
دمج عناصر 'الحزب' في الجيش: تهديد للعقيدة وتفكيك للمؤسسة
المصدر:قناة ام تي في
في مقابلة حديثة، أطلق الرئيس اللبناني جوزاف عون طرحاً مثيراً للجدل حول إمكانية دمج عناصر حزب الله في صفوف الجيش اللبناني، بعد إخضاعهم لاختبارات ومعايير محددة، وذلك ضمن رؤية مستقبلية لما بعد حسم ملف سلاح الحزب. هذا التصريح، وإن بدا من حيث الشكل خطوة نحو لبننة السلاح، إلا أنه يفتح الباب على مصراعيه أمام إشكاليات بنيوية وأمنية تمس جوهر المؤسسة العسكرية اللبنانية.مصادر دبلوماسية مطلعة أكدت لـ نداء الوطن أن مسألة تسليم السلاح أصبحت محسومة، وأن العملية دخلت فعلياً طور التخطيط المرحلي، ولو أن قصر بعبدا لم يرد بعد على الطلب الأميركي الأخير بوضع رزنامة زمنية لتسليم السلاح، وتشير المصادر إلى أن من يعتقد أن السلاح سيبقى أو أن مصيره مرتبط بمفاوضات إيران الإقليمية، هو واهم، باعتبار أن السياق السياسي العام بات يتجه نحو تعزيز الدولة كمظلة حصرية للقوة والشرعية.غير أن التحدي الأكبر لا يكمن في توقيت التسليم بل في ماذا بعد؟. إذ تطرح فكرة دمج عناصر من تنظيم عقائدي مسلح في الجيش النظامي خطراً مباشراً على هوية هذه المؤسسة، التي استُثنيت تاريخياً من الانقسامات السياسية والطائفية، وبُنيت على أسس وطنية جامعة تقوم على عقيدة الدفاع عن الدولة من دون سواها، وعليه، فإن إدخال آلاف العناصر الذين تربوا على عقيدة الولي الفقيه والانتماء لمحور سياسي خارجي إيراني، يشكّل قنبلة موقوتة داخل الجسم العسكري.من الناحية التنظيمية، فإن أي محاولة لدمج عناصر ذات خلفيات أيديولوجية صارخة ستفرض تعديلاً في البنية الثقافية والعسكرية للجيش، وربما تخلق انقسامات داخل صفوفه، وتهدد وحدة القرار والانضباط، وسيكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، ضمان ولاء هؤلاء للدولة ومؤسساتها فقط، لا سيما في حال استمرت المرجعيات الدينية والسياسية القديمة في التأثير عليهم بشكل مباشر وغير مباشر.كذلك، فإن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام ممارسات التسييس داخل المؤسسة، حيث يُخشى أن تتحوّل المؤسسة العسكرية إلى ساحة لتوازنات حزبية وطائفية، ما يفقدها وظيفتها الوطنية ويعيد إنتاج نموذج الميليشيا المقنّعة بلباس الدولة، وهو ما يتناقض كلياً مع المساعي الرامية إلى بناء دولة فعلية ذات قرار سيادي موحّد.إضافةً الى ذلك، فإن التجارب السابقة في بعض الدول المجاورة أثبتت أن دمج جماعات مسلحة عقائدية في الجيش اللبناني يؤدي إلى خلخلة التراتبية، وزعزعة الثقة بين الضباط والجنود، وتكريس الانقسام الداخلي بدلاً من تجاوزه.وفي هذا الصدد، شرح العميد المتقاعد وهبي قاطيشه المعضلة المتعلقة بدمج حزب الله في الجيش اللبناني، معتبراً أن ذلك مستحيل، لأن الجيش اللبناني جيش وطني يعمل ضمن سلطة الدولة واستراتيجية هدفها خدمة الوطن، أما عناصر حزب الله فهم عقائديون دينيون يدينون بولاية الفقيه، ما يجعل دمجهم يولّد صراعات داخلية.