باسم «كتائب سيد الشهداء»، قد هدد الخميس، بإرسال عشرات «الانتحاريين» لمهاجمة المصالح الأميركية في حال اندلعت الحرب ضد إيران. وأطلقت إسرائيل، فجر الجمعة، عملية «الأسد الصاعد» لضرب البرنامج النووي الإيراني، واستهدفت غاراتها حياً يقيم فيه كبار قادة «الحرس الثوري» الإيراني في طهران. استنفار في شرق سوريا نقل شهود عيان وسكان محليون من المنطقة أن الطيران الحربي حلق خلال ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، فوق سماء مدينة المالكية وريفها حتى معبر «سيمالكا» الرابط ببوابة «فيش خابور» في إقليم كردستان في الجانب العراقي، كما سمعوا تحركات وصفارات إنذار في قواعد التحالف بهذه المنطقة. وأكدت المصادر وصول أكثر من 100 شاحنة مساء الخميس، قبيل شن الجيش الإسرائيلي ضرباته ضد المواقع الإيرانية، كانت محملة بمعدات عسكرية ولوجيستية ومواد غذائية وكميات من الوقود، كما شملت عربات عسكرية وأسلحة وذخيرة، عبرت من العراق عبر منفذ الوليد الحدودي واتجهت نحو قواعد التحالف في الحسكة، المنتشرة في قرية خراب الجير وقاعدة الرميلان النفطية بريف المالكية، وبلدة قسرك الواقعة على الطريق الرئيسي بين مدينتي القامشلي وتل تمر، ومنطقة الشدادي الواقعة في الريف الجنوبي. وتأتي هذه التحركات بعد أن أعلنت واشنطن مؤخراً تقليص عدد قواتها في سوريا وإغلاق ثلاث قواعد لها بريف دير الزور، أكبرها حقلا «العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز. وأكدت المصادر أن القوات الأميركية وقوات التحالف يتم تزويدها بالمعدات العسكرية واللوجيستية بشكل دوري كل أسبوع من قواعدها في إقليم كردستان، لمواصلة عملياتها العسكرية ضد خلايا تنظيم «داعش» وتسيير دوريات في المنطقة، مع تحليق طيرانها الحربي فوق أجواء الحدود السورية العراقية. عملية أمنية لـ«قسد» ميدانياً، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» تنفيذ عملية أمنية نوعية دقيقة بالتنسيق والتعاون مع «التحالف الدولي»، استهدفت خلية نائمة تابعة لتنظيم «داعش» في بلدة المنصورة غرب محافظة الرقة، وألقت القبض على عناصرها، وفككت أسلحتهم، وصادرت وثائقهم. وأسفرت العملية عن اعتقال ثلاثة عناصر، وتخللها فرض حظر تجوال كامل على المنطقة المستهدفة. وذكرت «قسد» في بيان مساء الخميس أن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركات عناصر الخلية، أسفرت عن القبض على عنصرين بارزين من التنظيم، هما عبد الستار عبد الفتاح المحمد، الملقب بـ«أبي أميرة»، وشقيقه محمد عبد الفتاح المحمد، الملقب بـ«أبي البراء»، وهما من المنصورة. وأشار البيان إلى أن العناصر كانوا يعملون في مجال تصنيع المفخخات والعبوات الناسفة داخل ورشة خراطة مخصصة لإنتاج كواتم الصوت والمتفجرات. وأكدت هذه القوات التزامها بمواصلة العمليات الأمنية ضد التنظيم. يُذكر أن هذه العملية جاءت بعد عملية نوعية مماثلة نفذتها قوات «قسد» في بلدة تل كوجر باليعربية شرقي مدينة القامشلي، أسفرت عن القبض على عنصر من خلايا التنظيم، في إطار سلسلة تحركات أمنية مشتركة مع التحالف الدولي، تهدف إلى ملاحقة ومحاصرة خلايا موالية للتنظيم، في ظل تنامي التحذيرات الدولية من إعادة تفعيل نشاطه وتجميع صفوفه ضمن مناطق سورية مختلفة. سلطات طرابلس للقبض على الميليشياوي «العمو» المطلوب دولياً وجّهت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة في طرابلس أجهزتها للقبض على الميليشياوي أحمد الدباشي، الشهير بـ«العمو»، في مدينة صبراتة (غرب)؛ «وكل مَن يثبت تورطه معه في ارتكاب الجرائم». ويعد «العمو» أحد أشهر تجار البشر في ليبيا، ومطلوب دولياً. وقد عاد اسمه إلى واجهة الأحداث مجدداً عقب انتشار فيديو لفتاة ليبية وهي تخضع للتعذيب، ورصد حقوقيون صوته في المقطع المصوّر وهو يستجوب الفتاة. وقالت وزارة الداخلية في بيانها، مساء الخميس، إنها وجّهت رئيس جهاز المباحث الجنائية بالبحث والتحري والقبض على المدعو الدباشي، وذلك «في إطار جهود ضبط الأمن داخل المدينة، وضمان تطبيق سيادة القانون». وتعهّدت الوزارة بأن عملية القبض على الدباشي «ستتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة في مدينة صبراتة، وفقاً لما يقتضيه القانون وإجراءات القبض المعمول بها، وخلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة». وأظهر