وقال لـ نداء الوطن: الجيش اللبناني غير قادر مادياً على تلبية حاجات عناصر الحزب، وعددياً هم أكثر من الجيش، إذ يُقدّر عددهم بين 50 إلى 100 ألف مقاتل، ما يعني أن الدمج الفعلي سيكون بإدماج الجيش في حزب الله، لا العكس. كما أن الخلاف العقائدي عميق، إذ لا يمكن وضع جندي يؤمن بسيادة لبنان إلى جانب آخر لا يعترف بها.أضاف: هوية عناصر حزب الله دينية قبل أن تكون وطنية، وولاية الفقيه لا تعترف بالحدود الوطنية، بل تمتد لتشمل الأمة الشيعية من إندونيسيا حتى واشنطن. كما أن عنصر الحزب يسعى إلى الاستشهاد كغاية دينية، بينما عنصر الجيش يعتبر الاستشهاد احتمالاً في سبيل الدفاع عن الأرض، لا هدفاً بحد ذاته.وعن مقارنة الوضع الحالي بإدخال عناصر من ميليشيات سابقة إلى الجيش بعد الحرب، قال: صحيح أنه تم دمج بعض العناصر سابقاً، لكنهم كانوا يملكون عقيدة وطنية، بعكس عناصر حزب الله الذين لا يؤمنون بلبنان ككيان مستقل.وتابع: سبق أن أُدخلت عناصر من تنظيمات عسكرية إلى الجيش لكن بأعداد محدودة، ولم يُضم أحد من القوات اللبنانية.وبشأن ما يُحكى عن استنساخ تجربة الحشد الشعبي في لبنان، أوضح قاطيشه: الرئيس عون أراد الإشارة إلى أن هذه التجربة غير قابلة للتكرار هنا، لأن الحشد الشعبي في العراق أضعف الجيش لصالح قوة موازية تهيمن على القرار العسكري.وعن فكرة إدخال عناصر من الحزب إلى الجيش طوعاً، قال: شروط الانتساب تتطلب أن يكون عمر المتقدم دون الـ 21 عاماً، ومعظم عناصر الحزب تتجاوز أعمارهم الأربعين، ما يجعل الأمر غير ممكن قانونياً.وختم قائلاً: يجب احتضان عناصر حزب الله ودمجهم في المجتمع اللبناني، لكن خارج الأجهزة الأمنية. فمصيرهم كمصير أي لبناني، بالبحث عن وظائف داخل الدولة.إشارةً الى أن وزارة الخارجية العراقية استدعت سفير لبنان في بغداد على خلفية تصريحات عون بشأن قوات الحشد الشعبي العراقية، ما ينذر بأفق أزمة دبلوماسية مع العراق.أمام هذا الواقع، تبدو فكرة الدمج غير عملية، لا بل خطيرة، فالخيار الأسلم هو إعادة تأهيل عناصر الحزب عبر برامج مدنية، وإدماجهم في المجتمع ضمن مؤسسات غير أمنية أو عسكرية، تضمن كرامتهم من دون أن تمس بهوية الدولة أو تقوّض الجيش اللبناني، فالحفاظ على الجيش كمؤسسة محايدة وموحدة هو ركيزة أساسية لأي مشروع إصلاحي حقيقي، وأي مساس به يهدد ليس فقط توازن السلطة، بل وجود الدولة نفسها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم المصرية
منذ 7 ساعات
- أخبار اليوم المصرية
نتنياهو يزعم تغيير وجه الشرق الأوسط ولابيد يرد: "لم تحققوا شيئًا"
زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، اليوم الأربعاء 28 مايو، أن حكومته "غيرت وجه الشرق الأوسط" وحققت "إنجازات كبيرة في سبع جبهات"، وذلك في خضم جدل محتدم مع المعارضة التي تنتقد أداء حكومته وتعتبر أنها "لم تحقق شيئًا". جاءت تصريحات نتنياهو خلال كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، حيث أعلن عما وصفه بـ"إنجازات تاريخية" تشمل عدة جبهات، مؤكدًا أنه "منذ قيام إسرائيل لم يتم تحقيق إنجازات مثل التي تحققت في جبهات عدة". وفي سياق منفصل، زعم نتنياهو اغتيال محمد السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار. وتأتيهذه الخطوة بعد ترقية محمد السنوار إلى الصف الأول في قيادة حماس إثر استشهاد شقيقه يحيى في معركة ضمن الحرب الدائرة في غزة. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أفاد نتنياهو بأن الضغط العسكري على حماس أدى إلى استعادة 197 من المحتجزين من غزة، مشيرًا إلى بقاء 20 محتجزًا على قيد الحياة و28 فارقوا الحياة، متعهدًا بمواصلة القتال حتى "هزيمة حماس وإعادة المحتجزين من غزة". كما تطرق نتنياهو إلى ما وصفه بـ"خلق واقع جديد في لبنان لم يحدث منذ 50 عامًا" عبر إحباط "خطر تهديد اقتحام حزب الله لبلدات شمال إسرائيل"، ما عزّز حسب قوله "دور إسرائيل بصفتها قوة عظمى إقليمية". في المقابل، وجّه رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، داعيًا كل إسرائيلي إلى "أن يسأل نفسه كيف كان وضعه قبل حكومة نتنياهو وكيف حاله الآن؟". وأكد لابيد أن "قبل سنتين ونصف السنة كانت إسرائيل آمنة وحدودها هادئة ومؤمنة"، واصفًا الحرب الحالية بأنها "حرب السابع من أكتوبر" وليست "حرب النهضة". كما انتقد لابيد تدهور العلاقات مع الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن "الإدارة الأمريكية توصلت إلى اتفاق مع الحوثيين خلف ظهر نتنياهو"، مؤكدًا أن "في تاريخ إسرائيل لم تصل علاقتنا مع الإدارة الأمريكية إلى هذا الوضع". من جانبه، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب في غزة"، وأعرب أولمرت عن استيائه من دعوة بعض الوزراء إلى "تجويع سكان غزة وإبادتهم". وشدّد أولمرت على أن "توسيع الحرب لا غرض ولا هدف عسكريًا يمكن تحقيقه منه"، مؤكدًا أن "كلنا على يقين تام بأنه لا يوجد أي هدف يمكن تحقيقه يبرر الاستمرار في هذه العملية أو توسيعها"، وأن "هذه العمليات لن تنقذ المحتجزين ولن تحقق أي مصلحة وطنية". وفي ذروة الجدل الدائر في الكنيست، رد نتنياهو على انتقادات لابيد قائلًا: "لقد استمعت باهتمام إلى خطابك الترفيهي، ويمكنني تلخيصه في جملة واحدة.. الإنجاز الوحيد الذي تريده هو إسقاط الحكومة، وفي هذا الأمر لا يوجد أي إنجازات حقيقية". وتأتي هذه التصريحات المتبادلة في ظل استمرار الحرب في غزة والتوتر الإقليمي المتصاعد، بينما تتزايد الانتقادات الداخلية والخارجية لسياسات الحكومة الإسرائيلية وأدائها في إدارة الأزمات المتعددة التي تواجهها.