مقطع فيديو فتاة ليبية تُدعى رهف الكرشودي، وهي تخضع للتعذيب ومقيدة من رقبتها بالسلاسل، في حين يتحدث «العمو» إلى جانبها، ما أثار عاصفة من الغضب في البلاد. وكانت الأجهزة الأمنية قد عثرت على الفتاة مقتولة في 21 فبراير (شباط) 2024، ولم يستدل على الجناة حتى الآن، لكن مقطع الفيديو المتداول نكأ الجرح وفتح القضية. وقالت منظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان إن «المقاطع المصورة المنتشرة لفتاة مقيدة بالسلاسل من رقبتها، وعليها آثار ضرب وتعذيب من قبل المجرم الميليشياوي العمو، تستوجب التدخل العاجل من قبل وزارة الداخلية ومكتب النائب العام»، مطالبة بضرورة التحرك الفوري «لكشف التفاصيل، والقبض على الجاني وتقديمه للعدالة». وأعرب عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط، عن دهشته الشديدة من واقعة تقييد الفتاة الليبية من رقبتها بالسلاسل، مؤكداً أن مثل هذه الجريمة «لم تُرتكب حتى في عصور المغول، ولا في زمن الظلمات». وقال مستنكراً: «صبراتة الرائعة والشاهد على حضارة إنسانية خالدة، يشوهها اليوم قرصان يلقب بـ(العمو)». وقال أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، إن ما «فعله (العمو) وكثير من الخارجين عن القانون، من المهربين والمتورطين في عمليات الإخفاء القسري والتعذيب، يشكل وصمة عارٍ على جبين كل من يعلم بهذه الجرائم ويصمت». من جانبه، قال السفير إبراهيم قرادة، كبير المستشارين سابقاً في الأمم المتحدة: «للأسف، المغدورة رهف ليست حالة فريدة وحيدة، فلربما هناك العديد من أمثالها المختطفات قسراً أو المرغمات، ممن يستغثن طلباً للنجاة والإنقاذ والعون، غير أن صوتهن محبوس كما هن محبوسات ومقيدات بالسلاسل». وانتهى السفير الليبي إلى أن حوادث انتهاك حقوق الإنسان في بلده «درجات وأنواع؛ منها بسبب الموقف السياسي الإرادي، ومنها بسبب الظلم»، لكنه قال: «أياً كان الدافع؛ فإن انتهاك حرمة الإنسان جرم عظيم». السودان: عاصمة ولاية شمال كرفان تحت القصف المدفعي ومقتل 6 لقي 6 أشخاص على الأقل حتفهم، وأصيب 10 آخرون، الجمعة، في قصف مدفعي شنته «قوات الدعم السريع» استهدف أحياء سكنية في مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان (غرب السودان)، وفقاً لإفادات مصادر محلية في المنطقة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن 3 أطفال من عائلة واحدة، كانوا بين القتلى. وفي المقابل شنت الفرقة الخامسة التابعة للجيش السوداني (مقرها الأُبيّض) هجوماً بالصواريخ على مواقع عسكرية لـ«قوات الدعم السريع» في مدينة بارا، قرب الأُبيّض. وخلال الأسابيع الماضية تعرضت مدينة الأُبيّض، لهجوم مكثف شنته «قوات الدعم السريع» بالمسيَّرات على مناطق متفرقة. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن القصف المدفعي استهدف عدداً من المواقع السكنية في شرق المدينة. ويأتي الهجوم بالتزامن مع عمليات تحشيد ومعارك عنيفة تشهدها ولايات كردفان الثلاث، حيث يوجد معظم حقول النفط، مثل «هجليج» و«أبو جابرة» و«بليلة». وعقب بسط الجيش سيطرته على العاصمة الخرطوم بشكل كامل، انتقلت المعارك مع «قوات الدعم السريع» غرباً نحو ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان. ويجيء استهداف «قوات الدعم السريع» للمدينة ضمن سلسلة الهجمات ضد الجيش والقوات المساندة له بعد انسحابهم من بلدات الخوي والدبيبيات والحمادي المحيطة بمدينة الأُبَيّض، مما مهد لـ«قوات الدعم السريع» محاصرة الأُبَيّض من ثلاثة محاور. وأقرب منطقة تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، هي مدينة بارا التي تبعد أقل من 50 كيلومتراً شمال شرقي الأُبيّض، بالإضافة إلى انتشار قواتها بأعداد كبيرة في بلدات الخوي والحمادي وكازقيل، وهي أيضاً مواقع قريبة من مدينة الأُبيّض. وتشهد ولاية شمال كردفان معارك متقطعة إلا أن «قوات الدعم السريع» صعّدت هجماتها عبر المسيَّرات على العاصمة الأُبَيّض ومدينة الرهد (ثانية أكبر المدن). وإذ تسعى «الدعم السريع» للتقدم نحو الأُبيّض من مناطق سيطرتها الواقعة شمال الولاية وعلى رأسها مدينة بارا، يسعى الجيش لإنهاء وجود «الدعم السريع» في شمال الولاية وبعض المناطق جنوبها، تمهيداً لفك الحصار عن جنوب كردفان. ويخوض الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.