الوفد
منذ 8 ساعات
- الوفد
نتنياهو يتفاخر في الكنيست: لقد غيرنا الشرق الأوسط
في تصريحات مثيرة للجدل، زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل حققت إنجازات غير مسبوقة على عدة جبهات في آن واحد، مدعيًا أنها "غيرت وجه الشرق الأوسط" منذ هجوم السابع من أكتوبر، مشيرا بشكل خاص إلى "خلق واقع جديد في لبنان لم يحصل منذ 50 سنة". تطرق نتنياهو إلى الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل "صدت المهاجمين من أرضنا ودخلت قطاع غزة"، وقامت بـ "قتل آلاف المخربين"، ذاكرًا أسماء شخصيات قيادية في حماس مثل الضيف وهنية ويحيى السنوار ومحمد السنوار. كما ادعى تدمير "عدد لا محدود من المقدرات الإرهابية" والسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح ومؤخرًا محور مراج. وزعم نتنياهو خلال كلمة له في الكنيست نقلتها قناة 'سكاي نيوز عربية' أن إسرائيل "قطعت إمدادات السلاح التي كانت تصل حماس وأوقفت تقريبًا كل الصواريخ التي كانت تطلق ضد أرضنا من غزة"، وأعادت سكان غلاف غزة إلى بيوتهم. واعتبر أن "نقطة تحول كبيرة باتجاه هزيمة ساحقة لحماس" تتمثل في سلب الحركة السيطرة على توزيع الغذاء في القطاع، واصفًا ذلك بـ "ماكينة المال التي كانوا يستعملونها لإعادة بناء جيش الإرهاب"، مؤكدًا أن هذا سيقضي على قدرات حماس "الحوكمية" والعسكرية. وبشأن الوضع في لبنان، رد نتنياهو على من يزعمون "صفر إنجازات" بقوله إن إسرائيل قامت بعملية "أجهزة البيجر" وقتلت "كافة هيئة الأركان التابعة لحزب الله".3 وادعى تدمير "قرى الإرهاب" على الحدود، وقتل "آلاف المخربين"، وتدمير "منظومة الصواريخ"، وإنهاء "تهديد اقتحام بلدات الشمال"، مختتما حديثه عن لبنان بالقول: "لقد ركعنا حزب الله وخلقنا واقعا جديدا في لبنان لم يحصل منذ 50 سنة". في سوريا، ادعى نتنياهو أن إسرائيل "منعت وصول الدعم من حزب الله لنظام الأسد"، مشيرًا إلى أن بشار الأسد كان يعتمد على حزب الله في قتاله خلال الحرب الأهلية. وأكد أنه "حين قتلنا نصر الله ودمرنا قدرات حزب الله القتالية لم يصل أي إمداد لسوريا"، ما دفع إيران لإرسال دعم عسكري، والذي اعترضته الطائرات الإسرائيلية وأجبرتها على العودة، واختتم بالقول: "بعد انقطاع الدعم عن بشار الأسد انهار نظامه وتقدم ثواره من مكان إلى مكان... وهكذا سقط النظام". اقرأ المزيد..


24 القاهرة
منذ 11 ساعات
- 24 القاهرة
مبعوث التجارة يصل إسرائيل رغم إعلان الخارجية البريطانية تقييد التعاون التجاري مع الاحتلال بسبب غزة
تواجه بريطانيا جدلًا واسعًا، حيث إن إيان أوستن، مبعوث التجارة البريطانية، وصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن رحلته لتقوية التعاونات التجارية، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية التحفظ على التجارة مع إسرائيل بسبب الجرائم المرتكبة في غزة. وتم تصوير المبعوث التجاري، خلال زيارته إلى حيفا في منشور على موقع X نشرته سفارة المملكة المتحدة في إسرائيل، خلال زيارته لمركز مسح جمركي عالي التقنية وميناء ومشروع للسكك الحديدية الخفيفة. بريطانيا وإسرائيل وكان ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، وصف سلوك إسرائيل في غزة بأنه وحشي ومتطرف. وفي إشارة إلى عدم موافقته، التي رحب بها معظم نواب حزب العمال، علق وزير الخارجية المحادثات التجارية الجديدة وأطلق مراجعة لخارطة طريق التعاون الاستراتيجي رفيعة المستوى الموجودة مسبقًا مع إسرائيل. وقال أحد نواب حزب العمال الرئيسيين: هناك مجموعة كبيرة من نواب حزب العمال غاضبون من السماح بحدوث ذلك بعد التقدم المحرز الأسبوع الماضي. يجب طرد أوستن على الفور؛ رد وزارة الأعمال والتجارة غير مقبول على الإطلاق. وأضاف أن الأمر لا يتعلق برسائل مختلطة، بل مشوهة. جيش الاحتلال يعلن مقتل قائد مجمع ياطر بـ حزب الله بهجوم أمس في جنوب لبنان تعهد بإحراقه في كل مدينة| اليوم محاكمة حارق المصحف في بريطانيا.. وفريق دفاعه يستعين بموقف سابق لكير ستارمر