ساحة التحرير
منذ 4 ساعات
- ساحة التحرير
فتش عن أميركا وراء هذه الخديعة..!هيام وهبي
فتش عن أميركا وراء هذه الخديعة..! هيام وهبي هذا أمرٌ دُبِّر بليل ، وفي البيت الأبيض تمّت الموافقة عليه.. ترامب لعب لعبته القذرة وخدع الجميع .. وأعلن أنه سيواصل المفاوضات ..وما كان هذا التصريح إلّا لعبة من ألعابه القبيحة.. فالعدوان على إيران بعلمه، وبمشاركةأميركية ودعم لوجستي واستخباراتي ، وغطاء إعلامي ومعنوي .. وبتنسيق إسرائيلي مع وكالة الطاقةالذرية.. وما زال العالم يثق في دولة الإجرام الأميركية وبهذا البهلوان الذي يقود الكوكب بأسلوب وقح وسوقي نحو الدمار، فهو الذي أوحى للجميع بأن المفاوضات مع إيران مستمرة وبأنه لا يريد الحرب ويفضل الوصول إلى حل دون إراقة لدماء الأبرياء ، لعب على العامل النفسي ليمرر خديعته الكبرى وكي لا تقوم إيران باتخاذ الإحتياطات المناسبة.. وبنفس الوقت يعطي الضوء الأخضر للصهاينة كي يقوموا بهجومهم الغادر على إيران ، وليتكرر سيناريو إغتيال القادة الذي حصل في لبنان .. وأنطلت الخدعة على إيران ..واستشهد عدد من كبار القادة وثلة من العلماء العظام .. خسارة فادحة ووحشية لن تغفرها إيران .. وسيندم الكيان على تجاوزه الخطوط الحمراء.. والمفاوضات مع الأميركيين التي كانت مقررة يوم الأحد قد أُلغيَت وجميع قنوات التواصل مع واشنطن قد قُطعت، فهذه ألأمريكا المنافقة صاحبة التاريخ الطويل في خداع الشعوب ..صاحبة الهدايا المسمومة التي أبادت فيها الهنود الحمر ..أمريكا التي تنشر في العالم ديموقراطية الدم .. أمريكا المتوحشة التي أطلقت يد كلبها في بلادنا لينهش لحوم الأطفال ويهدم ويدمّر ..!!هذه الحرب هي حرب أمريكا لتفرض هيمنتها في الشرق الأوسط مستخدمة الكيان الصهيوني ..فهي العدو الأصيل الذي يستخدم الوكيل لتحقيق أهدافه..وإنكار ترامب لمعرفته بما حصل لن يخلي مسؤوليته عن هذا العدوان ..فيده ملطّخة بدماء الشعب الإيراني الذي لن يصفح ولن يسامح .. فكل ما حدث هو بإرادة أميركية .. وعلى الأرجح أن القواعد الأمريكية في دول الخليج قدّمت الدعم اللازم لإسرائيل لتسهيل العدوان على الجمهورية الإسلامية ..!! ستتوضح الحقائق مهما حاولوا تزييفها وإيران سترُد وسيكون الرد مزلزلا وسيندم ترامب على تآمره ودعمه لهذا العدوان الوحشي .. وسيتوحد الشعب الإيراني خلف قيادته الحكيمة ويلبي نداء الولي الفقيه وسيثأر لشهدائه الأبرار ، فهذا شعب عظيم ..كربلائي .. حسيني.. لا يبالي إن وقع على الموت أم وقع الموت عليه .. 2025-06-14


ساحة التحرير
منذ 4 ساعات
- ساحة التحرير
لخداع الأميركي اساس الضربة الإسرائيلية لإيران !ناجي صفا
الخداع الأميركي اساس الضربة الإسرائيلية لإيران ! كتب ناجي صفا هل كنا نحن بهذا المستوى من الغباء، انه انطلى علينا الخداع الأميركي في الموافقة والتخطيط لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، سلسلة من التصاريح اطلقها لترامب يشيد فيها بايران ويقول انه يمكن الوصول إلى حل دون حرب ، ويستدرج إيران إلى مسارات تفاوضية امعانا في الخداع . منذ دخول ترامب للبيت الأبيض بدأ التخطيط المشترك الأميركي الإسرائيلي لضرب إيران وقد اتخذ هذا الخداع أشكال متعددة ، من بينها الإعلان عن خلاف شخصي بين ترامب ونتنياهو ، والتسريب بأن ترامب حذر نتنياهو من الذهاب إلى ضرب إيران لان ذلك سيدم المحادثات الجارية في عمان وفي روما . لم تكن زيارة ترامب للمنطقة لحصد الأموال وتجاهل زيارة إسرائيل سوى الخداع الأميركي اساس الضربة الإسرائيلية لإيران . هل كنا نحن بهذا المستوى من الغباء انه انطلى علينا الخداع الأميركي في الموافقة والتخطيط لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، سلسلة من التصاريح لترامب يشيد فيها بطيران ويقول انه يمكن الوصول إلى حل دون حرب ، ويسترن إيران إلى مسارات تفاوضية امدانا في الخداع . منذ دخول ترامب للبيت الأبيض بدأ التخطيط المشترك الأميركي الإسرائيلي لضرب إيران وقد اتخذ هذا الخداع أشكال متعددة ، من بينها خلاف شخصي بين ترامب ونتنياهو ، والتسريب بأن ترامب حذر نتنياهو من الذهاب إلى ضرب إيران لان ذلك سيدمر المحادثات الجارية في عمان وفي روما . لم تكن زيارة ترامب للمنطقة لحصد الأموال وتجاهل زيارة إسرائيل سوى مسار من مسارات الخداع . كذلك التشكيلات التي أعلن عنها مؤخرا بإجلاء عائلات الاميركيين في عدد من السفارات الا استكمالا لمسار الخداع وتحضير للضريبة. ، ترامب ومحيطه غارقون في لعبة الخداع حتى اذنانيهم ، وتصريحات ترامب بأن العمل الإسرائيلي الذي قامت به ضد إيران ممتاز كشف المستور ، وتوجيهه تهديدات جديدة لإيران وبنائه الآمال على نتائج هذه الضربة بان تاتي ايران الى طاولة المفاوضات صاغرة . المنطقة في سياق مخاض شديد سيسفر عن تحولات كبيرة جدا وحرب طويلة ستعيد ترتيب أوراق المنطقة وهذا يرتبط بمستوى بالرد الإيراني على العدوان ونتائج الحرب ومنع أميركا وإسرائيل من السيطرة على المنطقة بالكامل. الحرب الجارية الآن ستقرر شكل المنطقة والتوازنات وقواعد الآشتباك الجديدة . فإما السيطرة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة وأما تقليص النفوذ الأميركي الإسرائيلي اذا ما استطاعت إيران استيعاب الضربة وتوجيه ضربة كبيرة وقاسية لإسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة . وما يخرج على لسان المسؤولين الآيرانيين يشي بذلك العالم كله يتطلع إلى مصير هذه الحرب ليتقرر التوازن الدولي الجديد واسقاط الأحادية الأميركية وتكريس التعددية بالتنسيق مع روسيا والصين . من مسارات الخداع كذلك التشكيلات التي أعلن عنها مؤخرا بإجلااء عائلات الاميركيين في عدد من السفارات الا استكمالا لمسار الخداع وتحضير للضريبة. ترامب وامحيطه غارقون في لعبة الخداع حتى اذنيهم ، وتصريحات ترامب بأن العمل الإسرائيلي الذي قامت به ضد إيران بأنه ممتاز ، وتوجيه تهديدات جديدة لإيران وبناء الآمال على نتائج هذه الضربة بأن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات صاغرة . المنطقة تتعرض لمخاض شديد سيسفر عن تحولات كبيرة جدا والى حرب طويلة قد تعيد ترتيب أوراق المنطقة وهذا يرتبط بمستوى بالرد الإيراني على العدوان ومنع أميركا وإسرائيل من السيطرة على المنطقة بالكامل. الحرب الجارية الآن ستقرر شكل المنطقة والتوازنات وقواعد الآشتباك الجديدة . فإما السيطرة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة وأما تقليص النفوذ الأميركي الإسرائيلي اذا ما استطاعت إيران استيعاب الضربة وتوجيه ضربة كبيرة وقاسية لإسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة . وما يخرج على لسان المسؤولين الآيرانيين يشي بذلك العالم كله يتطلع إلى مصير هذه الحرب ليتقرر التوازن الدولي الجديد واسقاط الأحادية الأميركية وتكريس التعددية بالتنسيق مع روسيا والصين .. 2025-06-14